والفرقُ بَين الصِّيانة والتكبُّر: أنَّ الصَّائن لنفسهِ بمنزلةِ رجُل قَد لبسَ ثوباً جديداً نقيَّ البياضِ ذَا ثمَن، فهوَ يدخلُ بهِ علىٰ الملوكِ فمَن دونهُم، فهوَ يصونهُ عَن الوسَخ والغبارِ والطُّبوع وأنوَاع الآثارِ إبقاءً علىٰ بياضهِ ونقائِه، فتراهُ صاحبَ تقززٍ وهرُوب مِن المواضِع التِي يخشىٰ منهَا عليهِ التلوُّث، فلَا يسمَح بأثرٍ ولَا طَبع ولَا لُواثٍ يَعلو ثوبَه، وإِن أصابَه شيءٌ مِن ذلكَ علىٰ غرَّة بادرَ إلىٰ قلعهِ وإزالتهِ ومحوِ أثرِه.

وهكَذا الصَّائن لقلبهِ ودينهِ تراهُ يجتنبُ طبوعَ الذُّنوب وآثارَها، فإنَّ لهَا فِي القَلب طُبوعاً وآثاراً أعظمَ مِن الطُّبوع الفاحِشة فِي الثَّوب النقيِّ البيَاض، ولكِن علىٰ العُيون غِشاوة أَن تدركَ تلكَ الطُّبوع، فتراهُ يهربُ مِن مظانِّ التلوُّث، ويحترسُ مِن الخَلق، ويتباعدُ مِن مخالطتِهم مخافةَ أَن يحصلَ لقلبهِ مَا يحصلُ لِثوب الذِي يخالطُ الدبَّاغين والذبَّاحين والطبَّاخين ونحوَهم، بخلافِ صاحِب العلوِّ، فإنهُ وإِن شابهَ هَذا فِي تحرُّزه وتجنُّبه، فهوَ يقصدُ أَن يعلوَ رقابَهم، ويجعلهُم تحتَ قدمِه، فهَذا لونٌ، وذاكَ لونٌ.

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة.
« نِبرَاسُ العِلم»
Photo
السّلام عليكَ يا صاحبي،
نحن مدينون للصِّعاب لأنها تصنعنا!
فكل ضربةٍ لا تقتلكَ، تُقوِّيكَ وتُكسبكَ مناعةً!
اللقاحات التي يعطونها للأطفال هي عبارةٌ عن مرضٍ مُخفف،
إنهم يجعلون أجسادهم تتعرف على هذه الأمراض،
فإذا أُصيبوا بها فعلاً فيما بعد،
كانت أجسادهم قوية في محاربتها،
وهكذا هي الحياة كل لكمةٍ تُسددها لكَ،
تجعلُكَ أصلب بِنيةً، وأكثر عزيمةً!

يا صاحبي،
رُبَّ لكمةٍ آذتكَ،
ولكنها كشفتْ لكَ مكامن القوة فيك،
وقد كنتَ تحسبُ نفسك قبلها هشّاً،
ورُبَّ غدرٍ أيقظكَ من غفوتكَ،
فقررتَ أن تتوقفَ في منتصف الطريق،
ولولاها لكانت النهاية موحشة حيث لا يمكنك العودة بعدها،
ورُبَّ مصيبةٍ نزلتْ بكَ،
فأرتكَ الناس المحيطين بكَ على حقيقتهم!
فترى الذين كنتَ تحسبهم كتفاً وسنداً أول من أفلتوكَ،

وترى الذين لم تكن تُعوِّلْ عليهم كثيراً،
أول من تشبثوا بكَ، وهمسوا لكَ:
لا تخفْ نحن هنا لأجلكَ!
رُبَّ موقفٍ مؤلمٍ أكسبكَ حكمةً،
لم تكن لتتعلمها في أيام الرخاء،
للأسف يا صاحبي، الغدر أفضل مدرسةٍ نتعلم منها!

رُبَّ خُذلانٍ أوجعكَ،
ولكنه في المقابل أزاح أشخاصاً من قلبكَ،
ليأتيَ إليكَ الذين يستحقونك فعلاً!

رُبَّ معركةٍ هُزمتَ فيها،
ولكنها في المقابل أخبرتكَ أن الجنود الذين كنت تُراهن عليهم من ورقٍ،
صدِّقني أن تعرف الأشياء على حقيقتها،
أقل وجعاً من أن تبقى مخدوعاً على الدوام!

يا صاحبي،
إن البحار الهادئة لا تصنع بحارين ماهرين،
والجنود الحقيقيون لا يظهرون في معسكرات التدريب،
وإنما يولدون من رحم المعارك!
فكُنْ مديناً لعاصفةٍ هوجاء أنضجتكَ،
ولمعركةٍ طاحنةٍ أيقظتكَ!

والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-:

"إنّ هذا العصر شديد الغُربة، شديد الإختلاط،
شديد البلاء، إلّا مَن عصمهُ الله ووفقه".

[مجموع الفتاوى :١٩٢].
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🔖 قال فضيلة الشيخ:

عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالى:

«صاحب القلب السليم عنده عناية دقيقة جدًا بوقته، ولهذا يعتني بتنظيم وقته ووظائفه في يومه وليلته، ويجد أنه ينتقل من عمل إلى عمل مجاهدًا نفسه على تحقيق رضا ربه سبحانه، وعنده شُح بوقته ولا سيما إن دعاه داع إلى شيء فيه إثم ومعصية لله، ويجد أن من الخسران العظيم أن يسرق شيئًا من وقته في أمور تأثمه، فلا يعطي أحدًا من وقته لأشياء تسخط الله وتغضبه».

📚 شرح منظومة في علامات صحة القلب
- ما ذنــــوب الخلـــوات؟
- وكيف أتخلــــص منـها؟


الجواب:

_ ذنوب الخلوات يراد بها ما يفعله الشخص الذي يظهر خلاف ما يُبطن.
و لا يراد بها ما يفعله الإنسان من الذنب في الخفاء، وهو يصارع نفسه في طاعة الله ويستحي من الله، ويعظم الله لكن تغلبه نفسه الأمارة فيقع في الذنب بخلوة.
فالأول هو الخطر الذي يحذر منه، وهي ذنوب الخلوات؛ فإن الإنسان إذا أظهر خلاف ما يبطن كان فيه نفاق، فهو يستهتر بالذنب، يخاف الناس و لا يخاف الله، يخشى الناس فلا يظهر أمامهم إلا الخير، فإذا خلى انتهك الذنوب بدون خوف.
أما الشخص يقع في الذنب، فيندم، و لا يستهتر ولا يستهين، فهذا ليس من أصحاب ذنوب الخلوات، وإن فعل الذنب في الخلوة!
فنحن أمام شخصين :
- شخص يستهتر بالذنوب ويفعلها بدون ندم أو خوف في الخلوات، لا يعظم الله، و لا يخاف الذنب.
- وآخر يفعل الذنب في الخفاء، وهو متندم، ويخشى الله، ويخافه، ويتوب، ويبادر، و يحصل منه الذنب بدون استهتار.
فالأول هم أصحاب ذنوب الخلوات، وأما الثاني، فهذا ما دام يندم ويتوب، فهذا ليس من أصحاب ذنوب الخلوات؛ وفيه جاء عن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا - وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا - فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ - فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - أَوْ أَصَبْتُ - آخَرَ، فَاغْفِرْهُ؟ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: رَبِّ أَصَبْتُ - أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ - آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاَثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ"( أخرجه البخاري، في كتاب التوحيد، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ﴾ (الفتح: 15)، تحت رقم (7507)، ومسلم في كتاب التوبة باب قبول التوبة من الذنوب، تحت رقم (2758).).
والمعنى : مادام العبد يذنب ويندم ويستغفر ويتوب، ويحافظ على هذه الحال، فإن الله يغفر له؛ فهذا لا يُقال عنه صاحب ذنوب في الخلوات، هذا إنسان مسكين يصارع نفسه.
لكن ذنوب الخلوات ؛ إنسان يخرج للناس له لحية وثوب قصير ويتكلم على هذا ويجرح هذا، ويظهر الصلاة، والدين، والعبادة، ثم إذا جلس في البيت يعمل المخالفات بدون خوف و لا وجل و لا ندم، يستهتر بأمر الله ونهيه.
فإذا كان حال السائل من الحال الثاني الذي يذنب ويندم ويخاف، ويتوب ويخشى الله فداوم نفسك على الندم والتوبة والاستغفار وذكر الله، ولا تستسلم للذنوب بل تَرجَّى دائمًا رحمة الله، وداوم على الاستغفار وداوم على ذكر الله، فالله -عز وجل- يحب من عباده التائبين المستغفرين، قال -صلى الله عليه وسلم-:"كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".
أما إذا كنت من النوع الأول المستهتر الذي لا يخاف عاقبة الذنب، و لا يخشى؛ فأنت على خطرٍ عظيم! اتق الله،

•علاجك بأن تراجع نفسك في باب تعظيم الله ومعرفة حق الله، في باب تحقيق أمر الإيمان، في باب تحريك باب الموعظة والتقوى في نفسك، في باب استعظام الذنب في حق الله مثل ما ورد في الحديث "إِنَّ المُؤْمِنَ إذا أذنب الذنب يرى الذنب على رأسه كالجَبَل يوشك أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَأنَّ المنافق إذا أذنب يَرَى أن الذنب على وجهه كَذُبَابه يقول بِها هَكَذَا".

محمد بن عمر بازمول

وبالله التوفيق
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
وَ مِن أَعظَمِ مَعانِي البَٱطِل مَٱ يُّرَوّجُ اليَوم وَ يّدعَىٰ لَه فِي قَوٱلِب أَلفَاظ الحَق أَو الإجمَال..
فَلاَ تَسمَح لِأحَدٍ بِخدَاعكِ..!!
زَمنُنا هَذا زَمنُ الخِدَاع وَالنِفاق وَالكَذِب وَفِعل كُلِّ شَيء مِنْ أَجلِ الوصُولِ إِلىٰ الغَايةِ المَقصُودة.
احذَرُوٱ وَحَافِظُوٱ عَلى دِينكُم.. فَالحَربُ عَلى السَلفِيِّة، التِي هِي مَنهَجُ السَلّف الصَالِح وَالدِيِّن الحَقٰ.. عَلى أَشَدِهَا بِأسمَاء ظَاهِرُها الحَقُّ وَ الإجمَال، وَبَاطِنها البَٱطِل.
وَالأمُور تَزدادُ سُوء، وَ غُربَة الحَقّ تَعظُم
- أَعاذَنا اللّٰه وَ إِيَّـٱكُم مِنْ الفِتَن..

[الشَيخ عَليّٰ بن مُختَار آل عَليّٰ الرملِي]

- حَفِـظَهُ اللّٰه -
قَال مَالك بنُ دِينَار للمُغيرَة بنُ حَبيب -رَحمهُما اللّٰه- :

« يَا مُغِيرَةُ انْظُرْ كُلَّ جَلِيسٍ وَصَاحِبٍ، لَا تَسْتَفِيدُ فِي دِينِكَ مِنْهُ خَيْرًا فَانْبِذْ عَنْكَ صُحْبَتَهُ ».

[ الزُّهد لأحمَد بنُ حَنبل (٢٦٠)]
«المُتسَاهلُ بالوقوعِ في الذنبِ يُعَاقب بتوالي الذنوبِ حتّىٰ يَصعبُ عليه الخلَاص منها» !

ابن تيمية -رحمه اللّٰه-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
«فضل سورة الكافرون قبل النوم»

🎙️الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"من أعظم الحسنات التي يؤتاها المرء في الدنيا"

الشيخ عبدالسلام الشويعر(حفظه الله)
🖇🎧
❀•°


«أعظم مُصيبة أصابت المُسلمين هي :
جــفاؤهم للقُرآن وحــرمانهم من هديه وآدابـــــه»
البشير الإبراهيمي/الآثار ( ٣/١٧٠ )

🎧🌧
"للهِ سلَّمتُ أمرًا لستُ أَعلمهُ
‏مالي على حِملِه لكن سَأرضاهُ
‏ربّـاهُ لولاكَ لا سندٌ ولا أحدٌ
‏فأنتَ حَسبي وَحَسْبِي أنّكَ اللهُ"
2024/05/14 04:14:34
Back to Top
HTML Embed Code: