Telegram Web Link
دار بيني وبينه اتصال تهنئة بالعيد فقال لي في معرض أفراحه بالعيد والله ياصديقي لقد أنكرت نفسي من أول ليلة كاد يضيع مني قيام الليالي، وثقلت علىّ صلاة الضحى ولكنني قررت أنه لا استثناء في بناء العادات الإيجابية ولن أسمح لطارق يهدد بناء أخذ من عمري شهراً كاملاً وسأبقى ثابتاً بإذن الله تعالى في مستقبل الأيام، وعلى مثل هذا المعنى من الإصرار تزدان الحياة.
في العيد بالذات ركّز على الأشياء الجميلة والمباهج الرائعة والعادات الإيجابية والمناظر المفرحة، وإذا رأت عينك ما لا يسرك في العيد من تلك المناظر والعادات فلا تبعثر أفراح من حولك بالنقد ولا تضع عينك على النقص وارم بنظرك إلى ما تراه من جمال وما أكثره في العيد واخلق من الصبر سلماً لغد الأحلام واجعل من حولك يسعدون بلقياك ويرونك بعضاً من فصول الجمال.
العيد أبهج أيامك وأسعد لحظاتك وأصدق فرصك على الإطلاق فمد يدك لكل الذين من حولك، واكسر حواجز الأوهام، وحقق نصراً على عدوك، واصعد سلماً في الحياة، وتذكّر قول نبيك صلى الله عليه وسلم (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) وستجري فصول عيدك في قلبك ومشاعرك أبهج ما تكون.
افرحوا بالعيد ، تفاءلوا بأيامه، وسعوا في لحظات مباهجه، مدوا في جماله، اطلقوا العنان لمشاعركم، لاتزاحموه بهمومكم وظروفكم، عيشوا أحداثه، وتلذذوا بأوقاته، واستثمروا كل لحظة فيه لإغراق مشاعركم بالأفراح، وتذكروا أن الدهشة بالعيد عافية لكل همومنا التي تعرض في الطريق، وبهجة لمشاعرنا ما بقي الزمان.
أصحاب المشاريع لا يتخلفون عن أورادهم اليومية حتى في أيام الأعياد، وهم بهذا المعنى المدهش من الالتزام استطاعوا أن يصلوا في النهاية إلى أحلامهم وأمانيهم، والناجحون عبارة عن عادات إيجابية، وفرق كبير جداً بين ورد يتعرض للتوقف لكل مناسبة ويتأثر بما يجري من أحداث، وورد لا يكاد يتخلّف يوماً في حياة صاحبه، والنجاحات والإخفاقات هي أثر لهذا المعنى في النهايات.
يأتي العيد رغم ظروفك وأحداث زمانك ومشكلات أمتك، ويأتي في ذات الوقت مشحوناً بالأفراح، ويأبى إلا أن يبهج قلوبنا ويصنع مشاعر الحب في نفوسنا ويدفع تلك الظروف التي تواجهنا ويفتح لنا أبواباً على الفأل ويدفعنا للحياة، فأهلاً بك ياعيد وأهلاً بأفراحك من جديد.
بماذا خرجت من المدرسة الرمضانية التي عشت في رحاب فصولها شهراً كاملاً ؟ ما الدروس والتجارب والعادات الإيجابية التي شكلتها هذه المدرسة في حياتك ؟ ما الجديد الذي كان غائباً وجعلت منه هذه المدرسة قيمة كبرى في حياتك ؟ (الانتظام في صلاتك وإتمام صيام الست من شوال، ومحافظتك على أورادك، وصلة رحمك، وتخلقك بالعطاء أكثر الأدلة على أثر المدرسة الرمضانية في حياتك) فانظر موقعك من نتائج تلك المدرسة في النهايات!
من أدهش دروس رمضان أن هذا الإسلام يزيد ولا ينقص ويكثر ولا يقل ويتسع ولا يضيق، ومن زار الحرمين في العشر الأواخر، أو رأى صور المصلين في دول العالم، ورمى بيصره في مشاهد العيد امتلأ قلبه بالأفراح، وأدرك قول الله تعالى (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) فتفاءلوا يارفاق وخذوا حظكم من هذا الدين واملؤوا نفوسكم بالحياة، وشاركوا في مد هذه الحقيقة بما تستطيعون، وكونوا جزءاً من النور وبعضاً من الجمال وشيئاً من الربيع في مستقبل الأيام.
انتهى رمضان وودعنا العيد وبدأ العمل أو كاد وآن أوان الأهداف والمشاريع، فقل لي : ما مشروعك الذي قررت أن تهب له وقتك وفكرك ومالك وجهدك؟ ما الأهداف التي قررت أن تناضل من أجلها ما بقي من عمرك؟ ما المساحات المتاحة التي ستخدم من خلالها دينك ومنهجك؟ ما الدوائر التي ستركّز عليها خلال الفترة القادمة من عمرك؟ كل هذه الأسئلة يجب أن تكون في دوائر نقاشك حتى تأتي منها على أمانيك.
مدهش إلى أقصى مدى مشهد صاحب قرآن له ورد يومي وتأخر عن ورده لعارض ورفض أن يعود إلى فراشه من ذلك اليوم حتى يأتي على خواتيم ذلك الورد رغم طوله، وعلى مثل هذه الصور والحكايات الجادة تكون النتائج في النهايات، وأسوأ ما يعرض لأصحاب الأوراد التساهل فيها والقناعة بوهم التعويض في قادم الأيام.
هدفك إذا لم يقمك نصف الليل، وفي ليالي الشتاء الباردة، ويبعثك في حرّ أجواء الصيف، ويرحل بك على قلة ما في يدك، فلن يصنع لك جديداً ولن يورثك مشروعاً، ولن يكتب لك قصةً
‏تستحق التدوين.

‏[ فصول من الحياة، ص٢٤٦، ⁦ @Malfala7i⁩ ]
في آخر ليلة من رمضان من كل عام أحدد مشاريعي التي أنوي التركيز عليها ثم أدفع لها بعد ذلك كل وقتي حتى أقف على نهايتها في ذات الليلة من العام القادم، وقد يممت وجهي هذا العام إلى كتاب الله تعالى تفسيراً وتدبراً ونسأل الله أن يهبنا بركة الأوقات والأعمار ويصرف عنا عوارض التوفيق ويبلغنا تلك الأماني الكبار.
حتى وإن غادر العيد قرر ألا تغادر أفراحك، ولا تخرج من بهجة مشاعرك، فإن لم تجد ما يسعدك فعد للذكريات، عد لتلك الأحلام التي لاحت لك يوماً ما في عرض الطريق، خذ من تلك الذكريات ما يسعدك ويلقي في قلبك الحياة، وتذكّر أن في تلك الذكريات كلمة حب ملهمة، ورسالة ود مدهشة، ومواقف جمال آسرة فخذ منها في أعقاب العيد ما يسلي مشاعرك زماناً من الدهر!
(ركّز)
حوّل كل وقتك وجهدك وفكرك وقراءتك باتجاه مشروع واحد يتيم لا يشاركه غيره مهما كانت أعذارك، قرر أن تدفع كل ما تملك من وقت وجهد لصالح ذلك المشروع، دعك من تعدد المشاريع، وكثرة الأهداف، وتنوّع البرامج، يمم وجهك باتجاه فكرة صالحة للحياة، ومشروع يصنع أحلامك ثم حدثنا كيف صنع التركيز مباهجك في النهايات؟
يا أصحاب القرآن ، ويامن تريدون حفظه وضبطه وإتقانه اجعلوه أقصى أولوياتكم لهذا العام، ولا تشركوا معه مشروعاً آخر، وادفعوا له كل أوقاتكم وأفكاركم، وابدؤوا (بنصف صفحة كمحفوظ جديد، وكرروها ما لا يقل عن عشرين مرة، واقرؤوا بها في نوافل الصلاة، ولا تبدؤوا حفظ الجديد إلا بعد سرد القديم كاملاً، وأقول لكم ألف مرة (كل محفوظ من أول يوم يجب أن يتحوّل إلى ورد أسبوعي مهما طال لايتخلّف مهما كانت ظروفك) ثم انتظر فصولاً مبهجة من الخواتيم.
يا طلاب العلم :
(الأربعون النووية، والأجرومية، وقواعد السعدي) قواعد في الطريق وسلالم البدايات ركّزوا عليها وادفعوا لها أوقاتكم ولا تغادروها حتى تبلغوا منها أمانيكم في النهايات، وثلاثة أشهر من عمرك كافية جداً في بلوغك منها ما تريد وتبقى معك بعد ذلك مدى العمر ، فتخلّص من الشتات وركّز وستلقى الحياة.
يشتكي من الهوامش، ويقضي نصف عمره على جواله، ويسأل كيف يتخلّص من الفوضى ؟ والحل أن تعكف على مشروع تعلّم (فكرة، مهارة، تخصص، مجال) حتى تنتهي منها وسترى كيف تتشكّل جديتك ويتحسّن تركيزك، وتحقق أهدافك، وتصبح جزءاً من النور وبعضاً من الربيع وشيئاً من الحياة.
الخمس الصفحات التي تقرؤها كل يوم والصفحتان التي تكتبها ضمن مشروعك الشخصي، والمهارة التي تضع لها جدولاً في أسبوعك،وربع الصفحة التي تضبطها من كتاب الله تعالى يومياً مع الاستمرار وعدم التخلّف مفضية بك لنتائج لم تكن لك على بال وفي الوحي (أدومه وإن قل) فجرّب وحاول وقرر أن تكوّن لنفسك نجاحات من خلال تلك التجارب ثم حدثنا عن الفرق الذي صنعته العادات البسيطة في حياتك في قادم الأيام.
ماذا لو قررت خلال هذه الثلاثة الأشهر المتبقية من عامك الهجري (١٤٤٥) أن تتحول من دور الجماهير التي تكتفي بالقراءة ومشاهدة أحداث النجاح إلى دور صانع الحدث وكاتب فصول التحديات من خلال العكوف على فكرة أو مشروع أو تعلم مهارة أو بناء عادة من العادات ؟! لماذا لا تكون واحداً من النماذج الفاعلة في واقعك؟ وتكسر تلك القناعات المترهلة في نفسك وتكون شيئاً في قادم الأيام؟
أين وصلت في مشروع حفظ كتاب الله تعالى؟ حدثنا كم هي المسافة المقطوعة في هذا المشروع حتى هذه اللحظة ؟ هل تستطيع أن تقول لنا أنك تضبط ثلاثة أجزاء أو خمسة دون النظر إلى مصحفك؟ كم مرة جربت أن تقرأ وردك في السيارة؟ وفي طريقك لمسجدك؟ هل لديك عدداً من الأجزاء ضمن ورد أسبوعي لم يتخلّف يوماً في حياتك؟ بنا شوق للتحديات فأثر مشاعرنا ياصديقي بما لديك!
2024/05/15 13:49:56
Back to Top
HTML Embed Code: