يُنظِر الدكتور أحمد صنوبر في مجمل بحوثه المتعلقة بتاريخ تدوين السنة لمسألة تتعلق بترك التوكل الكامل على الوثيقة الكتابية باعتباها الأهم في البحث التاريخي، خصوصا بعد أن عاد الاهتمام بالتاريخ الشفوي للتراث الحضاري في الدراسات الحديثة.
ومنها مسألة ”التدوين الرسمي(السلطوي) للسنة النبوية“، والذي بدأه عمر بن عبدالعزيز بتوكيله للإمام الزهري رحمها الله تعالى.
وهذه المرحلة جد مهمة، إذ يتعارك فيها؛الطاعن في السنة والذابُّ عنها، فالأول يرى–اعتمادًا على أصل أن كل تاريخ غير مدون فلا تعويل عليه- أن الأمويين من ألفوا الحديث فلهذا لا نثق بنسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، والذابُّ عنها يقول: كانت صحفٌ شخصية كتبها الصحابة، ثم جمعها عمر بن عبدالعزيز بطريقة رسمية عبر توكيل شخصية محورية وهو الإمام الزهري فهذه المرحلة الثانية للتدوين، فهو موجود، اعتمادًا على ذات الأصل.
فهذه البحوث وغيرها، تعيد لنا قيمة حفظ الحديث ونموه في دائرتنا؟ وأنه مع التدوين أو دونه فلدينا منظومة أشدّ قوة ومتانة مما نحاول التعويل عليه لإثبات أحقيته.
https://academia.edu/resource/work/69374031
ومنها مسألة ”التدوين الرسمي(السلطوي) للسنة النبوية“، والذي بدأه عمر بن عبدالعزيز بتوكيله للإمام الزهري رحمها الله تعالى.
وهذه المرحلة جد مهمة، إذ يتعارك فيها؛الطاعن في السنة والذابُّ عنها، فالأول يرى–اعتمادًا على أصل أن كل تاريخ غير مدون فلا تعويل عليه- أن الأمويين من ألفوا الحديث فلهذا لا نثق بنسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، والذابُّ عنها يقول: كانت صحفٌ شخصية كتبها الصحابة، ثم جمعها عمر بن عبدالعزيز بطريقة رسمية عبر توكيل شخصية محورية وهو الإمام الزهري فهذه المرحلة الثانية للتدوين، فهو موجود، اعتمادًا على ذات الأصل.
فهذه البحوث وغيرها، تعيد لنا قيمة حفظ الحديث ونموه في دائرتنا؟ وأنه مع التدوين أو دونه فلدينا منظومة أشدّ قوة ومتانة مما نحاول التعويل عليه لإثبات أحقيته.
https://academia.edu/resource/work/69374031
أقرأ هذا النص الذي تقرره عاتكة الخزرجي عن عصر العباس بن الأحنف الشاعر ١٩٤هـ، فجاء إلى خاطري أهل الحديث ودينهم وحياتهم، لقد ولد البخاري بهذا العام، ووصل الشافعي إلى بغداد به وكتب بها الرسالة القديمة، وكان أحمد يطلب العلم بين بغداد ومكة، عصر أُمات التصانيف ، عصر الفقه وكثير من الغصة التي ملئتني للفرق بين الناس في ذات المجتمع.
ألا أن ذلك من سنة الله في الأرض واختلاف الناس وتباين ابتلاءتهم؛ شقاءهم أو سعادتهم.
{ وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا (٢٨) }
الكهف [28-28]
ألا أن ذلك من سنة الله في الأرض واختلاف الناس وتباين ابتلاءتهم؛ شقاءهم أو سعادتهم.
{ وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا (٢٨) }
الكهف [28-28]
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
نقد الدارقتني!
التأَسِّي
نقد الدارقتني!
وظيفة المحدث، الدار قطني نموذجا.
لعل أهم مباحث علوم الحديث التي تظهر فيها منهجية التوثيق التاريخي للحادثة هو علم علل الحديث، وهو علم واسع للغاية لا يمكن الإحاطة بجوانب النقد التاريخي فيه، وفيه جزئية مهمة ما سماه المحدثون: [العلة غير القادحة]
والعلة غير القادحة هي أن يعلّ الناقد الحديث من جهة لا تأتي على الحكم على الحديث برمته، وإنما من جهة التدقيق على علل في الإسناد بحيث يبقى الحديث صحيحًا من جهة أخرى.
وقد توسع الدارقطني في نقد الأحاديث بطريق العلة غير القادحة، في كتبه عموماً وفي كتابيه العلل و التتبع الذي انتقد به عدة أحاديث في صحيح البخاري ومسلم، وكثير منها كان على طريقة العلة غير القادحة، فكان الحاصل فيها واحدًا، وهو أن الحديث بسنده ومتنه ثابت، سواء جاء من هذا الطريق أو من ذلك الطريق، لكن منهجية التوثيق التاريخي عند نقاد المحدثين لن تقبل إلا بأن يظهر الحدث التاريخي على ما هو عليه.
وأمثل هنا ببضعة أحاديث من التتبع لأهميته، مستعينا فيها بما وسعه في الأحاديث ذاتها في العلل، مع أن الأمثلة على ذلك كثيرة تستحق دراسة موسعة، ولكن لاختصار البحث أقتصر على ثلاثة:
المثال الأول: ما تتبع فيه الدار قطني البخاري ومسلما في صحيحيهما، حيث رويا حديثا في قصة القبرين وأن أحدهما كان لا يستبرئ من بوله، من طريق الأعمش عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس".
وتتبع الدار قطني هذا الحديث ذاكرًا أن منصورا خالف الأعمش فرواه من طريق مجاهد عن ابن عباس مباشرةً، دون ذكر طاووس، وقد أخرج البخاري رواية منصور بإسقاط طاووس في صحيحه في موضع آخر، وقد سبقه إلى ذلك التتبع الإمام الترمذي (ت ٢٧٩هـ) فقال في سنته: رواه منصور عن مجاهد عن ابن عباس، وحديث الأعمش أصح .
فهو انتقاد متوجه إلى الإسناد، ومتوجه إلى قضية جزئية فيه، وهي: هل روی مجاهد هذا الحديث عن ابن عباس مباشرة كما يقول منصور بن المعتمر، أو رواه عن طاووس عن ابن عباس كما يقول الأعمش ؟
وإذا علمنا أن مجاهدًا قد سمع ابن عباس وروى عنه الكثير أصلا، وأن مجاهدا لم يكن من المدلسين، علمنا أن هذا النقد لا يؤثر على صحة الحديث وثبوته.
فيكون السؤال: لماذا يهتم الدار قطني ومن قبله الترمذي بمثل هذا الإسناد، ولماذا يحتاج الترمذي إلى أن يصرح بأن رواية الأعمش أصح من رواية منصور، وما الذي يضيره لو سكت عن مثل ذلك ؟ فإن الحديث ثابت على كل حال وكيفما دار الحديث دار على ثقة، والإسناد كيفما دار كان متصلا، فمثل هذا لا يقدح في صحة الحديث ، فلماذا ينتهض هؤلاء النقاد لمثل هذا النقد والتتبع ؟
لعل الجواب كامن في قضية أساسية هامة، وهي أن التتبع هنا هدفه تأكيد منهجية التوثيق التاريخي في الرواية أساسا، وضمان وصولها كما وقعت تاريخياً من حيث متنها وإسنادها، ولذلك لا بد من التدقيق على جميع أجزائها والتعرف إلى الحدث التاريخي بدقته، فسؤال الدارقطني بناء على وظيفته في المنهجية التاريخية ما الذي قاله مجاهد بالضبط ؟ هل قال لطلابه أرويها عن طاووس عن ابن عباس أو عن ابن عباس مباشرة؟ مع علمنا بأن ذلك لا يؤثر البتة عند طلابه على صحة الحديث برمته لأنهم يعلمون أنه سمع من كليهما، فيمكن أن يكون هذا وأن يكون ذلك، ولكن التدقيق التاريخي الذي اضطلع به المحدثون يُلزمهم بالتتبع لكل ذلك.
ونلحظ في كل هذا أن الدارقطني لم يتعرض لشرح المتن وتحليله لأنها وظيفة أخرى ليست مجالاً لبحثه.
-أحمد صنوبر، وظيفة المحدث الناقد ووظيفة الفقيه الأصولي وإشكالية نقد الحديث في عصر الحداثة.بتصرف يسير
لعل أهم مباحث علوم الحديث التي تظهر فيها منهجية التوثيق التاريخي للحادثة هو علم علل الحديث، وهو علم واسع للغاية لا يمكن الإحاطة بجوانب النقد التاريخي فيه، وفيه جزئية مهمة ما سماه المحدثون: [العلة غير القادحة]
والعلة غير القادحة هي أن يعلّ الناقد الحديث من جهة لا تأتي على الحكم على الحديث برمته، وإنما من جهة التدقيق على علل في الإسناد بحيث يبقى الحديث صحيحًا من جهة أخرى.
وقد توسع الدارقطني في نقد الأحاديث بطريق العلة غير القادحة، في كتبه عموماً وفي كتابيه العلل و التتبع الذي انتقد به عدة أحاديث في صحيح البخاري ومسلم، وكثير منها كان على طريقة العلة غير القادحة، فكان الحاصل فيها واحدًا، وهو أن الحديث بسنده ومتنه ثابت، سواء جاء من هذا الطريق أو من ذلك الطريق، لكن منهجية التوثيق التاريخي عند نقاد المحدثين لن تقبل إلا بأن يظهر الحدث التاريخي على ما هو عليه.
وأمثل هنا ببضعة أحاديث من التتبع لأهميته، مستعينا فيها بما وسعه في الأحاديث ذاتها في العلل، مع أن الأمثلة على ذلك كثيرة تستحق دراسة موسعة، ولكن لاختصار البحث أقتصر على ثلاثة:
المثال الأول: ما تتبع فيه الدار قطني البخاري ومسلما في صحيحيهما، حيث رويا حديثا في قصة القبرين وأن أحدهما كان لا يستبرئ من بوله، من طريق الأعمش عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس".
وتتبع الدار قطني هذا الحديث ذاكرًا أن منصورا خالف الأعمش فرواه من طريق مجاهد عن ابن عباس مباشرةً، دون ذكر طاووس، وقد أخرج البخاري رواية منصور بإسقاط طاووس في صحيحه في موضع آخر، وقد سبقه إلى ذلك التتبع الإمام الترمذي (ت ٢٧٩هـ) فقال في سنته: رواه منصور عن مجاهد عن ابن عباس، وحديث الأعمش أصح .
فهو انتقاد متوجه إلى الإسناد، ومتوجه إلى قضية جزئية فيه، وهي: هل روی مجاهد هذا الحديث عن ابن عباس مباشرة كما يقول منصور بن المعتمر، أو رواه عن طاووس عن ابن عباس كما يقول الأعمش ؟
وإذا علمنا أن مجاهدًا قد سمع ابن عباس وروى عنه الكثير أصلا، وأن مجاهدا لم يكن من المدلسين، علمنا أن هذا النقد لا يؤثر على صحة الحديث وثبوته.
فيكون السؤال: لماذا يهتم الدار قطني ومن قبله الترمذي بمثل هذا الإسناد، ولماذا يحتاج الترمذي إلى أن يصرح بأن رواية الأعمش أصح من رواية منصور، وما الذي يضيره لو سكت عن مثل ذلك ؟ فإن الحديث ثابت على كل حال وكيفما دار الحديث دار على ثقة، والإسناد كيفما دار كان متصلا، فمثل هذا لا يقدح في صحة الحديث ، فلماذا ينتهض هؤلاء النقاد لمثل هذا النقد والتتبع ؟
لعل الجواب كامن في قضية أساسية هامة، وهي أن التتبع هنا هدفه تأكيد منهجية التوثيق التاريخي في الرواية أساسا، وضمان وصولها كما وقعت تاريخياً من حيث متنها وإسنادها، ولذلك لا بد من التدقيق على جميع أجزائها والتعرف إلى الحدث التاريخي بدقته، فسؤال الدارقطني بناء على وظيفته في المنهجية التاريخية ما الذي قاله مجاهد بالضبط ؟ هل قال لطلابه أرويها عن طاووس عن ابن عباس أو عن ابن عباس مباشرة؟ مع علمنا بأن ذلك لا يؤثر البتة عند طلابه على صحة الحديث برمته لأنهم يعلمون أنه سمع من كليهما، فيمكن أن يكون هذا وأن يكون ذلك، ولكن التدقيق التاريخي الذي اضطلع به المحدثون يُلزمهم بالتتبع لكل ذلك.
ونلحظ في كل هذا أن الدارقطني لم يتعرض لشرح المتن وتحليله لأنها وظيفة أخرى ليست مجالاً لبحثه.
-أحمد صنوبر، وظيفة المحدث الناقد ووظيفة الفقيه الأصولي وإشكالية نقد الحديث في عصر الحداثة.بتصرف يسير
((ثم قام بجمعه- يعني الحديث ـ ومعرفة رواته، والتمييز بين صحيحه وسقيمه جماعة لم يخف عليهم إتقان المتقنين من رواته ولا خطأ من أخطأ منهم في روايته، حتى لو زيد في حديث حرفٌ أو نقص منه شيء، أو غير منه لفظ يغير المعنى وقفوا عليه وتبينوه، ودونوه في تواريخهم حتى ترك أوائل هذه الأمة أواخرها بحمد الله على الواضحة)).
-البيهقي، مناقب الشافعي 322: 2
-البيهقي، مناقب الشافعي 322: 2
عن جابر بن عبد الله بن حرام رضي الله عنه قال: (لما قتل عبد الله بن حرام يوم أحد، لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا جابر! ما لي أراك منكسرا؟ قال: قلت: يا رسول الله! استشهد أبي وترك عيالا ودينا، قال: أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قال: بلى يا رسول الله! قال: ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحا (مباشرة بعد موته ليس بينهما واسطة)، فقال: يا عبدي، تمن علي (سلني) أعطك، قال: يا رب! تحييني فأقتل فيك ثانية، فقال الرب سبحانه: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون،قال: يا رب! فأبلغ من ورائي، قال: فأنزل الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}(آل عمران:169)).
-رواه ابن حبان والترمذي وحسنه الألباني.
-رواه ابن حبان والترمذي وحسنه الألباني.
التأَسِّي
سيمدد التقديم والالتحاق بقناة الدورة التمهيدية هذه إلى يوم بداية الدورة بإذن الله.
سبحان الله
مرت عليّ سنوات كثيرة وأنا قارئة، وبقيت قارئة لكلِّ ما تقع عيني عليه من فلسفة وأدب ومختلف العلوم الشرعية، أي لم يحصل تجاوز لمرحلة الثقافة الشعبوية التي تتفاعل مع الموجة الفكرية الرائجة لزمن ما.
حتى هُديت لبحث النسويَّة فأرقني ووقفت عند ضرورة الحاجة إلى دراسة منهجية لتمام جهلي، فسعيت بعدها لتعلم العلم، بدأت بالفقه، وكان الأكثر تشعبًا ومن بدأ به فلن ينتهي منه، حتى هداني الله للقرآن عبر نصيحة صديقة، ثم رزقتُ زوجي حفظه الله، فسعى لأن أجمع درس السُنة مع القرآن؛ فكانا بتيسر الرحمن الرحيم.
وما زالت في بداية الطريق ولن أنتهي منهما بإذن الله.
فنصيحتي لكلّ من حمل هم التعلم ورغب به وأراد تنظيم فكره، ألا يترك عقله خاوٍ منهما، وليلتحق بكل ما له علاقة بتعلم القرآن والحديث ففيهما أصل العلوم ومن شبع منهما أتى لما بعدهما بعقل صحيح.
رابط التسجيل بمعهد مفسر:
https://www.tg-me.com/+0ubB-BMk8V42ZDU0
مرت عليّ سنوات كثيرة وأنا قارئة، وبقيت قارئة لكلِّ ما تقع عيني عليه من فلسفة وأدب ومختلف العلوم الشرعية، أي لم يحصل تجاوز لمرحلة الثقافة الشعبوية التي تتفاعل مع الموجة الفكرية الرائجة لزمن ما.
حتى هُديت لبحث النسويَّة فأرقني ووقفت عند ضرورة الحاجة إلى دراسة منهجية لتمام جهلي، فسعيت بعدها لتعلم العلم، بدأت بالفقه، وكان الأكثر تشعبًا ومن بدأ به فلن ينتهي منه، حتى هداني الله للقرآن عبر نصيحة صديقة، ثم رزقتُ زوجي حفظه الله، فسعى لأن أجمع درس السُنة مع القرآن؛ فكانا بتيسر الرحمن الرحيم.
وما زالت في بداية الطريق ولن أنتهي منهما بإذن الله.
فنصيحتي لكلّ من حمل هم التعلم ورغب به وأراد تنظيم فكره، ألا يترك عقله خاوٍ منهما، وليلتحق بكل ما له علاقة بتعلم القرآن والحديث ففيهما أصل العلوم ومن شبع منهما أتى لما بعدهما بعقل صحيح.
رابط التسجيل بمعهد مفسر:
https://www.tg-me.com/+0ubB-BMk8V42ZDU0
عن عطاء بن أَبِي رباح: (( لا ينبغي لأحد أن يفتي الناس حَتَّى يَكُوْن عالماً باختلاف الناس)).
وخرج ابن حبان في صحيحه أيضا من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة" وخرجه ابن منده في كتاب التوحيد ولفظه: "إذا كان يوم عرفة ينزل الله إلى سماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم فتقول الملائكة: يا رب فلان مرهق فيقول: قد غفرت لهم فما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة" وقال: إسناد حسن متصل انتهى ورويناه من وجه آخر بزيادة فيه وهي: "أشهدكم يا عبادي أني قد غفرت لمحسنهم وتجاوزت عن مسيئهم".
-لطائف المعارف ابن رجب
-لطائف المعارف ابن رجب
التأَسِّي
وخرج ابن حبان في صحيحه أيضا من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم…
تواصلت مع صديقة قديمة من أيام الجامعة، فقلت لها على جهة الدردشة: كيفك مع الصيام؟ فضحكت وقالت أيُّ صيام؟ شصاير ترى ما أدري شيء بالدنيا..
قلت: صيام العشر وعرفة وبركتهن ألا تعرفيها؟ السبت إن شاء الله احرصي عليه. فبدت صديقتي مستغربة أصلا من وجود هذه النافلة والعبادة المستحبة.
فتألمتُ وشعرت بتقصير شديد نحوها، ونحو كل من حولنا، يحاوطنا أُناس يجهلون من الإسلام الكثير، هذه أيام مغانم ومكاسب لم قصرتُ أنا وغيري من تذكير أخواننا بها؟
لا تبخلوا على أهلكم وأقاربكم بالذكرى..
قلت: صيام العشر وعرفة وبركتهن ألا تعرفيها؟ السبت إن شاء الله احرصي عليه. فبدت صديقتي مستغربة أصلا من وجود هذه النافلة والعبادة المستحبة.
فتألمتُ وشعرت بتقصير شديد نحوها، ونحو كل من حولنا، يحاوطنا أُناس يجهلون من الإسلام الكثير، هذه أيام مغانم ومكاسب لم قصرتُ أنا وغيري من تذكير أخواننا بها؟
لا تبخلوا على أهلكم وأقاربكم بالذكرى..
من كان شيخه كتابه ضل عن صوابه.
يكثر ترديدها بين طلبة العلم، لكني هنا أقيس عليها وضعًا آخر بدأت أشعر بخطره النفسي والشعوري والفكري على الشباب.
من كان شيخه تلكرامه أو فيسه فقد ضل عن صوابه وضاع عن رشده.
فتيات بعمر المراهقة وأول الشباب يقرأن منشورات الأخ الملتزم فلان وهي تحثهن لترك الدراسة ومعاركة الأهل في ارتداء النقاب وخوض حروب ملحمية وربطها بمشاعر إيمانية عالية حتى تمسي فردًا منبوذًا ضائعًا وحيدًا وهي ترى أهلها يعيشون وسط جاهلية!
تمامًا كالجهة المقابلة شباب صغير قرأ عن أهمية العلوم الحقيقية وتابع وثائقيات دوكنز ونشر كم فيلم عن العوالم الأخرى والسلسلة التطورية ثم تبنى إيدولجية الإلحاد وهو لا يعرف البعرة من البجرة!
لا مقارنة حتمًا بين ضياع النفوس وضياع الأديان، لكن موضع الاستشهاد يدور حول الوقوف على مدخلات التأثر والقدوات وفهم معاني الكلام والألفاظ.
عشت فتنة داعية يومًا ما، كانت تحشد البنات الصغيرات لترك الدراسة والقرار في المنزل هكذا وبكل سيل جارف من دون مراعاة أي واقع وظروف وحال، ونجحت فعلاً في إقناع الكثير، لكن لوقت قصير حتى اضطرب السيل عليها وانقلب الحال وصرن بعض أوليك يصفن فترتهن تيك بالرجعية والغلو، ويتمسكن بكل ما حاربنه قديمًا.
تفكيك الفساد مسألة، وحلولها مسألة أخرى، لا يعني أنني اليوم أدركت خطأ هذه المنظومة وهذه الحياة فاذهب للانتحار بنفسي ظنًا مني أنه الخيار السليم.
من كان تلكرامه شيخه فقد ضل عن صوابه.
يكثر ترديدها بين طلبة العلم، لكني هنا أقيس عليها وضعًا آخر بدأت أشعر بخطره النفسي والشعوري والفكري على الشباب.
من كان شيخه تلكرامه أو فيسه فقد ضل عن صوابه وضاع عن رشده.
فتيات بعمر المراهقة وأول الشباب يقرأن منشورات الأخ الملتزم فلان وهي تحثهن لترك الدراسة ومعاركة الأهل في ارتداء النقاب وخوض حروب ملحمية وربطها بمشاعر إيمانية عالية حتى تمسي فردًا منبوذًا ضائعًا وحيدًا وهي ترى أهلها يعيشون وسط جاهلية!
تمامًا كالجهة المقابلة شباب صغير قرأ عن أهمية العلوم الحقيقية وتابع وثائقيات دوكنز ونشر كم فيلم عن العوالم الأخرى والسلسلة التطورية ثم تبنى إيدولجية الإلحاد وهو لا يعرف البعرة من البجرة!
لا مقارنة حتمًا بين ضياع النفوس وضياع الأديان، لكن موضع الاستشهاد يدور حول الوقوف على مدخلات التأثر والقدوات وفهم معاني الكلام والألفاظ.
عشت فتنة داعية يومًا ما، كانت تحشد البنات الصغيرات لترك الدراسة والقرار في المنزل هكذا وبكل سيل جارف من دون مراعاة أي واقع وظروف وحال، ونجحت فعلاً في إقناع الكثير، لكن لوقت قصير حتى اضطرب السيل عليها وانقلب الحال وصرن بعض أوليك يصفن فترتهن تيك بالرجعية والغلو، ويتمسكن بكل ما حاربنه قديمًا.
تفكيك الفساد مسألة، وحلولها مسألة أخرى، لا يعني أنني اليوم أدركت خطأ هذه المنظومة وهذه الحياة فاذهب للانتحار بنفسي ظنًا مني أنه الخيار السليم.
من كان تلكرامه شيخه فقد ضل عن صوابه.
التأَسِّي
من كان شيخه كتابه ضل عن صوابه. يكثر ترديدها بين طلبة العلم، لكني هنا أقيس عليها وضعًا آخر بدأت أشعر بخطره النفسي والشعوري والفكري على الشباب. من كان شيخه تلكرامه أو فيسه فقد ضل عن صوابه وضاع عن رشده. فتيات بعمر المراهقة وأول الشباب يقرأن منشورات الأخ الملتزم…
عندي كلام كثير بعد أن تواصلت معي فتيات على فترات.. لكني الكتابة لا تسعفني الآن.
ما أريد قوله: تأنوا يرحمكم الله في قبول أي أفكار من هذه العوالم واعرضوها على جمهور الفقهاء والعلماء وأهل العقل والفضيلة ولا تتبنوها إلا بعد فحص ودراية.
ما أريد قوله: تأنوا يرحمكم الله في قبول أي أفكار من هذه العوالم واعرضوها على جمهور الفقهاء والعلماء وأهل العقل والفضيلة ولا تتبنوها إلا بعد فحص ودراية.
أنا اليوم أُدرك تمامًا أن هذه المنظومة ليست سليمة لعيشي كإنسان مسلم حر، يسعى للعبادة والملكية والحرية بمعناها المضاد للعبودية.
ظهرت لي أفكار وسمعت آراء صحيحة وقرأت حتى تشكلت لي رؤى حياتية عن معالم الطريق.
ليس مناسبًا لي كرجل قضاء عمر في الوظيفة العامة التي تسلب مني الوقت لتكوين عمل خاص لي أستطيع من خلاله تكوين ملكية وعيش حياة كريمة، لكن ما أفعل؟ لقد ربيت وترعرعت لأكون موظفًا، هل الحل الأمثل الذهاب والعيش كرجل أميش؟
كامرأة عرفت أن الشهادة هدف لجعلي عاملة، والانجاز الخارجي يعني سرقة دوري الحقيقي في أن أتزوج وقت ذروتي وأن أعيش دوري الطبيعي كأم ومربيّة.
عرفت مثلاً أن القرار في البيت له أفضلية طبيعية وشرعية، وأن عمل المرأة من حيث الحكم تدور عليه الأحكام من حيث الحرمة والكراهة والجواز.
وعرفت فساد خروج جميعنا إلى ما أفضى إليه من فوضى وضياع نفوس وأعراض.
عرفت أن التعليم النظامي سيء وليس فيه كبير نفع ولا يعطي معنى العلم الحقيقي الذي أريد تعليمه لأبنائي، ما أفعل؟ أهجر هذه المنظومة كلها دفعة واحدة؟
عرفت بعد فترة قليلة من الالتزام بالعبادات الظاهرة، أن النقاب فرض في مذاهب، وسفور الوجه جائز عن أخرى وواجب على من يخاف على فتنتها، أُقرر ارتداءه سريعاً وأقرر جعله واجبًا وهنا أعمل بالفقه–زعمًا أني تلقيته- وأقدم حق الله على واجب طاعة الولي الذي يمنعني حق الله!
هل لي القدرة كفرد للوقوف أمام العالم وأخذ الدين كله مرة واحدة ومعاركة كل شيء ، الدين يقول لي: هناك خلاف وعنده عليك بأحد القولين، الضرورات تبيح المحظورات، وأنت في قلبك ما زلت ناكرًا للمنكر محبًا للمعروف ولكن هل أترك الوظيفة لأنها عبودية القرن وأنا لا أعرف إصلاح شسع نعال؟ أو أترك المدرسة وأجلس من دون هدف بديل أو بيئة مساعدة داعمة؟ ثم أخرج لطلب العلم، وأخرج للدعوة وأخرج للسوق، لأني متعبة نفسيًا بسبب الفراغ، لم أربَّ لأعرف أي من حِرف الإناث، وتأخر الزواج، كيف ستمضي؟
أم أنني أنظر للواقع والبيئة وأتانئ قليلا، النقاب له يومه، أستمر في طلبه من الله، إن لم يهدي الله أهلي سيرزقني زوجًا وارتديه عنده، القرار أضع خططاً مناسبة له؛ الرضا بالعيش القليل الذي سيوفره لي زوجي، وعدم التطلب وعدم مد العين أمام الشراء.
أتعلم صنعة إلى جانب الوظيفة، حتى أستطيع هجرها.
وهلم..
وأثناء كل هذا، مسألة التزكية، لم يشعر كل الملتزمين الجدد أو الذين فقهوا قليلا، أنهم يعيشون بعوالم أصحاب الشعارات "عالم جاهلي“، إذًا كل من فيه يحتاجون جلد وإعراض ودعوة وتبشير.
ظهرت لي أفكار وسمعت آراء صحيحة وقرأت حتى تشكلت لي رؤى حياتية عن معالم الطريق.
ليس مناسبًا لي كرجل قضاء عمر في الوظيفة العامة التي تسلب مني الوقت لتكوين عمل خاص لي أستطيع من خلاله تكوين ملكية وعيش حياة كريمة، لكن ما أفعل؟ لقد ربيت وترعرعت لأكون موظفًا، هل الحل الأمثل الذهاب والعيش كرجل أميش؟
كامرأة عرفت أن الشهادة هدف لجعلي عاملة، والانجاز الخارجي يعني سرقة دوري الحقيقي في أن أتزوج وقت ذروتي وأن أعيش دوري الطبيعي كأم ومربيّة.
عرفت مثلاً أن القرار في البيت له أفضلية طبيعية وشرعية، وأن عمل المرأة من حيث الحكم تدور عليه الأحكام من حيث الحرمة والكراهة والجواز.
وعرفت فساد خروج جميعنا إلى ما أفضى إليه من فوضى وضياع نفوس وأعراض.
عرفت أن التعليم النظامي سيء وليس فيه كبير نفع ولا يعطي معنى العلم الحقيقي الذي أريد تعليمه لأبنائي، ما أفعل؟ أهجر هذه المنظومة كلها دفعة واحدة؟
عرفت بعد فترة قليلة من الالتزام بالعبادات الظاهرة، أن النقاب فرض في مذاهب، وسفور الوجه جائز عن أخرى وواجب على من يخاف على فتنتها، أُقرر ارتداءه سريعاً وأقرر جعله واجبًا وهنا أعمل بالفقه–زعمًا أني تلقيته- وأقدم حق الله على واجب طاعة الولي الذي يمنعني حق الله!
هل لي القدرة كفرد للوقوف أمام العالم وأخذ الدين كله مرة واحدة ومعاركة كل شيء ، الدين يقول لي: هناك خلاف وعنده عليك بأحد القولين، الضرورات تبيح المحظورات، وأنت في قلبك ما زلت ناكرًا للمنكر محبًا للمعروف ولكن هل أترك الوظيفة لأنها عبودية القرن وأنا لا أعرف إصلاح شسع نعال؟ أو أترك المدرسة وأجلس من دون هدف بديل أو بيئة مساعدة داعمة؟ ثم أخرج لطلب العلم، وأخرج للدعوة وأخرج للسوق، لأني متعبة نفسيًا بسبب الفراغ، لم أربَّ لأعرف أي من حِرف الإناث، وتأخر الزواج، كيف ستمضي؟
أم أنني أنظر للواقع والبيئة وأتانئ قليلا، النقاب له يومه، أستمر في طلبه من الله، إن لم يهدي الله أهلي سيرزقني زوجًا وارتديه عنده، القرار أضع خططاً مناسبة له؛ الرضا بالعيش القليل الذي سيوفره لي زوجي، وعدم التطلب وعدم مد العين أمام الشراء.
أتعلم صنعة إلى جانب الوظيفة، حتى أستطيع هجرها.
وهلم..
وأثناء كل هذا، مسألة التزكية، لم يشعر كل الملتزمين الجدد أو الذين فقهوا قليلا، أنهم يعيشون بعوالم أصحاب الشعارات "عالم جاهلي“، إذًا كل من فيه يحتاجون جلد وإعراض ودعوة وتبشير.