مقالات مختارة
Photo
🔸معتقلي الرأي في السعودية:
لا يزال الدكتور #عبدالله_اليحيى، رهن الاعتقال التعسفي منذ 24 ديسمبر 2021؛ على خلفية بضع تغريدات نشرها على حسابه في تويتر، انتقد فيها التطبيعَ مع إسرائيل.
لا يزال المهندس الفلسطيني الشاب #موسى_أبوحسين رهن الاعتقال التعسفي منذ أبريل 2019، وقد انقطعت أخباره ولا معلومات عن مكان أو ظروف احتجازه.
🔴 المهندس ناصر نجل المعتقل د. #عوض_القرني في حوار له مع صحيفة بلومبيرغ:
“هددني بعض المسؤولين في أمن الدولة بالسجن أو الإعدام في حال الحديث عن قضية والدي أو الانتهاكات التي يتعرض لها".
الصحفي الأردني #عبدالرحمن_فرحانة لا يزال رهن الاعتقال التعسفي منذ فبراير 2019، في سجن المباحث بالدمام بلا سبب قانوني.
الناشط الحقوقي #زكي_الأشتف.. تم اعتقاله في 2015؛ على خلفية نشاطه الداعم لمعتقلي الرأي.
أخباره مقطوعة تماماً ولا معلومات عن ظروف احتجازه.
🔴 أنباء عن اعتقال المغرد عبدالله البعيّز؛ بعد نشره تغريدة ينتقد فيها “التطبيل” لرئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ.
يقضي الأكاديمي د. #خالد_العودة المعتقل ضمن معتقلي حملة سبتمبر 2017، حُكماً جائراً بالسجن مدة 5 سنوات؛ على خلفية تغريدة نشرها عن شقيقه الشيخ #سلمان_العودة.
🔴 عاجل
أنباء عن إصدار المحكمة الجزائية المتخصصة حكما بالإعدام ضد #ابراهيم_صالح_ابوخليل_الحويطي، ابن عم الشهيد عبدالرحمن الحويطي.
لا يزال الدكتور #عبدالله_اليحيى، رهن الاعتقال التعسفي منذ 24 ديسمبر 2021؛ على خلفية بضع تغريدات نشرها على حسابه في تويتر، انتقد فيها التطبيعَ مع إسرائيل.
لا يزال المهندس الفلسطيني الشاب #موسى_أبوحسين رهن الاعتقال التعسفي منذ أبريل 2019، وقد انقطعت أخباره ولا معلومات عن مكان أو ظروف احتجازه.
🔴 المهندس ناصر نجل المعتقل د. #عوض_القرني في حوار له مع صحيفة بلومبيرغ:
“هددني بعض المسؤولين في أمن الدولة بالسجن أو الإعدام في حال الحديث عن قضية والدي أو الانتهاكات التي يتعرض لها".
الصحفي الأردني #عبدالرحمن_فرحانة لا يزال رهن الاعتقال التعسفي منذ فبراير 2019، في سجن المباحث بالدمام بلا سبب قانوني.
الناشط الحقوقي #زكي_الأشتف.. تم اعتقاله في 2015؛ على خلفية نشاطه الداعم لمعتقلي الرأي.
أخباره مقطوعة تماماً ولا معلومات عن ظروف احتجازه.
🔴 أنباء عن اعتقال المغرد عبدالله البعيّز؛ بعد نشره تغريدة ينتقد فيها “التطبيل” لرئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ.
يقضي الأكاديمي د. #خالد_العودة المعتقل ضمن معتقلي حملة سبتمبر 2017، حُكماً جائراً بالسجن مدة 5 سنوات؛ على خلفية تغريدة نشرها عن شقيقه الشيخ #سلمان_العودة.
🔴 عاجل
أنباء عن إصدار المحكمة الجزائية المتخصصة حكما بالإعدام ضد #ابراهيم_صالح_ابوخليل_الحويطي، ابن عم الشهيد عبدالرحمن الحويطي.
#درر_سيد_قطب
▪️الطغيان لا يخشى شيئاً كما يخشى يقظة الشعوب وصحوة القلوب ، ولا يكره أحداً كما يكره الداعين إلى الوعي واليقظة".
▪️إنّ بعض الحشرات يختنق برائحة الأزهار العبقة ولا يستطيع العيش إلا في المقاذر ؛ وكذلك المجرمون!*
✍ المفكر الاسلامي سيد قطب
https://www.tg-me.com/menoathgafi
▪️الطغيان لا يخشى شيئاً كما يخشى يقظة الشعوب وصحوة القلوب ، ولا يكره أحداً كما يكره الداعين إلى الوعي واليقظة".
▪️إنّ بعض الحشرات يختنق برائحة الأزهار العبقة ولا يستطيع العيش إلا في المقاذر ؛ وكذلك المجرمون!*
✍ المفكر الاسلامي سيد قطب
https://www.tg-me.com/menoathgafi
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
المتطرفون الهندوس في #الهند يواصلون جرائمهم بحق مسلمي الهند… شاهدوا كيف تدعس سيارة هندوسية فتاة مسلمة محجبة في #حيدر_آباد… إنَّمَا يتولّى كبر موجة التطرف هذه رئيس الوزراء #مودي ..
#إلا_رسول_الله_يا_مودي
#مقاطعة_المنتجات_الهندية
✍أحمد زيدان صحفي سوري
#إلا_رسول_الله_يا_مودي
#مقاطعة_المنتجات_الهندية
✍أحمد زيدان صحفي سوري
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
☝️ دولة الإمارات تكرم الهندوس وتبني لهم أكبر معبد هندوسي في دبي بتكلفة 16 مليون دولار بعد إساءتهم للنبي ﷺ وقيامهم بقتل المسلمين في الهند وتهجيرهم وحرق وهدم بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم !!
الحلف الإماراتي الهندوس ضد الاسلام
الحلف الإماراتي الهندوس ضد الاسلام
مقالات مختارة
☝️ دولة الإمارات تكرم الهندوس وتبني لهم أكبر معبد هندوسي في دبي بتكلفة 16 مليون دولار بعد إساءتهم للنبي ﷺ وقيامهم بقتل المسلمين في الهند وتهجيرهم وحرق وهدم بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم !! الحلف الإماراتي الهندوس ضد الاسلام
#معركة_الوعي 📚
الرجل الذي فتح السند والهند وأدخل الملايين في الإسلام وبسببه اليوم باكستان وبعض الدول مسلمة وبسببه بقيت الهند دولة إسلامية لمدة 1000عام، وكيف هذا الرجل حرك جيوشه لصراخ إمرأة كانت معتقلة وكان يحكم بشريعة الله ولم يتحالف مع الغرب أو الشرق ولم يدافع ويعطي حقوق للشواذ أو يقيم معابد الهندوس والبوذيين...
عندما مات (الحجاج بن يوسف الثقفي)
سجد الحسن البصري إمام التابعين شكر لله
ولم يقل إذكروا محاسن موتاكم
سجد لله لإن الحجاج كان ظاااالم
فكيف إن رأى الحسن البصري حالنا اليوم
https://www.tg-me.com/menoathgafi
الرجل الذي فتح السند والهند وأدخل الملايين في الإسلام وبسببه اليوم باكستان وبعض الدول مسلمة وبسببه بقيت الهند دولة إسلامية لمدة 1000عام، وكيف هذا الرجل حرك جيوشه لصراخ إمرأة كانت معتقلة وكان يحكم بشريعة الله ولم يتحالف مع الغرب أو الشرق ولم يدافع ويعطي حقوق للشواذ أو يقيم معابد الهندوس والبوذيين...
عندما مات (الحجاج بن يوسف الثقفي)
سجد الحسن البصري إمام التابعين شكر لله
ولم يقل إذكروا محاسن موتاكم
سجد لله لإن الحجاج كان ظاااالم
فكيف إن رأى الحسن البصري حالنا اليوم
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "
مقالات مختارة
☝️ دولة الإمارات تكرم الهندوس وتبني لهم أكبر معبد هندوسي في دبي بتكلفة 16 مليون دولار بعد إساءتهم للنبي ﷺ وقيامهم بقتل المسلمين في الهند وتهجيرهم وحرق وهدم بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم !! الحلف الإماراتي الهندوس ضد الاسلام
#تغريدة
دويلة الإمارات تفتح الكنائس المسيحية واليهودية والمعابد للسيخ والهندوسية والاصنام للبوذية!!!
بينما تضيق الخناق على المساجد وتعتقل المصلحين على اراضيها ومرتزقتها يغتالون العلماء في جنوب اليمن!!
تستقبل قساوسة و حخامات اليهود والنصارى ورهبان وكهنة الهندوس والبوذيين
في المقابل تحث الدول الأوروبية على التضيق مساجد أوروبا حتى لاتصدر الإرهاب حسب زعمها!!!!!
هل هذه دولة مسلمة!!!!
✍ أبو عبد الله_مدير القناة
https://www.tg-me.com/menoathgafi
دويلة الإمارات تفتح الكنائس المسيحية واليهودية والمعابد للسيخ والهندوسية والاصنام للبوذية!!!
بينما تضيق الخناق على المساجد وتعتقل المصلحين على اراضيها ومرتزقتها يغتالون العلماء في جنوب اليمن!!
تستقبل قساوسة و حخامات اليهود والنصارى ورهبان وكهنة الهندوس والبوذيين
في المقابل تحث الدول الأوروبية على التضيق مساجد أوروبا حتى لاتصدر الإرهاب حسب زعمها!!!!!
هل هذه دولة مسلمة!!!!
✍ أبو عبد الله_مدير القناة
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "
مقالات مختارة
☝️ دولة الإمارات تكرم الهندوس وتبني لهم أكبر معبد هندوسي في دبي بتكلفة 16 مليون دولار بعد إساءتهم للنبي ﷺ وقيامهم بقتل المسلمين في الهند وتهجيرهم وحرق وهدم بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم !! الحلف الإماراتي الهندوس ضد الاسلام
#تغريدة
سيكتب التاريخ ان محمد بن زايد أعاد الوثنية الى جزيرة العرب بعد ١٤٠٠ عام من نور الاسلام
كأعمر بن لحي الخزاعي الذي ادخل الاصنام الى مكة كان الناس على دين الحنيفية
https://www.tg-me.com/menoathgafi
سيكتب التاريخ ان محمد بن زايد أعاد الوثنية الى جزيرة العرب بعد ١٤٠٠ عام من نور الاسلام
كأعمر بن لحي الخزاعي الذي ادخل الاصنام الى مكة كان الناس على دين الحنيفية
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "
📝 دعوة التسامح الديني بين التدليس والتأسيس
✍بقلم : احسان الفقية
يقول المستشرق الفرنسي جوزيف توسان رينو: «إن المسلمين في مدن الأندلس كانوا يعاملون النصارى بالحسنى، كما أن النصارى كانوا يراعون شعور المسلمين فيختنون أولادهم ولا يأكلون لحم الخنزير».
ويقول المفكر الأمريكي درابر: «إن المسلمين الأولين في زمن الخلفاء لم يقتصروا في معاملة أهل العلم من النصارى النسطوريين ومن اليهود على مجرد الاحترام، بل فوضوا إليهم كثيراً من الأعمال الجسام ورقوهم إلى مناصب الدولة، حتى أن هارون الرشيد وضع جميع المدارس تحت مراقبة حنا بن ماسويه، ولم يكن ينظر إلى البلد الذي عاش فيه العالم، ولا إلى الدين الذي ولد فيه، بل لم يكن ينظر إلا إلى مكانته من العلم والمعرفة».
هذه الشهادة الغربية بالتسامح الديني في الحضارة الإسلامية، تتعلق بعهود كان أصحاب كل شريعة فيها يؤمنون بعقائدهم وتصوراتهم الدينية، ويرون أن المخالف لهم على غير الحق والهدى، ومع ذلك كانوا يتعاملون بالحسنى مع الآخرين، لأن التسامح الديني لا علاقة له بالعقائد والتصورات، وإنما ينصب على السلوكيات والأفعال.
دعونا نناقش هذه القضية بوضوح وصراحة رغم أن البعض يعتبرها شائكة، فذلك أفضل وأجدى من التدليس الذي انتشر في هذه الآونة، التي شهدت نبرة، أو إن شئت فقل نعرة، تخالف المنطق والمعقول والمألوف، وتربط بين التسامح الديني والاعتراف بصحة منهج المخالف، فإما أن يشهد للمخالف بالإيمان والحق، وإما أن يُعتبر من المتشددين الذين يفسدون في الأرض ويفككون اللُحمة المجتمعية ويفرقون بين أبناء الوطن الواحد. إن هذه الدعوة لا يقبلها أي من أتباع الملل المختلفة، لأن كلا منه له عقيدته وتصوراته الخاصة، تميزه عن غيره، ويؤمن أتباعها بأنهم على المنهج الحق، وأن غيرهم على المنهج الباطل، وإلا فلم يعضّ كل منهم على عقيدته بالنواجذ؟ لماذا صمد مسيحيو مصر أمام بطش الكنيسة الرومانية ولم يغيروا مذهبهم، رغم أنهم تابعون جميعا للمسيحية؟ ولماذا يؤثر المسلم الافريقي خاوي البطن أن يظل على جوعه ولا يترك إسلامه بإغراءات الطعام والمال؟ لأن كلا منهم يؤمن بأنه على الحق وغيره على المنهج الباطل. إذا سألت عالما مسلما عن غير المسلمين سيقول: «هم كفار، وعقائدهم فاسدة باطلة» وإن سألت قسا أو راهبا عن غير المسيحيين سيقول: «هم كفار لا يدخلون الملكوت» وهكذا إن سألت صاحب أي ملة أو عقيدة، سيكرر الكلام نفسه، فهل يعني هذا أنهم ضد التسامح الديني؟ بعض المشايخ والدعاة، يضعون حتمية لإيجاد التسامح الديني باعتراف المسلم بأن غيره من أهل الملل الأخرى على الإيمان والحق، وينكرون على من يقول خلاف ذلك، لأن هؤلاء يفسدون ولا يصلحون، لقد حسم القرآن ذلك الأمر عندما قال (لا إكراه في الدين) (لكم دينكم ولي دين) فهو يريد المجتمع الواضح الذي لا نفاق فيه، ودعا إلى تسامح المسلم مع غيره من أصحاب الشرائع «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم» على الرغم من أنه لا يشهد لهم بصحة العقائد والتصورات. وهذا يعد تأسيسا لحقيقة التسامح الديني الذي ينبغي أن يكون واضحا بهذه الصورة على مر العصور، الاختلاف في العقيدة ليس قرينًا للتشدد وليسا مضادا للتسامح.
صورة التسامح الديني، أن أعتز بمنظومتي العقدية التي أعتقد صحتها وأعتقد خطأ مخالفتها، وفي الوقت نفسه، أحسن إلى جاري المسيحي أو اليهودي، وأخالقه بالأخلاق الحسنة، وألا أظلم أيا منهم في خصومه، هذا هو الإسلام الذي جاء، وهذا هو الإسلام الذي صنع حضارة فريدة، وهذا هو الإسلام الذي ينبغي أن يكون. هناك من المسيحيين من يوزع التمر على المسلمين الصائمين، ويمتنع عن الأكل في نهار رمضان صيانة لمشاعر جيرانه المسلمين، وهو يعتقد أنه على الحق، وأن المسلمين على اعتقادات وتصورات باطلة، فهل يلزم حتى نصفه بالتسامح أن يقر للمسلم بأن عقيدته صحيحة؟ لا يقول هذا إلا جاهل أو ضيق الأفق. وإبان ثورات الربيع العربي، كان المسلمون يقفون على أبواب الكنائس وتحت أسوارها لحمايتها، وهم يعتقدون أنهم أصحاب العقيدة السليمة، وأن غيرهم على باطل، فهل يلزم حتى نصفهم بالتسامح الديني أن يقروا لمخالفيهم بصحة الاعتقاد؟ لا يقول هذا إلا جاهل أو ضيق الأفق. وبعض هؤلاء الدعاة الذين يستحقون وصف الجهل والجهالة، يذهبون إلى أبعد من ذلك، ويدعون بأن عدم إطلاق وصف الإيمان على هؤلاء المخالفين يكون ذريعة لإراقة الدماء، وهذا تجهيل واضح للأمة على اختلاف مللها وشرائعها، ذلك لأنه ليس هناك في الإسلام شيء اسمه القتل على الديانة، وقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة مع اليهود، ووضع أسسا فريدة لما يعرف اليوم بالمواطنة، ووثيقة العهد خير شاهد، والتي نصت على النصرة بين المسلمين واليهود، وإنما أجلى بعض اليهود من المدينة نتيجة الغدر والتآمر على الدولة الإسلامية وقائدها صلى الله عليه وسلم.
✍بقلم : احسان الفقية
يقول المستشرق الفرنسي جوزيف توسان رينو: «إن المسلمين في مدن الأندلس كانوا يعاملون النصارى بالحسنى، كما أن النصارى كانوا يراعون شعور المسلمين فيختنون أولادهم ولا يأكلون لحم الخنزير».
ويقول المفكر الأمريكي درابر: «إن المسلمين الأولين في زمن الخلفاء لم يقتصروا في معاملة أهل العلم من النصارى النسطوريين ومن اليهود على مجرد الاحترام، بل فوضوا إليهم كثيراً من الأعمال الجسام ورقوهم إلى مناصب الدولة، حتى أن هارون الرشيد وضع جميع المدارس تحت مراقبة حنا بن ماسويه، ولم يكن ينظر إلى البلد الذي عاش فيه العالم، ولا إلى الدين الذي ولد فيه، بل لم يكن ينظر إلا إلى مكانته من العلم والمعرفة».
هذه الشهادة الغربية بالتسامح الديني في الحضارة الإسلامية، تتعلق بعهود كان أصحاب كل شريعة فيها يؤمنون بعقائدهم وتصوراتهم الدينية، ويرون أن المخالف لهم على غير الحق والهدى، ومع ذلك كانوا يتعاملون بالحسنى مع الآخرين، لأن التسامح الديني لا علاقة له بالعقائد والتصورات، وإنما ينصب على السلوكيات والأفعال.
دعونا نناقش هذه القضية بوضوح وصراحة رغم أن البعض يعتبرها شائكة، فذلك أفضل وأجدى من التدليس الذي انتشر في هذه الآونة، التي شهدت نبرة، أو إن شئت فقل نعرة، تخالف المنطق والمعقول والمألوف، وتربط بين التسامح الديني والاعتراف بصحة منهج المخالف، فإما أن يشهد للمخالف بالإيمان والحق، وإما أن يُعتبر من المتشددين الذين يفسدون في الأرض ويفككون اللُحمة المجتمعية ويفرقون بين أبناء الوطن الواحد. إن هذه الدعوة لا يقبلها أي من أتباع الملل المختلفة، لأن كلا منه له عقيدته وتصوراته الخاصة، تميزه عن غيره، ويؤمن أتباعها بأنهم على المنهج الحق، وأن غيرهم على المنهج الباطل، وإلا فلم يعضّ كل منهم على عقيدته بالنواجذ؟ لماذا صمد مسيحيو مصر أمام بطش الكنيسة الرومانية ولم يغيروا مذهبهم، رغم أنهم تابعون جميعا للمسيحية؟ ولماذا يؤثر المسلم الافريقي خاوي البطن أن يظل على جوعه ولا يترك إسلامه بإغراءات الطعام والمال؟ لأن كلا منهم يؤمن بأنه على الحق وغيره على المنهج الباطل. إذا سألت عالما مسلما عن غير المسلمين سيقول: «هم كفار، وعقائدهم فاسدة باطلة» وإن سألت قسا أو راهبا عن غير المسيحيين سيقول: «هم كفار لا يدخلون الملكوت» وهكذا إن سألت صاحب أي ملة أو عقيدة، سيكرر الكلام نفسه، فهل يعني هذا أنهم ضد التسامح الديني؟ بعض المشايخ والدعاة، يضعون حتمية لإيجاد التسامح الديني باعتراف المسلم بأن غيره من أهل الملل الأخرى على الإيمان والحق، وينكرون على من يقول خلاف ذلك، لأن هؤلاء يفسدون ولا يصلحون، لقد حسم القرآن ذلك الأمر عندما قال (لا إكراه في الدين) (لكم دينكم ولي دين) فهو يريد المجتمع الواضح الذي لا نفاق فيه، ودعا إلى تسامح المسلم مع غيره من أصحاب الشرائع «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم» على الرغم من أنه لا يشهد لهم بصحة العقائد والتصورات. وهذا يعد تأسيسا لحقيقة التسامح الديني الذي ينبغي أن يكون واضحا بهذه الصورة على مر العصور، الاختلاف في العقيدة ليس قرينًا للتشدد وليسا مضادا للتسامح.
صورة التسامح الديني، أن أعتز بمنظومتي العقدية التي أعتقد صحتها وأعتقد خطأ مخالفتها، وفي الوقت نفسه، أحسن إلى جاري المسيحي أو اليهودي، وأخالقه بالأخلاق الحسنة، وألا أظلم أيا منهم في خصومه، هذا هو الإسلام الذي جاء، وهذا هو الإسلام الذي صنع حضارة فريدة، وهذا هو الإسلام الذي ينبغي أن يكون. هناك من المسيحيين من يوزع التمر على المسلمين الصائمين، ويمتنع عن الأكل في نهار رمضان صيانة لمشاعر جيرانه المسلمين، وهو يعتقد أنه على الحق، وأن المسلمين على اعتقادات وتصورات باطلة، فهل يلزم حتى نصفه بالتسامح أن يقر للمسلم بأن عقيدته صحيحة؟ لا يقول هذا إلا جاهل أو ضيق الأفق. وإبان ثورات الربيع العربي، كان المسلمون يقفون على أبواب الكنائس وتحت أسوارها لحمايتها، وهم يعتقدون أنهم أصحاب العقيدة السليمة، وأن غيرهم على باطل، فهل يلزم حتى نصفهم بالتسامح الديني أن يقروا لمخالفيهم بصحة الاعتقاد؟ لا يقول هذا إلا جاهل أو ضيق الأفق. وبعض هؤلاء الدعاة الذين يستحقون وصف الجهل والجهالة، يذهبون إلى أبعد من ذلك، ويدعون بأن عدم إطلاق وصف الإيمان على هؤلاء المخالفين يكون ذريعة لإراقة الدماء، وهذا تجهيل واضح للأمة على اختلاف مللها وشرائعها، ذلك لأنه ليس هناك في الإسلام شيء اسمه القتل على الديانة، وقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة مع اليهود، ووضع أسسا فريدة لما يعرف اليوم بالمواطنة، ووثيقة العهد خير شاهد، والتي نصت على النصرة بين المسلمين واليهود، وإنما أجلى بعض اليهود من المدينة نتيجة الغدر والتآمر على الدولة الإسلامية وقائدها صلى الله عليه وسلم.
الإسلام جعل الدماء معصومة، ولا تراق بسبب الاختلاف في العقيدة، وإنما بسبب الظلم والعدوان، حتى إن وقع من مسلم، فقد جعلت الشريعة القتل إحدى عقوبات قطاع الطرق المفسدين في الأرض، ولو كانوا مسلمين، فلا تلازم بين الاختلاف في العقيدة والدماء كما يصور بعض الجّهال. الحساب على اختلاف العقيدة ليس محله الدنيا، وليس أمره إلى البشر، ففي الدنيا يلتقي الجميع على اختلاف شرائعهم على قيم الإحسان وكف الأذى والمعاملة الطيبة والتلاحم لرفعة الوطن ونهضته، وكلهم يقفون أمام العدالة سواسية، لا يفرق بينهم في الحكم على أساس الدين. تلك هي صورة التسامح التي ينبغي أن يؤسس لها هؤلاء الدعاة، وأقول (يؤسس) على سبيل التقريب، وإلا فإن هذه الصورة قد رسّخها الإسلام وأسس لها منذ بزوغ فجره.
دعوا الناس وشأنهم، لا نريد أن نعيش في مجتمعات ينافق بعضها بعضا، دعوا عقائد الناس وتصوراتهم، وركّزوا على السلوك والتعامل بين أبناء المجتمع الواحد بالحسنى والأخلاق الطيبة، هذا ما تكون به رفعة الأوطان حقا، والله غالب على أمره لكن أكثر الناس لا يعلمون.
https://www.tg-me.com/menoathgafi
دعوا الناس وشأنهم، لا نريد أن نعيش في مجتمعات ينافق بعضها بعضا، دعوا عقائد الناس وتصوراتهم، وركّزوا على السلوك والتعامل بين أبناء المجتمع الواحد بالحسنى والأخلاق الطيبة، هذا ما تكون به رفعة الأوطان حقا، والله غالب على أمره لكن أكثر الناس لا يعلمون.
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "
مقالات مختارة
Photo
📝 الفاتيكان بابا لا يُظلم عنده أحد !
✍بقلم : نزيه الأحدب
كلمة الحق التي نطق بها البابا فرنسيس برفضه الربط بين الإسلام والإرهاب، تُغني عن سَيل من توضيحات العلماء والدعاة المسلمين، لكونها صدرت عن رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم في معرض رده على سؤال حول أسباب عدم ذِكره الإسلام عندما يدين الهجمات الإرهابية، وذهب أبعد من ذلك ليؤكد أن المسيحيين كما المسلمين يمكن أن يكونوا عنيفين، مستشهدا بأنه عندما يقرأ الصحف يجد أعمال عنف وقتل تحدث في إيطاليا على أيدي كاثوليك مُعمَّدين، منتقدا بشكل غير مباشر الخطاب السياسي والإعلامي، الذي يتحدث عن أعمال عنف إسلامية ويغفل عن أعمال عنف مسيحية، وأقرّ بوجود مجموعات صغيرة من المتشددين في كل الديانات كما عند المسيحيين أيضا. وشدد البابا على أن الدين ليس الدافع الحقيقي وراء العنف، مضيفا أن القتل يمكن أن يتم بواسطة اللسان تماما كما بواسطة السكّين.
لا شك أن أدبيات كُرسي الفاتيكان تقارب الشأن العام من مداخل القيم الإنسانية ورسالة السلام التي تضطلع بها الكنيسة، دون الخوض في متاهات الحيثيات والوقائع السياسية، وإلا لكان بإمكان البابا فرنسيس استبدال الحديث عن معادلة اللسان - السكين، بالإشارة إلى أن طائرات "إف 16" والسوخوي أيضا تقتل، وفرقاطة "أوليفر هازارد بيري" الأمريكية ونظيرتها الروسية "الأميرال غورشكوف" كذلك تُدمر، والأسلحة العابرة للمحيطات التي قتلت عبر التاريخ المعاصر، وما تزال مئات آلاف المسلمين والمستضعفين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وطريق الحرير ودول البلقان، يمكن أن تكون خضعت لمباركة قساوسة أو سبقتها مكالمةٌ مدّعاة مع الله من رئيس حضارة العالم الجديد جورج بوش؛ الذي أعلن حربا باسم الدين على العراق، فردّه إلى القرون الوسطى، وذكّر العالم بالمجازر التي ارتُكبت باسم المسيحية، وهي منها براء، في أوروبا القديمة التي قُتِل ربعُ سكانها في حرب مذهبية بين الكاثوليك والبروتستانت، وأوغَلت في محاكم التفتيش التي لم ترحم المسيحيين المختلفين ولا اليهود ولا المسلمين في الأندلس، حيث يقول عنها المؤرخ الفرنسي "غوستاف لوبون": "يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائصنا من قصص التعذيب والاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرون على المسلمين المنهزمين، فلقد عمّدوهم عنوة وسلّموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع، واقترح القس "بليدا" قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء والأطفال، وهكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي".
نكاد نرى في عينَي البابا المتصالح مع "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ" (إنجيل لوقا 6: 27)، إدانة عميقة لما ارتكبه مجرمو الحملات الصليبية الدموية في القدس وبلاد الشام ومصر والمغرب العربي، في البوسنة والهرسك ومجازر سريبرينيتسا، في عراق "البوشين" الأب والابن، في أفغانستان الفقراء، في النازية والبلشفية والستالينية، في كل جرائم إسرائيل بأموال وأسلحة المسيحيين، في الشيشان والصومال واليمن والسودان، في ليبيا والغزو الإيطالي، في لبنان وسوريا والغزو الفرنسي، في العراق والأردن والاحتلال البريطاني، في مجازر صبرا وشاتيلا والمجد الذي أعطي لتقديس الانتقام من الأجساد الطريّة، وأخيرا، وليس آخرا، في مالي وفي جمهورية إفريقيا الوسطى.
يقف بابا التسامح والمعرفة بجوهر الرحمة في الإسلام مذهولا أمام ماكينة إعلامية بحجم الأرض؛ تحصر الجريمة بالمسلم وتنسبها إلى الإسلام وجينات أبنائه، بما يخالف المنطق الذي يحتّم انتهاء الأرض لو أن رُبع سكانها، أي المسلمين، تحوّلوا إلى انتحاريين وقتلة أو إلى بيئة حاضنة للإرهاب.
إن التاريخ هو حكايات الزمن التي لا تدور على الأديان بل على معتنقيها، وإن في تاريخ المسلمين للكثير مما يدعو إلى الخجل، أكان ما فعله بعضهم ببعض، أو ما فعلوه بالآخرين من قتل وظلم واضطهاد وإلغاء ثقافي وسياسي واجتماعي باسم الدين، وإن إنكار ذلك مِن جانب بعض المسلمين مخالف لروح الإسلام الذي يحض على الإصلاح والتوبة التي تبدأ بالإعتراف بالخطيئة. ولو التزم المسلمون بعدل إسلامهم ورسالته، لما وصلوا اليوم إلى قعر التخلف والهزيمة والضعف والهوان، وهذه حقيقة عقائدية قرآنية.
كل ما يريده بابا روما من المسيحيين ألا يخضعوا لخُرافة تخويفهم من الإسلام، وألا يتوجّسوا إذا سمعوا تكبيرات الأذان؛ لأن المسلمين لا يتوجسون من رؤية الصليب الذي شكل في حقب زمنية مختلفة شعارا لحملات إبادة طائفية ضدهم.
عندما أوذي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من قومه قرّر أول هجرة في التاريخ الإسلامي إلى كنف المسيحيين ومَلكِهم في أرض الحبشة "أصحَمة النجاشي"، وقال لأصحابه رضي الله عنهم: "إن فيها مَلِكا لا يُظلم عنده أحد"، واليوم يتشابه بعض الحكام الأوروبيين مع النجاشي ولا يتشابهون مع توني بلير والمحافظين الأمريكيين الجدد واليمين المتطرف في القارة العجوز، فَتحوا مدنهم
✍بقلم : نزيه الأحدب
كلمة الحق التي نطق بها البابا فرنسيس برفضه الربط بين الإسلام والإرهاب، تُغني عن سَيل من توضيحات العلماء والدعاة المسلمين، لكونها صدرت عن رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم في معرض رده على سؤال حول أسباب عدم ذِكره الإسلام عندما يدين الهجمات الإرهابية، وذهب أبعد من ذلك ليؤكد أن المسيحيين كما المسلمين يمكن أن يكونوا عنيفين، مستشهدا بأنه عندما يقرأ الصحف يجد أعمال عنف وقتل تحدث في إيطاليا على أيدي كاثوليك مُعمَّدين، منتقدا بشكل غير مباشر الخطاب السياسي والإعلامي، الذي يتحدث عن أعمال عنف إسلامية ويغفل عن أعمال عنف مسيحية، وأقرّ بوجود مجموعات صغيرة من المتشددين في كل الديانات كما عند المسيحيين أيضا. وشدد البابا على أن الدين ليس الدافع الحقيقي وراء العنف، مضيفا أن القتل يمكن أن يتم بواسطة اللسان تماما كما بواسطة السكّين.
لا شك أن أدبيات كُرسي الفاتيكان تقارب الشأن العام من مداخل القيم الإنسانية ورسالة السلام التي تضطلع بها الكنيسة، دون الخوض في متاهات الحيثيات والوقائع السياسية، وإلا لكان بإمكان البابا فرنسيس استبدال الحديث عن معادلة اللسان - السكين، بالإشارة إلى أن طائرات "إف 16" والسوخوي أيضا تقتل، وفرقاطة "أوليفر هازارد بيري" الأمريكية ونظيرتها الروسية "الأميرال غورشكوف" كذلك تُدمر، والأسلحة العابرة للمحيطات التي قتلت عبر التاريخ المعاصر، وما تزال مئات آلاف المسلمين والمستضعفين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وطريق الحرير ودول البلقان، يمكن أن تكون خضعت لمباركة قساوسة أو سبقتها مكالمةٌ مدّعاة مع الله من رئيس حضارة العالم الجديد جورج بوش؛ الذي أعلن حربا باسم الدين على العراق، فردّه إلى القرون الوسطى، وذكّر العالم بالمجازر التي ارتُكبت باسم المسيحية، وهي منها براء، في أوروبا القديمة التي قُتِل ربعُ سكانها في حرب مذهبية بين الكاثوليك والبروتستانت، وأوغَلت في محاكم التفتيش التي لم ترحم المسيحيين المختلفين ولا اليهود ولا المسلمين في الأندلس، حيث يقول عنها المؤرخ الفرنسي "غوستاف لوبون": "يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائصنا من قصص التعذيب والاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرون على المسلمين المنهزمين، فلقد عمّدوهم عنوة وسلّموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع، واقترح القس "بليدا" قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء والأطفال، وهكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي".
نكاد نرى في عينَي البابا المتصالح مع "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ" (إنجيل لوقا 6: 27)، إدانة عميقة لما ارتكبه مجرمو الحملات الصليبية الدموية في القدس وبلاد الشام ومصر والمغرب العربي، في البوسنة والهرسك ومجازر سريبرينيتسا، في عراق "البوشين" الأب والابن، في أفغانستان الفقراء، في النازية والبلشفية والستالينية، في كل جرائم إسرائيل بأموال وأسلحة المسيحيين، في الشيشان والصومال واليمن والسودان، في ليبيا والغزو الإيطالي، في لبنان وسوريا والغزو الفرنسي، في العراق والأردن والاحتلال البريطاني، في مجازر صبرا وشاتيلا والمجد الذي أعطي لتقديس الانتقام من الأجساد الطريّة، وأخيرا، وليس آخرا، في مالي وفي جمهورية إفريقيا الوسطى.
يقف بابا التسامح والمعرفة بجوهر الرحمة في الإسلام مذهولا أمام ماكينة إعلامية بحجم الأرض؛ تحصر الجريمة بالمسلم وتنسبها إلى الإسلام وجينات أبنائه، بما يخالف المنطق الذي يحتّم انتهاء الأرض لو أن رُبع سكانها، أي المسلمين، تحوّلوا إلى انتحاريين وقتلة أو إلى بيئة حاضنة للإرهاب.
إن التاريخ هو حكايات الزمن التي لا تدور على الأديان بل على معتنقيها، وإن في تاريخ المسلمين للكثير مما يدعو إلى الخجل، أكان ما فعله بعضهم ببعض، أو ما فعلوه بالآخرين من قتل وظلم واضطهاد وإلغاء ثقافي وسياسي واجتماعي باسم الدين، وإن إنكار ذلك مِن جانب بعض المسلمين مخالف لروح الإسلام الذي يحض على الإصلاح والتوبة التي تبدأ بالإعتراف بالخطيئة. ولو التزم المسلمون بعدل إسلامهم ورسالته، لما وصلوا اليوم إلى قعر التخلف والهزيمة والضعف والهوان، وهذه حقيقة عقائدية قرآنية.
كل ما يريده بابا روما من المسيحيين ألا يخضعوا لخُرافة تخويفهم من الإسلام، وألا يتوجّسوا إذا سمعوا تكبيرات الأذان؛ لأن المسلمين لا يتوجسون من رؤية الصليب الذي شكل في حقب زمنية مختلفة شعارا لحملات إبادة طائفية ضدهم.
عندما أوذي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من قومه قرّر أول هجرة في التاريخ الإسلامي إلى كنف المسيحيين ومَلكِهم في أرض الحبشة "أصحَمة النجاشي"، وقال لأصحابه رضي الله عنهم: "إن فيها مَلِكا لا يُظلم عنده أحد"، واليوم يتشابه بعض الحكام الأوروبيين مع النجاشي ولا يتشابهون مع توني بلير والمحافظين الأمريكيين الجدد واليمين المتطرف في القارة العجوز، فَتحوا مدنهم
مقالات مختارة
Photo
وجامعاتهم ومستشفياتهم لألوف المسلمين، لا سيما الهاربين منهم من جور حكّامهم، والتزم معظم المسلمين المهاجرين بالمعادلة التي كرستها الآية الستون من سورة الرحمن "هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ"، فيما انبرت أقلية مجهرية تعبث في الظلام بوجوه معصوبة وعناوين مفقودة.. هؤلاء ليسوا عيّنة صالحة لقياس موقف المسلمين، يقول رأس الكنيسة الكاثوليكية، وبذلك يتربّع على كرسي الفاتيكان بابا لا يُظلم عنده أحد.
📚 للاشتراك انقر على رابط قناتنا في تيليجرام 👇
https://www.tg-me.com/menoathgafi
📚 للاشتراك انقر على رابط قناتنا في تيليجرام 👇
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "
📝 ماذا صنعت العلمانية بأوربا ؟
✍بقلم : د.محمد عمارة
في دراسته عن (العلمانية والدين) يقول القس الألماني جوتفرايد كونزلن -عالم الاجتماع وأستاذ اللاهوت الإنجيلي والأخلاقيات الاجتماعية بجامعة القوات المسلحة بميونخ-: إن العلمانية تعني الفصل التام والنهائي بين المعتقدات الدينية والحقوق المدنية, وسيادة مبدأ: دين بلا سياسة، وسياسة بلا دين.
ثم يتحدث عن صنيع العلمانية بالحياة الدينية في أوربا، وكيف حولت معتقدات المسيحية إلى مفاهيم دنيوية، وقدمت الحداثة باعتبارها دينًا دنيويًّا، قام على العقل والعلم, بدلاً من الدين الإلهي - ففقدت المسيحية أهميتها فقدانًا كاملاً, وزالت أهمية الدين كسلطة عامة تضفي الشرعية على القانون والنظام والسياسة والتربية والتعليم، بل وأسلوب الحياة الخاص للسواد الأعظم من الناس.
ثم تحدث هذا القس -عالم الاجتماع- عن حال الحداثة التي أحلتها العلمانية محل الدين الإلهي، وكيف عجزت -هذه الحداثة- عن الإجابة على أسئلة الإنسان التي كان يجيب عليها الدين، فدخلت -هي الأخرى- في أزمة, بعد أن أصابت المسيحية بالإعياء؛ ففقد الإنسان -في الغرب العلماني- النجم الذي كان يهديه.. نجم الدين ونجم الحداثة معًا! وأصبحت القناعات العقلية مفتقرة إلى اليقين, بعد أن ضاعت طمأنينة الإيمان الديني، الأمر الذي أفرز إنسانًا ذا بُعد واحد, لا يدري شيئًا ما وراء ظاهر الحياة الدنيا؛ فأصبح الخبراء بلا روح, والعلماء بلا قلوب!
ثم جاءت فلسفة ما بعد الحداثة, ففككت أنساق الحداثة, الأمر الذي قذف بالإنسان الأوربي إلى هاوية العدمية والفوضوية واللاأدرية.
ثم تحدث هذا القس الألماني عن الفراغ الذي خلفه تراجع المسيحية -بسبب العلمانية- وكيف أن الإنسان الأوربي قد أخذ يبحث عن إجابات على أسئلته لدى العقائد الأخرى, التي أخذت تتمدد في هذا الفراغ -من التنجيم- إلى عبادة القوى الخفية والخارقة.. إلى الاعتقاد بالأشباح وطقوس الهنود الحمر.. إلى روحانيات الديانات الآسيوية.. وحتى الإسلام, الذي أخذ يحقق نجاحًا متزايدًا في المجتمعات الغربية.
هكذا صوَّر القس الألماني -عالم الاجتماع- الواقع الذي صنعته العلمانية بالمجتمعات الأوربية والإنسان الغربي.. وذلك عندما جعلت الحداثة دينًا طبيعيًّا, أحلته محل الدين الإلهي.. فهمشت المسيحية, وأصابتها بالإعياء.. ثم عجزت هذه الحداثة عن الإجابة على الأسئلة الطبيعية والدائمة والنهائية للإنسان الأوربي، الذي أصبح خبراؤه بلا روح، وعلماؤه بلا قلوب!.. فأخذ هذا الإنسان يبحث عن الإجابات -التي تحقق له الطمأنينة- لروح المسيحية, ولدى العقائد الأخرى, التي أخذت تتمدد في الفراغ الديني الأوربي.
وإذا كانت لغة الأرقام هي أصدق اللغات, فإن أرقام الواقع المسيحي في أوربا تعلن عن صدق هذا التحليل الذي قدمه هذا القس الألماني (عالم الاجتماع)، ويكفي أن نشير إلى:
- أن الذين يؤمنون بوجود إله في أوربا -حتى ولو لم يعبدوه- هم أقل من 14% من الأوربيين!
- وأن في أوربا -حيث أعلى مستويات المعيشة- أعلى نسبة من القلق والانتحار في العالم!
- وأن الذين يذهبون إلى القداس -مرة في الأسبوع- في فرنسا (وهي أكبر بلاد الكاثوليكية والتي يسمونها بنت الكاثوليكية) هم أقل من 5% من السكان (أي أقل من ثلاثة ملايين)، أي نصف المسلمين الذين يصلون الجمعة في فرنسا!
- وأن 70% من كاثوليك روما -حيث الفاتيكان- يوافقون على ممارسة الجنس قبل الزواج!.. وفي استطلاع أجرته مؤسسة جالوب 2005م ظهر أن 74% من الكاثوليك يتصرفون -في المسائل الأخلاقية- على عكس تعاليم الكنيسة، ولا يلتزم بتعاليم الكنيسة سوى 20% فقط!
- وفي ألمانيا توقف القداس في ثلث كنائس إبرشية أيسن؛ بسبب قلة الزوار!..
وهناك عشرة آلاف كنيسة مرشحة للإغلاق والبيع لأغراض أخرى. وتفقد الكنائس الألمانية -الإنجيلية والكاثوليكية- سنويًّا أكثر من مائة ألف من أبنائها! وبسبب تحلل الأسرة, أصبحت ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا معرضة للانقراض؛ إذ تزيد نسبة الوفيات فيها عن نسبة المواليد! بينما المسلمون في ألمانيا -وهم 3% من السكان- تبلغ مواليدهم نسبة 10% من المواليد الألمان.
- وفي إنجلترا, لا يحضر القداس الأسبوعي سوى مليون فقط. ولقد صنفت 10% من كنائسها باعتبارها زائدة عن الحاجة, ومعروضة للبيع مطاعم وملاهى، وحتى علب ليل!
ولقد غنت مادونا في كنيسة إيطالية تاريخية, بعد أن تحولت إلى مطعم, وتحول المذبح إلى فرن للبيتزا!
وفي جمهورية التشيك عشرة آلاف كنيسة, نصفها معروض للبيع! وبعض الكنائس التي بيعت تحول إلى نادٍ للعراة، وموسيقى التكنو!
- وفي كوبنهاجن عاصمة الدنمارك، عرضت عشر كنائس للبيع، وصرح كاي بولمان -الأمين العام للكنائس في الدنمارك-: أنه إذا لم تستعمل الكنيسة للعبادة, فالأجدر أن تستعمل كإسطبل للخنازير! في إشارة إلى رفض بيعها؛ كي تصبح مساجد للمسلمين الدنماركيين!
- وفي أمريكا, انخفض حضور قداس الأحد الكاثوليكي بنسبة 40% عن خمسينيات
✍بقلم : د.محمد عمارة
في دراسته عن (العلمانية والدين) يقول القس الألماني جوتفرايد كونزلن -عالم الاجتماع وأستاذ اللاهوت الإنجيلي والأخلاقيات الاجتماعية بجامعة القوات المسلحة بميونخ-: إن العلمانية تعني الفصل التام والنهائي بين المعتقدات الدينية والحقوق المدنية, وسيادة مبدأ: دين بلا سياسة، وسياسة بلا دين.
ثم يتحدث عن صنيع العلمانية بالحياة الدينية في أوربا، وكيف حولت معتقدات المسيحية إلى مفاهيم دنيوية، وقدمت الحداثة باعتبارها دينًا دنيويًّا، قام على العقل والعلم, بدلاً من الدين الإلهي - ففقدت المسيحية أهميتها فقدانًا كاملاً, وزالت أهمية الدين كسلطة عامة تضفي الشرعية على القانون والنظام والسياسة والتربية والتعليم، بل وأسلوب الحياة الخاص للسواد الأعظم من الناس.
ثم تحدث هذا القس -عالم الاجتماع- عن حال الحداثة التي أحلتها العلمانية محل الدين الإلهي، وكيف عجزت -هذه الحداثة- عن الإجابة على أسئلة الإنسان التي كان يجيب عليها الدين، فدخلت -هي الأخرى- في أزمة, بعد أن أصابت المسيحية بالإعياء؛ ففقد الإنسان -في الغرب العلماني- النجم الذي كان يهديه.. نجم الدين ونجم الحداثة معًا! وأصبحت القناعات العقلية مفتقرة إلى اليقين, بعد أن ضاعت طمأنينة الإيمان الديني، الأمر الذي أفرز إنسانًا ذا بُعد واحد, لا يدري شيئًا ما وراء ظاهر الحياة الدنيا؛ فأصبح الخبراء بلا روح, والعلماء بلا قلوب!
ثم جاءت فلسفة ما بعد الحداثة, ففككت أنساق الحداثة, الأمر الذي قذف بالإنسان الأوربي إلى هاوية العدمية والفوضوية واللاأدرية.
ثم تحدث هذا القس الألماني عن الفراغ الذي خلفه تراجع المسيحية -بسبب العلمانية- وكيف أن الإنسان الأوربي قد أخذ يبحث عن إجابات على أسئلته لدى العقائد الأخرى, التي أخذت تتمدد في هذا الفراغ -من التنجيم- إلى عبادة القوى الخفية والخارقة.. إلى الاعتقاد بالأشباح وطقوس الهنود الحمر.. إلى روحانيات الديانات الآسيوية.. وحتى الإسلام, الذي أخذ يحقق نجاحًا متزايدًا في المجتمعات الغربية.
هكذا صوَّر القس الألماني -عالم الاجتماع- الواقع الذي صنعته العلمانية بالمجتمعات الأوربية والإنسان الغربي.. وذلك عندما جعلت الحداثة دينًا طبيعيًّا, أحلته محل الدين الإلهي.. فهمشت المسيحية, وأصابتها بالإعياء.. ثم عجزت هذه الحداثة عن الإجابة على الأسئلة الطبيعية والدائمة والنهائية للإنسان الأوربي، الذي أصبح خبراؤه بلا روح، وعلماؤه بلا قلوب!.. فأخذ هذا الإنسان يبحث عن الإجابات -التي تحقق له الطمأنينة- لروح المسيحية, ولدى العقائد الأخرى, التي أخذت تتمدد في الفراغ الديني الأوربي.
وإذا كانت لغة الأرقام هي أصدق اللغات, فإن أرقام الواقع المسيحي في أوربا تعلن عن صدق هذا التحليل الذي قدمه هذا القس الألماني (عالم الاجتماع)، ويكفي أن نشير إلى:
- أن الذين يؤمنون بوجود إله في أوربا -حتى ولو لم يعبدوه- هم أقل من 14% من الأوربيين!
- وأن في أوربا -حيث أعلى مستويات المعيشة- أعلى نسبة من القلق والانتحار في العالم!
- وأن الذين يذهبون إلى القداس -مرة في الأسبوع- في فرنسا (وهي أكبر بلاد الكاثوليكية والتي يسمونها بنت الكاثوليكية) هم أقل من 5% من السكان (أي أقل من ثلاثة ملايين)، أي نصف المسلمين الذين يصلون الجمعة في فرنسا!
- وأن 70% من كاثوليك روما -حيث الفاتيكان- يوافقون على ممارسة الجنس قبل الزواج!.. وفي استطلاع أجرته مؤسسة جالوب 2005م ظهر أن 74% من الكاثوليك يتصرفون -في المسائل الأخلاقية- على عكس تعاليم الكنيسة، ولا يلتزم بتعاليم الكنيسة سوى 20% فقط!
- وفي ألمانيا توقف القداس في ثلث كنائس إبرشية أيسن؛ بسبب قلة الزوار!..
وهناك عشرة آلاف كنيسة مرشحة للإغلاق والبيع لأغراض أخرى. وتفقد الكنائس الألمانية -الإنجيلية والكاثوليكية- سنويًّا أكثر من مائة ألف من أبنائها! وبسبب تحلل الأسرة, أصبحت ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا معرضة للانقراض؛ إذ تزيد نسبة الوفيات فيها عن نسبة المواليد! بينما المسلمون في ألمانيا -وهم 3% من السكان- تبلغ مواليدهم نسبة 10% من المواليد الألمان.
- وفي إنجلترا, لا يحضر القداس الأسبوعي سوى مليون فقط. ولقد صنفت 10% من كنائسها باعتبارها زائدة عن الحاجة, ومعروضة للبيع مطاعم وملاهى، وحتى علب ليل!
ولقد غنت مادونا في كنيسة إيطالية تاريخية, بعد أن تحولت إلى مطعم, وتحول المذبح إلى فرن للبيتزا!
وفي جمهورية التشيك عشرة آلاف كنيسة, نصفها معروض للبيع! وبعض الكنائس التي بيعت تحول إلى نادٍ للعراة، وموسيقى التكنو!
- وفي كوبنهاجن عاصمة الدنمارك، عرضت عشر كنائس للبيع، وصرح كاي بولمان -الأمين العام للكنائس في الدنمارك-: أنه إذا لم تستعمل الكنيسة للعبادة, فالأجدر أن تستعمل كإسطبل للخنازير! في إشارة إلى رفض بيعها؛ كي تصبح مساجد للمسلمين الدنماركيين!
- وفي أمريكا, انخفض حضور قداس الأحد الكاثوليكي بنسبة 40% عن خمسينيات
القرن العشرين! و70% من كاثوليك أمريكا يطلبون السماح باستخدام موانع الحمل, على خلاف موقف الكنيسة وتعليماتها! وهناك أكثر من ثلاثة آلاف أسقف وقسيس يواجهون المحاكمات بتهم الشذوذ الجنسي مع الأطفال!!
ولقد أوجز الكاردينال الإنجليزي كوربك ميرفي رئيس الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز, هذا الواقع الديني الذي صنعته العلمانية فقال: إن المسيحية أوشكت على الانحسار, وإن الدين لم يعد مؤثرًا في حياة الناس.
أما بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر فلقد أعلن عن مخاوفه من انقراض المسيحيين الأوربيين, ومن حلول الهجرات المسلمة -العربية والإفريقية- محلهم، ومن أن تصبح أوربا جزءًا من دار الإسلام في القرن الحادي والعشرين!
تلك هي الثمرات المرة لتجرع أوربا كأس العلمانيةالمسمومة.. تلك الكأس التي يريد الغرب وعملاؤه العلمانيون في بلادنا أن يتجرعها المسلمون في بلاد الإسلام!!
📚 واحة التاريخ والحضارة
https://www.tg-me.com/menoathgafi
ولقد أوجز الكاردينال الإنجليزي كوربك ميرفي رئيس الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز, هذا الواقع الديني الذي صنعته العلمانية فقال: إن المسيحية أوشكت على الانحسار, وإن الدين لم يعد مؤثرًا في حياة الناس.
أما بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر فلقد أعلن عن مخاوفه من انقراض المسيحيين الأوربيين, ومن حلول الهجرات المسلمة -العربية والإفريقية- محلهم، ومن أن تصبح أوربا جزءًا من دار الإسلام في القرن الحادي والعشرين!
تلك هي الثمرات المرة لتجرع أوربا كأس العلمانيةالمسمومة.. تلك الكأس التي يريد الغرب وعملاؤه العلمانيون في بلادنا أن يتجرعها المسلمون في بلاد الإسلام!!
📚 واحة التاريخ والحضارة
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "
📝 مؤشرات نُضج الأمة
✍بقلم : د. صالح الفهدي
نُضج الأمم يُقاس بناءً على مُستوى نظراتها للقضايا، وطُرق نقاشاتها، وأساليب تحاورها، واتساع صدور علمائها لتقبُّل الأفكار المخالفة؛ *فكلما ارتقت في نظرتها للقضايا مدار الاهتمام، وسمت في طرق النقاش والحوار، دلَّ ذلك على نُضج الأمة، ووعيها الثقافي، وعلى العكس من ذلك؛* فكلما أولت اهتماماً لقضايا تافهة، فأبرزتها على السطح، وجعلتها مدار اهتمام العقول، وأشغلت بها نقاشاتها وحواراتها، وأهملت القضايا المصيرية الكبرى، فإنها تكون قد قدمت البراهين على ضعف وعيها الحضاري!
وتطبيقاً لذلك على أمتنا، نجدها قد أُشغلت بصغائر الأمور وتوافهها عن قضاياها الكبيرة، وللأسف فإن من أشغلها بالتوافه يتسنَّمون قيادة الأمة سياسيًّا ودينيًّا وفكريًّا!
لقد أولجوها مسارات حرجة لم تعد معها تفكر إلا في الأمور الصغيرة؛ قلَّصوا سعة الدين، ورحابة سماحته، إلى مساحات ضيقة جعلت من الدين أقرب ما يكون إلى مُقرَّر دراسي لا يجوز لك الخروج فيه عن الأسطر المقررة لك حِفظاً ودرايةً حتى لا تنال عقاب الفهم والتفكر..!
فإذا طرحت رأياً في مجال تطبيق الشريعة وجدت من يهاجمك في شخصك، ولا يناقشك في فكرك..!
وقس ذلك على السياسة والفكر فيما يتعلق بإقصاء رأي الآخر، وتهميشه، وانظر إلى التعقيبات التي تأتيك حينما تطرح رأياً فإنك تجدها وقد تجاوزت الفكرة إلى الشخوص، وأعرضت عن اللب إلى القشور، وما ذاك إلا دليلٌ على سذاجة العقل، وسخافة التفكير.
*وإذا ظهر مجددٌ في الفكر انشغل الناس في سبر نواياه، والتجادل حول طواياه، لا النقاش فيما يعرض من حجج وبراهين، فيتتبعون الشائعات التي تحاك حوله، ويقتفون التخريصات التي تثار عنه، وإذا برزت عالمةٌ تركوا علمها، وأهملوا إنجازاتها، وركزوا على أمور تتعلق بشخصها..! وإذا رأوا إنساناً في مسجد يصلي أغفلوا الفعل الأعظم الذي فعله بأدائه الصلاة وهي عمود الإسلام، وركزوا على ما يخرجه من الإسلام في هيئته، وبدأوا في إطلاق أحكام ليس لهم الحق في إطلاقها على البشر..!*
قدسوا الأشخاص حتى إنهم وصلوا في تقديسهم لاعتبار كل ما يأتي منهم على أنه الحق الصراح الذي لا يجوز المساس به نقاشاً أو تشكيكاً!
*ولكي نفهم الإشكاليات الكامنة وراء هذه السذاجة، وهذا التسطيح، فإنه لا بد لنا أن نعي أن الإنسان -كما يرى مالك بن نبي- يعيش في ثلاثة عوالم؛ هي:
عالم الأفكار، وعالم الأشخاص،
وعالم الأشياء. ولكل حضارة عالم أفكارها، وعالم أشخاصها، وعالم أشيائها.
*فالمجتمعات التي يشغلها الحديث عن الأشياء* هي مجتمعات يطغى عليها الاقتناء، والاستهلاك، والتكديس والتمظهر؛ فهي مجتمعاتٌ تأكل لتعيش، وتكدس لتعوض نقصها، وتقتني لتباهي في المظاهر.
*أما المجتمعات التي يشغلها الحديث عن الناس؛ ماذا لبسوا، وما اقتنوا، وماذا فعلوا، وكيف تسير أمورهم، وماذا دار في بيوتهم، وما هي علاقاتهم، وبأي حال هي أطباعهم،* فهي مجتمعاتٌ تدور في فلك الهرج والمرج، سقفها محدود الارتفاع، يتنشر فيها الحسد، والحقد، والرياء، والتملق، والغيبة، والنميمة، والنفاق الاجتماعي، وتتكالب عليها أمراض القلوب!
*أما ثالث هذه المجتمعات، فهي مجتمعاتٌ تشغلها الأفكار،* فتثير الأسئلة تلو الأسئلة، لا تركن إلى قراءة تفسيرية لنص حتى تنتفض إلى قراءة أخرى، تطرح على نفسها أسئلة التغيير، تفكر في المستقبل، لا ترهن نفسها إلى قوالب جامدة متوارثة، بل تعيد إنتاج واقعها، وتصنع أفقها، *تعنيها قيمة الفكرة بغض النظر عن قائلها، تبحث عن الحكمة أيًّا كان مصدرها.*
إنَّ مجتمعات الأشياء تسودها الصبغة الطفولية؛ إذ إن الطفل هو من يعشق تملك الأشياء، ويصارع الآخر للاستحواذ عليها، وإبقائها في حيازته..!
أما مجتمعات الأشخاص، فهي مجتمعاتٌ في مرحلة المراهقة، تُبهرها نجومية الأشخاص، مهما كانت أسباب هذه النجومية، ويدهشها ما لدى الآخر من غِنًى ورفاهيةً مهما كان مصدره، فتتقاتل من أجل التمظهر، وتتصارع من أجل التملك، وتتسابق من أجل الاستهلاك..!
*في حين أن مجتمعات الأفكار هي مجتمعاتٌ راشدةٌ، ارتقت فوق الأشياء والأشخاص لتصل إلى آفاق الأفكار التي تعبر عن نُضج العقل، وحكمة الضمير؛ حيث تكاد تخلو من أمراض القلوب، وأشكال التمظهرات الخاوية، لا يشغلها فيها سوى واقعها، هويتها، وسائلها، غاياتها، تثير الأسئلة تلو الأسئلة من أجل تغيير الواقع، تنظر إلى المستقبل بطموح وقاد.*
لقد بقيت بعض المجتمعات عند الصفة الأولى (مجتمعات الأشياء)، وتجاوزتها مجتمعاتٌ أٌخرى لتستقر في الصفة الثانية (مجتمعات الأشخاص). أما الثالثة فقد تجاوزت الصفتين لتصل إلى المرتبة الأعلى وهي "مجتمعات الأفكار".
*ومن نافلة القول أن مجتمعاتنا قد انحدرت من عالم الأفكار الذي أوصلتها إليه رسالة الإسلام، فترتد لتعيش في عالمين اختلطت فيهما معيشتها؛ هما: عالما الأشخاص والأشياء..!.*
✍بقلم : د. صالح الفهدي
نُضج الأمم يُقاس بناءً على مُستوى نظراتها للقضايا، وطُرق نقاشاتها، وأساليب تحاورها، واتساع صدور علمائها لتقبُّل الأفكار المخالفة؛ *فكلما ارتقت في نظرتها للقضايا مدار الاهتمام، وسمت في طرق النقاش والحوار، دلَّ ذلك على نُضج الأمة، ووعيها الثقافي، وعلى العكس من ذلك؛* فكلما أولت اهتماماً لقضايا تافهة، فأبرزتها على السطح، وجعلتها مدار اهتمام العقول، وأشغلت بها نقاشاتها وحواراتها، وأهملت القضايا المصيرية الكبرى، فإنها تكون قد قدمت البراهين على ضعف وعيها الحضاري!
وتطبيقاً لذلك على أمتنا، نجدها قد أُشغلت بصغائر الأمور وتوافهها عن قضاياها الكبيرة، وللأسف فإن من أشغلها بالتوافه يتسنَّمون قيادة الأمة سياسيًّا ودينيًّا وفكريًّا!
لقد أولجوها مسارات حرجة لم تعد معها تفكر إلا في الأمور الصغيرة؛ قلَّصوا سعة الدين، ورحابة سماحته، إلى مساحات ضيقة جعلت من الدين أقرب ما يكون إلى مُقرَّر دراسي لا يجوز لك الخروج فيه عن الأسطر المقررة لك حِفظاً ودرايةً حتى لا تنال عقاب الفهم والتفكر..!
فإذا طرحت رأياً في مجال تطبيق الشريعة وجدت من يهاجمك في شخصك، ولا يناقشك في فكرك..!
وقس ذلك على السياسة والفكر فيما يتعلق بإقصاء رأي الآخر، وتهميشه، وانظر إلى التعقيبات التي تأتيك حينما تطرح رأياً فإنك تجدها وقد تجاوزت الفكرة إلى الشخوص، وأعرضت عن اللب إلى القشور، وما ذاك إلا دليلٌ على سذاجة العقل، وسخافة التفكير.
*وإذا ظهر مجددٌ في الفكر انشغل الناس في سبر نواياه، والتجادل حول طواياه، لا النقاش فيما يعرض من حجج وبراهين، فيتتبعون الشائعات التي تحاك حوله، ويقتفون التخريصات التي تثار عنه، وإذا برزت عالمةٌ تركوا علمها، وأهملوا إنجازاتها، وركزوا على أمور تتعلق بشخصها..! وإذا رأوا إنساناً في مسجد يصلي أغفلوا الفعل الأعظم الذي فعله بأدائه الصلاة وهي عمود الإسلام، وركزوا على ما يخرجه من الإسلام في هيئته، وبدأوا في إطلاق أحكام ليس لهم الحق في إطلاقها على البشر..!*
قدسوا الأشخاص حتى إنهم وصلوا في تقديسهم لاعتبار كل ما يأتي منهم على أنه الحق الصراح الذي لا يجوز المساس به نقاشاً أو تشكيكاً!
*ولكي نفهم الإشكاليات الكامنة وراء هذه السذاجة، وهذا التسطيح، فإنه لا بد لنا أن نعي أن الإنسان -كما يرى مالك بن نبي- يعيش في ثلاثة عوالم؛ هي:
عالم الأفكار، وعالم الأشخاص،
وعالم الأشياء. ولكل حضارة عالم أفكارها، وعالم أشخاصها، وعالم أشيائها.
*فالمجتمعات التي يشغلها الحديث عن الأشياء* هي مجتمعات يطغى عليها الاقتناء، والاستهلاك، والتكديس والتمظهر؛ فهي مجتمعاتٌ تأكل لتعيش، وتكدس لتعوض نقصها، وتقتني لتباهي في المظاهر.
*أما المجتمعات التي يشغلها الحديث عن الناس؛ ماذا لبسوا، وما اقتنوا، وماذا فعلوا، وكيف تسير أمورهم، وماذا دار في بيوتهم، وما هي علاقاتهم، وبأي حال هي أطباعهم،* فهي مجتمعاتٌ تدور في فلك الهرج والمرج، سقفها محدود الارتفاع، يتنشر فيها الحسد، والحقد، والرياء، والتملق، والغيبة، والنميمة، والنفاق الاجتماعي، وتتكالب عليها أمراض القلوب!
*أما ثالث هذه المجتمعات، فهي مجتمعاتٌ تشغلها الأفكار،* فتثير الأسئلة تلو الأسئلة، لا تركن إلى قراءة تفسيرية لنص حتى تنتفض إلى قراءة أخرى، تطرح على نفسها أسئلة التغيير، تفكر في المستقبل، لا ترهن نفسها إلى قوالب جامدة متوارثة، بل تعيد إنتاج واقعها، وتصنع أفقها، *تعنيها قيمة الفكرة بغض النظر عن قائلها، تبحث عن الحكمة أيًّا كان مصدرها.*
إنَّ مجتمعات الأشياء تسودها الصبغة الطفولية؛ إذ إن الطفل هو من يعشق تملك الأشياء، ويصارع الآخر للاستحواذ عليها، وإبقائها في حيازته..!
أما مجتمعات الأشخاص، فهي مجتمعاتٌ في مرحلة المراهقة، تُبهرها نجومية الأشخاص، مهما كانت أسباب هذه النجومية، ويدهشها ما لدى الآخر من غِنًى ورفاهيةً مهما كان مصدره، فتتقاتل من أجل التمظهر، وتتصارع من أجل التملك، وتتسابق من أجل الاستهلاك..!
*في حين أن مجتمعات الأفكار هي مجتمعاتٌ راشدةٌ، ارتقت فوق الأشياء والأشخاص لتصل إلى آفاق الأفكار التي تعبر عن نُضج العقل، وحكمة الضمير؛ حيث تكاد تخلو من أمراض القلوب، وأشكال التمظهرات الخاوية، لا يشغلها فيها سوى واقعها، هويتها، وسائلها، غاياتها، تثير الأسئلة تلو الأسئلة من أجل تغيير الواقع، تنظر إلى المستقبل بطموح وقاد.*
لقد بقيت بعض المجتمعات عند الصفة الأولى (مجتمعات الأشياء)، وتجاوزتها مجتمعاتٌ أٌخرى لتستقر في الصفة الثانية (مجتمعات الأشخاص). أما الثالثة فقد تجاوزت الصفتين لتصل إلى المرتبة الأعلى وهي "مجتمعات الأفكار".
*ومن نافلة القول أن مجتمعاتنا قد انحدرت من عالم الأفكار الذي أوصلتها إليه رسالة الإسلام، فترتد لتعيش في عالمين اختلطت فيهما معيشتها؛ هما: عالما الأشخاص والأشياء..!.*
الإشكالية أنها تحسب أنها قد تغيرت، بينما لم تحرك ساكناً عدا أنها كانت تغير أثوابها، والمركبة التي تركبها!!
فإذا سألت نفسها بعض أسئلة عميقة، صدمتها الإجابات، وأدهشتها التفسيرات!
*وأخلُص إلى القول بأنَّ مجتمعات الأفكار هي التي تمتلك عناصر الاستمرارية؛ لأنها أتاحت للعقل متسعاً للحرية في التفكير، والإبداع، والتساؤل.*
يقول مالك بن نبي: "لقد أرانا تاريخ ألمانيا الحديث، كيف أن بلدًا شهد الانهيار الكامل لعالم أشيائه قد استطاع باحتفاظه بعالم أفكاره أن يبني كيانه من جديد".
*ولا سبيل لأمتنا لكي ترتقي لعالم الأفكار إلا بأن تتغير فيها منظومات التعليم لتشمل تحفيز العقل للتفكير الحر، الطليق، الناقد؛ لأن القيادة السياسية والفهم الديني وإدارة شؤون المجتمعات، وحركة الاقتصاد إنما هي نواتج للتعليم، فإن تحرُّر التعليم من ربقة "التعليم البنكي" والحشو الذي لا جدوى منه أطلق العقل نحو فضاءات التفكر والتدبر، فأصبح حريًّا به أن يفكر في القضايا الكبرى للأمة، ويتجاهل التوافه من الأمور التي قد وقع فريسةً في أخلاطها آماداً طويلة..!*
https://www.tg-me.com/menoathgafi
فإذا سألت نفسها بعض أسئلة عميقة، صدمتها الإجابات، وأدهشتها التفسيرات!
*وأخلُص إلى القول بأنَّ مجتمعات الأفكار هي التي تمتلك عناصر الاستمرارية؛ لأنها أتاحت للعقل متسعاً للحرية في التفكير، والإبداع، والتساؤل.*
يقول مالك بن نبي: "لقد أرانا تاريخ ألمانيا الحديث، كيف أن بلدًا شهد الانهيار الكامل لعالم أشيائه قد استطاع باحتفاظه بعالم أفكاره أن يبني كيانه من جديد".
*ولا سبيل لأمتنا لكي ترتقي لعالم الأفكار إلا بأن تتغير فيها منظومات التعليم لتشمل تحفيز العقل للتفكير الحر، الطليق، الناقد؛ لأن القيادة السياسية والفهم الديني وإدارة شؤون المجتمعات، وحركة الاقتصاد إنما هي نواتج للتعليم، فإن تحرُّر التعليم من ربقة "التعليم البنكي" والحشو الذي لا جدوى منه أطلق العقل نحو فضاءات التفكر والتدبر، فأصبح حريًّا به أن يفكر في القضايا الكبرى للأمة، ويتجاهل التوافه من الأمور التي قد وقع فريسةً في أخلاطها آماداً طويلة..!*
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "
تحقيق جديد يكشف عن انتهاكات مارسها رجال دين في كنيسة إنجلترا، أشعرت نتائجه الأساقفةَ "بالخجل الشديد"، ووصفته الكنيسة بالأكبر.
▫️لطالما عملت الكنيسة على تشويه الإسلام واتهامه.. ها هي الآن شُوّهت، ولا تجد لها مخرجا ولا نصيرا.. حتى من أتباعها؟!
{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)}. [فاطر].
▫️لطالما عملت الكنيسة على تشويه الإسلام واتهامه.. ها هي الآن شُوّهت، ولا تجد لها مخرجا ولا نصيرا.. حتى من أتباعها؟!
{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)}. [فاطر].
📝حسن رماح...شهيد العلم وضحية التجاهل
✍بقلم : رنده عطية
ربما لا يعرفه الكثيرون من أبناء الجيل الحالي، لكن الغرب يعرف قيمته جيدًا، فهو أحد القلائل الذين وضعوا الأُسُس الارتكازية لصناعة السلاح في العالم، فكان عَلَمًا في هذا المجال ويعود إليه الفضل في الكثير من الصناعات العسكرية التي تعتمد عليها جيوش الدول المتقدمة والنامية حتى هذا اليوم.
نجم الدين حسن الأحدب، أو كما يطلقون عليه "حسن الرمّاح" نسبة إلى براعته في صناعة الرمح واستخدامه ورميه، ولد في الشام لكن اختلف المؤرخون في تحديد موعد ميلاده، وإن كانت الأقوال الراجحة تشير إلى أنه كان في العقد الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي، واحد من علماء المسلمين الأفذاذ، صاحب إنجازات خارقة وإسهامات لا يمكن طيّ صفحة النسيان عليها مهما تجاهلَته كتب التاريخ.
وفي هذا التقرير، من ملف "أعمدة منسية"، نلقي الضوء على هذا العَلَم الشامخ، فهو أول من اخترع القنابل المتفجّرة، وأول من دمج البارود بالنفط لصناعة الصاروخ، وتزخر المتاحف الهولندية بالكثير من أعماله الخالدة، إذ اعتبروه ثروة قومية، ويلقّبه أقرانه بـ"شهيد العلم" إذ قُتل حرقًا حين انفجر بيته وهو يجري تجاربه العلمية على المواد المتفجرة.. فمن هو الرمّاح؟
السياق التاريخي.. الحاجة أُمّ الاختراع
قبيل ولادة الرمّاح بسنوات معدودة، كانت ساحة الدولة الإسلامية تعاني من معارك طاحنة، فالأجواء عن بكرة أبيها كانت مفعمة بغبار الصراعات والنزاعات بين الأسر الحاكمة، البداية كانت مع الأيوبيين الذين حاربَ بعضهم بعضًا، بل وصل الأمر إلى تعاونهم مع الصليبيين ضد بعضهم في كثير من الأوقات، وهو ما كان له أثره السلبي على المناخ العام حينها.
وما أن انتهت الدولة الأيوبية حتى جاءت الدولة المملوكية التي لم تهنأ كثيرًا، إذ تعرضت عاصمة الخلافة، بغداد، إلى هجوم وحشي من التتار، ونشبت معركة عين جالوت الشهيرة عام 1260، تلك المعركة التي شارك فيها الرمّاح وزوّد الجيش بالمواد المتفجرة.
في تلك الأثناء دخلت البلدان الإسلامية في مواجهات مباشرة مع الإمارات الصليبية، فخاض الظاهر بيبرس ومعه جيش مدجّج بالسلاح معارك طاحنة مع الصليبين، وكان لأسرة الرمّاح بأكملها دورها المحوري في تغليب كفّة المسلمين في العديد من المعارك، إذ وضع اللبنة الأولى لبناء أول مصنع للسلاح والبارود، فكان نتيجة ذلك أن تحررت الكثير من الإمارات الإسلامية، على رأسها حيفا ويافا وصفد وقلقيلية في الأناضول وأنطاكيا، ثم طرابلس عام 1285.
صبَّ سلاطين الدولة الإسلامية في القرن الثالث عشر جُلَّ اهتمامهم في صناعة السلاح للأجواء سالفة الذكر.
في هذا المناخ المخضّب بدماء الصراعات وغبار المعارك، ازدهرت صناعة السلاح، كضرورة حتمية لدعم الجيش المسلم، وهنا ظهرت أسرة حسن الرمّاح، الذي كان جدّه واحدًا من أمهر صنّاع السلاح في الشام، تلك المهنة التي ورثها ابنه (والد نجم الدين) ثم ورثها حسن ذاته فيما بعد ليحقق فيها إسهامات لم يسبقها إليها غيره.
إنجازات الرمّاح في الأسلحة والمتفجرات
صبَّ سلاطين الدولة الإسلامية في القرن الثالث عشر جلَّ اهتمامهم بصناعة السلاح للأجواء سالفة الذكر، وهنا وجد الرمّاح ضالته، إذ استغلَّ هذا الاهتمام أيما استغلال، واضعًا كل خبراته وما تلقّاه على أيدي عمّه وخاله لتصنيع السلاح الذي يحدث الفارق، ويتقرّب من خلاله إلى الملك العادل وأخيه نجم الدين أيوب (الملك الصالح).
وكانت بداية إسهامات الرمّاح في مجال الفروسية وفنونها القتالية، وله في ذلك كتاب شهير يحمل اسم "الحرب فوق الخيل" أهداه للملك الصالح، ثم انتقل من فنون القتال إلى تصنيع السلاح، فكان صاحب اختراع القنبلة، وأول من دمج البارود بالنفط لصناعة الصاروخ، حينها كان يسمّى الصاروخ بـ"الطيار"، وفي بعض الكتابات كان يطلق عليه "الرمح الصيني".
ورغم أن البارود اختراع صيني في الأساس، وقد سبقه الصينيون في هذا الاكتشاف، إلا أنهم لم يكونوا على دراية بكيفية استخدامه بالشكل الملائم، كما أنهم فشلوا في التوصل إلى المعادلات الكيميائية الخاصة بنِسَب تحضيره ومعدّلاتها، حتى جاء الرمّاح ليكمل الحلقة المفقودة ويصبح بفضله البارود أحد أبرز المكونات الداخلة في المتفجرات.
وفي كتابه "الفروسية والمكائد الحربية"، الذي يُرجع المؤرّخون كتابته إلى ما بين عامَي 1270 و1280، قدّم العالم المسلم شرحًا مفصّلًا لصناعة البارود، وذلك باستخلاص ملح البارود من الطبيعة ثم تنقيته وتصنيعه في المختبرات، وقد أورد ما يزيد عن 100 مرحلة لصنع البارود المشتعل، وأكثر من 20 مرحلة لصناعة عدة أنواع من الصواريخ، مع إلقاء الضوء على كيفية الرمي بالمنجنيق (كرات اللهب المقذوفة)، مع إسهاماته الجليلة في "علم الحيل"، وهو العلم المعروف اليوم بالهندسة الميكانيكية.
يعدّ الرمّاح أول من وضع أُسُس صناعة "الطوربيد البحري".
✍بقلم : رنده عطية
ربما لا يعرفه الكثيرون من أبناء الجيل الحالي، لكن الغرب يعرف قيمته جيدًا، فهو أحد القلائل الذين وضعوا الأُسُس الارتكازية لصناعة السلاح في العالم، فكان عَلَمًا في هذا المجال ويعود إليه الفضل في الكثير من الصناعات العسكرية التي تعتمد عليها جيوش الدول المتقدمة والنامية حتى هذا اليوم.
نجم الدين حسن الأحدب، أو كما يطلقون عليه "حسن الرمّاح" نسبة إلى براعته في صناعة الرمح واستخدامه ورميه، ولد في الشام لكن اختلف المؤرخون في تحديد موعد ميلاده، وإن كانت الأقوال الراجحة تشير إلى أنه كان في العقد الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي، واحد من علماء المسلمين الأفذاذ، صاحب إنجازات خارقة وإسهامات لا يمكن طيّ صفحة النسيان عليها مهما تجاهلَته كتب التاريخ.
وفي هذا التقرير، من ملف "أعمدة منسية"، نلقي الضوء على هذا العَلَم الشامخ، فهو أول من اخترع القنابل المتفجّرة، وأول من دمج البارود بالنفط لصناعة الصاروخ، وتزخر المتاحف الهولندية بالكثير من أعماله الخالدة، إذ اعتبروه ثروة قومية، ويلقّبه أقرانه بـ"شهيد العلم" إذ قُتل حرقًا حين انفجر بيته وهو يجري تجاربه العلمية على المواد المتفجرة.. فمن هو الرمّاح؟
السياق التاريخي.. الحاجة أُمّ الاختراع
قبيل ولادة الرمّاح بسنوات معدودة، كانت ساحة الدولة الإسلامية تعاني من معارك طاحنة، فالأجواء عن بكرة أبيها كانت مفعمة بغبار الصراعات والنزاعات بين الأسر الحاكمة، البداية كانت مع الأيوبيين الذين حاربَ بعضهم بعضًا، بل وصل الأمر إلى تعاونهم مع الصليبيين ضد بعضهم في كثير من الأوقات، وهو ما كان له أثره السلبي على المناخ العام حينها.
وما أن انتهت الدولة الأيوبية حتى جاءت الدولة المملوكية التي لم تهنأ كثيرًا، إذ تعرضت عاصمة الخلافة، بغداد، إلى هجوم وحشي من التتار، ونشبت معركة عين جالوت الشهيرة عام 1260، تلك المعركة التي شارك فيها الرمّاح وزوّد الجيش بالمواد المتفجرة.
في تلك الأثناء دخلت البلدان الإسلامية في مواجهات مباشرة مع الإمارات الصليبية، فخاض الظاهر بيبرس ومعه جيش مدجّج بالسلاح معارك طاحنة مع الصليبين، وكان لأسرة الرمّاح بأكملها دورها المحوري في تغليب كفّة المسلمين في العديد من المعارك، إذ وضع اللبنة الأولى لبناء أول مصنع للسلاح والبارود، فكان نتيجة ذلك أن تحررت الكثير من الإمارات الإسلامية، على رأسها حيفا ويافا وصفد وقلقيلية في الأناضول وأنطاكيا، ثم طرابلس عام 1285.
صبَّ سلاطين الدولة الإسلامية في القرن الثالث عشر جُلَّ اهتمامهم في صناعة السلاح للأجواء سالفة الذكر.
في هذا المناخ المخضّب بدماء الصراعات وغبار المعارك، ازدهرت صناعة السلاح، كضرورة حتمية لدعم الجيش المسلم، وهنا ظهرت أسرة حسن الرمّاح، الذي كان جدّه واحدًا من أمهر صنّاع السلاح في الشام، تلك المهنة التي ورثها ابنه (والد نجم الدين) ثم ورثها حسن ذاته فيما بعد ليحقق فيها إسهامات لم يسبقها إليها غيره.
إنجازات الرمّاح في الأسلحة والمتفجرات
صبَّ سلاطين الدولة الإسلامية في القرن الثالث عشر جلَّ اهتمامهم بصناعة السلاح للأجواء سالفة الذكر، وهنا وجد الرمّاح ضالته، إذ استغلَّ هذا الاهتمام أيما استغلال، واضعًا كل خبراته وما تلقّاه على أيدي عمّه وخاله لتصنيع السلاح الذي يحدث الفارق، ويتقرّب من خلاله إلى الملك العادل وأخيه نجم الدين أيوب (الملك الصالح).
وكانت بداية إسهامات الرمّاح في مجال الفروسية وفنونها القتالية، وله في ذلك كتاب شهير يحمل اسم "الحرب فوق الخيل" أهداه للملك الصالح، ثم انتقل من فنون القتال إلى تصنيع السلاح، فكان صاحب اختراع القنبلة، وأول من دمج البارود بالنفط لصناعة الصاروخ، حينها كان يسمّى الصاروخ بـ"الطيار"، وفي بعض الكتابات كان يطلق عليه "الرمح الصيني".
ورغم أن البارود اختراع صيني في الأساس، وقد سبقه الصينيون في هذا الاكتشاف، إلا أنهم لم يكونوا على دراية بكيفية استخدامه بالشكل الملائم، كما أنهم فشلوا في التوصل إلى المعادلات الكيميائية الخاصة بنِسَب تحضيره ومعدّلاتها، حتى جاء الرمّاح ليكمل الحلقة المفقودة ويصبح بفضله البارود أحد أبرز المكونات الداخلة في المتفجرات.
وفي كتابه "الفروسية والمكائد الحربية"، الذي يُرجع المؤرّخون كتابته إلى ما بين عامَي 1270 و1280، قدّم العالم المسلم شرحًا مفصّلًا لصناعة البارود، وذلك باستخلاص ملح البارود من الطبيعة ثم تنقيته وتصنيعه في المختبرات، وقد أورد ما يزيد عن 100 مرحلة لصنع البارود المشتعل، وأكثر من 20 مرحلة لصناعة عدة أنواع من الصواريخ، مع إلقاء الضوء على كيفية الرمي بالمنجنيق (كرات اللهب المقذوفة)، مع إسهاماته الجليلة في "علم الحيل"، وهو العلم المعروف اليوم بالهندسة الميكانيكية.
يعدّ الرمّاح أول من وضع أُسُس صناعة "الطوربيد البحري".
كما يُنسب إليه فضل صناعة المدفع، وكانت البدايات من الخشب المعالَج الممسوك بالجلد، وفي كتابه "الحيل العسكرية" تناول كيفية استخدام المدفع والبارود، كما وضع تعريفات دقيقية للمكونات الصناعية العسكرية، ما زال يستعين بها علماء اليوم كما هو حال العالم الكيميائي الإنجليزي روجر بيكون، الذي نسبَ اختراع البارود إلى الرمّاح، وأنه أول من عرّف العالم إلى هذه المادة الخطيرة.
ويعدّ الرمّاح أول من وضع أُسُس صناعة "الطوربيد البحري"، حيث وضع أول تصميم له، وكان عبارة عن شكل بيضَوي أجوف وله زعانف من الجانبَين، وفي أعلاه أسطوانة بها بارود لدفعه فوق سطح الماء، وفي داخله النفط والبارود اللذان ينفجران فور الاصطدام بأي جسم معدني.
وكانت واشنطن خلال معرض "الطيران القومي ومتحف الفضاء" المتخصص في الأدوات الحربية، قد عرضت نموذجًا للطوربيد في بدايته الأولى سمّته "طوربيد الرمّاح"، وكان يُستخدم حينها لضرب سفن الفرنجة خلال صراعات الدول الإسلامية مع الإمارات الصليبية.
نهاية الإنجازات
على مدار حياته، نجح الرمّاح في تزويد صناعة السلاح في العالم بالعديد من الإسهامات التي لا تزال حاضرة حتى اليوم، ولا تزال مؤلفاته هي الحاضنة الأمّ لصناعات البارود والقنابل والصواريخ، فضلًا عن إنجازاته الهائلة في الفنون القتالية التي وثّقها في أكثر من مؤلف.
وللرمّاح -بجانب ما تمَّ ذكره- العديد من المؤلفات الأخرى، أبرزها "غاية المقصود من العلم والعمل به"، "نهاية السؤال والأمنية في تعلم الفروسية"، "البنود فى معرفة الفروسية"، "الفروسية والمكائد الحربية" بجانب "الفروسية في رسم الجهاد"، وهو المؤلف المتواجد حاليًّا في متاحف باريس، وليس هناك نسخة منه في أي من البلدان العربية والإسلامية.
وبعد مسيرة خالدة بالإنجازات، لقيَ العالم المبدع حتفه داخل معمله الخاص في منزله، حيث انفجر به أثناء إجرائه تجربة على البارود، وكان ذلك عام 1294، ورغم فظاعة النهاية التي وثّقت حجم إيمان الرجل بالعلم والتضحية في سبيله، إلا أن الصدمة الأكبر كانت بعد الوفاة.
عالم كهذا بكل تلك الإنجازات لا يمكن أن يمرَّ موته مرور الكرام، فلا بدَّ لهذا المداد العلمي أن يخلَّد.
ومن المفارقات العجيبة أن ملوك الإمارات الإسلامية لم يعبأوا -حتى من منظور شخصي- بوفاة الرمّاح، الذي قضى جُلَّ عمره في خدمتهم، مقدمًا لهم خدمات جليلة في صناعة السلاح كانت سببًا رئيسيًّا في بقائهم فوق كراسي الحكم، الأمر ذاته تكرر مع مؤلفاته التي تمَّ تجاهلها، ولولا تواجُد نسخة منها في المكتبات الأوروبية لما عرف أحد شيئًا عن هذا العالم.
وهكذا استطاع نجم الدين حسن الأحدب أن يحفر اسم العرب في سجلّات المساهمين في إثراء الحضارة الإنسانية، وأن يضعهم فوق منصات الإشادة والحضور التاريخي، إلى جانب أقرانه من العلماء والمخترعين ممّن جعلوا العرب والمسلمين علامة صعبة وفارقة في معادلة العلم البشري.
وكما هو متعارف عليه منطقيًّا، فإن عالم كهذا بكل تلك الإنجازات لا يمكن أن يمرَّ موته مرور الكرام، فلا بدَّ لهذا المداد العلمي أن يخلَّد، ولا بدَّ لهذا الهرم الشامخ أن يمجَّد، لكن ما حدث كان النقيض تمامًا، حيث انشغل الأمراء والملوك بحروبهم وصراعاتهم الخاصة وتمَّ تجاهل الرجل وعلمه، ليلقى الشهادة مرتَين كما يقول المؤرّخون، مرة داخل منزله وهو يجري أبحاثه، وأخرى بعد وفاته حين تجاهله الجميع وهمّشوا سيرته.
https://www.tg-me.com/menoathgafi
ويعدّ الرمّاح أول من وضع أُسُس صناعة "الطوربيد البحري"، حيث وضع أول تصميم له، وكان عبارة عن شكل بيضَوي أجوف وله زعانف من الجانبَين، وفي أعلاه أسطوانة بها بارود لدفعه فوق سطح الماء، وفي داخله النفط والبارود اللذان ينفجران فور الاصطدام بأي جسم معدني.
وكانت واشنطن خلال معرض "الطيران القومي ومتحف الفضاء" المتخصص في الأدوات الحربية، قد عرضت نموذجًا للطوربيد في بدايته الأولى سمّته "طوربيد الرمّاح"، وكان يُستخدم حينها لضرب سفن الفرنجة خلال صراعات الدول الإسلامية مع الإمارات الصليبية.
نهاية الإنجازات
على مدار حياته، نجح الرمّاح في تزويد صناعة السلاح في العالم بالعديد من الإسهامات التي لا تزال حاضرة حتى اليوم، ولا تزال مؤلفاته هي الحاضنة الأمّ لصناعات البارود والقنابل والصواريخ، فضلًا عن إنجازاته الهائلة في الفنون القتالية التي وثّقها في أكثر من مؤلف.
وللرمّاح -بجانب ما تمَّ ذكره- العديد من المؤلفات الأخرى، أبرزها "غاية المقصود من العلم والعمل به"، "نهاية السؤال والأمنية في تعلم الفروسية"، "البنود فى معرفة الفروسية"، "الفروسية والمكائد الحربية" بجانب "الفروسية في رسم الجهاد"، وهو المؤلف المتواجد حاليًّا في متاحف باريس، وليس هناك نسخة منه في أي من البلدان العربية والإسلامية.
وبعد مسيرة خالدة بالإنجازات، لقيَ العالم المبدع حتفه داخل معمله الخاص في منزله، حيث انفجر به أثناء إجرائه تجربة على البارود، وكان ذلك عام 1294، ورغم فظاعة النهاية التي وثّقت حجم إيمان الرجل بالعلم والتضحية في سبيله، إلا أن الصدمة الأكبر كانت بعد الوفاة.
عالم كهذا بكل تلك الإنجازات لا يمكن أن يمرَّ موته مرور الكرام، فلا بدَّ لهذا المداد العلمي أن يخلَّد.
ومن المفارقات العجيبة أن ملوك الإمارات الإسلامية لم يعبأوا -حتى من منظور شخصي- بوفاة الرمّاح، الذي قضى جُلَّ عمره في خدمتهم، مقدمًا لهم خدمات جليلة في صناعة السلاح كانت سببًا رئيسيًّا في بقائهم فوق كراسي الحكم، الأمر ذاته تكرر مع مؤلفاته التي تمَّ تجاهلها، ولولا تواجُد نسخة منها في المكتبات الأوروبية لما عرف أحد شيئًا عن هذا العالم.
وهكذا استطاع نجم الدين حسن الأحدب أن يحفر اسم العرب في سجلّات المساهمين في إثراء الحضارة الإنسانية، وأن يضعهم فوق منصات الإشادة والحضور التاريخي، إلى جانب أقرانه من العلماء والمخترعين ممّن جعلوا العرب والمسلمين علامة صعبة وفارقة في معادلة العلم البشري.
وكما هو متعارف عليه منطقيًّا، فإن عالم كهذا بكل تلك الإنجازات لا يمكن أن يمرَّ موته مرور الكرام، فلا بدَّ لهذا المداد العلمي أن يخلَّد، ولا بدَّ لهذا الهرم الشامخ أن يمجَّد، لكن ما حدث كان النقيض تمامًا، حيث انشغل الأمراء والملوك بحروبهم وصراعاتهم الخاصة وتمَّ تجاهل الرجل وعلمه، ليلقى الشهادة مرتَين كما يقول المؤرّخون، مرة داخل منزله وهو يجري أبحاثه، وأخرى بعد وفاته حين تجاهله الجميع وهمّشوا سيرته.
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "