"لا بدّ للعمُر النّفيس من الفنا... فاصرف زمانك في الأعزِّ الأفخرِ"

«علمتني التّجارب أنّ النّاس إزاء [الحقّ] أصناف ثلاثة: قليلون جدًّا ينصرون الحق ويتشجّعون في الجهر به والدفاع عنه، وقليلون أيضًا مجرمون يقفون في وجه الحق لأسباب تافهة ومصالح شخصية كاذبة عاجلة، وأكثر النّاس يحبّون الحقّ ويحبّون نصرته، ولكن ينتظرون أحدًا يجهر به ليكونوا أتباعه، فإذا جهر به تبعوه؛ وهم إلى نصرة الحقّ أقرب منهم إلى نصرة الباطل؛ وإلى نصرة المدافع عن الحقّ -ولو كان صغيرًا- أقرب من أن ينصروا الباطل أو المبطل ولو كان كبيرًا».

[أحمد أمين]

«يا ربّ صلّ على النّبيّ القائدِ
واعضد إلهي كفَّ كلّ مجاهدِ».
ﷺ

إذا كان الجذع حن إليه، والجبل اهتز لما صعد عليه، والحجر سلم عليه، والشجرة أسرعت إليه، والغار آواه إليه = فهذا دليل على أن الأكوان تشتاق إلى مرآه صلى الله عليه وسلم وسماع كلامه.

فإذا لم يكن هناك سبيل فقد اعتاضت بذكره في الأكوان والصلاة والسلام من محبيه عليه صلى الله عليه وسلم.

فإذا ذكر أحدكم النبي صلى الله عليه وسلم في موضع فليعد إليه؛ فإني موقن أن الكائنات والبقاع تشتاق إلى سماع اسمه والثناء عليه قريبًا منها.

أوّل واجب المرء نحو شركاء الطريق أن ينظر إليهم على أنّهم معينون لا منافسون، فوَحدة الغاية ومصلحةُ تحقّقها يُلزم بذوبان الشخوص، هكذا تسير السفينة.

#منهجيات

ثمّة مواضع في قلب المسلم‏، إذا لم تُضأ بالتّسليم؛ أُطفِئَت بالأسئلة.

-بدر الثوعي.

اليوم، قام إخوان لنا نازحون بمدرسة التابعين في مدينة غزة يصلون الفجر، فقصفتهم العصابات الصهيونية. اشتعلت في أجساد المصلين النيران، والذين انتُشلت أجزاؤهم المبعثرة أكثر من 100 تقبلهم الله. والعدد المتوقع أكبر بكثير. والمشاهد أصعب ممن أن ننقلها.
يا كل كلب توالي الصهاينة، يا كل من تمكنهم من الاستفراد بإخواننا، يا كل من تعينهم بشكل من أشكال الإعانة، مقابل علَفٍ تعتلفه في هذه الدنيا كبالهائم، ألا أخزاك الله وحشرك معهم.
يا رب أعنا على نصرة إخواننا قبل أن تذلنا بخذلانهم.
#مذبحة_الفجر

أخبارنا ليست أحداثا رياضية تحتاج معلقا كل مرة، تلك نفوس مؤمنة، وقد قتلت ظلما وعدوانا، في وسط تفرج الأمم، وخذلان العالم لها...

لماذا نعلق؟ لماذا ننشر؟ أزعجنا العالم عشرة أشهر بحربنا، من قاطع مدة ملّ ورجع، ومن هجر الذنوب نصرة لإخوانه ضعف ورجع، ومن تبرع مرة، ظن أنه أدى ما عليه... فاكتفى بعد ذلك بالمشاهدة...
المشاهدة! عجز الشعوب، وتأخرنا بين الأمم...

لا ألومكم والله، حصلت أحداث في الأمة من قبل وما قدمت لأمتي شيئا، لأن الشعوب مكبلة عاجزة، وهذا هو الذي يقهر المرء أصلا...

إذا نشرت، استعظمت جعل الدماء محتوى يتفاعل معه الناس للتفاعل، وإذا امتنعت شعرت بأن أصوات المعذبين المقهورين المظلومين لم تصل لأحد، ثم إذا تكلمت... فتحت على نفسي بابا من الحزن والقهر والألم... فأزداد حزنا على حزني، وقهرا على قهري، وألما فوق ألمي...

العذر منكم، المصدور ينفث، والمكلوم يشتكي... وإلا ماتا كمدا وهمّا!

حتى لا تنسوا.. حتى لا تكون نفسياتكم هشة وتقولوا في أنفسكم "لا نتحمل هذه الفظائع".. فتغضوا الطرف عن ذِكر وتذكر ما يحدث لإخوانكم..

إن ما يحدث للمسلمين ما هو إلا دافع لعقيدة الولاء والبراء في نفوسكم وقلوبكم..

مدير مستشفى المعمداني بغزة يتحدث عن أفظع المشاهد المروعة التي شاهدها في مجزرة الفجر

من أكثر ما انتفعت به قول شيخي رضي الله عنه لي:
"احنا في الدنيا دي شغّالين عند ربّنا"

وهي كلمةٌ شريفة تنزل السكينة على قلب المؤمن في زحمة هذه الحياة الدنيا، مع تسارع وتيرة الأحداث وطغيان المادة وشراهة الاستهلاك، حتى لم يعد الناس ناسًا بل ولا عاد شيء مما نعرف على ما نعرف!
ولو شئنا أن نلخص آثار جميع ذلك في كلمة واحدة لقلنا: "القلق"

نعم، احنا شغالين عند ربنا، هكذا ينبغي أن نستيقظ كلّ صباح مسلّمين له الأمر كلّه، فما يريده منا ييسر لنا أسبابه، وما لا ييسر لنا أسبابه فإنه لا يريده منا، ورزقنا عليه في كل حال، فلو حبسنا أنفسنا في بيوتنا لألقمَنا الطعام الذي كتبه لنا في أفواهنا على رغم أنوفنا، لكننا نسعى ونأخذ بالأسباب أدبًا معه وامتثالًا لأمره.

نعم، احنا شغالين عند ربنا، فليس علينا تدبير شيء، بل نضع مقاليدنا بيد من هو ربّ كل شيء، رافعين شعار المصريين:
"يا جارية اطبخي، يا سيدي كلّف"

وكفى بالله، جل جلاله.

- الحسن البخاري

"إنهم مستعدون للذهاب إلى أيّ مكان، لفعل أيّ شيء، فقط ليقتلوا الوقت الّذي لا يعرفون ما يفعلون به."

لا أحد -على الإطلاق- معصومٌ من التعب، الكل -بلا استثناء- متجرعٌ للألم، ومُتقلِّبٌ في الفشل.
وما يصيِّرك إنسانًا كريمًا، رفيعَ القدر، رضيَّ العيشة ليس ضآلة الآلام التي تلقَّيتها، ولا نُدرة السقطات التي عانيتها، بل بمَدعاة آلامك، وإن تعاظمت، وبجدوى سقطاتك، وإن تعدَّدت؛ أي بجودة تعبك.

يكتسب التعب جودته بالمُراد المَسعيِّ إليه، والمعنى المُستَقى منه، وبكيفية استجابتك معه، وبالدرس الذي تلقَّنته.

قد تغدو أكبر المُعانين ولا تزال إنسانًا جديرًا ناجحًا، فلا يُجزِعك حجم عنائك أو عدد عثراتك ما دُمتَ ساعيًا للحق، طامحًا للمعنى.

- إسلام النادي.

«الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قاضية الحاجات، رافعة الدرجات، كافية المهمات.
وهي نور، وبركة، وهدى، وزكاة، وكفارة، وطهرة، وفتح، وكشف، وقربى، واستبصار، وثناء، وعبادة، ودعاء، واستشفاع، وامتثال، ونجاة، ورفعة، وحرز، ومحبة، وإحسان، ومحجة، وفرقان، وعرفان، وتصديق، وإيمان، وطاعة، وحمد، ووفاء، وصدقة، وشرف، ومتابعة، وسبب قبول، ووقاء، وزينة، وبر، وكفاية، وعتق، وأمان، وسلام، وصلة، وموالاة».

هذه نيف وأربعون منقبة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولو استفصلنا في كل خصلة فيها لاستوى الكلام كتابًا مفردًا قائمًا، ويكفيك أن تعلم أن بركتها عظمى على المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عِدل لها ولا يناظرها شيء.

اليوم تدور حرب حضاريّة كبرى، هذا قدَر زماننا، فإمّا أن نكون فيه -كما يجب أن نكون-، أو لا نكون!.


[فريد الأنصاري]

وإنّ جراح الحرّ نورٌ لقلبه
تهذّبهُ حتّى يجيد التّفرُّسا.


-فالح بن طفلة.

الكيان المحتل ينظر إلى المسجد الأقصى نظرة دينية استراتيجية مصيرية،
‏والأمة الإسلامية أولى بهذه النظرة الدينية الاستراتيجية المصيرية،
‏ونظراً لكون عامة شعوب الأمة مسلوبة القوة والقرار، ونظراً لسعي كثير من الساسة للتماشي مع العدو والتطبيع معه،
‏ونظراً لكون كثير من منافقي الإعلاميين والمثقفين يسعون لتفتيت مكانة قضية الأقصى وفلسطين من قلوب المسلمين؛
‏نتيجةً لذلك كله فإن المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً في مركزة قضية فلسطين وتثبيتها في قلوب الأجيال الصاعدة وربط مصير الأمة بمصير الأقصى.
‏هذا الموضوع أعلى من كل الانتماءات الحزبية والفصائلية؛ هذا موضوع دين، وموضوع مسرى النبي محمد ﷺ، وتحرير القدس إنما هو تمهيد لعلو شأنها في آخر الزمان حين ينزل عيسى عليه السلام فيقتل الدجال.

يذكر الدّكتور ثائر حلّاق في حلقة بودكاست؛ أنّه طلب من مدير أحد المعاهد الشّرعيّة الكبيرة عقد لقاءات مع الأساتذة والطّلبة للتّحدّث عن القراءة المثمرة، والقراءة الذّاتيّة، والتّشجيع على الدّراسة، والعناية بالجانب الفكريّ..

فيأتي ردّ المدير: من أجل وعي الطلاب؟

ثمّ قال: أستاذ نحن نعيش على غباء الطّلبة،
هذا الطّالب إذا ملك وعيًا سنكون أوّل الضّحايا..

لن ننسى #مجزرة_الكيماوي ولا يمكن أن ننساها، والتي ارتكبها النظام السوري المجرم في حق الأطفال والمستضعفين في سوريا، والتي لا تقل بشاعة عن المجازر التي يرتكبها الكيان المحتل في غزة.
لن ننساها ولا بقية المجازر الفظيعة البشعة التي ارتكبت في حق السوريين، والتي لا تزال مستمرة إلى الآن في سجون النظام السوري الذي لم يحصل في التاريخ الحديث مثل التعذيب الذي فيه.

وإذا كنّا نتكلم عن حق وباطل، وعن عدل وظلم، فلا فرق بين الكيان المحتل وبين النظام السوري في الإجرام والظلم، والموقف منهما يجب أن يكون موحداً دون تفريق، هذا هو الحق والعدل.

#ذكرى_مجزرة_الكيماوي

"لم أجد في الكلام عن الرّضا عن النفس.. أبلغ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “المتشبِّع بما لم يُعطَ كلابس ثوبَي زور"..

تأمل كيف أن عدم الرضا؛ ورث أكذب الكذب.. فمَثَلُ من تَكثَّر بأكثر مما هو عليه؛ كمَثَل من تلحف مرتين بملابس من الزور، لأنه كذب على نفسه ونسب لها ما لم يستحق، ثم كذب على غيره وادعى ما لم يفعل!

وكل ذلك إنما نتج عن عدم الرضا عن النفس.. الذي جعل نفوسنا قلقة من صورتها أمام الآخرين، تعيسة في دواخلها مما هي عليه، متشوقة للانتشاء بما ليس لها، مفتقدة لمظهر لا يخصّها؛ تحصيلًا لفضيلة ليست حاصلة، أو لحمدٍ لا تستحقّه، أو شكرٍ على ما لم تفعل..

الفقر ليس فقر المال ولا الجمال ولا البلاغة ولا الشّهرة، إنما الفقرُ فقر النفس.. ولذلك في استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر؛ قال كثير من الشُّراح: "كان يستعيذ من الفقر الذي هو فقر النفس، لا قلّة المال".. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الغِنى غنى النفس"..

حين تَتطلّع إلى ما خصَّ الله به غيرك ولن تبلُغَه، فإنك ستفقد حتمًا ما خصّك الله به، وقد يكون ما خصك الله به سبيلَ بلوغِك عزّ الدنيا وعزَّ الآخرة لو علمت!".

-محمد زين العابدين.

-
«إنَّ المرء إذا زاد نضجه ووعيه، وكثُر حِلمه وعلمه؛ انطفأت فيه رغبة الجدال شيئًا فشيئًا، وبات أبعد عن الملاسنة والمماتنة، وأقرب إلى التجاهل والتغافل، وأيقن أنَّ وقته أغلى من أن يضيّعه في جدلٍ بغير طائل، ومزاجَه أولى من أن يكدِّره للانتصار في موقفٍ عابر».

د. مصطفى محمود.