بعضُ المعارك في خسرانها شرفٌ
من عاد منتصرًا من مثلها انهزما

تميم البرغوثي.

حينما يكون للمرء عزيز، يجب أن يخاف على نفسه، لكل منهما ابناء ولكل بطل صحفي اطفال أو اخوان، عائلة تفتقدهم وتتأذى على فراقهم، أما نحن تعاطفنا مؤقت ومشاعرنا زائلة بطي النسيان، لكن أن يعرض المرء نفسه للاغتيـ،ال فقط لأنه يُمسك الكامرا والسماعات، هذا ما لا يدخل في العقل، اقوى انظمة العالم المتجبرة، الكيان وبرعاية أمريكا، يرعبهم صوت الانسان؟ يرعبهم محاولة نقل المظلومية؟ ويا ليت كان صوتهم يُسمع ويؤثر بضمائر الأمة! الأمة كانت تصدق افيخاي وكوهين والقنوات الامريكية اكثر مما تصادق اصوات غزة الحرة، كانت تتأثر ببيان النتن ياهو وترامب وحديثهما عن الضربات على غزة أكثر مما يهتمون بتوثيق الحقيقة من قبل أبناء غزة، الناس كانوا ولا زالوا يسيرون خلف الحقيقة الزائفة التي يخلقها العدو ويتركوا الحقيقة الواقعية التي ينقلها ابناء غزة الشجعان، محمد قريقع وأنس الشريف وزملائهم الاربعة محمد الخالدي، مؤمن عليوة، محمد نوفل، وإبراهيم ظاهر ليسوا مجرد ارقام، إنما شباب، بعضهم متزوج ولديه اطفال وآخرون كانوا في مشروع الزواج وبعضهم في مقتبل العمر، حسام شبات، حسن اصليح، محمد منصور، اسماعيل الغول، بلال جاد الله، سامر أبو دقة، حمزة الدحدوح، مصطفى ثريا، مؤمن أبو العوف وأيمن الجدي الذي ولد طفله الأول في يوم شهادته، وأكثر من ٢٥٠ صحفي، وقد ذكرت هذه الاسماء القليلة لأنها انتشرت ولأننا قد قصرنا في متابعة غيرهم، والمصيبة بأن من ذكرت تم استهدافه بشكل مباشر، لا مجرد ضربة عشوائية واصيبوا بها، لا، إنما الكيان كان مرتعب من حساباتهم ومرتعب من كلماتهم واقلامهم ومرتعب من كاميراتهم، رغم سيطرة على عقول العرب والمسلمين لكنه لا يريد الحقيقة أن تصل لـ ١٪؜ من العالم البائس الذي يهتم واهتمامه بلا قيمة ولا أثر، الصوت مرعب ونحن صوت غزة إلى أن نموت أو نموت، لا خيار لدنيا وهذا ليس تفضلًا ولا وفاء ولا عاطفة إنما الواجب الذي يجعلني أشعر بأنني إنسان، خلال هذه السنتين لولا هذه الكلمات لكنت أرى نفسي جمادًا أو أقرب لما هو وحش بلا مشاعر، اللهم انتقم من امريكا والكيان واعوانهم من المطبعين والخونة.

على البُعد ادعو والعن الفراق، ولا حيلةً لعاجزٍ عن سد رمقه من الشوق وشدة الأذى، كل ما يكون مكتوب ولا يغيره أي رسالةٍ ولا لقاء.

تأتيك الصفات طوعًا حينما لا تهتم بها ولو كتبت ألف عنوانٍ لك في حساباتك لن تكون كذلك أبدًا، إلا على رؤس المطبلين من البسطاء، الصفة تُكسب وتكون معرفًا عنها، لا أن تحتاج إليها ليذكروك، استقل بذاتك ولن تحتاج لأي صفة أخرى.

يا اخي والله تعبنا وحق الله تعبنا
اريد افهم وي شنو نتعامل؟ وي حيونات؟ الحيوان يقتل عن حاجة مو تسلية أبدًا، اريد افهم شنو هالخسة والدناءة الي عند الكيان السافل؟ تستهدف المجـ،اهد هذا طبيعي بالنهاية هو ندك، لكن تستهدف الاطفال بشكل مباشر وحقير، شنو من ملة شنو من بشر؟ امريكا والخلايجة والمطبعين والمنافقين والعراقيين المتملقين بحسابات الصـ،هاينة تشوفون لو ما تشوفون؟ معقولة بعدها الناس غارقة بالعبث؟

المنظمات النسوية والعلمانية الي استغلت حادثة مهسا اميني وينها؟ ما تنتفض؟ فرنسا والمانيا وبريطانيا وكل هالكاولية والكلاوجية، لو الحدث بالعراق او ايران حتى لو عرضي مثل حادثة البصرة ترحون تستغلوا وتعتبروا خلل اجتماعي وتعال اسقاط النظام وكل هالجماعات تمجد وتدافع عن الصـ،هاينة وامريكا، لك شنو من ناس قذرين انتم، الله يلعنكم ويلعن كل من يتابعكم ويطبل الكم.

الله ينتقم منكم
الله يعجل ظهور المهدي وينتقم منكم
انسانيتكم العوراء ونفاقكم الواضح
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
طفلة تحمل بروحها جلكان الماي
يستهدفها الكيان بصاروخ!!
يا رب عجل لوليك الفرج.

متى ينتهي هذا الضياع؟

كيف أخادع نفسي بالنسيان وطيفك يزورني في كل منام؟ أحلم بعينيك وصوتك الذي يملأ القلب حُبًا وامتنان لهذا العالم الذي كُنت أنت به ومن بين الملايين كُنت معرفتي والكنز الذي وجدت، وكيف ينسى المرء قلبه وهو لا يستطيع حتى الغفلة ولو لحظةً عنه؟.

وما وَجَدْتُ إلى لُقْياكِ مُنْعَطَفاً
إلاّ إليكِ،ولا أَلْفَيْتُ مُفْتَرَقا

كنتِ الطَّريقَ إلى هاوٍ تُنازِعُهُ
نفسٌ تَسُدُّ عليهِ دونَها الطُّرُقا

محمد مهدي الجواهري.

وكان قلبي إلى رُؤياكِ باصِرَتي
حتى اتَّهَمْتُ عليكِ العينَ والحَدَقا

شَمَمْتُ تُرْبَكِ أَسْتافُ الصِّبا مَرِحاً
والشَّمْلَ مُؤْتَلِفاً، والعِقْدُ مُؤْتَلِقا

وسِرْتُ قَصْدَكِ لا كالمُشْتَهي بَلَداً
لكنْ كَمَنْ يَتَشَهّى وَجْهَ مَن عَشِقا

قالوا (دِمَشْقُ) و(بَغْدادٌ) فقلتُ هما
فَجْرٌ على الغَدِ مِن أَمْسَيْهِما انْبَثَقا

محمد مهدي الجواهري.

وأنتِ لم تَبْرَحي في النَّفْسِ عالِقَةً
دَمي ولَحْمِيَ والأنْفاسَ، والرَّمَقا

محمد مهدي الجواهري.

تُمَوِّجينَ ظِلالَ الذِّكْرَياتِ هَوىً
وتُسْعِدينَ الأَسى، والهَمَّ والقَلََقا

محمد مهدي الجواهري.

الفاتحة يرحمكم الله لروح الشيخ فؤاد المقدادي، ذكرى وفاته، ٢٤ صفر ١٤٤٣ه‍، ٣ تشرين الأول ٢٠٢١م.

وقد كتبت أكثر من رسالةٍ لك، لكن لم تصل أي رسالةٍ منها، ولا أخادع نفسي، أنا لم أرسلها إليك، بين خوفٍ وقلقٍ من ردود الفعل وتفكيرٍ شارد بلا نهاية، لو أن ليلةً بها لقاءٌ طويلٌ يجمعنا، لينهي كل هذا الجدال والعذاب والتفكير الذي لا ينتهي، لكن مجرد محاولة في السراب، وما حيلة العاجز إلا المحاولة؟

ولو بعد ألف ألف عام، سيبقى كل شيء كما كان.

وجهك، هو ما افتقده في هذه الأيام المريرة.