Telegram Web Link
لو كانت إسرائيل تمارس هذا المعدل من القتل اليومي لفصيل من الحيوانات أو الدجاج.. أو حتى قطع الشجر والنباتات، لصُنِّفت فورا على أنها خطر على الإنسانية والغطاء النباتي والتوازن البيئي، ولوُضِع زعماؤها وجنودها على قوائم الجريمة!!

ولوُضِع معهم في ذات القائمة من يساعدهم في هذه المذبحة، من يحميهم ويحرسهم ويمنع إمداد هؤلاء "الحيوانات" أو "الأشجار" بالغذاء والماء، ومن يمنع المتطوعين من الدفاع عن هذه "الفصيلة الحيوانية" أو "الغطاء النباتي"!!

لقد صرنا في حالٍ هي أدنى من حال الحيوانات والحشرات والنباتات!!

ولا أقول هذا الآن لكي أفضح منظومة الغرب، أو منظومة الحكومات العربية المجرمة، فمن لا يحتقر هؤلاء ويعاديهم بعد كل ما حصل فزاده الله عمى وخبالا وضلالا.. وزاده الله في الآخرة نارا وسعيرا وجحيما ونكالا..

بل أقوله لأن الزمن يدور ويتقلب.. ويجب ألا ننسى أبدا ما كان، لكي نفعل ما يجب أن يكون.. فإن لم ندركه، فالواجب أن نورث هذا الوعي لمن بعدنا.. فالجريمة بعد كل هذا أن ننسى!!
للمرة الثالثة، يتفضل علي الأخ الكريم الفاضل زوالي مرزوق بترجمة كتاب ثالث لي إلى اللغة الفرنسية.. هذه المرة هو كتاب "السيرة النبوية الفرنسية"

وكان قد سبق فترجم كتابيَّ: "خلاصة قصة فلسطين" و"سبيل الرشاد" إلى الفرنسية.. فجزاه الله عني كل الخير، وجعل ذلك كله في ميزان حسناته.

على أني أكثر سعادة من سائر ما سبق بترجمة هذا الكتاب تحديدا إلى اللغة الفرنسية تحديدا.. فلقد كان هذا من الآمال التي راودتني منذ إعداد الكتاب نفسه، وقد أعددته أولا حلقات مرئية، ثم يسر الله -بفضله وكرمه، وتطوع إخوة آخرين- أن يتحول إلى كتاب.

ومختصر القصة أني فكرت في كتابة السيرة النبوية لكن من خلال أقوال المؤرخين والمستشرقين الفرنسيين.. وذلك ردا على الحملة البغيضة التي انطلقت في فرنسا ودعمها ماكرون للإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم. فكانت الرسالة أن أقول لعموم المسلمين وللفرنسيين خصوصا بأن نبينا هو أعظم عظماء البشر بشهادة بعض المنصفين منكم أنتم.. منهم من أسلم ومنهم من لم يسلم.

والكتاب مفيد أيضا للمسلم حين يرى شهادات عظيمة في حق النبي الأعظم، صدرت عن فرنسيين وغير مسلمين، ربما لو قالها مسلم لقيل إنه يبالغ ويتعصب لنبيه!!

وهكذا جرى إعداد الحلقات التلفازية، ثم تحريرها في كتاب، واليوم يصدر الكتاب في اللغة الفرنسية.

والحمد لله أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا.. ثم الشكر الوافر الجزيل لأخينا الكريم زوالي مرزوق بارك الله فيه..

ويبقى أن نرى همة من محبي النبي صلى الله عليه وسلم في نشره وترويجه، عسى الله أن يفتح به عيونا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا..

رابط تحميل الكتاب باللغة الفرنسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/100

رابط تحميل الكتاب باللغة العربية |https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/66

رابط الحلقات المرئية | https://www.youtube.com/watch?v=jCzkWWOYfqU&list=PLnpknmCXt_N42M1WwcItio9l1U1dNeKmN
‏زلزال في أفغانستان، وخسف في السودان، وإبادة وفتن في غزة وأراكان

‏مشهد ثقيل عسير لا يخففه إلا قول النبي ﷺ "أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليْها عذابٌ في الآخرة، عذابُها في الدنيا: الفتن والزلازل والقتل" (حديث حسن)

‏رحم الله من قضى من أمة الإسلام.. اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا
الانحطاط الذي يمر به المسلمون، وما يترتب عليه من إسلامٍ لبقية الطائفة المنصورة لأرذل خلق الله، لا يضع العقل في الكل كما يقال، ولا يجعل الحليم حيرانَ فحسب، بل يثير أسئلة تضع الإسلامَ نفسَه في قفص الاتهام، ويفتح الباب أمام كثيرٍ من التساؤلات الوجودية التي لا تقف عند حدود الإسلام كدين أو السنة كطائفة، بل تمتد لتلامس وجود الله وصفاته.

أين الله عما يجري لعباده في الأرض المباركة؟ وكيف نفهم عدله أمام حرب الإبادة التي تجري عليهم منذ عامين؟ وهل الإسلام دين حيّ قادر على إنقاذ أهله أو مجرد منظومة فكرية تعجز أمام الواقع وتُختزل في الشعارات؟ ما قيمة الانتماء للإسلام إذا كان المسلم يخذل أخاه ويقف متفرجًا على مأساته؟ وما مصير المسلم الخاذل لإخوانه أو المتآمر عليهم في الآخرة مقارنة بمصير غير المسلم الذي ساندهم بكل إخلاص، ودفع ضريبة موقفه، أيهما أحق بالرحمة الإلهية؟

ثم إن مواقف النصرة التي يقوم بها غير المسلم تثير سؤالًا عن سنة الاستبدال: فهل يمكن اعتبار هذه المواقف استبدالًا جزئيًّا، يقوم فيه الكافر مقام المسلم في قضية محددة؟ وكيف يمكن إقناع العالَمِين بالحق الذي تحمله الطائفة السنية، خاصة في ظل تموضع معظم أنظمتها السياسية في المعسكر الصهيوأمريكي، في الوقت الذي ينحاز فيه الشيعة إلى جبهة المقاومة لهذا المعسكر؟ وكيف نوفق بين هذا الواقع البئيس وبين وعد الله: "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلًا"؟ وغير ذلك من التساؤلات.

صحيح أن مرجعيتنا الدينية تملك منظومة فكرية لا تُعْيِيها الإجابةُ عن مثل هذه التساؤلات، غير أن الضعف بل الانحطاط الذي تمر به أمتنا يجعل تلك الإجابات أقرب إلى التنظير منها إلى الواقع، وتجعل قدرتها على الإقناع محدودة.

إن كثيرين لا يبوؤون بإثم الخِذلان فحسب، بل يتحمَّلون إثم فتنة الناس مسلمِهم وكافرِهم في الدين، وهو إثم عظيم لو كانوا يعلمون.
مؤلفات محمد إلهامي
للمرة الثالثة، يتفضل علي الأخ الكريم الفاضل زوالي مرزوق بترجمة كتاب ثالث لي إلى اللغة الفرنسية.. هذه المرة هو كتاب "السيرة النبوية الفرنسية"

وكان قد سبق فترجم كتابيَّ: "خلاصة قصة فلسطين" و"سبيل الرشاد" إلى الفرنسية.. فجزاه الله عني كل الخير، وجعل ذلك كله في ميزان حسناته.

على أني أكثر سعادة من سائر ما سبق بترجمة هذا الكتاب تحديدا إلى اللغة الفرنسية تحديدا.. فلقد كان هذا من الآمال التي راودتني منذ إعداد الكتاب نفسه، وقد أعددته أولا حلقات مرئية، ثم يسر الله -بفضله وكرمه، وتطوع إخوة آخرين- أن يتحول إلى كتاب.

ومختصر القصة أني فكرت في كتابة السيرة النبوية لكن من خلال أقوال المؤرخين والمستشرقين الفرنسيين.. وذلك ردا على الحملة البغيضة التي انطلقت في فرنسا ودعمها ماكرون للإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم. فكانت الرسالة أن أقول لعموم المسلمين وللفرنسيين خصوصا بأن نبينا هو أعظم عظماء البشر بشهادة بعض المنصفين منكم أنتم.. منهم من أسلم ومنهم من لم يسلم.

والكتاب مفيد أيضا للمسلم حين يرى شهادات عظيمة في حق النبي الأعظم، صدرت عن فرنسيين وغير مسلمين، ربما لو قالها مسلم لقيل إنه يبالغ ويتعصب لنبيه!!

وهكذا جرى إعداد الحلقات
Pour la troisième fois, le frère honorable et vertueux Zewali Merzoug m’a fait la grâce de traduire un troisième de mes livres en français... Cette fois, il s’agit du livre *La biographie prophétique française*.

Il avait auparavant traduit mes livres *Résumé de l’histoire de la Palestine* et *Sabil Ar-Rashad* en français... Qu’ALLAH le récompense pour moi de tout le bien et place tout cela dans la balance de ses bonnes actions.

Je suis encore plus heureux de cette traduction en français, précisément pour ce livre en particulier... Car c’était l’un des espoirs qui m’animaient depuis la préparation du livre lui-même. Initialement, je l’avais conçu sous forme d’épisodes visuels, puis ALLAH, par Sa grâce et Sa générosité, et grâce au bénévolat d’autres frères, a permis qu’il soit transformé en livre.

En résumé, j’ai pensé à écrire la biographie prophétique, mais à travers les dires des historiens et orientalistes français... Et cela en réponse à la campagne odieuse lancée en France, soutenue par Macron, pour insulter le Prophète, que la prière et le salut d’ALLAH soient sur lui. Le message était de dire aux musulmans en général, et aux Français en particulier, que notre Prophète est le plus grand des grands hommes, selon le témoignage de certains d’entre vous qui ont été justes... Certains se sont convertis, d’autres non.

Le livre est également bénéfique pour le musulman lorsqu’il voit des témoignages grandioses en faveur du Prophète, émanant de Français non musulmans, des témoignages qu’on pourrait accuser un musulman d’exagérer ou de fanatisme s’il les prononçait lui-même !!

C’est ainsi que les épisodes télévisés ont été préparés, puis rédigés sous forme de livre, et aujourd’hui, le livre est publié en français.

Louange à ALLAH, au début et à la fin, en apparence et en essence... Et un immense merci à notre cher frère Zewali Merzoug, qu’ALLAH le bénisse...

Il reste à voir l’élan des amoureux du Prophète, que la prière et le salut d’ALLAH soient sur lui, pour diffuser et promouvoir ce livre, en espérant qu’ALLAH ouvre par lui des yeux aveugles, des oreilles sourdes et des cœurs voilés...

Lien pour télécharger le livre en français | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/100
Lien pour télécharger le livre en arabe | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/66
Lien des épisodes visuels | https://www.youtube.com/watch?v=jCzkWWOYfqU&list=PLnpknmCXt_N42M1WwcItio9l1U1dNeKmN
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله يُعذِّب الذين يُعذِّبون الناس في الدنيا"
مقال: ماذا كان يمكن أن يفعل الفلسطينيون غير 7 أكتوبر؟

بقلم: محمد إلهامي (رئيس التحرير)
عضو الأمانة العامة للهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ
يندهش العرب والمسلمون دهشة شديدة من هذه الدهشة الشديدة التي يبديها الغربيون –الأوروبيون والأمريكان- إزاء حدث السابع من أكتوبر. كأن هذا الحادث شيء لا يمكن تفسيره، بينما يبدو مثل هذا الحادث شيئاً متوقعاً لأي إنسان يقرأ التاريخ أو يقرأ الواقع؟!
ربما تكون الدهشة حقيقية إزاء الجرأة التي أبداها المقاتلون في قطاع غزة، وإزاء قدرتهم على تنفيذ هجوم بهذا الاتساع في ظل فارق هائل بين قدراتهم التقنية وبين القدرات الإسرائيلية، لكن هذا جزء فني تفصيلي لا يتعلق بتفسير الحدث وفلسفته، بل يتعلق بإجراءاته وأدواته، بمعنى أنه إذا أخفق المقاتلون من غزة في هجومهم هذا تماماً، فلن يكون المدهش هنا هو: لماذا فعلوا هذا وأقدموا على هذا الهجوم الانتحاري؟
إن العالم كله -بخلاف الغربيين بالطبع- يفهم تماماً لماذا قام المقاتلون في غزة بهجوم السابع من أكتوبر، بل الواقع أن هذا الهجوم كان متوقعاً تماماً، بل لم يكن يمكن توقع شيء آخر، فهذا هو منطق التاريخ، ومنطق الطبيعة البشرية، ومنطق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال، ومنطق الصراع حين لا يمكن حله بالوسائل السلمية، ومنطق كل إنسان متدين حين يرى مقدساته الدينية واقعة تحت التهديد. إن كل شيء كان يقول: سيقع مثل هذا الحادث، إن لم يكن في السابع من أكتوبر 2023م، فربما في الثامن من نوفمبر 2024م، أو في التاسع من ديسمبر 2025م، أو في أي تاريخ آخر.

"التاريخ لم يبدأ في 7 أكتوبر"

هذه هي الجملة الأشهر المتداولة في الإعلام الغربي على لسان المتحدثين المتفهمين لهذا الحادث، تبدو جملة بديهية وطبيعية ومفهومة، لكن تكرارها وشهرتها وتداولها يدل في الحقيقة على أذن غربية صماء وعلى عقل غربي مصمت لا يريد أن يسمع ولا أن يفهم. نعم، التاريخ لم يبدأ في 7 أكتوبر، فلماذا يحاول الغربيون تجاهل التاريخ؟!
إسرائيل كيان لم يكن موجوداً قبل 1948م، مؤسسو إسرائيل أنفسهم كانوا يحملون جوازات سفر كُتب عليهم أنهم من "فلسطين"، العملات النقدية التي لا تزال موجودة ويمكن ببساطة البحث عن صورها على الإنترنت مكتوب عليها "فلسطين"، طابور من الأدلة لا يمكن دحضه، أي كتاب قد صدر قبل 1948، أو أي أطلس للخرائط لا يكتب فيه شيء عن "دولة إسرائيل"، بما في ذلك الخرائط الغربية نفسها!
فما الذي حدث إذن؟!
الذي حدث بكل وضوح أن الاحتلال الغربي، البريطاني تحديداً، سيطر على هذه المنطقة وقرر أن يمنحها لليهود، في تجاهل تام لكون هذه الأرض يحيا عليها شعب آخر عريق لم ينقطع وجوده منذ بدأ التاريخ المعروف. وإذن، كيف برر الغربيون ذلك؟ ببساطة شديدة اعتبرهم (تشرشل) مجرد حيوانات، وقال مقولته الشهيرة: "إن الحظيرة لن تكون أبداً مِلكاً للثور لأنه نام فيها طويلاً"!
تفاصيل كثيرة يعرفها المؤرخون والباحثون، بمن في ذلك المؤرخون الإسرائيليون، خلاصتها: جرى تهجير وإبادة عدد من القرى والمدن الفلسطينية، والإتيان بأمواج وأفواج من المهاجرين اليهود من كل بلاد العالم، وقبل نهاية المشهد كان لا بد من غطاء قانوني لهذه العملية الإبادية الإحلالية، فخرج قرار تقسيم فلسطين من الأمم المتحدة، ليكون أول قرار فريد من نوعه يتحكم في مصير شعب، وينشئ دولة غريبة على أرضه، دون الرجوع إليه ولا استفتائه ولا معرفة رأيه!
وهكذا جاء شعب آخر، غُرِس في هذه الأرض بقوة السلاح، بعد سلسلة من المذابح المشهورة، ثم بعد حرب هزلية خاضتها قوات عربية محدودة كانت واقعة تحت الاحتلال البريطاني نفسه، بقيادات عسكرية بريطانية، لتثبيت قرار إنشاء الدولة اليهودية.
حسناً.. فماذا حصل بعدها؟!
حتى الآن، وربما هذه معلومة لا يعرفها الغربيون، لا تعترف إسرائيل بحدودها، بل -ويا للطرافة- ترسم على علمها وتكتب في وثائقها ويتكلم الكثير من المسؤولين فيها بأن حدودها تمتد من النيل إلى الفرات! أي أن حدود 1948م، لم تكن إلا قطعة الأرض الأولى التي ستتوسع منها الدولة.
لا يعرف الغربيون أيضاً -فيما عدا الباحثين والمؤرخين- أن إسرائيل لم تُهاجَم أبداً من قِبل أي دولة عربية، إن طبيعة الأنظمة العربية من جهة، وطبيعة الدعم الغربي المتدفق دائماً من جهة أخرى، كان يجعل إسرائيل دائماً في موقع الهجوم والاستيلاء على الأرض. ويمكن لأي قارئ لا يصدق أن يرجع إلى أرشيف الأمم المتحدة، ويمسك بأي تقرير لتقصي الحقائق عن الخروقات لخطوط الهدنة بين الدول العربية وإسرائيل، وسيرى ذلك بنفسه!
بعد نحو عشرين عاماً من التأسيس جاء التوسع الثاني؛ في 1967م احتلت إسرائيل سائر فلسطين التي لم يكن بقي منها حينئذ إلا قطاع غزة (تحت الإدارة المصرية) والضفة الغربية (تحت السيادة الأردنية)، وشبه جزيرة سيناء المصرية، وهضبة الجولان السورية. وجاء توسع ثالث في 1982 لتحتل إسرائيل الجنوب اللبناني، ولا تزال بعض المناطق اللبنانية خاضعة للاحتلال.
استطاع المصريون شنّ هجوم مفاجئ في 6 أكتوبر 1973م، ثم مدوا أيديهم بالسلام، ووقعوا اتفاقية السلام (1979م)، ولم يحصلوا على كامل أرضهم إلا بعد عشر سنوات في (1989م) بعد مفاوضات مضنية وتحكيم دولي، وتنازلوا عن بعض أرضهم مثل قرية أم الرشراش، وعن سيادتهم على أراضٍ أخرى متاخمة لإسرائيل (في نسختها التوسعية الثانية). كذلك تنازل الأردنيون عن الضفة الغربية (1988م)، ووقعوا اتفاقية سلام أخرى (1994م)، وما زال السوريون لم يسترجعوا أرضهم حتى هذه اللحظة!
إذا وضع القارئ نفسه مكان الفلسطيني الذي جرى احتلال أرضه، ويجب ملاحظة أن الأرض الفلسطينية تحتوي على مقدسات إسلامية ومسيحية تهم الجميع، ولئن كان المسيحيون الغربيون قد تخلوا عن مقدساتهم فيما يبدو، فهذا الأمر لم يفعله المسلمون حتى الآن. في الواقع لدى الغربيين نفاق فظيع فيما يخص إسرائيل تجعلنا في العالم العربي نرى إسرائيل كنسخة أخرى من الممالك الصليبية في القرون الوسطى، بل أسوأ، لأن إسرائيل تعتدي بالفعل على المقدسات المسيحية دون أن يهتم الغربيون لهذا كثيراً.
ليس هذا موضوعنا الآن، ولكن: الفلسطيني الذي يريد تحرير أرضه، كما هي طبيعة كل إنسان يقع تحت الاحتلال، لا بد له أن يقاوم، حتى لو كانت مقاومته هذه تبدو عبثية وغير ذات فائدة، هذا هو الأمر الذي فعلته كل الشعوب عبر التاريخ. ليس شيئاً عجيباً ولا غير متوقع! يعرف مَن قرأ التاريخ أن الاحتلال الإحلالي الإبادي الذي يريد سحق شعب وإسكان آخر مكانه، إما أن ينجح في الإبادة (كما فعل الأوروبيون في الأمريكتين وأستراليا) أو سيبقى يواجه موجات متجددة من المقاومة، مثلما أخفق نفس هؤلاء الأوروبيون في سائر المناطق الأخرى عبر العالم واضطروا إلى تصفية الاستعمار والبحث عن بدائل أخرى توفر لهم الهيمنة دون الوجود العسكري والحكم المباشر. كما هو الحال الآن!
في أواخر الثمانينات من القرن الماضي انطلقت انتفاضة شعبية، تبدو عبثية تماماً، ماذا يفعل شعب ليس عنده إلا الحجارة أمام دولة إسرائيل المدججة بالسلاح، يمكن للقارئ أن يبحث قليلاً في الإنترنت ليرى كيف كان الجنود يُمسكون الفلسطيني فيكسرون ذراعه لئلا يلقي بالحجارة مرة أخرى! سيرى خلال بحثه كيف أن المرأة العجوز تحمل طفلاً صغيراً بيدها اليسرى وتلقي الحجارة بيدها اليمنى! يبدو المشهد عبثياً حقاً، حتى إن كثيراً من جنود الاحتلال الإسرائيلي كان يطلق النار ثم يضحك عائداً لرفاقه!
غير أن هذه الانتفاضة، لأنها تنسجم مع الدين والتاريخ والطبيعة البشرية، كانت واسعة وشاملة ومفاجئة، سرعان ما تطورت إلى عمليات -تبدو عبثية أيضاً- للرمي بالمقلاع والطعن بالسكين ووضع الحجارة في طريق مدرعات الاحتلال. ساعتها فكّر الإسرائيليون والغربيون في امتصاص هذه الانتفاضة عبر تكوين سلطة فلسطينية، تتولى هي تأمين المناطق الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، التأمين هنا بمعنى حماية الاحتلال، وتتولى إدارة الشؤون اليومية لهؤلاء، هذا هو الذي يُعرف باتفاق أوسلو. فُرض على الفلسطينيين تأمين إسرائيل مقابل مفاوضات مفتوحة لم تنجح أبداً!
سار ياسر عرفات في هذا المسار عشر سنين، ولم يحقق شيئاً، بل الأغرب، أن الحكومة الإسرائيلية التي تأتي بها الانتخابات كانت تملك أن توقف مسار المفاوضات أو تلغيه، وبالفعل: قدم عرفات كل ما يمكن تقديمه لإيهود باراك في كامب ديفيد الثانية (2000م)، ولكن باراك لم يُرضه هذا. وفشلت المفاوضات. ومنذ ذلك الوقت كانت الحكومات الإسرائيلية ضد فكرة الدولة الفلسطينية أساساً!
قُتِل عرفات بالسُّمّ في (2004م)، ولم يستفد عرفات أي مكسب من القمع الذي سلطه على الفلسطينيين لتأمين إسرائيل، وجيء بعده بمحمود عباس الذي يبدو أكثر "مرونة" واستعداداً للتنازل عن أي شيء، لكن محمود عباس لم يجد أبداً أي شريك للتفاوض، مع أنه منذ عشرين سنة يعمل بكفاءة تامة في قمع الفلسطينيين ومطاردة مَن يريد مقاومة إسرائيل، وتعمل أجهزة الأمن الفلسطينية بكفاءة نادرة في التعاون مع الأجهزة الإسرائيلية، وكثيراً ما جرى تسليم فلسطينيين لإسرائيل، أو قتلهم تحت التعذيب في سجون السلطة الفلسطينية!
لكن عباساً كان يريد أن يحوز نوعاً من الشرعية، فأجريت انتخابات فلسطينية –برضا إسرائيلي- (2006م) غير أنها جاءت بمفاجأة صاعقة: لقد فازت حركة حماس في الانتخابات. وساعتها حدث مشهد جديد لم يكن يتوقعه أي مراقب في العالم: الغرب الذي يعتنق دين الديمقراطية رفض الاعتراف بالانتخابات النزيهة، وقرر مقاطعة الحكومة المنتخبة وفرض حصاراً على فلسطين.
حاول المهزومون في الانتخابات اغتيال الفائزين بها، نفذت السلطة حركة انفلات أمني واسعة، ولكن حركة حماس -القوية في غزة- استطاعت صد الأجهزة الأمنية في غزة عن محاولاتها، فقرر محمود عباس الانقلاب على الانتخابات فحلَّ الحكومة المنتخبة وانفرد بحكم الضفة الغربية.
ومنذ ذلك الوقت (2007م) وحتى (2023م) عاشت غزة تحت حكم حماس حصاراً هائلاً أدى لكثير من الوفيات فضلاً عن الحياة التي لا تطاق، لقد كانت أكبر سجن في العالم.
وفوق ذلك، حكومة نتنياهو التي يعاد انتخابها دائماً، تخطط لكثير من الإجراءات التي تهود المسجد الأقصى وتقرر اقتراب البدء بهدمه، وتسمح للمستوطنين والجماعات الدينية المتطرفة بتنفيذ طقوس شعائرية تشي بقرب تحطيمه!
إن كنت أنت مكان الفلسطيني، بالذات لو كنت في غزة، أخبرني إذن.. ماذا كنت ستفعل؟!
ماذا ستفعل، وقد فشلت محاولات السلام، فشلت المفاوضات، انسحبت الدول العربية الداعمة من المعركة، يقترب هدم المسجد الأقصى، تعيش في حصار لا نهاية له!!
إن كان لديك جواب غير السابع من أكتوبر.. تفضل أخبرنا به!
‏كالزهر في ترف والبدر في شرف .. والبحر في كرم والدهر في همم

‏كأنه وهو فرد في جلالته .. في عسكر حين تلقاه وفي حشم

‏فانسب إلى ذاته ما شئت من شرف .. وأنسب إلى قدره ما شئت من عظم

‏فمنتهى القول فيه أنه بشر .. وأنه خير خلق الله كلهم
لو تمنيتُ أن يكون الكذاب المنافق الخسيس صادقا يوما ما.. لتمنيتُ أن يصدق هؤلاء الأنجاس الأراذل في هذه الدعوى!

يقولون: محمد إلهامي سيد قطب هذا الزمن!!

هذا شرف عظيم لم ولا يخطر ببالي لحظة أن أناله؛ فأين أنا من عملاق الفكر الإسلامي الذي وُضِع له القبول في الأرض وختم له بالشهادة؟!!
وصية خاصة لمن هو مهتم بشأن الإسلام وقضايا المسلمين:

اُدعوا لخيار شباب الأمة الذين ذهبت أعمارهم في السجون بسبب نصرتهم لقضايا المسلمين -وللنساء الصالحات المسجونات- فهم يعيشون أحوالاً صعبة وقاسية خاصة في بعض البلدان، وقد وصلني اليوم خبر فقدان شاب منهم لعقله في السجن بعد سنوات طويلة أمضاها.

والوصية الثانية: تفقدوا أحوال عوائلهم المادية بالله عليكم، فالإنفاق عليهم أفضل من الإنفاق في كثير من وجوه الخير، وما أكثر العوائل المحتاجة بسبب فقد من يعولها، وكثير منهم يصدق عليهم قول الله تعالى: (تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا)

والوصية الثالثة: اهتموا بأبنائهم، ربوهم، علموهم، احفظوا آمال آبائهم فيهم؛ فالمصيبة العظمى تحصل للمسجون إذا بلغه انحراف أبنائه أو بناته بعده.


ونسأل الله تعالى أن يزيح الغمة عن أمة نبيه محمد ﷺ وأن يجعل لها من بعد عسر يسراً
السيرة النبوية | 67. ثلاث زيجات في بيت النبي ومولد أشبه الناس بالنبي ﷺ | محمد إلهامي

- لماذا لقب عثمان بن عفان بذي النورين؟ وما قصة زواجه من أم كلثوم بنت النبي ﷺ؟
- كيف تحطم قصة زواج حفصة بنت عمر بالنبي ﷺ كثيرا من أعرافنا المعاصرة؟
- تعال أخبرك بطريقة تعالج عندك نصف شبهات السيرة النبوية!
- لماذا لقبت زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها- بأم المساكين؟
- من هو الذي تعلم المسلمون من قصصه فقه النبي ﷺ في التعامل مع الأولاد؟

https://youtu.be/RPIgglCBTiQ
مما يدلك على شدة الذلة والقلة والخيانة والعمالة للنظام المصري أن الإسرائيليين يوبخونه أحيانا بأنه لا يقوم بدوره المطلوب منه على ما يرام.. فيتهمونه أحيانا بأنه لم يضبط الحدود كما يجب، فتسرب منها بعض السلاح وبقيت بعض الأنفاق. ونحو هذه الأمور!

فماذا يحدث؟

يخرج الإعلاميون والمسؤولون في مصر للتأكيد على أن النظام يقوم بدوره بكفاءة تامة، وأن الأنفاق قد جرى القضاء عليها، وأن الجدار الفولاذي قد تم بناؤه على أعماق سحيقة، بل إن "كسرة الخبز" لم تدخل إلى غزة (وهذا التعبير لمصطفى بكري!!)

وهذا في نفس الوقت الذي تمرّ كل الخروقات الإسرائيلية على النظام المصري كالنسيم العليل.. آخر ما يفعلون تبليغ لجنة المراقبة لكي تسجل هذا الخرق في سجلاتها!!

أي أن النظام المصري وألسنته يثبتون بأنفسهم مدى خدمتهم للصهاينة، وإخلاصهم في هذا..

يأتينا غبي مغفل في مخلفات عصر التفاهة الذي نحن فيه، فلا يرى في مثل هذه الأخبار شيئا من هذا كله.. بل يرى فيها أن النظام المصري داعم للمقاومة، ومتحايل على تسليحها، ويناور الصهاينة بدعمها سرًّا!!

ويترك هذا الغبي المغفل تلال الأدلة والشواهد والأخبار القاطعة التي تؤكد عمل الأجهزة الأمنية والعسكرية المصرية في تناغم وانسجام تام مع الصهاينة لسحق غزة ومقاومتها.. ليس أول ذلك التنسيق العسكري الذي بلغ أعلى مستوياته في عهد #السيسي_عدو_الله (كما قال المسؤولون الصهاينة أنفسهم)، ولا آخره تعاون الأجهزة الأمنية في تعذيب من يقع تحت يدها من شباب المقاومة لاستخلاص المعلومات لصالح الصهاينة!!..

بل يترك هذا الغبي المغفل -في غمرة غبائه وغفلته- الخبر نفسه الذي يتناقش حوله، خبر أن النظام المصري أزاح قرية رفح تماما، ومسح خط الحدود، وأقام مراحل من الجداران العازلة، ثم الجدار الفولاذي الغائص في الأرض، وهدم الأنفاق بأنواع الهدم كلها: التفجير والإغراق وضخ الغازات السامة!!

وهل من خدمة يمكن أن يقدمها نظام مصر للاحتلال أعظم من هذه؟!!..

فلو كان العدو غير الصهاينة لشكروا ومدحوا وأثنوا.. ولكن طبع الصهاينة الخبيث أنهم لا يشبعون ولا يشكرون.. كيف لا، وهم يرون الناس دونهم كالحيوانات المسخرة لهم ولخدمتهم!!

والآن يتكرر نفس هذا المشهد مع صفقة الغاز التي خرج خبر يتيم من مصدر وحيد حول إن نتنياهو يفكر في إلغائها، لأن النظام المصري خرق اتفاقية كامب ديفيد..

فيخرج فيه ضياء رشوان -رئيس هيئة الاستعلامات- ليدافع عن موقف النظام.. فإذا به وهو يدافع عن هذا الموقف يثبت أن هذه الصفقة خيانة متكاملة الأركان وأن إسرائيل هي المستفيد منها وهي المتضرر في حال إلغائها!!.. شكرا على مستوى الغباء يا أستاذ ضياء!!

ولكن صاحبنا الغبي المغفل يرى في هذا الخبر دليلا على "وطنية" نظام السيسي!!

وكلهم يتشدق بخرافة أن النظام ضد التهجير..

وفي الواقع النظام ليس ضد التهجير.. النظام ضد أن يتم التهجير بغير الطريقة التي تجعله تحت السيطرة.. وضد أن يتم التهجير بغير مقابل مناسب..

ولهذا ترى السيسي يعمل على الناحيتيْن في الوقت نفسه: يزيد في استعداد سيناء للتهجير واستقبال المطرودين.. ويزيد من تشديد الوضع على الحدود..

والهدف: أن يتم التهجير حين يتم الاتفاق!!

كان بايدن متفهما لحاجات نظام السيسي وساعيا في الوصول إلى اتفاق، ثم تعثر الأمر حول الثمن المالي المدفوع.. ثم جاء ترمب، وهو نمط آخر يريد أن يفعل ما يريد بلا ثمن مدفوع، بل بمحض القهر والإذلال!!

منذ أسابيع كنت في جلسة مع خبير اقتصادي، فأخبرني أنه كان متعجبا من بناء المدن الجديدة في سيناء

(ملاحظة: بدأ بناؤ هذه المدن في سيناء قبل 7 أكتوبر بسنوات.. تذكر هذا جيدا عزيزي القارئ.. وتذكر أيضا أن السيسي عدو الله هو أول من سمع العالم من فمه كلمة "صفقة القرن" في ولاية ترمب الأولى.. أي أن الصفقة نفسها قديمة، والسيسي نفسه تعهد أن يكون شريكا قويا فيها)

يقول الخبير الاقتصادي: كان منبع تعجبي من أن أول المشاريع التي انتهت في المدن هي المدارس والملعب الكبير.. هذا غريب يحدث لأول مرة!!.. المفترض أن نبني المساكن أولا، ثم بعد ذلك نبني هذه المرافق.. المدارس والملاعب.. أما هذا الترتيب فلم يكن مفهوما!!

يواصل صاحبنا قائلا: لم أفهم هذا الترتيب إلا حين بدأ الحديث عن التهجير.. فالمدارس والملاعب هي المساحات التي تستوعب أكثر عدد من السكان بأقل تكلفة ومساحة ومجهود.. ساعتها عرفت أننا نتهيأ بالفعل في سيناء لاستقبال المهجرين من غزة!!
وقبل أيام كنت في جلسة مع بعض الأصدقاء الباحثين، فتحدث كل منهم عن حركة السفن في البحر الأحمر والمتوسط، وكيف أن الدول المشاطئة للبحرين كلها تواطأت على دعم إسرائيل للإفلات من استهداف الحوثي.. فإذا بشبكات تجارية بحرية من سفن مختلفة ودول مختلفة، تتعاون وتتواطأ حول تسجيل السفن بأسماء شركات عربية، ورفع أعلام عربية، ورسم مسار يجعلها تتحرك إلى مناطق أخرى مثل قبرص واليونان وإيطاليا وغيرها.. ثم يأتي هذا كله فيما بعد إلى بورسعيد.. وعندها تغلق السفن إشاراتها، وتغير جلدها، لتنطلق إلى ميناء أسدود الإسرائيلي!

هذه الشبكة من الشركات يديرها مسؤولون رسميون حاليون وسابقون في أنظمة الدول العربية المشاطئة للبحرين الأبيض والمتوسط.. وخلال هاتين السنتيْن: صارت بورسعيد ميناء مركزيا لإمداد إسرائيل بما تريد، التفافا على استهداف الحوثيين لسفنها!

هذا كله يحدث، في نفس الوقت الذي يُحرم فيه الغزيون من كسرة الخبز وشربة الماء وقطرة الدواء..

ثم يأتينا الغبي المغفل ليحدثنا عن وطنية النظام المصري وأنه عائق أمام التهجير..

لولا أني أقرأ قول الله تعالى {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة، أتصبرون}، لتمنيتُ أن نخترع جهازا يقيس الغباء.. وأن يكون عقاب صاحبه دواءٌ يسبب البكم، فلا نتأذى بسماع تحليلاته!!

وأغبى الغباء وأسفه السفاهة، حين ترى هذا الذي يتكلم كان داعشيا سابقا، ينظر لها ويحتفي بعملها، ويزايد على الحركة الخضراء ويراها منحرفة.. ثم دار الزمان فصار لسانا يؤيد نظام عدو الله هذا..

وما هو بغريب، فإن النزق والسفاهة والخفة والغرور والكبر، صفات دنيئة تنقل صاحبها من الباطل إلى الباطل، ومن الإفراط إلى التفريط، ومن الغلو إلى التساهل.. كأن نفسه منطبعة ألا تتقبل الحق ولا تفهمه!!

ولله في خلقه شؤون!!
2025/10/23 16:27:26
Back to Top
HTML Embed Code: