‏وليّس الهجَر يؤلمني ولكّن
‏ جمًال الذُكرياتِ يهُز قلّبي
‏ أخادَع حُزن روّحي بالتمْني
‏ فأين حنًانِ ذاك القلّب عّني؟

‏إن المشاعرَ لا تُقاسُ بنظرةٍ أو لمسةٍ
أو ما بهِ يومًا لسانٌ قد نَطَق
فرقٌ كبيرٌ بينَ ما نُخفي ونُعلِنُ
في العواطفِ ، والعواصفِ ، والأرَق .

‏يا من توهم اني لست أذكره
‏والله يعلم اني لست أنساه..
‏إن غاب عنيّ فالروح مسكنه
‏من يسكن الروح كيف القلب ينساه؟

‏ولكنكِ ليّنة وحلوه ، ليّنةٌ وأخشى
‏من غلاظة الأيّام أن تؤذيَك .

‏"أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى
‏أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا
‏وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي
‏وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا"

‏الكُل في مداراتِ الشكّ
‏ إلا أنتِ في القلب يقين

‏كَفكِفْ عتابَكَ إن روحي مُتعَبَهْ
‏فلأنتَ مَن آذىٰ الفؤادَ وعذَّبَهْ
‏أضنيتنِي هجراً وجئتَ تلومُني
‏وكأنني في الهجرِ كُنت المُذنِبَهْ؟

"هل يَأْنَسُ الليلُ محرومًا من القمرِ؟"

‏قُل لي صَباحُ الخيرِ سيّدتي
‏واملأ بفيض هواكَ أوردتي
‏قُل لي صباحُ الخيرِ يا أملي
‏أشعِل فتيلَ العشق في لُغتي

‏مَتَى يَشتَفِي مِنك الفُؤادُ المُعذّبُ ؟
‏وسَهمُ المَنايا مِن وِصَالِك أقربُ
‏فبُعدٌ ، وشَوقٌ ، واشتِياقٌ ، ورَجفَةٌ
‏فَلا أنت تُدنيني ولا أنَا أقرَبُ

‏جاءت وضوحًا، وسرُّ الشوقِ يكتُمُها
‏روحُ الملاكِ .. فكيف الطينُ يفهمُها ؟
‏يصّاعدُ الحبُّ فيها دونما لغةٍ
‏البنتُ أفصحُ ما قالت تلعثُمُها
‏تقول في نفسها شيئًا ويُضحكُها
‏تكلمُ الطفلَ فيها .. أو يكلمُها

‏"أينسى القلب أيامًا
‏ لها في عمقهِ مجرى"

‏و عجبتُ لمّا عاتَبَتْ : أنسيتها ؟
‏كلاّ و ربّي ، كيف ليْ نسيانُها

وهلْ يُنسى الصباحُ إذا تجلَّى؟
‏نسيتُ لأجلِكِ النِّسْيانَ حتى
‏توارى عن مُخيِّلتي وولَّى

‏"وَبي شَوقٌ إلَيكَ أَعَلَّ قَلبي
‏وَما لي غَيرَ قُربِكَ مِن طَبيبِ
‏أغارُ عَلَيكَ مِن خَلواتِ غيري
‏كَما غارَ المُحِبُّ عَلى الحَبيبِ"

‏ماكنتُ أحسبُ إنني لعيونها
‏أصبحتُ في بحر الغرام أسيرا
‏من نظرةٍ أسرت فؤادي مثلما
‏أسَر الجنودُ محارباً مشهورا
‏وأسير سرحاناً أُخاطب ظلَّها
‏مُتمايلاً،متأملاً،مبهورا
‏ماكنتُ أصبرُ في الحياة وإنني
‏من أجل عينيها غدوتُ صبورا
‏أحببتُ سجني في هواكَ وإنني
‏سأظلُ في سجن العيون أسيرا

‏لاتُشرق الروح إلّا من دُجى ألمٍ
‏هل تُزهِرُ الأرضُ إلا إن بكى المطرُ

‏لأنَّكَ ساكنٌ في كُلِّ كُلِّي
‏أراكَ خياليَ الأبهَى و ظلِّي
‏تجلَّى فيكَ طيفُ الأُنسِ لحنًا
‏فَأوقَعنِي بموسيقَا التَّجلِّي !
‏و تجذبُني جمالًا يوسفيًا
‏فتأسرُ مُهجتي، قلبِي، وعقلِي
‏أنا لَم أعتقِد بالأُنسِ يومًا
‏فماذا لو غدوتَ الأُنسَ قُل لِي ؟
-

‏أهلاً بوجهكَ لا حُجِبتَ عن نظري
‏يا فِتنةَ القلبِ بل يا نُزهةَ البَصَرِ