Telegram Web Link
من بين بقية البلاد، لا يمكن لحكام العرب أن يكون لهم عذر في هذا العار المجلل الفاضح الذي يغشاهم ويلطخهم..

أكثرهم له في الحكم سنين طويلة، بعضهم يقارب ثلاثين سنة في كرسيه.. لو كان مخلصا لكان نقل بلاده نقلة هائلة!

يسيطرون على بلادهم بالحديد والنار، لا تؤرقهم معارضة سياسية ولا يعرقلهم برلمان حر، ولا يشوش عليهم إعلام مستقل.. الناس تحتهم بين ساكت ومسجون وطريد ومنافق يسبح بحمدهم.. فلو كان الواحد منهم يعمل حقا لمصلحة بلده لنقلها نقلة هائلة!

أكثر بلادهم بلاد غنية الموارد، نفط وماء ومعادن وثروات ومضايق بحرية مهمة وطرق برية حيوية.. فلو كان الواحد منهم وطنيا حقا لنقل بلاده نقلة هائلة!

أغلبهم ليس في محيطهم عدو تاريخي.. بل الكل جيران متحدون في الدين واللسان والثقافة والمذهب، بل القبيلة الواحدة شطرها هنا وشطرها هناك.. أي أن وسائل الوحدة والتحالف متوفرة، وعوامل الفتنة والتمزق قليلة.. فلو كان الوحد منهم وطنيا حقا لكنت تراه قد قام بطفرة في تقوية مكانه وعلاقاته وتحالفاته!

لا يشتكي الحاكم العربي من قلة العقول.. إن كانت عقول أبناء شعبه، أو عقول أمته العربية، أو من وراءهم من أمته الإسلامية.. لا يستنكف العربي أن يخدم في دولة أخرى بل يحرص أن يكون جزءا من نهضتها وصعودها، إن كان بعقله أو بماله أو بجهده.. فالناس في بلادنا ما زالوا يشعرون بالانتماء الواحد والدين الواحد.. وما منهم من يتأخر إذا وجد الحد الأدنى من التقدير أو من الحياة الكريمة.. فلو كان في هؤلاء الحكام مخلص لوجدته قد صار مغناطيسا عظيما يجذب الطاقات ويلتقط المواهب والإمكانيات ليصنع لنفسه ولشعبه مجدا عظيما..

إلى جوارهم جميعا عدو يتفق الجميع على عداوته وخسته وحقارته، ولشعوبهم معه عداوة تتلمظ وتثور وتفور.. فما من حاكم مخلص أتيح له هذا إلا واستطاع أن يتحد مع شعبه أو يوحدهم من خلفه واستثمار طاقتهم تجاه هذا العدو، وتقوية مكانه ووضعه.. ولكنهم لا يفعلون!!

فلماذا، والحال هكذا، نعيش ما نحن فيه من البؤس والتعس والذل والهزيمة؟!!

لماذا نتفرج على الشاشات على أهلنا، لحمنا ودمنا وأعراضنا وأطفالنا ونسائنا وشيوخنا، وهم يذوقون أصناف الذل وأنواع القتل وأشكال الطرد وألوان الألم؟!!

اذهب يمينا وشمالا، فوقا وتحتا، أماما وخلفا.. لن تجد إلا هذه الإجابة الوحيدة..

إنهم خونة.. خونة.. خونة..

ومهما حاولنا تجنب هذه الحقيقة المرة فإنها تكوينا وتلسعنا وتلدغنا..

بلادنا رغم كل هذه الإمكانيات إنما هي أرض فقر وقهر وقتل وذل وذبح وسجن وترويع وتخويف ومهانة..!!

أجواؤنا مستباحة.. بلادنا تملؤها القواعد العسكرية الأجنبية.. نفطنا يباع بسعر أقل من الماء.. أنهارنا يستولي عليها العدو.. تمزقنا وتفرقنا يزداد وينتشر.. وعجزنا قد صار مثالا سيعرفنا به التاريخ..

كل شيء معنا ولكن هؤلاء الحكام يصرون على أن يجعلوه ضدنا..

كل أدوات النهضة بأيدينا ولكنهم يدفنوننا تحت الأرض ويبيحوننا لعدونا ويُمَكِّنون الأجنبي منا..

لا تنجح في بلادنا إلا مسابقات التفاهة وحفلات والانحلال.. ولم يتضخم في بلادنا إلا قصور الحكام وثرواتهم ورفاهيتهم..

ألا لعنكم الله.. ولعن معكم من ينافقكم.. ألا أورثكم الله ذلا وخزيا لا ينتهي.. وأما الآخرة فحسبنا الله.. يوفيكم ما فعلتم فينا، وهو أحكم الحاكمين وأعدل العادلين..

وكلها أيام.. ثم تنقضي ونراكم حيث تستحقون..
قديما قال المعتمد بن عباد: "إن اجتماع المرضى لا يصنع قوة، إنما هو بيمارستان"

ولا أدري من الذي قال حديثا: "إن جمع الأصفار لا يساوي واحدا صحيحا"

ولكن ينبغي أن يضاف إلى هذا المعجم، قول آخر: "إن اجتماع المهرجين لا يصنع فرقا.. إنما هي تمثيلية"!!
لا ينسى النصَّاب الذي خدعه في 100 جنيه!!

لكنه مطمئن إلى من خدعه في مستقبله كله، ووعده بالسمن والعسل ومصر اللي هتبقى قد الدنيا، واصبروا علي 6 شهور بس، لازم أغني الناس الأول، كونوا مطمئنين تماما.. ثم لا يزداد الحال إلا فقرا وقهرا وتعاسة!!

هل نسيت وعود وأحلام: قناة السويس الجديدة، حقل زهر، اتفاق المبادئ الذي ضيع النيل. والكلمة الأثيرة الخالدة.. والله والله والله، لن نقوم بأي ضرر للمياه في مصر....؟!!

هذا الذي بلع كل هذه الخوازيق، لا يزال يتحدث عن "الموقف المصري القوي" في غزة، و"الجيش القوي" الذي لا تتجرأ عليه إسرائيل، والخطط الجهنمية التي أعدتها "الدولة المصرية" لمواجهة كل المواقف... إلخ!!

لو كان لدي متسع من الوقت لجمعتُ أسماء الذين ينخدعون ويفتنون في كل يوم مرة أو مرتين، ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون.. فإذا حصل تغيير في هذه البلد حُكِم عليهم بالخرس حتى آخر العمر!!

يفترض بالعاقل أن يكون أشد حرصا على عقله منه على ماله.. وبعد هذه السنين الطويلة الحافلة بالدروس والعبر، ينبغي لمن ثبت فساد رأيه أن يكون منبوذا وألا يُسمح له بإعادة تدوير نفسه!!
الشرح المصور لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

"ولكن غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من صدور عدوكم، وليقذفنّ في قلوبكم الوهن.

قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟

قال: حب الدنيا، وكراهية الموت".
‏النفاق يجعلك غبيا كالمتخلف عقليا، أو يفضح خبيئة نفسك وخبثها

‏عند المنافق وحده يجتمع أن يقول: زعيم بلادي زعيم قوي عظيم مهيب تخشاه إسرائيل … إلخ!!

‏ثم يقول: لا طاقة لنا بإسرائيل، ولا علاقة لنا بغزة، ولا يهمنا إلا مصلحة الوطن، ولسنا من دعاة الحروب … إلخ!!!

‏وربما خذله الله وأراد له المهانة والفضيحة، فقال العبارتين في المقال الواحد والبرنامج الواحد!!

‏المشكلة هنا أن الذي سلم عقله وسمعه للمنافقين تحول بالوقت إلى غبي خبيث وشرس متعصب.. دون حتى أن يستفيد مالا ولا شهرة كالتي يستفيدها المنافق.. خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين!!
رسالةٌ إلى أخي النازح:
 
يا أخي:
إني لأعلم أن خبر النزوح يُمكن أن يُمثِّل صدمةً مُروِّعة؛ فأي بيتٍ هذا الذي سيُنقل في عربةٍ صغيرة خاصة مع احتمال هدم البيت وهلاك ما يبقى فيه!
 
وكيف يمكن للإنسان في ظل انعدام المواد أو شُحِّها الشديد أو غلائها المرعب أن يُرتِّب لنفسه مكانًا يتدبر فيه أساسيات العيش من مثل الخيمة والمطبخ والفراش والملابس وبرميل الماء وبيت الخلاء وغير ذلك من المطالب الضرورية؟!
 
إنه ليقع لي أنَّ وَقْعَ خبر النزوح على الشخص يمكن أن يكون أشدَّ من وقع خبر هدم البيت نفسه، بل يمكن أن يكون أشد من وقع خبر استشهاد إنسان قريب، وإذا كان الأمر كذلك أو قريبًا منه أدركت سِرَّ قَرْنِ القرآن الكريم للإخراج من الديار بجريمة سفك الدم في قوله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} [البقرة: 84].
 
إنَّ النزوح لونٌ من ألوان الإخراج من الدِّيار، وقد استحق أن يُذكَر مُستقلًّا في الصفقة المعقودة بين العبد وربه الواردة في خواتيم سورة آل عمران وذلك في قوله سبحانه: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: 195].
 
ثم إنَّ الشِّدَّةَ واللأواء لا تقف عند ذات الإخراج من الدِّيار؛ بل تبدأ سيول الأزمات من الساعة الأولى لقرار الانتقال المفاجئ؛ إذ لا وقود ولا مواصلات متاحة في البلد، وما يتيسر من العربات هو بأثمانٍ باهظةٍ في ظلِّ انعدام الأساسيات، حتى إنَّ تكلفة المواصلة الواحدة في المسافة المحدودة لتدنو أو تزيد عن راتب شهرين أو يزيد!
 
وهذا بافتراض أنَّ النازح موظفٌ في الأصل ويتقاضى راتبًا أو بعض راتب، فكيف لو كان لا يجد ذلك! ثم إنَّه لو كان يتقاضى راتبًا فإنَّ ما يستلمه من أوراقٍ ماليةٍ لا تُقبل في السوق في الغالب لغلبة الرداءة على الورق الموجود خاصة مع سحب العدو لكثيرٍ كثيرٍ من الورق الجيد من السوق عبر طرائق شتى.
 
ثم هذا كله بافتراض معلومية الجهة التي يريد الذهاب إليها، والواقع أنَّ معظم الناس لا يمتلكون أراضي في مناطق النزوح، ومن له صديق يمتلك قطعة أرض فهناك أمم من الناس تأوي إليه، وقد لا يتيسر ذلك إلا بالأجرة بأثمان مرتفعة، ولهذا ربما خرج الشخص هائمًا على وجهه يفترش الطرقات يومين أو ثلاثة حتى يتدبر أمره.
 
وهذا كله في الشخص العادي، ولك أن تتخيل الحال في المجاهد أو من كان في مظنة الاستهداف والناس يتهيبون من استقباله لشدة بطش العدو بالتوسع والإفراط في القصف، وإذا كان المجاهد مرابطًا بإحدى العُقَدِ القتالية فلك أن تتخيل مقدار اشتغاله بتدبر أمر أهله إذا كان هو ولي أمرهم ولم يترك سوى أمه وزوجته وأطفاله الصغار مثلًا.
 
هنا تتصاغر الدنيا أمام الإنسان.
 
وإنه بعد أن يصل النازح إلى مكانه فأمامه قائمة ابتلاءات جديدة من مثل طريقة تدبر الماء والوقوف على الطوابير ومعاناة الحر في الصيف والبرد في الشتاء والأتربة التي تملأ الخيام والفئران التي تفسد الأمتعة وغير ذلك.
 
وأمام هذه السيول الكثيفة من الأزمات والابتلاءات فإنَّ من أعظم ما يُخَفِّفُها عن الإنسان ويُهَوِّنُها لديه أن يحتسبها في سبيل الله عزَّ وجل، وأن يستحضر أنها تجري على يد ألد أعداء الله الذين عادوا الله ورسله وقتلوا كثيرًا من الأنبياء في خضم المدافعة القائمة بيننا وبينهم، وقد أخبرنا القرآن الكريم عن كثيرٍ من الأنبياء والصالحين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق، فلسنا اليوم بِدعًا من الأمم.
 
وإنَّ مما يُواسِي الإنسان ما حدثنا به النبي صلى الله عليه وسلم من أنَّ الرجل الصالح الذي تُسَدُّ به الثغور ويتقى به المكاره يمكن أن تشتد حالته حتى إنه ليَقضي نَحْبَه وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء.
فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاصي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: هل تَدْرُون أَوَّلَ من يَدخُلُ الجَنَّةَ من خلق الله؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: أَوَّلُ من يَدْخُلُ الجنة من خَلقِ الله الفقراءُ والمهاجرون الذين تُسَدُّ بهم الثغور ويُتَّقَى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاءً فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم.
فتقول الملائكة: نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنُسَلِّمَ عليهم؟!
قال: إنهم كانوا عبادًا يعبدوني لا يشركون بي شيئًا وتُسَدُّ بهم الثغور ويُتَّقَى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاءً.
قال: فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب: سلامٌ عليكم بما صبرتم فنِعْمَ عُقبَى الدار" صححه الألباني وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده جيد.

فإن قلت: إنَّ ما يقدره الله من الابتلاء في النفس والمال والبدن أمره هين، أما ما يجده الإنسان من الناس من ظلمٍ واستغلال قبيح فيشتد على النفس كل شدة فأقول: هذا صحيح، ومع ذلك فإنَّ هذا داخلٌ فيما يقدره الله على العباد من الابتلاء كما قال سبحانه: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} [الفرقان: 20].

فيا أيها النازح: اصبر وصابر واصطبر فإنك يا أخي على الحق، وإنك تعامل ربًّا كريمًا لا يضيع عنده مثقال ذرة، وإنَّ الله عظيم يستحق أن تصبر في سبيله، وإن الله جاعلٌ لك بعد ذلك فرجًا ومخرجًا بإذنه تعالى وفضله، فيذهب التعب ويبقى الأجر، وبهذا تُصنَع في الميدان، والله ولي المتقين.

اللهم فرجًا قريبًا.
اللهم ائذن للحرب أن تضع أوزارها.
اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل، أنت مولانا فنعم المولى ونعم النصير.
غزة اليوم حُجَّةٌ من حُجَج الله تعالى في أرضه التي تقرر مركزية مدافعة الأعداء وفضلها وتشهد بأنَّ مقاومة النظام العالمي رغم غطرسته وبطشه الذي لا يقف عند حدٍّ أمرٌ ممكن، وأنَّ العدو لا يُجدِي معه أي لغة من سِلميَّةٍ أو دبلوماسيةٍ أو قوانين دولية وما إلى ذلك، إنما هو السَّيفُ فقط.

وإنه لولا ما يسَّره الله تعالى لأهل البلد من حمل السيف والثبات في الميدان في جَلَد أسطوري عظيم لكُنَّا من شهورٍ عديدةٍ مديدةٍ على مصيرٍ لا يختلف كثيرًا عن مصير السكان الأصليين للقارة الأمريكية المدموغين زورًا وبُهتانًا بخاتم (الهنود الحُمُر) والذين يزيدون عن أربع مائة أمةٍ وشعب.
From the episode "قصة فلسطين | 8. كيف صارت فلسطين يتيمة.. عصر الاحتلال الإنجليزي":

From that point, Zionism adopted the mantle of a liberation movement, striving to oust the British occupier from the Jewish homeland. This argument remained a banner Zionists raised everywhere, especially in the 1950s, 60s, and 70s, when liberation and oppressed peoples' ideas dominated—portraying themselves as partners in peoples' rights, struggle, and self-determination, claiming they arose to free their land from British occupation.

Here, diverse operations ensued in sabotaging British trains, targeting soldier and officer quarters, assaulting Acre prison to free Zionist terrorists detained by the British for anti-British actions. Though the British pursued the Jews, their laxity encouraged them. To the extent that British commander Glubb Pasha, founder of the Jordanian army, believed these Zionist operations were coordinated with the British to hasten withdrawal, hand the land to Zionist terrorist organizations, and accelerate Israel's establishment—a view he expressed in his memoirs.

At this juncture, Britain declared it could no longer resolve the Palestinian problem, referring it to the United Nations—the new organization World War II victors founded to manage global affairs. Post-World War I, there was the League of Nations; now, the United Nations. Thus, the Palestinian issue entered a new stage after the British Mandate's groundwork for a Jewish state.

Imagine: the infant had matured to assail the mother who nurtured and suckled it.

Watch Full Episode (Arabic).

Read Full Translation (English).
———————————-
من حلقة "قصة فلسطين | 8. كيف صارت فلسطين يتيمة.. عصر الاحتلال الإنجليزي":

منذ ذلك الوقت، سترتدي الصهيونية ثوب حركة التحرر، الحركة التي تكافح لطرد المحتل الإنجليزي من الوطن اليهودي. وهذه الحجة بقيت شعارًا يرفعه الصهاينة في كل مكان، أي فيما بعد في أيام الخمسينات والستينات والسبعينات، حين كانت الأفكار السائدة هي أفكار التحرر والشعوب المغلوبة، كانت الصهيونية تروي روايتها باعتبار أنهم شركاء في حقوق الشعوب والكفاح وتقرير المصير - فكانت تروي وكأنها قامت لكي تحرر أرضهم ووطنهم من الاحتلال الإنجليزي.

هنا بدأت عمليات متنوعة في نسف قطارات إنجليزية، استهداف مقرات الجنود والضباط، مهاجمة سجن عكا لإطلاق سراح الإرهابيين اليهود الذين اعتقلهم البريطانيون في عمليات كانت ضد البريطانيين. ومع أن البريطانيين كانوا يتعقبون اليهود، لكن التراخي الذي نفذه البريطانيون كان يشجع اليهود. لدرجة أن القائد الإنجليزي جلوب باشا، الذي هو مؤسس الجيش الأردني، هذا كان يرى أن هذه العمليات اليهودية كانت بالاتفاق مع الإنجليز، لكي يتم تسريع الانسحاب البريطاني وتسليم البلاد إلى المنظمات اليهودية الإرهابية، ولكي يتم التعجيل بقيام دولة إسرائيل، وهذا الكلام ذكره في مذكراته.

عند هذه اللحظة، أعلنت بريطانيا أنها لم تعد قادرة على حل المشكلة الفلسطينية، وبالتالي هي ستضع المشكلة أمام الأمم المتحدة، الأمم المتحدة هذه المنظمة الجديدة التي أنشأها المنتصرون في الحرب العالمية الثانية، لإدارة حكم العالم. بعد الحرب العالمية الأولى كان في حاجة اسمها "عصبة الأمم"، الآن عندنا "الأمم المتحدة". وبالتالي دخلت القضية الفلسطينية مرحلة جديدة، بعد أن تم التمهيد الإنجليزي للدولة اليهودية.

لك أن تتخيل: لقد شبّ الفتى الرضيع ليهاجم أمه التي احتضنته وأرضعته.

شاهد الحلقة كاملة (بالعربية).

قراءة الترجمة كاملة (بالانجليزية).
Mohamed Elhamy - محمد إلهامي - English (Unofficial)
From the episode "قصة فلسطين | 8. كيف صارت فلسطين يتيمة.. عصر الاحتلال الإنجليزي":

From that point, Zionism adopted the mantle of a liberation movement, striving to oust the British occupier from the Jewish homeland. This argument remained a banner Zionists raised everywhere, especially in the 1950s, 60s, and 70s, when liberation and oppressed peoples' ideas dominated—portraying themselves as partners in peoples' rights, struggle, and self-determination, claiming they arose to free their land from British occupation.

Here, diverse operations ensued in sabotaging British trains, targeting soldier and officer quarters, assaulting Acre prison to free Zionist terrorists detained by the British for anti-British actions. Though the British pursued the Jews, their laxity encouraged them. To the extent that British commander Glubb Pasha, founder of the Jordanian army, believed these Zionist operations were coordinated with the British to hasten withdrawal, hand the land to Zionist terrorist organizations, and accel
Extrait de l'épisode « قصة فلسطين | 8. كيف صارت فلسطين يتيمة.. عصر الاحتلال الإنجليزي » :

À partir de ce moment, le sionisme a adopté le manteau d’un mouvement de libération, s’efforçant de chasser l’occupant britannique de la patrie juive. Cet argument est resté une bannière que les sionistes ont brandie partout, en particulier dans les années 1950, 60 et 70, lorsque les idées de libération et des peuples opprimés dominaient – se présentant comme des partenaires dans les droits des peuples, leur lutte et leur autodétermination, affirmant qu’ils s’étaient levés pour libérer leur terre de l’occupation britannique.

Dès lors, diverses opérations ont suivi, visant à saboter les trains britanniques, à cibler les quartiers des soldats et des officiers, et à attaquer la prison d’Acre pour libérer les terroristes sionistes détenus par les Britanniques pour leurs actions anti-britanniques. Bien que les Britanniques poursuivaient les Juifs, leur laxisme les encourageait. À tel point que le commandant britannique Glubb Pacha, fondateur de l’armée jordanienne, croyait que ces opérations sionistes étaient coordonnées avec les Britanniques pour accélérer le retrait, remettre la terre aux organisations terroristes sionistes et hâter l’établissement d’Israël – une opinion qu’il a exprimée dans ses mémoires.

À ce stade, la Grande-Bretagne a déclaré qu’elle ne pouvait plus résoudre le problème palestinien, le renvoyant aux Nations Unies – la nouvelle organisation fondée par les vainqueurs de la Seconde Guerre mondiale pour gérer les affaires mondiales. Après la Première Guerre mondiale, il y avait eu la Société des Nations ; maintenant, les Nations Unies. Ainsi, la question palestinienne est entrée dans une nouvelle phase après que le Mandat britannique eut préparé le terrain pour un État juif.

Imaginez : l’enfant avait grandi pour attaquer la mère qui l’avait nourri et allaité.

Regarder l’épisode complet (en arabe).

Lire la traduction complète (en anglais).
———————————-
من حلقة "قصة فلسطين | 8. كيف صارت فلسطين يتيمة.. عصر الاحتلال الإنجليزي":

منذ ذلك الوقت، سترتدي الصهيونية ثوب حركة التحرر، الحركة التي تكافح لطرد المحتل الإنجليزي من الوطن اليهودي. وهذه الحجة بقيت شعارًا يرفعه الصهاينة في كل مكان، أي فيما بعد في أيام الخمسينات والستينات والسبعينات، حين كانت الأفكار السائدة هي أفكار التحرر والشعوب المغلوبة، كانت الصهيونية تروي روايتها باعتبار أنهم شركاء في حقوق الشعوب والكفاح وتقرير المصير - فكانت تروي وكأنها قامت لكي تحرر أرضهم ووطنهم من الاحتلال الإنجليزي.

هنا بدأت عمليات متنوعة في نسف قطارات إنجليزية، استهداف مقرات الجنود والضباط، مهاجمة سجن عكا لإطلاق سراح الإرهابيين اليهود الذين اعتقلهم البريطانيون في عمليات كانت ضد البريطانيين. ومع أن البريطانيين كانوا يتعقبون اليهود، لكن التراخي الذي نفذه البريطانيون كان يشجع اليهود. لدرجة أن القائد الإنجليزي جلوب باشا، الذي هو مؤسس الجيش الأردني، هذا كان يرى أن هذه العمليات اليهودية كانت بالاتفاق مع الإنجليز، لكي يتم تسريع الانسحاب البريطاني وتسليم البلاد إلى المنظمات اليهودية الإرهابية، ولكي يتم التعجيل بقيام دولة إسرائيل، وهذا الكلام ذكره في مذكراته.

عند هذه اللحظة، أعلنت بريطانيا أنها لم تعد قادرة على حل المشكلة الفلسطينية، وبالتالي هي ستضع المشكلة أمام الأمم المتحدة، الأمم المتحدة هذه المنظمة الجديدة التي أنشأها المنتصرون في الحرب العالمية الثانية، لإدارة حكم العالم. بعد الحرب العالمية الأولى كان في حاجة اسمها "عصبة الأمم"، الآن عندنا "الأمم المتحدة". وبالتالي دخلت القضية الفلسطينية مرحلة جديدة، بعد أن تم التمهيد الإنجليزي للدولة اليهودية.

لك أن تتخيل: لقد شبّ الفتى الرضيع ليهاجم أمه التي احتضنته وأرضعته.

شاهد الحلقة كاملة (بالعربية).

قراءة الترجمة كاملة (بالانجليزية).
ليس غريبا أن يبغض هؤلاء غزة ورجالها ويسعون في فنائها وفنائهم..

غزة ورجالها فضحوا هؤلاء فضائح لا علاج لها..

1. فضحتهم حين أثبتت أنهم عجزة وضعفاء وجبناء، لم يفكروا مرة في مواجهة الكيان الذي يتجرأ عليه الحفاة العراة الجوعى في غزة بالأسلحة البدائية فيذلونه ويسفحون كرامته!

2. فضحتهم حين أثبتت أنهم فاشلون خائبون فاسدون، تحت أيديهم أنهار النفط والأموال، وجيوش جرارة، وأسلحة تشترى بالمليارات ثم تُخَزَّن حتى تصدأ، ثم تُضرب بلادهم وجيرانهم من أجوائهم وسواحلهم بلا صد ولا رد!!.. فإنك ترى الحفاة العراة الجوعى في غزة وفي اليمن وبالأسلحة البدائية أيضا يردون على هذا الكيان، بل ويبادرونه، بما لم يستطيع واحد من هؤلاء أن يفكر في عشر معشاره!

3. فضحتهم حين أثبتت أنهم خونة عملاء، صنائع الاستعمار، هرعوا لإنقاذ الكيان بالطرق البديلة: برا وبحرا، من لم يشاركه بالدعم العسكري والتدريب والمناورة، شاركه بالدعم الاقتصادي والغذائي والتجاري، أو شاركه بالدعم الإعلامي والثقافي.. فإن المحطات والصحف الناطقة بالعربية أسوأ وأفحش في تشويه غزة ورجالها والتسفيه منهم من القنوات الصهيونية نفسها!

تأمل وتصور معي.. لو أن غزة ورجال غزة كان تحت أيديهم إمكانيات هؤلاء جميعا.. ماذا كان يكون مصير الكيان الصهيوني؟!!

هذه المفارقة الواضحة هي التي يعرفها هؤلاء في أنفسهم ويستشعرونها، ويعرفون أن الشعوب تقارن وتشهد وترى وتفكر..

لذا، لا خروج لهؤلاء من هذه الفضائح إلا أن تُباد غزة ويفنى رجالها.. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يثبتون بها لأنفسهم وشعوبهم أن الجبن والخنوع والعجز والخيانة هي الحل، وهي طريق البقاء..

تصور، لو أن غزة انتصرت.. كيف ستكون الكارثة على هؤلاء؟!!
100 سؤال في التاريخ | 41. خريطة ميسرة لفهم تاريخ الدولة العثمانية | محمد إلهامي

الأسئلة التي أُجيبَ عنها في هذه الحلقة:

71. هل يمكن أن نرسم خريطة عامة للدولة العثمانية؟ من هم العثمانيون؟ ومتى ظهروا؟ ولماذا سموا بهذا الاسم؟ وكم عدد سلاطينهم؟

https://youtu.be/4rDSUtl-Tmw
لن يمكن التوفيق أبدا بين الإسلام وبين أحكام الطغاة.. فوالله إن الإسلام الذي جاء به محمد ليكرهه الطغاة ويحاربونه!!

ومن سيحاول التوفيق لن ينتهي إلا بانتقاص الإسلام وتحريفه ليوافق الطواغيت!!

سطوة السلطان لها أثرها الغالب على النفوس والعقول، والواقع أن الناس يفكرون بمشاعرهم قبل أن يفكروا بعقولهم، والنفس حين ترى التكلفة المريرة لقول الحق تضغط على العقل أن يلتمس المخارج والتأويلات!!

والنادر من الناس هو من يعترف أنه ساكت عن الحق أو غير قادر على قوله، إنما يهرب المرء من عذاب ضميره بأن يلبس الباطل ثوب الحق، ويلبس الحق ثوب الباطل!

نعم، إن على الدعاة والعلماء ثمنا عظيما يدفعونه، مثلما رفعهم الله للمرتبة العظيمة، مرتبة ورثة الأنبياء.. فالدعوة والعلم ليست جاها ومالا وحب جماهير بغير تكاليف، وإنما ورثة الأنبياء قائمون على حراسة دينهم ومتعرضون في ذلك للبلايا..

ولكن، يجب في ذات الوقت أن يُقال أيضا، بأن الصادق مع نفسه يلزمه أن يُفَرِّق بين قول الداعية والعالِم المقهور تحت سلطان طاغية، وبين قول الذي يتمتع ببعض حرية وأمان.. فيأخذ من كلٍّ منهما ما يعرف أنه لم يتلبس بباطل!!

ومثلما يكون في العلماء ضعفاء وخونة وأهل سوء، ففي الجماهير أيضا كذلك.. يسأل لا ليعرف بل ليُحرج، ويختبئ وراء كونه مغمورا ليريد من العالم والداعية الفتوى الاستشهادية، فإذا دفع العالم والداعية ثمن موقفه تركه بغير نصرة ولا حماية، وذهب يعاير بقية "الطلقاء" بأنهم لا يقولون الحق!!

البعض يسألك وكأنه يجهل الحق أو يجهل الطريق، أو كأنما استكمل استعداداته ولا ينتظر غير الفتوى.. بينما هو غارق في الأمن والبِطْنَة، متسكع على مواقع التواصل، لا يفعل غير الإحراج!!

ونعم، إن مناهج الأنبياء هي مصادمة أقوامهم، وماذا في سيرة الأنبياء غير مجابهة أقوامهم بما يُنكرون وينفرون منهم.. ثم ماذا في سيرة نبينا إلا أنه جاء بالحق ففرق قومه وسفه أحلامهم وعاب آلهتهم وفرق بين الولد وأبيه والرجل وأخيه، فمنهم من صار إلى الحق ومنهم من صار إلى الباطل.. ثم إنه قاتل بمن اتبعه من عصاه، حتى فتح الله عليه وحكم بينه وبين قومه، وراسل الملوك وقاد الجيوش!!

ولا يقاس فعل الحسن على فعل الدعاة اليوم.. فالحسن كان معه "كتائب أمثال الجبال" ثم فضَّل حقن دماء المسلمين فتنازل لمن هو دونه في الفضل عن الخلافة، وهذا الذي هو دونه كان جديرا بالخلافة قائما بحقها.. فأي شيء في واقعنا اليوم شبيه بهذا؟!

من في واقعنا اليوم شبيه الحسن الذي يملك أن يقاتل فنرجوه أن يتنازل لشبيه معاوية الذي يمكنه أن يقوم بالأمر على وجهه؟!!

إن الدعاة الذين يفرون من حقائق الواقع حاولوا كل سبيل ليتجنبوا مواجهة الطغاة اليوم، فكان ماذا؟.. هل نجح منهم داعية في إصلاح طاغية؟

ألا من أراد سلوك سبيل الحسن حقا، فليكن معه كتائب أمثال الجبال أولا.. فلئن وجد أمامه من هو شبيه معاوية فلينزل له عنها، وإن لم يجد فليقاتل بكتائبه في سبيل أمة الإسلام حتى يعتدل حالها؟!

وهؤلاء الأئمة الأربعة.. ما منهم واحدٌ إلا وكانت له محنة مع السلطان في زمنه، مع أن سلاطين زمانهم هم الذين كانوا يحكمون ما بين الصين وفرنسا.. وكانوا يجاهدون ويغزون ويقاتلون، فكانت الأمة في زمانهم القوة العظمى العالمية..

ومع ذلك فمشهور عن أبي حنيفة دعمه ثورة العباسيين، ومشهور عن مالك فتواه التي مآلها دعم ثورة النفس الزكية ومدحه عبد الرحمن الداخل عدو العباسيين، ومشهور عن أحمد وقفته أمام المأمون والمعتصم، وهما مجاهدان كبيران كانا يذرعان الأرض بين طوس وطرطوس وعمورية وأنقرة!

وكان في زمانهم غيرهم من الأئمة الذين ثاروا وقاتلوا حتى هؤلاء الخلفاء الكبار المجاهدين لما يرون أنه ظلم أو جور يبيح الخروج عليهم وعزلهم.. سواءٌ أصابوا في هذا أم أخطؤوا، وسواءٌ أصحت تقديراتهم أم أخفقت.. فالأمر مداره في الحقيقة على التقدير والتنزيل لا على الحكم والتأصيل.

نحن في زمان وفي حال وتحت حكم طغاة لا يمكن أن يُقاس عليها ولا عليهم ولا أن يُنزل عليها ولا عليهم فقه هؤلاء الأئمة.. ومن لم يكن يرى في بلادنا الكفر البواح الذي عنده فيه من الله برهان، فإنه أعمى لا يرى، أو خائف لا يريد أن يرى!

وقد يكون الخائف معذورا حقا، لكن نشر الغواية لا عذر فيه!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذا ما حصل مع مرضى ( الكلى و السرطان ) الذين وفدوا مع العدوان اليهودي على #غزة للعلاج في مستشفيات #مصر.
طبعًا، كانت فترة وجودهم فترة تشبه السجن، ومعاناة وشدّة ولا علاج، والآن يتمّ رميهم بهذه الطريقة الفرعونية.
#حسبنا الله ونعم الوكيل.
أحيانا أقول: هل كنا نحتاج لمذبحة بهذه القسوة والشناعة لكي ندرك حقائق الواقع الذي نحن فيه؟.. حقيقة الصهاينة وحقيقة الغرب وحقيقة الأنظمة العربية والإسلامية؟!!

ألم يكن فيما سبق من التجارب دليلا وعبرة..

ثم أرجع فأقول: ألا ترى أنه وبعد كل هذه المذابح الشنيعة ما زال كثير من الناس يصب جام غضبه على أهل الحق والبسالة والبطولة، ولا يزال يأمل في الغرب ولا يزال يبرر ويعتذر لأنظمة الإجرام والخيانة العربية والإسلامية؟!!

بل أشد من ذلك وأفدح: ألا ترى المنتكسين الناكصين على أعقابهم الذين حولتهم هذه المذابح من مواقعهم العالية في المفاصلة، تلك التي كانوا فيها ينتقدون ميوعة الحركة الخضراء ويطعنون في عقيدتها وإيمانها.. ثم هم اليوم يشيدون بمواقف الأنظمة العربية بسبب تصريح هنا وتقرير هناك وتحليل هنالك؟!!

ألا ترى الساكتين عن الحق في الباطل الواضح الصريح، بل بعضهم بدأ هذا الطوفان وهو يدعمه ويثني عليه، فلما طال الزمن وكثرت التكاليف انقلب يسب أهل الطوفان ويستنكر عليهم.. مع أن الزمن ما طال ولا كثرت التكاليف إلا بسبب الدعم الذي يجده الصهيوني من أنظمة الإجرام والخيانة، تلك الأنظمة التي فعلت كل شيء لحصار أهل غزة والتمكين للصهاينة في قتلهم!!

آآآآآآه.. مطحنة كبرى، وغربلة عملاقة.. حتى لا يبقى إلا فسطاطان: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه..

لكم شهدت هذه الأرض من المذابح والحروب والشنائع.. ثم مضى القاتل والمقتول، وكلهم الآن جميعا تحت التراب، وكلهم قد قضى الله في مصيرهم.. فهم بين معذب ومنعم في قبره الآن.. وكلهم ينتظر مصيره النهائي غدا..

وهذه الحروب التي نحياها كتلك التي عاشها من قبلنا.. أيام ستنتهي مهما اشتدت قسوتها ومرارتها وآلامها.. ثم يلحق القاتل بالمقتول، والغالب بالمغلوب، ويلحق بهما: من وقف مع الحق ومن نافق الباطل..

{وكلهم آتيه يوم القيامة فردا}

{ونضع الموازين القسط ليوم القيامة، فلا تظلم نفس شيئا، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها، وكفى بنا حاسبين}

{وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون: هل إلى مردٍّ من سبيل؟!!

وتراهم يُعرضون عليها خاشعين من الذل، ينظرون من طرف خفي، وقال الذين آمنوا: إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا إن الظالمين في عذاب مقيم}

{ووضع الكتاب، فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون: يا ويلتنا، مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا إحصاها؟!!.. ووجدوا ما عملوا حاضرا، ولا يظلم ربك أحدا}

إن قساوة الأيام ومرارتها ليست إلا الحجج الشاهدة والبراهين القاطعة التي يقيمها الله على عباده.. فلا يبقى معها من يقول: لم أكن أعلم، لم أكن أفهم، لم أكن أتصور، لم أكن أظن...

كل هذه الحجج والمعاذير تسقط وتنهار.. وتبقى نصاعة الاختبار، ووضوح الاختيار..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذه ثمرة من ثمرات صمود مقاومينا الأعزاء الأجلاء العمالقة في سائر ديارنا الإسلامية المباركة!

هذا الرجل يعترف، وهو في ذروة القوة الأمريكية الكاسحة، أن العرب والمسلمين لا يعرفون معنى "الخضوع"، ولن يقبلوا بهذا الوضع.. ولذلك ستسمر المعارك!

لو مدَّ الخط على استقامته لقالها صريحة: ستسمر حتى ينتصروا.. فالذي لا يعرف الخضوع، سيكون هو المنتصر نهاية المطاف!!

إن الذي يفعله المقاومون الآن هو عظمة تاريخية هم لا يعرفونها ولا يشعرون بها، ولا يعرف ولا يشعر بها غالبا أهل عصرهم.. إنما يفهمها ويشعر بها من يفكرون في المسارات الكبرى، يفهمها ويشعر بها المؤرخون الذين راقبوا هذه اللحظات كثيرا في صفحات التاريخ..

نعم، إن صمود الضعيف وعدم خضوعه مهما كان ميزان القوة، يساوي لحظة فارقة وحاسمة في مسار التاريخ.. بهذا انتصر المنتصرون في النهاية، ومن ها هنا بدأت كل قصة مجد.. ولهذا يعرف أعداؤنا جيدا أن أمتنا تبدأ صفحة مجدها، وأن الصفحة الأولى الدامية ليست ختام أمة مهزومة، بل بدايتها المتجددة!!

وحين يخرج الكلام من مثل هذا المتغطرس على وجه التحديد، فإنه له معنى آخر، وطعما آخر.. ولعل الله يحييه حتى يشهد وبال أمره!
عبَّر مؤرخ الحضارة ول ديورانت عن الحملات الصليبية والاكتساح المغولي التي خربت الديار الإسلامية بقوله:

"لم تعرف حضارة أخرى في التاريخ مثل هذه الكوارث عددا وانتشارا وشمولا" (قصة الحضارة 26/ 29)

ثم ما لبث الإسلام أن تجدد في الدنيا كلها، وصار القوة العظمى العالمية من جديد!
لأهلنا وأحبابنا في الأردن
2025/10/22 19:44:11
Back to Top
HTML Embed Code: