Telegram Web Link
الإمام الغزالي بيقرّر قاعدة في التعامل جميلة جدا، بيقولّك : "كلُّ ما لا تُصادِفه من نفسك في حق الله تعالى فلا تَنتظِرْه من أخيك في حقِّ نفسك؛ فليس حقُّك عليه بأكثر من حقِّ الله عليك".

باختصار: يعني اللي أنت مش بتعمله في حق ربنا متنتظرش حد يعمله في حقك أنت.

بعبارة أخرى: زيّ مانت مقصّر في حق ربنا وهو سيّدك ومعبودك، طبيعي هتلاقي الأشخاص المرتبطين بك مقصّرين في بعض حقوقك، سواء زوجة، أو أولاد، أو أصدقاء، فواجبك بقى إنك تصبر وتتحمّل، زيّ ما ربنا كدا سبحانه وتعالى وله المثل الأعلى حليم عليك ولا يؤاخذك بالعقوبة مع كل أخطائك دي.

حُط بقى موضوع تربية الأولاد دا على نفس هذا النمط، وخلّي عينك على المبدأ الغزالي الجميل دا وأنت بتشوفهم بيغلطوا ومش بيسمعوا كلامك أحيانا وبيعصوك وبيعصّبوك، أكيد النرفزة شيء طبيعي إنه يحصل أحيانا، لكن مهم تكون في إطارها العادي الطبيعي الناشئ من الجِبلّة الإنسانية، والمحظور هو العمل بمقتضاها من العقاب الشديد والمبالغة في اتخاذ القرار الخاطئ، مع الأخْذ في الاعتبار أن أولادنا مش لازم والله يكونوا نُسَخ مننا ولا أنهم يكونوا شبهنا، ولا يتعلموا بنفس الطريقة، بالعكس دا الطريقة دي بتخلق منهم أشخاص أغبياء وبتقتل فيهم الإبداع، وفي بعض الأحيان بتتسبّب هذه الطريقة في اكتسابهم صفات رديئة جدا مثل النفاق والخوف من المواجهة وضعف الشخصية ونحو ذلك.
لكي نفيق إفاقة تغيير وتبديل... لا بد من مراجعات شموليّة لكافة مناحي حياتنا اليومية التي نفعلها، بإدراك أو بغير إدراك...
والأَولى البدء بما نحن فاعلوه عن إدراك ووعي، أفِعلنا هذا موافق للوحي والقرآن؟
أفيه شيء من المخالفة والاقتراب من المحرمات؟ أنحن فاعلون ما يريده الله المالك منّا؟ أم بها مقصرون بل ومفرطون؟
ثم من هُدي إلى هذا الخير العظيم، وتبصّر بما في نفسه من خبايا، وما فيها من رزايا، يمحوها بأناة وعقل وحِلم، فهو على أمر من الخير كبير.
من أُعطيَ بصرا يتبصر به أخطاءه، وإحسَاسا يحثّه حثُّا على حساب النفس الدائم، وأن النفس التي بين جَنباته يجب أن تُملَأ بما هو لها في الآخرة خير وأبقى، يُؤثر الدّعة والرفاه، ويرضى بالحق ويفني نفسه في سبيله، فقد نال رحمة من الله ومنّة وفضلا، لها منه حق الرعاية والمدوامة، والحذر من أن تلتبس بباطل.
Forwarded from مزرعة الفِكر
إفساد الأدلجة للعقل , أفهم منه شيئين : الأوَّل : فرط سطوة الإطار الفكري المعين على عقل الإنسان بحيث يفسد النظر , تارة برؤية الأشياء على غير ما هي عليه ل , وتارة بعدم رؤية بعض الأمور المؤثرة أصلاً , ولتقريب الصورة , في كثير من الأحيان يكون الإنسان يفكر في شيء ما بشكل كبير, فيقرأ كلاماً فيه كلمة تشبه الكلمة المعبرة عما يفكر فيه , فيقرأ هذه الكلمة على غير ما هي عليه , فهنا أدى فرط استحواذ الفكرة على العقل على تغيير رؤية الإنسان للأشياء ليراها على غير ما هي عليه , تماما مثلاً من لديه فرط تركيز على قضية الحاكمية يستنبط من الآيات ما يدل عليها بطرق شديدة الغرابة والبعد بينما لا ينتبه أبداً إلى ما في هذه الآيات من دلالة مباشرة على مطالب أخرى , عندما يغلب هذا الحال على ( نظر) الإنسان وطريقة تفكيره = يؤدي هذا إلى إفساد العقل العلمي .
الثاني : التعصب , التعصب لأي فكرة عادةً ما يُعمي الإنسان عن رؤية الإشكالات ونحو ذلك , ولا يستطيع أن يقرأ كلام الناقدين ولا أن يفهمه البتة على وجهه .

فإفساد ( الأدلجة ) للعقل نابع من أمور خارجة عن الأيدلوجيا , وإنما هما أمران عائدان لطبع الإنسان : الأول : فرط الانهماك بقوالب فكرية معينة وعدم القدرة على اكتساب نوع من المرونة في التنقل بين القوالب الفكرية المختلفة وتفحص ما بينهما من وجوه الاشتراك والاختلاف , ليكون الموجه لفكره ونظره صحياً مرتبطاً بالمشتركات البشرية , وهذا شيء عائد إلى قدرات الإنسان وعقله ونضجه , والناقص هنا إنما نقصه فرع في الغالب عن طبع عام من عدم المرونة العقلية أو السلوكية أحياناً , والثاني : هو التعصب وهو شيء متعلق بهوى الإنسان .

فالأيدلوجيا من حيث هي مجرد نموذج فكري , ليست شيئاً مذموما , وإنما المذموم هو تفاعل مخصوص مع الأيدلوجيا سماه الناس ( الأدلجة ) .
بناء الفضائل من الداخل:

المرءُ حين يعرف حقائق الناس وطبائعهم، وكونهم لا ينفعون ولا يضرون، ولا يقدمون ولا يؤخرون، ويستقر في نفسه اليقين التام بهذا المعنى الشريف، ويمتلئ به امتلاء صادقًا لا يخالجه ريب، فإنه لن يحزن مطلقًا لما يحدث في الخارج من التجاهلِ أو خمولِ الذِّكر أو قِلَّةِ الحفاوة أو خفوتِ التصفيق أو انطفاءِ البريق..

أمَّا حينَ يتطلبُ المشروعية من خارج ذاته، ويضع الأغلال المعنوية في عنقه، ويعتقل نفسه في معتقلات الانطباعات، ويتعلق قلبه بالمدائح المستمرة ممن حوله؛ فإن سهمَ راحته لن يكون ثابتًا في بورصة تقلبات أمزجة الناس!.

سليمان العبودي | التامور
الإنسان مولع بالحرص على التّفوّق بأن يظهر أنَّ عنده ما ليس عند غيره.

-المعلمي.
ولذلك كانَ رمضانُ في الشّرع الإلهي طهورًا من رجس العام، وهدنةً في حربِ القُوت، وروحًا في ماديّة الحياة.

[أحمد حسن الزيات]
لو أمعنتَ لرأيت أن الله هيّأ لك أحدهم -ممّن بقي أو رحل- في كلّ موقف، فترى أنّ النّاس كلّهم يدلّون على رحمة الله لا على وجودهم.


- محمد الخفاجي.
كل من يُعلّم الأطفال والفتيان التوحيد وهو لا يحدّثهم عن "طاعة الله" بوصفها أساس التوحيد فهو يغشّهم ولا يعلّمهم التوحيد الذي نزل في كتاب الله!

وسواء كان هذا المعلمّ "سلفيًّا" يتبنى اصطلاحات "توحيد الألوهية" و"توحيد الربوبية" و"توحيد الأسماء والصفات"، أو كان "أشعريّا" أو غير ذلك ممن يستخدمون اصطلاحات علم الكلام ويركّزون على الجانب الاعتقادي التصوّري في التوحيد.. فليست هذه هي القضية، بل القضية متجاوزة لمعظم خلافات أهل السنّة؛ لأنّ التوحيد حاضر في كتاب الله تعالى، ولم يختلف حول صلبه وأساسه المفسّرون بفضل الله من جميع التوجهات والمذاهب والمشارب والعصور.

وحتى تدرك مركزية "الطاعة" في مفهوم التوحيد فاعلم أنّ معصية إبليس الأولى التي جعلته يخرج من الجنّة ويغوي آدم عليه السلام هي ردّ الأمر ورفض الطاعة: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}، فكان كفره في الإباء والاستكبار عن الأمر الإلهي. وقبولُ شرع الله والانقياد إليه مع الخضوع هو أساس التوحيد وأوله، وانظروا إلى تفسير من شئتم من المفسّرين لقوله تعالى {إيّاك نعبد}.

هذا التوحيد مرتبط بقصّة الإنسان والشيطان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، وقال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}.

ومرتبط بمصدر التلقّي: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِیعࣰا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

ومرتبط بمنهج التلقّي: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا}. {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.

وأحسن طُرق معرفة هذا التوحيد تدبُّر كتاب الله من خلال تفاسير أئمّة الإسلام لهذه الآيات وأمثالها مما يتعلّق بالإيمان والإسلام والعبادة التي هي غاية الوجود الإنساني، فعلمُ التفسير هو أشرف العلوم، لتعلّقه بأحسن الكلام، كلام ربّنا عزّ وجلّ الذي علّمنا ما نحتاجه كي نعبده حقّ عبادته ولا نشرك بعبادته أحدًا: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}.
شريف محمد جابر
كل من يُعلّم الأطفال والفتيان التوحيد وهو لا يحدّثهم عن "طاعة الله" بوصفها أساس التوحيد فهو يغشّهم ولا يعلّمهم التوحيد الذي نزل في كتاب الله! وسواء كان هذا المعلمّ "سلفيًّا" يتبنى اصطلاحات "توحيد الألوهية" و"توحيد الربوبية" و"توحيد الأسماء والصفات"، أو كان…
من الآفات المنتشرة
والموضوع أصبح مستفزًّا..

وعلى ذكر هذا؛ موضوع التّوحيد والعقيدة يغزو مقاطع الرّيلز، فصار يُتّخذ لصناعة المحتوى وجمع التفاعلات والمناكفة..

من المعيب جدًّا أن نتناول الخلافات العقديّة بهذه الطّريقة القبيحة = مقطع ريلز مع ميمز..
(يعني كذا يصير حامي الحمى، والمدافع عن الدين، وفارس التوحيد الغريب)


هذا عدا عن كميّة الجهل في الطّرح والتعليقات، وكأنّها أمور يستطيع الكلام فيها كل من حفظ كلمتين، أو بالأحرى شاهد مقطعين فظنّ أنّه بهما حاز العلم والفهم.

وهذا لا شكّ ممّا يساهم في نشر الخلاف بين المسلمين، ويزيد شقّ صفوفهم، والأمّة أحوج ما تكون إليه..

ارفق بنفسك، ولا تبادر إلى التّعليق والكلام في كلّ شاردة وواردة، فللعلم أهلُه.
بعد أن قصف المحتلون بيوت غزة، وهدموا مساجدها، ونكّلوا بأسراها، وقتّلوا كثيراً من أبنائها، وأحرقوا مستشفياتها، ومنعوا الغذاء والدواء عن أهلها، وضيقوا الحصار عليها، في ظل دعم ونصرة مستمرة من عدد من الدول العظمى، مع التهديد القائم بتهجير أهلها منها..
في ظل ذلك كله، صبر أهلها صبرا عظيما، وسطروا نماذج من الإيمان قلّ مثيلها، وتحمّلت ثلة من أبنائها الوقوف في وجه العدو في أصعب ظروف يمكن أن تمر على الناس، فثبتوا وذادوا عن الحمى، وتوكلوا على الله حين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل؛
فنسأل الله أن يكتب أجرهم، ويرفع قدرهم، ويثيبهم على كل غدوة وروحة وعلى كل ساعة صبر وثبات وخوف وشدة، ونسأله سبحانه أن يثبتهم ويلهمهم رشدهم ويسددهم ويربط على قلوبهم، ويكفيهم كيد الكائدين، وينصرهم نصرا مؤزراً.
هذا؛ وإنّ حقوق هؤلاء على الأمّة -إذْ يدافعون عن مقدساتها ويقفون في وجه عدوها- كبيرة، فاللهم ارض عنهم، وسدّدهم، وأعنهم، واقض لهم حقهم حتى يرضوا.. بفضلك ورحمتك يا رب.
كلُّ أهل نِحْلَةٍ ومقالةِ يَكْسُونَ نِحْلَتهم ومقالتهم أحسنَ ما يقدرون عليه من الألفاظ، ومقالةَ مخالفيهم أقبحَ ما يقدرون عليه من الألفاظ، ومن رزقه اللهُ بصيرةً فهو يكشفُ بها حقيقةَ ما تحت تلك الألفاظ من الحقِّ والباطل، ولا يغترُّ باللفظ...

فإذا أردتَ الاطلاع على كُنْه المعنى: هل هو حقٌّ أو باطل؟ فجرِّدْه من لباس العبارة، وجرِّدْ قلبك من النُّفرة والمَيْل، ثمَّ أَعْطِ النظرَ حقَّه، ناظرًا بعين الإنصاف، ولا تكن ممَّن ينظرُ في مقالة أصحابه ومن يحسِنُ ظنَّه به نظرًا تامًّا بكلِّ قلبه، ثمَّ ينظرُ في مقالة خصومه ومن يسيءُ ظنَّه به كنظر الشَّزْر والملاحظة.

فالنّاظرُ بعين العداوة يرى المحاسنَ مساوئ، والناظرُ بعين المحبة عكسُه، وما سَلِمَ من هذا إلا من أراد الله كرامتَه وارتضاه لقبول الحقِّ.


-ابن القيّم -رحمه الله-.
الفائز في هذه الأحداث المؤسفة في سورية هو المسلم الحق الذي اتخذ شريعة الله مرجعية له، فهو لا يتخبط في موقفه تجاه الأحداث، لا يُلبَّس عليه فيحمل شعارات الانتماء الوطني الزائفة التي تجرّه إلى تسوية المجرمين بالمسلمين، فلا يجد خلال يومين فرقًا بين فعل شبيحة النظام على مدى سنوات الثورة وبين تجاوزات بعض المسلحين في حق المجتمع الحاضن للشبيحة، وهو مع ذلك لا يتجاوز الأمر الشرعي فيقر القتل والانتهاكات بحق الآمنين غير المشاركين حتى لو كانوا مؤيدين سابقين للنظام، وحتى لو كانوا من طائفة أخرى، لأن شريعته واضحة في هذا الشأن.

من عرف دين الله والتزم أحكامه فاز في الدنيا والآخرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

والتزام الشريعة حكمة ومنجاة في الدنيا والآخرة، وفي هذه الأحداث وجدنا أنه يُفوّت الفرصة على المتربّصين الذين يفركون أيديهم لمخطط التقسيم، وذلك حين تنساق الجماهير السنّية خلف عواطفها فتخالف حدود الله وتنفّذ المخطط بأيديها. ففي التزام الشريعة المصلحة كل المصلحة، وفيها الحكمة كل الحكمة.
﴿ورَدَّ الله الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْرًا وكَفى الله المُؤْمِنِينَ القِتالَ وكانَ الله قَوِيًّا عَزِيزًا﴾

الحمد لله ربّ العالمين..💚

اللّهمّ أبرم لشامنا أمر رشد.
لا إله إلّا الله..
لا إله إلّا الله..
إنّا لله وإليه راجعون..

اللهمّ تقبّل عبدك أبا إسحاق عندك في الصّالحين، وارفع مقامَه، واجزه عن الأمّة خير الجزاء..
وارزقه صحبة حبيبنا ﷺ في جنّتك كما صحِب أنفاسه ﷺ في هذه الدّنيا..
"‏حين نفقِدُ موتانا فإنّنا نتعزّى في وِفادتهم على ربِّهم الكريم، وأنَّ مُكوثهم بين يديه خيرُ حِلية، وآمال الاجتماع بهم عنده أعزُّ سلوة، لكنَّ نُفوسنا تحزن لاختلاف الحال بعدهم، وقُلوبنا تأسى على مآثِر أُنسهم، فنحنُ وإن عِشنا على كِفاية التّسليم إلَّا أنَّ للأشواق حرَّة..".
مات أحمد هذا العصر، واليوم يقول الناس ما قيل بالأمس:
"بيننا وبينكم الجنائز".
كلما مات رجل من أهل الحديث، لاحت لنا معالم الغربة الثانية...
والوفاء له رحمه الله تعالى؛ بتقوس الظهر على متون أهل الأثر؛ اتباعا لصاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم وحبًّا.
موت العلماء يجعلك تقف مع نفسك وتَشُدّ أزرك وتجتهد ألف مرّةٍ على تفاصيل حياتك، بين تربيةٍ وتزكيةٍ وبناءٍ وعطاء، بين غرسٍ ونَفسٍ وفسيلة! هذه الأُمّة وَلّادة، وفيها من الإنبات ما لا ينقطع، تُربّي الصَّفوة والنُّخَب، لكنها تحتاج مَن يحمل الرّاية، مَن يَمُدّ يدًا لا ترتعش، مَن يعرف ثمن الطّريق، أولئك الذين يحملون الأُمّة على كتفٍ لا يهترئ! فبسم الله يا فَتىٰ، صفحةً جديدةً رغم كلّ شيء..
ما سيؤدّي إلى انهيار الكيان الصّهيونيّ العنصريّ ليست تناقضاته الدّاخليَّة، وإنّما الاجتهاد والجهاد العربي، فهما وحدهما الكفيلان بذلك.


[عبد الوهاب المسيري]
الضِّباعُ التي تخرجُ عند موتِ كلِّ عظيم، نقلًا للأقوالِ البائسة من فلانٍ وعلان إساءة في المتوفى؛ تعيشُ في داخلها انحرافًا مخيفًا، لأنهم ما عرفوا أدبَ الخلاف، ولا ذاقوا أدبَ العلم، وما لمسوا معنىٰ الأدبِ أصلًا.
قومٌ بُهْت، همهم التَّشفي، ومحاولة الإساءة للخصم حتىٰ وهو في طريقه الأخير إلىٰ خالقه، ظنًا منهم أنَّ فعلهم الرديء يسهم في طيِّ صفحته، وبيان عواره، ومحاولة بائسة لإرباكِ التَّاريخ، والظفر بشيءٍ من النَّصر الرخيص الذي لم يتحقَّق يومَ كانَ الراحلُ ملأ السَّمع والبصر!
وما عرفَ الضِّباعُ أنَّ صاحبَ الفكرة لا يموت، ومن اهتزَّ لموته النَّاس في كلِّ مكان لا يخذله التَّاريخ، ومن تركَ أثرًا مشاهدًا، لا يُخشىٰ عليه أصحاب النُّفوس الصغيرة من المتردية، والنَّطيحة، وما أكل السَّبع!.

-خالد بريه.
يقول ابن القيّم رحمه الله:

«وقد شاهد النَّاس عيانًا أنَّه من عاش بالمكر، مات بالفقر».
2025/07/13 11:17:48
Back to Top
HTML Embed Code: