Telegram Web Link
كان أرقّ من نسمةٍ في موضع الحبّ،
وأمضى من سيفٍ في موضع الحرب.

أبو زينب، الحاج صالح،
رجلٌ من عباد الله أولي البأس الشديد، جاس في ديار بني صهيون واقتحم مواقعهم في الجنوب مرارًا وهو في العشرين من عمره، ورمى جبروت إسرائيل تحت أقدام السيّد في ساحة الشورى.
من القوّة الخاصّة قبل التحرير، إلى المهام الخاصّة بعده. ومن عمليّات الاقتحام والكمائن في الجنوب، إلى نوعٍ آخر من "العمليّات" على مستوى المحور كلّه. كان رجل كلّ الميادين.

يعرفه الناس بأنّه "صهر السيّد"،
ويعرفه من عرفه حقًّا بذاته وشخصه. رجلٌ لا تزيده الألقاب ولا المناصب ولا النِسَب شيئًا.
أتته الدنيا من كل أطرافها طوعًا، فلم تغيّر فيه شيئًا. رماها زاهدًا تحت أقدام المستضعفين، يبذل لهم من حبّه وماله وخدمته ما استطاع، إلى أن بذل دمه عارجًا إلى لقاء ربّه عفيفًا تقيًّا طاهرًا.

في ذكرى عروجه، رحم الله من أهدى العمّ الحبيب الشهيد الحاج حسن جعفر قصير (الحاج صالح) ثواب الصلاة على محمد وآل محمد.
في صباح 2 تشرين الأول 2024، طُرِق باب البيت، وإذا بالقادم هو السعيد مهدي، بضحكته المعهودة وابتسامته التي لم تفارق وجهه يوما، وبمزاحه الذي يملأ المكان حياة. سلّم على الجميع بحرارة، ثم التفت إلى والدته طالبًا منها أن تُعدّ له فطورا، وكان يشتهي صحن فول كعادته.

جلس مع أهله وأولاده على شرفة البيت، يأكل الفول ومع كل لقمة فول، كان يأخذ نفسا من الأرجيلة كأنه يدرك أنّها آخر لقمة وآخر نفس في حياته.

بعدها أخذ والدته جانبا، وقال لها بلهجة المودّع:
"ادعي لي يا أمي بالتوفيق، أعطيني رضاك وإذنك. أنا ذاهب إلى أرض الجنوب، وادعي أن يرزقني الله الشهادة. "

كان المشهد ممتلئا بالدموع والأحضان. لأول مرة طلبت الأم أن تُقبّل يديه، فمدّهما إليها وهو يقبّل رأسها وكتفيها ويديها بحرارة. بكَت وبكى، وازدادت اللحظة رهبة حين أوصاها قائلًا:
"لا تنسي الفقراء يا أمي، لا تنسي المحتاجين، ولا تجلسي في حسرة باكية."

ثم ودّع الجميع، قبّلهم واحدا واحدا، ومضى إلى الجنوب. وهناك امتزجت دماؤه بترابها الطاهر، ومنذ ذلك الحين فُقِد أثره، ولم يعد.

السعيد عباس ناجي حجازي
بعض الكلام حول الوالد الشهيد (٤):

قبل سنواتٍ بدأت الأزمة الاقتصاديّة في لبنان، وبدأ معها انقطاع مادّتَي المازوت والبنزين، وصار اللبنانيّون يقفون في الطوابير أمام محطّات المحروقات لساعاتٍ طويلةٍ من أجل تعبئة سيّاراتهم.

بعد فترةٍ وجيزةٍ، اتّخذت قيادة الحزب قرار استيراد المحروقات من الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة إلى لبنان لكسر الحصار المفروض عليه.
وضعت القيادة هذا الملفّ بكامله في عهدة الحاج ماجد. من تأمين المحروقات من المصدر الإيرانيّ، إلى الشحن في الباخرات، إلى التخزين في سوريا والنقل إلى لبنان ثمّ التوزيع على المستفيدين.
ولأنّ القرار كان أن يتمّ التوزيع عبر شركة الأمانة ومحطّاتها، فقد كانت كلّ هذه الشركة في ذلك الوقت في خدمة هذا الملفّ وتعمل بالتنسيق مع المعنيّ عنه.

لم يكن استلام الحاج لملفّ استيراد المحروقات وتوزيعها سرّيًّا تمامًا، بل كان جزءٌ كبيرٌ من الحزب بدوائره وأفراده على علمٍ بالأمر.
ولهذا، في تلك الفترة كان يتواصل معي عددٌ كبيرٌ من الإخوة، هذا يريد وظيفةً لقريبه في محطّةٍ، وهذا يسعى لحلّ مشكلةٍ ما، وذلك يريد الحصول على مادّة البنزين.. باعتبار أنّ "محطّات الأمانة عند الحاج" وأنّ "ابن الحاج بجيب بنزين"!

هكذا كانت الصورة في أذهان البعض. أمّا في الواقع، فقد كان "أبناء الحاج" الأربعة يقفون مع الناس في الطوابير أمام محطّات الأمانة نفسها وينتظرون لخمسٍ أو ستّ ساعاتٍ من أجل ملء خزّان الوقود في السيّارة.
بل في إحدى المرّات اضطررتُ مع أحد الأصدقاء إلى قضاء الليل بأكمله في السيارة أمام إحدى المحطّات من أجل الحصول على دورٍ في التعبئة عندما تفتح المحطّة بابها في الصباح. وقد تعمّدت يومها نشر الصورة والحديث عن "التجربة الجميلة" على الفايسبوك حتّى يعرف أولئك الذين يطلبون من "ابن الحاج" أن يناولهم من خزّانات الوقود التي يوفّرها له أبوه.

نعم، أنا شاهدٌ على أنّ الحاج كان يجري الاتّصالات ويتدخّل في بعض القضايا متوسّطًا لبعض أقربائه وأفراد عائلته.
من أجل ماذا؟ من أجل أن يشاركوا في المعارك في الجبهة ويكونوا في الصفوف الأولى..

رحم الله من أهدى الشهيد القائد محمد جعفر قصير (الحاج ماجد) ثواب الصلاة على محمد وآل محمد.
بعض الكلام حول الوالد الشهيد (٥): الكلمة الأخيرة.

كان الحاج رحمه الله يحب الواقعيّة ويكره المبالغات، وكان ينتقد بشدّة "أسطرة الشخصيّات".
كان يرفض التصوير الذي تقدّمه الجهات وغيرها لبعض الأشخاص على أنّهم مخلوقاتٌ من عالمٍ آخر، معصومون مبرّأون من العيب والنقص، مقدّسون تنزّلوا من عالم الملكوت ولا ينتمون لعالمنا!

كان يؤكّد على أنّ كلّ الذين تسمعون عنهم، هم بشرٌ مثلنا. يخطئون ويصيبون، يجربّون فيفشلون ويعيدون التجربة فينجحون. لديهم صفاتٌ مميّزةٌ ولديهم نواقص، لديهم إنجازاتٌ عظيمةٌ ولديهم أخطاءٌ.
نعم بالطبع، هم مؤمنون مخلصون عملوا في سبيل الله وقدّموا وبذلوا لله كلّ شيءٍ، فأخذ بأيديهم وهداهم وسدّدهم وأيّدهم. كما هي سنّته في توفيق كلّ من يعمل بإخلاصٍ.

لم يكن الهدف من هذه النظرة الواقعيّة التي كان يؤكّد عليها هو الحطّ من مقام أحدٍ، فقد كان في الواقع شديد التقدير والتعظيم للقادة والشهداء. لكن الهدف منها هو عدم الوقوع في فخّ المثاليّة المفرطة.

عندما يتعامل الإنسان مع شخصٍ على أنّه "أسطورةٌ" فإنّه يفقد فرصة الاقتداء به، لأنّه يرى فارقًا جوهريًّا بينه وبينه. كما يفقد فرصة الاستفادة من تجربته، لأنّه لا يرى النواقص ليتمّمها والأخطاء ليتفاداها. ويقع في مشكلة التقديس الأعمى فيفقد معيار الصواب والخطأ في الأخذ والردّ.

بالطبع، واجبنا هو أن نبرز كمالات عظمائنا، وأن نركّز على كلّ ما يبرز فضلهم ويصلح لأن يكون بابًا لنا للاقتداء بهم.
لكنّ هذا شيءٌ، والمبالغة غير الواقعيّة ورسم الصورة المثاليّة شيءٌ آخر. الصورة التي تجعلنا نرى أنّ الله قد "خلق فلانًا وكسر القالب من بعده"، وأنّنا محكومون بالفشل لأنّنا قد فقدنا فلانًا، وأنّ أيّ واحدٍ منّا لا يستطيع أن يكون مثل فلانٍ بل أفضل منه.
هذه الأفكار تسيء إلى الشهداء أنفسهم وإلى نهجهم وتعطّل إمكانيّة البناء على عظيم ما قدّموه والتقدّم والاستمرار من بعدهم.

رحم الله من أهدى الحاج محمد جعفر قصير (الحاج ماجد) ثواب الصلاة على محمد وآل محمد.
كثيرا ما سُئلت، لماذا كانو يجتمعون في نفس المكان(الشهداء)، ومن المؤسف أن في اليوم الأول من استقبال التعازي بشهدائنا بعد وقف إطلاق النار، قالت إحداهنّ لوالدتي وهي تُعزّي.."الله يرحمهم ولكن نحنا لُمناهم(أي لامت الشهداء) انه ليش كانوا متجمّعين بنفس البيت؟!"
أجابت والدتي "يرحم امواتكم واكتفت"

في الحقيقة أنّ أبناء عمّي، كانوا قد أخلوا منازلهم في اللحظة الأولى التي تبلّغوا بها أن يجب عليهم الإخلاء، خصوصا بعدما ظهر الإنكشاف الأمني وتبلّغ "مُحمد" أنه يمكن أن يكون مستهدفا، وهنا أقول بفخر، أن محمّد (طالب) كان من الذين أخذوا بثأثر السيّـ ـد عشيّة شهادته.

مُحمد اتّخذ كل الإجراءات اللازمة وبدّل سيارتين، ولم يكن يحمل هاتفا(وهو منذ سنوات لا يستخدم الهاتف الجوّال).

قبل المجز///رة بيوم واحد، أمضت العائلة ليلة كاملة بالعراء، في أحد البساتين، لأن الأماكن "الآمنة" كانت قد اكتظّت بالنازحين، من الجنوب، ومن أبناء المنطقة نفسها،، لا أماكن خالية في المدارس، ولا في المناطق المسيحية، ولا في الأديرة.. وكانت العائلة من الذين آثروا عوائل أخرى على أنفسهم منذُ بداية الحرب ولم يذهبوا افساحا للمجال امام عوائل نزحت من أماكن بعيدة اكثر استهدافا..
وأصحبت المنطقة شبه خالية من أي مكان آمن لأن الغارات كانت تمطر على المنطقة بأكملها..

عند طلوع فجر تلك الليلة التي أمضوها في العراء، في البرد والصقيع الذي لم تقدر على مقاومته الأغطية والفرشات.. قررت العائلة ان تعود إلى منزل ابن عمّي "مهدي" الواقع عند أطراف القرية، وقال لهم محمد، انتم ابقوا هنا ونخنُ نغادر(اي الرجال) ونذهب الى احدى البساتين..
العائلة بأفرادها، الأُم والزوجات و.. رفضوا رفضا قاطعا، وأصرّوا ان يبقوا معا، ومهما كان المصير فليكن مصيرا مشتركا..
عزّ على افراد العائلة ان يكون بينهم "كمُسلم" دون مأوى، وما كان من خيار الا ان تكون الأم والأب والزوجة والأولاد "طوعة"
ظنا منهم أن العدو لن يستهدف مكانا يضجّ بأكثر من ٣٠ شخصًا من أجل قتل شخص واحد..

في صبحية يوم المجز//رة وقبل دقائق من الغارة، يروي أحد أبناء عمّي(الثاني) الذي أصيب ونجا من الموت، أن محمد كان يجلس عند مدخل المنزل(المكان الذي بقي من المنزل بعد الغارة) يقرأ زيارة عاشوراء، ويتجّه نحو الشرق ويرفع يده مُسلمّا على أبي عبدالله الحُسين.

هنيئا للشهداء وشافى الج//رحى من أبناء عمّي وعمّي الذي ما يزال يعاني من جراحه حتى اليوم. ورحم الله من أهداهم ثواب الصلاة على محمد وآل محمد والفاتحة.

علي القاضي
'


*الشهيد حسن عطوي  مهندس وجريح بـايجر*
*مطفأ العيون و مقـطع أحد الأيدي والثانية متضررة*
*كان يسكن في كفركلا*
*مع زوجته الشهـيدة الشجاعة زينب رسلان من بلدة الطيبة حيث كانت له العين واليد والسند.*

*رغم الأصـابة التي اوصلته الى فقدان النظر لم يجلس في المنزل بل بقى ساعياً بعقله وبعين ويد زوجته، الى ٳتمام العمل العمليـاتي الذي كان يعتبر نفسه مُكلفاً به حتى وهو حٍريح وفاقداً لحــركة اليد والنظر .*

*نال أخيراً حسن عطوي مع زوجته زينب*
*التي كانت زينب الأسم، وزينب العمل، وزينب الفعل*
*وزينب الأقدام والشجاعة والصبر*
*مكانة الشهادة في الركب الحُسيني المُطهر*
*بغارة على عجلتهما في بلدة زبدين جىْوب لبنان المُشرف*
*ظهر اليوم .*

*أي شعب تريد أنت أن تهزم يا نتنـ ياهو اللقيط*
*هل الشعب الذي يملك هذا الأصرار والصلابة يُمكن أن يُهزم ؟!*



.
"وإن شاء الله تكونين شريكتي في الآخرة..
وبتمنى من الله سبحانه وتعالى يرزقك الشهادة انت كمان.."

من وصية الشهيد حسن عطوي الذي اغتاله العدوّ أمس هو وزوجته.
‏في الصورة، عينا حسن عطوي حقيقيتان. في الأشهر الأخيرة، ثبّت له الأطباء في مكانيهما عينين زجاجيتين. ربما ليستا زجاجيتين. لا يهمّ مما صُنعتا، فالنتيجة واحدة. هو لا يبصر بهما. المهم، بالنسبة إليه، أن وجهه استعاد بهما القليل من ملامحه. بصوته الهادئ الواثق المتفائل، كان يخبرنا أنه ينزع عينيه، الزجاجيتين، ليغسلهما، بحسب توصيات الطبيب، ثم يعيدهما إلى وجهه.
‏هل في ذلك شيء من السحر؟
‏رجل طويل القامة، جميل الوجه والعينين، أسمر كبلال عدشيت والجنوب، حلو كما الحياة في عينيه، يحب الطبخ والإطعام، أب لإبنة وولدين، تحبّه أمه كما تحب الأمهات أبناءهنّ، يبتسم ويضحك، يحكي عن نهفات حياته الجامعية في إيران، تحبّه شقيقاته ويحبّهنّ، يحبّه شقيقه وكل أفراد العائلة ويحبّهم، "يحاضر" في فوائد لحم الماعز، يمارس الرياضة كل يوم، ويلتزم بالعلاج ليديه اللتين بُتر منهما الكثير من الأصابع… هذا الرجل ينزع عينيه من مكانيهما، ليغسلهما، ثم يعيدهما إلى وجهه. الاستماع إليه فيما هو يحكي عن ذلك كما يحكي أيّ منّا عن تقليم أظافره، كان يحرّك شيئاً من الألم الطفيف، لكن العميق، في سويداء القلب. لكن حسن لم يكن يتألم، ولم يكن يكابر.
‏فارس من فرسان جبل عامل، انتقل إلى طور جديد في الحياة، لا ضوء فيها. هكذا هي حياة ما بعد تفجير البايجر في "نظره". لم تكن الحياة الجديدة سهلة، بطبيعة الحال. لكن حسن جعلها كذلك. وإذا أردنا توخّي الدقة، فإن حسن وزوجته زينب وكل أفراد العائلة جعلوا حياة ما بعد تفجير البايجر تحدّياً يمكن تجاوزه، بالكثير من الرضى والتسليم والفرح. نعم، الفرح. الكثير من الفرح. تماماً كما هي حال أيّ زوجين، في كل يد من أيديهم خمس أصابع، وكل عيونهم حقيقية يرون بها الدنيا ومن فيها، ويراكمون في القلب ملامح الوجوه وألوان العيون.
‏كانت للعينين الزجاجيتين وظيفة أخرى لدى حسن. ابنه أحمد، ذو الأربع سنوات، احتفل يوم رأي عينَي أبيه، بعد أشهر من اعتياده رؤية تجويفين في وجهه. لم يعتدهما تماماً، كما لم يعتد لمس جذور الأصابع المبتورة في كفّي أبيه. وعندما رأى العينين الزجاجيتين، صار يقفز في المنزل محتفلاً بأنْ "رِجعوا عيون بابا ورح يرجع يشوفني".
‏والحال أن حسن كان يرى، رغم العينين الزجاجيتين. كان يرى في قلبه، وكان يرى بعينَي زينب. تقود السيارة. تحرص على أناقته. تَعدّ له الدرجات قبل نزوله أو صعوده فيمشي مشية واثق الخطوة. ترافقه حيثما يجب، وحيثما أراد. تسكب له الطعام. تزيل له الشظايا من وجهه. تستلها من تحت الجلد بخبرة الجرّاح. تعطيه فنجان الشاي وتدلّه أين سيضعه، مرة واحدة، فتصبح بعدها حركته كحركة أي مبصر.
‏كانت زينب، منذ السابع عشر من أيلول 2024، شريكته وحبيبته ورفيقته وأم أولادهما الثلاثة ودليله وعينه…
‏بعد استشهادهما، قال لي صديق إنه يعتقد أن حسن ربما ارتاح من العيش بلا عينين ويدين. في الواقع، هي مواساة للذات في غير محلها، لأن حسن لم يكن "معذّباً". من قتلته "إسرائيل" لنا في زبدين، يوم السادس من تشرين الأول 2025، كان مهندساً كفيفاً تقاعد قسراً من العمل العسكري، ليعيش حياته الجديدة، بكل ما فيها من ألم، بصبر واحتساب وفرح وعاطفة وإيمان مطلق بالله وألطافه، وبصوابية خياره، وبعظمة التضحيات. كان حسن يضجّ بالحياة، فائق الحيوية، طاقة تبدو كأنها لا تنضب. بعينين زحاجيتين؟ نعم. لكنه يبصر ويخطط لسنوات آتية، لنفسه، ولزينب، ولأولادهما وأهله، ولجرحى البايجر. يبحث عن مستقبل للعيون المطفأة، من هنا إلى الصين وما بعدها.
‏ومن قتلتها "إسرائيل" لنا معه، هي زينب الصابرة المبتسمة المضحّية، المقبلة على الحياة بآمال لها ولزوجها ولأولادها ولكل العائلة.
‏في المقابلة التي أجريت معه في الذكرى السنوية الأولى لجريمة البايجر، سألت بثينة حسن عن الثأر، فأجابها بأن الثأر الأهم من المجرمين هو موقف الجرحى والعائلات والمجتمع. عقب بشيء عن المجتمع الذي إذا لم يقدروا على قتل روحه، فسيكون هو الثأر بعينه، "لأن من يقاتل فينا هي الروح". بدا كمن يستعير من الحاج رضوان وأمل دنقل وبوبي ساندس معاً: إنه ثأر جيل فجيل. وانتقامنا هو في ضحك أطفالنا!
‏ربما لم يبقَ لحسن وعائلته شيء للتضحية به. هو من كفركلا التي لم تترك الحسين ولا البلاد، كما سائر قرى سور الله الجنوبي العظيم. ولم يقتلع العدو عيني حسن وبعض أصابعه فحسب، بل دمّر بعدهما كل بيوت العائلة واقتلع زيتونها وسرقه إلى الأرض المسروقة في فلسطين.
‏في كفركلا، نام حسن ملء عينيه. هناك أيضاً، ستمسك بيده زينب.
الشهيد القائد حسين هزيمة (الحاج مرتضى)
م الاستخبارات العسكرية استشهد في ٣ تشرين الأول ٢٠٢٤ في الضاحية الجنوبية لبيروت

الشهيد القائد طالب عبد الله (ابو طالب)
م وحدة نصر (القطاع الشرقي جنوب نهر الليطاني)
استشهد في ١١ حزيران ٢٠٢٤ في غارة على بلدة جويا جنوب لبنان
عندما تكون مرضي من والديك ومحبوب من الجميع وتحافظ على صلة الرحم تشارك الجميع افراحهم واحزانهم وعندما تكون من رواد المسجد وخاصة احياء ليالي القدر وتشارك في عاشوراء الحسين ومجالسها اقل نصيب ممكن تناله من الله الشهادة مع ابنك سر من اسرار لله انت ممكن تعلمه
رحمك لله يا حاج حسن انت وعلي الخلوق الطيب الحنون الجميل رحمك لله وجعلكم شفعائنا يوم القيامة
"هادي ... و كتاب النور "

خبرني واحد من اكثر الاشخاص صداقة مع السعيد هادي نصر...الله ، انو وصلت الصداقة مع السعيد حتى درجة الأخوة و ايداع الاسرار .
قبل اشهر قليلة السعيد هادي بخبّر هيدا الاخ عن منام شافو و كتير انبسط فيه الا انو في امور بدو تفسير عنها ، و حدث عن المنام بشكل التالي ، بشوف السعيد هادي شخص عليه صفات الوقار و الجلالة و القدر و الشأن العظيم عم يبرم بين بيوت قرية البازورية و حامل معه كتاب مزين بالجواهر بشكل مميز و كل شوية بيوقف قرب بيت و بصير يسجل على هيدا الكتاب ، بقرب السعيد هادي و بيسأل هيدا الشخص انت مين و شو عم تعمل؟؟؟

- فبجاوب هيدا الشخص و بقول أنا عزرائيل ملك الموت عم سجل اسماء ناس عندي معهم مواعيد . بيرجع السعيد هادي بيستغرب انو كيف ملك الموت بهيدا الصورة لي عم يشوفها و مش خايف و ليش هيدا الكتاب مميز بهيدي الطريقة ، فبيسأل ملك الموت : طب ليش هيدا الكتاب مميز ، و مين هني هول الناس لي عم تسجل اسمائهم ، أنا بعرفهم شي ؟؟؟

فبجاوب ملك الموت انو هيدا كتاب خاص بأسماء شـ//هداء ، و صحيح هادي بيعرفهم ، هوني بصير عند هادي حالة من انو يعرفهم اكتر و يعرف اذا معقول اسمو موجود ، بعيد السؤال على ملك الموت طب خبرني مين هني وانا معقول تسجلي اسمي معهم ؟؟؟

بقول السعيد هادي و اذ بملك الموت بيفتل الكتاب الي و بشوف الاسماء مكتوبة بمادة قريب لونها للذهب و الها نور بس مباشرة عيني وقعت على اسمي و تحتها خط اخضر ، ففرح هادي و قلو هياه هياه هيدا اسمي بس ليش في تحتو خط اخضر فبرد عليه ملك الموت مع بسمة ، هيدي علامة السادة .

بقوم السعيد هادي مبسوط من النوم و ضل كاتم عن المنام حتى شاف هيدا الاخ لي الو رمزية خاصة عند السعيد هادي و بيحكيلو المنام و اتفق معو ما يخبرو لحدا الا في حين تحقق المنام و نال ما تمناه ، و كان لي شرف أنو الأخ خبرني لي صار و اخدت الاذن منو .

و فعلا هيك صار بقرية البازورية، جميع السعداء هم أصدقاء هادي ، بيعرفهم منيح منيح و بيعرفوه كتير منيح ، ونالوا جميعا شرف الارتقاء في البلدة البازورية ...
#هنيئا

من صفحة الأخ محمد رضا شمعوني
2025/10/19 22:41:36
Back to Top
HTML Embed Code: