Telegram Web Link
(الذوق السامي) يقول فضيلة الشيخ "علي الطنطاوي" رحمه الله: رأيتُ ابنتي البارحة تأخذ قليلا من الفاصوليا والأرز.. ثم وضعتها في صينية نحاس و أضافت إليها الباذنجان و الخيار و حبات من المشمش..
و همَّتْ خارجةً.. فسألتُها : لمنْ هذا؟
فقالت: إنه للحارس.. فقد أمرتني جدّتي بذلك...
فقلتُ : أحضري بعض الصحون.. و ضعي كل حاجة في صحن.. و رتّبي الصينية.. و أضيفي كأسَ ماء ومعه الملعقة و السكين...
ففعلتْ ذلك ثم ذهبتْ..
وعند عوْدتها سألتْني لمَ فعلتُ ذلك؟
فقلت: إنَّ الطعامَ صدقةٌ "بالمال".. أما الترتيب فهو صدقةٌ "بالعاطفة"..
والأولُ يملأ البطنَ.. و الثاني يملأ القلبَ..
فالأول يُشعِرُ الحارسَ أنه متسولٌ أرسلْنا له بقايا الأكل..
أما الثاني فيُشعره أنه صديقٌ قريب أو ضيفٌ كريم..
وهناك فرق كبير بين عطاء المال و عطاء الروح..
وهذا أعظمُ عند الله و عند الفقير..
فليكنْ إحسانُكم ملفوفاً بكرَمٍ و محبة.. لا بذلٍّ و مهانة..
نحن بحاجة إلى ثقافة جديدة في التربية، نغرس فيها المهارة لا الاتكالية، ونُعلّم فيها تحمّل المسؤولية لا انتظار المساعدة.

فلنمنح أبناءنا فُرص العمل، لا المال فقط.

ولنفتح معهم حواراً صادقاً حول مصاريف الأسرة، لا نُخفي عنهم الأزمات.

ولنتعلّم معهم كيف ندير المال بحكمة، لا كيف ننفقه بعشوائية.

فالاستقلال المادي ليس رفاهية نطمح إليها، بل ضرورة نبني بها جيلاً راشداً يعرف كيف يختار، ويقرّر، ويُنشئ مستقبله بوعي وثقة.
هذا الانغماس المتزايد في برامج "تطوير الذات" والبحث المحموم عن "أفضل نسخة من نفسك" ليس دائماً ظاهرة إيجابية؛ إنه في أحيان كثيرة يعبر عن انسحاب داخلي، وقلق وجودي يُدار عبر التغافل لا المواجهة.

أن يظلّ الإنسان في دوّامة لا تنتهي من الدورات، والتقييمات الذاتية، والسباق نحو "الإنتاجية القصوى"… قد يُلهيه عن قيم أعظم: الرسالة، العلاقات، الإيمان، العطاء.

لقد سبقنا الغرب إلى هذا الهوس، فوجدوا أنفسهم أكثر وحدةً وقلقاً من أي وقت مضى.
الطيبة ليست ضعفاً، ولكنها تصبح كذلك حين تفقد اتزانها.
نحن نُربّى على أن نكون طيبين، لكن لا أحد يُعلّمنا كيف نكون طيبين دون أن نُؤذى.
فمن فرط الطيبة، قد نصمت عن الأذى، ونبرر الإساءة، ونتحمل فوق طاقتنا باسم النُّبل.

المشكلة ليست في نقاء القلب، بل في غياب الحكمة التي تضبط هذا النقاء.
الطيبة الزائدة بلا وعي، كالسفينة بلا بوصلة… قد تغرق صاحبها وهو يحسن الظن بالجميع.

الطيبة لا تعني أن تكون ساذجاً، ولا أن تُرضي الناس على حساب نفسك.
الطيبة الحقيقية تُعطي دون أن تُلغى، وتُسامح دون أن تُستغل.
الله عز وجل قال لنبيه ﷺ: {طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. إلا تذكرة لمن يخشى} والمعنى: أنه ليس لتكاليف الشريعة والقيام بمهمات الرسالة، أن تجعلك تشعر بالشقاء والإجهاد، وإنما هي لإسعادك وهنائك، فأنت لست مسؤولاً عن هدايتهم، وإنما عليك التبليغ والدلالة على طريق الحق، وهكذا فالتدين ليس مصدراً للشقاء وإنما هو مصدر للسعادة والطمأنينة مع ما فيه من تكاليف، وهكذا كل مسيرتنا في الحياة، وكل أنشطتنا على تنوعها يجب أن تكون مصدراً للشعور بالراحة والسرور على الرغم مما نواجهه من عقبات ومشكلات.
صدقة بدون مال!

الكلمة الطيبة ليست مجرد حروف تُقال، بل نورٌ يسري في القلوب، وبلسمٌ يداوي الجروح التي لا تراها العيون. هي صدقة بلا مال، وجبرٌ بلا كلفة، وبابٌ إلى المودة والرحمة.

كم من قلبٍ أثقلته الحياة فأنقذته كلمة، وكم من روحٍ كادت أن تنطفئ فأحيتها عبارة صادقة!

فلا تبخلوا بها، فربّ كلمة أحيت روحاً كانت على وشك الانطفاء.
(لم أكن مبالغاً): بعض الشباب كانوا يقولون لي قد أسرفت في حديثك عن القوة والنجاح في طرحك الفكري العام، واليوم حيث يتم تجويع الأطفال والنساء وإذلال وقهر الرجال تبين لي أني كنت على حق وأن ضعف معظم أبناء الأمة على المستوى الروحي والخلقي والعلمي والتقني والاقتصادي أدى إلى وجود أمة مهانة لا يحسب لها أحد حساباً، ولا يحترمها أحد!
اليوم أقول بالفم الملآن: يجب أن نمتلك كل أسباب القوة لنغير كل المعادلات ولو اقتضى ذلك أن نحفر في الصخر بأظافرنا، فلا حياة للنعاج في غابات الضباع والذئاب.
وقد قال إمامنا صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف وفي كل خير)
يا أصحاب النوايا الطيبة خذوا بالأسباب؛ فالأخذ بها عبادة، وركزوا على الابتكار والتجديد لتكون أمتنا شاهدة على الأمم، وفي المكانة التي تستحقها.
تحية كبيرة لكل الأقوياء من شبابنا وشاباتنا مع خالص الدعاء.
والله مولانا.
الأيام تمضي بشكل سريع ومخيف، لكن العبرة بكيف نختم. هذه الليالي فرصة لإعادة ترتيب القلب، وتصحيح المسار. من اجتهد فيها، أدرك فضلها، ومن غفل، فاته خيرٌ لا يعوض.
لا بد من أن نسلّم بأن الحياة الدنيا دار ابتلاء، ولهذا فإن العيش فيها لن يكون مثالياً، ولم يكن في يوم من الأيام كذلك. وإذا استحضرنا هذه الحقيقة، فإننا سنتسلم لله - تعالى - فيما قدّره وقضاه.
يقول الله تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة).
لدى كل مسلم صفقة هي صفقة العمر.
البائع هو الرحمن الرحيم والمشترون هم المؤمنون، والسلعة هي الجنة.
هي صفقة مفتوحة ونحن نسدد الثمن على امتداد حياتنا.
الجنة ليست جنة واحدة، وإنما هي جنات وجنات، وكلما دفع المسلم أكثر كانت له جنة من درجة أعلى وأزهى وأمتع.
اللهم الفردوس الأعلى في جوار أكرم خلقك نحن ومن نحب يارب العالمين!
من علامات الرُّقي الإنساني: أن نحترم خصوصيات الآخرين، ونصون خواطرهم، حتى في لحظات المزاح.
ليست كل الأسئلة مشروعة، وليست كل الملاحظات قابلة للتداول، فبعض الكلام يترك في النفس ما لا تمحوه الاعتذارات.
القلوب أمانات، وكلمة عابرة قد تجرح جرحاً لا يُرى.
ما يخص الناس ليس مجالاً للفضول، ولا ينبغي أن يُقال على الملأ، ولو بحسن نية.
فلنُحسن الظن، ونُحسن الصمت، ونُحسن الاختيار لمن نبوح له بما فينا.
والله لطيف بعباده، فلنكن لطفاء بعباده كذلك.
‏الحياة قصيرة للغاية
لا تستحق الحقد، الحسد النفاق وقطع الأرحام ..
غداً ستكون ذكرى فقط أبتسموا وسامحوا من أساء إليكم فالجنه تحتاج قلوب سليمة."
الزواج عشان الطرفين يبقوا سكن لبعض بعد العفاف [وخَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ] سكن بمعني احتواء نفسي كامل ويعينوا بعضهم في أمور الحياة الصعبة وفي عبادة الله، [وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا] فإنت محتاج حد يعينك وهي كذلك، وبالتالي إنشاء أسرة سليمة، سوية، متبعة لكتاب الله وسنة رسوله، وشبة خالية من المشاكل.

فمش عشان تجيب حد تفرج الناس عليها [اهلك - وجيرانك - واصدقائك - والسوشيال ميديا] و هي اختيارها لمجرد أن حد معاه فلوس وهيدفع اكتر، ومنظرة من الطرفين والله يعلم مافي القلوب، لأن المصير بيكون طلاق، [ما بُني علي باطل فهو باطل] وبعدين يطلعنا جيل فاسد لا يفقه شئ عن الدين والنجاح.

فعشان كده رسول الله ﷺ أمرنا أمر واضح بإننا نظفر بذات الدين [لأن مفيش بيت قواعده بتتبني علي دين والا هيبقي بيت سليم نقي من الشوائب وشبه خالي من المشاكل] وبردو لازم المعادلة تكون متزنة ولازم اصلح من نفسي عشان اعرف الاقي اللي زيي واللي عنده نفس الهدف، وبالتالي نبدأ وننهي حياتنا واحنا أولوياتنا الله ورسوله مش المجتمع والتقاليد السيئة اللي بقيت أغلبها لا ترضي الله ورسوله.

الطبيعي أننا نحتاج حد ياخد بايدنا وناخده بايده الي الجنة، طرفين ينبهوا بعض ويكونوا داعم لما الشيطان يغوي حد منهم، مش اتنين بيشجعوا بعض علي ذنوب ومعاصي. وبالتالي حياة صالحة ترضي الله عز وجل قدر الإمكان، كافية تطلع جيل سوي نفسياً وناجح في دينه وفي حياته، فنسيب بصمة جميلة قبل موتنا، خليفة حقيقة في الأرض.
‏"وكلما وضعت رأسك على الوسادة لا تنسَ أن تدعو الله أن يحفظك في نومك وصحوك، وأن يؤنسك في وحشتك، وأن يغنيك عمّن استغنى عنك، وأن يكون عونك في الأيام التي لا تجد فيها أحدًا حولك، وأن يحنو عليك كُلما قست الحياة، وأن يمنحك البصيرة لرؤية الحكمة في الأقدار المؤلمة، وأن تحمده على كل النعم"
2025/07/02 04:22:53
Back to Top
HTML Embed Code: