‏وحبّذا دمث من أرضها عبق
‏هبّت عليه رياح غبّ أمطار

‏أحبّها وبلاد الله واسعة
‏حبّ البخيل غناه بعد إقتار

يقول ابن حزم الأندلسي:

وَدِدْتُ بأنَّ القلبَ شُقَّ بِمُدْيَةٍ
وأُدخلتِ فيهِ ثُمَّ أُطْبِقَ في صدري

فأصبحتِ فيهِ لا تَحُلِّينَ غَيرهُ
إلى مُقتَضَى يومِ القيامةِ والحَشرِ

تَعِيشِينَ فيهِ ما حَيِيتُ فإنْ أمُتْ
سَكَنتِ شِغَافَ القلبِ في ظُلَمِ القَبرِ

‏فَتراهُ يبدِي للأنَامِ جلادةً
‏والهمُّ في أضلاعهِ محبوس

‏"ألا إنها كأسُ الهوى وهي مُرَّةٌ
ولكنَّ قلبي شاهدٌ أنها الشَّهدُ"

‏ليتَ الذي أشتاقُهُ يَشتاقُني
‏ليتَ القُلوبَ القاسِياتِ تُعارُ

آهِ مِن غُربَةٍ وفَقدِ حَبِيبٍ
أورَثَا مُهجَتي عَذابًا مَكِيثَا

لا تَسَلْنِي عمّا أُقاسِي فإني
بين قومٍ لا يَفقَهُونَ حَدِيثا!

‏فكيفَ أتوُب في عيناك عِشقًا
‏وربُـكَ في غرامـكَ قد بلانِي؟

‏ولِكُلِّ وَجهٍ حُسنُهُ و صِفَاتُهُ
‏لكنَّ وجهَكِ بالكَمَالِ تَفَرَّدَا

ما الحُبّ إلّا طيفهم إن زارَنا
‏في ساعةِ الدّعواتِ يومَ الجُمعةِ

‏هذا الجمالُ على البُكاءِ مُحرمٌ
‏فَاضحَك تَبسّم هكذا مَا أروعُك

فإن يبلني الشوقُ من بعده
فإن اشتياقي إليه جديد

‏فَمِن لُؤلؤٍ تُبديهِ عِندَ ابتسامِها
‏ومِن لؤلؤٍ عندَ الحديثِ تُسَاقِطُه

فَديتُ التَثاؤُبَ إذ تَذبلينَ
‏و يُـغرِقُ عَينيكِ دَمعُ النُعاسِ
‏تُجيبينَ كُل كلامٍ بـ “ هاه ؟ "‏
مُخدّرَةً ، ليتَ ” هاه “ تُباس .

أفديكِ بل أيّام عمري كلّها
‏يفدين أيّامًا عرفتُك فيها

‏تَحِنُّ وَتَصبو كُلُّ عَينٍ لِحُسنِهِ
‏كَأنَّ عُيونَ الناسِ فيهِ قُلوبُ

كوني بخيرٍ يا كَماليَ إنني
‏حسب اتّزانك أستعيدُ توازني

وكَيفَ أصبرُ عَنكُم بَعد معرفتي
‏أنْ لَيسَ لِي عِوضٌ مِنكُمْ وَلَا بَدَلُ!

جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ
‏كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

في قلبها حزنَ هذا الكون أجمعهُ
‏لكنها عندما تلقاكَ تبتسمُ