مقالات مختارة
Photo
وفي عام 1832 وأمام جحافل الروس في إحدى المعارك (غيمري) سقط الملا غازي وجيشه، وتشير الروايات إلى أن تلك المعركة لم ينج منها أحد من صفوف المسلمين، إلا الإمام شامل الذي تعرض لجروح وإصابات بالغة (البعض يقول إن شخصًا آخر نجا معه من تلك المعركة)، وهنا لم يجد شامل إلا إكمال مسيرة النضال التي بدأها مع رفيق دربه.
الإمام شامل.. قائدًا
وقع اختيار المريدين وشيوخ القبائل على "حمزة بك" لخلافة الملا غازي، خاصة أن شامل كان مصابًا ويتداوى من جروح معركة "غميري"، وبالفعل نجح القائد الجديد في ترتيب الصفوف وإعداد المقاتلين على أكمل وجه لكنه لم يكمل في القيادة إلا عامين فقط حتى سقط وهو يؤم المصلين في أحد مساجد مدينة هونزا بداغستان وكانت معقل المقاومة في ذلك الوقت.
وفي عام 1834 اختير الإمام شامل لقيادة صفوف المقاومة، فبدأ في ترتيب البيت من الداخل من خلال إعادة هيكلة الدولة، فقسمها إلى 32 محافظة مكتملة الأركان الإدارية (محافظ ونائب عنه ومفتي وأربع قضاة) فضلًا عن ترتيب إدارات وكوادر وقطاعات الجيش.
قسم شامل الجيش على أساس النظام العشري، بدءًا من الضباط الأعلى رتبًا ثم النواب يليهم الحرس الخاص وبعدهم المريديون وهكذا، هذا بجانب تقسيمه إلى قطاعات وفرق ألفية ومئوية وعشرية، مع اعتماد سياسة المساواة ومنح الفرص أمام الجميع لإظهار الكفاءات وتقييمها على أسس موضوعية ما شجع الجميع على بذل ما لديهم من جهد وقدرات.
وعلى المستوى السياسي وسع الإمام نفوذه ليمتد من بحر قزوين شرقًا إلى البحر الأسود غربًا بما يؤهله لإحكام السيطرة على الساحة تجنبًا لأي خيانات محتملة من القبائل كما حدث قبل ذلك، كما حاول قدر الإمكان تقليل الاحتقان بين القوميات من خلال المساواة بينها بصرف النظر عن الهوية الثقافية أو الدينية.
كما فتح قنوات اتصال قوية مع بعض الدول الإسلامية وعلى رأسها مصر وتركيا بجانب خصوم الروس في الغرب، بريطانيا وفرنسا، ونجح بدبلوماسيته الكبيرة في الحصول على الدعم من تلك الدول، عسكري واستخباراتي ومادي، وهو ما كان له أثره على قوة الدولة الداغستانية الشيشانية في مواجهة المحتل.
عسكريًا.. حاول قائد المريدين الاستعانة بتجربة النبي عليه السلام وخلفائه الراشدين في الاستفادة من الأسرى، فاستفاد من خبرات الضباط الروس الذين وقعوا أسرى في أيدي الجيش المسلم، وبدأ في تطوير قدرات الجيش على أحدث الأطر والقواعد.
القائد الذي جلد أمه حفاظًا على المقاومة
كانت المعضلة الأبرز التي واجهت القائد الجديد في ولاية حكمه خيانة بعض القبائل وخنوعهم وتواطئهم مع الروس، فهم أصحاب الصوت الذي يميل إلى التصالح مع القيصر وتجنب الدخول في صدام معه حفاظًا على حياة المسلمين في داغستان.
كان من الصعب لشيوخ تلك القبائل توجيه نصائح الاستسلام للإمام وجهًا لوجه، خشية على حياتهم من ردة فعله، فلجأوا إلى والدته للتوسط لديه، وكانت هي الأخرى تميل إلى هذا الرأي حفاظًا على حياة ولدها، فأراد شامل أن يلقنهم درسًا قاسيًا يقضي به على تلك الفتنة ويعزز روح المقاومة بين المسلمين.
رغم صعوبة الحكم وشذوذه أحيانًا اختار الإمام شامل أن يبدأ بعقاب والدته، كونها الوسيط المباشر الذي نقل إليه هذا المقترح، متجنبًا عقاب القبائل كلها خوفًا من تمردها وتفتيت وحدة الصف المسلم، فأمر بجلدها 100 جلدة، لكن بعد الجلدة الخامسة طلب التوقف، ودخل هو بنفسه لإكمال العقاب، حيث جُلد 95 جلدةً، وبذلك حافظ على استقرار القبائل ووأد الفتنة التي كانت من الممكن أن تقضي على الجيش المسلم.
ربع قرن من الصمود
أدخل الإمام المجاهد أساليب قتال متنوعة ضد الروس، أبرزها ما عرف بـ"حرب العصابات والشوارع"، مستغلًا البيئة الجبلية المناسبة لذلك التي تحولت إلى فخاخ لإسقاط آلاف الروس الذين ما كان يمكن مواجهتهم بالطرق العسكرية التقليدية في ظل الفارق الكبير في الإمكانات.
تبنى الجيش المسلم في معاركه إستراتيجية الانسحاب التكتيكي بداية أي مواجهة، فكان يلجأ الإمام إلى الجبال للاحتماء بها تاركًا ساحات الحرب للروس الذين يظنون أن المعركة حسمت لصالحهم، لكن سرعان ما يفاجأوا حين عودتهم بجحافل المقاومة تقصفهم من كل جانب فيتساقطون كما أوراق الشجر.
ونجح شامل على مدار ربع قرن تقريبًا من حرب العصابات في تكبيد القوات الروسية خسائر قدرت بمئات آلاف القتلى فضلًا عن الاستيلاء على مئات المدافع والعتاد والأسلحة التي أحدثت شيئًا من التوازن النسبي في بعض المعارك التي سقط في إحداها نحو 30 ألف قتيل روسي.
الاستسلام مرفوع الرأس
أثارت انتصارات الإمام شامل وجيش المريدين قلق قيصر روسيا، إذ ساهمت في تهييج الشارع ضده في ظل الأنباء المتواردة من القوقاز عن تساقط الجنود الروس على أيدي المقاومة محدودة التسليح والإمكانات، فكان استهداف رأس قائد الجيش المسلم هو الحل الوحيد لمصالحة الشعب الروسي.
الإمام شامل.. قائدًا
وقع اختيار المريدين وشيوخ القبائل على "حمزة بك" لخلافة الملا غازي، خاصة أن شامل كان مصابًا ويتداوى من جروح معركة "غميري"، وبالفعل نجح القائد الجديد في ترتيب الصفوف وإعداد المقاتلين على أكمل وجه لكنه لم يكمل في القيادة إلا عامين فقط حتى سقط وهو يؤم المصلين في أحد مساجد مدينة هونزا بداغستان وكانت معقل المقاومة في ذلك الوقت.
وفي عام 1834 اختير الإمام شامل لقيادة صفوف المقاومة، فبدأ في ترتيب البيت من الداخل من خلال إعادة هيكلة الدولة، فقسمها إلى 32 محافظة مكتملة الأركان الإدارية (محافظ ونائب عنه ومفتي وأربع قضاة) فضلًا عن ترتيب إدارات وكوادر وقطاعات الجيش.
قسم شامل الجيش على أساس النظام العشري، بدءًا من الضباط الأعلى رتبًا ثم النواب يليهم الحرس الخاص وبعدهم المريديون وهكذا، هذا بجانب تقسيمه إلى قطاعات وفرق ألفية ومئوية وعشرية، مع اعتماد سياسة المساواة ومنح الفرص أمام الجميع لإظهار الكفاءات وتقييمها على أسس موضوعية ما شجع الجميع على بذل ما لديهم من جهد وقدرات.
وعلى المستوى السياسي وسع الإمام نفوذه ليمتد من بحر قزوين شرقًا إلى البحر الأسود غربًا بما يؤهله لإحكام السيطرة على الساحة تجنبًا لأي خيانات محتملة من القبائل كما حدث قبل ذلك، كما حاول قدر الإمكان تقليل الاحتقان بين القوميات من خلال المساواة بينها بصرف النظر عن الهوية الثقافية أو الدينية.
كما فتح قنوات اتصال قوية مع بعض الدول الإسلامية وعلى رأسها مصر وتركيا بجانب خصوم الروس في الغرب، بريطانيا وفرنسا، ونجح بدبلوماسيته الكبيرة في الحصول على الدعم من تلك الدول، عسكري واستخباراتي ومادي، وهو ما كان له أثره على قوة الدولة الداغستانية الشيشانية في مواجهة المحتل.
عسكريًا.. حاول قائد المريدين الاستعانة بتجربة النبي عليه السلام وخلفائه الراشدين في الاستفادة من الأسرى، فاستفاد من خبرات الضباط الروس الذين وقعوا أسرى في أيدي الجيش المسلم، وبدأ في تطوير قدرات الجيش على أحدث الأطر والقواعد.
القائد الذي جلد أمه حفاظًا على المقاومة
كانت المعضلة الأبرز التي واجهت القائد الجديد في ولاية حكمه خيانة بعض القبائل وخنوعهم وتواطئهم مع الروس، فهم أصحاب الصوت الذي يميل إلى التصالح مع القيصر وتجنب الدخول في صدام معه حفاظًا على حياة المسلمين في داغستان.
كان من الصعب لشيوخ تلك القبائل توجيه نصائح الاستسلام للإمام وجهًا لوجه، خشية على حياتهم من ردة فعله، فلجأوا إلى والدته للتوسط لديه، وكانت هي الأخرى تميل إلى هذا الرأي حفاظًا على حياة ولدها، فأراد شامل أن يلقنهم درسًا قاسيًا يقضي به على تلك الفتنة ويعزز روح المقاومة بين المسلمين.
رغم صعوبة الحكم وشذوذه أحيانًا اختار الإمام شامل أن يبدأ بعقاب والدته، كونها الوسيط المباشر الذي نقل إليه هذا المقترح، متجنبًا عقاب القبائل كلها خوفًا من تمردها وتفتيت وحدة الصف المسلم، فأمر بجلدها 100 جلدة، لكن بعد الجلدة الخامسة طلب التوقف، ودخل هو بنفسه لإكمال العقاب، حيث جُلد 95 جلدةً، وبذلك حافظ على استقرار القبائل ووأد الفتنة التي كانت من الممكن أن تقضي على الجيش المسلم.
ربع قرن من الصمود
أدخل الإمام المجاهد أساليب قتال متنوعة ضد الروس، أبرزها ما عرف بـ"حرب العصابات والشوارع"، مستغلًا البيئة الجبلية المناسبة لذلك التي تحولت إلى فخاخ لإسقاط آلاف الروس الذين ما كان يمكن مواجهتهم بالطرق العسكرية التقليدية في ظل الفارق الكبير في الإمكانات.
تبنى الجيش المسلم في معاركه إستراتيجية الانسحاب التكتيكي بداية أي مواجهة، فكان يلجأ الإمام إلى الجبال للاحتماء بها تاركًا ساحات الحرب للروس الذين يظنون أن المعركة حسمت لصالحهم، لكن سرعان ما يفاجأوا حين عودتهم بجحافل المقاومة تقصفهم من كل جانب فيتساقطون كما أوراق الشجر.
ونجح شامل على مدار ربع قرن تقريبًا من حرب العصابات في تكبيد القوات الروسية خسائر قدرت بمئات آلاف القتلى فضلًا عن الاستيلاء على مئات المدافع والعتاد والأسلحة التي أحدثت شيئًا من التوازن النسبي في بعض المعارك التي سقط في إحداها نحو 30 ألف قتيل روسي.
الاستسلام مرفوع الرأس
أثارت انتصارات الإمام شامل وجيش المريدين قلق قيصر روسيا، إذ ساهمت في تهييج الشارع ضده في ظل الأنباء المتواردة من القوقاز عن تساقط الجنود الروس على أيدي المقاومة محدودة التسليح والإمكانات، فكان استهداف رأس قائد الجيش المسلم هو الحل الوحيد لمصالحة الشعب الروسي.
مقالات مختارة
Photo
وبالفعل رصد القيصر مكافأة قدرها 45 ألف روبل روسي نظير رأس الإمام شامل، وحين وصل هذا الأمر للإمام رد بخطاب وجهه للجنرال قائد الجيش الروسي، أليكساندر إيفانوفيتش بارياتسكي، عبّر فيه عن سعادته بأن رأسه تساوي هذا المبلغ الكبير، لكنه علق قائلًا: "لكنك لن تكون سعيدًا حينما أُخبرك أنَّ رأسك بل رأس القيصر ذاته لا تُساوي لديَّ كوبيكًا واحدًا".
بعد انتهاء الحرب العثمانية الروسية عام 1856 وجه الجيش الروسي معظم قواته للجبهة القوقازية، لدعم الجنرال بارياتنسكي، حيث انضم له قرابة 200 ألف جندي روسي، كانت المهمة الرئيسية إسقاط الإمام الشامل، انتقامًا للهزائم التي ألحقها بالقوات الروسية.
اكتسب الجنرال الروسي خلفية معلوماتية معقولة عن إستراتيجيات المسلمين العسكرية، وأبرزها الاحتماء بالغابات والجبال، وجرجرة الجيش الروسي لحرب العصابات، فعمد إلى تقطيع الأشجار وأحرقها يقينًا منه أنها كانت مخابئ للمقاتلين المسلمين.
لم يغيب الموت الإمام شامل عن عقول وقلوب الداغستانيين، إذ ظل محتفظًا بمكانته وقيمته في وجدان الأجيال المتلاحقة، فقلما يوجد بيت هناك لا يعلق صورته
نجحت القوات الروسية في تطويق جيش المريدين بأكثر من 40 ألف مقاتل مقابل 500 فقط من المجاهدين، حينها لم يجد الإمام شامل إلا الاستسلام، ليسقط رأس هرم المقاومة الإسلامية في قبضة قيصر روسيا الذي أراد توظيف هذا الحديث لخدمة أطماعه السياسية واستعادة شعبيته مرة أخرى، فأخذه في رحلة برية من داغستان إلى موسكو مفتخرًا في كل بلدة يمر عليها بهذا الانتصار العظيم بالنسبة له.
وقبل وفاته طلب الشيخ المجاهد من السلطات الروسية السماح له بأداء فريضة الحج، فوافقوا على طلبه، فسافر إلى إسطنبول ومنها إلى مكة حيث قضى الفريضة ثم انتقل إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة لكنه توفي ودفن هناك عام 1871.
لم يغيب الموت الإمام شامل عن عقول وقلوب الداغستانيين، إذ ظل محتفظًا بمكانته وقيمته في وجدان الأجيال المتلاحقة، فقلما يوجد بيت هناك لا يعلق صورته، ونادرًا ما يغيب اسمه عن أسرة بأكملها، إذ يعتبرونه بطلًا قوميًا خاض ربع قرن من حياته في مقاومة المستعمر الروسي، وكان له الفضل مع زملاء كفاحه في التخلص من ربقة الاستعمار والتحرر من عباءة الهيمنة الروسية.
https://www.tg-me.com/menoathgafi
بعد انتهاء الحرب العثمانية الروسية عام 1856 وجه الجيش الروسي معظم قواته للجبهة القوقازية، لدعم الجنرال بارياتنسكي، حيث انضم له قرابة 200 ألف جندي روسي، كانت المهمة الرئيسية إسقاط الإمام الشامل، انتقامًا للهزائم التي ألحقها بالقوات الروسية.
اكتسب الجنرال الروسي خلفية معلوماتية معقولة عن إستراتيجيات المسلمين العسكرية، وأبرزها الاحتماء بالغابات والجبال، وجرجرة الجيش الروسي لحرب العصابات، فعمد إلى تقطيع الأشجار وأحرقها يقينًا منه أنها كانت مخابئ للمقاتلين المسلمين.
لم يغيب الموت الإمام شامل عن عقول وقلوب الداغستانيين، إذ ظل محتفظًا بمكانته وقيمته في وجدان الأجيال المتلاحقة، فقلما يوجد بيت هناك لا يعلق صورته
نجحت القوات الروسية في تطويق جيش المريدين بأكثر من 40 ألف مقاتل مقابل 500 فقط من المجاهدين، حينها لم يجد الإمام شامل إلا الاستسلام، ليسقط رأس هرم المقاومة الإسلامية في قبضة قيصر روسيا الذي أراد توظيف هذا الحديث لخدمة أطماعه السياسية واستعادة شعبيته مرة أخرى، فأخذه في رحلة برية من داغستان إلى موسكو مفتخرًا في كل بلدة يمر عليها بهذا الانتصار العظيم بالنسبة له.
وقبل وفاته طلب الشيخ المجاهد من السلطات الروسية السماح له بأداء فريضة الحج، فوافقوا على طلبه، فسافر إلى إسطنبول ومنها إلى مكة حيث قضى الفريضة ثم انتقل إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة لكنه توفي ودفن هناك عام 1871.
لم يغيب الموت الإمام شامل عن عقول وقلوب الداغستانيين، إذ ظل محتفظًا بمكانته وقيمته في وجدان الأجيال المتلاحقة، فقلما يوجد بيت هناك لا يعلق صورته، ونادرًا ما يغيب اسمه عن أسرة بأكملها، إذ يعتبرونه بطلًا قوميًا خاض ربع قرن من حياته في مقاومة المستعمر الروسي، وكان له الفضل مع زملاء كفاحه في التخلص من ربقة الاستعمار والتحرر من عباءة الهيمنة الروسية.
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "
Forwarded from مقالات مختارة
✍ فيصل القاسم :
عندما ترى أناساً يدافعون عن طاغية رغم أنهم لم يحصلوا من نظامه إلا على الفقر والقهر والجوع والذل والتشرد ، فهذه طامه كبرى
اضحك كثيراً عندما أرى اناس دفعهم الفقر والفاقه والقهر إلى السفر إلى اقاصي الدنيا بحثاً عن لقمة عيش وقليل من الحرية والكرامة ، وهم يدافعون عن هذا الطاغية أو ذاك .
هؤلاء ليسوا من صنف الحمير طبعاً، لأنهم بحاجة لخمسين عاماً كي يصبحوا حميراً .😆😆
عندما ترى أناساً يدافعون عن طاغية رغم أنهم لم يحصلوا من نظامه إلا على الفقر والقهر والجوع والذل والتشرد ، فهذه طامه كبرى
اضحك كثيراً عندما أرى اناس دفعهم الفقر والفاقه والقهر إلى السفر إلى اقاصي الدنيا بحثاً عن لقمة عيش وقليل من الحرية والكرامة ، وهم يدافعون عن هذا الطاغية أو ذاك .
هؤلاء ليسوا من صنف الحمير طبعاً، لأنهم بحاجة لخمسين عاماً كي يصبحوا حميراً .😆😆
مقالات مختارة
✍ فيصل القاسم : عندما ترى أناساً يدافعون عن طاغية رغم أنهم لم يحصلوا من نظامه إلا على الفقر والقهر والجوع والذل والتشرد ، فهذه طامه كبرى اضحك كثيراً عندما أرى اناس دفعهم الفقر والفاقه والقهر إلى السفر إلى اقاصي الدنيا بحثاً عن لقمة عيش وقليل من الحرية والكرامة…
الحريةُ أثمنُ من الخُبز!
هذه ثاني أجمل مقولةٍ قرأتُها عن الحرية، أما الأولى فقول عُمر بن الخطاب لعَمرو بن العاص: يا عَمرو متى استعبدتُم الناس وقد ولدتهم أُمهاتهم أحراراً!
تسابقَ ابنٌ لعمرو بن العاص وهو يومذاكَ أمير مصر مع قبطي، فسبقه القبطيُّ، فجلدَهِ وقال له: أتسبقُ ابن الأكرمين؟!
ولأنَّ الظُلم مُر، واستعباد الناس لا يُستساغ،
يأتي القبطي من مصر إلى المدينةِ ويرفعُ شكواه إلى الفاروقِ الذي يُرسِلُ في طلبِ عمرو وابنه، فلمَّا حضرا بين يديه ناولَ درته للقبطي وقال له: اِضربْ ابن الأكرمين!
ثم قالَ لعمرو: يا عمرو متى استعبدتُم الناس وقد ولدتهُم أمهاتهم أحراراً!
ما جاءَ هذا الدين إلا ليُحرِّر الناس، ليُحرِّرهم من استعبادِ الآخرين لهم أولاً، ومن استعبادِ أنفسهم لهم ثانياً، فالإنسانُ بلا دينٍ عبدٌ لغرائزِهِ ومُيُولِهِ وأطماعِهِ، ولا شيء يُؤدِّبُ هذه الغرائز إلا الدين، لهذا نجدُ الإسلامَ العظيمَ يقفُ وسطاً مُعتدلاً بين أولئكَ الذين أطلقوا غرائزَ الإنسان، وبين أولئكَ الذين كبتوها!
✍أدهم شرقاوي
هذه ثاني أجمل مقولةٍ قرأتُها عن الحرية، أما الأولى فقول عُمر بن الخطاب لعَمرو بن العاص: يا عَمرو متى استعبدتُم الناس وقد ولدتهم أُمهاتهم أحراراً!
تسابقَ ابنٌ لعمرو بن العاص وهو يومذاكَ أمير مصر مع قبطي، فسبقه القبطيُّ، فجلدَهِ وقال له: أتسبقُ ابن الأكرمين؟!
ولأنَّ الظُلم مُر، واستعباد الناس لا يُستساغ،
يأتي القبطي من مصر إلى المدينةِ ويرفعُ شكواه إلى الفاروقِ الذي يُرسِلُ في طلبِ عمرو وابنه، فلمَّا حضرا بين يديه ناولَ درته للقبطي وقال له: اِضربْ ابن الأكرمين!
ثم قالَ لعمرو: يا عمرو متى استعبدتُم الناس وقد ولدتهُم أمهاتهم أحراراً!
ما جاءَ هذا الدين إلا ليُحرِّر الناس، ليُحرِّرهم من استعبادِ الآخرين لهم أولاً، ومن استعبادِ أنفسهم لهم ثانياً، فالإنسانُ بلا دينٍ عبدٌ لغرائزِهِ ومُيُولِهِ وأطماعِهِ، ولا شيء يُؤدِّبُ هذه الغرائز إلا الدين، لهذا نجدُ الإسلامَ العظيمَ يقفُ وسطاً مُعتدلاً بين أولئكَ الذين أطلقوا غرائزَ الإنسان، وبين أولئكَ الذين كبتوها!
✍أدهم شرقاوي
مقالات مختارة
Photo
📝 الإلحاد والانتحار وقوة تعاليم الاسلام
✍ بقلم الباحث المهندس عبد الدائم الكحيل
طالما تغنى الملحدون بإلحادهم وأفكارهم وحريتهم التي يتميزون بها عن غيرهم من المؤمنين “البسطاء” بنظرهم! وطالما أتحفونا بسيل من إبداعاتهم غير المنطقية يدَّعون فيها أنهم عقلانيون ويتعاملون مع الأمور بواقعية، وأنهم أكثر سعادة من غيرهم من المؤمنين الذين حكموا على أنفسهم بالانقياد للدين، وحرموا أنفسهم من ملذات الحياة!!
ولكن يأتي الواقع والعلم ليكذب هؤلاء ويفضح أساليبهم وكذبهم وأنهم مجرد أدوات للشيطان يستخدمها في حربه مع المؤمنين التي سيخسرها بلا شك، وأن هؤلاء الملحدين اتخذوا الشيطان ولياً لهم من دون الله، ليكونوا شركاء له في نار جهنم يوم القيامة.
ومن عظمة القرآن أنه لم يهمل الحديث عن هؤلاء بل وصفهم وصفاً يليق بهم، يقول تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 257]. فماذا نرجو من إنسان أخرجه الشيطان من النور إلى الظلمات؟ إنه مثل إنسان ميت يائس لا حياة فيه ولا استجابة لديه، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية الجديدة!
الأبحاث العلمية تثبت أن الملحدين أكثر الناس يأساً!
ففي دراسة حديثة تبين أن الملحدين هم أكثر الناس يأساً وإحباطاً وتفككاً وتعاسة!!! ولذلك فقد وجدوا أن أعلى نسبة للانتحار على الإطلاق كانت بين الملحدين واللادينيين، أي الذين لا ينتسبون لأي دين، بل يعيشون بلا هدف وبلا إيمان.
فقد أكدت الدراسات العلمية المتعلقة بالانتحار أن أكبر نسبة للانتحار كانت في الدول الأكثر إلحاداً وعلى رأسها السويد التي تتمتع بأعلى نسبة للإلحاد. أما الدانمرك فكانت ثالث دولة في العالم من حيث نسبة الإلحاد حيث تصل نسبة الملحدين (واللادينيين) إلى 80 %، وليس غريباً أن تصدر منها الرسوم التي تستهزئ بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.
جزء من الدراسة المتعلقة بتأثير التعاليم الدينية على الانتحار، تأملوا معي كيف أن الباحث يؤكد أن هناك اختلافاً كبيراً بين الدول الإسلامية وبين أي دولة أخرى من دول العالم بشكل ملفت للانتباه! هذه النتيجة يا أحبتي تدحض إدعاء الملحدين أن الإسلام دين يأمر بالانتحار!!! هذه الدراسة قام بها الدكتور جوس مانويل والباحثة أليساندرا فليشمان وهي دراسة علمية شاملة استندوا إلى مراجع الأمم المتحدة الموثقة، وقد وضعتُ هذه الصورة هنا لزيادة التوثيق العلمي لأن الملحدين كلما جاءهم إعجاز علمي جديد قالوا بأن هذه النتائج ملفقة وغير صحيحة! ولذلك أنصح كل من في قلبه شك من هذا البحث أن يرجع إلى هذه الدراسة وغيرها من الدراسات العلمية التي أثبتناها في قائمة المراجع في نهاية البحث ليجد مصداق ما نقول.http://www.med.uio.no/iasp/files/papers/Bertolote.pdf
قوة التعاليم الإسلامية
تؤكد الدراسات العلمية على أن للتعاليم الدينية دور كبير في خفض نسبة الانتحار، وأن هذه التعاليم أقوى ما يمكن في الإسلام! ربما ندرك يا إخوتي لماذا حذر نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم من الانتحار في قوله: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سمًا فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبداً) [رواه البخاري ومسلم]. إنه أخطر تحذير على الإطلاق عرفته البشرية!! فهل هذا النبي يدعو للقتل والإرهاب؟ أم أنه حافظ على حياة أمته وأتباعه بهذا الحديث الشريف؟ ومن إعجاز هذا الحديث أنه شمل الحالات الأساسية التي تشكل أكثر من 90 % من حالات الانتحار.
فلو تأملنا إحصائيات الأمم المتحدة نلاحظ أن معظم نسب الانتحار يكون بمسدس أو سكين، وهو ما أشار إليه الحديث بكلمة (من قتل نفسه بحديدة)، السبب الثاني هو تجرع سم أو استنشاق غاز أو أخذ حبوب مخدرة، أي طريقة كيميائية وهو ما أشار إليه الحديث بقوله: (ومن شرب سمًا)، والسبب الثالث هو القفز من على جسر أو من أعلى بناء أي أن يرمي نفسه من مكان مرتفع وهو ما أشار إليه الحديث بقوله (ومن تردى من جبل)، انظروا كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغفل عن مثل هذه الظاهرة فوضع العلاج المناسب والقوي لها مسبقاً!!
تؤكد هذه الدراسة العلمية أن أعلى نسبة للانتحار كانت بين الملحدين، ثم البوذيين ثم المسيحيين ثم الهندوس وأخيراً المسلمين الذين كانت نسبة الانتحار بينهم تقترب من الصفر. انظروا معي إلى العمود الذي يمثل نسبة الانتحار لدى الملحدين وهو أعلى نسبة لديهم، وتأملوا معي العمود الذي يمثل نسبة الانتحار بين المسلمين وهو أقل نسبة على الإطلاق، هل توحي لك هذه الحقيقة العلمية بشيء!!
✍ بقلم الباحث المهندس عبد الدائم الكحيل
طالما تغنى الملحدون بإلحادهم وأفكارهم وحريتهم التي يتميزون بها عن غيرهم من المؤمنين “البسطاء” بنظرهم! وطالما أتحفونا بسيل من إبداعاتهم غير المنطقية يدَّعون فيها أنهم عقلانيون ويتعاملون مع الأمور بواقعية، وأنهم أكثر سعادة من غيرهم من المؤمنين الذين حكموا على أنفسهم بالانقياد للدين، وحرموا أنفسهم من ملذات الحياة!!
ولكن يأتي الواقع والعلم ليكذب هؤلاء ويفضح أساليبهم وكذبهم وأنهم مجرد أدوات للشيطان يستخدمها في حربه مع المؤمنين التي سيخسرها بلا شك، وأن هؤلاء الملحدين اتخذوا الشيطان ولياً لهم من دون الله، ليكونوا شركاء له في نار جهنم يوم القيامة.
ومن عظمة القرآن أنه لم يهمل الحديث عن هؤلاء بل وصفهم وصفاً يليق بهم، يقول تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 257]. فماذا نرجو من إنسان أخرجه الشيطان من النور إلى الظلمات؟ إنه مثل إنسان ميت يائس لا حياة فيه ولا استجابة لديه، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية الجديدة!
الأبحاث العلمية تثبت أن الملحدين أكثر الناس يأساً!
ففي دراسة حديثة تبين أن الملحدين هم أكثر الناس يأساً وإحباطاً وتفككاً وتعاسة!!! ولذلك فقد وجدوا أن أعلى نسبة للانتحار على الإطلاق كانت بين الملحدين واللادينيين، أي الذين لا ينتسبون لأي دين، بل يعيشون بلا هدف وبلا إيمان.
فقد أكدت الدراسات العلمية المتعلقة بالانتحار أن أكبر نسبة للانتحار كانت في الدول الأكثر إلحاداً وعلى رأسها السويد التي تتمتع بأعلى نسبة للإلحاد. أما الدانمرك فكانت ثالث دولة في العالم من حيث نسبة الإلحاد حيث تصل نسبة الملحدين (واللادينيين) إلى 80 %، وليس غريباً أن تصدر منها الرسوم التي تستهزئ بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.
جزء من الدراسة المتعلقة بتأثير التعاليم الدينية على الانتحار، تأملوا معي كيف أن الباحث يؤكد أن هناك اختلافاً كبيراً بين الدول الإسلامية وبين أي دولة أخرى من دول العالم بشكل ملفت للانتباه! هذه النتيجة يا أحبتي تدحض إدعاء الملحدين أن الإسلام دين يأمر بالانتحار!!! هذه الدراسة قام بها الدكتور جوس مانويل والباحثة أليساندرا فليشمان وهي دراسة علمية شاملة استندوا إلى مراجع الأمم المتحدة الموثقة، وقد وضعتُ هذه الصورة هنا لزيادة التوثيق العلمي لأن الملحدين كلما جاءهم إعجاز علمي جديد قالوا بأن هذه النتائج ملفقة وغير صحيحة! ولذلك أنصح كل من في قلبه شك من هذا البحث أن يرجع إلى هذه الدراسة وغيرها من الدراسات العلمية التي أثبتناها في قائمة المراجع في نهاية البحث ليجد مصداق ما نقول.http://www.med.uio.no/iasp/files/papers/Bertolote.pdf
قوة التعاليم الإسلامية
تؤكد الدراسات العلمية على أن للتعاليم الدينية دور كبير في خفض نسبة الانتحار، وأن هذه التعاليم أقوى ما يمكن في الإسلام! ربما ندرك يا إخوتي لماذا حذر نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم من الانتحار في قوله: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سمًا فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبداً) [رواه البخاري ومسلم]. إنه أخطر تحذير على الإطلاق عرفته البشرية!! فهل هذا النبي يدعو للقتل والإرهاب؟ أم أنه حافظ على حياة أمته وأتباعه بهذا الحديث الشريف؟ ومن إعجاز هذا الحديث أنه شمل الحالات الأساسية التي تشكل أكثر من 90 % من حالات الانتحار.
فلو تأملنا إحصائيات الأمم المتحدة نلاحظ أن معظم نسب الانتحار يكون بمسدس أو سكين، وهو ما أشار إليه الحديث بكلمة (من قتل نفسه بحديدة)، السبب الثاني هو تجرع سم أو استنشاق غاز أو أخذ حبوب مخدرة، أي طريقة كيميائية وهو ما أشار إليه الحديث بقوله: (ومن شرب سمًا)، والسبب الثالث هو القفز من على جسر أو من أعلى بناء أي أن يرمي نفسه من مكان مرتفع وهو ما أشار إليه الحديث بقوله (ومن تردى من جبل)، انظروا كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغفل عن مثل هذه الظاهرة فوضع العلاج المناسب والقوي لها مسبقاً!!
تؤكد هذه الدراسة العلمية أن أعلى نسبة للانتحار كانت بين الملحدين، ثم البوذيين ثم المسيحيين ثم الهندوس وأخيراً المسلمين الذين كانت نسبة الانتحار بينهم تقترب من الصفر. انظروا معي إلى العمود الذي يمثل نسبة الانتحار لدى الملحدين وهو أعلى نسبة لديهم، وتأملوا معي العمود الذي يمثل نسبة الانتحار بين المسلمين وهو أقل نسبة على الإطلاق، هل توحي لك هذه الحقيقة العلمية بشيء!!
مقالات مختارة
Photo
خطوات علاج الانتحار كما يراها العلماء اليوم
تؤكد الدراسة على أن نسبة الانتحار زادت كثيراً في الخمسين سنة الماضية، ولا يخفى علينا أن هذه الزيادة ربما تكون بسبب زيادة نسبة الإلحاد في الخمسين سنة الماضية. وأكدت دراسات أخرى على أن الدول التي تضع قوانين صارمة تعاقب فيها من يحاول أن يقتل نفسه أو من يساعده على ذلك، هذه الدول كانت نسبة الانتحار فيها أقل، أما الدول التي لا تضع قوانين صارمة تعاقب من يحاول الانتحار مثل السويد والدانمرك بحجة “حرية التعبير” فكانت تتمتع بأعلى نسبة انتحار.
من هنا تؤكد الدراسات على أنه من الضروري لعلاج ظاهرة الانتحار لابد من التحذير منها ووضع عقوبة رادعة لها. إذاً هناك ثلاث خطوات تنصح بها الدراسة لعلاج هذه الظاهرة التي تقول فيها الأمم المتحدة أن عام 2020 سيكون عدد المنتحرين مليون ونصف، وأن 15-30 مليون شخص سيحاولون الانتحار في عام واحد فقط، أي بمعدل جريمة انتحار واحدة كل 20 ثانية، وبمعدل محاولة انتحار كل ثانية أو ثانيتين!! وهذا عدد ضخم جداً وغير مسبوق، لذلك يؤكدون في علاجهم لهذه الظاهرة على أهمية اتخاذ هذه الخطوات:
1- التحذير من الإقدام على مثل هذا العمل.
2- الاهتمام بمن لديهم ميول انتحارية ومحاولة إعطائهم شيئاً من الأمل وعلاج اليأس لديهم، ومنحهم شيئاً من الرحمة والعطف
.
3- وضع عقوبات صارمة لمن يحاول الانتحار.
الخطوات العلاجية كما وضعها لقرآن
وسؤالي يا أحبتي: أليس هذا ما فعله القرآن عندما حذر من الانتحار ووضع علاجاً وعقوبة صارمة له؟ يقول تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) [النساء: 29-30]. فقد وضع الله في هذه الآية الخطوات العلاجية الثلاث بكل دقة
وموضوعية:
1- التحذير من الانتحار في قوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ).
2- العلاج النفسي لليأس الذي يعاني منه المنتحر بنداء مفعم بالرحمة الإلهية من خلال قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).
3- وضع العقوبة الرادعة والصارمة جداً من خلال قوله تعالى: (فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا).
فسبحان الله، حتى هذه الظاهرة لم يغفل عنها القرآن، بل حذر منها وأوجد العلاج المناسب لها والتحذير المناسب منها، وهذا ما ساهم في تخفيف نسب الانتحار في الدول الإسلامية إلى الحد الأدنى (أقل من 1 بالألف)، وهذا الكلام لا أقوله أنا يا أحبتي بل يقولونه بأنفسهم.
يقول الدكتور جوس مانويل والباحثة أليساندرا فليشمان في بحثهما وبالحرف الواحد:
“إن نسبة الانتحار في الدول الإسلامية (بخلاف كل الدول الأخرى) تكاد تقترب من الصفر (أقل من واحد بالألف)، وسبب ذلك أن الدين الإسلامي يحرم الانتحار بشدة”.
بعد كل هذه الحقائق والبراهين يقولون إن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم! ولكن من أين جاء محمد صلى الله عليه وسلم بهذه المعلومات؟ من أخبره بخطورة هذه الظاهرة حتى يضع لها علاجاً بشكل مسبق؟ هل وجد هذه المعلومات في الكتب السائدة في زمانه والتي لا نكاد نجد للانتحار ذكراً فيها! إن الذي علمه يا أحبتي هو الذي أرسله ليكون رحمة للعالمين وهو الذي خاطبه بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107].
الأبحاث تثبت صدق قول النبي الأعظم (لا رهبانية في الإسلام)
وفي دراسة أجراها باحثون أمريكيون هي الأولى من نوعها عام 2004 وتهدف لدراسة علاقة الانتحار بالدين، أُجريت بعناية فائقة، وتم اختيار عدد كبير من الأشخاص الذين حاولوا الانتحار أو انتحروا بالفعل، ومن خلال سؤال أقاربهم وأصدقائهم ودراسة الواقع الديني والاجتماعي لهم، تبين أن أكثر المنتحرين هم الملحدون (واللادينيون) فقد جاؤوا على رأس قائمة الذين قتلوا أنفسهم
جاء بنتيجة هذه الدراسة الحقائق الآتية:
1- نسبة الانتحار لدى الملحدين أعلى ما يمكن!
2- نسبة الانتحار كانت أعلى لدى غير المتزوجين.
3- نسبة الانتحار قليلة بين من لديهم أطفال أكثر.
4- الملحدون أكثر عدوانية من غيرهم.
5- الإنسان المؤمن أقل غضباً وعدوانية واندفاعاً.
6- الدين يساعد على تحمل أعباء الحياة والإجهادات ويقلل فرص الإصابة بالاضطرابات النفسية المختلفة.
7- الملحدون كانوا أكثر الناس تفككاً اجتماعياً، وليس لديهم أي ارتباط اجتماعي لذلك كان الإقدام على الانتحار سهلاً بالنسبة لهم.
8- ختمت الدراسة بتوصية: إن الثقافة الدينية هي علاج مناسب لظاهرة الانتحار.
نستطيع أن نستنتج أن الإيمان والزواج وإنجاب الأطفال هي عوامل تبعد الانتحار عن أولئك الذين يعانون من اضطرابات نفسية تدفعهم للانتحار. لأن الدراسة وجدت أن الشخص المؤمن والمتزوج والذي لديه عدد من الأولاد أقل عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية. طبعاً هذه الدراسة أُجريت على أناس غير مسلمين، لأن “المسلمين هم أقل تعرضاً لهذه الظاهرة لأن الإسلام يحرم الانتحار بشدة”.
مقالات مختارة
Photo
وقالت الدراسة: إن الدين عامل مهم في ردع الكآبة واليأس!
وسؤالي لك أيها القارئ الكريم: هل أدركت معي لماذا أمر نبي الرحمة بالزواج وإنجاب الأطفال؟ وهل أدركت لماذا قال:(لا رهبانية في الإسلام)؟ طبعاً ليحقق لنا الحياة السعيدة التي عجز الغرب عن تحقيقها على الرغم من التطور الطبي الهائل.
وربما نتذكر قصة انتحار الكاتب الأمريكي الشهير كارنجي بعدما ألف الكثير من الكتب ونال الكثير من الشهرة والمال، ولكنه انتحر لسبب بسيط هو أنه لم يكن لديه هدف يعيش من أجله، سبحان الله! بعد كل هذه البراهين الدامغة يقول لنا الملحدون إن لديهم أهدافاً في حياتهم تجعلهم سعداء!
https://www.tg-me.com/menoathgafi
وسؤالي لك أيها القارئ الكريم: هل أدركت معي لماذا أمر نبي الرحمة بالزواج وإنجاب الأطفال؟ وهل أدركت لماذا قال:(لا رهبانية في الإسلام)؟ طبعاً ليحقق لنا الحياة السعيدة التي عجز الغرب عن تحقيقها على الرغم من التطور الطبي الهائل.
وربما نتذكر قصة انتحار الكاتب الأمريكي الشهير كارنجي بعدما ألف الكثير من الكتب ونال الكثير من الشهرة والمال، ولكنه انتحر لسبب بسيط هو أنه لم يكن لديه هدف يعيش من أجله، سبحان الله! بعد كل هذه البراهين الدامغة يقول لنا الملحدون إن لديهم أهدافاً في حياتهم تجعلهم سعداء!
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "
مقالات مختارة
Photo
#تغريدة
عجبت لمن يتعرض للظلم فينتحر لينال ذل الدنيا وخزي الآخرة
مع أنه لو صرخ في وجه الظالم فقتله لكان مع سيد الشهداء
ولو أنه قام إلى الظالم فقتله ثم قتل لنال اثنتين تخليص الناس من ظلم ظالم وزرع الشجاعة في نفوسهم وهذه الأولى ونال الشهادة ورافق سيد الشهداء حمزة بل ونافسه في المقام وهذه الثانية
لكن لا حول ولا قوة إلا بالله من الذل مع ضعف الإيمان والعياذ بالله
✍ شيماء القاسمي
عجبت لمن يتعرض للظلم فينتحر لينال ذل الدنيا وخزي الآخرة
مع أنه لو صرخ في وجه الظالم فقتله لكان مع سيد الشهداء
ولو أنه قام إلى الظالم فقتله ثم قتل لنال اثنتين تخليص الناس من ظلم ظالم وزرع الشجاعة في نفوسهم وهذه الأولى ونال الشهادة ورافق سيد الشهداء حمزة بل ونافسه في المقام وهذه الثانية
لكن لا حول ولا قوة إلا بالله من الذل مع ضعف الإيمان والعياذ بالله
✍ شيماء القاسمي
مقالات مختارة
Photo
📝 نبوءة زوال إسرائيل ٢٠٢٢ والعقل الجمعي
✍ بقلم د. عبدالله معروف
لا يكاد أحد يخطئ في ملاحظة حجم انتشار وتأثير النبوءة التي أطلقها الشيخ بسام جرار قبل ثلاثين عاماً، والتي تنبأ فيها بزوال إسرائيل عام 2022 وأعلنها للمرة الأولى من خيمته في منفاه بمرج الزهور في الجنوب اللبناني، عندما أبعدت إسرائيل عدداً من الشخصيات الفلسطينية ذات التوجه الإسلامي نهاية عام 1992، قبل أن تُضطرّ إلى إعادتهم بعد عام واحدٍ تحت ضغط المجتمع الدولي وإصرارهم على رفض الواقع الذي حاولت دولة الاحتلال فرضه عليهم.
بعد عودته من مرج الزهور أصدر بسام جرار كتابه الشهير “زوال إسرائيل 2022:
نبوءة قرآنية أم صدف رقمية”، الذي كُتِب له الانتشار بشكل هائل بين مختلف شرائح الشعب الفلسطيني والمهتمين بالقضية الفلسطينية، وذلك بسبب أسلوبه المعتمد على حشد الأرقام والحسابات بشكل مقنع للقارئ والسامع.
من الأشياء التي صادفتها في حياتي وبينت لي حجم القناعة التي زرعها بسام جرار في نفوس الشباب الفلسطيني كان يوم اقتحام أرئيل شارون، رئيس المعارضة آنذاك، للمسجد الأقصى المبارك في نهاية سبتمبر/أيلول عام 2000.
ففي ذلك اليوم كان كثير من الشباب المقدسي يصيح في وجه شرطة الاحتلال التي تحمي شارون بعبارة لا تزال ترِنُّ في أذني: “بقي لكم 22 سنة”، في إشارة إلى عام 2022 المبنيّ على نبوءة بسام جرار.
في العام الماضي، وعند بداية أحداث 28 رمضان التي تطورت إلى معركةٍ واسعة، انتشرت صور وعبارات بسام جرار في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بشكل لافت، وعادت الأضواء لتسلَّط مجدداً على الرجل الذي لقي رواجاً هائلاً لفيديوهاته التي يخرج فيها كل فترةٍ ليؤكد نبوءته ودراساته، لدرجة وصول المشاهدات الحية لأحد فيديوهاته على فيسبوك مثلاً إلى أكثر من 11 ألف مشاهد في نفس اللحظة، فيما تتعدى مشاهدات بعض فيديوهاته حاجز المليون مشاهدة، بما يعكس اهتماماً وقناعةً كبيرةً بأطروحاته.
وعلى الرغم من أن نبوءة بسام جرار أثارت انتقادات لدى شريحةٍ من الشيوخ والأكاديميين، فإنها في نفس الوقت تلقى رواجاً بين شريحةٍ مهمة منهم كذلك. وينطبق هنا على بسام جرار العبارة التسويقية الشهيرة: “لا وجود لدعاية سلبية”، فحتى الانتقادات التي وُجّهت إليه ساهمت بفاعليةٍ في رفع رصيد الاهتمام بأطروحاته، وباتت أعداد هائلة من الفلسطينيين والمهتمين بالقضية الفلسطينية يترقبون ما قاله في فيديوهاته الأخيرة من أن النبوءة يمكن أن تتحقق فعلياً في ما بين بداية شهر مارس/آذار حتى نهاية يوليو/تموز من هذا العام.
وعلى الرغم من تأكيده مئات المرات -حتى في كتابه- أن هذه النبوءة قد تصحّ وقد تخطئ، فإن إصراره على إعطاء احتمالية نسبة 95% على الأقلّ لتحقُّق النبوءة يجعل الغالبية من المتابعين يميلون إلى أخذ الأمر على محمل اليقين لا غلبة الظنّ، وهذه مسألة طبيعية في سيكولوجية الجماهير التي تميل عادةً إلى الحسم.
لست هنا في معرض موافقة أو مخالفة الشيخ بسام جرار في طرحه، فبغضّ النظر عن صحة أو عدم صحة حسابات بسام جرار ومنهجيته في النظر إلى الآيات القرآنية الكريمة وتحليله لها، فإن ما يلفت النظر هنا هو قوة النبوءة في تحريك العقل الجمعي للمجتمعات عموماً، والمجتمع الفلسطيني خصوصاً.
فما يمنح هذه النبوءة قوتها هو انتشار الإيمان بها بشكل يفوق التصور وسط شريحة الشباب، حتى بات كثير من الشباب ينسبون أي تطورٍ مهمّ يجري حولنا إلى هذه النبوءة، بحيث صار من الطبيعي بعد كل حدث مهم (مثل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا أو العمليات المسلحة في فلسطين) أن ترى “ميم meme” بصور الشيخ بسام جرار وهو ينظر مبتسماً، أو مع عبارة من قبيل “ألم أقل لكم؟” أو “احلوَّت”، في إشاراتٍ إلى تأكيد اقتراب تحقق نبوءته.
وهذا يعني فعلياً أن أي شرارةٍ ذات بُعدٍ شعبي في فلسطين -كالتي حصلت العام الماضي- يمكن أن تكون مقدمةً لعمل شعبي كبير يتجاوز كل ما سبقه، وذلك لأن العقل الجمعي المقتنع بالنبوءة سيعتبر أن تلك الشرارة هي بداية الحدث المنتظر، وبالتالي فإن من الطبيعي أن يرغب كل إنسانٍ أن يكون واحداً من صناع هذا الحدث الكبير، فيسارع للانضمام إلى ذلك العمل الشعبي بفاعلية، وبذلك يمكن أن تتحول النبوءة من مجرد قولٍ ورأيٍ طرحه باحثٌ، إلى حِراكٍ شعبيٍّ متكامل يريد أن يجعلها حقيقةً واقعةً، وهنا تكمن القوة الحقيقية لفكرة النبوءة في عقلية المجتمع.
وهذا له شواهده في التاريخ، فعندما أراد العباسيون إطلاق ثورتهم ضد الأمويين عام 130هـ، اختاروا لأنفسهم أن تبدأ الثورة في خراسان وأن تكون راياتهم سوداء اللون، اعتماداً على الحديث النبوي الشريف حول نبوءة الرايات السوداء من قِبَلِ خراسان، وكان لذلك أكبر الأثر في تقوية نفوسهم وإضعاف نفوس الأمويين.
✍ بقلم د. عبدالله معروف
لا يكاد أحد يخطئ في ملاحظة حجم انتشار وتأثير النبوءة التي أطلقها الشيخ بسام جرار قبل ثلاثين عاماً، والتي تنبأ فيها بزوال إسرائيل عام 2022 وأعلنها للمرة الأولى من خيمته في منفاه بمرج الزهور في الجنوب اللبناني، عندما أبعدت إسرائيل عدداً من الشخصيات الفلسطينية ذات التوجه الإسلامي نهاية عام 1992، قبل أن تُضطرّ إلى إعادتهم بعد عام واحدٍ تحت ضغط المجتمع الدولي وإصرارهم على رفض الواقع الذي حاولت دولة الاحتلال فرضه عليهم.
بعد عودته من مرج الزهور أصدر بسام جرار كتابه الشهير “زوال إسرائيل 2022:
نبوءة قرآنية أم صدف رقمية”، الذي كُتِب له الانتشار بشكل هائل بين مختلف شرائح الشعب الفلسطيني والمهتمين بالقضية الفلسطينية، وذلك بسبب أسلوبه المعتمد على حشد الأرقام والحسابات بشكل مقنع للقارئ والسامع.
من الأشياء التي صادفتها في حياتي وبينت لي حجم القناعة التي زرعها بسام جرار في نفوس الشباب الفلسطيني كان يوم اقتحام أرئيل شارون، رئيس المعارضة آنذاك، للمسجد الأقصى المبارك في نهاية سبتمبر/أيلول عام 2000.
ففي ذلك اليوم كان كثير من الشباب المقدسي يصيح في وجه شرطة الاحتلال التي تحمي شارون بعبارة لا تزال ترِنُّ في أذني: “بقي لكم 22 سنة”، في إشارة إلى عام 2022 المبنيّ على نبوءة بسام جرار.
في العام الماضي، وعند بداية أحداث 28 رمضان التي تطورت إلى معركةٍ واسعة، انتشرت صور وعبارات بسام جرار في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بشكل لافت، وعادت الأضواء لتسلَّط مجدداً على الرجل الذي لقي رواجاً هائلاً لفيديوهاته التي يخرج فيها كل فترةٍ ليؤكد نبوءته ودراساته، لدرجة وصول المشاهدات الحية لأحد فيديوهاته على فيسبوك مثلاً إلى أكثر من 11 ألف مشاهد في نفس اللحظة، فيما تتعدى مشاهدات بعض فيديوهاته حاجز المليون مشاهدة، بما يعكس اهتماماً وقناعةً كبيرةً بأطروحاته.
وعلى الرغم من أن نبوءة بسام جرار أثارت انتقادات لدى شريحةٍ من الشيوخ والأكاديميين، فإنها في نفس الوقت تلقى رواجاً بين شريحةٍ مهمة منهم كذلك. وينطبق هنا على بسام جرار العبارة التسويقية الشهيرة: “لا وجود لدعاية سلبية”، فحتى الانتقادات التي وُجّهت إليه ساهمت بفاعليةٍ في رفع رصيد الاهتمام بأطروحاته، وباتت أعداد هائلة من الفلسطينيين والمهتمين بالقضية الفلسطينية يترقبون ما قاله في فيديوهاته الأخيرة من أن النبوءة يمكن أن تتحقق فعلياً في ما بين بداية شهر مارس/آذار حتى نهاية يوليو/تموز من هذا العام.
وعلى الرغم من تأكيده مئات المرات -حتى في كتابه- أن هذه النبوءة قد تصحّ وقد تخطئ، فإن إصراره على إعطاء احتمالية نسبة 95% على الأقلّ لتحقُّق النبوءة يجعل الغالبية من المتابعين يميلون إلى أخذ الأمر على محمل اليقين لا غلبة الظنّ، وهذه مسألة طبيعية في سيكولوجية الجماهير التي تميل عادةً إلى الحسم.
لست هنا في معرض موافقة أو مخالفة الشيخ بسام جرار في طرحه، فبغضّ النظر عن صحة أو عدم صحة حسابات بسام جرار ومنهجيته في النظر إلى الآيات القرآنية الكريمة وتحليله لها، فإن ما يلفت النظر هنا هو قوة النبوءة في تحريك العقل الجمعي للمجتمعات عموماً، والمجتمع الفلسطيني خصوصاً.
فما يمنح هذه النبوءة قوتها هو انتشار الإيمان بها بشكل يفوق التصور وسط شريحة الشباب، حتى بات كثير من الشباب ينسبون أي تطورٍ مهمّ يجري حولنا إلى هذه النبوءة، بحيث صار من الطبيعي بعد كل حدث مهم (مثل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا أو العمليات المسلحة في فلسطين) أن ترى “ميم meme” بصور الشيخ بسام جرار وهو ينظر مبتسماً، أو مع عبارة من قبيل “ألم أقل لكم؟” أو “احلوَّت”، في إشاراتٍ إلى تأكيد اقتراب تحقق نبوءته.
وهذا يعني فعلياً أن أي شرارةٍ ذات بُعدٍ شعبي في فلسطين -كالتي حصلت العام الماضي- يمكن أن تكون مقدمةً لعمل شعبي كبير يتجاوز كل ما سبقه، وذلك لأن العقل الجمعي المقتنع بالنبوءة سيعتبر أن تلك الشرارة هي بداية الحدث المنتظر، وبالتالي فإن من الطبيعي أن يرغب كل إنسانٍ أن يكون واحداً من صناع هذا الحدث الكبير، فيسارع للانضمام إلى ذلك العمل الشعبي بفاعلية، وبذلك يمكن أن تتحول النبوءة من مجرد قولٍ ورأيٍ طرحه باحثٌ، إلى حِراكٍ شعبيٍّ متكامل يريد أن يجعلها حقيقةً واقعةً، وهنا تكمن القوة الحقيقية لفكرة النبوءة في عقلية المجتمع.
وهذا له شواهده في التاريخ، فعندما أراد العباسيون إطلاق ثورتهم ضد الأمويين عام 130هـ، اختاروا لأنفسهم أن تبدأ الثورة في خراسان وأن تكون راياتهم سوداء اللون، اعتماداً على الحديث النبوي الشريف حول نبوءة الرايات السوداء من قِبَلِ خراسان، وكان لذلك أكبر الأثر في تقوية نفوسهم وإضعاف نفوس الأمويين.
مقالات مختارة
Photo
وكذلك كان الأمر في حالة عبد الرحمن الداخل عند خروجه باتجاه الأندلس متسلحاً بنبوءة “أخبار الحدثان” حول الأمير الأموي ذي الضفيرتين الذي يعيد ملك بني أمية في المغرب بعد زواله في المشرق، وكذلك الأمر في حالة صلاح الدين الأيوبي، عندما ترجم القاضي محيي الدين بن زكي الدين قناعته بنبوءة شيخه ابن برجان في تفسير سورة الروم حول تحرير القدس من الفرنجة في رجب من عام 583هـ بمختلف الأشكال، فكان ينشدها في أشعاره ويؤكدها في خطبه إلى أن تحققت، ليكافئه صلاح الدين بعد التحرير بأن جعله صاحب خطبة الجمعة التاريخية الأولى بعد الفتح.
ويبدو أن بعض أقطاب الاحتلال باتت تفهم ما يجري وتستوعب أثر هذه النبوءة في العقل الجمعي الفلسطيني، ولعل هذا ما حدا بالمتطرف أساف فريد، المتحدث باسم اتحاد منظمات المعبد اليميني المتطرف، إلى نشر مادة تحريضية على الشيخ بسام جرار وكتابه “زوال إسرائيل 2022″، يحذر فيها من أن موجة العمليات الأخيرة قد تكون متأثرةً بهذه النبوءة.
وللمفارقة، فإن الحل الذي يراه أساف فريد هو المزيد من التشدد في “إظهار قوة إسرائيل” في المسجد الأقصى المبارك بهدف إضعاف المقدسيين نفسياً وهز ثقتهم بهذه النبوءة.
وهذا “الحل” المزعوم لا يعدو في الحقيقة أن يكون محفزاً للفلسطينيين لتحقيق النبوءة والتصديق بها أكثر، فهو يزيد صب الزيت على النار ولا ينمّ عن أي بصيرةٍ أو حكمة لدى الاحتلال ويمينه المتطرف.
فالفلسطينيون متحفزون وجاهزون نفسياً لإشعال ثورةٍ عاتيةٍ في وجه إسرائيل، وهذه النبوءة التي أطلقها بسام جرار يمكن أن يكون لها دور رفع الروح المعنوية للفلسطينيين في حال انفجار الأوضاع في الأراضي المحتلة، ومن لا يرَ أهمية الروح المعنوية في هذه المعركة فهو واهمٌ.
فقوة النبوءات تكمن في إيمان الأفراد والجماعات بحتميتها، وهذا ما يجعل الناس يسعون لجعلها واقعاً بغضّ النظر عن الخلاف النظري حول صحتها، فما يجعل النبوءة صحيحةً في النهاية هو تحقُّقها.
https://www.tg-me.com/menoathgafi
ويبدو أن بعض أقطاب الاحتلال باتت تفهم ما يجري وتستوعب أثر هذه النبوءة في العقل الجمعي الفلسطيني، ولعل هذا ما حدا بالمتطرف أساف فريد، المتحدث باسم اتحاد منظمات المعبد اليميني المتطرف، إلى نشر مادة تحريضية على الشيخ بسام جرار وكتابه “زوال إسرائيل 2022″، يحذر فيها من أن موجة العمليات الأخيرة قد تكون متأثرةً بهذه النبوءة.
وللمفارقة، فإن الحل الذي يراه أساف فريد هو المزيد من التشدد في “إظهار قوة إسرائيل” في المسجد الأقصى المبارك بهدف إضعاف المقدسيين نفسياً وهز ثقتهم بهذه النبوءة.
وهذا “الحل” المزعوم لا يعدو في الحقيقة أن يكون محفزاً للفلسطينيين لتحقيق النبوءة والتصديق بها أكثر، فهو يزيد صب الزيت على النار ولا ينمّ عن أي بصيرةٍ أو حكمة لدى الاحتلال ويمينه المتطرف.
فالفلسطينيون متحفزون وجاهزون نفسياً لإشعال ثورةٍ عاتيةٍ في وجه إسرائيل، وهذه النبوءة التي أطلقها بسام جرار يمكن أن يكون لها دور رفع الروح المعنوية للفلسطينيين في حال انفجار الأوضاع في الأراضي المحتلة، ومن لا يرَ أهمية الروح المعنوية في هذه المعركة فهو واهمٌ.
فقوة النبوءات تكمن في إيمان الأفراد والجماعات بحتميتها، وهذا ما يجعل الناس يسعون لجعلها واقعاً بغضّ النظر عن الخلاف النظري حول صحتها، فما يجعل النبوءة صحيحةً في النهاية هو تحقُّقها.
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "
📝 أمريكية تضع ثمانية توائم!!
✍بقلم:د.عبد الدائم الكحيل
يعتبر العلماء هذه الظاهرة إحدى عجائب الطبيعة، ولكننا نحن المسلمون نقول: إن الله هو الذي يعلم ما في الأرحام، وهو الذي يخلق ما يشاء، لنقرأ....
يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران: 6]. فالله تعالى يصوّر الجنين في بطن أمه من الصورة التي قدَّرها له، ولا يمكن لأحد أن يتدخل في سير العمليات الدقيقة التي تحدث أثناء تطور الجنين. وعلى الرغم من التطور الطبي الكبير إلا أن أي تدخل من الإنسان يؤدي إلى تشوه الجنين كما يحدث في محاولات الاستنساخ البشرية الفاشلة.
ولكن بين الفترة والأخرى نرى حالات غريبة تستدعي التفكير والتأمل لإدراك عظمة الخالق تبارك وتعالى، فقد سجلت امرأة من كاليفورنيا ثاني أغرب حالة ولادة من نوعها، عندما وضعت ثمانية توائم أحياء، مما أدهش الأطباء الذين كانوا يتوقعون وجود سبعة توائم فقط في رحم المرأة.
وتراوحت أوزان التوائم الثمانية، من بينهم ستة ذكور، بين 800 غرام و1.5 كيلوغرام، وهم بصحة جيدة في الحاضنات الصناعية، بعد أن تمت الولادة بواسطة عملية قيصرية، وفقاً لما ذكره الأطباء في مستشفى "قيصر" بمدينة بيلفلاور في ولاية كاليفورنيا.
ورغم أن ثلاثة من التوائم مازالوا بحاجة إلى التنفس الصناعي، إلا أنه لم يلاحظ على الثمانية وجود أي مشكلات خطيرة. وبدأت المرأة الحامل تعاني من الآلام وهي في الأسبوع الثالث والعشرين، حيث أدخلت المستشفى لتلقي العلاج، وبقيت فيه مدة سبعة أسابيع، حيث أخضعت للراحة في السرير.
وخلال وجودها في المستشفى أشرف عليها طاقم من 46 طبيباً وممرضاً وممرضة، ظلوا على أهبة الاستعداد لحالة الوضع، التي تمت قبل تسعة أسابيع من موعدها المقرر. وقال الدكتور هارولد هنري، رئيس قسم الأطفال الرضع في المستشفى، إن معرفة العدد الحقيقي للتوائم كان صعباً بوجود هذا العدد منهم داخل الرحم. وأضاف قائلاً: "من السهل الوقوع بالخطأ عندما تتوقع أن هناك سبعة توائم."
وقال الأطباء إن الأسبوع الأول، وتحديداً الأيام الثلاثة الأولى، سيكون حاسماً بالنسبة للتوائم الثمانية. وأكدوا أن حالة الأم "جيدة جداً"، وهي تشعر بالإثارة والدهشة بسبب هؤلاء الرضع الثمانية. وكانت أول حالة ولادة لثمانية توائم في الولايات المتحدة قد تمت في العام 1998، في مدينة هيوستن بولاية تكساس، غير أن أحد هذه التوائم توفي بعد أيام من ولادته، فيما يحتفل السبعة الباقون بعيد ميلادهم العاشر هذه الأيام.
أنجبت ثمانية توائم فأثارت جدلا أخلاقيا
مع تكشف المزيد من المعلومات عن الأم التي أنجبت التوائم الثمانية، أخذ جدل أخلاقي في التزايد حول إمكانية تورط مركز التلقيح الصناعي في قضية أخلاقية، وخصوصاً أن الأم لديها ستة أطفال غيرهم، فيما قال والد الأم إن ابنته كانت تهدف إلى الحصول على طفل آخر، ولم تتوقع ثمانية توائم.
ولم يعرف بعد كيف انتهت الأم بثمانية أجنة، إذ قالت والدة الأم في تصريح لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن ابنتها حصلت على علاج التلقيح الصناعي، وتمت زراعة الأجنة. وتقول أستاذة أخلاقيات علم الأحياء في كلية الطب بجامعة كينتاكي، سارا روزينتال: "إذا حصلت الأم على التلقيح الصناعي، فهذا يثير قضايا أخلاقية بأن زراعة ثمانية أجنة يعتبر أمراً غير مسؤول وغير أخلاقي.. إنه أمر ما كان ينبغي أن يحدث."
ويقول الأطباء إن ولادة عدد كبير من التوائم يعرض حياة المرأة للخطر، وكذلك للمواليد، مثل النزيف الدماغي، والمشاكل الصحية في الأمعاء وتأخر النمو وإعاقات تعلم أبدية. وفي أوروبا، وتحديداً في ألمانيا وإيطاليا، لا يسمح بزراعة أكثر من ثلاثة أجنة في المرة الواحدة، كما يقول الأستاذ روبرت جورج، من جامعة برينستون.
الجدل الآخر الذي أثير حول هذه المسألة هو صحة الأم العقلية. فهي باختيارها التخصيب الصناعي، وهي قادرة على الإنجاب أصلاً، إنما يعكس قلقاً حول مدى سلامة عقلها. كذلك أثيرت قضية أن الأم لديها ستة أطفال وهي غير متزوجة، وبالتالي فإن البحث عن إنجاب أطفال آخرين أمر مثير للتساؤل.
على أن التساؤل الأكبر يثار حول الأطباء الذين أشرفوا على تخصيب المرأة صناعياً، وعدم طرحهم لأي أسئلة، سواء شخصية أو صحية، وكذلك عدم إخضاع الأم لتحقيق حول سبب رغبتها في إنجاب المزيد من الأطفال. وكانت هذه المرأة قد سجلت ثاني أغرب حالة ولادة من نوعها، عندما وضعت ثمانية توائم أحياء، مما أدهش الأطباء الذين كانوا يتوقعون وجود سبعة توائم فقط في رحم المرأة.
تعليق
تصوَّروا يا أحبتي أن الأطباء في أمريكا لا يعلمون عدد التوائم في بطن المرأة على الرغم من تطور الطب! ولذلك يقول تعالى: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) [الرعد: 8-9].
✍بقلم:د.عبد الدائم الكحيل
يعتبر العلماء هذه الظاهرة إحدى عجائب الطبيعة، ولكننا نحن المسلمون نقول: إن الله هو الذي يعلم ما في الأرحام، وهو الذي يخلق ما يشاء، لنقرأ....
يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران: 6]. فالله تعالى يصوّر الجنين في بطن أمه من الصورة التي قدَّرها له، ولا يمكن لأحد أن يتدخل في سير العمليات الدقيقة التي تحدث أثناء تطور الجنين. وعلى الرغم من التطور الطبي الكبير إلا أن أي تدخل من الإنسان يؤدي إلى تشوه الجنين كما يحدث في محاولات الاستنساخ البشرية الفاشلة.
ولكن بين الفترة والأخرى نرى حالات غريبة تستدعي التفكير والتأمل لإدراك عظمة الخالق تبارك وتعالى، فقد سجلت امرأة من كاليفورنيا ثاني أغرب حالة ولادة من نوعها، عندما وضعت ثمانية توائم أحياء، مما أدهش الأطباء الذين كانوا يتوقعون وجود سبعة توائم فقط في رحم المرأة.
وتراوحت أوزان التوائم الثمانية، من بينهم ستة ذكور، بين 800 غرام و1.5 كيلوغرام، وهم بصحة جيدة في الحاضنات الصناعية، بعد أن تمت الولادة بواسطة عملية قيصرية، وفقاً لما ذكره الأطباء في مستشفى "قيصر" بمدينة بيلفلاور في ولاية كاليفورنيا.
ورغم أن ثلاثة من التوائم مازالوا بحاجة إلى التنفس الصناعي، إلا أنه لم يلاحظ على الثمانية وجود أي مشكلات خطيرة. وبدأت المرأة الحامل تعاني من الآلام وهي في الأسبوع الثالث والعشرين، حيث أدخلت المستشفى لتلقي العلاج، وبقيت فيه مدة سبعة أسابيع، حيث أخضعت للراحة في السرير.
وخلال وجودها في المستشفى أشرف عليها طاقم من 46 طبيباً وممرضاً وممرضة، ظلوا على أهبة الاستعداد لحالة الوضع، التي تمت قبل تسعة أسابيع من موعدها المقرر. وقال الدكتور هارولد هنري، رئيس قسم الأطفال الرضع في المستشفى، إن معرفة العدد الحقيقي للتوائم كان صعباً بوجود هذا العدد منهم داخل الرحم. وأضاف قائلاً: "من السهل الوقوع بالخطأ عندما تتوقع أن هناك سبعة توائم."
وقال الأطباء إن الأسبوع الأول، وتحديداً الأيام الثلاثة الأولى، سيكون حاسماً بالنسبة للتوائم الثمانية. وأكدوا أن حالة الأم "جيدة جداً"، وهي تشعر بالإثارة والدهشة بسبب هؤلاء الرضع الثمانية. وكانت أول حالة ولادة لثمانية توائم في الولايات المتحدة قد تمت في العام 1998، في مدينة هيوستن بولاية تكساس، غير أن أحد هذه التوائم توفي بعد أيام من ولادته، فيما يحتفل السبعة الباقون بعيد ميلادهم العاشر هذه الأيام.
أنجبت ثمانية توائم فأثارت جدلا أخلاقيا
مع تكشف المزيد من المعلومات عن الأم التي أنجبت التوائم الثمانية، أخذ جدل أخلاقي في التزايد حول إمكانية تورط مركز التلقيح الصناعي في قضية أخلاقية، وخصوصاً أن الأم لديها ستة أطفال غيرهم، فيما قال والد الأم إن ابنته كانت تهدف إلى الحصول على طفل آخر، ولم تتوقع ثمانية توائم.
ولم يعرف بعد كيف انتهت الأم بثمانية أجنة، إذ قالت والدة الأم في تصريح لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن ابنتها حصلت على علاج التلقيح الصناعي، وتمت زراعة الأجنة. وتقول أستاذة أخلاقيات علم الأحياء في كلية الطب بجامعة كينتاكي، سارا روزينتال: "إذا حصلت الأم على التلقيح الصناعي، فهذا يثير قضايا أخلاقية بأن زراعة ثمانية أجنة يعتبر أمراً غير مسؤول وغير أخلاقي.. إنه أمر ما كان ينبغي أن يحدث."
ويقول الأطباء إن ولادة عدد كبير من التوائم يعرض حياة المرأة للخطر، وكذلك للمواليد، مثل النزيف الدماغي، والمشاكل الصحية في الأمعاء وتأخر النمو وإعاقات تعلم أبدية. وفي أوروبا، وتحديداً في ألمانيا وإيطاليا، لا يسمح بزراعة أكثر من ثلاثة أجنة في المرة الواحدة، كما يقول الأستاذ روبرت جورج، من جامعة برينستون.
الجدل الآخر الذي أثير حول هذه المسألة هو صحة الأم العقلية. فهي باختيارها التخصيب الصناعي، وهي قادرة على الإنجاب أصلاً، إنما يعكس قلقاً حول مدى سلامة عقلها. كذلك أثيرت قضية أن الأم لديها ستة أطفال وهي غير متزوجة، وبالتالي فإن البحث عن إنجاب أطفال آخرين أمر مثير للتساؤل.
على أن التساؤل الأكبر يثار حول الأطباء الذين أشرفوا على تخصيب المرأة صناعياً، وعدم طرحهم لأي أسئلة، سواء شخصية أو صحية، وكذلك عدم إخضاع الأم لتحقيق حول سبب رغبتها في إنجاب المزيد من الأطفال. وكانت هذه المرأة قد سجلت ثاني أغرب حالة ولادة من نوعها، عندما وضعت ثمانية توائم أحياء، مما أدهش الأطباء الذين كانوا يتوقعون وجود سبعة توائم فقط في رحم المرأة.
تعليق
تصوَّروا يا أحبتي أن الأطباء في أمريكا لا يعلمون عدد التوائم في بطن المرأة على الرغم من تطور الطب! ولذلك يقول تعالى: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) [الرعد: 8-9].
حيث يؤكد العلماء أن معرفة عدد الأجنة بدقة عملية صعبة عندما يكون العدد كبيراً.
ولكن قد يندهش الأطباء ويسمون هذه الحالة "معجزة للطبيعة" ولكننا نحن المسلمون نعتبرها معجزة إلهية لندرك قدرة الخالق تبارك وتعالى، فهو القائل: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 49-50].
وهنا نتذكر هذه الآيات الكريمات: يقول تعالى: (قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 47]. ويقول تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [القصص: 68]. ويقول تعالى: (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) [الحج: 5]. ونود أن نقول إن لجوء الناس للتلقيح الاصطناعي وابتعادهم عن فطرة الله تعالى يؤدي دائماً إلى نتائج خطيرة، ولاحظوا معي كيف أن العلماء عاجزون عن التحكم بسير العمليات في رحم المرأة على الرغم من التطور الطبي الكبير، فكيف يدعي الملحدون أن الطبيعة العمياء وبمجرد المصادفة تخلق طفلاً سميعاً بصيراً؟
https://www.tg-me.com/menoathgafi
ولكن قد يندهش الأطباء ويسمون هذه الحالة "معجزة للطبيعة" ولكننا نحن المسلمون نعتبرها معجزة إلهية لندرك قدرة الخالق تبارك وتعالى، فهو القائل: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 49-50].
وهنا نتذكر هذه الآيات الكريمات: يقول تعالى: (قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 47]. ويقول تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [القصص: 68]. ويقول تعالى: (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) [الحج: 5]. ونود أن نقول إن لجوء الناس للتلقيح الاصطناعي وابتعادهم عن فطرة الله تعالى يؤدي دائماً إلى نتائج خطيرة، ولاحظوا معي كيف أن العلماء عاجزون عن التحكم بسير العمليات في رحم المرأة على الرغم من التطور الطبي الكبير، فكيف يدعي الملحدون أن الطبيعة العمياء وبمجرد المصادفة تخلق طفلاً سميعاً بصيراً؟
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "
📝 تقرير علمي يؤكد أن الايدز يهدد العاصمة الأمريكية
✍بقلم : د.عبد الدائم الكحيل
إنه مرض الإيدز: ذلك المرض القاتل الذي بدأ يغزو العاصمة الأمريكية حتى وصل إلى درجة الوباء الخطير، ولكن العلماء يقفون عاجزين عن معالجة هذه الظاهرة، فكيف عالجها الإسلام؟....
ذكرت إدارة الصحة في العاصمة الأمريكية واشنطن أن انتشار مرض نقص المناعة المكتسب في المدينة بلغ مستوى الوباء مع إصابة 3% من سكانها فوق سن 12 بالفيروس المسبب للمرض. وأشارت الإدارة في تقرير أن الوباء منتشر بشكل أكبر بين السكان من أصول افريقية ولدى الأشخاص في الفئة العمرية بين 40 و 49 عاماً.
ويؤكد هذا التقرير أن مستوى انتشار المرض في واشنطن يقارب انتشاره في أوغندا، ويتفوق على انتشار الموض في عدة دول افريقية. ووفقاً للتقرير، فإن الأمم المتحدة، وإدارة السيطرة على الأوبئة ومكافحتها في العاصمة قد دأبت على وصف انتشار الايدز بالوبائي والخطير في حالة تجاوز مستوى الإصابة به نسبة 1 في المائة.
وقال التقرير "إن النسبة العامة في المقاطعة هي أعلى بثلاثة أضعاف" هذا المعدل. وبالمقارنة، فإن 0.5% من الأمريكيين فقط يعانون من مرض السرطان. واعتبر التقرير أن نسبة 3% هي نسبة متحفظة، على اعتبار أن عدداً من المصابين في واشنطن ليسوا على علم بإصابتهم بالمرض. وتبلغ نسبة الإصابة بين الذكور السود في واشنطن 6.5%، و بين الرجال اللاتينيين 3%، فيما تبلغ بين الرجل البيض 2.6%.
كما بلغ معدل الإصابة بين الفئة العمرية 40-49 عاماً 7.2%، تلتها الفئة العمرية بين 50-59 عاماً إذ تبلغ 5.2%. ويعد السبب الرئيسي للإصابة بالايدز في واشنطن الممارسة الجنسية بين الذكور، يليها الممارسة الجنسية بين الرجل والمرأة، يليها تعاطي المخدرات.
صورة لفيروس الإيدز الذي حير العلماء وأعجزهم وهو من أضعف مخلوقات الله!! فتأملوا هذا المخلوق الضعيف كيف يتغلب على العلماء الملحدين الذين يدعون أن الطبيعة وُجدت بالمصادفة! بل إن هذا المخلوق هو جندي من جنود الله سخره لمهاجمة الشاذين جنسياً والذين يمارسون الفاحشة، فهل يتوبون إلى الله تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) [المدثر: 31].
يقول المدير الطبي في مركز وايتمان واكر، أحد أكبر المنظمات المتخصصة في واشنطن في قضايا الإيدز إن الرقم الحقيقي لمستوى انتشار المرض هو 5%. وأضاف رايموند مارتنز: عندما يقومون بفحص عدد أكبر من سكان المقاطعة، فان نسبة انتشار المرض هي حوالي 5%، وهي في الواقع أعلى من 3%، إلا أن عدداً كبيراً من الناس لم يفحصوا بعد. إن الزيادة التي تم تسجيلها مؤخراً هي نتيجة للضغط لحصول الجميع على الفحص الطبي الخاص لاكتشاف مرض الايدز.
وأشار التقرير إلى أن الإدارة المختصة تبنت إستراتيجية تتكون من عدة نقاط لمعالجة الانتشار الوبائي، يتمثل الأول في الترويج للفحص الطبي، ومنع انتشار الفيروس عبر استخدام الواقي الذكري، ومكافحة عادات استخدام حقن المخدرات، وأخيراً تقديم المزيد من النصائح والتوعية للمصابين الفعليين بالمرض.
الحمد لله على نعمة الإسلام
إن الذي يقرأ هذا التقرير ويطلع على إحصائيات الأمم المتحدة التي تؤكد بأن عدد الإصابات بالإيدز يشكل أرقاماً مرعبة، والسبب الرئيس للإصابة هو الفاحشة بأنواعها، فإننا ندرك لماذا حرَّم الإسلام الفواحش بأنواعها، يقول تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [الأعراف: 33].
فالباحثون الأمريكيون إذا لم يحرّموا الفاحشة والشذوذ الجنسي فلن يتمكنوا من علاج الخلل الذي أصاب بلادهم، وعلى الرغم من النداءات الكثيرة التي يطلقها العلماء باستمرار، وعلى الرغم من الإجراءات الطبية والوقائية وإسراف الكثير من الأموال على الفحوص الطبية وغير ذلك، إلا أن المرض مستمر وفي ازدياد.
وهنا تتجلى روعة الإسلام عندما حرَّم الزنا والشذوذ الجنسي والمسكرات وكل ما يذهب العقل، وذلك في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عن أضرارها الطبية، ولم يكن باستطاعة أحد من البشر أن يتنبأ بأن ممارسة الفاحشة والإعلان بها (كما يجري الآن في الدول غير الإسلامية) سوف يؤدي إلى ظهور أمراض جديدة على رأسها الإيدز.
ولكن النبي الكريم الذي أرسله الله رحمة للعالمين قد أخبر عن مثل هذه الظاهرة بمنتهى الوضوح فقال: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) [رواه ابن ماجه].
✍بقلم : د.عبد الدائم الكحيل
إنه مرض الإيدز: ذلك المرض القاتل الذي بدأ يغزو العاصمة الأمريكية حتى وصل إلى درجة الوباء الخطير، ولكن العلماء يقفون عاجزين عن معالجة هذه الظاهرة، فكيف عالجها الإسلام؟....
ذكرت إدارة الصحة في العاصمة الأمريكية واشنطن أن انتشار مرض نقص المناعة المكتسب في المدينة بلغ مستوى الوباء مع إصابة 3% من سكانها فوق سن 12 بالفيروس المسبب للمرض. وأشارت الإدارة في تقرير أن الوباء منتشر بشكل أكبر بين السكان من أصول افريقية ولدى الأشخاص في الفئة العمرية بين 40 و 49 عاماً.
ويؤكد هذا التقرير أن مستوى انتشار المرض في واشنطن يقارب انتشاره في أوغندا، ويتفوق على انتشار الموض في عدة دول افريقية. ووفقاً للتقرير، فإن الأمم المتحدة، وإدارة السيطرة على الأوبئة ومكافحتها في العاصمة قد دأبت على وصف انتشار الايدز بالوبائي والخطير في حالة تجاوز مستوى الإصابة به نسبة 1 في المائة.
وقال التقرير "إن النسبة العامة في المقاطعة هي أعلى بثلاثة أضعاف" هذا المعدل. وبالمقارنة، فإن 0.5% من الأمريكيين فقط يعانون من مرض السرطان. واعتبر التقرير أن نسبة 3% هي نسبة متحفظة، على اعتبار أن عدداً من المصابين في واشنطن ليسوا على علم بإصابتهم بالمرض. وتبلغ نسبة الإصابة بين الذكور السود في واشنطن 6.5%، و بين الرجال اللاتينيين 3%، فيما تبلغ بين الرجل البيض 2.6%.
كما بلغ معدل الإصابة بين الفئة العمرية 40-49 عاماً 7.2%، تلتها الفئة العمرية بين 50-59 عاماً إذ تبلغ 5.2%. ويعد السبب الرئيسي للإصابة بالايدز في واشنطن الممارسة الجنسية بين الذكور، يليها الممارسة الجنسية بين الرجل والمرأة، يليها تعاطي المخدرات.
صورة لفيروس الإيدز الذي حير العلماء وأعجزهم وهو من أضعف مخلوقات الله!! فتأملوا هذا المخلوق الضعيف كيف يتغلب على العلماء الملحدين الذين يدعون أن الطبيعة وُجدت بالمصادفة! بل إن هذا المخلوق هو جندي من جنود الله سخره لمهاجمة الشاذين جنسياً والذين يمارسون الفاحشة، فهل يتوبون إلى الله تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) [المدثر: 31].
يقول المدير الطبي في مركز وايتمان واكر، أحد أكبر المنظمات المتخصصة في واشنطن في قضايا الإيدز إن الرقم الحقيقي لمستوى انتشار المرض هو 5%. وأضاف رايموند مارتنز: عندما يقومون بفحص عدد أكبر من سكان المقاطعة، فان نسبة انتشار المرض هي حوالي 5%، وهي في الواقع أعلى من 3%، إلا أن عدداً كبيراً من الناس لم يفحصوا بعد. إن الزيادة التي تم تسجيلها مؤخراً هي نتيجة للضغط لحصول الجميع على الفحص الطبي الخاص لاكتشاف مرض الايدز.
وأشار التقرير إلى أن الإدارة المختصة تبنت إستراتيجية تتكون من عدة نقاط لمعالجة الانتشار الوبائي، يتمثل الأول في الترويج للفحص الطبي، ومنع انتشار الفيروس عبر استخدام الواقي الذكري، ومكافحة عادات استخدام حقن المخدرات، وأخيراً تقديم المزيد من النصائح والتوعية للمصابين الفعليين بالمرض.
الحمد لله على نعمة الإسلام
إن الذي يقرأ هذا التقرير ويطلع على إحصائيات الأمم المتحدة التي تؤكد بأن عدد الإصابات بالإيدز يشكل أرقاماً مرعبة، والسبب الرئيس للإصابة هو الفاحشة بأنواعها، فإننا ندرك لماذا حرَّم الإسلام الفواحش بأنواعها، يقول تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [الأعراف: 33].
فالباحثون الأمريكيون إذا لم يحرّموا الفاحشة والشذوذ الجنسي فلن يتمكنوا من علاج الخلل الذي أصاب بلادهم، وعلى الرغم من النداءات الكثيرة التي يطلقها العلماء باستمرار، وعلى الرغم من الإجراءات الطبية والوقائية وإسراف الكثير من الأموال على الفحوص الطبية وغير ذلك، إلا أن المرض مستمر وفي ازدياد.
وهنا تتجلى روعة الإسلام عندما حرَّم الزنا والشذوذ الجنسي والمسكرات وكل ما يذهب العقل، وذلك في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عن أضرارها الطبية، ولم يكن باستطاعة أحد من البشر أن يتنبأ بأن ممارسة الفاحشة والإعلان بها (كما يجري الآن في الدول غير الإسلامية) سوف يؤدي إلى ظهور أمراض جديدة على رأسها الإيدز.
ولكن النبي الكريم الذي أرسله الله رحمة للعالمين قد أخبر عن مثل هذه الظاهرة بمنتهى الوضوح فقال: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) [رواه ابن ماجه].
ونقول: كيف استطاع رجل أميّ في ذلك الزمن أن يُخرج الناس من الجهل والفاحشة وعبادة االحجارة إلى نور الإيمان والهداية والطهارة والحق؟ اليوم يقف علماء القرن الحادي والعشرين عاجزين عن معالجة ظاهرة الإيدز، فكيف استطاع رجل يعيش في صحراء (كما يقولون) وليس لديه من العلم أو الأبحاث أو القدرة ما يكفي لمعرفة مساوئ الفاحشة، كيف استطاع إقناع الناس أن ينتهوا عن هذه الفواحش؟ إن التفسير المنطقي الوحيد هو أن الله تعالى هو الذي أقنع الناس وهداهم إلى الإيمان بفضل القرآن الكريم، وأن النبي قد بلَّغ الرسالة بأمانة ودون زيادة أو نقصان، وهذا دليل مادي ومنطقي على صدق هذا النبي وصدق رسالة الإسلام وصدق كتاب الله تعالى، فالحمد لله على نعمة الإسلام، ونسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
https://www.tg-me.com/menoathgafi
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "
مقالات مختارة
Photo
📝 تحطيم القُدوات
✍بقلم : محمد حيدرة مياه
إن القيم والمُثُل العليا، تبقى مجرد كلماتٍ لا روح فيها، وحقائق لا تأثير لها، حتى إذا ما قيض الله لها من يحولها إلى نموذج عملي في حياة البشر، دبت فيها روح التأثير والإلهام، فأصبحت خيطا رفيعا تتعلق به نفوس ذوي الهمم، وقِمَّةً تَشْرَئِبُّ لها أعناقُ الطامحين إلى العلياء، ومصدر إلهام للراغبين في صناعة الأمجاد وكتابة التاريخ،
فتصبح سير أولئك السابقين عونا لمن أراد تجسيد قيم الحق والعدل، والمنافسة في الخير، والمسارعة في الوصول إلى قمم العلياء،
وقديما قالوا: "عمل رجلٍ في أَلْفِ رَجل، خير من قَولِ ألفِ رَجل في رَجُلٍ".
ورحم الله سيد قطب حين قال: " ستظل كلماتنا عَرَائِسَ من الشِّمع لا روح فيها ولا حياة، حتى إذا متنا في سبيلها دبَّت فيها الروح، وكُتِبَتْ لها الحياة"!
(1)
يقول الإمام الذهبي عند ترجمة خطاط الأمة ابن البواب:
(قلت: الكتابة مسلمة لابن البواب، كما أن أقرأ الأمة أبي بن كعب، وأقضاهم علي، وأفرضهم زيد، وأعلمهم بالتأويل ابن عباس، وأمينهم أبو عبيدة، وعابرهم محمد بن سيرين، وأصدقهم لهجة أبو ذر، وفقيه الأمة مالك، ومحدثهم أحمد بن حنبل، ولغويهم أبو عبيد، وشاعرهم أبو تمام، وعابدهم الفضيل، وحافظهم سفيان الثوري، وأخباريهم الواقدي، وزاهدهم معروف الكرخي، ونحويهم سيبويه، وعروضيهم الخليل، وخطيبهم ابن نباتة، ومنشئهم القاضي الفاضل، وفارسهم خالد بن الوليد رحمهم الله).
إن هذا النص المختصر الجميل، يبعث في نفس المرء تَوْقًا إلى مطالعة سِيَّرِ هؤلاء، وشوقًا إلى التَخَلُّقِ بأخلاقهم والتحلِّي بفضائلهم والبحث عن مناقبهم، وتقديمهم إلى الناس كقدوات ونماذج فريدة، جديرة بالاحتفاء والاقتداء.
ولم يزل الناس منذ سالف العصور، يسمون أبناءهم بأسماء أخيار الأمة وقادتها من المصلحين، والعلماء الربانييين، والمجاهدين الفاتحين، ويربون أبناءهم على أخلاق أولئك القدوات، ويعلقون نفوسهم بها، ويتداولون سيرهم الزكية جيلا بعد جيل، جاعلين منها نبراسا يضيء طريق السالكين، ومشعلاً يُورثه السابِقُون لِلاَّحِقين.
(2)
*لكن اليوم برزت ظاهرة لم تكن في السابق معهودة، ظاهرة التطاول والتحامل على رموز الأمة الأطهار، وقادتها الأخيار، ممن تحتفظ لهم الأمة في ذاكرتها الجماعية بأنصَعِ الصور وأنقى السير، وأعْطَرِ الذِّكر.*
فأصبحنا نرى اليوم من لا هَمَّ له سوى أن يقول للناس:
إن أبي بن كعب ليس صحابيا وأنه يروي الإسرائيليات، وأن خالد بن الوليد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد) وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزله بسبب مآخذ عليه، وأن أبو ذر قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم "إنك ضعيف وإنها أمانة"،
وأن الإمام مالك هجر الصلاة في المسجد في آخر عمره، وأن أحمد بن حنبل خالف بقية الأئمة وجمهور الأمة في مسائل عديدة، وأن صلاح الدين الأيوبي قتل العالم السهروردي، وأباد الفاطميين، وأحرق كتبهم ومؤلفاتهم، (مكتبة دار الحكمة) وكان صوفيا وأشعريا، وصاحب طموح سياسي ولم يحرر القدس إلا لبسط نفوذه.. إلخ
وهكذا يدس السم في العسل، يقتطع السياق ويجتزئ الحقائق، على طريقة "فويل للمصلين" تحت شعارات نزع القداسة ونقاش تاريخ الرموز ومواقفهم!
حتى يشوش صورة هؤلاء في أذهان العامة، ويطعن في النموذج التاريخي المُلْهِم، في حملة ظاهرها طلب الحقيقة، وباطنها النيل من رموز الأمة وقُدواتها، حتى لا يبقى ثمة قدوة مثالي للناشئة والأجيال الصاعدة، ولا صورة ناصعة.
في تجاهل تام لبشرية هؤلاء القدوات وطبيعتهم كبشر يخطئون ويصبون، وعدم استحضار السياق الاجتماعي والتاريخي الذي عاشوا فيه، وإغفال للإنصاف عند تقييمهم، متجاهلا أن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث، كما قال ابن القيم رحمه الله: "زلات العلماء أقذار وهم بحار، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث".
وكذلك الحال مع القادة الفاتحين، وسلف الأمة من المجاهدين، فإن أخطاءهم مغمورة في بحر حسناتهم.
(3)
وليس آخر تلك الحملات الهجومية ما شهدناه في الأيام الماضية من تطاول أحد الكتاب الروائيين على سيرة صلاح الدين الأيوبي بلغة التحقير والسب والشتم، ومن نافلة القول هنا إن ثمة بونا شاسعا وفرقا هائلا بين عرض تاريخ الشخصيات، ونقدها نقدا موضوعيا يبتعد عن الأدلجة والعاطفة البحتة، وبين الحديث بلغة المقاهي والشوارع، في سياق الكلام عمن أُلِّفَتْ بحقهم الكُتب والمجلدات، ورُوُيَّت سيرهم بالتواتر عبر الأجيال!
ومن العجيب أن المنخرطين في هذه الحملة على رموز الأمة، يحاولون عبثا أن يلصقوا ثقافة "الإرهاب" و تهمة "سفك الدماء"، بتاريخ قادة الفتح الإسلامي، ويطالبون بمحو سيرهم من المناهج الدراسية، ويستكثرون علينا مسلسلا تاريخيا يخلدهم، أو رواية تعيدهم إلى الواجهة، أو تمثالا يرمز لهم، أو ساحة أو شارعا يحمل اسم أحدهم،
بينما يتسابقون إلى تمجيد زعماء ورموز أمم وشعوب أخرى هي دون رموزنا في البذل والعطاء والصدق والإخلاص ونقاء
✍بقلم : محمد حيدرة مياه
إن القيم والمُثُل العليا، تبقى مجرد كلماتٍ لا روح فيها، وحقائق لا تأثير لها، حتى إذا ما قيض الله لها من يحولها إلى نموذج عملي في حياة البشر، دبت فيها روح التأثير والإلهام، فأصبحت خيطا رفيعا تتعلق به نفوس ذوي الهمم، وقِمَّةً تَشْرَئِبُّ لها أعناقُ الطامحين إلى العلياء، ومصدر إلهام للراغبين في صناعة الأمجاد وكتابة التاريخ،
فتصبح سير أولئك السابقين عونا لمن أراد تجسيد قيم الحق والعدل، والمنافسة في الخير، والمسارعة في الوصول إلى قمم العلياء،
وقديما قالوا: "عمل رجلٍ في أَلْفِ رَجل، خير من قَولِ ألفِ رَجل في رَجُلٍ".
ورحم الله سيد قطب حين قال: " ستظل كلماتنا عَرَائِسَ من الشِّمع لا روح فيها ولا حياة، حتى إذا متنا في سبيلها دبَّت فيها الروح، وكُتِبَتْ لها الحياة"!
(1)
يقول الإمام الذهبي عند ترجمة خطاط الأمة ابن البواب:
(قلت: الكتابة مسلمة لابن البواب، كما أن أقرأ الأمة أبي بن كعب، وأقضاهم علي، وأفرضهم زيد، وأعلمهم بالتأويل ابن عباس، وأمينهم أبو عبيدة، وعابرهم محمد بن سيرين، وأصدقهم لهجة أبو ذر، وفقيه الأمة مالك، ومحدثهم أحمد بن حنبل، ولغويهم أبو عبيد، وشاعرهم أبو تمام، وعابدهم الفضيل، وحافظهم سفيان الثوري، وأخباريهم الواقدي، وزاهدهم معروف الكرخي، ونحويهم سيبويه، وعروضيهم الخليل، وخطيبهم ابن نباتة، ومنشئهم القاضي الفاضل، وفارسهم خالد بن الوليد رحمهم الله).
إن هذا النص المختصر الجميل، يبعث في نفس المرء تَوْقًا إلى مطالعة سِيَّرِ هؤلاء، وشوقًا إلى التَخَلُّقِ بأخلاقهم والتحلِّي بفضائلهم والبحث عن مناقبهم، وتقديمهم إلى الناس كقدوات ونماذج فريدة، جديرة بالاحتفاء والاقتداء.
ولم يزل الناس منذ سالف العصور، يسمون أبناءهم بأسماء أخيار الأمة وقادتها من المصلحين، والعلماء الربانييين، والمجاهدين الفاتحين، ويربون أبناءهم على أخلاق أولئك القدوات، ويعلقون نفوسهم بها، ويتداولون سيرهم الزكية جيلا بعد جيل، جاعلين منها نبراسا يضيء طريق السالكين، ومشعلاً يُورثه السابِقُون لِلاَّحِقين.
(2)
*لكن اليوم برزت ظاهرة لم تكن في السابق معهودة، ظاهرة التطاول والتحامل على رموز الأمة الأطهار، وقادتها الأخيار، ممن تحتفظ لهم الأمة في ذاكرتها الجماعية بأنصَعِ الصور وأنقى السير، وأعْطَرِ الذِّكر.*
فأصبحنا نرى اليوم من لا هَمَّ له سوى أن يقول للناس:
إن أبي بن كعب ليس صحابيا وأنه يروي الإسرائيليات، وأن خالد بن الوليد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد) وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزله بسبب مآخذ عليه، وأن أبو ذر قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم "إنك ضعيف وإنها أمانة"،
وأن الإمام مالك هجر الصلاة في المسجد في آخر عمره، وأن أحمد بن حنبل خالف بقية الأئمة وجمهور الأمة في مسائل عديدة، وأن صلاح الدين الأيوبي قتل العالم السهروردي، وأباد الفاطميين، وأحرق كتبهم ومؤلفاتهم، (مكتبة دار الحكمة) وكان صوفيا وأشعريا، وصاحب طموح سياسي ولم يحرر القدس إلا لبسط نفوذه.. إلخ
وهكذا يدس السم في العسل، يقتطع السياق ويجتزئ الحقائق، على طريقة "فويل للمصلين" تحت شعارات نزع القداسة ونقاش تاريخ الرموز ومواقفهم!
حتى يشوش صورة هؤلاء في أذهان العامة، ويطعن في النموذج التاريخي المُلْهِم، في حملة ظاهرها طلب الحقيقة، وباطنها النيل من رموز الأمة وقُدواتها، حتى لا يبقى ثمة قدوة مثالي للناشئة والأجيال الصاعدة، ولا صورة ناصعة.
في تجاهل تام لبشرية هؤلاء القدوات وطبيعتهم كبشر يخطئون ويصبون، وعدم استحضار السياق الاجتماعي والتاريخي الذي عاشوا فيه، وإغفال للإنصاف عند تقييمهم، متجاهلا أن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث، كما قال ابن القيم رحمه الله: "زلات العلماء أقذار وهم بحار، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث".
وكذلك الحال مع القادة الفاتحين، وسلف الأمة من المجاهدين، فإن أخطاءهم مغمورة في بحر حسناتهم.
(3)
وليس آخر تلك الحملات الهجومية ما شهدناه في الأيام الماضية من تطاول أحد الكتاب الروائيين على سيرة صلاح الدين الأيوبي بلغة التحقير والسب والشتم، ومن نافلة القول هنا إن ثمة بونا شاسعا وفرقا هائلا بين عرض تاريخ الشخصيات، ونقدها نقدا موضوعيا يبتعد عن الأدلجة والعاطفة البحتة، وبين الحديث بلغة المقاهي والشوارع، في سياق الكلام عمن أُلِّفَتْ بحقهم الكُتب والمجلدات، ورُوُيَّت سيرهم بالتواتر عبر الأجيال!
ومن العجيب أن المنخرطين في هذه الحملة على رموز الأمة، يحاولون عبثا أن يلصقوا ثقافة "الإرهاب" و تهمة "سفك الدماء"، بتاريخ قادة الفتح الإسلامي، ويطالبون بمحو سيرهم من المناهج الدراسية، ويستكثرون علينا مسلسلا تاريخيا يخلدهم، أو رواية تعيدهم إلى الواجهة، أو تمثالا يرمز لهم، أو ساحة أو شارعا يحمل اسم أحدهم،
بينما يتسابقون إلى تمجيد زعماء ورموز أمم وشعوب أخرى هي دون رموزنا في البذل والعطاء والصدق والإخلاص ونقاء
مقالات مختارة
Photo
السيرة وطهارة السريرة، بل ويتفاخرون بالتقاط الصور التذكارية عند قبور ومزارات رموز الاستعمار وقادة الحروب العالمية ممن أبادوا شعوب العالم وقتلوا الملايين، ونهبوا خيرات الأوطان، وتركوا لنا هذا الإرث الضخم من الظلم الفاحش والاستبداد المنتشر.
فأغلب ما نراه اليوم وما نسمعه في وسائل الإعلام من نبش لروايات مكذوبة وتهم ملفقة، وأسانيد منقطعة، ليس محاولة للبحث في التاريخ، ولا تجديد النقد لسير الشخصيات والرموز الإسلامية، إنما هو هجوم ممنهج على الرموز والقدوات، في محاولة مستميتة لتحطيمها، وإضعاف مكانتها في نفوس جماهير الأمة، *فمشكلة هؤلاء ليست مع صلاح الدين كشخص، وإنما مع الفكرة "الصلاحية" واستمرار ذكره، واستحضار شخصيته كقائد ملهم في قضية مثل قضية فلسطين، والخوف من تكرار نماذجه.. فرغم مضي ثمانية قرون على رحيله لا يزال صلاح الدين وذكره شوكة في حلق الطغاة والغزاة.. وأشياعهم من الكتاب ومستَأْجَرِي الأفواه!
https://www.tg-me.com/menoathgafi
فأغلب ما نراه اليوم وما نسمعه في وسائل الإعلام من نبش لروايات مكذوبة وتهم ملفقة، وأسانيد منقطعة، ليس محاولة للبحث في التاريخ، ولا تجديد النقد لسير الشخصيات والرموز الإسلامية، إنما هو هجوم ممنهج على الرموز والقدوات، في محاولة مستميتة لتحطيمها، وإضعاف مكانتها في نفوس جماهير الأمة، *فمشكلة هؤلاء ليست مع صلاح الدين كشخص، وإنما مع الفكرة "الصلاحية" واستمرار ذكره، واستحضار شخصيته كقائد ملهم في قضية مثل قضية فلسطين، والخوف من تكرار نماذجه.. فرغم مضي ثمانية قرون على رحيله لا يزال صلاح الدين وذكره شوكة في حلق الطغاة والغزاة.. وأشياعهم من الكتاب ومستَأْجَرِي الأفواه!
https://www.tg-me.com/menoathgafi
Telegram
مقالات مختارة
" رُبّ مقال كانت فائدته بوزن كتاب "