Telegram Web Link
تدبرات الجزء التاسع عشر 🕊️🤍

﴿أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا﴾ [الفرقان: ٢٤]

"لكلِّ أحدٍ مستقرٌّ يوم القيامة، فالمؤمنون في جنَّات النعيم، والكافرون في نار الجحيم، فيا طيبَ مَن كانت الجنّة مستقره!
ويا شقاء مَن كانت النار مقرَّه!".

﴿ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا﴾ [الفرقان: ٢٧]

"ما أشد ندم الكافر في اليوم الآخر! إنه لا يعض على إصبعه ولا يده، بل يجمع في عضِّه كلتا يديه حسرةً وندمًا، وتأوُّهًا وألمًا".

﴿وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا﴾ [الفرقان: ٥٨]

"لا يتكلنَّ العبد على مخلوق مدبَّر لا يدري أيموت في يومه أم يبقى إلى غده! بل ليعلِّق آماله بالله القادر على كل شيء".

﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما﴾ [الفرقان: ٧٠]

"باب التوبة مفتوحٌ يدخل منه كلُّ مَن استيقظ ضميرُه وأراد العودَة والمآب؛ لا يُصدُّ عنه قاصد، ولا يُغلق في وجه لاجيء أيًّا كان، وأيًّا ما ارتكب من الآثام".

﴿والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما﴾ [الفرقان: ٧٤]

"ما أجمل أن تُلبسَ فطرتَك النقيَّة الراغبة في الذرِّية ثوبَ النيَّة الصالحة، بأن يجعلَهم الله تعالى من عباده الصالحين، وأن يكثرَ أمثالهم من السالكين على رضوان ربِّ العالمين!".

﴿إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين﴾ [الشعراء: ٥١]

"لا بدَّ من تربية المؤمن على أن يبتغيَ بعمله وثباته الطمعَ بمغفرة الله تعالى ورحمته، حتى يستطيعَ مواجهة الطغيان".

﴿الذي خلقني فهو يهدين﴾ [الشعراء: ٧٨]

"إن من تفرَّد بالخَلق هو من تفرَّد بالهداية، فلا يوفَّق إليها سواه، فعلى جميع المخلوقين المكلِّفين أن يتَّبعوا هداه".

﴿واجعل لي لسان صدق في الآخرين﴾ [الشعراء: ٨٤]

"طوبى لمؤمن أنعم الله تعالى عليه بذكر حسن في العالمين، لا يقتصر على زمانه ولا مكانه، ولكنَّه يكون معه في حياته، وله بعد وفاته".

﴿واجعلني من ورثة جنة النعيم﴾ [الشعراء: ٨٥]

"نعيم الجنَّة هو النعيم الدائم الكامل، وكلُّ نعيم سواه ناقصٌ وزائل، وهو مُعدٌّ لكل مَن يطلبه، فسل الله أن يجعلك ممَّن يرثه".
اللهم بلغنا ليلة القدر واكتبنا من عتقائك من النار ولا تخرجنا من هذا الشهر إلا وقد غفرت لنا ذنوبنا وفتحت لنا أبواب الرزق والسعادة

‏اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا
Forwarded from قران كريم
💠 الحظ الوافر لمن أدرك العشر الأواخر:
إن الله فضَّل بعض الأزمان والأوقات على بعضها من حيث شرفها وقدرها، والخير الكثير الذي يتحصل عليه العبد في هذه الأوقات؛ فقد شرف الله شهر رمضان عن سائر وبقية شهور العام.
وذكر العلماء أن الأوقات الفاضلة أواخرها أفضل من أوائلها؛ فإن يوم الجمعة أفضل أوقاته الساعة الأخيرة، والليل أفضل أوقاته الثلث الأخير، والعشر الأول من ذي الحجة أفضل أيامها هو يوم عرفة، وشهر رمضان أفضل أوقاته العشر الأواخر.

💠 لماذا أستعد للعشر الأواخر من رمضان؟
➊ أن فيها أعظم ليالي العام، وهي ليلة القدر، وإحياؤها بالعبادة خير من عبادة ألف شهر بنص القرآن، قال تعالى: ﴿لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ﴾، يعني أنك عبدت الله بما يزيد عن (٨٣ سنة و٤ أشهر تقريبًا) عبادة متصلة، صلاة وصيامًا، صدقة وقيامًا، ذكرًا وقرآنًا، ومن أجل ذلك حذر النبي ﷺ من تفويت هذه الليلة النفيسة عندما دخل رمضان، فقال: «إنَّ هذا الشهر قد حضَرَكُم، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّه، ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محروم» 〚صحيح الجامع〛.
➋ أن القرآن نزل في هذه الليالي العظيمة لا سيما ليلة القدر، حيث أنزله الله جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل مفصلًا على النبي ﷺ بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة؛ قال تعالى: ﴿إنَّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ﴾، وقال تعالى: ﴿إنَّا أَنزَلناهُ في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ﴾.
➌ أنها من المواسم الشرعية التي تكثر فيها البركة، قال تعالى: ﴿إنَّا أَنزَلناهُ في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ﴾، والملائكة تتنزل في ليلة القدر ومعهم جبريل عليه السلام، قال تعالى: ﴿تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فيها بِإذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ﴾، وقال ﷺ: «إنَّ الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى» 〚صحيح الجامع〛، فتتنزل معهم البركة والرحمة، وهذا يعني أيضًا أن الدعاء فيها مستجاب، والملائكة تؤمن على دعائك.
➍ أن فيها ليلة تكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب لما يقوم به المسلم من طاعة الله، ولا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو أذى، قال تعالى: ﴿سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ﴾.
➎ أن من قام هذه الليالي المباركة تصديقًا بالله وبوعده وطلبًا للأجر والثواب غُفرت له الذنوب السابقة، قال ﷺ: «ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» 〚صحيح الترمذي〛.
➏ أن الله يعتق من النار في كل ليالي رمضان المبارك، والعتق في العشر الأواخر منه أعظم وأكبر وأجل، قال ﷺ: «وللهِ عتقاءُ من النار وذلك في كلِّ ليلة» 〚صحيح ابن ماجه〛.
➐ أن هذه العشر الأواخر تتيح للمسلم فرصة ثمينة ليتدارك ما فاته، ويختم له بخير، قال ﷺ: «وإنَّما الأعمال بالخواتيم» 〚صحيح البخاري〛.

💠 ما الحكمة من إخفاء ليلة القدر؟
قال ابن حجر: "قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر لِيَحصُل الاجتهاد في التِماسها، بخلاف ما لو عُيِّنت لها ليلةٌ لاقتُصِر عليها" 〚فتح الباري〛.
فالله أخفى عنا تحديدها، فما ذلك إلا من أجل الاجتهاد في العبادة طوال الشهر عامة، وفي العشر الأواخر خاصة، فالعاقل هو الذي يشتغل بما طُلِبَ منه، ولا يصرف وقته فيما طوي عنه، ويضع نصب عينيه دائمًا (من لم يُغفَر له في رمضان فمتى؟).

💠 ويبقى السؤال الأهم: كيف أستعد للعشر الأواخر من رمضان؟
يقوم الاستعداد الحقيقي المثمر على ثلاثة أركان:
➊ رغبة كالجبل: بمعنى أن تمتلك إرادة حقيقية قوية نابعة من أعماقك بضرورة الاستعداد لما أنت مقبل عليه.
➋ تخطيط وعمل: بمعنى أن تخطط جيدًا لما تستعد له بتحديد هدف واضح معين، ثم تضع الخطوات والإجراءات الكفيلة بتحقيق الهدف، ثم تنفذ تلك الخطوات في الواقع العملي.
➌ صبر وأمل: بمعنى أن تكون صابرًا على جميع العقبات الداخلية والخارجية التي ستواجهك في سبيل ما تستعد له، مع ضرورة التحلي بالروح الإيجابية وحياة مشرقة بالأمل.

💠 ولذلك فإن الاستعداد للعشر الأواخر من رمضان على قسمين:

▫️أولاً: الاستعداد الواجب: ينبغي للمسلم أن يلتزم به في شهر رمضان المبارك وغيره.
➊ أن تؤدي ما أوجب الله عليك من العبادات القولية والفعلية، ومن أهمها: الصلاة المفروضة، وصيام رمضان، والزكاة، وزكاة الفطر.
➋ أن تجتنب جميع ما حرم الله عليك من الأقوال والأفعال، فلا يعقل أن تتقرب إلى ربك بترك المباح كالطعام والشراب، ثم لا تتقرب إليه بترك ما حُرِّم عليك في كل حال، قال ﷺ: «من لم يَدَع قَول الزُّور والعَمَلَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامه وشرابه» 〚صحيح البخاري〛، وقال ﷺ: «رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلَّا الجوع، ورُبَّ قائم ليس له من قيامه إلَّا السَّهر» 〚صحيح ابن ماجه〛، والصائم مأمور بحفظ لسانه حتى وإن تعرض للأذى من غيره، قال ﷺ: «والصِّيام جُنَّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يصخَب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرُؤٌ صائم» 〚صحيح البخاري〛.
Forwarded from قران كريم
▫️ثانيًا: الاستعداد المستحب: يستحب للمسلم أن يستعد به طلبًا لمزيد من الأجر والثواب وإدراكًا لفضيلة ليلة القدر.
➊ أن تخصّ جميع زمان العشر الأواخر من رمضان ليله ونهاره بمزيد من الاجتهاد والعبادة، فعن أم المؤمنين عائشة قالت: «كان رسول الله ﷺ يَجتهِد في العَشر الأواخر، ما لا يَجتهِد في غيرِه» 〚صحيح مسلم〛، وقالت: «كان رسول الله ﷺ إذا دَخل العَشر، أحيا اللَّيل، وأيقَظ أهله، وجَدَّ وشَدَّ المِئزَر» 〚صحيح مسلم〛، "وقد قال الشَّعبي في ليلة القدر: ليلُها كنهارِها، وقال الشَّافعي في القديم: أستحِبُّ أن يكون اجتهادُه في نهارِها كاجتهادِه في ليلِها. وهذا يَقتَضي استحبابَ الاجتهادِ في جميعِ زمانِ العشرِ الأواخر؛ ليلِهِ ونهارِه، والله أعلم" 〚لطائف المعارف〛.
➋ أن تحيي الليل بالتراويح أو القيام، قالت أم المؤمنين عائشة: «كان رسول الله ﷺ إذا دَخل العَشر، أحيا اللَّيل» 〚صحيح مسلم〛، وقال ﷺ: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه» 〚صحيح البخاري〛، وقال ﷺ: «ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» 〚صحيح الترمذي〛، واحرص بالنسبة لصلاة التراويح أو القيام ألا تفوت على نفسك ثواب قيام ليلة كاملة بأن تصليها تامة مع الإمام حتى ينتهي منها، قال ﷺ: «إنه من قام مع الإمامِ حتى ينصرف، كُتِبَ له قيامُ ليلة» 〚صحيح الجامع〛.
➌ أن تكثر من قراءة القرآن ليلًا ونهارًا، فعن ابن عباس قال: «وكان جبريل يَلقاه -يعني يلقى النبي ﷺ- في كُلِّ ليلة من رمضان، فيُدارِسُه القرآن» 〚صحيح البخاري〛، وهكذا كان السلف الصالح يقرؤون القرآن في رمضان في الصلاة وغيرها، وكان لأبي حنيفة والشافعي في رمضان ستون ختمة في غير الصلاة، وكان بعضهم يختم القرآن كل ليلة من ليالي العشر، وربما أشكل على بعضهم ثبوت النهي عن قراءة القرآن الكريم في أقل من ثلاث، "وإنَّما وَرَدَ النَّهيُ عن قراءة القرآن في أقلَّ من ثلاثٍ على المداومة على ذلك. فأمَّا في الأوقات المفضَّلة -كشهر رمضان خصوصًا الليالي التي يُطلَب فيها ليلة القدر- أو في الأماكن المفضَّلة -كمكَّة لمن دَخَلَها من غيرِ أهلها-؛ فيُستَحَب الإكثار فيها من تلاوة القرآن؛ اغتنامًا للزَّمان والمكان" 〚لطائف المعارف〛.
➍ أن تعتكف في المسجد، فعن أم المؤمنين عائشة قالت: «أنَّ النبي ﷺ كان يَعتَكِف العَشر الأواخر من رمضان حتى تَوَفَّاه الله، ثُمَّ اعتَكَف أزواجُه من بَعدِه» 〚صحيح البخاري〛. أحيوا سنة الاعتكاف، فإن هذه السُنَّة بلسمٌ للقلوب، ودواءٌ لآفاته.
➎ أن تكثر من الجود، فعن ابن عباس قال: «كان رسول الله ﷺ أجوَد الناس، وكان أجوَد ما يكون في رمضان حين يَلقاه جبريل، وكان جبريل يَلقاه في كُلِّ ليلة من رمضان، فيُدارِسُه القرآن، فلَرسول الله ﷺ حين يَلقاه جبريل أجوَد بالخير من الرِّيح المُرسَلَة» 〚صحيح البخاري〛، والجود معناه الاستكثار من سائر أنواع الخير، كالإنفاق، وحسن الخلق، وبر الوالدين، وبذل الخير، ونشر العلم، والجهاد في سبيله، وقضاء حوائج الناس، وتحمل أثقالهم، ومناصرة المستضعفين ودعمهم، والعمرة في رمضان، قال ﷺ: «فإنَّ عُمرَةً في رَمَضانَ تَقضي حَجَّةً -أو حَجَّةً مَعِي-» 〚صحيح البخاري〛، "فإنَّ عُمرةً في رمضان تَعدِلُ في ثَوابِها ثواب الحج، وليس المراد أنَّ العُمرة تقضي بها فرض الحج أو تقومُ مَقامَه في إسقاطِ الفرض" 〚الدرر السنية〛، وإفطار الصائمين، قال ﷺ: «من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا» 〚صحيح الترمذي〛، وغير ذلك.
➏ أن تكثر من الدعاء والاستغفار، فعن أم المؤمنين عائشة قالت: يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أدعو؟، قال: «تقولين اللَّهمَّ إنَّك عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي» 〚صحيح ابن ماجه〛، والدعاء مستجاب أثناء الصيام، قال ﷺ: «ثلاثة لا تردُّ دعوتُهم: ... والصَّائمُ حتَّى يفطرَ» 〚صحيح ابن ماجه〛، وفي لفظ: «والصَّائمُ حينَ يُفطرُ» 〚صحيح الترمذي〛، فينبغي عليك أن تكثر من الدعاء بصلاح دينك ودنياك وآخرتك، ولا تنس أن تخصّ والدَيك وأهلك ومعارفك والمسلمين في كل مكان بدعوات صالحات.

💠 خِتامًا:
أختم بدرة ذهبية للإمام ابن رجب حول الهدي النبوي في العشر الأواخر من رمضان حيث قال: "وقد كان النبي ﷺ يتَهَجَّد في ليالي رمضان، ويَقرأُ قراءةً مرتَّلة، لا يَمُرُّ بآية فيها رحمة إلَّا سَأل، ولا بآية فيها عذاب إلَّا تعَوَّذ، فيَجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتَّفكُّر، وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرِها، والله أعلم" 〚لطائف المعارف〛.

فالسعيد والله من استعد لهذه العشر، واغتنم أثمن لحظات العمر، وفاز بجائزة ليلة القدر .. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من السعداء الفائزين🤍.
تابع لما قبلها 👆🏻
🌙 ٢٠ رمضان

يا مَن طالَ أرَقُه، واشتدَّ قلقُه، يا مَن يَلتمِسُ نسيمَ رَجاء، ويَبحَثُ عَن إشراقةِ أمَل! هَذِهِ التَّوبَةُ قد شُرِعَت أبوابُها، وحَلَّ زمانُها، ونزلَ أوانُها.
فلتكُنِ العَشرُ الأواخِرُ مِن رَمَضان تباشيرَ فجرِك، وإشراقة صُبحِك، وعُنوان توبَتِك، وبدايَة أوبَتِك.

اجتهِد؛ فالقادِمُ فُرصَةٌ مُبارَكَة، مَحرومٌ مَن توانى عَنها.

🤍
تدبرات الجزء العشرين 🤍🕊️

﴿قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون﴾ [النمل: ٥٩]

"ألا تحمد الله تعالى على جميل نعمه وآلائه، ولا سيَّما هدايتك إليه، وطريقه الذي عرَّفك إيَّاه وارتضاه لك؟".

﴿أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون﴾ [النمل: ٦٢]

"في لحظات الكُربة والضيق لا يجد المضطرُّ له ملجأ أمينًا إلا الله، يدعوه ليكشفَ عنه الضرَّ والسوء".

﴿أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون﴾ [النمل: ٦٣]

"مَن للإنسان إذا تاه في مجاهل البَرِّ أو في ظلمات البحر ولا دليل له يهديه، ولا معلِّم له يرشده سوى ربه بما ركب فيه من إدراك، وجعل من نجوم وأعلام؟".

﴿ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون﴾ [النمل: ٧٠]

"مَن آثر الضلالة لا يستحق أن يُـحزن عليه، وإن مكر بأولياء الله فلا خوف من مكره، فإن الله مبطلٌ مكرَه وناصرٌ جندَه".

﴿إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون﴾ [النمل: ٧٦]

"ما أعظم النعمةَ بالقرآن! فإنه يكشف الحقائق ويبيِّن الصواب فيما اختلف فيه الناس؛ ليهديهم إلى الطريق السديد، ويدلّهم على النهج الرشيد".

﴿وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون﴾ [النمل: ٨٨]

"ما أشد اليوم الذي تزول فيه الجبال عن أماكنها، ويذهب عنها ثباتها وشموخها! فأي قوة تصنع فيها ذلك إلا قوة الله العظيم؟!".

﴿وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين﴾ [النمل: ٩٢]

"تلاوة القرآن من أعظم أسباب الهداية، ومن أقوم الطرق لإيصال الرسالة، فما أحسنَ أن يكون ذلك مصحوبًا بتبيُّن مبانيها، وكشف أسرار معانيها!".

﴿فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم﴾ [العنكبوت: ٢٦]

"إنها هجرة إلى الله بالقلب قبل أن تكون بالجسد، فما أعظمها من هجرة!".

﴿مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون﴾ [العنكبوت: ٤١]

"هنالك قوَّة واحدة هي قوَّة الله، وما عداها من قوة الخلق فهو هزيل واهن؛ من تعلق به او احتمى فهو كالعنكبوت الضعيفة تحتمي ببيت واهٍ، فهي وما تحتمي به سواء".

﴿اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون﴾ [العنكبوت: ٤٥]

"من لم تستمر صلاتُـه في نهيه عن الفحشاء والمنكر فليراجع صلاته".
تدبرات الجزء الحادي والعشرين 🤍🕊️

﴿كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ ثُمَّ إِلَينا تُرجَعونَ﴾ [العنكبوت: ٥٧]

"ليست الدنيا دار بقاء، بل هي متنقلة بالموت إلى دار الجزاء، فكل نفس ستذوق الموت وتفارق الحياة لترجع إلى ربها، فمن كانت هذه حاله فليستعدّ بزاد التقوى".

﴿وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحسِنينَ﴾ [العنكبوت: ٦٩]

"من أفرض الجهاد جهاد النفس والهوى، والشيطان والدنيا، فمن جاهدها كلّها في الله هداه سبحانه سُبُلَ رضاه الموصلة إلى جنّته، وإلا فاته من الهدى بحسب ما عَطَّل من الجهاد".

﴿فَأَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ القَيِّمِ مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ يَومٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَومَئِذٍ يَصَّدَّعونَ﴾ [الروم: ٤٣]

"ليكن تمسك المسلم بدينه كمن يسدد نظره إلى أمر يهمه ويوجه بصره إليه، ولا يلتفت عنه ولا يعتني بغيره".

﴿وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾ [الروم: ٢١]

"المرأة هي السكن الآمن الرحيب لزوجها وأسرتها، وهذا مقصدٌ سامٍ من مقاصد العلاقة بين الزوجين في الإسلام، وهدفٌ نبيلٌ لبناء الأسر عند الأنام".

﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾ [الروم: ٤١]

"إن صلاح الأرض كلها بطاعة الله تعالى، وما أقيم العدل إلا كثرت البركات وعمت الخيرات".

﴿يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأمُر بِالمَعروفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصبِر عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمورِ﴾ [لقمان: ١٧]

"إن أول ما ينبغي على المربي أن يأخذ به أبناءه بعد غرس توحيد الله في نفوسهم هو الصلاة، فإنهم إن أقاموها فتح لهم باب الإعانة والتوفيق".

﴿وَمَن يُسلِم وَجهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ﴾ [لقمان: ٢٢]

"ما أحوجَ المؤمنَ في رحلةِ الدنيا الحافلةِ بالأخطارِ إلى الاستمساكِ بعروةِ الإسلامِ الوثقى، القائمةِ على الطاعةِ والإحسانِ، فإنّها السندُ الذي لا يهونُ، والحبلُ الذي لا ينقطعُ!".

﴿تَتَجافى جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ يَدعونَ رَبَّهُم خَوفًا وَطَمَعًا وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ﴾ [السجدة: ١٦]

"مهما أغرت المضاجع قومًا بالرقود والراحة ولذيذ المنام، فإن قومًا آخرين يقاومون تلك الإغراءات طمعًا بما هو خير لهم وأطيب."

﴿إِنَّما يُؤمِنُ بِآياتِنَا الَّذينَ إِذا ذُكِّروا بِها خَرّوا سُجَّدًا وَسَبَّحوا بِحَمدِ رَبِّهِم وَهُم لا يَستَكبِرونَ﴾ [السجدة: ١٥]

"في السجود لله تعالى والخضوع له والتواضع لجنابه لذَّةٌ لا يعرفها الجبّارون ولا المتكبّرون".

﴿أَفَمَن كانَ مُؤمِنًا كَمَن كانَ فاسِقًا لا يَستَوونَ﴾ [السجدة: ١٨]

"لم يستوِ المؤمنُ والكافرُ في الدنيا بالطاعةِ والعبادة، فكيف يستوون في الآخرةِ بالثوابِ والكرامة؟!".
تدبرات الجزء الثاني والعشرين 🤍🕊️

﴿الَّذينَ يُبَلِّغونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخشَونَهُ وَلا يَخشَونَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسيبًا﴾ [الأحزاب: ٣٩]

"إذا كمل خوف العبد من ربه لم يخف شيئًا سواه، ومتىٰ نقص خوفه منه سبحانه زاد خوفه من كل ما عداه".

﴿وَقالُوا الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي أَذهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفورٌ شَكورٌ﴾ [فاطر: ٣٤]

"لا تكتمل راحة المؤمن إلا بمفارقة الدنيا، ولا يخلع عنه لباس الحزن والنصب إلا بخلعها، فيا من يحاول في الدنيا أن يعرى من كل حزن، لقد طلبت ما لا تعطى".

﴿إِنّا نَحنُ نُحيِي المَوتى وَنَكتُبُ ما قَدَّموا وَآثارَهُم وَكُلَّ شَيءٍ أَحصَيناهُ في إِمامٍ مُبينٍ﴾ [يس: ١٢]

"تفقد آثارك بعد موتك، وأبقِ في صحيفتك ما يشفع لك بين يدي ربك، فما أبعد البونَ بين ظالم وعادل، وبين داعية إلى بدعة وآخر إلى سنة!".

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثيرًا﴾ [الأحزاب: ٤١]

"عن ابن عباس رضي الله عنهما: (لا يفرض الله على عباده فريضة إلا جعل لها حدًّا معلومًا، ثم عذر أهلها في حال عذر، غير الذكر، فإن الله تعالى لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه)".

﴿إِنَّ الَّذينَ يَتلونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرجونَ تِجارَةً لَن تَبورَ﴾ [فاطر: ٢٩]

"إن التجارة الرابحة أن يداوم المسلم على تلاوة القرآن، وإقامة الصلاة التي يظهر أثرها في القلب والجوارح، وإنفاق المال فيما يحب الله تعالى في السر والعلانية".

﴿وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا مُبينًا﴾ [الأحزاب: ٣٦]

"من مقومات العقيدة أن تستسلم لله تعالى بالكلية، مطمئنًا لحكمته وتقديره وتدبيره، واثقًا بما عنده، موقنًا بما لديه".

﴿قُل لا تُسأَلونَ عَمّا أَجرَمنا وَلا نُسأَلُ عَمّا تَعمَلونَ﴾ [سبأ: ٢٥]

"لكل امرئ أجر عمله، وعليه تبعته، فرحم الله امرءًا نظر في أمره وتأمل ما هو فيه، فإن كان يقوده إلى الخير مضى فيه، أو إلى بوار أعرض عنه".

﴿يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَياةُ الدُّنيا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الغَرورُ﴾ [فاطر: ٥]

"قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (إن من فقه العبد أن يعلم نزغات الشيطان أنّى تأتيه)".

﴿وَمَن يَقنُت مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسولِهِ وَتَعمَل صالِحًا نُؤتِها أَجرَها مَرَّتَينِ وَأَعتَدنا لَها رِزقًا كَريمًا﴾ [الأحزاب: ٣١]

"على قدر المكانة تكون المضاعفة أجرًا ووزرًا؛ فمن علت مكانته وشرفه فعمل خيرًا تضاعف أجره، وإن عمل سوءًا تضاعفت عقوبته، فعلى العالم والعابد حفظ المقام من التقصير والآثام".

﴿أَفتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ فِي العَذابِ وَالضَّلالِ البَعيدِ﴾ [سبأ: ٨]

"لا يقيم العاقل وزنًا لأقوال أهل الباطل، بل يزيده تخبطهم واضطرابهم وتهافتهم على الحق نباتًا، وللباطل وأهله معرفة وداريةً".
تَدبرات الجزء الثَالث والعشرِين 🤍🕊

﴿قُل يا عِبادِ الَّذينَ آمَنُوا اتَّقوا رَبَّكُم لِلَّذينَ أَحسَنوا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَأَرضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ﴾ [الزمر: ١٠]

"هذا الخطاب لك أنت أيها المؤمن، فلا تغتر بإيمانك وصلاحك، فإنك أولى الناس بالتقوى ومراقبة الله في السر والعلن".

﴿ص وَالقُرآنِ ذِي الذِّكرِ﴾ [ص: ١]

"في القرآن العظيم من المواعظ والذكر ما يوقظ القلوب، ويوجهها إلى غاية خلقها، ألا وهي معرفة الله تعالى، وإخلاص العبادة له".

﴿رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَما بَينَهُمَا العَزيزُ الغَفّارُ﴾ [ص: ٦٦]

"ما أرحمك ربنا وأرأفك بعبادك! قدَّمتَ لهم من الوعيد ما قدَّمت إن تجاوزوا، وتركتَ باب التوبة أبدًا مفتوحًا لتقيل عثرَتهم وتغفر حوبتهم".

﴿عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلينَ﴾ [الصافات: ٤٤]

"كمال اغتباط المرء بصحبة الإخوان، ومرافقة الأحباب والخلان، ومن هنا كان أهل الجنة على سررٍ متقابلين يتبادلون أحاديث السرور".

﴿قالَ تَاللَّهِ إِن كِدتَ لَتُردينِ﴾ [الصافات: ٥٦]

"كم من إنسان كاد ينحرف عن صراط ربه المستقيم ويضيع دينه ودنياه بسبب صديق سوء لا يعرف الله ولا يَلزَم هُداه!".

﴿أَذلِكَ خَيرٌ نُزُلًا أَم شَجَرَةُ الزَّقّومِ﴾ [الصافات: ٦٢]

"حاصل الرزق المعلوم لأهل الجنة اللذة والسرور، وحاصل شجرة الزقوم الألم والغم، ولا نسبة لأحدهما إلى الآخر في الخيرية، فليختر العاقل أي الأمرين شاء!"

﴿فَسُبحانَ الَّذي بِيَدِهِ مَلَكوتُ كُلِّ شَيءٍ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾ [يس: ٨٣]

"ما تأمل عبدٌ في ملكوت الله وسلطانه إلا خشع بصره، وخضع قلبه، ونطق لسانه بتمجيد ربه وتنزيهه، فله وحده كمال المحامد والمدائح، والبراءة من كل العيوب والقبائح".

﴿إِذ جاءَ رَبَّهُ بِقَلبٍ سَليمٍ﴾ [الصافات: ٨٤]

"طوبى لمن أقبل على ربه يوم الجزاء بقلب طاهر، نقيّ من كل آفة ونقيصة، قد امتلأ حبًا لله وتوحيدًا خالصًا له".

﴿رَبِّ هَب لي مِنَ الصّالِحينَ﴾ [الصافات: ١٠٠]

"الولد الصالح نعمة عظيمة ودُرَّة ثمينة، فلنمضِ في ركب القانتين الذين يقولون: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)".

﴿فَكَفَروا بِهِ فَسَوفَ يَعلَمونَ﴾ [الصافات: ١٧٠]

"لا تَغْتَرُّوا بِأَمَانِيِّ المُتَمَنِّينَ؛ فكم مِنْ قائلٍ: لو أَنَّ عِندِي كَذَا لأَطَعْتُ اللهَ، فَلَمَّا آتَاهُ ذَلكَ زَادَ عِصْيَانًا".
‏في فجر هذا اليوم
‏ اللّهم ما قسَمت في هذا اليوم من خيرٍ وصحَّة
وسَعة رزقٍ فاجعَل لنا منهُ أوفرَ الحظّ والنّصيب،
وما قسَمت فيه مِن شرٍّ وبلاءٍ وفِتنَةٍ فأبعده عنَّا
وعن المسلِمين يا ربّ العالَمين.
‏اللهم جمّل صباحنا بذكرك وعفوك وتوفيقك وبركتك ورضاك عنّا اللهم بك اصبحنا وعليك توكلنا وأنت خير الحَافظين🤍
‏﴿ ربِّ اجعلني مُقيم الصَّلاة ومِن ذُريّتيِ ﴾
‏اللهم اجعلنا من أهل الفجر ولا تحرمنا لذة صلاة الفجر في وقتها وأعِنا على قيامها دائماً 🤍
تدبرات الجزء الرابع والعشرين. 🤍🕊️

﴿إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافوا وَلا تَحزَنوا وَأَبشِروا بِالجَنَّةِ الَّتي كُنتُم توعَدونَ﴾ [فصلت: ٣٠]

"أصل الكمال الإنسانيّ إيمانٌ بالله يطرح خبائث الشكوك المحيِّرة، واستقامةٌ على أمر الله بإصابة الحقِّ وسلوك دربه".

﴿وَمَن أَحسَنُ قَولًا مِمَّن دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحًا وَقالَ إِنَّني مِنَ المُسلِمينَ﴾ [فصلت: ٣٣]

"هذه الآية وسام شرف على صدور الدعاة الصادقين والعلماء العاملين، فليس أحدٌ أحسنَ قولًا، ولا أكرم عند الله منزلة منهم".

﴿وَلا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادفَع بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذي بَينَكَ وَبَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ﴾ [فصلت: ٣٤]

"مقابلة الإحسان سماحةٌ لا يبذُلها إلا من عرَف ثواب الحسنة وأدرك فضلها، وأن لها أثرًا عميقًا في نفس العدوِّ، يكبح جِماحه، ويَسُلُّ الضغينة من قلبه، بل يَقلِبها مودَّة وأُلفه، فنسألك يا الله أن تَهدِيَنا للتي هي أحسنُ في أمورنا كلِّها".

﴿وَما يُلَقّاها إِلَّا الَّذينَ صَبَروا وَما يُلَقّاها إِلّا ذو حَظٍّ عَظيمٍ﴾ [فصلت: ٣٥]

"مَن التزم العفوَ وآثر السَّماحة أثبت اسمَه في ديوان الصابرين، ونال شرف الخُطوة والاجتباء من ربِّ العالمين".

﴿مَن عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَساءَ فَعَلَيها وَما رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ﴾ [فصلت: ٤٦]

"جاءت رسالة الإسلام لتعلنَ رُشدَ البشريَّة، وتُحمِّلَها عبءَ الاختيار، وترفعَ شعار المسؤولية الفرديَّة، فطوبى لمَن اختار الحقَّ وعمل صالحًا".

﴿غافِرِ الذَّنبِ وَقابِلِ التَّوبِ شَديدِ العِقابِ ذِي الطَّولِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ إِلَيهِ المَصيرُ﴾ [غافر: ٣]

"معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا لها أثرٌ عميق في نفوس العباد وسلوكهم، بإثارة طمعهم بمغفرته، وإيقاظ خَشيتهم من عقابه وعذابه".

﴿رَفيعُ الدَّرَجاتِ ذُو العَرشِ يُلقِي الرّوحَ مِن أَمرِهِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ لِيُنذِرَ يَومَ التَّلاقِ﴾ [غافر: ١٥]

"سبحان العلي العظيم، الذي لم يترك عباده من غير هادٍ يهديهم إلى سبيل الحقِّ القويم، فيبشِّرهم بما عند الله من النعيم، ويحذِّرهم بما لديه سبحانه من العذاب الأليم".

﴿اليَومَ تُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت لا ظُلمَ اليَومَ إِنَّ اللَّهَ سَريعُ الحِسابِ﴾ [غافر: ١٧]

"إن الله المحيط بكل شيء علمًا وتصرُّفًا سريع الحساب، فلا يُظلم مشيءٌ ولا محسن بطول انتظار".

﴿يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وَما تُخفِي الصُّدورُ﴾ [غافر: ١٩]

"حتى النظرة تختلسها العين اختلاسًا يعلمها الله ويحصيها، فسبحان الله العظيم الذي ﴿لَا تُدرِكُه الأبصارُ وهو يُدرِكُ الأبصارَ وهُوَ اللطيفُ الخبير".

﴿يا قَومِ إِنَّما هذِهِ الحَياةُ الدُّنيا مَتاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دارُ القَرارِ﴾ [غافر: ٣٩]

"قال أحدهم: (لو كانت الدنيا ذهبًا فانيًا والآخرةُ خرفًا باقيًا، لكانت الآخرة خيرًا من الدنيا، فكيف والدنيا خزفٌ فان، والآخرة ذهبٌ باق)؟!
تدبُرات الجزء الخَامس والعشرِين. 🤍🕊️

﴿وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض﴾ [فصلت: ٥١]

"على الأنسان أن يستحضر رِقابة الله عليه حالَ تجدُّد النعم عليه، فإن إعراضه أكثر ما يكون هنالك، فليضبِط نفسه بدوام ذكر الله وتذكره، وكما يألف النعم فليألف الحمدَ والشكر".

﴿وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير﴾ [الشورى: ٧]

"إنزال القرآن على العرب بلغتهم فيه توجيهٌ للدعاة إلى ضرورة مخالطة الناس بما يَعقِلون، وتبليغهم من الحقِّ ما يفهمون ويعون".

﴿من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب﴾ [الشورى: ٢٠]

"أبشر أيها العامل للآخرة بثوابٍ حسن مضاعف؛ فضلًا من وكرمًا، وأما قاصد الدنيا فلا نصيبَ له من ثواب الآخرة، ولا ينال من دنياه إلا بقدر ما قدَّم لها عدلًا من الله في عباده".

﴿وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد﴾ [الشورى: ٢٨]

"بادر أيها المُذنب إلى التوبة، فإن الله أفرحُ بتوبتك من فرح مَن حاز الدنيا بحذافيرها بعد فقر وعُدم".

﴿ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور﴾ [الشورى: ٤٣]

"الصبر على المعتدي والعفوُ عنه عند المقدرة من شيَم النفوس الكريمة، وآثار الأخلاق المستقيمة".

﴿وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم﴾ [الشورى: ٥٢]

"القرآن روح من أمر الله يحيي به القلوب، ونورٌ يضيء به الأرواح والدروب، فهنيئًا لمن عَمَرَ فؤادَه بالقرآن، واشغل عُمُرَه بهدي الفرقان".

﴿ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين﴾ [الزخرف: ٣٦]

"الغفلة عن ذكر الله بابٌ يلج منه الشيطان، فأغلق ذلك الباب بدوام الذِّكر".

﴿فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم﴾ [الزخرف: ٤٣]

"الاستمساك بالوحي واتِّباعه هو مِعراج الوصول إلى خيرَي الدنيا والآخرة، ومن كان كذلك فليطمئنَّ؛ فإنه على الطريق الراشد، والدرب القويم".

﴿من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون﴾ [الجاثية: ١٥]

"اعمل ما شئت فإنك ملاقيه، وأقدم على ما شئت فإنك مَجزيٌّ به، هي نفسك إمَّا أن تسعدَها، وإما أن تشقيَها".

﴿وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون﴾ [الجاثية: ٢٤]

"حسبوا أن الحياة أرحامٌ تدفع وأرض تَبلع، فجعلوا الدنيا همّهم، عليها يقتتلون، وفيها يتنافسون، ولها يسعون، وخلفها يركضون".
تدبرات الجزء السادس والعشرين. 🤍🕊️

﴿ما خَلَقنَا السَّماواتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما إِلّا بِالحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذينَ كَفَروا عَمّا أُنذِروا مُعرِضونَ﴾ [الأحقاف: ٣]

"لا ينفك الارتباط بين آيات الكتاب وآيات الكون، فتلك العلاقة تدفع المؤمن إلى تصفُّحهما وتدبُّر ما فيهما من عِظات وعِبر".

﴿إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾ [الأحقاف: ١٣]

"هذه البشرى ممَّا يُثلج صدرَ المؤمن، ويقذف الطُّمأنينة والأمان في قلبه، ففي ذلك الموقف الشديد يكون المؤمن بمَعزِل عن أيِّ أذًى أو خوف".

﴿قالَ إِنَّمَا العِلمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم ما أُرسِلتُ بِهِ وَلكِنّي أَراكُم قَومًا تَجهَلونَ﴾ [الأحقاف: ٢٣]

"لقد سلكَ هودٌ وغيره من الرسل الطريق الذي رسمه لهم الحقُّ تعالى في دعوة الناس؛ فهم للناس مبلِّغون ما أمروا بتبليغه، وما ليس لهم به علمٌ وكلوه إلى عالمِه، فعلى الداعي إلى الله أن يكونَ مبلِّغًا ما يعلم، غير متقوِّل على الله ما لا يعلم".

﴿الَّذينَ كَفَروا وَصَدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعمالَهُم﴾ [محمد: ١]

"ما أشقي مَن ذهبت أعماله سدًى، فصارت له بلا جدوى، فليحذر المسلم كلَّ سبب يحبط عمله، ويذهب عنه فائدته".

﴿وَالَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَآمَنوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الحَقُّ مِن رَبِّهِم كَفَّرَ عَنهُم سَيِّئَاتِهِم وَأَصلَحَ بالَهُم﴾ [محمد: ٢]

"هيَّج ذكرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم شوقَ المحبين له، المتمنين لرؤيته، فدفعهم ذلك الشوق إلى التمسك بنهجه والثبات على سنته".

﴿مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتي وُعِدَ المُتَّقونَ فيها أَنهارٌ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأَنهارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ وَأَنهارٌ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبينَ وَأَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُم فيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم كَمَن هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ وَسُقوا ماءً حَميمًا فَقَطَّعَ أَمعاءَهُم﴾ [محمد: ١٥]

"سيعاين المتقون هذا الوعد يوم القيامة مثلًا أمامهم بطيبه وملذَّاته التي لا تخطُر على قلب بشر".

﴿فَاعلَم أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاستَغفِر لِذَنبِكَ وَلِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَاللَّهُ يَعلَمُ مُتَقَلَّبَكُم وَمَثواكُم﴾ [محمد: ١٩]

"العلم بالله تعالى وصفاته يَغرِس في قلب المؤمن اليقينَ بكلِّ ما أخبر به تعالى من إنجاز وعده ونصرة أوليائه".

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ وَلا تُبطِلوا أَعمالَكُم﴾ [محمد: ٣٣]

"معصية الله ورسوله بالكفر مُحبطة للعمل، وطاعتهما بابُ القَبول له".

﴿وَلِلَّهِ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ يَغفِرُ لِمَن يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشاءُ وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا﴾ [الفتح: ١٤]

"من عظم ملكه كان أجره وهبته في غاية العظم، وأضحى عذابه وعقوبته كذلك في غاية النَّكال والألم، فنسأل الله من ثوابه العظيم، ونعوذ به من عذابه الأليم".
تَدبرات الجزء السابع والعشرين. 🤍🕊️

﴿ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين﴾ [الذاريات: ٥٠]

"قال ابن عباس رضي الله عنهما: فروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم، فروا منه إليه واعملوا بطاعته، ومن الفرار إليه الفرار إلي وحيه وكتابه، تلاوةً وتدبرًا وعملًا".

﴿إن المتقين في جنات ونعيم﴾﴿فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم﴾
[الطور: ١٧-١٨]

"ما استحقوا هذا النعيم إلا بالتقوي؛ بامتثال ما أُمروا به، واجتناب ما نُهوا عنه، فاحذر أن تُفقد حيث أُمرت، وأن تكون حيث نُهيت".

﴿إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى﴾ [النجم: ٢٣]

"مَن أسلم نفسه لشبهات الظن، وانقاد لهوي النفس، ضل السبيل ولم يهتدِ لحق قط".

﴿قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين﴾ [الطور: ٢٦]

"مَن خاف الله في الدنيا أمَّنه في الآخرة، وأسعده ورضَّاه".

﴿وأن إلى ربك المنتهى﴾ [النجم: ٤٢]

"من كان الله تعالي انتهاء محبته ورغبته ورهبته، ظفر أبدًا بنِعَمه وأنسه ومعيَّته".


﴿إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى﴾ [النجم: ٢٧]

"إذا ضَعُف إيمان العبد بالآخرة، هان في نفسه الإفك والبُطلان، وتجرأ علي قول الزور والبهتان".

﴿علم القرآن﴾ ﴿خلق الإنسان﴾[الرحمن: ٢-٣]

"قدَّم نعمة تعليم القرآن علي نعمة خلق الإنسان، لأن بالقرآن حياة الروح، وبالخلق حياة الجسد، وما قيمة الجسد بلا روح؟!".

﴿فدعا ربه أني مغلوب فانتصر﴾ [القمر: ١٠]

"حين نهتف بوجعنا وشكوانا إلى الله تعالى، ونبدي له عجزنا وضعفنا، فإنه لا شك سيأتينا منه الفرج، عاجلًا أو آجلًا".

﴿كل من عليها فان﴾ [الرحمن: ٢٦]

"الزمن الذي نتقلَّب في ساعاته ما هو سوي خلق من خلق الله، ومآله إلي ذهاب، فاحرص علي ملئه بالطاعات قبل أن تتصرَّم الأوقات وتفني الأعمار".

﴿سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم﴾ [الحديد: ٢١]

"استحضر دومًا أيها المؤمن، أن الله إنما خلق الجنة وهيأها لأهل طاعته من المؤمنين الصادقين، فإن في ذلك حثًا علي الثبات إلي الممات".
‏استعينوا بالله واعتنوا بتكميل طاعاتكم في رمضان، فإنَّ تمام الخير في مسك الختام، والله يأخذ بيد عبده إن صدق في الاستعانة؛ فيُعينه على العمل الصَّالح، ويقويه عليه.

-صالح العُصيمى
2025/07/03 22:22:54
Back to Top
HTML Embed Code: