Telegram Web Link
مقالات مختارة
Photo
#الاستبداد_والعلم

🌘ما أشبه المستبدَّ في نسبته إلى رعيته بالوصيّ الخائن القوي، يتصرّف في أموال الأيتام وأنفسهم كما يهوى ما داموا ضعافاً قاصرين؛ فكما أنّه ليس من صالح الوصيّ أن يبلغ الأيتام رشدهم، كذلك ليس من غرض المستبدّ أن تتنوّر الرعية بالعلم.

🌘لا يخفى على المستبدّ، مهما كان غبياً، أنْ لا استعباد ولا اعتساف إلا مادامت الرّعية حمقاء تخبط في ظلامة جهل وتيه عماء، فلو كان المستبدُّ طيراً لكان خفّاشاً يصطاد هوام العوام في ظلام الجهل، ولو كان وحشاً لكان ابن آوى يتلقّف دواجن الحواضر في غشاء الليل، ولكنّه هو الإنسان يصيد عالِمَه جاهلُهُ.

💡والمتأمل في حالة كلِّ رئيس ومرؤوس يرى كلَّ سلطة الرئاسة تقوى وتضعف بنسبة نقصان علم المرؤوس وزيادته.

🌘المستبدُّ لا يخشى علوم اللغة، تلك العلوم التي بعضها يقوّم اللسان وأكثرها هزلٌ وهذيان يضيع به الزمان، نعم؛ لا يخاف علم اللغة إذا لم يكن وراء اللسان حكمة حماس تعقد الألوية، أو سحر بيان يحلُّ عقد الجيوش .

🌘ترتعد فرائص المستبدُّ من علوم الحياة مثل الحكمة النظرية، والفلسفة العقلية، وحقوق الأمم وطبائع الاجتماع، والسياسة المدنية، والتاريخ المفصّل، والخطابة الأدبية، ونحو ذلك من العلوم التي تُكبر النفوس، وتوسّع العقول، وتعرّف الإنسان ما هي حقوقه وكم هو مغبون فيها، وكيف الطلب، وكيف النّوال، وكيف الحفظ. وأخوف ما يخاف المستبدّ من أصحاب هذه العلوم، المندفعين منهم لتعليم النّاس الخطابة أو الكتابة وهم المعبَّر عنهم في القرآن بالصالحين والمصلحين في نحو قوله تعالى: {أنّ الأرض يرثها عباديَ الصالحون} وفي قوله: {وما كان ربُّك ليهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون}، وإنْ كان علماء الاستبداد يفسِّرون مادة الصلاح والإصلاح بكثرة التعبُّد كما حوّلوا معنى مادة الفساد والإفساد: من تخريب نظام الله إلى التشويش على المستبدين.

💡والخلاصة: أنَّ المستبدّ يخاف من هؤلاء العاملين الراشدين المرشدين، لا من العلماء المنافقين أو الذين حفر رؤوسهم محفوظاتٌ كثيرة كأنّها مكتبات مقفلة!

📚المصدر:
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد لـ عبدالرحمن الكواكبي ص47 - 49
📝 "على الباغي تدور الدوائر."

بقلم : لينا القوزي

في قرية اشتهر أهلها بالكذب وشهادة الزور ، تزوج رجل بامرأة سراً وكان زواجاً شرعيًا عند شيخ وبحضور شهود..

وبعد فترة اختلف الزوجان وطردها الزوج من المنزل وسلبها حقوقها، وأنكر أنها زوجته، فذهبت للقاضي تشتكيه!
وقالت: تزوجني زواجاً شرعياً ويشهد بذلك فلان وفلان،
فطلب القاضي حضور الزوج والشاهدين فأنكر الزوج والشهود معرفتهم بهذه المرأة أو حتى أنهم رأوها سابقا٠
نظر القاضي للشاهدين جيداً وللزوجة أيضا وسألها: هل عند زوجك كلاب؟
أجابت: نعم
قال: هل تقبلين بشهادة الكلاب وحكمهم؟
قالت: نعم
قال: خذوها فإن نبحت الكلاب عليها فهي تكذب وإن رحبت بها فهي صاحبة الدار٠
ارتبك الزوج والشاهدان واصفر ت وجوههم
فقال القاضي: اجلدوهم فإنهم يكذبون!

لا تعلو للظلم راية، ولا بركة ليد الظالم مهما طالت المدة، بل بلّغ الظالمين بأنهم سيسقون بنفس الكأس الذي سقوا به الناس!

فالذي يأكل حقوق الناس سيفضح على رؤوس الملأ وسيخسر أمواله بطرفة عين، فإياكم وظلم الناس!

والذي يقضي جورًا، سيدور الزمان دورته وسيجد نفسه في نفس الموقف مع فارق أن البادي أظلم!

والذي يتهم الناس بهتانًا ويمشي في أعراضهم، لن يجد من يذب عن عرضه، ولن يملّكه الله برهان براءته، ولو كان حالفًا غير حانث!

والذي يغتاب ويأكل لحوم الناس، ويدور بالنميمة ويخرب البيوت، سيخرب بيته بيديه وبلسانه!

والذي يصفق لطاغية ويزج بنفاقه شرفاء الأمة في السجن لكي يصل، ستهوي به الأيام حين تدور في مزبلة التاريخ!

والذي يكتب ظلمًا، ويتحدث ظلمًا، ويسمع ظلمًا، ويشارك في ظلم، كل هؤلاء ستدور عليهم الدوائر ..

ولا يقتصر الأمر على الإنسان فقط
‏"فلو أن جبلا بغى على جبل لدُك الباغي!"كما يقول ابن عباس

وقد أنذرتكم عاقبة الظلم فويل للظالمين!

https://www.tg-me.com/menoathgafi
📝دینٌ ودُنيا معاً!

بقلم : أدهم شرقاوي

يقول محمد الغزالي في كتابه «علل وأدوية»:
إنني أريد إفهام المؤمنين أن الحياة في سبيل الله ، كالموت في سبيل الله ، جهاد مبرور!
وأن الفشل في كسب الدنيا حتماً سيتبعه الفشل في نصرة الدين!
ما هنا أكبر من جملة ، وحتما أوسع من اقتباس!
ما زال كثيرون منا يعتقدون أن هذا الدين أكبر مساحة يمكن أن يشغلها هي المسجد ، وأعلى نقطة يمكن أن يرقاها هي المنبر!
يجهلون أن هذا الدين إن لم يخض سجالاً في معركة الحياة فلن تبقى له حتى مساجد!
بالتأكيد لن يفهم أحد من هذا الكلام أني أنتقص من المساجد، إلا إذا قرأ بسوء نية وهذا لا سبيل لي لدفعه ، أما عن الفكرة فيمكن أن أنافح وأستشهد وأدلي!

تخبرنا كتب السيرة أن صلاح الدين الأيوبي عشية معركة حطين كان يتفقد جنوده ، فمر على خيمة يتلو فيها الجنود القرآن ويصلون ، فقال : من هنا يأتي النصر ، ومر على خيمة أخرى فرأى الجنود يتسامرون ويتضاحكون فقال : من هنا تأتي الهزيمة!
ولكن هذه الكتب لا تقول إن صلاح الدين كان قد هيأ للمعركة مجانق -جمع منجنیق - أذهلت جيوش الصليبيين!
ليس بالدعاء والصلاة فقط تنتصر الأمة ، ولا بالأسلحة فقط ، إنما هي دین ودنیا معًا، وأخذ بالأسباب ، ثم جعل التوكل على الله لا على الأسباب!

وتخبرنا كتب السيرة أيضًا أن محمد الفاتح ، الخليفة ذو الاثنين وعشرين عاما ، التقي النقي الذي فتح القسطنطينية ، وتقلد أرفع وسام نبوي قال فيه سيدنا :
«نعم الجيش جيشها ونعم الأمير أميرها»
كان صائمًا مصليا طائعا!
وهذا حق ، ولكن هذه الكتب لا تخبرنا أنه يومذاك ، كان يمتلك أقوى مدفع على وجه الأرض!
حتماً نحن لا ننتصر بالمدافع ، والدليل أن لدينا اليوم منها الكثير، ولكن من المؤكد أننا دون مدافع سنُباد!

المعادلة لم تكن يوماً خياراً بين العبادة والأسباب ، بل التكامل بينهما ، ثم إن الأخذ بالأسباب عبادة ، أجل عبادة!

عندما خرج النبي ﷺ اصطحب معه دلیلاً يرشده إلى الطريق ، ولم يقل في نفسه : أنا نبي وسأصل على أية حال ، رغم أنه لو قال لصدق ، ولكنه أراد أن يعلمنا!
ويوم أحد لبس درعين لا درعاً واحدًا ، ولم يقل : أنا نبي وسأنجو على أية حال ، ولو قال لصدق ، ولكنه أراد أن يعلمنا أن المعركة لا تُخاض بالإيمان وحده!

الأمة التي تستورد كل شيء من الإبرة حتى الصاروخ لن تنتصر أبدًا ، وحتى الاستيراد وإن كان أخذًا بالأسباب ، إلا أنه سبب ناقص ، لأنك تسلم رقبتك لغيرك ، الأمة التي لا تصنع سلاحها لا تملك حرية استخدامه!

https://www.tg-me.com/menoathgafi
📝 مخاطر الزواج السيء

بقلم : عبد الدائم الكحيل

الإسلام هو الدين الوحيد الذي يضمن لنا الحياة الزوجية السعيدة، وهذه دراسة علمية تؤكد ذلك....

في عصرنا الحاضر يمكن أن نضع الكثير من الأزواج ضمن قائمة الزواج السيء! فإحصائيات الطلاق وبخاصة في الدول العربية تعتبر مرعبة وتصل لأكثر من 40 % في بعض الحالات... أي أن كل 100 زوج يعقدون قرانهم.. على الأقل هناك 40 زوج منهم يتفرقون خلال فترة قصيرة من الزمن.

ولكن الدراسة الجديدة تخبرنا بشيء أكثر رعباً.. وهو الأمراض التي تسببها حالات الزواج السيء التي يكون فيها الزوجان على حالة خلاف مستمر ومشاكل يومية، حيث يصاب أحد الزوجين أو كلاهما بأمراض مزمنة أكثر من الأزواج السعداء.

الأمراض تشمل أمراض القلب والسرطان والجلطات الدماغية... بالإضافة لأمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والكولسترول والسكري والتهاب الفقرات وآلام الظهر واضطرابات الجهاز الهضمي..

وجد الباحثون أن الزواج السيء يسبب المزيد من الضرر على صحة القلب مقارنة بالزواج الجيد والذي يوفر فوائد إيجابية لصحة القلب والأوعية الدموية. وتزيد هذه المخاطر لدى الأشخاص الأكبر سناً، فضلاً عن تأثيرها بشكل كبير على النساء خصوصاً، ربما بسبب ميلهم إلى استيعاب التعاسة أكثر.

يقول كل من أستاذ علم الاجتماع في جامعة ولاية ميشيغان الأمريكية هيو ليو، وأستاذة علم الاجتماع في جامعة شيكاغو ليندا وايت: "تتركز مشورة الزواج إلى حد كبير بين الشباب المتزوجين، لكن هذه النتائج أظهرت أن نوعية الحياة الزوجية لا تقل أهمية لدى الأشخاص الكبار في السن، حتى في العلاقات الزوجية التي استمرت بين 40 و50 عاما."

▪️روعة القرآن الكريم

كثير من الأزواج التعساء لم يستفيدوا من النصائح الذهبية التي قدمها القرآن للبشر لينعموا بحياة سعيدة ومطمئنة وبخاصة حياتهم الزوجية. فقد أشار القرآن إلى ضرورة السكون للزوجة، ولا يتم السكون إلا بالمعاملة الحسنة بين الزوجين.. قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًالِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً ‏وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 211].

فالسكون والمودة والرحمة أساس الزواج الناجح. فعندما يدرك الزوج أن الرحمة ضرورية جداً ليكون سعيداً، فإن هذا يعني إكرام الزوجة والصبر عليها والعطف عليها... وعدم ممارسة أي عنف أو ضرب أو شتم. واستبدال ذلك بالكلام الحسن وشيء من الحنان والمودة.

كما أن الله تعالى أمر كل زوج بألا يكره زوجته لأن فيها الخير الكثير بشرط أن يصبر ويحسن معاملتها فقال: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا ‏كَثِيرًا) [النساء: 19]. هذه آية تأمر الزوج بمعاشرة زوجته بالمعروف، وإذا ما طبق الزوج هذا الأمر الإلهي فإنه سينعم بالسكون والهدوء في حياته وبالتالي يتخلص من كثير من الأمراض.

كما أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم علمنا أصول الحياة الزوجية السعيدة في كلمات رائعة وهي: (استوصوا بالنساء خيراً) [متفق عليه]. وقال أيضاً:(خيركم خيركم لأهله) [رواه الترمذي]. أي أن خير الإنسان ينبغي أن يكون أولاً لزوجته وأولاده ووالديه... وهذا سيؤثر إيجابياً على الحياة الزوجية والوقاية من أمراض القلب وغيرها.

روى أبو داود عن أمنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما ولا امرأة قط.. فانظروا معي إلى هذا النبي الرحيم، هل هناك أرحم منه بالبشر؟

ولذلك فإن الذي يلتزم بتعاليم الإسلام لابد أن ينعم بحياة زوجية سعيدة وحياة صحية سعيدة.. فالحمد لله على نعمة الإسلام.

ونقول: الذين ينادون بحرية ممارسة الجنس أو تغيير الجنس أو الزواج المثلي... هل تعلمون حجم الأمراض التي ستصيب من يرتكب هذا الفعل؟ فكيف تنادون بحرية ارتكاب الفواحش وأنتم تعلمون أن هذه الفواحش ستؤدي إلى أمراض قاتلة.. هل يمكن أن نسمي هذا "علمانية" أم تدمير؟

إذاً كل من ينادي بالعلمانية هو يجهل العلم والحقائق العلمية.. إذا أردتم أن تتبعوا العلمانية فما عليكم إلا أن تتبعوا الإسلام لأنه الدين الذي يتفق مع العلم والذي جاء ليضمن سلامة الناس ويحميهم من الأمراض والمشاكل..

العلمانية الحقيقية هي ما يقدم الخير والنفع للناس ويصرف عنهم الشرّ.. إنها أسلوب حياة ونظام يتفق مع العلم اليقيني ويضمن حماية جميع الناس بلا استثناء.. فالإسلام عندما منع ارتكاب الفواحش إنما أردا الخير للمؤمن والملحد معاً!!

هل تعلمون عدد الوفيات الناتجة عن شرب الخمر؟ هل تعلمون عدد الجرائم (اغتصاب وقتل وعنف منزلي) الناتجة عن إباحة شرب الخمر؟ إنها أعداد مرعبة وإحصائيات صادمة كلها بنتيجة عدم اتباع تعاليم الدين..

البقية👇👇
ومن جديد لو سألنا الأطباء في الغرب: أيهما أفضل لسلامة المجتمع: أن يكون هناك قوانين تمنع الخمر وتمنع الفواحش أم قوانين تبيح ذلك؟ إن أي إنسان يريد أن يستخدم عقله

في التفكير المنطقي يقول على الفور من الأفضل بألف مرة أن يتم منع هذه الأوبئة التي تدمر المجتمع... وسؤالنا: أليس هذا ما فعله الإسلام؟

هل تعلمون يا أحبتي أنه في السنة الماضية انتحر أكثر من 700 مليون حسب إحصائيت الأمم المتحدة.. معظمهم ملحدين وغير مسلمين؟ وهل تعلمون أن العلاج الوحيد لهذه الظاهرة المدمرة التي تنتشر في الكجتمعات الإلحادية هي الإيمان بالله واليقين برحمته؟

إذا سألنا أي طبيب يعالج حالات الاكتئاب والإقدام على الانتحار... أيهما أفضل أن ننادي بالإلحاد أم بالإيمان؟ بالطبع الجميع سيقول بأن الدراسات العلمية أثبتت أن الإيمان بالله تعالى أفضل بملون مرة من الإلحاد! فالإيمان بالله ضروري لعلاج الأمراض وبخاصة السرطان، والإيمان بالله ضروري للوقاية من الاكتئاب الذي يعاني منه أكثر من 27 مليون أمريكي اليوم!! والإيمان بالله ضروري لحماية الشباب من الانحراف نحو الجريمة ومن الانتحار..

إذاً أيها الملحدون: لماذا تخالفون الحقائق العلمية وتسعون لتدمير المجتمع الإسلامي بعدما رأينا الدمار الذي يحل يوماً بعد يوم بالمجتمعات الإلحادية من جرائم عنف واغتصاب وانتحار وأمراض جنسية خطيرة...

إن مجتمعنا العربي والإسلامي لا زال ولله الحمد بعيداً عن هذه الأمراض الخطيرة.. والسبب الرئيس هو الحرص على اتباع تعاليم الدين الحنيف.. وإن كل ما يُشاع من أن المجتمعات الإسلامية ينتشر فيها التحرض الجنسي والأمراض الجنسية... كل هذا لا توجد عليه دراسات علمية موثقة.. بل مجرد أقوال لملحدين لا أساس لها من العلم.

هل الطهارة مفيدة أم ضارة؟ هل فعل الخير وإطعام المساكين أمر جيد أم سيء؟ هل العدل والإحسان وبر الوالدين وإكرام الجيران والصبر على أذى الآخرين ومساعدة المحتاج وقول الحق وإحسان الظن بالآخرين وإكرام الفقراء والتواضع أمامهم... هل هذه أشياء ضارة أم نافعة؟

هل إذا ترك الإنسان الخمر والمخدرات والفواحش والشذوذ وابتعد عن الإساءة للآخرين وابتعد عن التكبر والظلم والأذى وابتعد عن الغش والكذب وقول الزور وابتعد عن النظر لحرمات الآخرين وابتعد عن الزنا وعن الإضرار بالناس وخيانة الأصدقاء وابتعد عن الغدر والحقد والحسد وظن السوء.. بالله عليكم هل هذه أشياء ضارة أم نافعة؟

إذاً لماذا تتركون النافع وهو الإسلام وتتبعون الضار وهو الإلحاد والإباحية والعلمانية المزيفة؟

هل الإسلام هو مجرد سبايا وجواري وعبيد وقطع رؤوس؟ هل هذا هو تعريفكم للإسلام؟ أتركتم كل هذه المعاني الرائعة للإسلام ولم تروا إلا مشاهد قطع الرؤوس التي هي صناعة إلحادية بالأساس ولكن باسم الإسلام والإسلام منها براء!

وأخيراً نحمد الله تعالى على نعمة الإسلام وندعو كل ملحد أن يتذوق حلاوة الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده.. والله لا يرضى لعباده إلا الخير.. كيف لا وهو أعلم بهم: { إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَ لَا يَرْضَى  لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَ لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }  [الزمر:  7].

https://www.tg-me.com/menoathgafi
مقالات مختارة
Photo
الرئيس أردوغان يعلن إطلاق مشروع سكني هو الأكبر في تاريخ تركيا يشمل بناء 500 ألف وحدة سكنية و50 ألف محل تجاري في 81 ولاية تركية قيمتها إلى 422 مليار ليرة، والذي سيخلق نشاطا اقتصاديا بأكثر من 2 تريليون ليرة، ويوفر فرص عمل لـ100 ألف شخص.

Türkiye'nin 🇹🇷 Haberleri

هذا المشروع سيؤدي إلى خفض أسعار المنازل والإيجارات في جميع أنحاء البلاد وسيسهل امتلاك المواطنين للمنازل.

عبر هذا المشروع سيتم زيادة عدد المساكن الاجتماعية إلى مليونين وعدد قاطني هذه المنازل إلى أكثر من 10 ملايين.

أسعار المنازل التي سيتم إنشاؤها في إطار المشروع، قال أردوغان: سيتمكن مواطنونا من امتلاك المنازل المكونة من غرفتين وصالة بسعر إجمالي 608 آلاف ليرة تركية، وبأقساط شهرية تبدأ من 2000 ليرة، لمدة 240 شهرًا".

أما بالنسبة للمنازل المكونة من 3 غرف وصالة، فسيكون السعر 850 ألف ليرة تركية وبأقساط 3 آلاف 187 ليرة موزعة على 240 شهرًا".

تم تخصيص حصة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا. وسيكون لهم 50 ألف منزل، أي ما يعادل 20 بالمئة من المساكن التي سيتم إنشاؤها في إطار المشروع.

الحكومة تخطط لإنشاء 250 ألف سكن خلال المرحلة الأولى للمشروع والذي ستنتهي خلال عامين.

إمكانية تقدّم كل مواطن يقل دخلت أسرته عن 18 ألف ليرة في اسطنبول وعن 16 ألف ليرة في الولايات الأخرى بطلب الشراء من هذا المشروع.

ما يتعلق بالأقساط، فلن تتجاوز 30% من دخل الأسرة في حين أن المباني لن تزيد عن 5 طوابق وسيتم إنشاؤها في كافة الولايات.

تتضمن شروط التقدم بالطلب للاستفادة من المشروع أن يكون مواطناً تركياً فوق سن الـ 18 عاماً، وكذلك أن يكون دخل الأسرة الشهري لا يتجاوز الـ 16 ألفاً في إسطنبول، والـ 14 ألفاً في الولايات الأخرى.

يمكن لمن ولد بعد أيلول/سبتمبر 1991 من التقدم بالطلب عبر فئة الشباب.

كذلك يهدف المشروع إلى توفير أقساط تصل إلى 240 شهراً.

من ضمن الشروط أن يكون هناك طلب واحد فقط لكل أسرة (خانة)، كذلك أن يقيم أصحاب الطلب عاماً واحداً داخل الولاية التي يقدمون الطلب فيها.

ضمن هذا المشروع ولأول مرة، سيتم عرض 100 ألف قطعة أرض للبيع، جاهزة للبناء، مزودة بالكهرباء والمياه والبنى التحتية للغاز الطبيعي، الأمر الذي سيعزز النشاط في أكثر من 250 قطاعًا فرعيًا، خاصة في قطاع البناء ومواد البناء.

سيتم عرض الأراضي للمواطنين بأسعار أقل من أسعار السوق، وأقساط بدون فوائد وعلى المدى الطويل، ما سيتيح الفرصة للمواطنين من ذوي الدخل المنخفض لبناء منازلهم الخاصة في محيط المدينة.

يذكر أنه ضمن نطاق مشاريع الإسكان الاجتماعي في تركيا، تم تشييد مليون و170 ألف منزل في الأعوام العشرين الماضية من خلال هيئة الإسكان “توكي.


Türkiye'nin Haberleri🇹🇷أخبار تركيا
📲
مقالات مختارة
Photo
📝 حفظ النعمة !

بقلم : ادهم شرقاوي

روى أبو علي القالي في رائعته الأمالي قال :
تغدى أبو جعفر المنصور ومعه ابن أخيه إبراهيم، فأخذ إبراهيم لقمة ثم وضعها على طرف المائدة.
فقال له المنصور : ما لكَ وضعتها يا بُنيّ؟
فقال إبراهيم : إنّ فيها شعرة!
فأخذ أبو جعفر اللقمة، ونزع الشعرة منها وأكلها، وقال له : لقد أفسدتك الكفاية !

عندما قرأتُ هذه القصة خطر لي على الفور أكوام الطعام التي تُلقى في حاويات القمامة، في منظر يقشعرُّ له البدن، وفي واحد من مشاهد كفران النعمة، ولا شيء أسرع في زوال النعم من كفرانها، وبالمقابل لا شيء أحفظ للنعمة من شكر الله عليها، وفي القرآن "لئن شكرتم لأزيدنكم"، *على أن الشكر نوعان : شكر لسان وشكر جوارح.*

*وشكر اللسان على النعم يكون بلفظ الحمد لله، والثناء على كرم الله أنه لم يجعلنا في قوافل المحرومين، وأما شكر الجوارح فسعي متواصل وعمل دؤوب شكر المال يكون عن طريق الصدقات وشكر الجسد والصحة يكون عن طريق مساعدة الضعفاء وشكر العلم يكون عن طريق تعليم الجاهل وإرشاد الحائر وألا إنّ على كل نعمة زكاة من جنسها، وهي – بعض فضل الله- تكفل دوامها واستمرارها !*

المبالغة في كمية الطعام الذي يُطبخ في البيوت يوميًا، أو في الولائم والمناسبات بحاجة إلى وقفة ومراجعة، أتفهم تمامًا حاجة صاحب المنزل إذا دعا ضيوفًا إلى طعام كثير ومتنوع، وهذا ما نفعله جميعًا، *ولكن ما لا يمكن تفهمه أن يُلقى الفائض من الطعام في الحاويات وما من مدينة ولا حي من مدننا وأحيائنا إلا وفيها من لا يجد اللقمة !*

رأى النبي صلى الله عليه وسلم تمرة ملقاةً على الأرض، فالتقطها، ومسحَ ما لحق بها من غبار، وأراد أن يأكلها ثم تراجع لأنه خشي أن تكون من تمر الصدقة الذي يُحمل إلى بيت المال، والنبي صلى الله عليه وسلم كما تعلمون جميعًا يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة، لهذا دفع التمرة لمن كان معه !

*إن القضية أبعد من تمرة ملقاة على الأرض، إنها قضية نعمة من نعم الله سبحانه لم توقر كما يجب،* وحين التقطها النبي صلى الله عليه وسلم فليس لحاجته إليها وإنما أراد أن يعلمنا شكر النعمة !

*ورأت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها حبة رمان ملقاة على الأرض، فقالت : "إن الله لا يُحبُّ الفساد" !*
إلى هذا الحد كانوا يُحافظون على النعم !

قرأتُ منذ أيام عن أحد مطاعم "البوفيهات المفتوحة" كتب إعلانًا لزبائنه يقول : *خُذ ما شئتَ من الطعام ولكن كُل ما أخذتَ، نحن نرمي كل يوم ما يكفي لإطعام مئتي شخص !*

من الواضح أن هذا الطعام الذي يُرمى قد اختلط ببعضه، وصار من المستحيل فصله وتوزيعه، وهذا ظاهر ضمنًا من حرص المطعم على حفظ النعمة !

*اطبخوا ما يكفي، وأكرموا ضيوفكم كيفما شئتم، فهذا من شكر النعمة أيضاً، ولكن ما يزيد عن الحاجة تعاهدوا به جارًا فقيرًا، ففيه أجران، أجر الصدقة وأجر حفظ النعمة، أما رمي الطعام المتبقي فمؤذن بزوال النعم، أدامها الله عليكم !*

https://www.tg-me.com/menoathgafi
📝 "ارحموا عزيزًا ذل"

بقلم : لينا أمين القوزي

اسمعوا هذه القصة :
كان فيما مضى شاب ثري ثراءً عظيماً وكان والده يعمل في تجارة الجواهر والياقوت، وكان الشاب يؤثر أصدقاءه أيّما إيثار وهم بدورهم يجلّونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له.

ودارت الأيام دورتها، ومات والد الشاب، وافتقرت العائلة، فبدأ الشاب يبحث عن أصدقاء الماضي فعلم أن أعز صديق كان يكرمه ويؤثر عليه، وأكثرهم مودةً وقرباً منه قد أثرى ثراء لا يوصف، وأصبح من أصحاب القصور والأملاك والأموال.

فتوجه إليه عسى أن يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح حاله، فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم، فذكر لهم صلته بصاحب الدار وما كان بينهما من مودة قديمة.

فذهب الخدم وأخبروا صديقه بذلك فنظر إليه ذلك الرجل من خلف ستار ليرى شخصًا رث الثياب عليه آثار الفقر فلم يرض بلقائه، وأخبر الخدم بأن يخبروه أن صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد.

فخرج الرجل والدهشة تأخذ منه مأخذها، وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت وكيف للمروءة أن لا تجد سبيلها في نفوس الأصدقاء.

فترك المكان وذهب بعيداً، ولما اقترب من دياره صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء.

فقال لهم ما أمر القوم ؟
قالوا له : نبحث عن رجل يدعى فلان ابن فلان وذكروا اسم والده، فقال لهم إنه أبي وقد مات منذ زمن، فحوقل الرجال وتأسفوا، وذكروا أباه بكل خير، وقالوا له إن أباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا أمانة.

فاخرجوا كيسا كبيراً قد مُلئ مرجانا فدفعوه إليه ورحلوا والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع، ولكنه تساءل: أين من يشتري المرجان، فإن عملية بيعه تحتاج إلى أثرياء، والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة!

مضى في طريقه ثم صادف امرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير .
فقالت له: يا بني أين أجد مجوهرات للبيع في بلدتكم؟

فتسمر الرجل في مكانه، ثم سألها عن أي نوع من المجوهرات تبحث.
فقالت : أريد أحجارا كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها.
فسألها: وهل يعجبك المرجان؟
فقالت له : نِعمَ المطلب!
فأخرج بضع قطع من الكيس، دهشت المرأة ودفعت له ثمنها..

وهكذا عادت الحال إلى يسر بعد عسر!
وعادت تجارته تنشط بشكل كبير، فتذكر بعد حين ذلك الصديق الذي ما أدى حق الصداقة فبعث له ببيتين من الشعر يقول فيهما؛

صحبتُ قوما لئاما لا وفاء لهم
يدعون بين الورى بالمكر والحيل

كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى
وحين أفلستُ عدوني من الجهل

فلما قرأ ذلك الصديق هذه الأبيات كتب على ورقة ثلاثة أبيات وبعث بها إليه جاء فيها:

أما الثلاثة قد وافوك من قبلي
ولم تكن سببا إلا من الحيل

أما من ابتاعت المرجان والدتي
وأنت أنت أخي بل منتهى أملي

وما طردناك من بخل ومن قلل
لكن خشينا عليك وقفة الخجل !

يا للنفوس الجميلة، التي ترقع بإتقان ثقوب الناس، ترمم بخفاء كسور خواطرهم، وتجبر برفق كل شرخ في نفوسهم، تؤدي جميل المعروف والإحسان وتتوارى بعيدًا عن نظرة عين المحسن إليهم ولسانهم يلهج بقوله تعالى ( رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير)

وكيف بمن كان صديقك؟ كيف بمن كان كنفًا وكتفًا وسندًا؟
أحب قول يحيى بن معاذ:
بئس الصديقُ صديقٌ تحتاج أن تقول له :​
اذكرني في دعائك!
وأن تعيش معه بالمداراة
أو تحتاج أن تعتذر إليه..!

فتفقدوا أصدقاءكم، واسألوا عنهم دومًا ، ربما لم يحوجهم الزمن لمال، ولكنه حتمًا أحوجهم إلى كثير !

https://www.tg-me.com/menoathgafi
مقالات مختارة
Photo
📝 دراما لتشويه الحاضر ومحاصرة المستقبل.. كيف؟

بقلم : ياسر الزعاترة⁩

انشغلت الأوساط الإعلامية وبعض الشعبية بملف الدراما خلال شهر رمضان؛ وهو الشهر الذي تزدحم فيه الشاشات بالأعمال الدرامية؛ الأمر الذي ظلّ لازمة منذ عقود بعيدة، بما فيها تلك التي شهدت صعود الصحوة الإسلامية، وكذلك السنوات القليلة التي شهدت "ربيع العرب".
وفيما انحصر الاهتمام الأكبر بمسلسل "الاختيار3"، فإن مسلسلات وأعمال أخرى لم تحظَ بذلك الاهتمام، رغم أنها حملت ذات الرسالة الضمنية التي قد لا ينتبه إليها كثيرون، والتي ما زالت أولوية الأولويات عند عدد كبير من الأنظمة  العربية، ألا وهي مطاردة ما يسمّى "الإسلام السياسي"، وتبعا له "التديّن" بوصفه من يمنح الحاضنة الشعبية للقوى الإسلامية المشتغلة بالسياسة والعمل العام.
لن أتوقف هنا عند المسلسل المذكور، فقد قيل فيه الكثير، ولا جديد أضيفه على صعيد تشويه تاريخ قريب ما زال أكثر شهوده أحياء، ويكفي أن نشير هنا إلى ظاهرة كانت متوقعة، تمثّلت في أن مسلسلا كوميديا، ليس فيه سوى التفاهة (الكبير أوي.. الجزء السادس)، قد حاز على مشاهدات أعلى بكثير من المسلسل المذكور، ودعك هنا من الردود عليه في مواقع التواصل، والتي فاجأت كل من وقفوا وراءه، ودفعتهم لحلف الأيمان تلو الأيمان بصحة ما أورده من وقائع.
دعك من المشهد المصري بكل وقائعه تلك (تشويه الدين وإدانة ثورة يناير)، وخذ مثالا على ذلك المسلسلات السورية طوال السنوات الأخيرة، والتي تشيطن الثورة على نحو طاعن في الابتذال.
لا وجود فيها لشعب ثار ضد نظام أقلية طائفي بشع ولا مثيل له في الكون، فما قدّمته لا يعدو حشدا من المليشيات الإسلامية المتطرّفة التي تقدّم صورة عن الدين في غاية البشاعة، أو مليشيات غير إسلامية تمارس البلطجة والنهب و"التعفيش"، وكل ذلك في سياق الثورة، مع نكهات خفيفة ضد مليشيات تابعة للنظام، أو تدّعي الانتساب له.
لا وجود لثورة بدأت سلمية لشهور، ودفعت آلاف الشهداء والمعتقلين، ولا وجود لمليشيات إيرانية، ولا وجود لضحايا وتعذيب في السجون، ولا وجود للطفل حمزة الخطيب وأمثاله.
كل ما فيها شيطنة للثورة، وشيطنة للقوى الإسلامية المشاركة فيها، لا أعني تنظيم الدولة، أو حتى "النصرة"؛ رغم الصورة المبتذلة لهما، بل سائر القوى التي كانت في مجملها بهوية إسلامية تبعا لمزاج الشعب وغالبية الأمّة.
في الدراما الخليجية هناك مثال "العاصوف" الذي تتواصل أجزاؤه، والذي يشيطن أيضا كل القوى الإسلامية المعنية بالشأن العام، ويشيطن ما يُعرف بـ"الصحوة"، ويتهمها بصناعة التطرّف الاجتماعي في المجتمع السعودي، رغم أن تلك القوى لم تكن سوى تابع فيما يتعلّق بالظواهر الاجتماعية، والتي كانت تتبع الفتاوى الرسمية وشبه الرسمية، وإلا فهل كانت "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، تابعة للقوى الإسلامية أم للسلطة ذاتها، وكذا "هيئة كبار العلماء" التي كانت صاحبة الكلمة الأعلى في المجتمع؟!
 
ما أريد قوله هو أن المجتمع كان بخير وعافية قبل صعود "الصحوة"؛ من دون ردّ الأمر إلى سياقاته السياسية المعروفة بعد واقعة "جهيمان" والتحالف بين السلطة وبين المؤسسة الدينية، بل إن عاقلا لا ينكر مثلا أن الشيخين "ابن باز"، و"ابن عثيمين"؛ رحمهما الله، كانا بمثابة مراجع للقوى الإسلامية، أقله في قضايا العقيدة والفقه التقليدي، ولم يكن يُنظر إليهما على نحو سلبي، حتى عندما وقع الخلاف في بعض القضايا ذات البُعد السياسي.
هنا أيضا، يحضر العبث بالواقع، فنحن نتحدث عن حقبة ليست بعيدة، إذ أن كثيرا من شهودها ما زالوا أحياء، وإن جهلت بعض فصولها أجيال شابة، لم تعاصر بدايات "الصحوة" بعد التسعينات، أو وعت بعض فصولها بعد ذلك، ودعك هنا من إهمال أي وجه إيجابي لتلك الصحوة في حياة الناس، فهي دائما مصدر للشرور؛ باستثناءات جدّ محدودة.
بقيت نقطة بالغة الأهمية، وهي أن تلك الأعمال الدرامية ليست سوى جزء بسيط من الشيطنة الإعلامية لكل متعلقات الظاهرة الإسلامية، والتي تؤكد ما ذكرناه ابتداءً؛ من أن محاربة التديّن بوصفه يمنح الحاضنة لما يُسمّى الإسلام السياسي، ما زال أولوية الأولويات لدى العديد من الأنظمة، رغم السحق الذي تعرّضت له القوى المحسوبة عليه منذ 10 سنوات ولغاية الآن.

https://www.tg-me.com/menoathgafi
📝كأنما تنحتون الفضَّة!

بقلم : أدهم شرقاوي


جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجتُ امرأةً من الأنصار.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل نظرتَ إليها، فإنَّ في عيون الأنصار شيئاً؟
فقال: قد نظرتُ إليها.
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: على كم تزوجتها؟
قال: على أربع أواقٍ
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: على أربع أواقٍ؟! كأنما تنحتون الفضَّة من عرض هذا الجبل! ما عندنا ما نُعطيك، ولكن عسى أن نبعثكَ في بعثٍ تُصيبُ منه.
فبعثَ بعد أيامٍ بعثاً إلى بني عبسٍ وأرسلَ ذلكَ الرجل معهم عله يغنهم شيئاً، ويدفع المهر.

وكواليس الحديث على الشكل التالي:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره أنه تزوَّج امرأةً من الأنصار، أي أنه قد خطبها ولم يدخل عليها بعد، فسألهُ إن كان نظرَ إليها، لأن في عيون الأنصار شيئاً، بمعنى في عيونهن ما قد يستقبحه الخاطب من صغر العين، وهذا هدي نبوي شريف أن ينظر الخاطب إلى المخطوبة، فيرضى صفاتها الخَلقِيَّة، فلا يخطبها دون أن يراها حتى إذا حُملتْ إليه لم تعجبه، فتصبح الحياة بعدها لا تُطاق، فيظلمها ويظلم نفسه!

ثم سأل عن المهر، فأخبره أنه دفعَ لها أربع أواقٍ فضة، أي ما يُعادل أربعين ديناراً للأوقية، فاستكثر النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا، وقال: أريع أواقٍ كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل!
بمعنى من أين لكم هذا المال، وهل هذا الجبل هو من فضة، حتى إذا إحتاج أحدكم قام إليه بمعوله فقطع منه ما يريدُ!

والرجل كما ترون دفع مهراً ليس عنده وجاء يطلب عون النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فبعثه في غزو علّه يصيب من الغنائم ما يقضي ما وعد به من مهر!

الأصل أن الزواج للعفة، عفة الشاب والفتاة معاً، وليس عقداً من عقود التجارة، والبنات لسنَ سلعاً للبيع! على أن المهر هو شرع ربنا ولكن يجب أن تكون الأمور بالعقل، فالخاطب الفقير ليس كالغنيّ، فلا يُحمّل الأهلُ الخاطبَ ما لا يُطيق، وهو أيضاً عليه أن لا يوافق على ما لا يُطيق لأنه متى وافق فوجبَ عليه أن يدفع!

إذا اشترط الأهل مهراً عالياً فهذا ليس حراماً، وقد أراد عمر بن الخطاب أن يُحدد المهور عندما رأى مغالاة الناس فيه، فقامتْ إليه الشفاء بنت عبد الله وهو على المنبر وقالتْ له: لا يحق لك يا أمير المؤمنين، فإن الله قال: "وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا"
فبأي حق تريد أن تحدده؟
فقال: أصابتْ امرأة وأخطأ عمر!

على أن المهور لا يُنظر إليها بعين الحلال والحرام فقط، وإنما بعين العقل، وفهم الحياة، وقدرات الناس، فمتى تسابق الناس في غلاء المهور، عزف الشباب عن الزواج، وتعنَّستْ الفتيات، وهذا فيه دمار للمجتمع، فاتقوا الله في أولادكم وبناتكم!

أدهم شرقاوي

https://www.tg-me.com/menoathgafi
📝 ورجُلٌ تصدّق بصدقةٍ فأخفاها!

بقلم : أدهم شرقاوي

حدَّثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مرةً أصحابه عن سبعةٍ يُظلهم الله في ظله يوم لا ظِلَّ إلا ظله، وكان ممن ذكرهم رجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمُ شماله ما تُنفِقُ يمينه!

كان زين العابدين عليُّ بن الحُسين يحملُ الصَّدقات والطعام ليلاً على ظهره، ويوصلها إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة، ولا يعلمون من وضعها، وكان يتولى هذا الأمر بنفسه فلا يستعين بخادم ولا صديق، حتى لا يدري بهذا الأمر أحد! وبقيَ كذلك سنواتٍ طويلةً، وما كان الفقراء والأرامل يعلمون من يضع لهم هذا الطعام على أبواب بيوتهم، فلما ماتَ رضيَ الله عنه وجدوا على ظهره أثر حمل الأكياس، وبموته لم يعد الأرامل والمساكين يجدون الذي كانوا يجدونه عند أبوابهم، فعلموا أنه صاحب الصَّدقات!

الصَّدقة في السِّر أعلى أجراً لأسباب كثيرة منها:
- لأنَّ المرءَ يزهدُ في معرفة الناس بما يصنع، ويرضى أن يعرفه ربه فقط، وبهذا يتخلص من الرياء، ويا لعظمة صدقة أُريد بها وجه الله تعالى فقط!
- لأنَّ فيها ترميماً لكرامة الفقراء، فالحاجة تكسر النفس، والبعض يتأذى إذا ما أُعطيَ على الملأ، فكرامته عنده أهم من حاجته، ومن هنا كانت صدقة السر أجوراً كثيرة، الصدقة وجبر الخاطر وترميم الكرامة!

كان الأوائل يخفون حسناتهم كما يُخفون سيئاتهم، فلا يُحِبُّ أحدهم أن يعرف الناس عبادته!
ترجم الإمام الذهبي لداود بن أبي هند، فذكرَ أنه صامَ أربعين سنةً لا يعلمُ به أهله، كان يخرجُ إلى دكانه في السوق معه زاده الذي تعده له زوجته وهي تحسبه مفطر، فيتصدَّقُ به في الطريق، فإذا كان المساء عاد وأفطرَ مع عائلته وهم يحسبون أنه يتعشّى!

وروى ابن الجوزيِّ عن الحسن البصري أنه قال: كنتُ مع عبد الله بن المبارك فأتينا على سِقاية والناس يشربون منها، قد دنا ليشرب ولم يعرفه الناس فزحموه ودفعوه، فلما عاد قال لي: ما العيشُ إلا هكذا أن لا نُعرف ولا نُوقَّر!
كل عبادة تستطيع أن تؤديها بالسِّر فإياك أن تؤديها في العلن، وكل صدقةٍ تستطيع إخفاءها فإياك أن تُظهرها، لا شيء يفسِدْ العمل كالرياء، وكل عمل لم يطلع عليه الناس فقد سَلِم بإذن الله من الرياء، وما سَلِمَ من الرياء فقد قُبلَ، وما قُبلَ فقد بلغَ بكَ الآفاق!

أدهم شرقاوي

https://www.tg-me.com/menoathgafi
📝 الخمر والميسر والعداوة والبغضاء

بقلم عبد الدائم الكحيل

لقد ربط الله بين الخمر والميسر وبين العداوة والبغضاء، ويأتي العلم ليكشف سرّ هذا الربط، دعونا نقرأ ونحمد الله على نعمة الإسلام ....
لم يعد أحد اليوم يستطيع أن ينكر العلاقة الوثيقة بين تناول الخمر والعدوانية التي يسببها لشاربه. وتؤكد عشرات الدراسات العلمية أن الإدمان على الخمور والمسكرات والمخدرات يؤدي إلى تطوير سلوك عدواني لدى مدمن الخمر.

الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة العلوم الأمريكية Scientific American (أكتوبر 2013) وجدت أن لعب القمار يعطي على الدماغ نفس تأثير الخمر والمخدرات.. ففي الدماغ هناك مركز يسمى مركز المكافأة يقوم بإفراز كميات من الدوبامين هذه المادة هي التي تعطي للإنسان الشعور باللذة أو النشوة أو الفرح.
عندما يقوم الإنسان بلعب القمار فإن الدماغ يفرز عشر أضعاف هذه المادة (الدوبامين) فتمنحه شعوراً بالمتعة (تشبه الشعور باللذة أثناء الممارسة الجنسية وكذلك أثناء شرب المخدرات أو المسكرات بشكل عام).. عندما يقوم الدماغ بإفراز كميات كبيرة من هذه المادة فوق طاقة الدماغ يؤدي ذلك إلى إرهاق خلايا الدماغ وتدمير جزء منها وفقدان التوازن مع الزمن وفقدان السيطرة على النفس ويتطور السلوك العدواني تجاه الآخرين...

يقول الباحثون في مجلة العلوم الأمريكية:
Neuroscientists have learned that drugs and gambling alter many of the same brain circuits in similar ways.
علماء الأعصاب تعلموا أن المخدرات والقمار تحدث تغييرات دائمة في مناطق محددة من الدماغ، بنفس الطريقة ونفس المناطق... أي لهما نفس التأثير.

دراسة ألمانية أجريت عام 2005 أثبتت أن القمار والمخدرات تؤدي إلى خفض حساسية الدماغ تجاه المؤثرات الخارجية.. دراسة أخرى أجريت في جامعة ييل Yale University عام 2003 ودراسة مهمة أيضاً أجريت عام 2012 في جامعة أمستردام University of Amsterdam تؤكدان إلى النشاط الكهربائي للدماغ يتراجع ويحدث خلل في عمل مركز المكافأة، وتحدث تأثيرات خطيرة على منطقة الناصية (الفص ما قبل الجبهي الذي يقع مباشرة خلف الجبين) هذه المنطقة المسؤولة عن تقييم المخاطر وكبت الغرائز والشهوات...

فمدمن المخدرات ومدمن القمار ومدمن الخمور لهم نفس السلوك العدواني تجاه الآخرين، بسبب تعطل هذه المنطقة (الناصية).. وهنا نتذكر حديثاً نبوياً شريفاً لفت انتباهنا إلى أهمية الناصية في زمن لم يكن هناك أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عن مهام هذه الناصية، حيث كان النبي الكريم يدعو بقوله: (اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي) [رواه أحمد]... وهذا هو دعاء الهم والضيق.

ففي قوله: (نَاصِيَتِي بِيَدِكَ) إشارة إلى أهمية الناصية حيث سلمها لله عز وجل يوجهها حيث يشاء، وكأن النبي الكريم يريد أن يقول إن أمر القيادة والتوجه والتحكم لديه مسلّمة لله عز وجل، فالإنسان من طبيعته الخطأ أما الله تعالى فلا يخطئ أبداً.

إن منطقة الناصية مسؤولة عن السعادة بطريقة غير مباشرة، فالإنسان عندما يكون لديه ناصية نشطة وتعمل بكفاءة عالية يصبح أكثر قدرة على التواصل والإبداع واتخاذ القرارات الصحيحة.. وهذه الأمور تؤدي إلى السعادة والراحة النفسية.

إذاً الحقيقة العلمية اليقينية التي كشفها العلماء بالصور أن المسكرات بأنواعها (مخدرات – خمور – نبيذ أو بيرة أو أي نوع مسكر مثل الكوكائين أو الحشيش أو المخدرات المصنوعة حديثاً أو المشروبات المسكرة على اختلاف تسمياتها: الويسكي والفودكا والعرق والشمبانيا...) كل هذه تولد نفس الأثر على الدماغ: العدوانية وممارسة العنف تجاه الآخرين والحقد على الآخرين والعنف المنزلي تجاه الأولاد والزوجة... تدمير جزء من خلايا الناصية في مقدمة أعلى الدماغ وإحداث خلل في القيادة يستمر 48 ساعة... ونتائج خطيرة تدمر الإنسان وعائلته.

وهنا أتذكر معكم أن شركات الخمور والمخدرات تسعى لترويج بضائعها من خلال ابتكار أسماء جذابة لها، ففي الماضي كان هناك اسم للخمر وهو النبيذ اشتهر به، ولكن حديثاً ظهرت أسماء كثيرة للمسكرات... النبي الكريم تنبأ بهذا الأمر فقال: (ليشربت أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها) [صححه[صححه الألباني]... هذا الحديث هو معجزة للنبي، فكيف علم بهذا الأمر؟
واليوم يعتقد بعض الخبراء أن تأثير لعبة القمار يمكن أن يستمر 24 ساعة على الدماغ.. تماماً مثل تأثير المخدرات والكحول... فدماغ المقامر مضطرب ومتآكل وهناك الكثير من المهام معطلة مثل إفراز مادة الدوبامين وغيرها من المشاكل...
شكل (2) أحد علماء الأعصاب يدرس الصور الملتقطة بواسطة جهاز المسح بالرنين المغنطيسي لعلاج ظاهرة الإدمان بأنواعها ... وعلى مدى خمسين عاماً درس العلماء تأثير المخدرات والإدمان على الخمور والإدمان على القمار وكذلك الإدمان على مشاهدة الأفلام الإباحية.. ولاحظوا أن أثر هذه العادات السيئة على الدماغ متشابه. فجميعها يدمر أجزاء من الدماغ جميعها يعطل مراكز القيادة والتحكم.. وجميعها يسبب مشاكل نفسية على رأسها الاكتئاب.

القرآن لخص لنا هذه الاكتشافات العلمية التي جاءت بعد معاناة طويلة ... وبعد تجارب ودراسات واختبارات علمية، وبعد أن أصبحت الخمور والقمار والمخدرات مشكلة تعصف بالحضارة الغربية وسوف تكون السبب الرئيسي وراء انهيارها في المستقبل...

ففي دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية يوجد 18 مليون مدمن خمر، بالإضافة إلى 2 مليون مدمن قمار وأكثر من 20 مليون يلعبون القمار بشكل اعتيادي... وفي هذه الدولة هناك يوجد أكثر من مليون جريمة سنوياً بسبب الخمر والقمار والمخدرات (جرائم اغتصاب – عنف منزلي – قتل ...) بسبب القمار والخمور والمخدرات...

يقول خبير القمار Christopher Welsh من ولاية ميريلاند أشهر ولاية لمارسة القمار :
Brain scans of gambling addicts look very much the same as brain scans of drug addicts.

إن صورة مسح الدماغ لمدمن القمار تبدو شبيهة جداً بمسح دماغ مدمن المخدرات!!
وهذا يعني أن المسكرات بأنواعها والقمار بأنواعه وجهان لعملة واحدة وضررهما مدمر على الإنسان والمجتمع، وهنا نسأل عن موقف الإسلام من هذه الأمور الخطيرة؟ هل سمح محمد صلى الله عليه وسلم بالخمر والقمار؟ هل ترك الناس في ظلماتهم الجاهلية أم أخرجهم إلى نور الهدى والإسلام؟ هل هو نبي كاذب كما يتهمه الملحدون والمشككون اليوم؟ وهل جاء بتعاليم تحرض على العنف والكراهية؟ هل تعاليم محمد صلى الله عليه وسلم تؤدي إلى الإرهاب وكراهية الآخر؟ هل هذه التهم حقيقية أو باطلة؟

الرد العلمي والمنطقي نجده في آية كريمة يحذر فيها الله تعالى من خطورة المسكرات والقمار ويعتبرهما شيء واحد.. انظروا معي إلى هذا الكلام الراقي الذي يخاطب العقل والروح بأرقى أسلوب، يقول تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 91]، دعونا نتدبر هذه الآية:

1- الآية ربطت بين الخمر والميسر، فالخمر يعني جميع المسكرات بأنواعها بما فيها المخدرات والمشروبات التي تسمى روحية وهي شيطانية، والميسر يعني القمار بكل أنواعه بما فيها ألعاب القمار العادية والمراهنات بأنواعها.. المراهنة على فوز مباراة كرة قدم مثلاً.. فالخمر والميسر وجهان لعملة واحدة، وهذا الربط دقيق من الناحية العلمية حيث ثبت أن الخمر والميسر لهما نفس التأثير على الدماغ ولو أن الميسر أثره أبطأ ولكنه مدمر على مر الزمن.

2- الخمر والميسر يولدان لدى الشخص

العدوانية والبغضاء والعنف تجاه الآخرين.. وهذا ما كشفه العلماء بشكل يقيني من خلال أكثر من مئة دراسة علمية منفصلة. وهذا ما أكده القرآن قبل أربعة عشر قرناً من خلال قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ).

3- هذه الآية ترد على المشككين ورواياتهم الواهية التي يلتقطونها من نفايات بعض الكتب ويتهمون أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام بالعنف!! إنه لأمر مضحك، كيف ينهى النبي الكريم عن أسباب العنف التي تنتج بسبب الخمر، ثم يأتي من يقول إنه يأمر بالعنف؟؟!
ألا تشهد هذه الآية على أن حبيبنا محمداً صلى الله عليه وسلم هو أكثر الناس بعداً عن الكراهية والعنف والإرهاب؟ قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 128-129].

https://www.tg-me.com/menoathgafi
. ~بسم الله الرحمن الرحيم~

. 📝.قناة.مقالات.مختارة.tt 📝

💡 قناة تحتوي على مقالات حول القضايا اليمنية والعربية والاسلامية

🌍 مقالات سياسية حول القضايا العربية والاسلامية

🧠 مقالات فكرية في الفكر الاسلامي

👨‍👨‍👧‍👧 مقالات اجتماعية والقضايا الشائكة في المجتمع المسلم

🌦 مقالات إعجاز علمي من القرآن والسنة للرد على الملاحدة

📚 مقالات تاريخية ( أحداث - معارك وفتوحات -شخصيات - دول)

📢 كتابات كشف وفضح العلمانيين العرب حلفائهم من جامية مداخلة ومتصوفة غلاه

أقوال العلماء و المفكرين وتغريدات الكتاب والصحفيين


~رب مقال كانت فائدته بوزن كتاب~

📚 انقر على رابط قناتنا 👇
https://www.tg-me.com/menoathgafi

ساهم في نشر الرابط 👆
مقالات مختارة
Photo
📝 خيانة ابن العلقمي...وكيف تورث الخيانة الذل لأصحابها ؟

الكاتبة الاردنية احسان الفقيه

بينما الوزير في مجلسه إذ دخل عليه أحد صعاليك التتار بفرسه، وَبَالَ على بساطه بكل ثقة !!

لم يكن التتري مجنونا، بل كان الوزير مُهانا ذليلا، يتقلّد منصب الوزارة لدى التتار فقط بالاسم، وأما الواقع فيُنبئ أنهم أذلّوا ناصيته، وجعلوه عبدا لهم، لا قرار له ولا رأي.

مرّت به عجوز وهو في آخر أيامه مطأطئ الرأس عليه أمارات الذّل، فقالت: أهكذا كان يعاملك بنو العباس؟!

فمات كَمَدًا وحسرة على مجد ضيَّعه، وسُلطة بدّدها، بعدما ارتمى تحت أقدام العدوّ، وباع دينه وأُمّته..

عن الوزير الشيعي في الخلافة العباسية محمد بن العلقمي، نتحدّث ..

لم يكن ذلك سوى الفصل الأخير في القصة، وأما البداية فكان فيها الوزير مُهابًا مطاعًا، إلا أن طائفيته قد استبدّت به، فتآمر مع التتار لدخول بغداد والقضاء على الخلافة، طمعا في إقامة دولة شيعية على أشلاء أهل السنة.

رسم ابن العلقمي خُطته التي تمهد للاجتياح التتري، وبدأ في إضعاف الاقتصاد، فكان ينهل من خزائن الدولة ولا يتوقّف عن تبديدها في الولائم والتفاهات التي كانت تروق للخليفة المُغيّب، ثم شرع في إضعاف الجيش حتى تبقى حاضرة الخلافة بلا قوة تحميها، فحارب الجند في أرزاقهم وأسقط أسماءهم من الديوان وصادر ممتلكاتهم، وبلغ الفقر منهم مبلغا عظيما، حتى أنهم كانوا يتسوّلون في شوارع بغداد، وأصبح الشعراء يرثونهم في أشعارهم، كما قام الوزير بتسريح كثير من الجنود، فانخفض عدد الجيش من مائة ألف إلى عشرة آلاف.

بعد أن اطمأن ابن العلقمي إلى القضاء على القوة الضاربة في الجيش الإسلامي، انتقل إلى الخطوة التي تليها وهي مراسلة التتار وإغراء زعيمهم هولاكو في احتلال بغداد، فأظهر له ضعف الجيش عن حماية الدولة، وأنّ عليه أن يجتاح بغداد، وتنصيبه ملكا عليها يحكمها في ظل التتار.

وبلغ من خبثه أنه كان إذا أراد مراسلتهم، أخذ أحد رجاله وحلق رأسه وكتب عليه بوخز الإبر، ثم غطي رأسه بالكحل وحبسه لديه حتى ينمو شعره، ثم يرسله إليهم، فيطلب منهم الرجل أن يحلقوا شعره لقراءة الرسالة التي لا يدري عنها شيئا، فيجدوا في آخر الرسالة (قطعوا الورقة)، فيفهم التتار المقصود فيقتلوا الرسول.

وخرج ابن العلقمي للاجتماع بهولاكو بعد أن نهى عامة الناس عن قتاله، ثم عاد إلى الخليفة وأوهمه أن ملك التتار يريد مصالحته على أن يكون له نصف خراج العراق، والنصف الآخر للخليفة، ومن ناحية أخرى أقنع هولاكو ألا يقبل من الخليفة صُلحا.

وخرج الخليفة صحبة سبعمائة من العلماء والأمراء والقضاة والأعيان، فقتلهم التتار جميعا حتى الخليفة، ثم دخلوا بغداد وقتلوا أهلها واستحلوا الأموال والأعراض، فقتلوا كل من رأوه حتى الأطفال والنساء، واغتصبوا الحرائر على أعين الناس، واقتادوا الأعيان والأمراء والعلماء إلى مقبرة الغلال يذبحون واحدا تلو الآخر، بعد أن أخذوا نساءهم، وقُتل الخطباء وحفظة القرآن، وتعطلت الصلوات والجُمعات أشهرا، وخربوا مكتبات بغداد، وألقوا المخطوطات في النهر حتى تغير لون الماء.

فما الذي حصده الوزير الخائن سوى الذل والهوان والضياع بعد أن مكّن الأعداء من رقاب المسلمين ؟!

وما الذي حصده الخونة والعملاء الذين تآمروا في كل عصر على الأمة مع أعدائها؟

هؤلاء هم من فتح الأبواب للغُزاة والمحتلين، فما كان لجيوش العالم أن تتسلط على رقاب المسلمين إلا من خلال الخيانة والغدر من الداخل.

لو كان هؤلاء العملاء الخونة يلتمسون مجدا دنيويا زائلا، فلِمَ لا يطلبونه في الشرف والأمانة؟

ولِمَ لا ينشدونه في الانصهار مع الشعوب بدلا من الارتماء في أحضان الأعداء؟
هؤلاء ينسون دائما أنهم سيكونون الضحية التالية بعد سيطرة الأعداء على الأمة، حينها سيكونون أوراقا محروقة لا نفع لها.

قبل وفاته سُئل هتلر: من أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك؟
قال: أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم.

أول من يحتقر الخائن هو من استعمله واستخدمه ووظّفه، فهذا نابليون بونابرت يُلقي الذهب في وجه ضابط نمساوي عميل لقاء عمالته، فطمع الضابط في أن يحْظى بمصافحة بونابرت، فقال الأخير: هذا الذهب لأمثالك، أما يدي فلا تصافح رجلا يخون بلاده.

ما أكثر أبناء العلقمي في الأمة، هم كُثُر، وعمالتهم لها ألف وجه، فليس الخائن هو فقط من يُمكّن الجيوش من احتلال بلاد المسلمين، إن الذين ينتسبون إلى هذه الأمة ثم يقومون بغزو عقول أبنائها بالأفكار الهدامة الوافدة، والقيم الدخيلة المُشوّهة، أولئك لا يقلّون حقارة عن ابن العلقمي، أولئك الذين يعبثون بعقيدة الأمة وتراثها وثوابتها، تحت مظلة الرقي والمدنية والتقدم والوعد بشرق أوسط جديد والثورة على الثوابت والنصوص !!
2025/07/14 11:35:13
Back to Top
HTML Embed Code: