أيُّها الساكِن بين جُلَّاسك، والثائر في عمق مَدارِك، لقد عَهِدوْكَ عنيدًا لا تعرف الشكوى والقنوط، حتى ظنّوْكَ بَلِيدًا فطمعوا بقوّتك، وكم غمرتهم بعطفك حين استفاضت دموعهم، حتى ظنّوك دائم الترحاب فطمعوا باحتوائك. والحَقّ أن قوّتك لن تستمر إن كنت تعطي من دون أخذ، فعبِّر عن احتياجك.
-وأسألك بكُل اسمٍ سمّيت به نفسك أن تُعيدني إليك برفق، كلما ضيعتني السُبُل وأن تحفظ قلبي من كُل فجيعة.
حين تكون مُبتدِئًا في شيءٍ ما، يساوِرك شعورٌ بأنك لست مستعدًّا، أو أنك لست مُستحقًّا له، لكن اعلَم أن البداية جزء لا يتجزأ من التجربة، فلا كَمال لشيءٍ من دون ابتداء، واعلَم أن المُتمرِّس قد كان مُبتدِئًا في بدايةِ أمره، فكن مُعِينًا لنفسك صبورًا عليها، وتقبَّل خَيْبتها.
لا تُثبِت جمالك وصلاحك وفلاحك إلّا لنفسك، فإنَّ نفسَك ميزانُك الذي لا يرهب أمانك ولا يُخيِّب آمالك، فأنتَ الشاهِد على سقوطك ونهوضك وتغيُّرات فصولك وسعيك ووصولك، ولا تجعل آراء الخَلْق ميزانك؛ لأنها مطبوعةٌ بالهوى، ولأن لكُلِّ امرِئٍ ميدانه الخاص الذي يشغله عنك.
الواضعـونَ
علـى الأوجاعِ كفّـهمُ
والمنصتونَ إذا
طرفُ الخليلِ حكى
والصانعونَ سلاماً
في وجودهمُ
والـقائلونَ لقلـبي لاتـخف دَركا
والغائبونَ وما غابت
لهم صورٌ
سواءَ أشرقَ قرصُ الشمسِ
أو دَلَكا
على الشواهدِ أسماءٌ
لهم كُتبت
لها الزمانُ بِفكّ البينِ
قد عَلَكا
الحزنُ صار نديمي
بعد إذ رَحلوا
والوجدُ بعدهمُ
في مهجتي فَتكا
ما ماتَ ماتَ فلا
تَطمع بعودتهِ
لاشيء يمكثُ يا قلبُ
البقاءُ لكا
علـى الأوجاعِ كفّـهمُ
والمنصتونَ إذا
طرفُ الخليلِ حكى
والصانعونَ سلاماً
في وجودهمُ
والـقائلونَ لقلـبي لاتـخف دَركا
والغائبونَ وما غابت
لهم صورٌ
سواءَ أشرقَ قرصُ الشمسِ
أو دَلَكا
على الشواهدِ أسماءٌ
لهم كُتبت
لها الزمانُ بِفكّ البينِ
قد عَلَكا
الحزنُ صار نديمي
بعد إذ رَحلوا
والوجدُ بعدهمُ
في مهجتي فَتكا
ما ماتَ ماتَ فلا
تَطمع بعودتهِ
لاشيء يمكثُ يا قلبُ
البقاءُ لكا