Telegram Web Link
Forwarded from السيد أبو محمد (صلاح الحلو)
كان جيراننا الحاج عبد الحسين الشيباني – رحمه الله – يُقيم مجلساً حسينيَّاً مساء كلِّ يوم أحدٍ في بيته، وذلك أيَّام النظام البائد، وكان يدعو له الخواص من جيرانه وأصدقائه، وكان أصغر أولاده زميلاً لي في الدراسة المتوسّطة، فدعاني هو الآخر للمجلس الخاص، وكان يقرأ فيه شيخٌ ذو صوتٍ شجيٍّ ورفيعٍ يستمطر لآلئ الدموع من سماء عينيك، ويُثير نيران الحزن في بركان صدرك، ويجعلك تلدم قلبك بيد الوجع حزناً على مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام).
وبعد انتهاء المجلس دار حديثٌ شرَّق حتى ما تكاد تجد له مغربا، وأشأم حتى ما تكاد ترى له عراقا، ثم جاء على ذكر العلماء، فحدَّث رجلٌ كهلٌ الحاضرينَ بهذه القصة، وكنتُ من جملتهم فأحببتُ نقلها كما سمعتُها لا بلفظها، بل بمعناها.
قال الرجل: كنتُ أصلي خلف سماحة السيد موسى بحر العلوم – قُدّس سره – وكان وكيلاً للسيد المحسن الحكيم – قُدس سره – وجاءه بعد الصلاة رجلٌ يستفتيه في مسألةٍ، وهو قبل ذلك قد سلَّم عليَّ سلاماً خاصَّاً إذ بيننا معرفة قديمة، وآصرةٌ وشيجة، ثمَّ سأل السيدَ سؤاله واستمع إلى الجواب ومضى.
إلى هنا انتهت اللقطة الأولى من المشهد، فتعال واستمع للثانية منها
يقول الرجل: في اليوم التالي، وفي وقتٍ متأخرٍ من الليل طُرق الباب، فتحت الباب فإذا به السيد موسى بحر العلوم، وكانت الليلةُ شاتيةً ممطرةً، وقد وضع عباءته على عمامته فوق رأسه يتقي بها المطر، فسألتُهُ مستغرباً: سيدنا! خيراً، ما الذي جاء بك؟
تساءل بلهفة من يرجو سماع جوابٍ يُريحه: هل تعرف بيت الرجل؟
- أيُّ رجلٍ؟
- ذاك الذي سلَّم عليك وألقى عليَّ سؤاله بمحضرٍ منك أمسِ
- ها عرفته وأعرف أين يسكن
- إذن، خذني إليه
كان رجاءً أكثر منه أمراً، وأمام إلحاح السيد دخلت البيت وأخذت مصباحاً يدوياً أستهدي بنوره معالم الطريق، وأتقي بضوئه ظلمات الليل، وأخذت مظلَّتي معي، ولمَّا وصلنَّا بيت الرجلِ طرقتُ الباب فخرج إلينا وسط ذهولٍ واستغرابٍ شديدين، السيد بحر العلوم وصاحبي؟ ما الذي حصل يا ترى؟
وقرأ السيد حيرة الرجل في عينيه، وتأمل صورة الغرابة في وجهه فبادر إليه معتذراً بالقول: هل تذكر السؤال الذي ألقيتَه عليَّ أمس؟
- نعم
- أعده عليَّ
وأعاد الرجلُ سؤاله، واستفسر السيد عن بعض النقاط للتأكيد، ثمَّ قال له: معذرةً، لقد أخطأتُ في الجواب، وجوابك الحق هو كذا وكذا
اللقطة الثالثة:
يقول الرجل: قلتُ للسيد شفقةً عليه: سيدنا! ماذا لو أوضحت الجواب الحقَّ غداً؟ فالدنيا لن تطير!
أجاب: إذا جاءني ملك الموت، وقبض روحي الليلة فمن يعرّفه الجواب الصحيح؟ ولربما عمل بالفتوى الخاطئة وظلَّ عمله في رقبتي.
استدرك الرجل قائلاً: كان السيد بحر العلوم يحمل معه دفتراً يكتب فيه ما يعرض له من مسائل مشكلةٍ وما أجاب فيها، ثم يعرض في اليوم التالي ما أشكل عليه على السيد المحسن الحكيم فلربَّما وافقه ولربَّما صوَّب قوله بعد تبيّن خطؤه
هذا موعظةٌ لفقهاء الفيس وما أكثرهم
💯3👍1
📚 #من_اصدارات_مركز_مدرك

📘 بروشور: حكمة التشريع لدى الإمامية

🖋 تأليف: الشيخ أحمد صالح آل حيدر



#مركز_مدرك
#اصداراتنا
📌اضغط هنا لمتابعة مواقع المركز
💯4
الكتابة في مجال المقالات العلمية خطوة مهمة جدًا لطالب العلم، لأنها:

ترسّخ المعلومات: عندما تكتب، تُجبر نفسك على البحث، الترتيب، والتحليل، وهذا يعمّق فهمك ويثبت المعرفة في ذهنك.
تنمّي مهارة التعبير: عرض الأفكار العلمية بلغة واضحة يفيدك في الدراسة والبحث ويُكسبك قوة في الإقناع والشرح.
تفتح لك أبوابًا جديدة: مقالاتك قد تجذب قراءً، باحثين أو أساتذة، فتكون لك شبكة علاقات علمية ممّا يزيد رصيدك المعرفي من خلال ملاحظاتهم ونقدهم.

أنصحك أن تبدأ بخطوات بسيطة:

اختر موضوعا واحدا صغيرا في تخصّصك.
اجمع عنه مصادر موثوقة.
اكتب ملخصا بلغة سهلة مفهومة.
انشره في مدونة أو منصة علمية.



#خواطر_باحث

فن الكتابة
https://www.tg-me.com/ktaabbaa
👍3🥰32
الكتابة من علامات التفقّه:

الكتابة من أعظم علامات طلب الفهم، فإنّ الطالب إذا خطّ بقلمه ما يعيه سمعه، صار ذلك دليلاً على جدّه في التثبّت، وبرهاناً على رغبته في تحصيل العلم، فهي علامة للمجتهدين، ودأب للمحصّلين، ومنهج للنافعين من أهل الدرس والبحث. إذ لا يُتصوَّر تحصيل راسخ بلا تدوين، ولا رسوخ علمي بلا تسجيل، فالقلم قرين العقل، والدفتر حافظ الذاكرة، والكتابة أثرٌ باقٍ بعد غياب اللحظة.

وهذا ما نشهده جليّاً في صورة مرجع عصره، الفقيه السيد محسن الطباطبائي الحكيم قدّس سره الشريف، فقد خلّف آثاراً مكتوبة أصبحت مدارس متحركة بين أيدي الطلّاب، ودلائل ناطقة على سعة فهمه ودقة استنباطه. فصفحات كتبه ليست مجرد أوراق، بل هي معالم لطريقٍ سار فيه عقوداً من الزمن، وأودع فيه عصارة فكره وفقهه، فكانت شاهد صدق على أنّ الكتابة ميراث العقول

#خواطر_باحث

فن الكتابة
https://www.tg-me.com/ktaabbaa
"علينا ان نميت الكسل بالهمّة، ونكسر الهموم بالهمّة، ونتغلب على الظروف بالهمّة.."
✏️فضل القلم

✍️قال عز وجل : الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.

وورد مدح للقلم في أدبيات القدماء كان منها ما نقل عن العتابي قوله: الأقلام مطايا الفِطن. وقال أيضا: ببكاء الأقلام تبتسم الكُتب.
وقال ابن أبي دؤاد: القلم سفير العقل ورسوله ولسانه الأطول وترجمانه الأفضل.
وقال طريح الثقفي: عقول الرجال تحت أسنان أقلامها.
وقال عبد الحميد: القلم شجرة ثمرتها الألفاظ، والفكر بحرٌ لؤلؤه الحكمة وفيه ري العقول الظميئة.
💠 الروايات الأدبية.. متى وكيف نطالعها؟

✍️ الشيخ ليث حسين الكربلائي

❗️النص في التعليق الأول👇

#نشرة_الخميس
https://www.tg-me.com/alkafeelandalkhamees
.
Forwarded from فن القراءة
إشراقةُ قارىء وأفقُ عالم

العلامةُ الحجة، سماحةُ السيّد أحمد الصافي، واحدٌ من أولئك الذين إذا جلستَ معهم شعرتَ أنّك في حضرة البحر، عمقًا وسعةً ونقاء. رجلٌ يُحسن الإصغاء كما يُحسن البيان، فإذا حدّثك أغناك علمًا، وإذا صمتَ ألبسك هيبةَ الفكر المترسّخ. ما قرأ إلا بدقّة، وما علّق إلا برؤيةٍ نافذة، تلتقي عندها الحكمةُ بالرحمة، والدقة بالرفق.

هو الأستاذ المعروف، الذي يجمع بين أصالة التراث ووعي العصر، يتابع دقائق المسائل فلا يُفوته خيطٌ رفيع من المعنى، ويتأمّل في المفردة حتى تتحول عنده إلى إشراقة. في شخصه تجتمع سمات القدوة، وفي سيرته يتبدّى نموذجٌ للعالم الذي جعل من المعرفة خُلقًا ومن الخلق علمًا.

اجلس معه او استمع لحديثه وانظر كيف يجد من يجلس معه لا يخرج إلا محمّلًا بزادٍ من السكينة والوضوح، ومن يستمع إليه يدرك أنّه أمام رمزٍ من رموز الثراء المعرفي في عصرنا، حيث تتجسّد الحكمة في شخصٍ يمشي بيننا.

سماحته (دام عزّه)، هو شجرةُ ظلٍّ وارفة لمن قصد، ونبراسُ نورٍ لا يخبو، وقدوةٌ ألقَت على الأرواح سكينةً وطمأنينة.



#خواطر_قارىء

فن القراءة
https://www.tg-me.com/fangraatt
2025/10/19 13:14:35
Back to Top
HTML Embed Code: