Telegram Web Link
يجوب الشوارع مثقلًا بالجوع والخذلان، يبحث بين القمامة عن حياةٍ مفقودة، عن شيء يساعده على المواصلة وحب الحياة، بينما حقيبته خلفه تفيض بقلوبٍ منكسرة.


- مُنيا الحَاج.
2
قلتُ لكَ يومًا أنك «الطريق وكل الجهات».
كنت أظن أنني بالغت في وصفي لك،
لكن الآن، بعدما غادرتني، أيقنتُ أنَّكَ الطريق الذي أمشي فيه،
وأنني كلما سلكت دربًا وجدتك هناك.

أما الآن لم أعد أحتمل ثِقَل ذكرياتنا،
حاولت مرارًا التخلص منها علَّ روحي تهدأ.
حذفت صورك، تسجيلاتك، محادثاتك،
ظننتُ أنني سأمحوك من داخلي.

لكن الحياة لا تُعطينا كما نشاء؛
فبينما سعيتُ إلى نسيانك، غاب عني أنَّكَ الطريق،
وأنَّ كل الجهات، مهما ابتعدت،
لا تؤدي في النهاية إلّا إليك.


ـ مُنيا الحَاج.
«غلاء المُهور المُتزايد، ظاهِرةٌ تؤرقُ شباب المجتمع في ظلِّ تدهور الأوضاع الاقتصادية».

عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله ﷺ:
«إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا، وَتَيْسِيرَ رَحِمِهَا».
📖 رواه أحمد (حسن).

هل أنتِ سلعة تُباع لكي يتنافسوا على زيادة سعرها؟
هل فكرتِ يومًا: هل الفتيات مجرد سلع في نظر الناس حتى يزايدوا في أسعارهن؟

وأنتَ، هل ابنتك شيء بلا قيمة حتى تزيد في مهرها بلا حساب؟!
ألا يهمك راحتها أو مَن ستعيش معه بقية حياتها؟ أم أن ما يشغلك فقط هو المبلغ الكبير الذي سيُدفع لك؟

عزيزتي، تذكري جيدًا أنكِ مكرمة عند الله، ولستِ شيئًا يُزاد سعره كلما ارتفعت أسعار السلع.
لا تنخدعي بزيادة المهور من حولكِ؛ فكم من فتاة كان مهرها غاليًا، لكن من دفع مهرها عاملها وكأنها سلعة اشتراها من والدها، لا زوجة يجب أن تُصان وتُكرم.
وكم من فتاة كان مهرها على قدر ما يستطيع الرجل، فكانت مكرمة ومعززة في بيتها.

وكم من رجلٍ عفيفٍ نوى الزواج، لكن غلاء المهور كان حاجزًا أمامه.
وكم من محبٍ صادقٍ أراد الزواج بمن أحب، لكن طمع الأهل في المال حال بينهما، فخسرها وذهبت إلى آخر فقط لأنه دفع أكثر، وكأننا في مزادٍ علني.

ختامًا، المال يزول، لكن الأخلاق تبقى.
فابحثي عمّن يصونكِ، لا عمّن يشتريك، واتقوا الله في بناتكم.


ـ مُنيا الحَاج.
1
كلما اقترب الضوء مني وبانت ملامحي، أسرعت لأرتدي أحد الأقنعة المعلّقة.
أجلس على كرسي أمام نافذتي وأسأل نفسي: أي وجهٍ سترتدي اليوم؟
هل ذلك الحزين الأقرب إليك،
أم ذلك المبتسم ببرود، كشتاءٍ لا يدفئ أحدًا،
أم ذاك الذي يبتسم بخبث لأنه يُخفي أكثر مما يُظهر؟
ثم بعد تردّد طويل، أرتدي القناع الذي يحدّق بدهشةٍ من كل ما يحدث حوله.

هكذا أصبحت منذ زمن.
لا أحد يرى وجهي الحقيقي، حتى المرآة في بيتي غدرتني.
أخاف أن يراني الناس كما أنا،
فقد اعتادوا دائمًا أن يروني بغيري...
حتى أنني لم أعد أعرف وجهي،
بل صرتُ قناعًا ضاع بين الأقنعة.


- مُنيا الحَاج.
1
إنها تمطر بغزارة منذ ساعات،
تمنيت لو أن المطر يتساقط على روحي لا على هذه الأرض؛
فروحي تشتعل منذ زمن بعيد،
وكم حلمت أن تُطفئها هذه القطرات النازلة من السماء.


- مُنيا الحَاج.
1
لكنك لن تفهم أبدًا كيف أحببتك وأنا في أضعف حالاتي،
وكيف وثقت بك رغم خوفي من كل البشر.
لن تفهم معنى أن أحبك وقَلبي مثقَل بالجروح،
وها أنا الآن أمنحك الأمان بقلبٍ يرتعش،
راجيةً أن تكون طمأنينته الأبدية،
لا جرحًا جديدًا، ولا خوفًا آخر يستقر بداخله.


ـ مُنيا الحَاج.
1
رُبما كطولِ أحزاني،
أو كطول تلك السعادة المخبأة لي،
هكذا كان الليل،
يمتد في داخلي شيئًا فشيئًا،
يمتص روحي بهدوء،
ويقذف في أعماقي ذكريات قديمة لأشياءٍ لن تعود،
ذكرى طويلة وقاتمة مثله تمامًا.


ـ مُنيا الحَاج.
ثق دائمًا أنك ستصبح شيئًا عظيمًا،
فحقيقتك ليست تلك التي يرونها الناس،
بل تلك التي تؤمن أنك ستصبحها يومًا.

لا تصدّق حجمك أمام العيون،
فليست سوى تراهات من اختلاق البشر،
بل صدّق حجمك في عمقك، تلك هي حقيقتك،
فكم من حقيقةٍ اختبأت خلف الظلام.


ـ مُنيا الحَاج.
مرحبًا،
لا يهمني كم تبلغ ثروتك،
أيضًا لا يهمني تلك الرحلات التي تخبرني دائمًا أننا سنقوم بها،
ولا تلك الوعود التي تعطيها لي كل يوم،
فقط أريد منك أن تشعرني بذلك الأمان الذي أفتقده منذ مدة،
أن أشعر بطمأنينة دائمةً معك،
لا أريد منك سعادة فارهة، أريد فقط ألا تكون مصدر أذىً لي.


ـ مُنيا الحَاج.
أفكّر دائمًا: هل تمتلك كلماتي أجنحة؟ وإلى أي مدى قد تطير؟
ذلك الحزن الذي أكتبه، يا تُرى إلى أين ستقوده أجنحته؟
وذلك الحب الذي أشعر به معك، حين أسطره في بضع كلمات، لو كان له أجنحة لاعتقدتُ أنه سيحلق عاليًا، حتى يبلغ السماء السابعة.

ولو أن ما أكتبه يملك أجنحة، لاخترق السماوات طبقةً بعد أخرى؛
فتبكي السماء حزنًا حين تصلها كلماتي الموجوعة،
ثم تبتهج مرةً أخرى بكتابات الحب التي تطير نحوها فرِحة.


ـ مُنيا الحَاج.
«معرض الكلمات»
الحُب: من نص قديم هاجر إلى قلبي واستقر فيه، فأصبح أعمق وأصدق، لأنك اقترنت به.
المطر: من ذكريات قديمة، تساقطت من السماوات إلى نصوصي ليعلّمني البكاء، فأصبح رفيقًا للحزن وأملًا صغيرًا.
أنتَ: من قلبي إلى هذه الأحرف، وجودك يضيء نصوصي دائمًا.

«الومضة المهاجرة»
حين يتساقط المطر، أشعر أنّني خفيفة جدًا،
لكنني أتمنى أن تكون أنتَ وحدك برفقتي؛
لأشعر بالكثير من الحُب.


ـ مُنيا الحَاج.
1
ثمةَ حب يجعلنا أطفالًا،
يظهر عند كل فعل يقوم به الطرف الآخر،
بين كلماته ونظراته،
بين كل ابتسامة وغضب.

لم يكن بطلًا في رواية،
لكنه كان بطلي أنا،
لقد كان رجلًا حقيقيًا،
يجعلني أرى الحياة تملأها الورود،
وأعيد قراءة كلماته عشر مرات بالدقيقة الواحدة،
إنه رجلٌ حقيقي، جعلني أتمنى الأبدية معه.


ـ مُنيا الحَاج.
1
وأخبرني!
بكم تباع المنازل المليئة بالحب، تلك التي كلما مررت بجانبها شعرت بطمأنينة عارمة،
تلك التي يملأ جدرانها ضحكات سكانها،
بينما أنا أقف هنا بحزن يتملكني،
لا شيء لي،
لا عائلة،
لا منزل،
لا شيء سوى منفى،
وقلبٌ مثقل بالذكريات،
وعينان تملأها الخيبة.

ـ مُنيا الحَاج.
❤‍🔥1
حتى الأحلام يا أمي،
لم تعد تأتي كما نشاء،
أصبحت توقظ معها جراحًا قديمة،
حاولت مرارًا التخلص منها،
وأن أخدعني بكذباتٍ كثيرة،
لكنني أخفقت.

كل شيء أصبح يؤلم،
حتى كل الكتابات التي أكتبها تطعنني حرفًا حرفًا،
كلمةً كلمة،
من أين لي يا أمي بقليلٍ من السعادة؛ لأنجو من كل تلك النهايات التعيسة؟


ـ مُنيا الحَاج.
كان قلبي خفيفًا كريشةٍ اقتُلِعت من جناح عصفورٍ صغير،
سقط مع تراقص الرياح حتى استقرّ على خذلانٍ وألمٍ أشبه بأشواكٍ حادّة،
فمنذ أن وثق بكثيرٍ من الأشخاص،
بدا وكأنه وقع في فخٍّ لا يُرى،
فخٍّ جعله يتألّم بشدّة لقسوة ما حصل له.

هكذا كان قلبي،
مليئًا بالطمأنينة فاصطدم بجدار الواقع،
وتعثّر في أشواك الطريق المؤذية،
تألّم كثيرًا، ونزف دمًا، لكن كل تلك القسوة زادته قوة.

قلبٌ لا يزال أبيض، لكنه متعب من كلّ شيءٍ حوله،
حائرٌ بين التحليق بعيدًا والعودة إلى موطنه الأصلي،
وبين البقاء ماكثًا بين تلك القلوب التي تفترسه بلا رحمة.

لكن لا بأس، فربّما سيأتي شخصٌ يستحق،
يحمل قلبي الأشبه بريشةٍ خفيفة إلى مكانٍ بعيد،
ويعلّمه الطيران والتحليق من جديد.


ـ مُنيا الحَاج.
بالرغم أنكَ بعيدٌ جدًا، وتفصل بيننا مسافات كثيرة،
لكنك قريبٌ جدًا لدرجة أنني أشعر بكَ هُنا... في داخلي،
لذلك أكتب لكَ، لأن الحُب بيننا لم يعد يتسع قلبي، وأصبح الآن يتدفق بين الكلمات،
أكتب لأنني أحبكَ ولأن الكتابة تجعلني أتحدث عنكَ كثيرًا.

فمنذ أيام تمنت الكلمات لو أنها أنت، من فرط حبي لك الذي تدفق بينها،
أكتب لأن الناس تحب كتاباتي بينما أنا أحبكَ أنت لا الكتابة،
لأني مجنونة بحبكَ وربما واعية لا أعلم، لكن الكتابة تخفف عني هذا الحب العظيم الذي أحمله لك، أكتب لك بالرغم أن الكلمات لا تصف كل هذا الحب الذي أحمله لك..
لكن قلبي يفعل.


ـ مُنيا الحَاج.
أن يُحبكِ كاتب، يعني أن تقع روحكِ في غرام الحياة،
أن تجدي في كل لحظة سببًا للبقاء، وللاستمرار، وللابتسام.

أن يُحبكِ كاتب، يعني أن تحتفي بكِ الحكايات،
أن تنحني لكِ الروايات،
وأن تقف الكلمات احترامًا لوجودكِ.

سيكتبكِ عند الخصام، كمن يبحث عن صلحٍ أبدي،
وسيكتبكِ في اللحظات السعيدة، كمن يريد أن يحبس الفرح في السطور،
سيكتبكِ بين أحرفه، في كل صباحٍ ومساء.

حين يقع كاتب في حبكِ،
سيتغزل بكِ بلا توقف،
سيجعل من الأبجدية مملكة بين يديكِ،
ويجعلكِ سيّدة المعاني كلّها.

أن يُحبك كاتب،
هو أن تُبعث حياتكِ من جديد،
لتنثري أنفاسكِ في الحبر،
وتصيري روحًا لا يكتمل النص إلا بها.


ـ مُنيا الحَاج.
كانت ليلة أشبه بجحيمٍ عظيم.
قبل ساعةٍ من تلك اللحظة، تحدثنا عبر الهاتف.
أخبرني أنه سيأتي في الأيام القادمة، ثم قال ضاحكًا: "سأقيم عرسًا لم تشهد البشرية لهُ مثيل."
ابتسمت لقوله، ثم تحدثنا قليلًا وأغلق الهاتف.

لم أكن أعلم أن ذلك هو آخر اتصالٍ بيننا، آخر لحظات أسمع بها صوته.
لم أكن أعلم أن قذيفة لعينة ستسرقه مني.
أغلقت الهاتف، ثم ذهبت للاستعداد للنوم.

بعدها أتى الخبر القاتل: "لا يجيب، اتصلنا به كثيرًا لكن هاتفه مغلق."
أخذت هاتفي واتصلت به: المرة الأولى، ثم الثانية، والثالثة...
أعتقد أنها وصلت المائة محاولة.
وكل ما كنت أسمعه: "الرقم الذي تتصلون به قد يكون مغلقًا."

تمنيت في تلك اللحظة لو أنني أستطيع منح أي شيء لشركة الاتصالات حتى تتوقف عن قول أن الهاتف مغلق، لو أن صوته يأتي عوضًا عن صوت تلك المرأة اللعينة.
لكن كل ما وصل إلى مسامعنا: "لقد استشهد."

لا أعلم ماذا حصل بعدها.
لم أكن أرى أي شيء أمامي سوى سيلٍ من الدموع.
عقلي لم يستوعب أي شيء حصل.
فتحت رسائلنا: كلامه أنه سيعود قريبًا، والصور التي كان يرسلها إلي، كلها كانت طعنات في قلبي.

بعد أن نال التعب مني نمت بضع ساعات، ولا أعلم كيف نمتها، فقد كانت أشبه بعذابٍ أليم.
استيقظت بعدها وأنا أدعو الله أن يكون كل ذلك كابوسًا مزعجًا، لكنني وللأسف رأيت الناس كلهم متجمعين في منزلنا، البكاء يملأ المكان، ووالدي ذهب لاستلام الجثة.
وأنا! أنا كنت أقف بصمتٍ غريب.

ها قد أتى المساء، بضع دقائق وستصل جثة حبيب قلبي.
بضع دقائق فقط، وسأرى الدماء تملأ وجه أخي الحبيب.
في تلك اللحظات لم تكن سوى دموعي تتكلم.
عَيناي تؤلمانني من شدة الحزن الذي يتساقط منهما.

وها قد وصلت جثته.
تقدمت إليها بخطوات مثقلة، خطوات متعبة جدًا، بقلبٍ يتقطع من شدة الألم، ودموع تنهمر بغزارة من عَيناي لفراق محبوبهما.

قبلته لآخر مرة، احتضنت جثته لآخر مرة.
رأيت ابتسامته تلك لآخر مرة في حياتي، بعد أن كنت أراها كل يوم.
احتضنته بتلك الدماء الموجودة على جثته.
رائحتها لا تزال عالقةً في ذهني إلى هذه اللحظة.

ثم بعد ذلك أخذوا حبيب أخته.
وضعوا التراب على جسده.
لقد دفنوا وجهه الذي أحب بالتراب... ودفنوا قلبي معه.


ـ مُنيا الحَاج.
1
هانحنَ ذا نعود للغياب مجددًا،
بعد أن عاهدنا أنفسنا ألّا نفترق،
لكن يا عزيزي، مقدّر لنا أن نبقى بعيدين عن بعضنا،
لا أقصد مسافات الأرض اللعينة، فلا يفصل بيننا سوى مدنٌ قليلة،
بل تلك المسافة بين قلبينا.

كنتُ دائمًا حين تغيب، أنتظرك بلهفةٍ وشوق،
أقف أمام الباب لساعاتٍ طويلة،
أحمل في قلبي توقًا للقائك،
لكن في الكثير من المرات لم تكن تأتي،
ويقتلني الانتظار.

فما رأيك هذه المرة أن تنتظرني أمام الباب نفسه؟
وأنا أعدك،
أنا أيضًا لن أعود... كفانا عذابًا.


ـ مُنيا الحَاج.
1
كنتُ أكثر من ورقةٍ تُكتب عليها كلمات الحب والاشتياق،
كنتُ وسيلةً للتواصل بين الأحبة رغم بُعد مسافات الأرض.
على تلك الورق تكدّست مشاعر الحب والغزل،
الاشتياق واللهفة.
عليَّ كتب العاشق رسالته الأولى، وآخر هناك كتب مشاعر الاشتياق التي تجتاح داخله.
كان الكل يأتي إليّ حين تجتاحهم أي مشاعر.

لكن فجأة،
توقف الجميع عن التراسل بي.
رحلوا واحدًا تلو الآخر، لم تعد مشاعرهم تعانقني.
أصبحتُ مرمية هناك على بعض الرفوف التي ملأتها السنين غبارًا.

أنا الرسائل الورقية التي دفنتها التكنولوجيا تحت أزرارٍ باردة، بعدما كنتُ وطنًا دافئًا للمشاعر.


ـ مُنيا الحَاج.
2025/10/19 15:41:19
Back to Top
HTML Embed Code: