من فجائع مسيرهم عليهم السلام إلى الشام:
وعن كتاب المصابيح بإسناده إلى الصادق عليه السلام أنّه قال: قال لي أبي محمّد بن عليّ عليهما السلام: سألت أبي علي بن الحسين عليهما السلام عن حمل يزيد له؟ فقال عليه السلام: حملني على بعير بغير وطاء، ورأس الحسين عليه السلام على عَلَمٍ، ونسوتنا خلفي على بغال واكفه، والفارطة خلفنا وحولنا بالرماح، إن دمعت من أحدنا عينٌ قُرع رأسه بالرُّمح حتّى إذا دخلنا دمشق صاح صائحٌ: يا أهل الشام هؤلاء سبايا أهل البيت.

عن مخطوطة تذكار الحزين، للشيخ عيسى آل كبة البغدادي كان حيّاً سنة ١٢٤٥هـ.
#العتبة_الحسينية_المقدسة
#قسم_الشؤون_الفكرية_والثقافية
#مركز_إحياء_التراث_الثقافي_والديني

دروس وعبر للباحثين

في كتاب الخمس من موسوعة مصباح المنهاج، لفقيه أهل البيت (عليهم السّلام) المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم(طاب ثراه)

"..هذا آخر ما تيسر لنا تحريره مع تدريسه من كتاب الخمس في أواخر جمادى الآخرة سنة ١٤١١هـ في سجن أبي غريب، ثم انقطعنا عن ذلك بسبب حرب الخليج في أول شهر رجب من السنة المذكورة وما تبعها من أحداث، ومنها خروجنا ـ بفضل الله تعالى ومنّه ـ من السجن إلى بيوتنا في أواخر شهر ذي القعدة الحرام من السنة المذكورة.

واستمر انقطاعنا عن تحرير هذه المباحث حتى يوم الخميس الخامس عشر من شهر محرم الحرام سنة ١٤١٣هـ، فرجعنا إلى تحريرها وتدريسها في النجف الأشرف بعد التوكل على الله تعالى وطلب العون والتوفيق منه عز وجل.(منه عفي عنه)".

وكتب (طاب ثراه) في الكتاب نفسه:

"..بقلم العبد الفقير (محمد سعيد) عفي عنه نجل سماحة حجة الإسلام والمسلمين آية الله السيد (محمد علي) الطباطبائي الحكيم دامت بركاته. عصر السبت الخامس والعشرين من شهر جمادى الأولى سنة ألف وأربعمائة وثلاث عشرة لهجرة سيد الأنام عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.

وقد قدر لنا أن نحرر أكثر هذا الكتاب في السجن، كما قدر لنا أن تكون ملاحظته وإعادة النظر فيه في ظروف مشابهة للسجن في قلة المصادر المتيسرة، كما يظهر للناظر فيه. والحمد لله على كل حال، والصلاة والسلام على محمد وآله خير الآل. وحسبنا الله ونعم الوكيل".

#خواطر_باحث
#طريق_الكتابة

فن الكتابة

https://www.tg-me.com/ktaabbaa

دروس وعبر بحثيّة لا يتخطّاها ذي باحث:

يتضح من كلام المؤلّف (قدّس سرّه) أنّه يضع أمام القارئ ظروف التي كُتب فيه هذا العمل العلمي النفيس، ليُدرك أن البحث لم يولد في بيئة علمية مرفّهة، بل في أشدّ الظروف قسوة:

حيث بدأ التأليف والتدريس في سجن أبي غريب سنة 1411هـ، ثمّ توقّف بسبب حرب الخليج والأحداث اللاحقة.

بعدها استأنف تحريره في النجف الأشرف سنة 1413هـ بعد الإفراج عنه. وكأنّه يشير إلى أنّ أكثر الكتاب حُرّر في السجن، والمراجعة النهائية كانت في بيئة شحيحة المصادر، تشبه السجن.


والرسالة الضمنية هي أن هذا الكتاب ثمرة صبر وثبات علمي في وجه القهر والحرمان، وأن العمل العلمي يمكن أن يُنجز حتى في أقسى الظروف إذا صَدَق القصد واعتمد العبد على الله تعالى.

#خواطر_باحث

فن الكتابة

https://www.tg-me.com/ktaabbaa

من ثمار هذه الكلمات:

إنّ الانقطاع القسري لا يعني نهاية المشروع العلمي، بل يمكن استئنافه متى تهيأت الظروف.
التمسك بالبحث والتحرير حتى في السجن دلالة على أن العلم رسالة لا تنقطع بمجرّد تغير الأحوال.
أنّ شحّة المصادر أو فقدان البيئة العلمية لا يمنع من إنتاج مادة علمية متينة، إذا استثمر الباحث ما يملك من محفوظات ومهارات.

إنّ تسجيل الظروف الزمانية والمكانية بدقة يُكسب العمل العلمي قيمة تاريخية، ويمكّن القارئ من فهم سياق إنتاجه.

إسناد التوفيق إلى الله تعالى، وحمده على كل حال، يجعل البحث مقرونا بروح النشاط، لا مجرّد جهد عقلي جامد لا روح له.

#خواطر_باحث
#طريق_الكتابة

فن الكتابة
https://www.tg-me.com/ktaabbaa

قصّة قصيرة بعنوان:

"وميض الأربعين"

عاد من طريق كربلاء، وملابسه ما زالت تحمل غبار المسير، وفي قلبه دفءٌ لم يعرفه من قبل. كان يسمع همسات المواعظ التي مرّت على مسامعه في المواكب، وصوت الخطباء وهم يذكّرون أن المؤمن لا يعود كما ذهب، إن رجع بروحه عامرة باليقين.

في الليلة الأولى بعد العودة، جلس في غرفته، والهدوء يلفّ المكان. نظر إلى سبّحته، وتذكّر كيف كان يلهج بالدعاء بين الزائرين، وكيف كان قلبه يخفق حين تلوح قبة الحسين (عليه السلام) في الأفق.

لكن فجأة تسلّل إليه هاجس مألوف: "غدا ستعود أعمالك، وضجيج الحياة... هل سيبقى هذا الصفاء؟". ابتسم وهو يحدّث نفسه: "المهمة الآن أن أحافظ على ما اكتسبته، أن أستبقي أثر تلك الأيام في كل صلاة وذكر وموقف".

أخذ قلمه وكتب على ورقة صغيرة: "اليقين أمانة الأربعين، وحفظه عهدٌ مع صاحبها"، ثم علّقها على جدار مكتبه، كان يعرف أن الغبار سيزول عن الثياب، لكن ما في القلب إن حُفظ، فسيبقى يضيء العمر كلّه، عش حياتك مع اليقين؛ لتثبت.

#الكتابة_الأدبية
#القصة_القصيرة

فن الكتابة
https://www.tg-me.com/ktaabbaa