وكلُّ محبٍّ يمنحُ الودَّ إلفَهُ
ويعذرُه يوماً إذا هو أذنب.

"من لا يرد أن يرى الجمال، فلن يلحظ تفاصيله.
لن يستوقفه رفرفة فراشة بجناحها الملوّن، ولا زقزقة عصفور، ولا هديل حمامة.
لن يلحظ ألوان السماء في تنفّس الصبح، ولا الشفق وقت الغروب.

ومن لا يدرك تعقّد المشهد، وتشابك أبعاد الحياة، فلن يُحبّ أُحدًا كما أحبّه الرّسول -صلّ الله عليه وسلّم- رغم الهزيمة هناك ومقتل حمزة -رضي الله عنه-.
من ليس لديه النيّةُ لرؤية الجمال في لحظة الألم، والاحتفاظ بالهمّة في عمق الحزن، فلن تسعفه البصيرة، ولن يرى.
اخلص النية.. ترَ!"


- د. هبة رؤوف عزّت.

ومتى استشعر العبد صحوة قلبه وقربه من ربه، هانت عليه الدنيا، يسير فيها سير من غنم الحرب وحده، ولا يجد من ضرها إلا ماكتب الله له، فَرِضاً وسرور.

ومتى استشعر غلبة الهوى على قلبه وبعده عن ربه، لاذ بالدنيا، يسير فيها سير من تاه ولا مرشد له، فشقاء وخيبة.

يا فتّاح، افتح لنا مغاليق قلوبنا ودروبنا فتحًا مُبينًا.. وايقظنا من الغفلة واكتب لنا سبيلا يرضيك ولا يشقينا.

ولا زَال فِي العُمر مُتسع لتدارك ما فَات، والفرص تأتِي مُتنكرة وتكرر عَرض نفسهَا، وبَاب الله واسِع لا يَضيق بعائِد ما لم تغرغر الروح أو تطلع الشَمس مِن مغربهَا.

الشيخ سلمَان العودة

اجتمعَ عليّ وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد. وكان أجرأهم على عُمر عبد الرحمن بن عوف.
فقالوا: لو كلمتَ أمير المؤمنين للناس فإنه يأتي الرجل طالب الحاجة فتمنعه هيبتك أن يكلمك في حاجة حتى يرجع ولم يقض حاجته. فدخل عليه فكلمه. فقال:
يا أمير المؤمنين لِن للناس فإنه يَقْدُم القادم عليك فتمنعه هيبتك أن يُكلمك في حاجته حتى يرجع ولَمْ يُكلمك. قال يا عبد الرحمن أُنْشِدُكَ الله، أعليٌّ وعثمان وطلحة والزبير وسعد أمروكَ بهذا؟ قال: نعم.
قال: يا عبد الرحمن واللهِ لقد لِنْتُ للناس حتى خشيتُ اللهَ في اللين ثم اشتددت حتى خشيت الله في الشدة. فأين المخرج؟ فقام عبد الرحمن يبكي يَجُرُ رداءه يقول بيده:
(أفٍّ لهم بعدك، أفٍّ لهم بعدك).

ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب ص ٣٩، ٤٠
لمحمد رضا

ما رأيت في حياتي مبطلات للهموم مثل ذكر الله عز وجل، يدخل العبد بها محراب ربه مهموما ذليلا يلبس عباءة الفقر والمسكنة، يلزم الذكر ويديم التسبيح، فيتكفّل ﷲ له بهموم دنياه، ويجمع عليه شمله، ويأتيه بالدنيا وهي راغمة، فالذكر للعبد رجوع بعد غيبة، وراحة بعد كد، وسكون بعد وحشة.

اللّهم عالم الغيْب وَالشهادة فاطر السماوات والأرْض رب كلِّ شيء ومليكه، أَشْهد أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْت وحدك لا شريك لك، سبحانك وبحمدك.

الفَقدُ: جزءٌ مِن زوالِ النَّفس.

ابن حزم

‏متى أحب إنسان إنسانًا صانه عن أثقاله وكتم عنه همومه!
ومتى أحب إنسان إنسانًا لم يجد غيره للتخفف من أثقاله وبثه همومه!
هكذا الحب! عجيبٌ في كل حاله!

وجدان العلي

‏اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا رسول الله، شرف البشرية، وسيدها المُقَدَّم، وإمامها المعظم، من رفع الله ذكره، وأجلَّ قدره، وجعل شانئه هو الأبتر..
‏صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

وشقّ له من اسمه ليجّله
فذو العرش محمودٌ وهذا محمّدُ.

حسان بن ثابت رضي الله عنه

كان صلى الله عليه وسلَّم إذا صافحَ الرجل ظلَّ يومه يجدُ ريحها، وإذا وضع يده على رأس الصبيّ عُرفَ من بين الصبيان بريحها.

الشفا للقاضي عياض

‏"رأيت رَجلًا ظاهر الوضاءة، حسن الخلق، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، حلو المنطق، له رفقاء يحفّونه، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، لا عابس ولا معتد"

أم معبد تصف سيدنا محمد ﷺ

‏إلهي، سري لك مكشوف وأنا إليك ملهوف، إذا أوحشتني الغربة آنسني ذكرك، وإذا أكبت علي الغموم لجأت إلى الاستجارة بك، فأقللني إليك مغفورًا لي، معصومًا بطاعتك باقي عمري، يا أرحم الراحمين.

‏إلهي، كل فرح بغيرك زائل، وكل شغل بسواك باطل، والسرور بك هو السرور، والسرور بغيرك هو الزور والغرور.

وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين
ويمحق الكافرين
ويمحق الكافرين.

اللهم امحق يهود ومن والاهم

أخاف الموت خوفًا حقيقيًا، ولن أكابر بزخارف القول وأتشاجع في موطن أعقل مواقفك فيه أن تكون مشفقًا، أرجو من الله أن يقبضني وأنا واسع الخطو في السير إليه، وأن يعفو عن خطاياي، ويجبر نقصي، ويسامح غفلتي، ويعينني على خجلتي منه سبحانه.

- بدر الثوعي.

يمر على كل منا في حياته ضيق وكربة، يفقد فيها الإنسان معناه، ثم يأتي فرج الله يهدهد قلبه وينفخ في روحه‏ ويعظم ايمانه بالله وتنفرج به أسارير وجهه، و أعظم أنواع الفرج وقعًا في النفوس هو الذي ينزل بعد انقطاع الحِيَل، وهو شاهدٌ على كمال قدرة الله التي لا يعجزها شيء، ورحمته التي لا يحجزها شيء، وكرمه وجوده سبحانه وبحمده لا شريك له.

اللهم بك ينفرج كل كرب، وبحولك يزول كل هم، اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير، اللهم اعنا ولا تعن علينا، اللهم اغننا ولا توردنا مفاليس، فإنها بئست البضاعة.

‏كتبَ عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجرّاح أما بعدُ: فإنّه مهما ينزل بعبدٍ مؤمنٍ من منزل شدّة.. يجعل الله بعده فرجًا، وإنه لن يغلب عسر يسرين!

-الموطأ.

إن في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب، وفيه فاقة لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا!

ابن القيم

مِن سُوء النفس، أن يَتجمل الإنسان أمام نفسه، فلا يُحاسبها، يظن فيها الخير وهي أصل كل سوء، يُعظّم منها وهي الذليلة، يخرج للناس بِِكبره وهو الوضيع، يا مسكين لا تبرح تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أتعزز بشيء من معصيتك، وأن أتزين للناس بما يشينني عندك.

اللهمّ أعنا على دُنيانا بديننا، وعلى آخرتنا بتقوانا، و وسع لنا الخير واصرف عنا الضُر فإنّ عزيمتك لا تُرد، وقولكَ لا يُكذَب ونعيمك لا ينفد، وانصر دين خير البرية، يا من إليه المشتكى، سبحانك وبحمدك لا شريك لك.

لا كرب عليك بعد اليوم، ستلتقي الروح بروحها.