قطعة نفيسة للشيخ العبقري عبد العزيز الطريفي فرج الله عنه:
"النفوس جُبِلَتْ على حب الثبات وعدم التردد؛ حتى لا توصف بالضعف والتبعية..
والنفوس المتكبرة لا تفرق بين التحول من الحق إلى الباطل، وبين التحول من الباطل إلى الحق؛ فتثبت على الباطل كبرا..
بل ربما تثبت بعض النفوس المتكبرة على الحق لا لأنه الحق؛ بل لذات الثبات؛ فلا تحب أن توصف بالتحول والانتكاسة، فتصبر وتتجلد وتنصر الدين في الدنيا، وتكب في النار في الآخرة..
فالطبائع لها أثر في الثبات كأثر الإيمان فيه..
فالنفوس المتكبرة يهمها الثبات ولو على باطل..
والنفوس المؤمنة يهمها الحق ولو تحولت..
ومتى كان الإيمان أقوى من الطبائع، تحكم فيها، ومتى كانت الطبائع أقوى من الإيمان، تحكمت فيه"
التفسير والبيان لأحكام القرآن، 2/ 362
"النفوس جُبِلَتْ على حب الثبات وعدم التردد؛ حتى لا توصف بالضعف والتبعية..
والنفوس المتكبرة لا تفرق بين التحول من الحق إلى الباطل، وبين التحول من الباطل إلى الحق؛ فتثبت على الباطل كبرا..
بل ربما تثبت بعض النفوس المتكبرة على الحق لا لأنه الحق؛ بل لذات الثبات؛ فلا تحب أن توصف بالتحول والانتكاسة، فتصبر وتتجلد وتنصر الدين في الدنيا، وتكب في النار في الآخرة..
فالطبائع لها أثر في الثبات كأثر الإيمان فيه..
فالنفوس المتكبرة يهمها الثبات ولو على باطل..
والنفوس المؤمنة يهمها الحق ولو تحولت..
ومتى كان الإيمان أقوى من الطبائع، تحكم فيها، ومتى كانت الطبائع أقوى من الإيمان، تحكمت فيه"
التفسير والبيان لأحكام القرآن، 2/ 362
100 سؤال في التاريخ | 42. الدولة العثمانية.. ما حسناتها وما سيئاتها؟ | محمد إلهامي
الأسئلة التي أُجيبَ عنها في هذه الحلقة:
72. ما هي حسنات الدولة العثمانية وميزاتها؟ وما هي سيئاتها وإخفاقاتها؟
https://youtu.be/_AS2jqr0258
الأسئلة التي أُجيبَ عنها في هذه الحلقة:
72. ما هي حسنات الدولة العثمانية وميزاتها؟ وما هي سيئاتها وإخفاقاتها؟
https://youtu.be/_AS2jqr0258
YouTube
لماذا اعتُبرت الدولة العثمانية حامية الديار العربية؟| 100 سؤال في التاريخ | الحلقة 42
نتابع معكم في هذه الحلقة أسئلة المحور الثامن "الدولة العثمانية":
72. ماذا حملت لنا الدولة العثمانية خلال 624 سنة حكم من حسنات وإنجازات ومساوئ وإخفاقات؟
أسئلة ملحّة مرتبطة بتاريخنا الإسلامي، تنتشر بين المجتمع، وتطرق عقولنا وقد لا نجد إجابة لها، يجيب عنها…
72. ماذا حملت لنا الدولة العثمانية خلال 624 سنة حكم من حسنات وإنجازات ومساوئ وإخفاقات؟
أسئلة ملحّة مرتبطة بتاريخنا الإسلامي، تنتشر بين المجتمع، وتطرق عقولنا وقد لا نجد إجابة لها، يجيب عنها…
السيرة النبوية | 69. أول انشقاق خطير في المجتمع الإسلامي | محمد إلهامي
- لماذا اختلف النبي والصحابة على موقع لقاء المشركين في غزوة أحد؟
- بالرغم من رؤيا النبي أن المدينة درع حصينة، لكن خرج منها للقاء العدو.. لماذا؟
- متى وكيف ولماذا وقع انشقاق في جيش المسلمين قبيل غزوة أحد؟
- كيف كانت قناة العربية ستصف ما حدث من انشقاق الجيش المسلم؟
- ماذا يستفاد من أول ظهور حركة النفاق في المجتمع المسلم؟
https://youtu.be/ILoZUDppjbQ
- لماذا اختلف النبي والصحابة على موقع لقاء المشركين في غزوة أحد؟
- بالرغم من رؤيا النبي أن المدينة درع حصينة، لكن خرج منها للقاء العدو.. لماذا؟
- متى وكيف ولماذا وقع انشقاق في جيش المسلمين قبيل غزوة أحد؟
- كيف كانت قناة العربية ستصف ما حدث من انشقاق الجيش المسلم؟
- ماذا يستفاد من أول ظهور حركة النفاق في المجتمع المسلم؟
https://youtu.be/ILoZUDppjbQ
YouTube
السيرة النبوية | 69. أول انشقاق خطير في المجتمع الإسلامي | محمد إلهامي
- لماذا اختلف النبي والصحابة على موقع لقاء المشركين في غزوة أحد؟
- بالرغم من رؤيا النبي أن المدينة درع حصينة، لكن خرج منها للقاء العدو.. لماذا؟
- متى وكيف ولماذا وقع انشقاق في جيش المسلمين قبيل غزوة أحد؟
- كيف كانت قناة العربية ستصف ما حدث من انشقاق الجيش…
- بالرغم من رؤيا النبي أن المدينة درع حصينة، لكن خرج منها للقاء العدو.. لماذا؟
- متى وكيف ولماذا وقع انشقاق في جيش المسلمين قبيل غزوة أحد؟
- كيف كانت قناة العربية ستصف ما حدث من انشقاق الجيش…
تابعت صدمة الناس في واحد من "المؤثرين"، ذلك الذي ظُلِم في مصر، فانتقل إلى دبي، فاسْتُعْمِل هناك!!
أريد أن ألفت النظر، نظر الجميع إلى أن الإنسان دائما في ابتلاء واختبار وتعب، قال تعالى {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، {خلق السموات والأرض ليبلوكم أيكم أحسن عملا}..
والابتلاء يكون بالشر ويكون بالخير..
{جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا}
{ونبلوكم بالشر والخير فتنة، وإلينا ترجعون}
وفي عصر مواقع التواصل هذا، وما بلغه الحال من هوس التأثير والشهرة والانتشار، يجب أن تعرف عزيزي القارئ أن من أشد البلاء أن تكون مشهورا، أو ما يُقال له "مؤثر"!!
لقد كانت هذه الفتنة قديما قاصرة على المشاهير في التمثيل والغناء والكرة، والمشاهير في الكتابة والخطابة والعلم والفقه.. ولكنها في عصر التواصل الاجتماعي هذا تمددت بوحشية وبسرعة لتشمل الجميع..
ها نحن نرى جميعا كيف سقط كثيرون في اختبار "المال" و"الشهرة".. فجعلوا حياتهم عرضة للجماهير، حتى استعمل الرجال زوجاتهن في الاستعراض لكسب المتابعات والإعجابات والأموال، واستعملت النساء أنفسهن في ذلك.. وانحدر الجميع -كلٌّ بحسب ما استطاع من الانحدار- ليجمع المال في سوق المنافسة الرهيب..
المال والشهرة فتنة.. ومن الخير أن تكون إنسانا عاديا غير مشهور ولا معروف.. فإن هذا يرفع عنك كثيرا من أنواع الابتلاءات والمحن والفتن..
أما المشهور المعروف الذي وجد عند الناس رواجا، فسرعان ما يأتيه ذووا المال والسلطان ليستعملوه في أغراضهم.. وذلك والله امتحان رهيب، لا يصبر له إلا من عصمه الله وحفظه!
فمن ذوي الأموال والسلاطين من ينهبك ويحبسك ويظلمك إن لم تكن له ومعه.. ومنهم من يغريك ويغدق عليك حتى تذوق حلاوة القرب واللذة.. وهذا الثاني أخطر من الأول وأشدهم في الفتنة.. وإن كانت الفتنة في كليهما خطرة!
ويستوي في هذه الفتن: الراقصة والممثلة والمغني مع الفقيه والمفكر والخبير.. إن السيطرة على الناس وحيازتهم من ضرورات السلطة، فمن كان فيهم مسموعا كان لا بد من استعماله.. سواء في هذا أكان تأثيره بالحق أم بالباطل، بالخير أم بالشر، وسواء أكان يخاطب عقولهم أو يداعب غرائزهم!!
فإذا مضيتَ في طريق تكرهه الملوك والسلاطين، وصرت بذلك مسموع الصوت أيضا، فلست أيضا في منجاة من الفتنة..
فأنت بين أمن مفقود وتهديد قائم دائم.. وبين جمهور يتهيأ لك منه أحيانا أنه يحميك ويحفظك ويفديك، وهذا وهم وسراب.. وما أسرع انقشاع الناس إذا بطشت بك يد السلطة!!
لعل تسعة أعشار العافية ألا تكون ناجحا ولا مشهورا.. وصدق تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}
وتلك قاعدة عامة، ولكنها في بلادنا المنكوبة أشد.. فحتى إن نجحت في المال، فإنك ترى السلطة تسرع إليك تريد أن تقاسمك فيه: رغبا أو رهبا، فإما أذعنت ورضيت وصرت تطلب الغنى بالباطل وتشارك السلطة في الإثم والجريمة. وإما تعرضت للنكبة والفقر وبطش السلطة من جديد!!
وذا اختبار لا يقوم له إلا الرجال أهل العزيمة..
ليت المهووسين بالشهرة والساعين إليها يعرفون أنهم يُقدمون على اختبارات عظيمة، مُهْلِكة، شديدة.. فيقنعون أن يكونوا من أوساط الناس!!
وصدق رسول الله: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت؟!!..
فما أسعد أهل الكفاية بما هم فيه، وما أعظم نعمة أهل القناعة بالرضا الذي هم عليه!
أريد أن ألفت النظر، نظر الجميع إلى أن الإنسان دائما في ابتلاء واختبار وتعب، قال تعالى {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، {خلق السموات والأرض ليبلوكم أيكم أحسن عملا}..
والابتلاء يكون بالشر ويكون بالخير..
{جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا}
{ونبلوكم بالشر والخير فتنة، وإلينا ترجعون}
وفي عصر مواقع التواصل هذا، وما بلغه الحال من هوس التأثير والشهرة والانتشار، يجب أن تعرف عزيزي القارئ أن من أشد البلاء أن تكون مشهورا، أو ما يُقال له "مؤثر"!!
لقد كانت هذه الفتنة قديما قاصرة على المشاهير في التمثيل والغناء والكرة، والمشاهير في الكتابة والخطابة والعلم والفقه.. ولكنها في عصر التواصل الاجتماعي هذا تمددت بوحشية وبسرعة لتشمل الجميع..
ها نحن نرى جميعا كيف سقط كثيرون في اختبار "المال" و"الشهرة".. فجعلوا حياتهم عرضة للجماهير، حتى استعمل الرجال زوجاتهن في الاستعراض لكسب المتابعات والإعجابات والأموال، واستعملت النساء أنفسهن في ذلك.. وانحدر الجميع -كلٌّ بحسب ما استطاع من الانحدار- ليجمع المال في سوق المنافسة الرهيب..
المال والشهرة فتنة.. ومن الخير أن تكون إنسانا عاديا غير مشهور ولا معروف.. فإن هذا يرفع عنك كثيرا من أنواع الابتلاءات والمحن والفتن..
أما المشهور المعروف الذي وجد عند الناس رواجا، فسرعان ما يأتيه ذووا المال والسلطان ليستعملوه في أغراضهم.. وذلك والله امتحان رهيب، لا يصبر له إلا من عصمه الله وحفظه!
فمن ذوي الأموال والسلاطين من ينهبك ويحبسك ويظلمك إن لم تكن له ومعه.. ومنهم من يغريك ويغدق عليك حتى تذوق حلاوة القرب واللذة.. وهذا الثاني أخطر من الأول وأشدهم في الفتنة.. وإن كانت الفتنة في كليهما خطرة!
ويستوي في هذه الفتن: الراقصة والممثلة والمغني مع الفقيه والمفكر والخبير.. إن السيطرة على الناس وحيازتهم من ضرورات السلطة، فمن كان فيهم مسموعا كان لا بد من استعماله.. سواء في هذا أكان تأثيره بالحق أم بالباطل، بالخير أم بالشر، وسواء أكان يخاطب عقولهم أو يداعب غرائزهم!!
فإذا مضيتَ في طريق تكرهه الملوك والسلاطين، وصرت بذلك مسموع الصوت أيضا، فلست أيضا في منجاة من الفتنة..
فأنت بين أمن مفقود وتهديد قائم دائم.. وبين جمهور يتهيأ لك منه أحيانا أنه يحميك ويحفظك ويفديك، وهذا وهم وسراب.. وما أسرع انقشاع الناس إذا بطشت بك يد السلطة!!
لعل تسعة أعشار العافية ألا تكون ناجحا ولا مشهورا.. وصدق تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}
وتلك قاعدة عامة، ولكنها في بلادنا المنكوبة أشد.. فحتى إن نجحت في المال، فإنك ترى السلطة تسرع إليك تريد أن تقاسمك فيه: رغبا أو رهبا، فإما أذعنت ورضيت وصرت تطلب الغنى بالباطل وتشارك السلطة في الإثم والجريمة. وإما تعرضت للنكبة والفقر وبطش السلطة من جديد!!
وذا اختبار لا يقوم له إلا الرجال أهل العزيمة..
ليت المهووسين بالشهرة والساعين إليها يعرفون أنهم يُقدمون على اختبارات عظيمة، مُهْلِكة، شديدة.. فيقنعون أن يكونوا من أوساط الناس!!
وصدق رسول الله: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت؟!!..
فما أسعد أهل الكفاية بما هم فيه، وما أعظم نعمة أهل القناعة بالرضا الذي هم عليه!
لوددت أن لو كان كل رؤساء أمريكا -بل كل رؤساء أعدائنا- مثل ترمب، وكل سفرائهم مثل توم باراك، وكل وزراء حربهم مثل بيت هيجسيث!!
إننا نقطع أميالا وأشواطا على طريق الوعي والنقاش في بيئاتنا المنكوبة بمثقفيها ونخبتها.. إنهم يدمرون بكل سرعة وبساطة وتلقائية الثوابت الراسخة التي جعلت كثيرا من "مفكرينا ومثقفينا" يقضون أعمارهم في مشاريع كبرى مثل: "تجديد الإسلام" و"إصلاح العقل العربي" و"تطوير الخطاب الديني"... إلخ!!
لقد استهلك الخداع الغربي الزائف في قضايا الديمقراطية والدولة والدين والسياسة والتقدم نحو مائة عام من مجهودنا الفكري والثقافي.. وانخدع بهم الكثيرون، فمنهم من ألحد ومنهم من تعلمن ومنهم من وقف على رؤوسنا يطالبنا بتنقية التراث وإعادة النظر في الفقه وأصوله وفي أحكام الشريعة.. إلخ!
الحمد لله أن بعث فيهم قوما ينزعون عن وجوههم زيف الغرب وقوانينه ومؤسساته وقيمه..
والصنم إذا تكسَّر لن يمكن نصبه من جديد!!
إننا نقطع أميالا وأشواطا على طريق الوعي والنقاش في بيئاتنا المنكوبة بمثقفيها ونخبتها.. إنهم يدمرون بكل سرعة وبساطة وتلقائية الثوابت الراسخة التي جعلت كثيرا من "مفكرينا ومثقفينا" يقضون أعمارهم في مشاريع كبرى مثل: "تجديد الإسلام" و"إصلاح العقل العربي" و"تطوير الخطاب الديني"... إلخ!!
لقد استهلك الخداع الغربي الزائف في قضايا الديمقراطية والدولة والدين والسياسة والتقدم نحو مائة عام من مجهودنا الفكري والثقافي.. وانخدع بهم الكثيرون، فمنهم من ألحد ومنهم من تعلمن ومنهم من وقف على رؤوسنا يطالبنا بتنقية التراث وإعادة النظر في الفقه وأصوله وفي أحكام الشريعة.. إلخ!
الحمد لله أن بعث فيهم قوما ينزعون عن وجوههم زيف الغرب وقوانينه ومؤسساته وقيمه..
والصنم إذا تكسَّر لن يمكن نصبه من جديد!!
لا ريب أن الدخول في معركة مع "الأحمق المدجج بالسلاح" يكون أمرا صعبا، لكن الانتصار فيها أكبر بكثير من دخول نفس المعركة مع "الذكي المدجج بنفس السلاح"!!
والواقع أن لدينا في أمريكا رئيسا غبيا جدا، وهذا من فضل الله على الجميع، ومهووسا بالتاريخ وبأن يضع اسمه في سجل الأذكياء، والجميع يغازلونه بالباطل لمعرفتهم بهذا الطبع فيه!!
ما كان يتصور أحدٌ أن يبلغ الغرور والسفه بأحدهم أن يقف ليقول: الآن أستطيع تحقيق السلام الأبدي في المنطقة التي تعاني من المشكلة منذ آلاف السنين!!
وكيف سولت له نفسه ذلك.. شكَّل مجلسا سماه مجلس السلام، ووضع من رأسه خطة استسلام، ويعتمد على قوته المسلحة، وعلى صنائعه الخائفين منهم والخونة!!
ما هذا المستوى من السفه والحماقة؟!!
ألا يوجد من يهمس في أذن هذا البليد أن الحركة لو استسلمت فعلا ونزعت سلاحها، لما انتهت المشكلة ولما جاء السلام، بل سيخرج غيرها ليواصل المهمة؟!.. إن المشكلة ذات الجذور البعيدة المتعلقة بمقدسات وأديان وظروف سياسية واجتماعية متشابكة، هي بطبيعتها أكبر من استسلام فصيل أو استمساكه!!
ألم يفكر هذا الغبي البليد أن لو كان الحل في مجلس سلام وخطة استسلام لكان قد فعلها من كانوا قبله، وكانوا أشد منه قوة وأكثر جمعا، وكنا نحن أقل قوة بكثير من هذه اللحظة؟!!
الإمبراطورية الأمريكية تدمّر نفسها.. وهذا من فضل الله على الجميع.. غير أننا سنعاني، ونتألم!!
لكن يجب أن يكون واضحا.. إنها معاناة من يعارك أحمقا غبيا مسلحا.. وهي في كل الأحوال أهون من معاركة الذكي البارع المسلح أيضا!!
ويبقى أصل معاناتنا وجوهرها وقطب رحاها في أولئك الخونة الذين يملكون رقابنا قهرا وقسرا، ويفرطون في بلادنا ومصالحنا ويوافقون الغبي والذكي على ما يفعل بنا وفينا!!.. لعنهم الله ولعن من يدعم أنظمتهم!
والواقع أن لدينا في أمريكا رئيسا غبيا جدا، وهذا من فضل الله على الجميع، ومهووسا بالتاريخ وبأن يضع اسمه في سجل الأذكياء، والجميع يغازلونه بالباطل لمعرفتهم بهذا الطبع فيه!!
ما كان يتصور أحدٌ أن يبلغ الغرور والسفه بأحدهم أن يقف ليقول: الآن أستطيع تحقيق السلام الأبدي في المنطقة التي تعاني من المشكلة منذ آلاف السنين!!
وكيف سولت له نفسه ذلك.. شكَّل مجلسا سماه مجلس السلام، ووضع من رأسه خطة استسلام، ويعتمد على قوته المسلحة، وعلى صنائعه الخائفين منهم والخونة!!
ما هذا المستوى من السفه والحماقة؟!!
ألا يوجد من يهمس في أذن هذا البليد أن الحركة لو استسلمت فعلا ونزعت سلاحها، لما انتهت المشكلة ولما جاء السلام، بل سيخرج غيرها ليواصل المهمة؟!.. إن المشكلة ذات الجذور البعيدة المتعلقة بمقدسات وأديان وظروف سياسية واجتماعية متشابكة، هي بطبيعتها أكبر من استسلام فصيل أو استمساكه!!
ألم يفكر هذا الغبي البليد أن لو كان الحل في مجلس سلام وخطة استسلام لكان قد فعلها من كانوا قبله، وكانوا أشد منه قوة وأكثر جمعا، وكنا نحن أقل قوة بكثير من هذه اللحظة؟!!
الإمبراطورية الأمريكية تدمّر نفسها.. وهذا من فضل الله على الجميع.. غير أننا سنعاني، ونتألم!!
لكن يجب أن يكون واضحا.. إنها معاناة من يعارك أحمقا غبيا مسلحا.. وهي في كل الأحوال أهون من معاركة الذكي البارع المسلح أيضا!!
ويبقى أصل معاناتنا وجوهرها وقطب رحاها في أولئك الخونة الذين يملكون رقابنا قهرا وقسرا، ويفرطون في بلادنا ومصالحنا ويوافقون الغبي والذكي على ما يفعل بنا وفينا!!.. لعنهم الله ولعن من يدعم أنظمتهم!
Forwarded from مؤلفات محمد إلهامي
تفضل علي الإخوة الكرام في "مركز مطالعات اسلامي بينش" ( www.tg-me.com/bineshcc/1068 ) بترجمة كتابي "خلاصة قصة فلسطين" إلى اللغة الفارسية.. فجزاهم الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتهم.
وبهذا يكون الكتاب متاحا في سبع لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والإندونيسية والأوردية والألمانية والفارسية..
وهذا من فضل الله تعالى على عبده الفقير.. أسأل الله أن يجعل ذلك عملا خالصا لوجهه الكريم، وأن يجزي عني إخواني المترجمين خير الجزاء، فإنهم بادروا من تلقاء أنفسهم ثم تطوعوا لترجمة الكتاب، وبدون معرفة سابقة.. فلا يكافئهم على عملهم هذا إلا الله.
ثم يبقى على أحبابنا المتابعين واجب بث هذا الخير ونشره، فإن الدال على الخير كفاعله.
لتحميل النسخة الفارسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/106
النسخة العربية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/48
النسخة الإنجليزية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/58
النسخة الفرنسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/71
النسخة الإندونيسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/68
النسخة الأوردية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/85
النسخة الألمانية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/96
ولمن يفضل النسخة الورقية:
النسخة العربية | مكتبة وسم | اسطنبول | 00905511638225
النسخة الإنجليزية | https://www.historyrevival.com/product-page/palestine-a-short-history
وبهذا يكون الكتاب متاحا في سبع لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والإندونيسية والأوردية والألمانية والفارسية..
وهذا من فضل الله تعالى على عبده الفقير.. أسأل الله أن يجعل ذلك عملا خالصا لوجهه الكريم، وأن يجزي عني إخواني المترجمين خير الجزاء، فإنهم بادروا من تلقاء أنفسهم ثم تطوعوا لترجمة الكتاب، وبدون معرفة سابقة.. فلا يكافئهم على عملهم هذا إلا الله.
ثم يبقى على أحبابنا المتابعين واجب بث هذا الخير ونشره، فإن الدال على الخير كفاعله.
لتحميل النسخة الفارسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/106
النسخة العربية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/48
النسخة الإنجليزية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/58
النسخة الفرنسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/71
النسخة الإندونيسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/68
النسخة الأوردية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/85
النسخة الألمانية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/96
ولمن يفضل النسخة الورقية:
النسخة العربية | مكتبة وسم | اسطنبول | 00905511638225
النسخة الإنجليزية | https://www.historyrevival.com/product-page/palestine-a-short-history
لا يختلف عاقلان على أن ما طرحه ترمب هو خطة استسلام مهينة ومذلة، وفوق الإذلال والإهانة فهي بلا ضمانات أيضا..
والذين يقبلون بها نوعان:
1. نوعٌ صارت نفسه لا تتحمل التكلفة الهائلة، فهو يريد أي شيء لإنهاء الحرب.. وهذا سيكتشف بعد قليل أنه كالمستجير من الرمضاء بالنار. وأنه لم يفعل سوى الهروب من لسعة الحر ليلقي بنفسه في أتون اللهب!
وهؤلاء نسأل الله لنا ولهم الهداية والبصيرة، وأن يلهمنا وإياهم الثبات والحزم وأن يغلب العقل العاطفة!
ولا أدري كيف يكون حالي لو أني في غزة الآن، فلعلي كنتُ منهم.. والمرء في المحنة وتحت سطوة الألم يتغير عقله، وصدق القائل:
يُقضى على المرء في أيام محنته .. حتى يرى حَسَنًا ما ليس بالحسن
2. ونوعٌ هو بوقٌ لمن يدفع له، فهو ينطق عنه، وسواءٌ أكان المنطوق عنه من أولئك الخونة الذين هم سبب أصلي في النكبة التي وصلنا إليها، أو كان من أولئك الخائفين العاجزين المرتعشين.. فالمنتهى واحد!!
وذلك أن الكتاب والمحللين وسائر من سواهم لا قيمة لهم في الواقع، ولا يملكون تحريك مقاتل ولا سحبه!!
إنما غاية ما عندهم أن يُشَكِّلوا دعما أو ضغطا معنويا على الفاعلين.. وغاية ما يُفهم من مواقفهم أن تُعرف حقيقة مواقف أسيادهم من ورائهم!
ومن كان منهم يؤمن بالله واليوم الآخر، فإنه يقول خيرا أو يصمت.. والخير هنا هو ما يقوله رجال الشأن والميدان!!
على أن المخيف حقا هو ما قد يكون جرى ويجري من الضغط والتقسيم على وفد التفاوض، ليطاح بأهل الصلابة ويؤتى بمن يرُتِّب له أن يقبل هذه الخطة، ويستسلم لها! فمن المستحيل -وأقول هذا من موقعي كمتابع، وليست عندي معلومات- أن تجري هذه الطبخة كلها، عبر كل هذه الأطراف، ثم لا يُرَتَّب كيف يُضْغَط على وفد الحركة وكيف يشق صفها ليتحقق الاستسلام لهذه الخطة كما يراد لها.
إن الانسحاب والتنازل قد يقع من القائد القوي الصادق المخلص، كما قد يقع من الضعيف المتراخي المحبط.. وربما يشتبه الفعل الواحد من كليهما، وما بين غرضيهما كما بين المشرق والمغرب.
فالمعركة في حقيقتها حرب إرادة وصبر، فالنصر صبر ساعة، وقد حفل القرآن بالأمر بالصبر والمصابرة والمثابرة، حتى مع وقوع الزلزلة والشدة والمحنة..
وكم في التاريخ من ساعات صبر كانت ثمرتها حاسمة لمائة سنة أو لمئات السنين..
فالخلاصة: من لم يكن يملك أن يدعم أهل الميدان بشيء، فليصمت عن كلام يضغط على معنوياتهم ويأكل من رصيد صبرهم وصلابتهم وطاقتهم.. وليكثر من الدعاء لهم {عسى الله أن يكفّ بأس الذين كفروا، والله أشدّ بأسا وأشدّ تنكيلا}
والذين يقبلون بها نوعان:
1. نوعٌ صارت نفسه لا تتحمل التكلفة الهائلة، فهو يريد أي شيء لإنهاء الحرب.. وهذا سيكتشف بعد قليل أنه كالمستجير من الرمضاء بالنار. وأنه لم يفعل سوى الهروب من لسعة الحر ليلقي بنفسه في أتون اللهب!
وهؤلاء نسأل الله لنا ولهم الهداية والبصيرة، وأن يلهمنا وإياهم الثبات والحزم وأن يغلب العقل العاطفة!
ولا أدري كيف يكون حالي لو أني في غزة الآن، فلعلي كنتُ منهم.. والمرء في المحنة وتحت سطوة الألم يتغير عقله، وصدق القائل:
يُقضى على المرء في أيام محنته .. حتى يرى حَسَنًا ما ليس بالحسن
2. ونوعٌ هو بوقٌ لمن يدفع له، فهو ينطق عنه، وسواءٌ أكان المنطوق عنه من أولئك الخونة الذين هم سبب أصلي في النكبة التي وصلنا إليها، أو كان من أولئك الخائفين العاجزين المرتعشين.. فالمنتهى واحد!!
وذلك أن الكتاب والمحللين وسائر من سواهم لا قيمة لهم في الواقع، ولا يملكون تحريك مقاتل ولا سحبه!!
إنما غاية ما عندهم أن يُشَكِّلوا دعما أو ضغطا معنويا على الفاعلين.. وغاية ما يُفهم من مواقفهم أن تُعرف حقيقة مواقف أسيادهم من ورائهم!
ومن كان منهم يؤمن بالله واليوم الآخر، فإنه يقول خيرا أو يصمت.. والخير هنا هو ما يقوله رجال الشأن والميدان!!
على أن المخيف حقا هو ما قد يكون جرى ويجري من الضغط والتقسيم على وفد التفاوض، ليطاح بأهل الصلابة ويؤتى بمن يرُتِّب له أن يقبل هذه الخطة، ويستسلم لها! فمن المستحيل -وأقول هذا من موقعي كمتابع، وليست عندي معلومات- أن تجري هذه الطبخة كلها، عبر كل هذه الأطراف، ثم لا يُرَتَّب كيف يُضْغَط على وفد الحركة وكيف يشق صفها ليتحقق الاستسلام لهذه الخطة كما يراد لها.
إن الانسحاب والتنازل قد يقع من القائد القوي الصادق المخلص، كما قد يقع من الضعيف المتراخي المحبط.. وربما يشتبه الفعل الواحد من كليهما، وما بين غرضيهما كما بين المشرق والمغرب.
فالمعركة في حقيقتها حرب إرادة وصبر، فالنصر صبر ساعة، وقد حفل القرآن بالأمر بالصبر والمصابرة والمثابرة، حتى مع وقوع الزلزلة والشدة والمحنة..
وكم في التاريخ من ساعات صبر كانت ثمرتها حاسمة لمائة سنة أو لمئات السنين..
فالخلاصة: من لم يكن يملك أن يدعم أهل الميدان بشيء، فليصمت عن كلام يضغط على معنوياتهم ويأكل من رصيد صبرهم وصلابتهم وطاقتهم.. وليكثر من الدعاء لهم {عسى الله أن يكفّ بأس الذين كفروا، والله أشدّ بأسا وأشدّ تنكيلا}
Forwarded from مؤلفات محمد إلهامي
تفضل علي الإخوة الكرام في مركز "آستانة" في كردستان العراق، بترجمة كتاب "خلاصة قصة فلسطين" إلى اللغة الكردية.
فجزاهم الله عني خير الجزاء
والكتاب متوفر في نسخته الورقية، وهو موجود في معرض السليمانية للكتاب القائم حاليا.
وحين تتوفر نسخته الإلكترونية سأرفعها هنا إن شاء الله.
وبذلك يتم فضل الله على عبده الفقير، ويكون كتاب "خلاصة قصة فلسطين" متاحا في ثمان لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والأوردية والإندونيسية والكردية.
فجزاهم الله عني خير الجزاء
والكتاب متوفر في نسخته الورقية، وهو موجود في معرض السليمانية للكتاب القائم حاليا.
وحين تتوفر نسخته الإلكترونية سأرفعها هنا إن شاء الله.
وبذلك يتم فضل الله على عبده الفقير، ويكون كتاب "خلاصة قصة فلسطين" متاحا في ثمان لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والأوردية والإندونيسية والكردية.
"خطة ترامب فُصِّلت لتُرفض؛ لأن هدفها ليس إنهاء الحرب؛ بل إنقاذ الكيان من العزلة الدولية التي بلغت مبلغ الإجماع الدولي، ومن فقه الفريق المفاوض رفضها فورًا قبل تزايد فرص تسويقها، فكل دقيقة تمضي في دراستها تعد تماهيًا مع أهداف الخطة، {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط}"
عبارة رأيتها على حساب صديق غزي كريم
عبارة رأيتها على حساب صديق غزي كريم
"الآن العالم كله، بما فيه العالم العربي والإسلامي يضغط على حماس لقبول الشروط التي وضعناها"
بنيامين نتنياهو
29 سبتمبر 2025
بعد أن قتل 66 ألفا، وأصاب 166 ألفا، وحاصر 2.5 مليون غزي
هذه العبارة ستكون تلخيصا ممتازا لتاريخ الحقبة الحالية، وعارا لاصقا يلطخ جباه الحكام الذين وافقوا على خطة ترمب.
عبارة مكثفة، تختصر الحال والحل معا!!
بنيامين نتنياهو
29 سبتمبر 2025
بعد أن قتل 66 ألفا، وأصاب 166 ألفا، وحاصر 2.5 مليون غزي
هذه العبارة ستكون تلخيصا ممتازا لتاريخ الحقبة الحالية، وعارا لاصقا يلطخ جباه الحكام الذين وافقوا على خطة ترمب.
عبارة مكثفة، تختصر الحال والحل معا!!
إن الجيل الحالي (يسمونه: جيل Z) أحسن حظا من جيلنا في بعض الأمور..
جيلنا الذي نشأ في الاستضعاف المُذِلّ (يسمّونه: الاستقرار) تشرب الخوف واليأس والإحباط، وتشرب معه -بكل أسف- نسخة مُدَجَّنةً من الدين.. حتى صار المتدين في حالات عديدة نموذجا للمستسلم المستكين!!
فلما جاء الربيع العربي، ثم جاءت موجة السفاحين الجبابرة التي ضربت الشعوب، وحرصت الأنظمة على إنشاء أجيال بلا دين، الدين عنها ممنوع، بينما أسباب الإلحاد والإباحية والتفاهة مسموحة ومنتشرة.. كانت النتيجة جيلا فيه جهل كثير بالدين.. وقد كان لهذا وجهٌ حسن.. فالجيل الذي لم يتشرب الدين المدجَّن، صار يتعامل في الأمور بفطرته.. فطرته السليمة.. فطرته الخشنة!!
لقد تخوَّف الطغاة من أن نسخة الدين المدجَّن التي كانت متوفرة، كانت تقود بعض الناس إلى الدين الصحيح الثائر المكافح.. فكان من حسن حظ هذه الأجيال أنها مُنِعت عن رافد الدين المدجَّن الاستسلامي، الذي لا يفلسف لها الذلة والخنوع ويسبغ عليها كلمات الصبر والحكمة والانتظار والتربية المديدة والمشاريع الإصلاحية الطويلة المتدرجة البطيئة... إلخ!!
لو كان الاختيار والسؤال، أيهما أفضل: قوم متدينون في حال ذلة واستضعاف، أم قوم لا يعرفون الدين في حال فطرة سليمة.. لكان الجواب بلا ريب هو الثاني!
الدين قادر على تهذيب خشونات الفطرة السليمة، وقادر على بث الطاقة فيها وإلهابها وتوجيهها الوجهة الصحيحة.. ولكنه غير قادر على رفع ناس انطبعوا على الذل والمهانة والاستضعاف!
ولدينا في هذا مثالان واضحان ساطعان:
المثال الأول:
بنو إسرائيل المنطبعين على الذل والاستضعاف لم يستطع موسى نفسه -أحد أعظم قادة البشر عبر كل التاريخ، فهو من أولي العزم من الرسل- أن يستثير فيهم حمية الجهاد، مع أنهم رأوا المعجزة العظمى بهلاك فرعون.. لكنهم خافوا مقاتلة القوم الجبارين حتى مع أن الله وعدهم بالنصر!!
فتأمل في حال قوم درجوا في الذلة والاستضعاف، عندهم كل أسباب الثورة ولم يثوروا، كانت تقتل أبناؤهم بقرارات رسمية فيستسلمون لذلك، جاءهم قائد مخلص عظيم من أفضل 5 قادة في تاريخ البشر، شاهدوا المعجزة العظمى في نجاتهم وهلاك فرعون، معهم وعد من الله بالنصر..
بعد ذلك قالوا {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}
وأما المثال الثاني:
فالعرب الذين بعث الله فيهم نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم.. كان من أبرز مزايا العرب أنهم كانو أعزة لم ينطبعوا على الذل ولم يخضعوا للملوك.. بل كانوا يأنفون من مجرد التسلط عليهم.. فكانوا يفخرون بقتل الملوك وأنهم لا تتسلط عليهم الملوك
وأيام لنا غر طوال .. عصينا الملك فيها أن ندينا
من عهد عاد كان معروفا لنا .. أسر الملوك وقتلها وقتالها
فجاءهم الدين، فهذب أخلاقهم وطباعهم، وشذَّب نوافر نفوسهم، واستخرج طاقتهم التي كانت تذهب في الباطل لتكون في سبيل الحق.. فكانوا أعجب عجائب التاريخ، وكانت فتوحاتهم معجزة تاريخية..
ولهذا، فالمرء يستبشر بهذا الجيل الذي نشأ حديثا تحت حكم السفاحين.. والذي لم تكبته مناهج استسلامية مصبوغة بالدين..
ومن يدري، لعل هذا من معاني قوله تعالى {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم}
جيلنا الذي نشأ في الاستضعاف المُذِلّ (يسمّونه: الاستقرار) تشرب الخوف واليأس والإحباط، وتشرب معه -بكل أسف- نسخة مُدَجَّنةً من الدين.. حتى صار المتدين في حالات عديدة نموذجا للمستسلم المستكين!!
فلما جاء الربيع العربي، ثم جاءت موجة السفاحين الجبابرة التي ضربت الشعوب، وحرصت الأنظمة على إنشاء أجيال بلا دين، الدين عنها ممنوع، بينما أسباب الإلحاد والإباحية والتفاهة مسموحة ومنتشرة.. كانت النتيجة جيلا فيه جهل كثير بالدين.. وقد كان لهذا وجهٌ حسن.. فالجيل الذي لم يتشرب الدين المدجَّن، صار يتعامل في الأمور بفطرته.. فطرته السليمة.. فطرته الخشنة!!
لقد تخوَّف الطغاة من أن نسخة الدين المدجَّن التي كانت متوفرة، كانت تقود بعض الناس إلى الدين الصحيح الثائر المكافح.. فكان من حسن حظ هذه الأجيال أنها مُنِعت عن رافد الدين المدجَّن الاستسلامي، الذي لا يفلسف لها الذلة والخنوع ويسبغ عليها كلمات الصبر والحكمة والانتظار والتربية المديدة والمشاريع الإصلاحية الطويلة المتدرجة البطيئة... إلخ!!
لو كان الاختيار والسؤال، أيهما أفضل: قوم متدينون في حال ذلة واستضعاف، أم قوم لا يعرفون الدين في حال فطرة سليمة.. لكان الجواب بلا ريب هو الثاني!
الدين قادر على تهذيب خشونات الفطرة السليمة، وقادر على بث الطاقة فيها وإلهابها وتوجيهها الوجهة الصحيحة.. ولكنه غير قادر على رفع ناس انطبعوا على الذل والمهانة والاستضعاف!
ولدينا في هذا مثالان واضحان ساطعان:
المثال الأول:
بنو إسرائيل المنطبعين على الذل والاستضعاف لم يستطع موسى نفسه -أحد أعظم قادة البشر عبر كل التاريخ، فهو من أولي العزم من الرسل- أن يستثير فيهم حمية الجهاد، مع أنهم رأوا المعجزة العظمى بهلاك فرعون.. لكنهم خافوا مقاتلة القوم الجبارين حتى مع أن الله وعدهم بالنصر!!
فتأمل في حال قوم درجوا في الذلة والاستضعاف، عندهم كل أسباب الثورة ولم يثوروا، كانت تقتل أبناؤهم بقرارات رسمية فيستسلمون لذلك، جاءهم قائد مخلص عظيم من أفضل 5 قادة في تاريخ البشر، شاهدوا المعجزة العظمى في نجاتهم وهلاك فرعون، معهم وعد من الله بالنصر..
بعد ذلك قالوا {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}
وأما المثال الثاني:
فالعرب الذين بعث الله فيهم نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم.. كان من أبرز مزايا العرب أنهم كانو أعزة لم ينطبعوا على الذل ولم يخضعوا للملوك.. بل كانوا يأنفون من مجرد التسلط عليهم.. فكانوا يفخرون بقتل الملوك وأنهم لا تتسلط عليهم الملوك
وأيام لنا غر طوال .. عصينا الملك فيها أن ندينا
من عهد عاد كان معروفا لنا .. أسر الملوك وقتلها وقتالها
فجاءهم الدين، فهذب أخلاقهم وطباعهم، وشذَّب نوافر نفوسهم، واستخرج طاقتهم التي كانت تذهب في الباطل لتكون في سبيل الحق.. فكانوا أعجب عجائب التاريخ، وكانت فتوحاتهم معجزة تاريخية..
ولهذا، فالمرء يستبشر بهذا الجيل الذي نشأ حديثا تحت حكم السفاحين.. والذي لم تكبته مناهج استسلامية مصبوغة بالدين..
ومن يدري، لعل هذا من معاني قوله تعالى {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم}
بفضل الله تعالى، صدر العدد الجديد (41) من مجلة أنصار النبي ﷺ، في الذكرى الثانية للطوفان المبارك، ومع اقتراب أسطول الصمود الكبير من شواطئ غزة..
مع تمنياتنا بقراءة مفيدة.
لتحميل العدد: www.tg-me.com/ansarmagazine/4783
مع تمنياتنا بقراءة مفيدة.
لتحميل العدد: www.tg-me.com/ansarmagazine/4783
Forwarded from مؤلفات محمد إلهامي
إلى أهلنا وأحبابنا في كردستان العراق..
بعض كتب أخيكم موجودة في
#معرض_السليمانية_الدولي_للكتاب (من 3 إلى 13 أكتوبر)
تجدونها في:
1. جناح ديوان الشناقطة B5
خلاصة تاريخ الإسلام (3 مجلدات)
في أروقة التاريخ (5 مجلدات)
2. مركز آستانة
خلاصة قصة فلسطين - مترجم إلى اللغة الكردية
بعض كتب أخيكم موجودة في
#معرض_السليمانية_الدولي_للكتاب (من 3 إلى 13 أكتوبر)
تجدونها في:
1. جناح ديوان الشناقطة B5
خلاصة تاريخ الإسلام (3 مجلدات)
في أروقة التاريخ (5 مجلدات)
2. مركز آستانة
خلاصة قصة فلسطين - مترجم إلى اللغة الكردية
100 سؤال في التاريخ | 43. رحلة العثمانيين نحو انتصارهم الأعظم: فتح القسطنطينية | محمد إلهامي
الأسئلة التي أُجيبَ عنها في هذه الحلقة:
73. كيف سار العثمانيون نحو فتح القسطنطينية؟ ولماذا يعد فتحها لحظة فارقة ونقطة تحول في التاريخ الإنساني كله؟!
https://youtu.be/qtAo9U3qA0g
الأسئلة التي أُجيبَ عنها في هذه الحلقة:
73. كيف سار العثمانيون نحو فتح القسطنطينية؟ ولماذا يعد فتحها لحظة فارقة ونقطة تحول في التاريخ الإنساني كله؟!
https://youtu.be/qtAo9U3qA0g
YouTube
لماذا كان فتح القسطنطينية نقطة تحول كبرى في تاريخ العالم؟ | 100 سؤال في التاريخ | الحلقة 43
نتابع معكم في هذه الحلقة أسئلة المحور الثامن "الدولة العثمانية":
73. لماذا يُعدّ فتح القسطنطينية لحظة فارقة ونقطة تحول كبرى في التاريخ الإسلامي والغربي؟
أسئلة ملحّة مرتبطة بتاريخنا الإسلامي، تنتشر بين المجتمع، وتطرق عقولنا وقد لا نجد إجابة لها، يجيب عنها…
73. لماذا يُعدّ فتح القسطنطينية لحظة فارقة ونقطة تحول كبرى في التاريخ الإسلامي والغربي؟
أسئلة ملحّة مرتبطة بتاريخنا الإسلامي، تنتشر بين المجتمع، وتطرق عقولنا وقد لا نجد إجابة لها، يجيب عنها…
أتذكر حين كنتُ صغيرًا، وكانت تمرُّ بي الأحاديث التي تفيد أن من الذنوب ما لا ينتهي بموت صاحبه، بل يظل الذنب قائما طالما استمرّ عمله والاقتداء به..
مثل حديث: "ما من دم إلا ولابن آدم كفل منه، فإنه أول من سنّ القتل".. (ومعناه: أن ابن آدم الأول الذي قتل أخاه يحمل وزر كل قتل جرى في هذه الدنيا)!
أو حديث: "ومن سنَّ سنّة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".
كان الأمر مرعبا حقا.. أن يقترف المرء ذنبا، فيطول أثره أو يُقتدى به..
وكلما كبرنا قليلا تدرج فهمنا للحديث.. فصرنا نراه متجسدا في أمور أخرى..
هذا الفيلم -مثلا- الذي ماتت الممثلة فيه قبل أن أولد، ما زال يُعرض على الشاشات، ويشاهده الملايين، ويعاد بثه، ويكثر مشاهدوه.. لقد احتفظت التقنية بالذنب مُصَوَّرًا ومُسَجّلًا.. فصاحبته في قبرها، قد توقفت حسناتها بالموت، وما زالت سيئاتها تتراكم عليها في قبرها.. هي لا تتراكم بمعدل الواحد والاثنين بل بمعدلات مليونية، بحسب عدد المشاهدين والمفتونين في كل مرة!!
أمرٌ مرعب حقا.. بل لا يكاد الخيال يحيط به!
فالمرء في قبره أقصى ما يتمنى أن يرجع إلى الدنيا ليكتسب حسنة أو اثنتين، أو ليوصي بوصية يتخلص فيها من ظلم أو يقضي فيها دَيْنًا.. فكيف بهذه الممثلة أو بهذا الممثل الذي ينهمر عليه في قبره ملايين الذنوب؟!!
يا لحظ الراقصات والعاهرات قبل عصر الفيديو والكاميرا.. لقد كانت تنتهي ذنوبهم بموتهم.. ويا لتعس حظ أمثالهن بعد أن استطاعت تقنيات التسجيل أن تحتفظ بالذنب شاخصا ليتكرر عرضه!!
لما كبرنا قليلا.. فهمنا أن الأشد ذنبا من هؤلاء هم الحُكَّام.. أولئك الذين يصدرون القرار الواحد فيُظلم به الملايين، أو يتغير به مصير الملايين، أو يفتقر به الملايين.. وقد يأتي اللاحق فيتعلم من السابق ويضيف إليه.. فالحاكم الظالم لا تموت ذنوبه مهما مات.. بل تظل مظالمه حيّة وتظل آلامها فعالة في حياة الناس، إلى أن يشاء الله..
منهم من تستمر مظالم قرارته سنينا، أو عقودا، أو حتى قرونا..
وهذا مشهد مرعب أشد بكثير من المشهد السابق.. هنا الذنوب تنهمر على الحاكم في قبره، في كل يوم بالملايين.. بحسب ما ترك خلفه من آلام ومظالم ومآسي..
الآن.. في عصرنا هذا جاءتنا اثنتان من التقنيات معًا، فقلبت الموازين.. الهاتف المحمول ذو الكاميرات صار في يد الجميع.. ومواقع التواصل الاجتماعي التي صارت بيد الجميع أيضا!
وانفتح سوقٌ هائل من الإباحية.. أسرار البيوت وذنوبها المخفية صارت علانية.. بل صار أهلها يسارعون إليها.. يبتغون كثرة المشاهدات!! ويحرصون على زيادة الوصول!!
الأفراح التي كانت محدودة في البيوت والأسر.. صارت حفلات رقص علنية، تتناقلها المقاطع.. بل صارت مسابقات رقص وتعري وتفنن في الرقص والتعري..
ألا تدري الفتاة التي تعرَّت في فرح صاحبتها، أو في فرحها هي، أنها جمعت في ليلتها هذه آلاف الذنوب، بعدد ما سُدِّد إليها من نظرات.. ثم الله أعلم كم فتنت من الشباب الذين اختزنت صدورهم مشاهدها فصاروا يتمنونها في الفراش؟!!
ثم ألا تدري الفتاة.. أنها حين رقصت أمام هذه الهواتف المرفوعة، أنها ترسل ذنوبها إلى الأمصار والأقطار والأنحاء عبر كل هذه الكرة الأرضية؟!!
ثم ألا تدري الفتاة.. أنها بعد هذا كله ترسلها إلى ما لا نعلم من الأزمان والأجيال.. فلربما ظل هذا المقطع متداولا لمائة سنة قادمة.. يجمع معه مئات مليارات الذنوب؟!!
وأشد من هذه الفتاة وما فعلته بنفسها وأبيها وأمها وكل من له ولاية عليها.. ما يفعله هذا الذي يؤيد طاغية سفاحا مجرما.. وينصره بالقول والكتابة والصورة على مواقع التواصل!!
ألا يعلم هذا المفتون المأفون أنه يُهلك نفسه.. وأن كلمة منه تُبرر الظلم وتشرعنه وتستهين به قد تجمع له في سيئاته مظالم ملايين الناس.. فقد رضي بالظلم ودافع عنه فصار بذلك شريكا فيه!!
هذا الذي يعمل "لجنة إلكترونية".. سواء أكان يتقاضى على ذلك مالا أم لا.. ألا يفهم أنه يفتح على نفسه شلالا من الذنوب على قدر ما بقيت المظالم في الزمان، وعلى قدر ما أصابت من الناس؟!!
يا ناس.. ألا تؤمنون بأن الموت قادم، وأن الدار الآخرة حق؟!!
إن كتاب المرء لا يغادر صغيرة ولا كبيرة..
{وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها، وكفى بنا حاسبين}
{يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل، فتكن في صخرة، أو في السماء، أو في الأرض، يأت بها الله}
فكيف يستهين الواحد أن يقف موقفا ينصر فيه باطلا، أو يثني فيه على منكر.. سواء أكان هذا المنكر تعليقا يثني بها على فتاة تعرت ورقصت، أو كان ثناء على حاكم يظلم ويطغى؟!!
هذه ليس مجرد ذنوب.. إنها من نوع الذنوب المستمرة.. الذنوب التي لا تنقطع بالموت.. الذنوب التي تتراكم على المرء في قبره حتى تقوم عليه الساعة..
لا بد من حملات كثيرة كثيرة كثيرة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحذير الناس من الاستهانة بهذه الأمور.. فهي هلاك الدنيا وخراب الآخرة!!
مثل حديث: "ما من دم إلا ولابن آدم كفل منه، فإنه أول من سنّ القتل".. (ومعناه: أن ابن آدم الأول الذي قتل أخاه يحمل وزر كل قتل جرى في هذه الدنيا)!
أو حديث: "ومن سنَّ سنّة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".
كان الأمر مرعبا حقا.. أن يقترف المرء ذنبا، فيطول أثره أو يُقتدى به..
وكلما كبرنا قليلا تدرج فهمنا للحديث.. فصرنا نراه متجسدا في أمور أخرى..
هذا الفيلم -مثلا- الذي ماتت الممثلة فيه قبل أن أولد، ما زال يُعرض على الشاشات، ويشاهده الملايين، ويعاد بثه، ويكثر مشاهدوه.. لقد احتفظت التقنية بالذنب مُصَوَّرًا ومُسَجّلًا.. فصاحبته في قبرها، قد توقفت حسناتها بالموت، وما زالت سيئاتها تتراكم عليها في قبرها.. هي لا تتراكم بمعدل الواحد والاثنين بل بمعدلات مليونية، بحسب عدد المشاهدين والمفتونين في كل مرة!!
أمرٌ مرعب حقا.. بل لا يكاد الخيال يحيط به!
فالمرء في قبره أقصى ما يتمنى أن يرجع إلى الدنيا ليكتسب حسنة أو اثنتين، أو ليوصي بوصية يتخلص فيها من ظلم أو يقضي فيها دَيْنًا.. فكيف بهذه الممثلة أو بهذا الممثل الذي ينهمر عليه في قبره ملايين الذنوب؟!!
يا لحظ الراقصات والعاهرات قبل عصر الفيديو والكاميرا.. لقد كانت تنتهي ذنوبهم بموتهم.. ويا لتعس حظ أمثالهن بعد أن استطاعت تقنيات التسجيل أن تحتفظ بالذنب شاخصا ليتكرر عرضه!!
لما كبرنا قليلا.. فهمنا أن الأشد ذنبا من هؤلاء هم الحُكَّام.. أولئك الذين يصدرون القرار الواحد فيُظلم به الملايين، أو يتغير به مصير الملايين، أو يفتقر به الملايين.. وقد يأتي اللاحق فيتعلم من السابق ويضيف إليه.. فالحاكم الظالم لا تموت ذنوبه مهما مات.. بل تظل مظالمه حيّة وتظل آلامها فعالة في حياة الناس، إلى أن يشاء الله..
منهم من تستمر مظالم قرارته سنينا، أو عقودا، أو حتى قرونا..
وهذا مشهد مرعب أشد بكثير من المشهد السابق.. هنا الذنوب تنهمر على الحاكم في قبره، في كل يوم بالملايين.. بحسب ما ترك خلفه من آلام ومظالم ومآسي..
الآن.. في عصرنا هذا جاءتنا اثنتان من التقنيات معًا، فقلبت الموازين.. الهاتف المحمول ذو الكاميرات صار في يد الجميع.. ومواقع التواصل الاجتماعي التي صارت بيد الجميع أيضا!
وانفتح سوقٌ هائل من الإباحية.. أسرار البيوت وذنوبها المخفية صارت علانية.. بل صار أهلها يسارعون إليها.. يبتغون كثرة المشاهدات!! ويحرصون على زيادة الوصول!!
الأفراح التي كانت محدودة في البيوت والأسر.. صارت حفلات رقص علنية، تتناقلها المقاطع.. بل صارت مسابقات رقص وتعري وتفنن في الرقص والتعري..
ألا تدري الفتاة التي تعرَّت في فرح صاحبتها، أو في فرحها هي، أنها جمعت في ليلتها هذه آلاف الذنوب، بعدد ما سُدِّد إليها من نظرات.. ثم الله أعلم كم فتنت من الشباب الذين اختزنت صدورهم مشاهدها فصاروا يتمنونها في الفراش؟!!
ثم ألا تدري الفتاة.. أنها حين رقصت أمام هذه الهواتف المرفوعة، أنها ترسل ذنوبها إلى الأمصار والأقطار والأنحاء عبر كل هذه الكرة الأرضية؟!!
ثم ألا تدري الفتاة.. أنها بعد هذا كله ترسلها إلى ما لا نعلم من الأزمان والأجيال.. فلربما ظل هذا المقطع متداولا لمائة سنة قادمة.. يجمع معه مئات مليارات الذنوب؟!!
وأشد من هذه الفتاة وما فعلته بنفسها وأبيها وأمها وكل من له ولاية عليها.. ما يفعله هذا الذي يؤيد طاغية سفاحا مجرما.. وينصره بالقول والكتابة والصورة على مواقع التواصل!!
ألا يعلم هذا المفتون المأفون أنه يُهلك نفسه.. وأن كلمة منه تُبرر الظلم وتشرعنه وتستهين به قد تجمع له في سيئاته مظالم ملايين الناس.. فقد رضي بالظلم ودافع عنه فصار بذلك شريكا فيه!!
هذا الذي يعمل "لجنة إلكترونية".. سواء أكان يتقاضى على ذلك مالا أم لا.. ألا يفهم أنه يفتح على نفسه شلالا من الذنوب على قدر ما بقيت المظالم في الزمان، وعلى قدر ما أصابت من الناس؟!!
يا ناس.. ألا تؤمنون بأن الموت قادم، وأن الدار الآخرة حق؟!!
إن كتاب المرء لا يغادر صغيرة ولا كبيرة..
{وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها، وكفى بنا حاسبين}
{يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل، فتكن في صخرة، أو في السماء، أو في الأرض، يأت بها الله}
فكيف يستهين الواحد أن يقف موقفا ينصر فيه باطلا، أو يثني فيه على منكر.. سواء أكان هذا المنكر تعليقا يثني بها على فتاة تعرت ورقصت، أو كان ثناء على حاكم يظلم ويطغى؟!!
هذه ليس مجرد ذنوب.. إنها من نوع الذنوب المستمرة.. الذنوب التي لا تنقطع بالموت.. الذنوب التي تتراكم على المرء في قبره حتى تقوم عليه الساعة..
لا بد من حملات كثيرة كثيرة كثيرة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحذير الناس من الاستهانة بهذه الأمور.. فهي هلاك الدنيا وخراب الآخرة!!