«الحياة الآخرة جمال يومض بالجلال! فهي تبدأ بتغير أوضاع الكون، وإعادة خلقه من جديد. في عملية خلق إلهية عظيمة، ذات وقع على النفس كبير، يملؤها رغبةً ورهبةً، في سيرها الراحل إلى الله الملك العظيم...

لو لم يكن من جمال الآخرة وجلالها، إلا حقيقة الفصل بين الخلائق؛ لكفى بها جمالا في الشعور والاعتقاد! ألا ترى هذا التدفق البشري في الحياة الدنيا، وكيف يدوس بعضه بعضاً في ظلمات من الظلم والطغيان؟.. كيف تمضي الحياة الظالمة مستقرة مطمئنة خلال قرون وقرون دون قصاص؟.. إنه سؤال كبير لمن تفكر!»


| فريد الأنصاري.

اليوم هو أول أيام الأشهر الحرم المتصلة حيث يتتابع ذو القعدة وذو الحجة والمحرم بينما ينفرد رجب
"إن عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ"
تأمل خاتمة الآية الكريمة
فلا تظلموا فيهن أنفسكم
يفهم من ذلك أن ظلم النفس في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووِزْرًا من مثله فيما سواها والله يعظِّم من أمره ونهيه ما شاء
قال سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما: «وجعل الذنب فيهنّ أعظم، والعمل الصّالح والأجر أعظم»
ومما خفت بمرور القرون وظل يخبو في قلوب المسلمين حتى كان أن يختفي؛ تعظيم هذه الأيام التي امتدت مهابتها من قبل الإسلام ثم نزل القرآن مقرا لتلك المكانة والمهابة التي هي انعكاس لتعظيم المرء لشعائر الله والتي هي من تقوى القلوب وكذا تعظيم حرماته الذي هو من أصول الخيرات
"ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ حُرُمَـٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَیۡرࣱ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِ"
لأجل هذا أرى أن من المهم جدا إعادة التذكير بقيمة هذه الأيام وتعظيمها وغرس ذلك من جديد خصوصا في مثل هذه الأيام الصعبة
جعلنا الله وإياكم ممن يعظمون شرعه وشعائره.


| محمد علي يوسف.

روى مُسلمٌ وفيه كمال الحبٍّ للحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، عن أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه قال: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُ مِنْ نَوْمِهِ، فَوَافَقْتُهُ اسْتَيْقَظَ، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْرَبْ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ. قَالَ: فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ".

قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
"واللهُ سبحانه يَبتلي عبدَه ليَسمع شكواه وتضرعه ودعاءه، وقد ذمّ سبحانه مَن لم يتضرع إليه، ولم يستكنُّ له وقت البلاء، كما قال تعالى :️﴿ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ﴾

| عدة الصابرين.

ﷺ
ﷺ
ﷺ

«سمّيته محمدا لأني أردت أن يحمده الله في السماء وتحمده الناس في الأرض»

| عبد المطلب عن النبي محمد ﷺ.

أخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه"، والبيهقي في "شعب الإيمان":
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: مَن قَرَأَ بعد الجُمعةِ فاتحةَ الكِتاب، و{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، سَبْعَ مَرَّات، حُفِظَ ما بَيْنَهُ وبَيْنَ الجُمعةِ الأُخْرى.

كنت مع النبي ﷺ في المسجد عند غروب الشمس، فقال:

 يا أبا ذَرٍّ أتَدْرِي أيْنَ تَغْرُبُ الشمس؟ قلت: اللَّه ورسوله
أعلم
قال: فإنها تذهب حتى تسجد
تحت العرش فَذلكَ قَوْلُهُ تَعالى:
﴿والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها
ذلكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ﴾.


| صحيح البخاري.

واجعلوا لي من دُعاءكم حظّاً.
ولكم بمثل ذلك.
#الجمعة_ساعة_استجابة

#بصائر(12): كي ننهض، ينبغي _ بعد أن نزرع الثقة بالطفل _ أن نعلمه: القراءة المتقنة والكتابة، وثالثها وهو الأهم (حب) القراءة، فهذا (الحب) هو وقود الإبداع، وشريان استمرار العطاء، إن وُجد غدا الطريق إلى العبقرية سهلا مذللا.
إن جعلت أيها المربي حب القراءة عادة عند الطفل؛ فقد علمته كل شيء؛ وما حرمته من شيء.

قال الخطّابي ـ يرحمه الله ـ : من عادة العرب
التّعفف في ألفاظها، واستعمال الكناية في كلامها، وصون الألسنة كما تصان الأسماع والأبصار عنه.


| معالم السّنن.

تواضع الأستاذ وأدب التلميذ:

حكي أن الخليل بن أحمد عاد تلميذا له، فقال له تلميذه: إن زرتنا فبفضلك، وإن زرناك فلفضلك، فلك الفضل زائرا ومزورا.

| درة الغواص.

"لا بُدَّ أنْ نكرَهَ التَّخَلُّفَ كَمَا نكرَهُ أنْ نُقْذَفَ في النار، وإلا فعلى الدنيا السَّلام".

| د. محمد محمد أبو موسى.

كم من الناس صرفوا العمر في إتقان فن الكتابة ليذيعوا جهلهم لا غير.

| ميخائيل نعيمه.

علاج الملل والضجر

‏ قال أبو العتاهية:
‏لا يُصلِحُ النفسَ إذ كانت مُدَابِرةً
إلا التنقُّل مِن حالٍ إلى حالِ

‏وكان العرب قديمًا يخلطون الجدّ باللهو في سَمَرهم لتنشيط السامع.

(إن المرأة القارئة ترى بعين عقلها أكثر مما ترى بعين وجهها، فتكون عقلانية متجددة عميقة جذابة، وتصبح أقرب إلى إنسانية كاملة توخاها الرافعي في شريكة حياته بقوله: "إن تَزوّجت يوما، فما أبالي جمالا ولا قبحا، إنما أريد إنسانية كاملة، فالمرأة في كل امرأة ولكن ليس العقل في كل امرأة"، ولا شك أن المرأة القارئة ذات قيمة مضافة مضاعفة، إذ تخطف العقل بقراءتها والقلب بأنوثتها. ولا شك أيضا أن الزوجين القارئين هما السعيدان حقا وصدقا وعدلا؛ إذ تفتح القراءة لهما مسارب للحوار، وتجمع روحيهما حول كتاب، وتُعمّق ما بينهما من ميثاق غليظ شرعه سبحانه من فوق سبع سماوات)


| د.منير لطفي.

ومن أعظمِ مُتَعِ الدُّنيا وأحلاها:
كتابٌ نافعٌ تقرؤه، وصديقٌ حميمٌ تُجالسه، ومُستضعَفٌ أو مظلومٌ تُساعده،وزوجةٌ صالحةٌ تسكنُ إليها..
فيا سعادةَ مَن أكرمَهُ اللهُ بها، ونوَى بها وجه الله.


| نثر الخواطر.

المـــــزاح

من تغريدات فضيلة الشيخ د. عزيز بن فرحان العنزي:

نظرًا لانتشار المزاح بين الناس بشكل مفرط ومؤذي ونشر ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعدم التفريق بين المزاح المحمود والمزاح المذموم فإنني سأغرد هذا المساء بحول الله وقوته عن هذه الظاهرة من خلال جملة من التأصيلات والقواعد الشرعية نصيحة للمسلمين سائلا الإصابة بما اتوخى من الحق.

‏١- المزاح مباح من حيث الأصل وليس هو مقصود لذاته وإنما للترويح عن النفس وتجديد نشاطها، وأيضا إدخال السرور على الآخرين وتسليتهم والتلطف معهم وفق الضوابط الشرعية والقواعد المرعية بشرط أن لا يتخذ ذلك ديدنا يعرف به الإنسان لأنه يفقد المروءة ويجريء السفهاء.

‏٢- ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم مازح أصحابه في وقائع متعددة، وأحوال متنوعة مع أهله وأصحابه ومع الصغار ومع الكبار.
‏فقال له الصحابة مرةً : يا رسول الله إنا نراك تداعبنا ( أي : تمازحنا)؟
قال : إني لا أقول إلا حقا.

‏٣- مازح النبي أنس بن مالك فقال له : يا ذا الأذنين.
ومازح أخًا لأنس يكنى بأبي عمير، وقد مات عصفوره!! فقال له: يا أبا عمير ما فعيل النغير" والنغير: طائر صغير.
وقال لرجل طلب أن يحمله فقال : إنا حاملوك على ولد الناقة، وغيرها مما هو في دواوين السنة النبوية.

‏٤- من ضوابط المزاح المباح أن لا يشتمل على الكذب فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا أقول إلا حقا "
‏وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ويل للذي يكذب ليضحك الناس ويل له ويل له "

‏٥- من المزاح المحرم ما كان مشتملا على ألفاظ الكفر عياذا بالله. قال تعالى {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب ..} الآيات.
‏قيل: إنها نزلت في قوم قالوا فيما بينهم في بعض أسفارهم مع النبي *ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء.*

‏٦- من المزاح المذموم ما كان فيه إفزاع لأخيه المسلم وإحزان له، من أخذ أغراضه وأشياءه على سبيل المزاح، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: " لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعبا ولا جادا "
‏لاعبا: أي مازحا.

‏٧- من المزاح المذموم والقبيح ما يوغر الصدور ويحرك عرق الحقد في الصدور كالقذف والسب والتعيير والانتقاص والازدراء والسخرية.
‏قال خالد بن صفوان : كان يقال: لكل شيء بذر، *وبذر العداوة المزاح.*
‏وقال الحسين بن عبد الرحمن: كان يقال: *المزاح مسلبة للبهاء، مقطعة للصداقة.*

‏٨- من المزاح المذموم والقبيح المزاح المشتمل على إيذاء بدني بالضرب بأي نوع من أنواع الضرب قال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}
‏وقال عليه الصلاة والسلام: " كل المسلم على المسلم حرام "

‏٩- من المزاح المحرم ما يشتمل على ترويع المسلم وإخافته بالسلاح أو بإيهامه بصدمه بالسيارة أو بما يسمى بالمقالب التي فيها تخويف وترويع، قال عليه الصلاة والسلام: " من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه " وفي لفظ: " من أشار إلى أخيه بالسلاح "

‏١٠- ومن المزاح المحرم ما كان مشتملا على استهزاء بشعائر الدين كالحجاب والأضحية أو ما يتعلق بحال الصائم وأيضا تأليف النكات على ما يتعلق بالتقلبات المناخية والأحوال الجوية وهذه زيادة على كونها مذمومة فهي تمثل قادح من قوادح الاعتقاد.

‏١١- تصوير المزاح المذموم والمحرم ونشره عبر هذه التقانات قد يصعب على المرء التوبة منه لكونه قد بلغ الآفاق وشاع في الناس وانتشر فتبقى تبعاته وتلحقه لعناته.

‏١٢- لا ينبغي الإفراط في المزاح ولو كان مباحا؛ لأن الإفراط فيه يورث كثرة الضحك، وكثرةُ الضحك تميت القلب، وتسقط المهابة والحشمة، وتجريء السفهاء، وفي الحديث : " إياكم وكثرة الضحك، فإنها تميت القلب "
‏قال عمر بن عبد العزيز : " اتقوا المزاح، فإنه حمقة تورث الضغينة "

‏١٣- المزاح مثل الملح للطعام يختار فيه الوقت المناسب في المكان المناسب مع الأشخاص المناسبين .
‏قال رجل لسفيان بن عيينة رحمه الله : المزاح هجنة، أي: مستنكر ! فأجابه قائلاً : " بل هو سنة، ولكن لمن يُحسنه ويضعه في موضعه "

قال الفضيل بن عياض رحمه الله:
يوصي طلبة العلم:
"لا تكونوا كالمنخل، يخرج الدقيق الطيب ويمسك النخالة؛ تخرجون الحكمة من أفواهكم، ويبقى الغل في صدوركم"!.


| صفة الصفوة.📗