هل لي بقلبٍ ،ليس فيه حنين ؟

رحم الله كل هيّن ليّن في حياتي لا يُكلفني مشقة السؤال، ولا كثرة اللوم والعتاب، ولا يُلجئني للتبرير الدائم، ويغض الطرف عن ذلاتي يقينًا منه أني لا أعني أبدًا معنى يؤذيه بقولي أو فعلي.

طيَّب الله أنفاس كل نفسٍ لا تحمل لي إلا المحبة والود الصادق، فلا تراقبني لأخطيء، ولا تنتظرني لأسقط، ولا تُصعب عليَّ أيامي وتُعسر كل يسير.

رضي الله عن كل شخص لم نرى منه إلا الخير، ولا يرجو لنا إلا الخير، وعلاقتنا به لا شيء فيها إلا كل خير.♥️

حتى لو كَانت الأُمور واضحة كوضُوح الشمس إلا أني أحيانًا أختارُ ألا أفهم!

هُنا إنسان،
لَمْ يَعُد يفهم ما يَمُر به ؟

إنسان بسيط، لَمْ يتمنى في يوم شيئًا مُبالغًا، بل كان يُحاول دائمًا ويبذل كُل مابوسعه، ثُمَّ في نهاية الطريق وبعد إن اكتملت الصورة واتضحت ملامح مايتمنى، يصفعه الواقع بِقسوة ويسقط أرضًا هو و أحلامه، إنسان أصبح كُل شيء به هادئ إلا داخله، سيطر عليه القلق بِالكامل، جعله التفكير يسير مُرتبك الخُطى وحتى الدعاء لَمْ يَعُد يستطيع صياغته، فقط ينظُر للسماء بِلهفة وفي عيناه اشتياق كبير أن يعود هو.

الظالمون مبدعون جداً في تأليف الروايات التي تبرأهم، عباقرة في تحويل أصابع الإتهام وقلب الطاولات ضد ضحاياهم، يملكون كل الحجج والمبررات التي تجعلهم ينامون في حالة رضاء تام عن أنفسهم ويستطيعون إقناعك أنهم على حق سواء بلباقتهم في التحدث، التلاعب بالحقائق، البكاء حتى إثارة الشفقة أو الشكوى المستمرة عن الغدر والخذلان.

وَليسَ يشبِههُ في النَّاسِ مِن أحدٍ
‏فَهْو الكَريمُ رفِيعُ الخَلْقِ والخُلُقِ

‏صلَّى عليكَ إلهِي مَا الرِّياحُ ذَوتْ
‏أو أنْزَلَ الغَيثَ ربِّي خالق الأفُقِ.

أَنا المرءِ الذي خُبِّرتَ عَنهُ
وَقَد عايَنتَني فَدَعِ السَماعا

‏اللهم أشكُو إليك حاجة لَا يَحسُنُ بثُّهَا إلَّا إلَيك.

غريب لست أعرفني

"ما أشدّ خوفًا لا تقدِر علىٰ شرحه!"

من الاستنزافات النفسيّة لقلب الإنسان هو ذاك القلق الذي يستحكم عليه من شيءٍ ما فلا يقدر علىٰ بثِّه والقول به حتَّى لأحبّ آدميّ عنده! لا لشيءٍ إلا لعِظَم هذا الفَزع والخوف..

- لأنّك لا تتحمَّل أن يمرّ طائفٌ منه أمام عينيك ولا تطيق أنَّ يتذكَّره عقلك..

كأنَّك تريد أن تبتلعك الأرض إذا مرّ خيطٌ منه أمامك!

في أثناء هذه المشاعر الَّتي تسيطر على قلب الإنسان لا حلَّ له ولا ملجأ إلَّا الله!

كأنَّ الأرض -الَّتي اتَّسعت للجميع- ضاقت عليه.. فيردد لسانه :

" يا ربّ.. أنت أكبر ممَّا أخافُ وأحذَر"

-  كريم عامر.

من نعيم الدنيا حد تتسند عليه ويسندك.

كلما ظننت أنني تعافيت، وجدت ندبة جديدة تخبرني أن الألم لا يرحل، بل يختبئ.

“على فكرة .. لو لقيت حد فاجر في خصومته فاعرف إن الخصومة اللي بينكم مش هي السبب في الفجور ده.. لأ الخصومة هي اللي أظهرته بس.

فكم من معدنٍ خبيث وارته محبة مصطنعة فلما خاصم انكشف معدنه وبان خبثه .. وكم من نبيلٍ لا تغيره الخصومة بل تزيده نبلاً ومروءة

اوعى تصدق جملة "انت اللي خلتني اعمل فيك كده".. التصرفات الغير سوية بتخرج من شخص أصلاً غير سوي .. مفيش مبرر في الدنيا للظلم ولا الأذية ولا قلة الأدب ولا قلة الاصل ولا الفجور .”

عزيزي يا صاحب الظل الطويل..

عندما أخبرتني أنَّ الحياة خارج جدران غرفتي واسعة وجميلة،
لم تخبرني أن قسوتها في ذلك الإتساع، وأنّ من بين كُل أُولٰئك البشر لم أجد قلبًا واحدًا يشبه قلبي":

‏بِمَن يَثِقُ الإِنسانُ فيما يَنوبُهُ .
وَمِن أَينَ لِلحُرِّ الكَريمِ صِحابُ!

وَقَد صارَ هَذا الناسُ إِلّا أَقَلَّهُم .
ذِئابًا عَلى أَجسادِهِنَّ ثِيابُ!

تعرف معدن الناس بحديثهم عن الناس، لا حديثهم عن أنفسهم.

"‏البُنُّ في عَينيكِ يَغلبُ قَهوتي
‏لا تَحرميني لذة الفنجان

‏عربيةٌ تلك العيون أليمةٌ
‏جمعت مذاق البُنِّ والهذيان

‏تحكي عن التاريخ تروي قصةً
‏عن أسد ذي قار بني شيباني

‏كِسرى يغادر من رموشك هاربًا
‏والعرب تكسرُ رايةَ الطغيان

‏ويَطولُ لَيْلي والعيونُ تروحُ لي
‏ما بين سحر العينِ والإدمانِ"

‏

خيالي مُتعبٌ مِثلي.. وأيّامي تُلاعِبُني
فوا أسفَا على نفسي.. لِكيْ أحيا أُحارِبُنِي!

ليتَ شعري هذا الحنين لمن؟!