Telegram Web Link
انتحار.
Photo
أمضيّتُ حَيّاتي في العِراق
عِشتُ حَيّاةً عِراقيّة بَحتّة
مَرّت عَليّ جَميّعُ اللَهجات
الـ چا والـ لعد والـ عَجل ..
سَمِعتُ الكَثيّر من الـ آنة والـ آنيْ
أحبَبتُ جميّع الفُصوّل
لم اشتكي يومًا من حَرارّة الصيّفِ أو بُروّدة الشِتاء
بيّنما أغلب العِراقييّنَ كانوا يتمنوا أن تَحدُث لهم أقربُ فُرّصةٍ لِكي يخرجوا من العِراق
كُنتُ أنا أتمنىٰ أن يبقىٰ الشِتاءُ في بغداد
والأمطارُ الخَفيّفة التي تُبرِزُ جَمالَ بَغدادي
لطالمَا كانت الجَنةُ في عَيّني هيَ بغداد
عاصِمةُ قَلبي قَبلَ ان تكون عاصِمةُ العِراق ..
إستَشّعرت عَظمّة نَهرَيّ دِجلةَ والفُرات
وقِصةَ حُبِهُما العظيّمة .. التي إستُنِتجَ مِنها شَطُ العَربِ
وقرأتُ الكَثيّرَ والكَثيّرَ عن تاريّخه العَريّق
وقِصة حُب الملك نَبوّخذ نَصرّ الثاني والأميّرة آميديّا ..
التي حيّنما إشتاقت لِطبيعة بَلدِها الأم
قام الملك من أجلِها بِبِناء إحدىٰ عَجائبِ الدُنيّا السَبع .. وهيَ الجَنائِنُ المُعَلّقة
اريد افضفض
انتحار.
اريد افضفض
منذ زمن وعمري متوقف عند عمر الواحد وعشرون . هناك قدرة للبشر ان يختار عمر ويتوقف عنده . لست معنيًا بما يقوله الحكماء واليائسين:"بأن للعمر أحكام". لست معنيا بثقافة حمل العكازة مبكرا والإستعداد للشيخوخة من خلال الحديث عن الماضي والزمن الجميل والتحول الى متسوق يعيش دور : جيب الصمون . نصي صوت التلفزيون . ليش الثلاجة مفتوحة . بالنسبة لي كل يوم هو يوم عبور ... عبور من والى، يوم اجتياز شيء ما. بالتأكيد انا مثلكم لم اسلم من مخالب قسوة الحياة، لكنها لم تترك شيئًا على قسمات وجهي .
قبل ايام تجاوزت واحدة من مخالب الحياة عندما خضت جدالًا مع احد رجال الشرطة، في البداية كان الأمر لي محزن وأحسست بالظلم ، قبل ان أغادر قلت له : كلي القانون يحاسب الأنسان على الدعاء ؟ اجابني : لا . رفعت راسي وكفي الى السماء وبدأت أهمهم بكلمات. قال لي : بس لا تدعي عليا بالموت . يمعود اني صاحب عائلة .
تركته بعدها يعيش شعور الخوف من الموت ، ربما شعرت بعدها بالارتياح، المفارقة كنت في حينها اردد في قلبي أغنية قحطان العطار اثر فرحة : بعد بعيوني اثر فرحة . وبعد طيفك يمر بيه . يا المصدك حجي اليحجون . هجرك وين تاليه!
عاش الشرطي الخوف من الدعاء بالرغم لو كان الدعاء سلاح ضد من يظلمنا لكانت الدنيا بألف خير . يوهم الأنسان نفسه بأوهام كثيرة من اجل ان تستمر الحياة ، أتذكر طريقة تمثيلي للخشوع أثناء الدعاء واضحك من كل قلبي ، هذا العبور من ضفة الظلم الى ضفة الضحك.
لم یكن يوم الجمعة الماضي في مأمن من المنغصات ، نهضت متأخر جدا ، بطران من ينهض الساعة الثانية ظهرا ، لم يبقى أمامي سوى ثلاث ساعات على موعد المحاضرة ، يجب أن أتناول الطعام وأتحمم وارتدي ملابسي وأغني في الحمام على الأقل مقطعين من احد الأغاني.
في طريقي الى المحاضرة توقفت السيارة . لم تنفع اي محاولة لتصليحها . صمتت تماما وكأنها رجل توفى بالسكتة القلبية ، عالجت الموقف بطريقة العبور من موقف محرج الى موقف محفز ان ادخل محاضرة .
بالغالب الحياة رمادية . غامضة . الحياة تبحث عن من يستسلم لها . المواقف مجرد مؤامرة كي تجعلنا نفشل . مثلما فشل الشرطي وانتصرت عليه بدعاء لا يحاسب عليه القانون .
خلصت طاقة الفضفضة
نفضفض مرَه اخرى؟
انتحار.
نفضفض مرَه اخرى؟
اميز اليوم ان كان يومًا سعيدًا ام لا من قوة ركلة البطانية. اليوم من بين كل الأيام كانت الركلة والنهوض مثل قفزة لاعب الجمباز، وعلى الطريقة الهندية لفلفت المنشفة حول جسدي ، وبدأت افتش، التفتيش سمة البشرية ، افتح ابواب الغرف واغلقها ، اوهم نفسي بان كل شيء في مكانه الصحيح ، الأواني ترقد في رفوف المطبخ ، الملابس ترقد في الدواليب ، انتهت جولة القائد المؤزر بالمنشفة بالحصول على بيضة واحدة وسط المقلاة ونصف رغيف خبز أسمر .
المسافة بين ساعة النهوض صباحا والساعة الرابعة عصرا مزدحمة بكثير من الأشياء، تنظيف الشارع ، سماع اغنية فيروز يا انا يا انا انا وياك . الوقوف دقيقة حداد امام قميص إنتحر بشق نفسه من الظهر بسبب مسمار لعين في الدولاب . حوار بصوت عالي مع شريط الاخبار ولله الحمد لم يراني احد ويتهمني بالجنون . ترتيب اوراق نقدية في المحفظة على طريقة سرير النوم، العشرة الاف يحتضن الخمسة الآف ويضع ساقه وسط ساق الخمسة الآف . هناك وقت بين الصباح والرابعة عصرا مخصص للمماطلة والهروب من مواجهة الشارع .
ارتدي حزام الأمان قبل تشغيل السيارة، اقود السيارة، اغير محطة المذياع الى مونتي كارلو ، استمع لبرنامج الصحة المستدامة ، صوت الطبيب الضيف في البرنامج يجعلني اشم رائحة الأدوية من المذياع ، أتفاجأ بسيارة مظللة تضايقني ، اتحاشى التزاحم مع هؤلاء الذين يبحثون عن اهمية من خلال العزل بزجاج اسود ، إنطلق بسرعة وكأنه يقول: انا المنتصر .
اصبح الشارع شبه فارغ، تمر السيارات بصورة متقطعة ، اغلقت الراديو وبدأت اتساءل : لماذا يرغب الانسان بأن يبحث عن الأهمية من خلال شئ لا قيمة له ؟ لماذا يحب الإنسان ان يكون له حماية او قريب من شخص مهم ؟ ويتقمص دور المدافع عنه؟ لماذا يحب الإنسان ان يكون جزء ممن يمتلكون السلطة ؟ لماذا يحب الإنسان ان يكون التابع المطيع لحامل الصلاحيات الزائفة؟
لم يعد امامي سوى دقائق للوصول، لكن الفكرة كلها لم تكتمل، أهمية الفكرة هو احساس الإنسان بأنه ينقصه شيء، ينقصه الإحساس باهميته عند الآخرين ، لذلك يسعى ان يكون مهم إما بالقوة وإما بالحب ، مثلما انا اسعى كل صباح وافتح ابواب الغرف واغلقها ، اوهم نفسي بان كل شيء في مكانه الصحيح .
مرَه اخرى خلصت طاقة الفضفضة ،
ها أنا من جديد.
اريد الحديث معكم بخصوص الحياة المُتبعه
الحياة اشبه ببالون مثقوب لا يقبل ان يمتلىء ولا يريد ان يحلق بنا الى الاعلى، لم ابلغ مسبقاً بأنني ساكون واحد من ضمن اربع اخوان واخت، لا احد اعطاني الاختيار ان اكون من مواليد 1997 او ان اولد سنة 47 للهجرة ، الأعداد تقول اضغط على زر التشغيل وستكون عمر مقداد ، لم اتدرب على شيء قبل ان احضر هنا، لا خبر لا جفية لا حامض حلو لا شربت .
في كل مرحلة من مراحل الحياة احاول ان املأ بالون الحياة بشيء ،
انتحار.
اريد الحديث معكم بخصوص الحياة المُتبعه الحياة اشبه ببالون مثقوب لا يقبل ان يمتلىء ولا يريد ان يحلق بنا الى الاعلى، لم ابلغ مسبقاً بأنني ساكون واحد من ضمن اربع اخوان واخت، لا احد اعطاني الاختيار ان اكون من مواليد 1997 او ان اولد سنة 47 للهجرة ، الأعداد تقول…
لست وحدي من يحاول ذلك، كلنا نحاول ، ان نبتهج بفرح انسان نرتبط معه بعلاقة بسيطة : ابن عم الخياط الخيط بدلة العرس ، ومن ينغمس بطقس ديني ويظن من لا يفعل مثله يرتكب اثم ، ومن يجلس على الكمبيوتر ويكتب لنا قصص ، ومن يقتل من اجل ان يبقى على كرسي الحكم ، البشرية تريد كلها ان تنفخ هذا البالون بشيء متميز ، شيء يجعلهم مثيرين . المشهد ينتهي بصوت الهواء الذي يخرج من الثقب .. فشششش .
انتحار.
لست وحدي من يحاول ذلك، كلنا نحاول ، ان نبتهج بفرح انسان نرتبط معه بعلاقة بسيطة : ابن عم الخياط الخيط بدلة العرس ، ومن ينغمس بطقس ديني ويظن من لا يفعل مثله يرتكب اثم ، ومن يجلس على الكمبيوتر ويكتب لنا قصص ، ومن يقتل من اجل ان يبقى على كرسي الحكم ، البشرية تريد…
لم يجيبني احد عن سؤالي : لماذا منذ الصغر احلم ان اطير مسافة قصيرة ومن ثم اسقط؟!ان اطير ولا اطير ؟! يؤلمني جدا بأن لا اجنحة حقيقية لنا، حيث لا ازدحام يمنعنا من الوصول ولا مسافات تمنعنا من الوصول الى من نحب ، سنهرب عبر السطوح الى من نريد ونعود ولا احد يعلم بنا ، سنقهر الزمن والحواجز ، لكن مثل ما تقول ام كلثوم : حكم علينا الزمن تبكي عنينا. على فراق أحباب غاليين علينا.
2025/10/23 04:53:41
Back to Top
HTML Embed Code: