Telegram Web Link
التأَسِّي
Photo
قبل فترة أردتُ بشراسة شديدة إهداء أمي شيئًا قيمًا، كل الخيارات المتاحة أمامي ستُلزمني الضغط المادي كتقليل مصروفاتي أو المنع من تلبية حاجاتي. وبينما أتصفح حساب كي كارد وقعت على إقساط لمختلف الأشياء من الألماس حتى فِرش الشعر الخاص بالقطط.

وبما أن البيع لمدة معلومة وزيادته حلال شرعًا فإني والله لم أَل وقتاً في حسم الموضوع، بل ذهبت مباشرة لطلب هاتف للوالدة، ثم تفأجات بإن البطاقة تحتاج لترخيص فهرولتُ للبنك حلا المشكلة التي تمنعني من المشاركة بالعبودية الجديدة.

أعرب زوجي عن شكوكهِ وطلب مني التمهل والتأني حتى لو كان القسط قليلا، قلت له: ذهاب ٢٠$ من حسابي الشهري لن تؤذيني كثيرًا بينما قد أجد مشقة في دفع المبلغ كاملاً مرة واحدة.

ثم بي أتصفح وإذا بي أجد مكواة فيلبس الرائعة بسعر ٣٠٠$ وبأقساط جد قليلة ولولا الخوف لطلبتها أيضا!

ولكن عقلي استيقظ قليلاً من مفعول المخدر الذي تعرضت له، ثم بدأت الشكوك تغزوني، لأن الزيادة التي أُضيفت لي على المرتب ذهبت قبل أن أمسكها في يدي حتى، مع المصاريف الأخرى والحالة التي أنا فيها تجاه المال عمومًا، فما أن أمسكه يختفي، لا أعرف أين ومتى وكيف ينفد مالي، هذا وأنا لست بمسؤولة عن أي شيء، يقوم زوجي بواجبه في النفقة حفظه الله، وأحيانًا أخذ منه المال لأجل استكمال متطلباتي التي تزيد عن مرتبي بمرة.

سؤال: أين يذهب مالي؟ بدأ يدق ناقوس الخطر على أُذني.
لستُ بعاشقة للبرند، وتركت شراء العطور الأصلية بعد الزواج، ولا أرتدي خارج المنزل إلا زي موحد(الجلباب والنقاب) لا يكلف كثيرًا من كل شهر، لست مبذرة في أي شيء آخر، أحيانا أقتني قليلاً من الإكسسوارات المنزلية وأدوات الطبخ ولكن لا يعني هذا ذهاب ٥٠٠$ بعد أول أسبوع لامرأة ليس وراءها أي مسؤوليات.

بينما أنا أتصفح أحد المنشورات المهتمة بالاقتصاد وقعت عيني على تعليق: ”منذ أن قرأت كتاب راتيشيل كروز وأنا لا أتعامل بالكيكارد ولا أشتري بالأقساط أو أخذ القروض لأي سبب“.

قلت في نفسي: وما به الكي كارد؟ أنه يسهل عملية البيع، يبعد المال عن يدي وقاصة جيدة لا أراها، شعرت أن الله سبحانه أراد لي الخير فذهبت لقراءة الكتاب سريعًا حتى أنني لم أستطع النوم إلى الفجر ليلة البارحة لأجل إكماله الكتاب فالاحتياج لمرشد مالي في حياتي بد أمرًا ضروريا.

دفعني الكتاب بالسرعة القصوى للذهاب وتسديد أي أقساط أو دين بعنقي حتى لو كلفني الضغط على نفسي ومهما كانت قيمة ذلك الدين قليلة ومن أي أحد، أمي، أبي، البنك..

أريد أن أكون حرة، أريد أن أنظم ميزانيتي وفق ثلاث: (الصدقة، الإدخار، الإنفاق).
لن أذهب لشراء هدية لأحد وأنا لا أملك قيمتها الآن ونقدًا، لن أفكر بالذهاب لبيع سيارتي وشراء جديدة تباع بالإقساط بضعف ثمنها لمجرد استنشاق رائحتها البديعة، لن أفكر بالجلوس بمطعم فاخر مرة أخرى مع صديقاتي مرتان أو ثلاث في الشهر بينما ذلك المال أستطيع صرفه أو ادخاره بشكل أفضل.

لقد مررت بتجربة تتعلق بضبط مالي عندما كنت عازبة، حينها كان الدافع زهدياً، كيف يمكنني العيش بالضروريات فقط من دون أي استهلاك، أتذكر تلك التجربة الرائعة التي خضتها، لقد كنت أدخل المولات الكبيرة مع والدي ويتوسلان بي لشراء أي شراء، وكنت أسأل نفسي: أأنا أحتاج هذا أم اشتهي شراؤه؟ كانت الإجوبة دومًا "شهوة الشراء" وليست الحاجة!
فصرت أعيش على دولار واحد يوميًا وأحيانًا دولار كل أسبوع (باعتبار أني امرأة وكل حاجاتي الضرورية ملباة لي من الوالد أو الزوج).
ولكن بعد الزواج لا أدرك ما أصابني نسيت كثيرًا من عاداتي المالية ووقعت ضحية للبنك وقروضه وإقساطه وأصبحت أتعامل بالكارد للسهولة بينما لا أرى مالي حتى يودعني، كان يطير، يتبخر، يختفي..
أنصح بقراءة الكتاب والتعلم منه.
”اللغة العربية محاربة ويجب الدفاع عنها“.
من وصية الشيخ أحمد حسن الطه.

قالت الوالدة معلقة: ”سنكون العائلة الوحيدة المدافعة عن العربيّة“.
بمناسبة اِلتحاق أختي الوسطى بقسم اللغة العربيّة كذلك : )
(وهذه عورة الرجل في الصلاة(ما بين سرته وركبته)، وكذا عند الرجال وعند النساء المحارم، وأما عورته عند النساء الأجنبيات.. فجميع بدنه، وفي الخلوة السَّوْءتان فقط؛ فتحصل : أن له ثلاث عورات).

-حاشية البيجوري، كتاب الصلاة، ج1، صـ٥٦٢
التأَسِّي
(وهذه عورة الرجل في الصلاة(ما بين سرته وركبته)، وكذا عند الرجال وعند النساء المحارم، وأما عورته عند النساء الأجنبيات.. فجميع بدنه، وفي الخلوة السَّوْءتان فقط؛ فتحصل : أن له ثلاث عورات). -حاشية البيجوري، كتاب الصلاة، ج1، صـ٥٦٢
أستشكلتُ على الشيخ محمد الراوي هذه المسألة التي دارات بين الشافعية (فلهم ثلاثة آراء في نظر المرأة الاجنبية إلى الرجل بغير قصد الالتذاذ:
الاول: يجوز أن تنظر المرأة الأجنبية إلى الرجل بلا حرج الا ما بين سرته وركبته، وهذا تصحيح الإمام الرافعي.

الثاني: لا يجوز للمرأة الأجنبية أن تنظر إلى الرجل إلى أي جزء منه سوى الوجه والكفين، وهذا رأي الإمام البلقيني.

الثالث: نظرها إليه كنظره إليها؛ فكما حرم عليه النظر الى اي جزء منها.. حرم عليها النظر الى أي جزء منه، وهذا تصحيح الإمام النووي.

ومعلوم الآن أن الاخذ بتصحيح الإمام النووي لا يخلو من حرج.

فقلت:
على هذا؛ أتوثم من تنظرُ إلى الرجال الذي يرتدون قميصاً بنصف كم؟
أتؤثم من تنظر للشيوخ في التلفاز؟
للممثلين، للطلاب.. وهلم

——فقال:

هناك نقل لكلام الفقهاء وهناك اختيار فتوى مناسبة للعصر من بين اختيار الفقهاء.
وفي هذه المسألة نتكلم عن نظر المرأة العفيفة إلى الرجل الأجنبي، وليس كلامنا في نظر المرأة غير العفيفة.
وقد قلنا سابقا: إن الاخذ بقول الإمام النووي صعب جدا في زماننا.

كما أن الاخذ بقول الإمام الرافعي أيضا في زماننا لا يخلو من حرج؛ إذ يجوز عليه للمرأة أن تنظر إلى ظهر الرجل الاجنبي وكتفه وساقه... وهذا لا يخلو من محاذير تقدح في مروءة المرأة.

لذا.. ذهب بعض الفقهاء واختاره الإمام ابو بكر المصنف الى قول متوسط بين القولين مفاده:
يباح للمرأة أن تنظر إلى الرجل الأجنبي بغير قصد الالتذاذ بالنظر إلى ما يبدو منه في المهنة، وهي:
الرأس، العنق، الوجه، الكف، الساعد، الساق إلى النصف؛ لأن الحاجة تدعو إلى ذلك فتسومح فيه، أما ما زاد عن ذلك فلا حاجة إليه فلا يجوز.

وعلى طريقة الرافعي ومعتمد ابي بكر المصنف.. لا تأثم المرأة اذا نظر إلى رجل يلبس نصف كم، أو بنطال إلى نصف الساق، واذا نظرت إلى ما فوق السرة وتحت الرقبة.. فتأثم عند أبي بكر المصنف ولا تأثم عند الرافعي.

والنظر إلى الوجه في التلفاز يجوز عندهما لا عند النووي.
وللتأكيد.. فالقول بعد التأثيم مبني على عدم قصد الالتذاذ).
انتهى كلامه.

وهذا كله عمل فقيه الفتوى.
التأَسِّي
المقدمات الأساسية في علوم القرآن.pdf
أنصح معلمات ومتعلمات القرآن به، كتاب قيم يجمع لك المقدمات الأساسية في علوم القرآن.
وكم من قصة تعلمتها من شيخاتنا ثم تبين لي ضعفها أو بدعة العمل بها.

ظهر بعد نقاشٍ أنهم يلزمون طلابهم بتعلم ما تعلموه من مشايخهم من أمور ليست ضمن حدود النقل، بل يرجع فيها لصحة وقوة الدليل والترجيح، ولكنهم غفر الله لهم لم يبحثوا في الأدلة وأخذوا الرأي مع العلم فظنوهما علمًا قطعياً واحدًا.
والكتاب قد يضم مسائل فقهية تخالف قول المتمذهب، فهنا لا بأس بالعدول عنها لمن يقلده، أما في بابه (علوم القرآن) فهو علم يشار إليه.
الحمدلله
الحمدلله
الحمدلله
منقول
من حق الناس أن يفرحوا بسقوط نظام الأقليات في سوريا، الذي عمر طويلاً، خصوصًا عندما تكون هذه الأقليات تحمل حقدًا لا تسعه الأرض، ناتجًا عن عُقد مظلومية قد يعود عمرها إلى مئات السنين.
مشكلة الأقليات التي رضعت من فكرة المظلومية لزمن طويل، حتى أصبحت وكأنها جزء من تكوينها الجيني، أنك لا تستطيع طمأنتها مهما فعلت؛ إذ ستبقى دائمًا تشعر بالريبة تجاهك وتتوقع منك الأسوأ في أي لحظة. لذلك، عندما تتاح لها فرصة الحكم، سواء بسبب غفلة من الأغلبية وثقتها الزائدة بنفسها أو نتيجة تدخل خارجي، فإنها تمعن في الاستبداد بحقد شديد، وكلما زاد استبدادها، زاد خوفها من الأغلبية. وحتى عندما يحدث انقلاب ديموغرافي يجعل تلك الأقلية أغلبية، فإنها لا تتخلص من عقدة المظلومية بين ليلة وضحاها، وتحتفظ دائمًا بنفس ردّات الفعل والريبة التي نشأت عليها، والتي ستظل تتوارثها لزمن طويل.
-منقول
التأَسِّي
https://www.youtube.com/live/vjiWljqV3bg?si=U6TofDIAc1TKvsV9 ضروري أن يشاهد
السياسة تصيب باليأس، والقادم أشد مما ذهب.. أملنا بوعد الله وحده ما يجعلنا نثبت..
”عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ’ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة’’.
رواه أبي داود والترمذي وابن ماجه، حديث حسن.

وكلام هذه لا يصح الهزل فيه أبدا؛ لما ينبني عليه من أحكامٍ شرعية.
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، فالعربية تتعرض لهجمة غير مسبوقة.

بداية من التغييب البصري لها من شوارع المدن العربية، حيث صارت كل المشروعات الجديدة تقريبًا تحمل أسماء أجنبية، فضلاً عن أسماء المدن والمشروعات الإسكانية الجديدة وأسماء المطاعم والمحلات والواجهات الإعلانية على الطرق. حتى صار في حكم النادر أن ترى الحرف العربي في الشوارع. (في الحالات النادرة التي يحمل فيها مشروع ما اسمًا عربيًا فإنه يكتب بحروف لاتينية).

وعلى مستوى الخطاب اليومي انتشرت أنماط شديدة القبح والتشوه. بدأ الموضوع بإقحام كلمات إنجليزية لها بديل عربي مقبول بدون أي داع، ثم وصل الأمر إلى التناوب التام بين اللغتين، لكن أقبح الظواهر الحديثة المرتبطة بتخريب اللغة إخضاع الكلمات الإنجليزية إلى القوالب الصرفية العربية على شاكلة: نإمبليمنتو ويسابورتو ويكونكت ويستارت إلخ. (ما المشكلة في أن نقول: يبدأ ويدعم ويطبق؟)

يناقش علم اللغة الاجتماعي هذه الظواهر ويحلل أسبابها. في حالتنا يرتبط هذا التشوه اللغوي باحتقار العربية وربطها بمستويات اجتماعية وفكرية متدنية، بخلاف الإنجليزية.

وعلى مستوى التعليم والمدارس فعجبي لا ينتهي من رضا عدد هائل من أولياء الأمور، بل وسعيهم الحثيث، إلى اقتلاع الهوية العربية من نفوس أبنائهم.

كثيرًا ما أقرأ منشورات تحكي فيها الأمهات عن موقف طريف مع أبنائهن، تتكلم الأم بالعربية فيرد عليها الطفل بالإنجليزية! (مع العلم أن معظم هؤلاء الآباء والأمهات يعيشون في بلدان عربية).

كيف يكون هذا الأمر العجيب مقبولاً وغير مزعج بالنسبة لهم؟!

حتى لو تجاوزنا الأهمية الدينية للغة العربية، وأثر ذلك على تدين الأبناء في المستقبل وفهمهم للدين وتشبعهم بقيمه، وإذا افترضنا أن التربية عبارة عن تهيئة الطفل ليكون مناسبا لسوق العمل، ولا شيء وراء ذلك. ألا تعد اللغة العربية الثانية فرصة سوقية جيدة ترفع من تنافسية هذا الطفل الموظف؟

أليس من المناسب من وجهة نظر اجتماعية تهيئة الطفل العربي بتعليمه اللغة العربية والثقافة العربية لكي لا يعيش كالخواجات في بلده، فيكون مطلعا على الثقافة المحلية بحيث لو قرر الحياة في بلده لا يعيش معزولاً عن الناس؟

ألا يريد الأب نقل ثقافته لأطفاله (لأن اللغة ليست مجرد مفردات) لتكون هذه الثقافة المشتركة وسيلة تواصل بينهما؟ ألا يعتبر هؤلاء الآباء والأمهات أن خسارة هذا المشترك الثقافي الهائل بينهما وبين أطفالهما خسارة فادحة وغير ضرورية تزيد من الهوة بينهما؟

حتى على مستوى المثقفين والكتاب، بل وأحيانا المترجمين، هناك استهانة شديدة بالعربية وضعف في القدرة على استخدامها بدون ارتكاب أخطاء جسيمة منهجية (كلنا نخطئ، لكن بعض الأخطاء تشي بأن صاحبها لم يدرس المستوى الأول من العربية ولا يعرف أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب).

ليس في هذا الكلام دعوة للانغلاق أو عدم تعلم اللغات الأجنبية أو المبالغة الهزلية في تنقية الحديث من الكلمات الأجنبية، لكنه دعوة لاحترام الإنسان لنفسه وثقافته والاستفادة من إمكاناتها المعنوية. فالثقافات كنوز معنوية، واللغات مفاتيح هذه الكنوز.

من أراد أن يحتفي بالعربية فليتعلمها وليستخدمها.
يحيى محمد
لما كنا في الجامعة صار حوار ونقاش عن الكتب العلمانية الجميلة التي أنوي شراءها من شارع المتنبي، فقال زميل بنبرة ساخرة:
إني كل جمعة بالمتنبي وأشوف ذولي العلمانية، غير نفسهم الي يقولون الإنسان أصله قرد؛ بس لا أنتِ منهم!
مع شماتة لاسعة.
تعقج وجهي وسريعاً قلت: لا لا وين!
شعرت بالإهانة حينها كما لم يحسها سوري علمنجي وهو طالع تظاهرة يصيح بيها علمانية مدنية😂
أريد أقول لهم: بس لا أنت من ذولي الي ينادون علمانية؟ ها بس لا! مع ضحكة ساخرة.
الأذكار صـ٦٠٥
لا تنسونا من صالح دعائكم..
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
التأليف في النحو عند أبي سعيد السيرافي
-د. كيان أحمد حازم
دار حوار أو فضفضة مع عدد الأُستاذات والدكتورات الجامعيات، عدد منهن شيخاتي اللاتي أُجلهن وأتلقى منهن العلوم بشأن السلك التعليمي وطبيعة الطلبة والبيئة التي يدرسن فيها طمعًا مني بسماع تشجيع يجعلني أسعى للتدريس هناك والخلاص مما ألقاه في مؤسسات تعليم ما قبل الجامعة.
فكان عندهن ما كان عندي، نفس الهموم وذات المشاعر اليائسة والمُستنزفة من الجيل مع زيادة الرِقابة ومشقة الطرق والوقت وقدر أقل من المال المتحصل بكل تأكيد.
زبدة هذه المشاكل، تقويض المدرس عن تدريس العلم، مع انعدام طلاب العلم، الكل يسعى للنهايات المثالية والتي تتفاوت بين الأفراد فمنهم همه درجة النجاح والتخطي، ومنهم يقاتل لأجل الدرجة الكاملة مع فرض شروطه عليك لكي ينالها: [مهمات المادة، ملخص الملخصات، عدد الأوراق المحذوفة، تدريس أسئلة الوزاريات دون الدخول بماهية علم أي منهج سواء كانت مادة علمية أو أدبية، إعادة الامتحان مرة واثنتان وثلاث حتى ينال الطالب ما يرضيه].
أما تطوير إمكانيات التعلم فهذه غير واردة حتى لو توسلت بالطلاب لكي يتعلموه سيسخرون منك، باعتبارك ذلك الأستاذ المثالي الذي يظهر في المسلسلات.
لقد كافحت مع طلابي لكي أثبت لأوليائهم أنني قادرة بشهور معدودة على تعليمهم كتابة نص أدبي، تعبيري بأقل الأخطاء الإملائية والأسلوبية مع تطوير ملكة الاستدلال لديهم على الفكرة.
الكل رفض، حتى النموذج الذي دربتهم عليه حفظوه وكتبوه لي بطريقة محزنة حقا!
لا أنكر أن هذا الأمر قد أخذ مني شهورًا من الحزن والألم، شهورًا من محاولة التفكير لما قيل: لا تدرسي العلم، إنهم لا يريدون ذلك.
حتى أوقع الله بقلبي استذكار كلمات الأيمة عن نقص طلاب العلم وضياعه لندرة طالبيه، وتقاعس الهمم عن التأليف والتدريس فيه، فهدأت نار قلبي، ثم أيقنت حقاً أن طريق فئة قليلة من البشرية على مر الأزمان، فعن عطاء رضي الله عنه: (دخلتُ على سَعيد بن المسيب وهو يَبْكِي، فقلت: ما يُبْكِيْكَ؟ قال: ليسَ أحدٌ يَسْألُني عَن شَيْءٍ).
لكن الشيوعية أرادات بغباءها أن تجعله مشاعًا للكل، فلا المجتمع ربح من هذه الجيوش التي تدرس ولا العلم انتفع بهم.
لا يفوتني الحزن الذي جرى على لسان الشافعي رحمه الله عندما رثى الليث بن سعد قائلاً: ”الليث أفقه من مالك ألا أن أصحابه لم يقوموا به“. فالذي هاج بقلبه ضياع علم إمام لندرة من يريد التفقه، ونحن اليوم نمثل أننا ندرس ونعلم وما نفعل إلا وظيفة خربة كوظيفة أي سمسار أو ميكانيكي بل نحن أسوء، فهؤلاء يصلحون شيئًا ويسهلون أموراً أما نحن فندرسهم الوهم.
2025/10/22 02:48:55
Back to Top
HTML Embed Code: