لو صحَّ أن هذه الحرب قد انتهت عند هذه النتيجة، فالخلاصة العامة إذن، أن: دولة الصهاينة إلى غروب وأفول..
وذلك أن عجزهم عن تهجير أهل غزة أو إفناء المقاومة، مع كل ما أتيح لهم من مدد عالمي وتواطؤ عربي وخيانة فلسطينية داخلية، ووجود قائد شرس عنيد مثل نتنياهو.. إنما يعني العجز عن تمديد إسرائيل خارج حدودها الحالية!
حتى ما قد يستجد من مظاهر التطبيع والتصهين وتمددها، فليس بالمكسب الكبير في ظل أن أكثر الحكومات القائمة هشة، تنتظر أن يأتيها أمر الله بكرة أو عشيا!
والدول التي تعجز عن التمدد، تبدأ رحلة الانكماش.. تلك سنة التاريخ، وهي معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- "الآن نغزوهم ولا يغزونا"!!
إنه مشهد يشبه فشل المسلمين في دخول باريس، وفشل العثمانيين في دخول فيينا.. على الأقل، هذا ما أفهمه من التاريخ، والله أعلم!
وذلك أن عجزهم عن تهجير أهل غزة أو إفناء المقاومة، مع كل ما أتيح لهم من مدد عالمي وتواطؤ عربي وخيانة فلسطينية داخلية، ووجود قائد شرس عنيد مثل نتنياهو.. إنما يعني العجز عن تمديد إسرائيل خارج حدودها الحالية!
حتى ما قد يستجد من مظاهر التطبيع والتصهين وتمددها، فليس بالمكسب الكبير في ظل أن أكثر الحكومات القائمة هشة، تنتظر أن يأتيها أمر الله بكرة أو عشيا!
والدول التي تعجز عن التمدد، تبدأ رحلة الانكماش.. تلك سنة التاريخ، وهي معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- "الآن نغزوهم ولا يغزونا"!!
إنه مشهد يشبه فشل المسلمين في دخول باريس، وفشل العثمانيين في دخول فيينا.. على الأقل، هذا ما أفهمه من التاريخ، والله أعلم!
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: تقديرات تكلفة إعمار غزة تصل إلى 70 مليار دولار
أقول: الحمد لله، مبلغ ليس شيئا عند "زعمائنا" الذين نفحوا ترمب من الهدايا والصفقات ما قد بلغ آلاف المليارات!!
ولعلهم يلقمون الكارهين حجرا، فيغسلون بالسبعين مليارا سُمْعَةً لوثتها التريليونات!
أقول: الحمد لله، مبلغ ليس شيئا عند "زعمائنا" الذين نفحوا ترمب من الهدايا والصفقات ما قد بلغ آلاف المليارات!!
ولعلهم يلقمون الكارهين حجرا، فيغسلون بالسبعين مليارا سُمْعَةً لوثتها التريليونات!
نصيحة للمسؤلين عن قناتي العربية وسكاي نيوز عربية:
تغطية بهذا الشكل ستقنع الناس بثلاثة:
1. أنكم صهاينة أكثر من الصهاينة
2. أن الحركة انتصرت على إسرائيل وانتصرت أكثر على عملائها
3. أنكم أشد تشددا من نتنياهو وترمب معا
تصهينوا بعقلانية قبل أن تكونوا خطرا على مشروع التصهين نفسه!!
تغطية بهذا الشكل ستقنع الناس بثلاثة:
1. أنكم صهاينة أكثر من الصهاينة
2. أن الحركة انتصرت على إسرائيل وانتصرت أكثر على عملائها
3. أنكم أشد تشددا من نتنياهو وترمب معا
تصهينوا بعقلانية قبل أن تكونوا خطرا على مشروع التصهين نفسه!!
أن ترفض زيارة الشرع إلى روسيا ومعها علاقة الحركة الخضراء بإيران، فهذا دليل اتساق مع النفس.. لكنه -يا أخي الحبيب، وأنا لك ناصح أمين شفوق- دليلٌ أيضا على أن تصورك للعالم وأوضاعنا غير صحيح ومشوش.
أمتنا في حال أضعف وأهون وأقل من أن تمارس رفاهية اختيار الانعزال، أو التخلي عن مدّ الصلات مع من يقتلنا ويستبيحنا!
وفق الله الرئيس أحمد الشرع لما فيه خير البلاد والعباد، وألهمه رشده، وآتاه الحكمة، وهيأ له البطانة الصالحة الناصحة الواعية الذكية!!
وأما الذين كانوا يدينون علاقة الحركة الخضراء بإيران أو روسيا أو السيسي أو غيرهم، فعساهم الآن يرون بأنفسهم كيف كانوا مخطئين.. وخير الخطائين التوابون!.. ومن الخير أن يعيد وصل الجسور مع ما انقطع من إخوانه الذين رماهم قبل ذلك بالتأيرن والتشيع والتميع.. إلخ!
أما من لا يزال يمارس التبرير للشرع والتشبيح على الخُضْر.. فصنف من الناس لا نحبه ولا نتكلف أن نقنعه بشيء، وما أحسبه إلا قد اجتمع له بلادة العقل مع خباثة النفس.. فلئن كان مستعدا أن يسمع شيئا، فأقول له: قف مع نفسك وراجع علاقتك بربك، فإنك في ضلالة وعماية، وعسى الله أن يرفع عنك الغمة إذا تُبْت وأخلصتَ له وحده.. لا لوجه أحد غيره.
أمتنا في حال أضعف وأهون وأقل من أن تمارس رفاهية اختيار الانعزال، أو التخلي عن مدّ الصلات مع من يقتلنا ويستبيحنا!
وفق الله الرئيس أحمد الشرع لما فيه خير البلاد والعباد، وألهمه رشده، وآتاه الحكمة، وهيأ له البطانة الصالحة الناصحة الواعية الذكية!!
وأما الذين كانوا يدينون علاقة الحركة الخضراء بإيران أو روسيا أو السيسي أو غيرهم، فعساهم الآن يرون بأنفسهم كيف كانوا مخطئين.. وخير الخطائين التوابون!.. ومن الخير أن يعيد وصل الجسور مع ما انقطع من إخوانه الذين رماهم قبل ذلك بالتأيرن والتشيع والتميع.. إلخ!
أما من لا يزال يمارس التبرير للشرع والتشبيح على الخُضْر.. فصنف من الناس لا نحبه ولا نتكلف أن نقنعه بشيء، وما أحسبه إلا قد اجتمع له بلادة العقل مع خباثة النفس.. فلئن كان مستعدا أن يسمع شيئا، فأقول له: قف مع نفسك وراجع علاقتك بربك، فإنك في ضلالة وعماية، وعسى الله أن يرفع عنك الغمة إذا تُبْت وأخلصتَ له وحده.. لا لوجه أحد غيره.
Forwarded from مؤلفات محمد إلهامي
فجأني هذا الصباح بخبر اغتيال الشيخ مسعود نظري..
لم تكن بيننا أي معرفة سابقة، غير أنه فاجأني يوما برسالة يخبرني فيها أنه ترجم كتابي "سبيل الرشاد" إلى اللغة الفارسية.. فشكرته ما وسعني الشكر!
ولما صدرت ترجمة كتابي "خلاصة قصة فلسطين" إلى اللغة الفارسية، وكان هذا من عمل "مركز مطالعات اسلامي بينش"، أرسل لي رسالة يخبرني فيها أنه قد شرع في ترجمة الكتاب حتى بلغ منتصفه بالفعل، ولكن شاء الله أن يسبقه إلى ذلك غيره.
فشكرته وبشرته بأجر النية إن شاء الله..
وجهلي به وبأنه داعية سني ذو قدر، جعلني جاهلا بأنه في تركيا وأنه مستهدف من قبل النظام الإيراني.. حتى فوجئت اليوم بخبر اغتياله!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون.. لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وأعيد نشر ترجمته الفارسية للكتاب، عسى أن يكون انتشارها في ميزان حسناته | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/83
لم تكن بيننا أي معرفة سابقة، غير أنه فاجأني يوما برسالة يخبرني فيها أنه ترجم كتابي "سبيل الرشاد" إلى اللغة الفارسية.. فشكرته ما وسعني الشكر!
ولما صدرت ترجمة كتابي "خلاصة قصة فلسطين" إلى اللغة الفارسية، وكان هذا من عمل "مركز مطالعات اسلامي بينش"، أرسل لي رسالة يخبرني فيها أنه قد شرع في ترجمة الكتاب حتى بلغ منتصفه بالفعل، ولكن شاء الله أن يسبقه إلى ذلك غيره.
فشكرته وبشرته بأجر النية إن شاء الله..
وجهلي به وبأنه داعية سني ذو قدر، جعلني جاهلا بأنه في تركيا وأنه مستهدف من قبل النظام الإيراني.. حتى فوجئت اليوم بخبر اغتياله!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون.. لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وأعيد نشر ترجمته الفارسية للكتاب، عسى أن يكون انتشارها في ميزان حسناته | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/83
وجود الذباب واللجان والأغبياء وغلاظ القلوب هو جزء من بلاء الدنيا، قال تعالى {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة. أتصبرون؟}
ولذلك كان من نعيم أهل الجنة أنهم لا يعانون فيها هذا الصنف من البشر، ولا يسمعون الأكاذيب والفٌحْش والسباب {لا يسمعون فيها لغوا ولا كِذّابا}، {لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما}.
ولأن الإنسان الغربي يحاول أن يصنع على الأرض فردوسه الفردي الخاص، فإنه حين اخترع "شبكات التواصل الاجتماعي"، وضع فيها خيار "الحَظْر".. حيث لا ترى ولا تسمع من تكره رؤيته وسماعه!
ولو كانت الدنيا فيها هذا "الحَظْر" بين الناس في واقعهم.. لكانت جزءا من الجنة!.. إذ لا يرى المرء ولا يسمع ولا يعاني أحدا ممن يكرههم!
على أن "الحَظْر" أيضا من وسائل النهي عن المنكر، وهو أقرب ما يكون إلى سنة "الهَجْر"، وهي وسيلة شرعية، وبها يَقِلّ الشرّ! ويعتزل الإنسان من يكرهه.
ولذلك كان من نعيم أهل الجنة أنهم لا يعانون فيها هذا الصنف من البشر، ولا يسمعون الأكاذيب والفٌحْش والسباب {لا يسمعون فيها لغوا ولا كِذّابا}، {لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما}.
ولأن الإنسان الغربي يحاول أن يصنع على الأرض فردوسه الفردي الخاص، فإنه حين اخترع "شبكات التواصل الاجتماعي"، وضع فيها خيار "الحَظْر".. حيث لا ترى ولا تسمع من تكره رؤيته وسماعه!
ولو كانت الدنيا فيها هذا "الحَظْر" بين الناس في واقعهم.. لكانت جزءا من الجنة!.. إذ لا يرى المرء ولا يسمع ولا يعاني أحدا ممن يكرههم!
على أن "الحَظْر" أيضا من وسائل النهي عن المنكر، وهو أقرب ما يكون إلى سنة "الهَجْر"، وهي وسيلة شرعية، وبها يَقِلّ الشرّ! ويعتزل الإنسان من يكرهه.
السيرة النبوية | 72. الرجل الوحيد الذي لم يحب النبي أن يرى وجهه.. لماذا؟ | محمد إلهامي
- رجل قاتل ببسالة في جيش النبي ثم دخل النار.. لماذا؟
- كيف تأثر النبي بمقتل عمه حمزة والتمثيل بجثته؟
- قاعدة مهمة في حياة المسلمين: هل المسلم موعود بنصر الله في الدنيا؟
- لماذا أصر النبي على الخروج للقتال مرة أخرى في اليوم التالي لغزوة أحد؟
https://youtu.be/NIzEJc7G4rk
- رجل قاتل ببسالة في جيش النبي ثم دخل النار.. لماذا؟
- كيف تأثر النبي بمقتل عمه حمزة والتمثيل بجثته؟
- قاعدة مهمة في حياة المسلمين: هل المسلم موعود بنصر الله في الدنيا؟
- لماذا أصر النبي على الخروج للقتال مرة أخرى في اليوم التالي لغزوة أحد؟
https://youtu.be/NIzEJc7G4rk
YouTube
السيرة النبوية | 72. الرجل الوحيد الذي لم يحب النبي أن يرى وجهه.. لماذا؟ | محمد إلهامي
- رجل قاتل ببسالة في جيش النبي ثم دخل النار.. لماذا؟
- كيف تأثر النبي بمقتل عمه حمزة والتمثيل بجثته؟
- قاعدة مهمة في حياة المسلمين: هل المسلم موعود بنصر الله في الدنيا؟
- لماذا أصر النبي على الخروج للقتال مرة أخرى في اليوم التالي لغزوة أحد؟
- كيف تأثر النبي بمقتل عمه حمزة والتمثيل بجثته؟
- قاعدة مهمة في حياة المسلمين: هل المسلم موعود بنصر الله في الدنيا؟
- لماذا أصر النبي على الخروج للقتال مرة أخرى في اليوم التالي لغزوة أحد؟
قصيدة تميم البرغوثي في رثاء أبي إبراهيم ذروة في ذرى الشعر.. مبني ومعنى وتصويرا وتوصيفا!!
وهي نصٌّ لا يكف عن بث أشعة معانيه..
لا ريب أن البطولة أصل، والوصف ثوب.. ولكن البطولة يكتمل تألقها حين يُحسن وصفها وشرحها!!
ألا كم كريم عدَّه الدهر مجرما .. فلما قضى، صلى عليه وسلما
أبو القاسم المنفي عن دار أهله .. وموسى بن عمران وعيسى بن مريما
أتعرف دينا لم يُسَمَّ جريمةً .. إذا ضبط القاضي بها المرءَ أًعْدِما
أكملوها بأنفسكم | https://youtu.be/St0HxlX5RG4
وهي نصٌّ لا يكف عن بث أشعة معانيه..
لا ريب أن البطولة أصل، والوصف ثوب.. ولكن البطولة يكتمل تألقها حين يُحسن وصفها وشرحها!!
ألا كم كريم عدَّه الدهر مجرما .. فلما قضى، صلى عليه وسلما
أبو القاسم المنفي عن دار أهله .. وموسى بن عمران وعيسى بن مريما
أتعرف دينا لم يُسَمَّ جريمةً .. إذا ضبط القاضي بها المرءَ أًعْدِما
أكملوها بأنفسكم | https://youtu.be/St0HxlX5RG4
YouTube
رمى بالعصا - تميم البرغوثي
Enjoy the videos and music you love, upload original content, and share it all with friends, family, and the world on YouTube.
أصدقاؤنا المتعلقون بالرؤى والمنامات مستبشرون غاية الاستبشار بقمة شرم الشيخ للسلام وحضور الرئيس الأمريكي إلى مصر..
وذلك أنهم يؤَلِّون رؤيا السيسي التي رآها، وكان فيها يخاطب السادات ويقول له: وأنا كمان هحكم مصر..
يقولون: ما يزال السيسي يستكمل مشابهة السادات، في أشياء كثيرة، منها:
- عضو خامل لا يؤبه له في مجلس قيادة الثورة، مثل خمول السيسي في دولة مبارك والمجلس العسكري
- السادات الذي عُرف لكثرة تزلفه ونفاقه وضعفه بالبكباشي (صح) لأنه يقول عن كل شيء (صح).. والسيسي الذي كان يبدو كالفتاة الوديعة الرقيقة إلى جوار مرسي، وكان يتفنن في إظهار الخضوع له!
- شغف كل منهما باللقطة والمشهد والإعلام واصطناع القرب من الناس.. (وأنا حقيقة أفتش في ذاكرتي فلا أتذكر أن عبد الناصر أو مبارك ظهرا مرة بالجلباب أو بثياب "كاجوال".. بينما ظهر السادات بالجلباب والعباءة مرارا، كعمدة قرية أصيل.. وكذلك ظهر السيسي بالجلباب وبالتيشيرت وعلى الدراجة مرارا)
- التأله والتعاظم الذي وصل إليه السادات، حتى كان يسمي نفسه بآخر الفراعنة! ومثلها ما وصل إليه السيسي {ففهمناها سليمان}، و"طبيب الفلاسفة".
وأمور أخرى لا أذكرها الآن.. كان أحد أصدقائي هؤلاء شغوفا بتتبعها!!
والآن.. هذا التشابه الكبير بين مؤتمر السلام وزيارة الرئيس الأمريكي لمصر!!
كل هذا يُبشرهم أن النهاية ستكون واحدة، وستكون قريبة أيضا..
حتى هذه النهاية نفسها، نرى كيف أن السيسي يخشى منها، فيجلس خلف الزجاج المضاد للرصاص إذا زار الكليات الحربية!!.. كأنه يعرف في داخله أن مصيره كمصير السادات، وهو يتحسب لذلك!
والواقع أن أخطر ما في الرؤى والنبوءات الصادقة، أنها تكشف ومضات من الغيب، فهي تخبر عن القدر.. والمرء يسير إلى قَدَره بقدمه، لا فكاك له منه، يصنعه بنفسه لنفسه، ينسجه ليقع فيه.. يمكر الله به! على يده!
ويقولون متى هو؟ قل: عسى أن يكون قريبا!
وذلك أنهم يؤَلِّون رؤيا السيسي التي رآها، وكان فيها يخاطب السادات ويقول له: وأنا كمان هحكم مصر..
يقولون: ما يزال السيسي يستكمل مشابهة السادات، في أشياء كثيرة، منها:
- عضو خامل لا يؤبه له في مجلس قيادة الثورة، مثل خمول السيسي في دولة مبارك والمجلس العسكري
- السادات الذي عُرف لكثرة تزلفه ونفاقه وضعفه بالبكباشي (صح) لأنه يقول عن كل شيء (صح).. والسيسي الذي كان يبدو كالفتاة الوديعة الرقيقة إلى جوار مرسي، وكان يتفنن في إظهار الخضوع له!
- شغف كل منهما باللقطة والمشهد والإعلام واصطناع القرب من الناس.. (وأنا حقيقة أفتش في ذاكرتي فلا أتذكر أن عبد الناصر أو مبارك ظهرا مرة بالجلباب أو بثياب "كاجوال".. بينما ظهر السادات بالجلباب والعباءة مرارا، كعمدة قرية أصيل.. وكذلك ظهر السيسي بالجلباب وبالتيشيرت وعلى الدراجة مرارا)
- التأله والتعاظم الذي وصل إليه السادات، حتى كان يسمي نفسه بآخر الفراعنة! ومثلها ما وصل إليه السيسي {ففهمناها سليمان}، و"طبيب الفلاسفة".
وأمور أخرى لا أذكرها الآن.. كان أحد أصدقائي هؤلاء شغوفا بتتبعها!!
والآن.. هذا التشابه الكبير بين مؤتمر السلام وزيارة الرئيس الأمريكي لمصر!!
كل هذا يُبشرهم أن النهاية ستكون واحدة، وستكون قريبة أيضا..
حتى هذه النهاية نفسها، نرى كيف أن السيسي يخشى منها، فيجلس خلف الزجاج المضاد للرصاص إذا زار الكليات الحربية!!.. كأنه يعرف في داخله أن مصيره كمصير السادات، وهو يتحسب لذلك!
والواقع أن أخطر ما في الرؤى والنبوءات الصادقة، أنها تكشف ومضات من الغيب، فهي تخبر عن القدر.. والمرء يسير إلى قَدَره بقدمه، لا فكاك له منه، يصنعه بنفسه لنفسه، ينسجه ليقع فيه.. يمكر الله به! على يده!
ويقولون متى هو؟ قل: عسى أن يكون قريبا!
75. لماذا تركت الدول العثمانية وهي في أوج قوتها الأندلس تسقط؟.. ألم يكن الأجدى للعثمانيين بدل الاتجاه لفتح أوروبا أن يذهبوا للأندلس ويغيثوا أهلها ويحافظوا على حكم المسلمين فيها؟
https://youtu.be/whKcu3CL_Yk
https://youtu.be/whKcu3CL_Yk
YouTube
هل خذل العثمانيون الأندلس؟ | 100 سؤال في التاريخ | الحلقة 45
نتابع معكم في هذه الحلقة أسئلة المحور الثامن "الدولة العثمانية":
75. لماذا تركت الدول العثمانية وهي في أوج قوتها الأندلس؟
ألم يكن الأجدى للعثمانيين بدل الاتجاه لفتح أوروبا أن يذهبوا للأندلس ويغيثوا أهلها ويحافظوا على حكم المسلمين فيها؟
أسئلة ملحّة مرتبطة…
75. لماذا تركت الدول العثمانية وهي في أوج قوتها الأندلس؟
ألم يكن الأجدى للعثمانيين بدل الاتجاه لفتح أوروبا أن يذهبوا للأندلس ويغيثوا أهلها ويحافظوا على حكم المسلمين فيها؟
أسئلة ملحّة مرتبطة…
"هناك حقيقة يقينية يُظهرها أبسط تحليل تاريخي، وهي أن المسيحية مَثَّلت أقصى درجات اللا تسامح الديني.
ويظهر في الأفق هنا أمرٌ يصعب تفنيده، وهو أن الدين الذي يتميز عن سائر الأديان بأنه دين المحبة أظهر أقصى درجات التشبث والتمسك بتأكيد مبادئه، وكذلك تأكيد انتصار قضيته.
فعلى مدار تاريخها كله كانت المسيحية أكثر الديانات عدوانية، فقد بذلت الكثير من الجهد وأزهقت دماء الكثيرين من معتنقي الديانات الأخرى ليس فقط لمحاربة الأعداء الخارجيين، ولكن أيضا الداخليين".
مايكل انجلو ياكوبوتشي، أعداء الحوار، ص158.
ويظهر في الأفق هنا أمرٌ يصعب تفنيده، وهو أن الدين الذي يتميز عن سائر الأديان بأنه دين المحبة أظهر أقصى درجات التشبث والتمسك بتأكيد مبادئه، وكذلك تأكيد انتصار قضيته.
فعلى مدار تاريخها كله كانت المسيحية أكثر الديانات عدوانية، فقد بذلت الكثير من الجهد وأزهقت دماء الكثيرين من معتنقي الديانات الأخرى ليس فقط لمحاربة الأعداء الخارجيين، ولكن أيضا الداخليين".
مايكل انجلو ياكوبوتشي، أعداء الحوار، ص158.
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
في #ذكرى_بيجوفيتش نستذكر بعضا من أقواله:
1. "أصبح التليفزيون تهديدا للحرية الإنسانية، أكثر خطرا من البوليس والسجون ومعسكرات الاعتقال السياسي... إذا كانت الدساتير في الماضي توضع للحد على سطوة الحكام، فإن دستورا جديدا سنحتاج إله لكبح جماح هذا الخطر الجديد الذي يهدد بإقامة عبودية روحية من أسوأ الأنواع"
2. "إن المساواة والإخاء بين الناس ممكن فقط إذا كان الإنسان مخلوقاً لله، فالمساواة الإنسانية خصوصية أخلاقية وليست حقيقة (مادية)، إن وجودها قائم باعتبارها صفة أخلاقية للإنسان، كسمو إنساني أو كقيمة مساوية للشخصية الإنسانية، وفي مقابل ذلك إذا نظرنا إلى الناس من الناحية المادية فالناس غير متساوين... فطالما حذفنا المدخل الديني من حسابنا سرعان ما يمتلئ المكان بأشكال من اللا مساواة: عرقيّاً وقوميّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً. إن السمو الإنساني لم يكن من المستطاع اكتشافه بواسطة علم الأحياء أو علم النفس أو بأي علم آخر".
3. "إن المجتمع العاجز عن التدين هو أيضا عاجز عن الثورة. والبلاد التي تمارس الحماس الثوري تمارس نوعا من المشاعر الدينية الحية. إن مشاعر الأخوة والتضامن والعدالة هي مشاعر دينية في صميم جوهرها، وإنما موجهة في ثورة لتحقيق العدالة والجنة على هذه الأرض.
إن كلا من الدين والثورة يولدان في مخاض من الألم والمعاناة ويحتضران في الرخاء والرفاهية والترف. حياة الدين والثورة تدوم بدوام النضال والجهاد، حتى إذا تحققا، يبدأ الموت يتسرب إليهما. ففي مرحلة التحقق في الواقع العملي يُنتجان مؤسسات وأبنية، وهذه المؤسسات نفسها هي التي تقضي عليهما في نهاية الأمر. فالمؤسسات الرسمية لا هي ثورية ولا هي دينية.
فإذا وجدنا خصوما للثورة في نطاق الدين، فهم خصوم ينتمون إلى الدين الرسمي فقط، أي إلى الكنيسة ونظامها الإداري الهرمي، أو الدين المؤسسي الزائف. وعلى العكس، فإن الثورة الزائفة أي الثورة التي تحولت إلى مؤسسة وإلى بيروقراطية، تجد دائما حليفها في الدين الذي تحول هو أيضا إلى مؤسسة وإلى بيروقراطية. فما أن تبدأ الثورة تكذب وتخدع نفسها حتى تمضي مع الدين المزيف يدا بيد"
4. "التعليم وحده لا يرقى بالناس ولا يجعلهم أفضل مما هم عليه أو أكثر حرية أو أكثر إنسانية. إن العلم يجعل الناس أكثر قدرة، أكثر كفاءة، أكثر نفعا للمجتمع. لقد برهن التاريخ على أن الرجال المتعلمين والشعوب المتعلمة يمكن التلاعب بهم بل يمكن أن يكونوا أيضا خُدَّامًا للشر، ربما أكثر كفاءة من الشعوب المتخلفة.
إن تاريخ الإمبريالية سلسلة من القصص الحقيقية لشعوب متحضرة شنّت حروبا ظالمة استئصالية استعبادية ضد شعوب متخلفة أقل تعليما، كان أكبر ذنبهم أنهم يدافعون عن أنفسهم وحرياتهم. إن المستوى التعليمي الراقي للغزاة لم يؤثر على الأهداف أو الأساليب، لقد ساعد فقط على كفاءة الغزاة وفرض الهزيمة على ضحاياهم"
5. "لم يحدث في التاريخ وجود حركة إسلامية حقيقية صادقة مع نفسها لم تكن في الوقت نفسه حركة سياسية"
وهذا مبحث كتبته عن الرئيس المجاهد بيجوفيتش كنموذج لمسلم أصيل حلل الغرب وسبر غوره دون أن يُفتَن، وقرن علمه بالعمل..
https://melhamy.blogspot.com/2015/12/blog-post_13.html
ونشر في كتابي "نحو تأصيل إسلامي لعلم الاستغراب"، رابط الكتاب: https://www.iicss.iq/files/books/1q1d1fjox.pdf
1. "أصبح التليفزيون تهديدا للحرية الإنسانية، أكثر خطرا من البوليس والسجون ومعسكرات الاعتقال السياسي... إذا كانت الدساتير في الماضي توضع للحد على سطوة الحكام، فإن دستورا جديدا سنحتاج إله لكبح جماح هذا الخطر الجديد الذي يهدد بإقامة عبودية روحية من أسوأ الأنواع"
2. "إن المساواة والإخاء بين الناس ممكن فقط إذا كان الإنسان مخلوقاً لله، فالمساواة الإنسانية خصوصية أخلاقية وليست حقيقة (مادية)، إن وجودها قائم باعتبارها صفة أخلاقية للإنسان، كسمو إنساني أو كقيمة مساوية للشخصية الإنسانية، وفي مقابل ذلك إذا نظرنا إلى الناس من الناحية المادية فالناس غير متساوين... فطالما حذفنا المدخل الديني من حسابنا سرعان ما يمتلئ المكان بأشكال من اللا مساواة: عرقيّاً وقوميّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً. إن السمو الإنساني لم يكن من المستطاع اكتشافه بواسطة علم الأحياء أو علم النفس أو بأي علم آخر".
3. "إن المجتمع العاجز عن التدين هو أيضا عاجز عن الثورة. والبلاد التي تمارس الحماس الثوري تمارس نوعا من المشاعر الدينية الحية. إن مشاعر الأخوة والتضامن والعدالة هي مشاعر دينية في صميم جوهرها، وإنما موجهة في ثورة لتحقيق العدالة والجنة على هذه الأرض.
إن كلا من الدين والثورة يولدان في مخاض من الألم والمعاناة ويحتضران في الرخاء والرفاهية والترف. حياة الدين والثورة تدوم بدوام النضال والجهاد، حتى إذا تحققا، يبدأ الموت يتسرب إليهما. ففي مرحلة التحقق في الواقع العملي يُنتجان مؤسسات وأبنية، وهذه المؤسسات نفسها هي التي تقضي عليهما في نهاية الأمر. فالمؤسسات الرسمية لا هي ثورية ولا هي دينية.
فإذا وجدنا خصوما للثورة في نطاق الدين، فهم خصوم ينتمون إلى الدين الرسمي فقط، أي إلى الكنيسة ونظامها الإداري الهرمي، أو الدين المؤسسي الزائف. وعلى العكس، فإن الثورة الزائفة أي الثورة التي تحولت إلى مؤسسة وإلى بيروقراطية، تجد دائما حليفها في الدين الذي تحول هو أيضا إلى مؤسسة وإلى بيروقراطية. فما أن تبدأ الثورة تكذب وتخدع نفسها حتى تمضي مع الدين المزيف يدا بيد"
4. "التعليم وحده لا يرقى بالناس ولا يجعلهم أفضل مما هم عليه أو أكثر حرية أو أكثر إنسانية. إن العلم يجعل الناس أكثر قدرة، أكثر كفاءة، أكثر نفعا للمجتمع. لقد برهن التاريخ على أن الرجال المتعلمين والشعوب المتعلمة يمكن التلاعب بهم بل يمكن أن يكونوا أيضا خُدَّامًا للشر، ربما أكثر كفاءة من الشعوب المتخلفة.
إن تاريخ الإمبريالية سلسلة من القصص الحقيقية لشعوب متحضرة شنّت حروبا ظالمة استئصالية استعبادية ضد شعوب متخلفة أقل تعليما، كان أكبر ذنبهم أنهم يدافعون عن أنفسهم وحرياتهم. إن المستوى التعليمي الراقي للغزاة لم يؤثر على الأهداف أو الأساليب، لقد ساعد فقط على كفاءة الغزاة وفرض الهزيمة على ضحاياهم"
5. "لم يحدث في التاريخ وجود حركة إسلامية حقيقية صادقة مع نفسها لم تكن في الوقت نفسه حركة سياسية"
وهذا مبحث كتبته عن الرئيس المجاهد بيجوفيتش كنموذج لمسلم أصيل حلل الغرب وسبر غوره دون أن يُفتَن، وقرن علمه بالعمل..
https://melhamy.blogspot.com/2015/12/blog-post_13.html
ونشر في كتابي "نحو تأصيل إسلامي لعلم الاستغراب"، رابط الكتاب: https://www.iicss.iq/files/books/1q1d1fjox.pdf
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
في التسعينات، استضاف عبد الوهاب المسيري الرئيس المجاهد علي عزت بيجوفيتش، وأقام له ندوة بنقابة الصحافيين في القاهرة، وفيها تكلم بيجوفيتش، وقال هذه الكلمة العبقرية:
كان الغرب ينتظر إبادة البوسنة، وكان مستعدا لإقامة سرادق يكثر فيه من الندب والنواح!
هذه العبارة هي حقا كنز معرفي وخلاصة خبرة عميقة وطويلة بالغرب وطريقته وفلسفته السياسية والإعلامية، وهي بالفعل تختصر اختصارا بديعا منهج الغرب في التعامل مع الأحداث.
الغربي يحقق هدفه بكل توحش ممكن، وبخسة أخلاق فظيعة، ودون أي شعور بالذنب.. فإذا تحقق الهدف، يمكن فيما بعد للمؤرخين أن يتحدثوا عن المذابح البشعة التي قام بها أسلافهم، يمكن للصحافة الغربية أن تخرج لك بتقارير رائعة ومهنية وصادقة عن أعداد الضحايا التي أهلكتها سياستهم، يمكن للقنوات أن تنهمر عليك بسيل من الأفلام الوثائقية الرصينة وأن تستضيف الناجين من المذبحة، وتبكي معهم، وتظللهم بأرقى مقطوعات الموسيقى التصويرية.
هذه إسرائيل مثلا.. جريمة غربية وبريطانية متكاملة.. انظر الآن إلى كتب المذكرات والمؤرخين وإلى أرشيف البي بي سي والجارديان... إلخ!.. ستجمع منها معلومات عن النكبة وعن الدور البريطاني في تشريد فلسطين قد لا تجدها في مصادر عربية!
لقد نفذت النكبة بنجاح.. تعالوا نقيم السرادق لننوح ونندب معًا.
بينما نفس هذه البي بي سي ونفس هذه الجارديان الآن.. الآن.. الآن في لحظة إبادة غزة ستظهر لك وجها آخر.. بالأمس فصلت مراسلة للبي بي سي وضعت إعجابا على تغريدتين فيهما رائحة التعاطف مع غزة!!
وهكذا..
أخبار لا نهاية لها عن اغتصاب لإسرائيليات في يوم 7 أكتوبر، عن قطع رؤوس الأطفال، عن إحراق أمهات مع أطفالهن.. نعم، كل هذا قد نشر في وسائل الإعلام التي علمت الدنيا معنى المهنية والموضوعية والرصانة ومعايير التحقق والتدقيق.. كل هذا تبخر!
القنوات العالمية تجاهلت نقل جلسة الادعاء في محكمة العدل الدولية حيث يتكلم ممثلو جنوب إفريقيا عن الجرائم الإسرائيلية.. في اليوم التالي كلهم انتبهوا فجأة ليذيعوا جلسة الدفاع التي يتولى فيها الوفد الإسرائيلي الدفاع عن إسرائيل!!
ولو أني أقسم على الغيب لأقسمت بالله، أن لو مرت حرب غزة هذه وانتهت كما يريدون لرأيت نفس هذه الصحف والقنوات قد خرجت علينا بتقارير مكتوبة ومصورة وأفلام وثائقية رائعة عن جرائم إسرائيل في غزة.
وهذه السياسة، سياسة النوح والندب في سرادق العزاء، بعد ذبح الميت وقتله.. هي التي تغر المغفلين السذج الجهلة الذين يعجبون بالغرب ويحسبونه محطّ قيم حضارية وحرية رأي، ويظنون أنه يحاسب نفسه ويراجع تاريخه ويصحح مساره!!
لله در بيجوفيتش.. والله إنها كلمة في قلب الحقيقة!
كان الغرب ينتظر إبادة البوسنة، وكان مستعدا لإقامة سرادق يكثر فيه من الندب والنواح!
هذه العبارة هي حقا كنز معرفي وخلاصة خبرة عميقة وطويلة بالغرب وطريقته وفلسفته السياسية والإعلامية، وهي بالفعل تختصر اختصارا بديعا منهج الغرب في التعامل مع الأحداث.
الغربي يحقق هدفه بكل توحش ممكن، وبخسة أخلاق فظيعة، ودون أي شعور بالذنب.. فإذا تحقق الهدف، يمكن فيما بعد للمؤرخين أن يتحدثوا عن المذابح البشعة التي قام بها أسلافهم، يمكن للصحافة الغربية أن تخرج لك بتقارير رائعة ومهنية وصادقة عن أعداد الضحايا التي أهلكتها سياستهم، يمكن للقنوات أن تنهمر عليك بسيل من الأفلام الوثائقية الرصينة وأن تستضيف الناجين من المذبحة، وتبكي معهم، وتظللهم بأرقى مقطوعات الموسيقى التصويرية.
هذه إسرائيل مثلا.. جريمة غربية وبريطانية متكاملة.. انظر الآن إلى كتب المذكرات والمؤرخين وإلى أرشيف البي بي سي والجارديان... إلخ!.. ستجمع منها معلومات عن النكبة وعن الدور البريطاني في تشريد فلسطين قد لا تجدها في مصادر عربية!
لقد نفذت النكبة بنجاح.. تعالوا نقيم السرادق لننوح ونندب معًا.
بينما نفس هذه البي بي سي ونفس هذه الجارديان الآن.. الآن.. الآن في لحظة إبادة غزة ستظهر لك وجها آخر.. بالأمس فصلت مراسلة للبي بي سي وضعت إعجابا على تغريدتين فيهما رائحة التعاطف مع غزة!!
وهكذا..
أخبار لا نهاية لها عن اغتصاب لإسرائيليات في يوم 7 أكتوبر، عن قطع رؤوس الأطفال، عن إحراق أمهات مع أطفالهن.. نعم، كل هذا قد نشر في وسائل الإعلام التي علمت الدنيا معنى المهنية والموضوعية والرصانة ومعايير التحقق والتدقيق.. كل هذا تبخر!
القنوات العالمية تجاهلت نقل جلسة الادعاء في محكمة العدل الدولية حيث يتكلم ممثلو جنوب إفريقيا عن الجرائم الإسرائيلية.. في اليوم التالي كلهم انتبهوا فجأة ليذيعوا جلسة الدفاع التي يتولى فيها الوفد الإسرائيلي الدفاع عن إسرائيل!!
ولو أني أقسم على الغيب لأقسمت بالله، أن لو مرت حرب غزة هذه وانتهت كما يريدون لرأيت نفس هذه الصحف والقنوات قد خرجت علينا بتقارير مكتوبة ومصورة وأفلام وثائقية رائعة عن جرائم إسرائيل في غزة.
وهذه السياسة، سياسة النوح والندب في سرادق العزاء، بعد ذبح الميت وقتله.. هي التي تغر المغفلين السذج الجهلة الذين يعجبون بالغرب ويحسبونه محطّ قيم حضارية وحرية رأي، ويظنون أنه يحاسب نفسه ويراجع تاريخه ويصحح مساره!!
لله در بيجوفيتش.. والله إنها كلمة في قلب الحقيقة!
ألَّف محمد القرمانلي، الذي شغل منصب الصدر الأعظم (يكافئ: رئيس الوزراء) في عهد السلطان محمد الفاتح، كتابا مختصرا في تاريخ السلاطين العثمانيين، وكتبه باللغة العربية المسجوعة، وسمَّاه: «رسالة بالعربية في تواريخ السلاطين العثمانية».
وذكر فيه عن عهد السلطان أورخان (السلطان الثاني في سلسلة سلاطين الدولة العثمانية) مثل ما هو مشهور عن زمن عمر بن عبد العزيز، من كثرة الأموال وغياب الفقر، يقول:
«كثر فيما بين عساكره وتوابعه الأموال والغنائم، وارتفع الفقر والفاقة، والعجز والحاجة من أولئك الأكارم، حتى أنهم كانوا لا يجدون من يعطونه ما يجب عليهم من الزكوات والصدقات، ويتفقدونه بالعطايا والإنعامات».
الشاهد أن مثل هذه الحالة ذُكِرت عن عديد من السلاطين في تاريخنا الإسلامي، لكن لم يشتهر منها ويجري على الألسنة سوى ما كان في عهد عمر بن عبد العزيز.. فلعل باحثا ينشط لجمع هذه الأخبار، فيُسعف بها الدعاة والخطباء الذين يحتاجون إلى الاستكثار من هذه الأمثلة التاريخية.
وذكر فيه عن عهد السلطان أورخان (السلطان الثاني في سلسلة سلاطين الدولة العثمانية) مثل ما هو مشهور عن زمن عمر بن عبد العزيز، من كثرة الأموال وغياب الفقر، يقول:
«كثر فيما بين عساكره وتوابعه الأموال والغنائم، وارتفع الفقر والفاقة، والعجز والحاجة من أولئك الأكارم، حتى أنهم كانوا لا يجدون من يعطونه ما يجب عليهم من الزكوات والصدقات، ويتفقدونه بالعطايا والإنعامات».
الشاهد أن مثل هذه الحالة ذُكِرت عن عديد من السلاطين في تاريخنا الإسلامي، لكن لم يشتهر منها ويجري على الألسنة سوى ما كان في عهد عمر بن عبد العزيز.. فلعل باحثا ينشط لجمع هذه الأخبار، فيُسعف بها الدعاة والخطباء الذين يحتاجون إلى الاستكثار من هذه الأمثلة التاريخية.
Forwarded from مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة
بينما كنت أسير في طريقٍ يمتلئ جانبيه بمحلات تجارية بسيطة وبسطات، رأيت شيئًا معروضًا على الأرض على أحد البسطات، فتوقفت لأسأل البائع عن ثمنه، فلمّا رأيت البائع عرفته، وأصابني الحياء والحرج..
كان البائع يجلس خلف طاولةٍ على حصيرة قديمة بسطها على الأرض، وقد وضع على الطاولة وحولها بعض المبيعات البسيطة..
كان البائع ( أبو فلان ) من رفح، من بلدتي، و لو كنت رأيته من بعيد لما كنت كلمتُه حياءً منه، ولكن قدّر الله أن أجد نفسي أمامه وجهًا لوجه.
كان الرّجل قبل العدوان بخير وغنى، وكان صاحب ورشة كبيرة ومهنة، و يملك أجهزة ومَكَن، وكان عنده عمّال، وكان طيب النّفس متواضعًا محبًا للصالحين ولمجالس القرآن.
وكان واحدًا من المحسنين الذين كلّما أراد النّاس تبرعًا للمساجد ولمراكز التحفيظ، وللفقراء، كان واحدًا من قائمة الأسماء التي يُتوجّه إليها.
وكان يسكن في عمارة جميلة، وعنده سيّارة.
سألته، وقد رأيت من تغيّر حاله ما أحزنني وأذهلني وآلمني، ولا حول ولاقوة إلابالله العزيز الحكيم.
سألته: كيف حالك، وماذا حدث معكم، وكيف هي أموركم!!
فحمد الرّجلُ اللهَ، وأثنى عليه، وذكر أنّهم خرجوا من رفح وقد تركوا خلفهم كلّ شيء، البيوت والورشة بمكنها وأجهزتها.. وتركوا خلفهم 60 ألف دولار، ثمّ نفد ما معهم من مال، حتى قال: جعنا يا شيخ!!
فاضطر هو وابنُه إلى الذهاب للمساعدات ليأكلوا، فأصيب ابنه وقطعت ذراعه، فاضطر إلى جولات علاجية وأدوية مكلفة مرهقة، فبدأ يفكر في عمل، واستدان مبلغًا اشترى به بعض الأشياء البسيطة المتعلقة بمهنته، فيبيعها ويتبقى له القليل من الربح يستر به نفسه وأهله، مع همّ ولده المصاب ومصاريفه.
وبعد أن كان يُعطي وينفق، فهو الآن لا يستطيع أن يشتري حتى خيمة يحتاجها بعد أن بليت خيمته، فقد تكاثرت عليه الحاجات مع قلّة وشحّ في الدخل.
وحال هذا الرجل، هو حال الكثيرين بسبب العدوان الظالم على غزة، وهو من ابتلاء الله لعباده المؤمنين في أموالهم، كما في أبدانهم وأهليهم.
ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
كان البائع يجلس خلف طاولةٍ على حصيرة قديمة بسطها على الأرض، وقد وضع على الطاولة وحولها بعض المبيعات البسيطة..
كان البائع ( أبو فلان ) من رفح، من بلدتي، و لو كنت رأيته من بعيد لما كنت كلمتُه حياءً منه، ولكن قدّر الله أن أجد نفسي أمامه وجهًا لوجه.
كان الرّجل قبل العدوان بخير وغنى، وكان صاحب ورشة كبيرة ومهنة، و يملك أجهزة ومَكَن، وكان عنده عمّال، وكان طيب النّفس متواضعًا محبًا للصالحين ولمجالس القرآن.
وكان واحدًا من المحسنين الذين كلّما أراد النّاس تبرعًا للمساجد ولمراكز التحفيظ، وللفقراء، كان واحدًا من قائمة الأسماء التي يُتوجّه إليها.
وكان يسكن في عمارة جميلة، وعنده سيّارة.
سألته، وقد رأيت من تغيّر حاله ما أحزنني وأذهلني وآلمني، ولا حول ولاقوة إلابالله العزيز الحكيم.
سألته: كيف حالك، وماذا حدث معكم، وكيف هي أموركم!!
فحمد الرّجلُ اللهَ، وأثنى عليه، وذكر أنّهم خرجوا من رفح وقد تركوا خلفهم كلّ شيء، البيوت والورشة بمكنها وأجهزتها.. وتركوا خلفهم 60 ألف دولار، ثمّ نفد ما معهم من مال، حتى قال: جعنا يا شيخ!!
فاضطر هو وابنُه إلى الذهاب للمساعدات ليأكلوا، فأصيب ابنه وقطعت ذراعه، فاضطر إلى جولات علاجية وأدوية مكلفة مرهقة، فبدأ يفكر في عمل، واستدان مبلغًا اشترى به بعض الأشياء البسيطة المتعلقة بمهنته، فيبيعها ويتبقى له القليل من الربح يستر به نفسه وأهله، مع همّ ولده المصاب ومصاريفه.
وبعد أن كان يُعطي وينفق، فهو الآن لا يستطيع أن يشتري حتى خيمة يحتاجها بعد أن بليت خيمته، فقد تكاثرت عليه الحاجات مع قلّة وشحّ في الدخل.
وحال هذا الرجل، هو حال الكثيرين بسبب العدوان الظالم على غزة، وهو من ابتلاء الله لعباده المؤمنين في أموالهم، كما في أبدانهم وأهليهم.
ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
{وإذ يُريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا، ويُقَلِّلُكم في أعينهم}
هكذا وصف ربنا تبارك وتعالى تدخله في غزوة بدر لينصر المؤمنين.. جعل كلا الفريقين يظن أن النصر على الآخر محتمل، عبر هذه الرؤية.. كل فريق يرى الآخر قليلا.. وإذن: النصر مضمون.. فلنقاتل!
وتأمل في بقية الآية {ليقضي الله أمرًا كان مفعولا، وإلى الله تُرجع الأمور}
ولئن سألتني عن شيء تعلمته من طول مطالعة التاريخ، ومن طول معاشرة الباحثين والأكاديميين، لذكرت لك شيئا صادما.. فإن من أظهر ما أنا منه على يقين الآن: أن الذين يغيرون العالم هم أصحاب الحسابات الخاطئة!!
الذين يمتلكون الرؤية الصحيحة، ويحسبونها بدقة، غالبا ما لا يتحركون من مكانهم.. بل ينتظرون ويطول انتظارهم، ويحسبون وتطول حساباتهم، ويظنون أنفسهم ممن يُعِدّون ويموتون قبل أن يكتمل إعدادهم.
وأنا الآن لا أكلمك في فضائل العشوائية ولا أذم لك التخطيط ولا أُحَقِّر لك من عمل البحث والباحثين، ولا أمدح لك المندفعين بلا رؤية ولا تخطيط.. إنما ألفت نظرك إلى ظاهرة واقعة في حياتنا.. فتأمل معي فيها قبل أن تهجم على الكلام أو تهاجم صاحبه!
وأول الكلام أن البطولة والبسالة والفداء والتضحية هو عمل ضد الحسابات.. لو كان المرء لا يصارع إلا من يضمن أنه يغلبه، لما كان هذا بطلا ولا كانت هذه بطولة.. ولو كان يستفيد شيئا من تضحيته لما سُمِّيت تضحية ولا فداء!!
البطولة نفسها عملٌ يناقض الحساب المنطقي الرياضي البارد!!.. ولو كان يوافقه لما كانت بطولة، بل كانت فرصة.. وكان الناس كلهم أبطالا.
وقديما قال المتنبي: لولا المشقة ساد الناس كلهم .. الجود يفقر والإقدام قتال
وما كان لعنترة أن يفخر لحبيبته ولا أن يقول: يُخبرك من شهد الوقيعة أنني .. أغشى الوغى وأعف عند المغنم
والثورات التي قامت في العالمين إنما قام بها أناس سكن في خاطرهم أن هزيمة النظام ممكنة وأن بطشه يُمكن أن يُحتمل!
وحروب التحرير التي أسقطت الإمبراطوريات العظيمة بدأها أناس لا تسعفهم الحسابات بشيء، ولكن يسعفهم يقينٌ أنهم يمكن أن ينتصروا!!
وفي الناس من يقوم بالواجب لأنه الواجب، لا يفكر في الممكن ولا في المتاح ولا في الاحتمالية.. بل يمضي على طريق الشهادة في سبيل الله، يسعفه إيمانه ويقينه ورغبته في الآخرة.. فهذا أخطر الأنواع كلها! لأن حساباته ليست من جنس حسابات هذا العالَم!
هذا النوع من الناس وصفه النبي بسيد الشهداء.. مع أنها بحسبة الناس في الدنيا: عملية انتحارية تماما!!
وبمثل هذا النوع تتغير موازين القوى، لأنهم يُشعلون المعركة التي تقتحم على الفراعين عرش استقرارهم واطمئنانهم، وتجعلهم في كل لحظة خائفين مرعوبين!!
وكل فرعون يرى في كل مولود: موسى!! وفي كل عصا حية تسعى!
وهذا أبو إبراهيم رحمه الله وتقبله، ونحن الآن في ذكراه..
قبل الطوفان بكثير قال لي أحدهم، ولم يكن موافقا لأبي إبراهيم ولا كان يحبه، "إن هذا رجل دخل السجن وقد كان معه مسدس يظن أنه بهذا المسدس يستطيع تحرير فلسطين.. فكيف سيفعل وقد خرج من السجن فوجد أكداسا من الصواريخ والأسلحة وما لم يكن يتخيله ولا يحلم به؟!".
وتلك مقولة صادقة تماما.. ولقد نُقل لي أن أبا إبراهيم قال في أيام خروجه الأولى معاتبا إخوانه: لماذا لم تحرروا فلسطين حتى الآن؟!
نفسية هذا الرجل هي التي تقلب الموازين حقا.. ذلك الذي يرى عدوه "قليلا"، يُمكن هزيمته.. فإنه يتجاسر عليه!!
(ولست الآن في وارد تقييم قرار الطوفان، هل كان صحيحا أم خاطئا.. هذا موضوع آخر وله نقاش آخر، ولا حرج في أن نقول عن الرجل أخطأ التقدير.. لكني الآن أتكلم في شيء آخر)
من يرى عدوه قليلا هو الذي يتجرأ عليه..
قد ينجح وقد يُخفق!!
وإذا نجح قيلت فيه أوصاف البطولة والسبق والذكاء وبُعد النظر..
وإذا أخفق عادوا عليه بأوصاف التهور والاندفاع والجنون وسوء التقدير..
غير أن هذا الذي أخفق ورُمِي بالتهور والاندفاع والجنون وسوء التقدير، يوقظ في غيره وفيمن بعده معنى جديدا يقول: قد كان يمكن أن ننتصر لو أنه فعل كذا وكذا، وتجنب كذا وكذا..
وهذا الشعور الذي استيقظ في الآخرين، هو أثر من طيبات آثار هذا "المندفع المجنون".. فإنه يهديهم ويدفعهم إلى محاولة جديدة.. قد تنجح أيضا وقد تخفق!!
إن الضربة الأولى هي الضربة التي تصيب الوعي، وتقول: العدو ضعيف!! وهزيمته ممكنة!!
تلك هي الضربة الحاسمة في المعركة الطويلة.. سواءٌ أصاب فيها صاحبها النصر، أو ترك لمن بعده تجربة يهتدي بها!
وهذا هو فضل سيد الشهداء.. وفضل مفجري الثورات.. وفضل محرري الشعوب.. وفضل أبي إبراهيم وصحبه!
والله من وراء ذلك كله محيط.. هل نسيت ختام الآية {ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وإلى الله ترجع الأمور}؟!!
إنه ما من مُخَطِّطٍ إلا أفلتت منه خطته حين نزلت إلى واقع العمل، وفوجئ بمتغيرات عدة لم تكن في باله..
نعم، فالله يحول القلوب، ويُصَرِّف الأبصار، ويدبر الأمور..
هكذا وصف ربنا تبارك وتعالى تدخله في غزوة بدر لينصر المؤمنين.. جعل كلا الفريقين يظن أن النصر على الآخر محتمل، عبر هذه الرؤية.. كل فريق يرى الآخر قليلا.. وإذن: النصر مضمون.. فلنقاتل!
وتأمل في بقية الآية {ليقضي الله أمرًا كان مفعولا، وإلى الله تُرجع الأمور}
ولئن سألتني عن شيء تعلمته من طول مطالعة التاريخ، ومن طول معاشرة الباحثين والأكاديميين، لذكرت لك شيئا صادما.. فإن من أظهر ما أنا منه على يقين الآن: أن الذين يغيرون العالم هم أصحاب الحسابات الخاطئة!!
الذين يمتلكون الرؤية الصحيحة، ويحسبونها بدقة، غالبا ما لا يتحركون من مكانهم.. بل ينتظرون ويطول انتظارهم، ويحسبون وتطول حساباتهم، ويظنون أنفسهم ممن يُعِدّون ويموتون قبل أن يكتمل إعدادهم.
وأنا الآن لا أكلمك في فضائل العشوائية ولا أذم لك التخطيط ولا أُحَقِّر لك من عمل البحث والباحثين، ولا أمدح لك المندفعين بلا رؤية ولا تخطيط.. إنما ألفت نظرك إلى ظاهرة واقعة في حياتنا.. فتأمل معي فيها قبل أن تهجم على الكلام أو تهاجم صاحبه!
وأول الكلام أن البطولة والبسالة والفداء والتضحية هو عمل ضد الحسابات.. لو كان المرء لا يصارع إلا من يضمن أنه يغلبه، لما كان هذا بطلا ولا كانت هذه بطولة.. ولو كان يستفيد شيئا من تضحيته لما سُمِّيت تضحية ولا فداء!!
البطولة نفسها عملٌ يناقض الحساب المنطقي الرياضي البارد!!.. ولو كان يوافقه لما كانت بطولة، بل كانت فرصة.. وكان الناس كلهم أبطالا.
وقديما قال المتنبي: لولا المشقة ساد الناس كلهم .. الجود يفقر والإقدام قتال
وما كان لعنترة أن يفخر لحبيبته ولا أن يقول: يُخبرك من شهد الوقيعة أنني .. أغشى الوغى وأعف عند المغنم
والثورات التي قامت في العالمين إنما قام بها أناس سكن في خاطرهم أن هزيمة النظام ممكنة وأن بطشه يُمكن أن يُحتمل!
وحروب التحرير التي أسقطت الإمبراطوريات العظيمة بدأها أناس لا تسعفهم الحسابات بشيء، ولكن يسعفهم يقينٌ أنهم يمكن أن ينتصروا!!
وفي الناس من يقوم بالواجب لأنه الواجب، لا يفكر في الممكن ولا في المتاح ولا في الاحتمالية.. بل يمضي على طريق الشهادة في سبيل الله، يسعفه إيمانه ويقينه ورغبته في الآخرة.. فهذا أخطر الأنواع كلها! لأن حساباته ليست من جنس حسابات هذا العالَم!
هذا النوع من الناس وصفه النبي بسيد الشهداء.. مع أنها بحسبة الناس في الدنيا: عملية انتحارية تماما!!
وبمثل هذا النوع تتغير موازين القوى، لأنهم يُشعلون المعركة التي تقتحم على الفراعين عرش استقرارهم واطمئنانهم، وتجعلهم في كل لحظة خائفين مرعوبين!!
وكل فرعون يرى في كل مولود: موسى!! وفي كل عصا حية تسعى!
وهذا أبو إبراهيم رحمه الله وتقبله، ونحن الآن في ذكراه..
قبل الطوفان بكثير قال لي أحدهم، ولم يكن موافقا لأبي إبراهيم ولا كان يحبه، "إن هذا رجل دخل السجن وقد كان معه مسدس يظن أنه بهذا المسدس يستطيع تحرير فلسطين.. فكيف سيفعل وقد خرج من السجن فوجد أكداسا من الصواريخ والأسلحة وما لم يكن يتخيله ولا يحلم به؟!".
وتلك مقولة صادقة تماما.. ولقد نُقل لي أن أبا إبراهيم قال في أيام خروجه الأولى معاتبا إخوانه: لماذا لم تحرروا فلسطين حتى الآن؟!
نفسية هذا الرجل هي التي تقلب الموازين حقا.. ذلك الذي يرى عدوه "قليلا"، يُمكن هزيمته.. فإنه يتجاسر عليه!!
(ولست الآن في وارد تقييم قرار الطوفان، هل كان صحيحا أم خاطئا.. هذا موضوع آخر وله نقاش آخر، ولا حرج في أن نقول عن الرجل أخطأ التقدير.. لكني الآن أتكلم في شيء آخر)
من يرى عدوه قليلا هو الذي يتجرأ عليه..
قد ينجح وقد يُخفق!!
وإذا نجح قيلت فيه أوصاف البطولة والسبق والذكاء وبُعد النظر..
وإذا أخفق عادوا عليه بأوصاف التهور والاندفاع والجنون وسوء التقدير..
غير أن هذا الذي أخفق ورُمِي بالتهور والاندفاع والجنون وسوء التقدير، يوقظ في غيره وفيمن بعده معنى جديدا يقول: قد كان يمكن أن ننتصر لو أنه فعل كذا وكذا، وتجنب كذا وكذا..
وهذا الشعور الذي استيقظ في الآخرين، هو أثر من طيبات آثار هذا "المندفع المجنون".. فإنه يهديهم ويدفعهم إلى محاولة جديدة.. قد تنجح أيضا وقد تخفق!!
إن الضربة الأولى هي الضربة التي تصيب الوعي، وتقول: العدو ضعيف!! وهزيمته ممكنة!!
تلك هي الضربة الحاسمة في المعركة الطويلة.. سواءٌ أصاب فيها صاحبها النصر، أو ترك لمن بعده تجربة يهتدي بها!
وهذا هو فضل سيد الشهداء.. وفضل مفجري الثورات.. وفضل محرري الشعوب.. وفضل أبي إبراهيم وصحبه!
والله من وراء ذلك كله محيط.. هل نسيت ختام الآية {ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وإلى الله ترجع الأمور}؟!!
إنه ما من مُخَطِّطٍ إلا أفلتت منه خطته حين نزلت إلى واقع العمل، وفوجئ بمتغيرات عدة لم تكن في باله..
نعم، فالله يحول القلوب، ويُصَرِّف الأبصار، ويدبر الأمور..
وكم من ضارب ضربة لم يتصور بُعد نتائجها: نجاحا وإخفاقا.. وأنت نفسك، ترى في حياتك الصغيرة كيف أن عملا بلغ بك نجاحا لم تتوقعه، أو خطأ بسيطا أودى بك في مهاوٍ لم تتوقعها أيضا!
وهكذا كان أبو إبراهيم حتى لحظته الأخيرة التي غدت مضرب الأمثال.. العصا في وجه المُسَيَّرة..
الفعل المُلْهِم الذي يبدو بالحساب الرياضي المنطقي لا معنى له.. ولكنه يثير في الناس والجماهير معاني عظيمة تتحول فيما بعد إلى أسلحة عتيدة..
ولله در تميم حين أنشد فقال:
رمى بالعصا جيش العدو وصية .. لمن عنده غير العصي وما رمى
رمى بالعصا لم يبق في اليد غيرها .. ومن في يديه العسكر المجر أحجما
غدت مضرب الأمثال منذ رمى بها .. لكل فتى يحمى سواه وما احتمى
هنا يصبح الإنسان دينا مجردا .. ويصبح دين الناس شخصا مُجَسَّما
وقبله قال غيره: لعمرك إني أرى مصرعي .. ولكن أغذ إليه الخطى
وقبلهم قال عظيمنا وجليلنا وسيدنا وفخرنا في الأولين والآخرين، عمر بن الخطاب: لو لم أجد إلا الذر لقاتلتكم به!!
لئن طال بي عمر، وقدر الله السلامة، فإن في النية تقديم حلقات عن الصمود الذي غير التاريخ مع أنه يخالف كل حسابات المنطق الرياضية!! وعن أولئك الرجال الذين اختاروا القتال أو الثبات في لحظة لا يسعفهم فيها شيء من أمر الدنيا!!
بمثل أولئك فتحنا الدنيا.. وبمثل أولئك -عند عدونا- تعرقلت فتوحاتنا وتعطلت خططنا وتوقفت مسيرتنا..
وبمثلهم، بأبي إبراهيم وأمثاله، نستأنف مسيرة الأمة من جديد..
وهذا أمرٌ قد بدأ، ولن يرجع إلى الوراء أبدا..
وهكذا كان أبو إبراهيم حتى لحظته الأخيرة التي غدت مضرب الأمثال.. العصا في وجه المُسَيَّرة..
الفعل المُلْهِم الذي يبدو بالحساب الرياضي المنطقي لا معنى له.. ولكنه يثير في الناس والجماهير معاني عظيمة تتحول فيما بعد إلى أسلحة عتيدة..
ولله در تميم حين أنشد فقال:
رمى بالعصا جيش العدو وصية .. لمن عنده غير العصي وما رمى
رمى بالعصا لم يبق في اليد غيرها .. ومن في يديه العسكر المجر أحجما
غدت مضرب الأمثال منذ رمى بها .. لكل فتى يحمى سواه وما احتمى
هنا يصبح الإنسان دينا مجردا .. ويصبح دين الناس شخصا مُجَسَّما
وقبله قال غيره: لعمرك إني أرى مصرعي .. ولكن أغذ إليه الخطى
وقبلهم قال عظيمنا وجليلنا وسيدنا وفخرنا في الأولين والآخرين، عمر بن الخطاب: لو لم أجد إلا الذر لقاتلتكم به!!
لئن طال بي عمر، وقدر الله السلامة، فإن في النية تقديم حلقات عن الصمود الذي غير التاريخ مع أنه يخالف كل حسابات المنطق الرياضية!! وعن أولئك الرجال الذين اختاروا القتال أو الثبات في لحظة لا يسعفهم فيها شيء من أمر الدنيا!!
بمثل أولئك فتحنا الدنيا.. وبمثل أولئك -عند عدونا- تعرقلت فتوحاتنا وتعطلت خططنا وتوقفت مسيرتنا..
وبمثلهم، بأبي إبراهيم وأمثاله، نستأنف مسيرة الأمة من جديد..
وهذا أمرٌ قد بدأ، ولن يرجع إلى الوراء أبدا..