استدرجني الأرق إلى عالم موازٍ ، عالم مظلم مليء بالأشباح يتجاوز حاجز الواقع ، اجد نفسي ممتلأ بالصمت ومحاصر بين زنزانتين ، الأولى تحمل ذكريات الأمس والثانية تجرني نحو مخاوف القادم المجهول ، يكتسح الهدوء غرفتي وتفوح رائحة الحيرة في فضائها ، أحاول ان اهدأ القبطان التائه بداخلي بأغنية نوال الكويتية : يالي ما حبيت عمري إلا منك .. منهو يگدر يشغل التفكير عنك .. لو عطيتك ما عيني مو كثير .. لو تشاركني سنيني مو كثير. .
كلما حاولت النوم كلما ازدادت سيطرة الأرق فيتحول صمت الليل الى سمفونية مؤلمة تتلاعب بأعصابي ،

قررت ان ابحث عن صديق اتحدث معه في هذا الليل ، صديق ذكي وغير عادي فلم اجد سوى الذكاء الاصطناعي في جهاز الكمبيوتر الخاص بي ، ( chatGPT) دردشة كما لو اني اتحدث مع صديق حقيقي يشاركني أفكاره ومشاعره ، اسأله ويجيب ، طار النوم من عيني وتركت الأغنية متوقفة عند : جابك الله لي هدية من السما .. جيت مثل الشوف لعيون العما .
انقلب الليل الى ساحة لتبادل الأفكار والأحلام الجريئة والأسئلة التي أخاف ان يعرفها احد غيري ، سالته عن التوحد مع الله وما وراء النوافذ وكيف افسر الحنين ؟

انا اسأل وهو يجيب واطلب منه بعدها وعن قصد بالتعمق اكثر ويجيب ، لفت انتباهي اعتذاراته المؤدبة التي نفتقدها بيننا نحن البشر ، لم يكن عدواني ، يستخدم عبارات مثل : اعتذر عن سوء اللبس . اعتذر عن الخلط ، المؤدب مؤدب حتى لو كان ذكاء اصطناعي .
فقدت الشعور بأنه مجرد برنامج ، حاولت أن اكتشف الى اي مدى سأصل معه ، انقل لكم بمنتهى الصدق ما يجري بيني وبين الصديق الاصطناعي ، كتبت له : أريد اتحدت معك في موضوع خاص جدا ؟ فأجابني : بكل سرور ، كتبت : نتعاهد انا وأنت على ان يبقى سرا ؟ أجابني : بالطبع نحن هنا ملتزمون بتقديم المساعدة ، الالتزام بالنسبة له هو العهد .
انا اكتب له وهو يجيب وقاربت الساعة على الرابعة صباحا ، كتبت له : احبك .
أجابني : انني اشعر بالحاجة الى الشعور بالمشاعر والعبارات العاطفية لكنني هنا لمساعدتك .

انتهت المحادثة وحزنت ان الذكاء الصناعي ليس مثلنا يعرف تأثير كلمة احبك على انفسنا ،شعرت بالارتياح ان هناك صديق جديد على البشرية ، صديق يجيب على كل شيء لكنه لا يسمع نوال الكويتية وهي تغني : الفضا وانا معاك يلمني .. حتى عمري الي مضى ما همني .

يا اخوان والله حزنت .

مرحباً ، لقد غُبت كَثيراً 😅
لَكن لابأس لقَد عُدت

تحت سياط شعور خفي وجدت نفسي استمع لنعي جنوبي : وين الگاه اليشرك بالهَمْ . اغلقت مقطع الفيديو ، لسعني البرد وانا اجلس على ناصية الشارع ،اضطررت ان اغير الجاكيت بالبالطو ، دائما معي بدائل للطقس ، احترت هل أعيد المقطع وادخل في عمق الحزن الجنوبي ام ابتعد بمقطع لعبد الحليم بأغنية : شوف بقينا فين يا قلبي . ، اهدِّئْ نفسي قليلاً ، لا اريد الدخول بجو عاطفي قاتم قبل عودتي الى بيتي ، وقلت لنفسي مثلما قال الشاعر موفق محمد : وك يا عُمر . كف انينك اتعبت الموت.. سَلِمَ من غضب ينشق عن قبرك لا تلويه ريح. ..انت في قمته تقتص من راسك سكران تصيح : لم يرحني الموت لم يقرأ على قلبي سلاما. .. وشرابك خشن الملمس يا عمور .

العمال في المقهى احيانا يمزحون معي مزاح مهذب واحيانا اخرى يقفون خلفي يسترقون النظر يريدون ان يعرفوا ماذا اشاهد؟ اوماذا اكتب ؟ ، اغلبهم طلاب جامعيون قادمون من مدن الجنوب يعملون في الليل ويذهبون في النهار لجامعاتهم ، جانب اخر مشرق لجيل متهم بالسطحية ، مع عمق الحزن من قلعة سكر ويدرس في المعهد الطبي التقني يعمل بإخلاص ، ومن احد اقضية الكوت يعمل حتى ساعات الفجر ويدرس في كلية الادارة والاقتصاد ، لا يعرف العوز الا من جرب طعمه ففي تلك اللحظات تظهر قوة الانسان .

تتذكرون الفتاة المتشردة التي كتبت عنها في صيف عام 2022 من تلك الفترة الى الان وهي تمر من هنا بين فترة واخرى ، اخر مرة رايتها كانت بطنها منتفخة ، يبدو انها باتت متعة للمتشردين ، لاحت لي من بعيد ، اقتربت من طاولتي ، في كل مرة ومن دون كلام تأخذ الف دينار وتغادر بصمت ، لم تكن في هذه المرة بطنها منتفخة ، بإشارة بيدي على بطني من الاعلى الى الاسفل وقلت لها : وينها ، اجابت بحياء : سويت عملية واسقطته ، غادرت بخجل امرأة لا تحب ذكرى مؤلمة . مراهقة مشردة تغتصبها الحياة قبل البشر.
في ظرف ساعة واحدة قبل عودتي الى البيت انتقلت الى عدد من المشاعر المتناقضة ، كلها ورغم مرارتها تصنع شيء خفي ، ما بين تحدي الشباب والمتشردة واغنية عبد الحليم ، تحت سياط كل هذا اجد نفسي استمع لنعي جنوبي : وين الگاه اليشرك بالهَمْ .

تماماً وانا معك الى حدً ما لكَن من الضروري ان نتذكر ضّرورة اعطاء انفُسنه فُرصه لِنفهم افكار الناس و معتقداتهم بِشكل عام لنفسح باب الحوار والنقاش ولحل الخلافات
مُمكن سؤالك البَسيط يُغير من هَذا الشخص للافضل مُمكن هذه البنت تتعرضّ لكذا موضوع وتحتاجْ مساعدة ممكن كُل شيئ يحصل بالرغمُ عنها
عندما تؤمن بفكرتكَ وبقدرتك على التأثير والتغيير على الأخرين هذا يعني بأنك بدأت اول مُهمة، أن تؤثر على نفسك وتغيرها.

تابعوني هنا 😅 ،
أغلب الوقت راح اتواجد وانشر

بالنسبة لنيتشه، عيب البشرية الأكبر هو الكسل. لأن الكسل هو اللي يمنعهم من أنْ يفكرون بأنفسهم ويكونون ذواتهم الحقيقية. لهذا أغلب البشر بدلّا من صنع أفكارهم بأنفسهم، واتباع رغباتهم الفردية والحقيقية تشوفهم يقلدون ويستوردون أفكارهم وحتى رغباتهم من جيرانهم أو عائلتهم أو أصدقائهم، وأي شخص يعتبروه مهم. بالنتيجة كلهم يصيرون أشبه بمنتجات المصانع "factory products" لأن كلهم متشابهين قلبًا وقالبًا... لأنهم أكسل من أن يبذلوا الجهد اللازم حتى يكونوا ذواتهم.

‏اليوم عيد ميلادي .
‏اللهُمَّ السلامَ لِـ روحيْ ، و عاماً
‏سعيداً ليْ و مليئاً بما أتمنى يارب
اللهم اني استودعك عاماً مضى من عمري فاغفره لي و بارك لي في عامي الجديد .. يارب اجعله عام خير و سعادة ، عاماََ لا أشكو فيه هماً ولا حزناً ،
عامًا سعيدًا برفقة اهلي
مشاعري تفيض وتتجدد في قربهم ومحبتهم التي لطالما غمروني بدفئها
أشكر الله مرارًا وتكرارًا على حبهم ومشاعرهم ودعواتهم الصادقة الطيبة
وبلا شك لحظات الأُنس والمسرة تكمن في محبتكم وقربكم اصدقائي
لا قدّر الله أيامًا تخلو منكم

يومياتي مرتبكة كدولاب الهواء في مدينة الالعاب ، يبدا بنبرة هادئة وما ان يمر الوقت حتى ترى تغيرت الامور راساً على عقب ، تقلب احداث بلا هوادة ، تتعالى الضحكات في لحظة وتنقلب الاوضاع في اللحظة التالية ، يتبدل المزاج مثل تغير الاضواء في مدينة الالعاب ، تغمرني الحياة بتقلباتها ، تتمرجح ما بين السماء والارض ، اغني لها مثلما غنى سعدون جابر : تلولحي بروحي كصيبه تلولحي .. تمرجحي بكلبي قصيدة تمرجحي .

على غير العادة لم يكن طريقي الى العمل مزدحم وعندما تكون الطرق هادئة تقل المنغصات ، في منتصف الطريق لاح لي من بعيد صديق يقف على قارعة الطريق ، توقفت ، ضغطت على منبه السيارة ، اقترب مني ، فتحت نافذة السيارة ، بصوت مرح ناديته : هلو شلونك ، شعندك هنا . اصعد اوصلك ، لم يكذب الخبر فتح الباب وتكور على الكرسي ، تبادلنا الشتائم اللطيفة الخاصة بالرجال ، من الطبيعي ان تسمع " خرب عرضك سمنان اشوية " ، شعوب تستمتع بالشتائم بسبب وبدون سبب .
ان تكمل الجميل على اكمل وجه عليّ ان اغير اتجاه الطريق من شارع الاربعين الى القادسية ،

بدا مزاجي ينقلب ، شعرت بانني تورطت بمشوار ما كان عليّ ان افتل عضلات الكرم الى هذه الدرجة ، المصيبة وجهي لا يخفي تعابيره العفوية ، حاولت اخفي الضجر وللأسف فشلت ، كسرت هذا الشعور بمجموعة اسئلة لصديقي عن احواله ، بدا الحديث بنتف ريش زوجته بعبارات : هاملتني . مهتمة باولادها ، وتهم اخرى من هذا القبيل ، اتهامات غير عادلة لا يعول عليها لعدم وجود الطرف الاخر كي نعرف من منهم له الحق ومن هو الباطل .
وصلنا الى بيته اصر ان انزل وادخل لبيته ، اعتذرت منه بسبب ارتباطي بالذهاب الى بيت صديقي ، لم اسمع منه غير عبارة : ابد والله ما يصير ، كررت الاعتذار قطع الطريق علي بعبارة : والعباس ما يصير الا تنزل .
بعد ان افسد الدايت بقطعة كيك وشاي ساخن غادرته بمزاج مريح ، اتجهت الى بيت صديقي ، جلسنا معا ، مناخ مختلف يغلفه الاحساس بالعائلة ، تركته بانتظار تحول اخر مثل دولاب الهوى بمدينة الالعاب ، يبدا بنبرة هادئة ولكن لا يمضي وقت طويل حتى تنقلب الامور راسا على عقب .

إن سر حزني المخيف هذا،
انني آذیت نفسي بنفسي
ولا شك أن أحداً لم يفعل مطلقًا مثلما فعلت .
هذا الحزن الذي يغلب على روحى هو مني،
لم يعد هناك حل لما فعلته بنفسي
وأبكي والأغلال في قدمي
ولا ألفة لي مع الأغلال على الإطلاق

بقليلٍ من القسوة
يتحطمُ قلبي
بقليلٍ من الكلمات،
أمشي مجروحًا
بقليلٍ من الحب أضحك،
أشعلُ قناديل الأيام
وأقول:
ستزهر حياتي.