أفتش في دهاليز ذاكرتي عن تلك اللحظة الأولى
التي شعرتُ فيها بالطمأنينة معك،
وأنك كنتَ السلام الذي لطالما انتظرته.
أبحث بين الحروف،
في ارتعاش الكلمة الأولى،
عن دفءٍ غاب مع الوقت، وعن شعور الحب الذي كان بيننا.
لكنها الحياة، يا عزيزي،
لا تُحب أن يكتمل شيء،
فقررت أن تبعثرنا…
رغم كل ذلك الحب.
- مُنيا الحَاج.
التي شعرتُ فيها بالطمأنينة معك،
وأنك كنتَ السلام الذي لطالما انتظرته.
أبحث بين الحروف،
في ارتعاش الكلمة الأولى،
عن دفءٍ غاب مع الوقت، وعن شعور الحب الذي كان بيننا.
لكنها الحياة، يا عزيزي،
لا تُحب أن يكتمل شيء،
فقررت أن تبعثرنا…
رغم كل ذلك الحب.
- مُنيا الحَاج.
أنا بخير،
لم أمت حين افترقنا كما كنتُ أعتقد.
وهذه الأيام جميلة جدًا في غيابك،
كنت أظنها ستكون باهتة وكئيبة،
لكنها لم تكن كذلك.
قاتلي...
لا أعلم لماذا لا زلتُ أناديك بهذا الاسم،
لكنه الاسم الوحيد الذي بقي لي منك.
لقد نسيت اسمك الحقيقي،
وانمحى من ذاكرتي تمامًا،
ولم يبقَ منها سوى لقب: «قاتل».
عزيزي القاتل:
لم أعتقد يومًا أن أكون إحدى ضحاياك،
أن تقتلني بتلك البشاعة.
لم يساورني أدنى شك أن حبي ذاك سيجعلني ضحية لك،
لكنني بالغتُ في حبك،
وأعطيتك كل ما أملك،
حتى قلبي... فغدرتَ به.
- مُنيا الحَاج.
لم أمت حين افترقنا كما كنتُ أعتقد.
وهذه الأيام جميلة جدًا في غيابك،
كنت أظنها ستكون باهتة وكئيبة،
لكنها لم تكن كذلك.
قاتلي...
لا أعلم لماذا لا زلتُ أناديك بهذا الاسم،
لكنه الاسم الوحيد الذي بقي لي منك.
لقد نسيت اسمك الحقيقي،
وانمحى من ذاكرتي تمامًا،
ولم يبقَ منها سوى لقب: «قاتل».
عزيزي القاتل:
لم أعتقد يومًا أن أكون إحدى ضحاياك،
أن تقتلني بتلك البشاعة.
لم يساورني أدنى شك أن حبي ذاك سيجعلني ضحية لك،
لكنني بالغتُ في حبك،
وأعطيتك كل ما أملك،
حتى قلبي... فغدرتَ به.
- مُنيا الحَاج.
💔2💘2
مرحبًا،
ها هو الأرق يعود مجددًا في غيابك،
بعد أن ارتحل بعيدًا حين كنتَ حاضرًا.
لكنه اليوم زارني، حين علم برحيلك مرةً أخرى.
لم يكن وحده من حضر بعد فراقنا،
فالذكريات أيضًا عزفت لحنًا سنفونيًا حزينًا على أنقاضنا،
والتفكير والصداع كانوا ضيوف هذا الحفل الصاخب في رأسي.
أكتب لك الآن، وهم يتراقصون في الداخل،
وأنا أحدّق في رسائلك،
علّني أبلغك في حرفٍ قيل بيننا يومًا،
وأدعوك إلى هذا الحفل...
علّ حضورك يُسكت صخبه.
- مُنيا الحَاج.
ها هو الأرق يعود مجددًا في غيابك،
بعد أن ارتحل بعيدًا حين كنتَ حاضرًا.
لكنه اليوم زارني، حين علم برحيلك مرةً أخرى.
لم يكن وحده من حضر بعد فراقنا،
فالذكريات أيضًا عزفت لحنًا سنفونيًا حزينًا على أنقاضنا،
والتفكير والصداع كانوا ضيوف هذا الحفل الصاخب في رأسي.
أكتب لك الآن، وهم يتراقصون في الداخل،
وأنا أحدّق في رسائلك،
علّني أبلغك في حرفٍ قيل بيننا يومًا،
وأدعوك إلى هذا الحفل...
علّ حضورك يُسكت صخبه.
- مُنيا الحَاج.
❤🔥1💘1
كيف حالك؟
وكيف حال قلبك الذي يهيم بي حبًا؟
أريد أن تعرف أنني أموت بكَ عشقًا،
أراك أعظم انتصاراتي في عالمٍ مليء بالهزائم.
عيناك تلك تُعجزني،
نظرة واحدة منها تكفيني،
شفتاك التي تتسلل الكلمات منها، تذيبني حبًا بكَ يومًا بعد يوم،
وجهك يا عزيزي،
كان يجب أن يُوضع في متحفٍ للتحف الأنْتيكية المُبهرة،
فقد بهر قلبي بجماله.
يا جميل المبسم،
أتمنى أن أعيش معكَ طوال عمري،
أنا وأنت، والكثير من النسخ التي تُشبهك،
أن أستيقظ كل صباح على وجهك الجميل الذي ينظر إليّ بحبٍ شديد،
أريد حقًا أن تكون وجهتي في كل صباح،
أتنقل بين ملامحك كمحطاتٍ تقود إلى طريقٍ يملؤه الأمان.
ويوم تخرجك…
أكون بين الحضور، أحمل ابننا،
يرتدي زيًا صغيرًا يشبه زيك،
يصفّق لك بضحكته البريئة،
وأنا أراك تمشي بثقة، فأبتسم وقلبي يردد: "هذا لي."
أريد أن نكمل العمر سويًا،
أن تكون أبًا يفتخر به ابننا كما أفخر أنا بك،
وأن أكون لك حياةً لا تُشبه غيرها،
بيتًا، وملاذًا، وطمأنينةً لقلبنا.
- مُنيا الحَاج.
وكيف حال قلبك الذي يهيم بي حبًا؟
أريد أن تعرف أنني أموت بكَ عشقًا،
أراك أعظم انتصاراتي في عالمٍ مليء بالهزائم.
عيناك تلك تُعجزني،
نظرة واحدة منها تكفيني،
شفتاك التي تتسلل الكلمات منها، تذيبني حبًا بكَ يومًا بعد يوم،
وجهك يا عزيزي،
كان يجب أن يُوضع في متحفٍ للتحف الأنْتيكية المُبهرة،
فقد بهر قلبي بجماله.
يا جميل المبسم،
أتمنى أن أعيش معكَ طوال عمري،
أنا وأنت، والكثير من النسخ التي تُشبهك،
أن أستيقظ كل صباح على وجهك الجميل الذي ينظر إليّ بحبٍ شديد،
أريد حقًا أن تكون وجهتي في كل صباح،
أتنقل بين ملامحك كمحطاتٍ تقود إلى طريقٍ يملؤه الأمان.
ويوم تخرجك…
أكون بين الحضور، أحمل ابننا،
يرتدي زيًا صغيرًا يشبه زيك،
يصفّق لك بضحكته البريئة،
وأنا أراك تمشي بثقة، فأبتسم وقلبي يردد: "هذا لي."
أريد أن نكمل العمر سويًا،
أن تكون أبًا يفتخر به ابننا كما أفخر أنا بك،
وأن أكون لك حياةً لا تُشبه غيرها،
بيتًا، وملاذًا، وطمأنينةً لقلبنا.
- مُنيا الحَاج.
❤🔥1
كنتُ خفيفة معك، كبالونٍ يطفو بيد طفلٍ يملأ وجهه الفرح،
خفيفة كالظلّ برفقتك،
لا حزن، لا كدر، ولا ضيق كان ينتابني وأنا معك،
كنتُ أشعر أن العالم كله ملكي حين ترافقني،
وفي كل لحظة، كنتُ أحتفظ بجزءٍ منك في يدي، كتذكير أنني أمتلك شخصًا عظيمًا،
شخصًا أراه كلّ انتصاراتي.
لكنّك كنتَ قاسيًا جدًا...
ملامحك أشبه بصبّارةٍ قاحلة،
وكلماتك باردة كالثلج، لم تعاملني سوى بجفاءٍ وطغيان.
كانت أبسط أحلامي أن تحتويني، أن تراني كما أنا، لا كما تريدني أن أكون.
كنتُ أستصغر ألمي معك، وأُضخّم الحب،
كنتَ ولا زلت أول اهتماماتي، لكن الحب بيننا ذبل.
تسلّلتُ يومًا إلى أعماقك، إلى قلبٍ ظننتُه يحبني،
فلم أجد سوى جليدٍ عظيم يتربّع فيه.
كل كلمة منك كانت تفزعني، وحتى ابتسامتي باتت ثقيلة،
وصوتي خافت، وكأنني أختفي تدريجيًا.
لكنني في النهاية أدركت... أنك لست المشكلة، بل أنا،
لأني أحببتك أكثر مما تستحق.
ظننت أنني أستطيع احتمال أشواكك، ونسيت أنني مجرّد بالون...
كلما اقتربت منك، انفجرت،
وها أنا اليوم... أطير بعيدًا، لا بدافع الكره، بل حفاظًا على ما تبقّى مني.
- مُنيا الحَاج.
خفيفة كالظلّ برفقتك،
لا حزن، لا كدر، ولا ضيق كان ينتابني وأنا معك،
كنتُ أشعر أن العالم كله ملكي حين ترافقني،
وفي كل لحظة، كنتُ أحتفظ بجزءٍ منك في يدي، كتذكير أنني أمتلك شخصًا عظيمًا،
شخصًا أراه كلّ انتصاراتي.
لكنّك كنتَ قاسيًا جدًا...
ملامحك أشبه بصبّارةٍ قاحلة،
وكلماتك باردة كالثلج، لم تعاملني سوى بجفاءٍ وطغيان.
كانت أبسط أحلامي أن تحتويني، أن تراني كما أنا، لا كما تريدني أن أكون.
كنتُ أستصغر ألمي معك، وأُضخّم الحب،
كنتَ ولا زلت أول اهتماماتي، لكن الحب بيننا ذبل.
تسلّلتُ يومًا إلى أعماقك، إلى قلبٍ ظننتُه يحبني،
فلم أجد سوى جليدٍ عظيم يتربّع فيه.
كل كلمة منك كانت تفزعني، وحتى ابتسامتي باتت ثقيلة،
وصوتي خافت، وكأنني أختفي تدريجيًا.
لكنني في النهاية أدركت... أنك لست المشكلة، بل أنا،
لأني أحببتك أكثر مما تستحق.
ظننت أنني أستطيع احتمال أشواكك، ونسيت أنني مجرّد بالون...
كلما اقتربت منك، انفجرت،
وها أنا اليوم... أطير بعيدًا، لا بدافع الكره، بل حفاظًا على ما تبقّى مني.
- مُنيا الحَاج.
🔥2
ربما ما ينقصني هو نفسي.
لم يكن ينقصني صديق، ولا أمل،
فقط نفسي التي غادرتني منذ زمن،
تاركةً خلفي سلّمًا يصعد من جسدي بلا رجعة،
سلّمًا يتسلّق منه الندم،
حاملًا وردًا ذبل من قسوة الأيام القاحلة
التي قضتها روحي داخلي.
تركت قلبي وعقلي تحت كرسي الانتظار الذي أجلس عليه،
ولم أكن أعلم أن الذكريات تجلس على ظهري،
وتسألني:
«هل وجدتَ نفسك؟»
فأجيب بحسرة:
«لا… بل نُحِرَتْ ذكرياتي، وسقطت نفسي معها.»
- مُنيا الحَاج.
لم يكن ينقصني صديق، ولا أمل،
فقط نفسي التي غادرتني منذ زمن،
تاركةً خلفي سلّمًا يصعد من جسدي بلا رجعة،
سلّمًا يتسلّق منه الندم،
حاملًا وردًا ذبل من قسوة الأيام القاحلة
التي قضتها روحي داخلي.
تركت قلبي وعقلي تحت كرسي الانتظار الذي أجلس عليه،
ولم أكن أعلم أن الذكريات تجلس على ظهري،
وتسألني:
«هل وجدتَ نفسك؟»
فأجيب بحسرة:
«لا… بل نُحِرَتْ ذكرياتي، وسقطت نفسي معها.»
- مُنيا الحَاج.
ذهبتُ مؤخرًا لفحص عينيّ بعد أن أصبحتا قاحلتين، لا تسكبان دمعة، ولا تنزل من مزنهما حتى كلمة واحدة.
انتظرت في صالة الانتظار ساعاتٍ طويلة، علّي ألتقي بمزن عينيّ التي افتقدتها كثيرًا. كنت شاردة في أفكاري، حين سمعت أحدهم ينادي باسمي. رفعت رأسي بسرعة، فإذا به الممرّض يخبرني أن دوري قد جاء.
وقفت ببطء، جررت قدميّ نحو غرفة الطبيب، وجررت معهما كل أحلامي وآمالي، راجيةً من الله أن يعيد إليّ قدرتي على البكاء.
في الغرفة، تقدمت بخطى مثقلة، وقفت أمام الطبيب أحدّق في عينيه بشدة، وكأنني وجدت وطني بعد أعوامٍ من الغربة.
قال بنبرة هادئة: تفضلي بالجلوس.
جلست وأنا أفكر: كيف لعينيه أن تخطفاني هكذا منذ أول لقاء؟
كيف لبشرٍ أن يحمل كل هذا الجمال؟
سألني: ممّ تعانين؟
كنت على وشك أن أجيبه أنني لم أعد أعاني شيئًا، كنت أعاني من الغربة، لكنني وجدت وطني منذ لحظات.
قال متعجبًا: هل تسمعينني؟
أجبته بعد أن جمعت شتاتي: نعم، أسمعك...
أنا لا أستطيع البكاء، عينيّ جافتان تمامًا، كأن الدمع نُزع منهما.
فحصني، ثم أخبرني أنني أعاني من التهابات وجفافٍ شديد، وكتب لي بعض الأدوية.
خرجت من الغرفة، وتركت قلبي هناك... لم آخذه معي.
عدت إلى المنزل، وفي داخلي رغبة عارمة في الكتابة، وكأن عينيه أوحتا لي.
أمسكت ورقةً وقلمًا، وبدأت أصف وطني الذي وجدته اليوم.
ويومًا بعد يوم، كنت أكتب عن الحزن كلما راودتني رغبة في البكاء، وعن الحب كلما تذكرت عينيه، وعن الوطن كلما تذكرت أول لقاءٍ جمع بين نظراتنا.
لم أستخدم العلاج الذي وصفه لي الطبيب، وحينها أدركت الحقيقة:
أنني كنت أكتب بدل أن أبكي، ليس من الضروري أن أبكي بعد اليوم، فالكلمات التي أكتبها كل حرف منها يبلل الآخر بدموعه.
-مُنيا الحَاج.
انتظرت في صالة الانتظار ساعاتٍ طويلة، علّي ألتقي بمزن عينيّ التي افتقدتها كثيرًا. كنت شاردة في أفكاري، حين سمعت أحدهم ينادي باسمي. رفعت رأسي بسرعة، فإذا به الممرّض يخبرني أن دوري قد جاء.
وقفت ببطء، جررت قدميّ نحو غرفة الطبيب، وجررت معهما كل أحلامي وآمالي، راجيةً من الله أن يعيد إليّ قدرتي على البكاء.
في الغرفة، تقدمت بخطى مثقلة، وقفت أمام الطبيب أحدّق في عينيه بشدة، وكأنني وجدت وطني بعد أعوامٍ من الغربة.
قال بنبرة هادئة: تفضلي بالجلوس.
جلست وأنا أفكر: كيف لعينيه أن تخطفاني هكذا منذ أول لقاء؟
كيف لبشرٍ أن يحمل كل هذا الجمال؟
سألني: ممّ تعانين؟
كنت على وشك أن أجيبه أنني لم أعد أعاني شيئًا، كنت أعاني من الغربة، لكنني وجدت وطني منذ لحظات.
قال متعجبًا: هل تسمعينني؟
أجبته بعد أن جمعت شتاتي: نعم، أسمعك...
أنا لا أستطيع البكاء، عينيّ جافتان تمامًا، كأن الدمع نُزع منهما.
فحصني، ثم أخبرني أنني أعاني من التهابات وجفافٍ شديد، وكتب لي بعض الأدوية.
خرجت من الغرفة، وتركت قلبي هناك... لم آخذه معي.
عدت إلى المنزل، وفي داخلي رغبة عارمة في الكتابة، وكأن عينيه أوحتا لي.
أمسكت ورقةً وقلمًا، وبدأت أصف وطني الذي وجدته اليوم.
ويومًا بعد يوم، كنت أكتب عن الحزن كلما راودتني رغبة في البكاء، وعن الحب كلما تذكرت عينيه، وعن الوطن كلما تذكرت أول لقاءٍ جمع بين نظراتنا.
لم أستخدم العلاج الذي وصفه لي الطبيب، وحينها أدركت الحقيقة:
أنني كنت أكتب بدل أن أبكي، ليس من الضروري أن أبكي بعد اليوم، فالكلمات التي أكتبها كل حرف منها يبلل الآخر بدموعه.
-مُنيا الحَاج.
«حين بكى قلبي… فتحوا الباب»
لم أكن أريد أبدًا فتح ذلك الباب الذي اختبأت خلفه أعوامًا طويلة، كنت فقط أقف خلف ذلك الباب بوجعٍ عميق وثوبٍٍ أبيض ملطخٍ بالخوف وفقدان كل شيء، رأسي منكسٌ إلى الأسفل، وعيناي تسقطان دموعًا خفية تحرق خدي بهدوءٍ موجع، لم أكن أعلم أنني لا أبكي فقط… بل أنادي كل ما مضى.
في تلك اللحظات، خرجوا من خلف ذلك الباب، واحدًا تلو الآخر، بلا وجوه، بلا ملامح، مغطّين بالخوف، مبلّلين بالحزن، كأنهم أرواحٌ كنتُ قد نسيتُ دفنها.
كلٌّ منهم يحمل شظية من ماضٍ لم يرحمني: أحدهم صفعةٌ لدرس لن يُنسى، وآخر خيبةُ أحلامٍ مع شخصٍ تمنيت أن أقضي معه عمري… لكنه خذلني، وثالث يحمل كلمةً قيلت لي… لكنها دمرتني للأبد.
أما تلك الريح التي هبّت حين انفتح الباب لم تكن ريحًا، بل كانت صرخة قلبي، حين رأى كل ما كتمه يتجسد أمامه فجأة، تطاير شعري كأن الحزن نفسه يحاول انتزاع روحه من جسدي، كأنه سئم البقاء، فأراد أن يلحق بالبقية وأن يكون هناك، خلف ذلك الباب.
- مُنيا الحَاج.
لم أكن أريد أبدًا فتح ذلك الباب الذي اختبأت خلفه أعوامًا طويلة، كنت فقط أقف خلف ذلك الباب بوجعٍ عميق وثوبٍٍ أبيض ملطخٍ بالخوف وفقدان كل شيء، رأسي منكسٌ إلى الأسفل، وعيناي تسقطان دموعًا خفية تحرق خدي بهدوءٍ موجع، لم أكن أعلم أنني لا أبكي فقط… بل أنادي كل ما مضى.
في تلك اللحظات، خرجوا من خلف ذلك الباب، واحدًا تلو الآخر، بلا وجوه، بلا ملامح، مغطّين بالخوف، مبلّلين بالحزن، كأنهم أرواحٌ كنتُ قد نسيتُ دفنها.
كلٌّ منهم يحمل شظية من ماضٍ لم يرحمني: أحدهم صفعةٌ لدرس لن يُنسى، وآخر خيبةُ أحلامٍ مع شخصٍ تمنيت أن أقضي معه عمري… لكنه خذلني، وثالث يحمل كلمةً قيلت لي… لكنها دمرتني للأبد.
أما تلك الريح التي هبّت حين انفتح الباب لم تكن ريحًا، بل كانت صرخة قلبي، حين رأى كل ما كتمه يتجسد أمامه فجأة، تطاير شعري كأن الحزن نفسه يحاول انتزاع روحه من جسدي، كأنه سئم البقاء، فأراد أن يلحق بالبقية وأن يكون هناك، خلف ذلك الباب.
- مُنيا الحَاج.
لطالما تردد هذا السؤال في عقلي: «كيف يجيد البعض التجديف في بحر الكلمات، وهم يركبون قاربًا من ورق، ومجدافه قلم؟»
أما أنا، فكلما حاولت الإبحار، ذابت الورقة بين يدي من حرقة الدموع التي تنساب مع كلماتي،
تتفتت الأحرف إلى شظايا، ولا أقدر على إتمام جملة واحدة.
يداي ممتلئتان بكدماتٍ من محاولات الغرق المتكررة،
ورغم العواصف المحيطة بقاربي الورقي… سيبقى القلم مجدافي الوحيد.
- مُنيا الحَاج.
أما أنا، فكلما حاولت الإبحار، ذابت الورقة بين يدي من حرقة الدموع التي تنساب مع كلماتي،
تتفتت الأحرف إلى شظايا، ولا أقدر على إتمام جملة واحدة.
يداي ممتلئتان بكدماتٍ من محاولات الغرق المتكررة،
ورغم العواصف المحيطة بقاربي الورقي… سيبقى القلم مجدافي الوحيد.
- مُنيا الحَاج.
لو أنكَ هنا أمامي،
تتلاقى أعيننا،
وألمح في نظرتك كم من الحب أملك،
وفي ابتسامتك دفءٌ يخبرني أنكَ تموت بيَّ عشقًا،
عندها... كان كل الحزن سيتلاشى بصمت.
لو أن عيناكَ هُنا،
وكان حضنك ممكنًا،
لطار قلبي فرحًا،
وهدأ كل شيءٍ في داخلي،
وغفوتُ مطمئنة البال.
- مُنيا الحَاج.
تتلاقى أعيننا،
وألمح في نظرتك كم من الحب أملك،
وفي ابتسامتك دفءٌ يخبرني أنكَ تموت بيَّ عشقًا،
عندها... كان كل الحزن سيتلاشى بصمت.
لو أن عيناكَ هُنا،
وكان حضنك ممكنًا،
لطار قلبي فرحًا،
وهدأ كل شيءٍ في داخلي،
وغفوتُ مطمئنة البال.
- مُنيا الحَاج.
مراسلة النّسيم من العام ٢٠٥٠م.
بقلم: مُنيا الحَاج
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبًا، أكتب لكم من هنا، من هذا العام المليء بالأشياء الغريبة والمدهشة،
من امرأة كبيرة في السن، لكن الحب لا يزال يملأ قلبها.
امرأة كانت ذات يوم طفلة مثلكم، لكن الأيام أخذت طفولتها تلك،
سلبتها بقوة، وأعطت مقابلها قوةً وشجاعةً وحبًا كبيرًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صباح لا يشبه الصباحات التي كنت أستيقظ عليها،
صباحٍ مليء بالحب، حتى الهواء هنا كأنه حبٌ، ليس شيئًا عاديًا.
استيقظتُ على سريرٍ ليس لي، وفي مكانٍ لا أعرفه.
الساعة تشير إلى السابعة صباحًا، من يومٍ عادي في عام ٢٠٥٠،
لكن لا شيء عادي أبدًا: لا الهواء، ولا البشر، ولا المكان.
توجهتُ إلى النافذة، تلك التي تفتح تلقائيًا حين تمد يدك نحوها،
وحين فتحتها، رأيت مشهدًا لم أره من قبل: العالم كله مليءٌ بمبانٍ شاهقة، ناطحات سحاب تحيط بي من كل جانب.
لا أشجار هنا، ولا غابات.
السيارات تطير بدل أن تمشي على الأرض.
الجميع يمتلك سيارات حديثة، لا فقير بينهم، كلهم أغنياء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
العالم بات متصلًا أكثر من أي وقت مضى.
لا حروب، لا قتل، فقط سلام يعمّ الكوكب.
لكن ذلك السلام كان ثمنه باهظًا.
رغم هذا الغِنى، يسكن الصمت في الوجوه.
لا أحد يتكلم، لا أحد يبتسم، لا أحد يُحب.
كأنهم جثث هامدة، استهلكت أرواحهم في السنوات الأولى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي المدارس، لا يدرسون فقط الرياضيات والكيمياء،
بل يدرّسون أيضًا: "كيف تكون إنسانًا؟"
هل نحن بخير؟
أظن أن كل هذا حصل لأننا في الماضي لم نكن نتعامل كبشر.
كان الناس يموتون جوعًا… ونحن صامتون.
لم يحب أحد أولئك الذين يُقتَلون ظلمًا.
لذلك، عوقبنا بالصمت، وقِلّة الحب.
ختامًا...
العالم في عام ٢٠٥٠ ليس أسودًا ولا أبيض، بل رمادي قليلًا، مليء بالتقدّم والدهشة، لكنه يحتاج إلى روح.
لذا نحتاج أن نتعلم الحب من جديد، وأن نُعيد للإنسانية معناها.
فإن كنا نكتب رسائلنا اليوم، لنجعلها ممتلئة بالأمل، لأن المستقبل لا تصنعه الآلات فقط، بل ما تحمله القلوب من نور وعطاء.
من مراسلتكم عبر النسيم،
إلى قلوبكم التي أتمنى أن تتغير…
وتصبح أكثر حبًا، وعطاءً، ودفئًا.
بقلم: مُنيا الحَاج
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبًا، أكتب لكم من هنا، من هذا العام المليء بالأشياء الغريبة والمدهشة،
من امرأة كبيرة في السن، لكن الحب لا يزال يملأ قلبها.
امرأة كانت ذات يوم طفلة مثلكم، لكن الأيام أخذت طفولتها تلك،
سلبتها بقوة، وأعطت مقابلها قوةً وشجاعةً وحبًا كبيرًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صباح لا يشبه الصباحات التي كنت أستيقظ عليها،
صباحٍ مليء بالحب، حتى الهواء هنا كأنه حبٌ، ليس شيئًا عاديًا.
استيقظتُ على سريرٍ ليس لي، وفي مكانٍ لا أعرفه.
الساعة تشير إلى السابعة صباحًا، من يومٍ عادي في عام ٢٠٥٠،
لكن لا شيء عادي أبدًا: لا الهواء، ولا البشر، ولا المكان.
توجهتُ إلى النافذة، تلك التي تفتح تلقائيًا حين تمد يدك نحوها،
وحين فتحتها، رأيت مشهدًا لم أره من قبل: العالم كله مليءٌ بمبانٍ شاهقة، ناطحات سحاب تحيط بي من كل جانب.
لا أشجار هنا، ولا غابات.
السيارات تطير بدل أن تمشي على الأرض.
الجميع يمتلك سيارات حديثة، لا فقير بينهم، كلهم أغنياء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
العالم بات متصلًا أكثر من أي وقت مضى.
لا حروب، لا قتل، فقط سلام يعمّ الكوكب.
لكن ذلك السلام كان ثمنه باهظًا.
رغم هذا الغِنى، يسكن الصمت في الوجوه.
لا أحد يتكلم، لا أحد يبتسم، لا أحد يُحب.
كأنهم جثث هامدة، استهلكت أرواحهم في السنوات الأولى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي المدارس، لا يدرسون فقط الرياضيات والكيمياء،
بل يدرّسون أيضًا: "كيف تكون إنسانًا؟"
هل نحن بخير؟
أظن أن كل هذا حصل لأننا في الماضي لم نكن نتعامل كبشر.
كان الناس يموتون جوعًا… ونحن صامتون.
لم يحب أحد أولئك الذين يُقتَلون ظلمًا.
لذلك، عوقبنا بالصمت، وقِلّة الحب.
ختامًا...
العالم في عام ٢٠٥٠ ليس أسودًا ولا أبيض، بل رمادي قليلًا، مليء بالتقدّم والدهشة، لكنه يحتاج إلى روح.
لذا نحتاج أن نتعلم الحب من جديد، وأن نُعيد للإنسانية معناها.
فإن كنا نكتب رسائلنا اليوم، لنجعلها ممتلئة بالأمل، لأن المستقبل لا تصنعه الآلات فقط، بل ما تحمله القلوب من نور وعطاء.
من مراسلتكم عبر النسيم،
إلى قلوبكم التي أتمنى أن تتغير…
وتصبح أكثر حبًا، وعطاءً، ودفئًا.
❤🔥2
إنها تمطر الآن،
أتمنى أن تأتي بكَ السماء وهي تجهش بالبكاء،
أما أنا، فلا تُجدي كل هذه الدموع التي أسكبها،
بكيت كثيرًا، ومع ذلك لا يأتيني بكَ بكائي.
- مُنيا الحَاج.
أتمنى أن تأتي بكَ السماء وهي تجهش بالبكاء،
أما أنا، فلا تُجدي كل هذه الدموع التي أسكبها،
بكيت كثيرًا، ومع ذلك لا يأتيني بكَ بكائي.
- مُنيا الحَاج.
هذه أول رسائلي إليك، وأتمنى أن تصل إلى قلبك، أما عيناك... فأنا على يقين أنها ستلتقي بها.
كنت أتمنى أن تكون أول رسالة لك غزلية، تحمل بين أحرفها أحلامنا التي حققناها معًا، كنت أودّ أن أصف بها ملامح ذلك الصغير الذي تحدثنا عن جماله طويلًا، وددتُ أن تكون رسالة مفعمة بالفرح... لكنها الحياة يا عزيزي، لا تأتي كما نشاء.
لم يمضِ على فراقنا يومٌ واحد، لكنها كانت ليلة بدونك، والليالي تؤلم أكثر من الأيام.
لا أعلم كيف مرّت، لكنها دهستني بقسوة، حطّمت بضع عضلات من قلبي، وضغطت على رئتَيّ، فمنعتني من التنفّس.
هل تعلم؟
كنتُ أسخر ممن يقول إنه لا يستطيع التنفس بعد فراق عزيزٍ عليه، كنت أتعجّب من مبالغتهم... لكنني ليلة البارحة، فهمت.
الإنسان حين يفقد مَن يحب، يفقد قدرته على التنفس فعلًا.
لا أعلم ما الذي يحدث بالضبط، لكنني أؤمن أن اللحظات السعيدة تنتقم منا، تضغط على صدورنا لأنها لم تخرج كما يليق بها.
وبحكم أنها أولى رسائلي إليك، فأنا لا أعلم كيف أناديك.
لكن أظن أن "حبيب الروح" هو الاسم الأجدر بك، فروحي تحبك كثيرًا.
يا حبيب الروح، أحبك جدًا...
ولا أعلم كيف سأمضي هذه الليالي من دونك، دون أن أجنّ.
لكن لا بأس،
ما دمتَ ستكون في نهاية هذا الصبر...
فلا بأس.
- مُنيا الحَاج.
كنت أتمنى أن تكون أول رسالة لك غزلية، تحمل بين أحرفها أحلامنا التي حققناها معًا، كنت أودّ أن أصف بها ملامح ذلك الصغير الذي تحدثنا عن جماله طويلًا، وددتُ أن تكون رسالة مفعمة بالفرح... لكنها الحياة يا عزيزي، لا تأتي كما نشاء.
لم يمضِ على فراقنا يومٌ واحد، لكنها كانت ليلة بدونك، والليالي تؤلم أكثر من الأيام.
لا أعلم كيف مرّت، لكنها دهستني بقسوة، حطّمت بضع عضلات من قلبي، وضغطت على رئتَيّ، فمنعتني من التنفّس.
هل تعلم؟
كنتُ أسخر ممن يقول إنه لا يستطيع التنفس بعد فراق عزيزٍ عليه، كنت أتعجّب من مبالغتهم... لكنني ليلة البارحة، فهمت.
الإنسان حين يفقد مَن يحب، يفقد قدرته على التنفس فعلًا.
لا أعلم ما الذي يحدث بالضبط، لكنني أؤمن أن اللحظات السعيدة تنتقم منا، تضغط على صدورنا لأنها لم تخرج كما يليق بها.
وبحكم أنها أولى رسائلي إليك، فأنا لا أعلم كيف أناديك.
لكن أظن أن "حبيب الروح" هو الاسم الأجدر بك، فروحي تحبك كثيرًا.
يا حبيب الروح، أحبك جدًا...
ولا أعلم كيف سأمضي هذه الليالي من دونك، دون أن أجنّ.
لكن لا بأس،
ما دمتَ ستكون في نهاية هذا الصبر...
فلا بأس.
- مُنيا الحَاج.
👍1
يالله!
كل شيء بات مُرهقًا،
وهذا الحزن أثقل من احتمالي،
أعلم أنك لا تُحمّل نفسًا فوق طاقتها،
لكن قواي أوشكت على الانطفاء.
يالله!
أنت وحدك تعلم حجم الحطام في داخلي،
وتعرف كم من الكلمات تُسجن في صدري،
وكم من الحزن يرقد في أعماقي،
فامدّ الروح بما يُحييها.
- مُنيا الحَاج.
كل شيء بات مُرهقًا،
وهذا الحزن أثقل من احتمالي،
أعلم أنك لا تُحمّل نفسًا فوق طاقتها،
لكن قواي أوشكت على الانطفاء.
يالله!
أنت وحدك تعلم حجم الحطام في داخلي،
وتعرف كم من الكلمات تُسجن في صدري،
وكم من الحزن يرقد في أعماقي،
فامدّ الروح بما يُحييها.
- مُنيا الحَاج.
👍1
«وطنٌ يتنفس بصعوبةٍ مؤلمة»
هناك في غزّة يحملون في صدورهم أثقال العيش.
الطرقاتُ هناك لا تحمل سوى أشلاءٍ ودماءٍ بشرية،
لأناسٍ كانت أبسطُ أحلامهم أن يعيشوا بسلام،
عافروا من أجل العيش بكرامة،
لكن الحربَ كانت أشرسَ من أحلامهم.
الحربُ لم تترك شيئًا على حاله،
بدّلت ملامح الطرقات،
ومسحت معالم الحياة،
لم تُبقِ شيئًا إلا وفتكت به، وجعلت منه حطامًا.
هم بشرٌ مثلنا،
من حقّهم أن يعيشوا بأمان،
أن يمارسوا طقوس حياتهم البسيطة كما نفعل نحن،
لا أن يستيقظوا كل صباح على مجزرةٍ جديدة،
وأشلاءٍ فقدت ملامح أصحابها.
لا شيء طبيعيٌّ هناك في غزّة،
الأرضُ تبتلعهم واحدًا تلو الآخر،
يموتون من الخذلان قبل الجوع،
تحت صمت العالم.
ويبقى السؤال المعلَّق في أذهاننا:
إلى متى سيستمرّ هذا النزيف؟
أنقذوا غزّة... قبل أن تُمحى الحياة من ملامحها.
- مُنيا الحَاج.
هناك في غزّة يحملون في صدورهم أثقال العيش.
الطرقاتُ هناك لا تحمل سوى أشلاءٍ ودماءٍ بشرية،
لأناسٍ كانت أبسطُ أحلامهم أن يعيشوا بسلام،
عافروا من أجل العيش بكرامة،
لكن الحربَ كانت أشرسَ من أحلامهم.
الحربُ لم تترك شيئًا على حاله،
بدّلت ملامح الطرقات،
ومسحت معالم الحياة،
لم تُبقِ شيئًا إلا وفتكت به، وجعلت منه حطامًا.
هم بشرٌ مثلنا،
من حقّهم أن يعيشوا بأمان،
أن يمارسوا طقوس حياتهم البسيطة كما نفعل نحن،
لا أن يستيقظوا كل صباح على مجزرةٍ جديدة،
وأشلاءٍ فقدت ملامح أصحابها.
لا شيء طبيعيٌّ هناك في غزّة،
الأرضُ تبتلعهم واحدًا تلو الآخر،
يموتون من الخذلان قبل الجوع،
تحت صمت العالم.
ويبقى السؤال المعلَّق في أذهاننا:
إلى متى سيستمرّ هذا النزيف؟
أنقذوا غزّة... قبل أن تُمحى الحياة من ملامحها.
- مُنيا الحَاج.
😭1