Telegram Web Link
قال أبو بكر رضي الله عنه: أيُّكم يقرأ سورَة التوبة؟! قالَ رجلٌ: أنا.. فقرأ حتى بلغَ ﴿إذ يَقولُ لصاحِبهِ لا تَحزَن﴾ فبكى الصديق وقال: والله أنا صاحبه!

- تفسير الطبري(١٤/٢٦٠)
لم يزل في قلبي مذ كنت غلاما صغيرا، بدهشته وعبقريته ونفاذه الجميل؛ قول الرافعي رحمه الله عن أمنا خديجة رضي الله عنها:

أما خديجة زوجُ النبي ﷺ، فكانت في هذه المحنة قلباً مع قلبه العظيم، وكانت لنفسه كقول (نعم) للكلمة الصادقة التي يقول لها كل الناس (لا)!

وما زالت المرأة الكاملة المحبوبة المحبة هي التي تعطي الرجل ما نقص من معاني الحياة، وتلد له المسراتِ من عواطفها كما تلد من أحشائها!

فالوجودُ يعمل بها عمليْن عظيمين؛ أحدهما زيادةُ الحياة في الأجسام، والآخر إتمام نقصها في المعاني.

ياللروعة!

وجدان العلي
والإنسان على قدر فهمه للدنيا لاينفك من جهل يصيبه، فتراه يبصر مصيبته على قدر فهمه، ولا يبصرها على قدر لطف الله، يسعى بقدرته ويسخط من قدر الله، خُلق عجولا ظلوما.. يستعجل اليسر وهو آتيه، ويهاب العسر والله معه.

يظن في الدنيا خير وهي لا سعادة فيها خالصة ولا راحة فيها مطلقة، فالله وحدة من بيده كل خير، بيده السعة، صاحب الفضل والمنة والجود.

اللهم بصّرنا بمواقع لطفك، وفقهنا بصور الخير، ولا تكتب علينا سوء، واجعلنا من عبادك المصطفين، وطهر قلوبنا إلا منك.. أنت وحدك لا شريك لك.
سمعتُ نشيجَ عُمر بن الخطاب وأنا في آخِر الصُّفوف يقرأ

«إنَّما أشكُو بَثِّي وحُزنِي إلى الله»

عبدالله بن شداد
قال الحافظ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ رحمه الله:

ﺃﻥَّ ﺧَﺎﺩِمَاً ﻟﻌَﺒْﺪِ ﺍلله ﺑﻦ ﻋُﻤَﺮَ ﺃَﺫﻧﺐَ ﻓَﺄَﺭﺍﺩَ ﺍﺑﻦُ ﻋُﻤَﺮَ ﺃﻥْ ﻳُﻌَﺎقِبهُ ﻋﻠﻰ ﺫنبهِ، فقال: ﻳﺎ ﺳَﻴّﺪﻱ، ﺃَﻣَﺎَ ﻟَﻚَ ﺫﻧﺐٌ ﺗﺨﺎﻑُ ﺍللهَ ﺗﻌﺎﻟﻰَ منهُ!!
ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﺎﻟﺬﻱ ﺃﻣﻬﻠﻚَ ﺃَمهِلني؛ ﺛﻢَّ ﺃﺫﻧﺐَ ﺍﻟﻌﺒﺪُ ﺛﺎنياً ﻓﺄﺭﺍﺩَ ﻋُﻘُﻮبَتهُ، ﻓﻘﺎﻝَ له ﻣﺜﻞُ ﺫﻟﻚَ، ﻓﻌﻔﺎَ عنهُ ﺛﻢَّ ﺃﺫﻧﺐَ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔَ، ﻓﻌﺎقبهُ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺘﻜﻠَّﻢ، ﻓﻘﺎﻝ له ﺍﺑﻦُ ﻋُﻤَﺮَ: ﻣﺎﻟﻚَ ﻟَﻢْ ﺗﻘُﻞْ ﻣﺎ ﻗُﻠﺖَ في ﺍﻷُﻭﻟﺘﻴﻦ؟!

ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺳَﻴّﺪﻱ، ﺣﻴﺎﺀٌ ﻣِﻦ ﺣِﻠﻤِﻚَ مع ﺗﻜﺮﺍﺭِ ﺟُﺮمي، فَبَكَىَ ﺍﺑﻦُ ﻋُﻤَﺮَ ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻧَﺎ ﺃَﺣَﻖُّ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺀِ ﻣِﻦ ﺭَبِّي، ﺃﻧﺖَ ﺣُﺮٌ ﻟﻮجه الله تعالى.

ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ٣٠٠/١٧)
الإيمان بالله والرضا في كل الأحوال من تمام اليقين والمعرفة به سبحانه، فيبتليك ربك ويربيك حتى تترقى في سلم عبوديته وتتسلح بإيمان يحميك، وقد يكون في خزائن الغيب لك من التمكين والأرزاق ما يفوق آمالك لكنها إن أتتك الآن على ضعفٍ في إيمانك قد تفتنك، حتى إذا جاءت خضعت لرازقك وأخبت وزدت إيمانًا ويقينًا فيجتمع لك خير الدارين.

فالحمد لله الذي لا يخيب من رجاه، ولا يرد من دعاه، ولا يكل من توكل عليه إلى غيره، الحمد لله الذي هو ثقتنا حين تنقطع بنا الحيل، وهو رجاؤنا حين يسوء ظننا بأعمالنا.. سبحانه الحنان المنان.
الربُّ -سبحانه- أكرمُ ما تكون عليه؛ أحوجُ ما تكون إليه.

ابن تيمية
‏نغفل عن "التوكل" على الرغم أنه مجرد معنى قلبي يتطلب منا أن نوجه اعتمادنا على الله؛ لنستعينه في جلب الخير الذي نطلبه ودفع الضر الذي نخشاه، ثم نعمل بكل الأسباب المتاحة لنا، والتوكل على وجوبه ينعكس أثره على صاحبه = توفيقا في الخيارات وبركة في الأوقات وطمأنينة في السعي ورضا بالنتائج.

- عبيد الظاهري.
‌‌‎
حين تجعل نبضات حروفها بنبض الوجد وشعاب معانيها ظلاً يمد، وإحساسا يجود؛ ستستجمع في أعطاف لغتك حديقة غناء من فصاحة اللسان وبيان المنطق وجزالة الخطاب ودقّة المعاني التي يُبنى عليها سحر البيان ونسج الحلل وغزل الكلم.

اليوم العالمي للغة العربية
لا يخيل لي أنه ما جعل الله لعبده نعمة مثل حبه له، وقربه منه، سخر له الدنيا وطيبها، فنعمة وبلاء.. كل على قدر طلبه ورضاه، فالدنيا على سعتها ضيقة، والله على عرشه أقرب إلينا من حبل الوريد، فاعمل لله ولو بالقليل.. وتزود من محبته ورجاءه وحسن الظن به.

فاللهم ارزقنا محبة لك تقطع بها عنا محبات الدُّنْيَا ولذاتها، وارزقنا محبة لك تجمع لنا بها خير الآخرة ونعيمها، اللهم اجعل محبتك آثر الأشياء عندنا وأقرها لأعيننا، حبًّا لا يخالطه حب هوى أعلى منه في صدورنا، ولا أكثر منه في نفوسنا.. سبحانك وحدك لا شريك لك.
‏إن أبجدية الحب الصادق أن تدعو لمن تحب، وأن تجعل له نصيبًا مفروضا من خاصة دعائك كالورد الذي لا يفتر الإنسان عنه..

وجدان العلى
«...وهذا اليوم يوم جديد قد أمهلني الله تعالى فيه، ولو توفّاني لكنت اشتهي أن يرجعني إلى الدنيا لأعمل صالحًا، فاحسبي يا نفسي أنك توفيت ورجعتِ إلى الدنيا يومًا واحدًا، واجتهدي في هذا اليوم الواحد، وانظري لنفسك.»

- الغزالي.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيد الأولين والآخرين، الذي أنرتَ ببعثته الوجود، ووضعتَ عن الإنسان الآصار والأغلال، ورحمتَ بهديه العالمين!
لك الحمد أن نسبتَنا إليه، وشرَّفتنا بمعرفته ومحبته، ولولا ذلك لكنا كالعصف المأكول!
‏"عدد الخلائق والنّسائم والمدى
‏صلّى عليك اللهُ ياعلَمَ الهدى ﷺ"
سئل سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: «كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ»

الشفا للقاضي عياض
‏قال عمر بن الخطاب: دخلتُ على رسول ﷲ ﷺ، وأنا أرى في وجهه الغضب، فلم أزل أحدثه حتَّى تحسَّر الغضب عن وجهه وحتَّى ضحك، وكان من أحسن النَّاس ثغرًا.

مسند أبي يعلى
‏"ويضيق صدري ولا ينطلق لساني"

من أعظم النعم التي من الله علينا بها، أن تشكوا إلى الله حالك وما يعتريك من هم، طالباً كرمه وعفوه وإحسانه، وأن تقر بفقرك وحاجتك، مع اليقين التام على قدرة الله تعالى، وأن أمرك كله عليه هين.. ومن وطن قلبه على التسليم لله وجد فيه سلوان يهب على القلب و يروح عنه وهج الدنيا وكدرها.. ومن سلم لغير الله اعتراه القلق.


حسبنا أنّك تعلم يا الله، آتنا من فضلك سعةً وبيانًا وحكمة وفقها، اللهم رب قلوبنا، لا تجعلها تلوذ بغيرك، أنت وحدك لا شريك لك.
إنَّ الله يُحبُّ الخُلَّصَ الذِين ليسَ لهُم أدنَى اعتمَادٍ على غيرِهِ.


سفيان الجبالي.
«إن أخوف ما أخاف عليكم اتِّباع الهوى وطول الأمل؛ فأمَّا اتباع الهوى فيصدُّ عن الحقٍّ، وأمَّا طول الأمل فينسي الآخرة. ألا: وإن الدُّنيا قد ترحَّلت مقبلة، ولكل واحد منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل».

علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
واعلم أن كل ما دون غضب الله هين، وأنك بخير مادمت في معية الله، وأن الدنيا على رحابتها وسعتها تضيق على من سكن بعيدا عن ركن الله، وأن قدرك خفيف إذا حلت معه رحمة الله، ثقيل إذا نزعت منه، ولا يوهمنك الشيطان بنصر، فكل اتكاء على غير الله عرج، وكل أمل في غيره مقطوع.

ربنا، وجهك أكرم الوجوه، وجاهك أعظم الجاه، بك تمت النعم، فضلك واسع، وكرمك فائض، وجودك عظيم، سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، يا حي ياقيوم، سبحانك وبحمدك.
2025/07/08 07:23:46
Back to Top
HTML Embed Code: