- تصميم المتابعين🤍.

هذا الليل موحش للغاية
احتلته ذكريات قديمة لأشياء لن تعود

صورة للعائلة وهي مكتملة
سعادات عارمة
ضحكات طفولية
أيام هادئة في منزلٍ تملؤه الطمأنينة
وأمان لا يشبهه شيء

كلها تجمعت في هذا الليل الثقيل على قلبي
تدق على جدرانه ذكرى تلو الأخرى
حتى كاد أن ينفجر من فرط الحنين
ومن وجع الأشياء التي لن تعود أبدًا.


- مُنيا الحَاج.

كلُّ شيءٍ ينفلتُ من بين أصابعي
الأشياءُ التي أحببتُها
أحلامي التي خبأتها طويلًا
وبقايا سعادتي الأخيرة

لم أعد أحتملُ خسارةً أخرى
ليس بيدي سوى مراقبة ما يفلت مني بصمت.


- مُنيا الحَاج.

ذهبتُ اليوم إلى الطبيب
فمنذ رحيلكَ وأنا أُشعر بآلامٍ لا تُحتمل
حين وصلت سألني مِمَّا أشكو
وددت كثيرًا أن أخبره أنني أشكو حُزن فراقكَ
وعودكَ التي لم تفي بها
خيانتكَ لهذا القلب الذي أحبكَ بصدق
وكلماتكَ الكاذبة التي خُدعتُّ بها

نظرتُ إليه بعجز
وأخبرته أنني ومنذ أشهر
أشعر بألمٍ غريبٍ في قلبي

بعد أن فحصني
أخبرني أن في قلبي تضخم
ومن الضروري إجراء عملية عاجلة

غريبٌ أمره
لم يعلم أن ذاك التضخم
ليس سوى بقاياكَ التي لم أستطع التخلص منها أبدًا.


- مُنيا الحَاج.

كُنا نظن أن الحكايات التي تشبهنا لا تنتهي
لكن ذات صباحٍ أفقنا على فراقٍ لم يكن في الحُسبان

فراقٌ يجمعنا عند كل أغنية
عند كل سرٍّ تشاركناه
وكل شيءٍ عشناه معًا
وعند كل دعابةٍ قلناها ولم يكن يفهمها سوانا

أتدري يا كُلّ كُلي؟
رغم فداحة ما حدث
إلا أنني أقف هنا ساكنة أترك للغيب متسعًا
لعلّه يُعيد ترتيبنا
ولعل الأيام ترتب لنا لقاء.


- مُنيا الحَاج.

تسألني كيف أحببتِ هذا البُعد؟
فأُجيبكَ:
أنني لم أعد أشعر أن قلبكَ هو مكاني الآمن
بعد أن كان الوجهة الوحيدة التي أركض إليها حين تصفعني الحياة بقسوتها.

كل الأشياء التي عشتها معك لم تكن سوى وهمٍ عابر
وأنا يا عزيزي لا تغريني الأماكن التي تستكثر بقائي بها.

فاليوم ينتهي كل ذلك الهراء المُمِلّ الذي كنت أعيشه معك
أقصد حياتي المقيتة التي عشتها برفقتك بلا روح، متجاهلة ذاتي


كل تلك الوجوه التي كنت أحبها، ومن بينها وجهك
لم تعد سوى وجوهٍ عابرة.


- مُنيا الحَاج.

أكتب بحزنٍ شديد في الآونة الأخيرة
وأنام بشكلٍ مفرطٍ لأهرب من هذه الأحزان اللعينة
لكنني رغم ذلك أسهر الليل كثيرًا
لأجتمع بها من جديد
في ليلةٍ مأساوية
تكاد عيناي تنفطران حزنًا من مأساتها.

أمدّ يدي إلى قلبي لأتحسّسه
فأسمع صوت صراخٍ حزين
كأنّه يئنّ من الداخل
بسبب ذلك الحب الذي مات فيه

كان أول حبٍ يسكنه
والآن في كل ليلةٍ يبكي هذا القلب
كثكلى فقدت ابنها الوحيد في حربٍ طاحنة
حربٍ لم تُبقي من الحياة شيئًا جميلًا

لقد دُمّر كل ذلك الحب
بسبب تلك الوعود الكاذبة التي قيلت
لطالما وعدني أنه سيكون الملاذ الآمن لي
ذاك الذي قلت لنفسي كل ليلة: "إنه هو الأمان".
لكنه لم يكن سوى منفى
منفى مليء بالخذلان والندم.


- مُنيا الحَاج.

لكنني الآن أشعر برغبةٍ مُلِحّة في البكاء
أحارب كل شيء وحدي
لا أحد في هذا الطريق سواي
الأحلام
الرغبات
الأحزان
كلّها تصطفّ في طابور
تنتظر أن يحين دورها لتفتك بي.

لقد خانني الطريق
الأصدقاء
العائلة
وذاك الذي أحببت
ولكنني أُواصل الطريق رغمًا عني
ورغم ذلك الحزن الذي يعصر قلبي.

أبتسمُ للعالم وكأن شيئًا لم يكن
أُخفي حزني عن كل شيء مضى
أحن لطفولتي
تلك التي كنت أبكي فيها على أتفهِ الأشياء
بينما الآن يتوجّب عليّ إخفاء الدموع حتى عن نفسي.

ليتني لم أكبر.


- مُنيا الحَاج.

_

ها قد شارف الليل على الانتهاء
كان طويلًا جدًا
حاربت فيه أحلام عشرين عامًا
وبكيت فيه بكل حواسي
حاولت فيه بشدة أن أعود إلى نفسي التي كنتُها قبل عامين
لكنني فشلت
ثم حاولتُ مجددًا
حتى نسيت كيف كنت!
ومن أنا؟
ولماذا سهرت هذا الليل أصلًا؟
لقد كان ليلًا طويلًا جدًا
بطول أحزاني المقيتة.


- مُنيا الحَاج.

إلى من سيكمل معي ما تبقى من عمري:
السلام عليكَ أينما كنت،
أتمنى أن تكون رجلًا صالحًا، محبًّا لي بصدق
تخاف عليّ من أتفه الأسباب، وتهتم لأدق تفاصيل مزاجي.

أتمنى أن تقاسمني الحزن قبل الفرح،
وأن تشاركني لحظاتك الصعبة.
أتمنى حقًا أن أكون لك ملاذ الأمان،
وأن تكون لي كما تمنيت؛
أن تحبني بشدة،
وتراني انتصارًا عظيمًا،
شيئًا فزتَ به،
لا مجرد امرأة ستكمل معها حياتك.

أعدك
أن أكون لك كل ما تحتاج:
أمًّا، وصديقة، وعائلة،
وحضنًا يحتويك من كلّ تعب.

يكفيني فقط أن تكون أبًا حنونًا لأطفالنا،
ظهرًا لهم في وجه بؤس هذه الحياة،
وسندًا نكمل معه الطريق مهما اشتدت الظروف.


- مُنيا الحَاج.

لم أصبح كاتبة على رِضىٍ مني
لقد أجبرتني الحياة أن أكتب
ليس طوعًا، بل وجعًا.
صفعتني الأحزانُ بقوة
تألمت كثيرًا منها
وعندما لم أستطع البكاء
ولا حتى إخراج الدموع
للتخلص من كل هذا العبء
قررت أن أكتب

لكنها في بعض المرات تخونني
كما تفعل الدموع تمامًا
فلا أستطيع كتابة نصوصٍ تُبكي
ولا إزاحة كل هذا الحزن من قلبي.


- مُنيا الحَاج.

أظن أنني أصبحت أكتب كثيرًا عمّا عانيته، أو ما أزال أعانيه.
لكنني هكذا
لا أعلم طريقة أخرى للمواجهة سوى أن أكتب عن كل ما أوجعني يومًا.

لكن الغريب في الأمر أنني أكتب عن الشيء نفسه منذ سنوات طويلة
الفرق الوحيد أن ذلك الشيء كنت أقدّسه كثيرًا في الماضي
كانت الكلمات تتراقص عند الكتابة عنه
وكنتُ أنا أطمئن كثيرًا برفقته

أما الآن فلم يعد يثير اهتمامي
أصبح شيئًا عاديًا جدًا بالنسبة لي
حتى الحروف بدأت تسأم من تكرار الحديث عنه
لكنني لا أجد وسيلة للانتقام منه
سوى أن أكتب عن مرارًا.


- مُنيا الحَاج.

إلى ذلك الذي غاب عني:
لا سلام لقلبك، ولا طمأنينة اليوم.
ما عدتُ أهواك
والسير بدونك لم يعد موحشًا.

منذ أيامٍ، أحاول الاعتياد على غيابك
كما اعتدتَ أنت خذلاني
لكنني لم أفلح في ذلك.
حاولتُ مراتٍ عديدة
لكنني كنتُ أفشل كل مرة.

أما اليوم
فقد قررتُ أن أمحو كل ذكرياتك من قلبي
راجيةً ألا أفشل مجددًا.
لكنني سأحاول بشدة
أن أعلّق اسمك على رفوف ذكرياتي المُهمَلة.


- مُنيا الحَاج.

- .

كنتُ أظن أنني فتاةٌ قوية،
لا يهزمها شيء.
لكنني في إحدى الليالي اكتشفت أنني عكسُ ذلك تمامًا.

حين خذلتني الكلمات عن وصفِ ما أشعر به
وانزويتُ في زاويةٍ وحيدةٍ، بعيدةٍ عن الناس
وبدأت دموعي تتساقط
علمتُ حقًا أنني لم أكن تلك التي عرفتها يومًا.

لكن لا بأس
سأتقبّلُ نفسي الجديدة بكلِّ حب.


- مُنيا الحَاج.

«الصباحاتُ المليئةُ بكَ لا تُفارقني هذه الأيام»

أتدري؟
المشي بدونك كئيب،
والأيام في غيابك لا تمضي،
والكلمات لم تَعُد جميلة منذ فارقتك.

أعلم أنك تائهٌ بدوني،
وأن الحزن قد احتل قلبك،
لأنك _كما قلتُ لكَ سابقًا_
لن تحتمل فكرة أنك فقدتَ امرأةً مثلي.

لكن، لا بأس يا عزيزي،
الفراق خُلق لأجلنا فقط،
وعلينا أن نعتاد عليه،
كي لا يفتك بنا الوجع.

لكنني ما زلتُ هنا،
أنا هنا رغم فداحةِ ما جرى.
وسأظل أكتبُ لك مرارًا،
أكتب لأجلك فقط،
فالكلمات خُلِقت لتكون لك.


- مُنيا الحَاج.

تأخّرتَ جدًا في المجيء إليّ
انتظرتك سنواتٍ عديدة
على أمل أن تأتي بك الأيام
لكنّك أتيت متأخرًا

بعد أن انطفأ شغفي بالحديث معك
وانتهت تلك اللهفة التي كانت تدفعني بجنون لحبّك
وانطفأ الشعور الذي ظلّ حيًا في قلبي

أتيت متأخرًا جدًا
حتى إنّ قدومك بدا باهتًا
كذلك الشعور الذي اجتاحني عند مجيئك
والآن لم يعد لوجودك وقعٌ في قلبي
ليتك لم تأتِ أبدًا.


- مُنيا الحَاج.