Telegram Web Link
قناة عمر الشاعر
Photo
بابٌ: إذا تحوَّل العلمُ إلى غثاء!

"اللهم إنا نعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء"

أن تخالف السلفية أصول المذاهب الأربعة (من جهة الأدلة الكلية أو القواعد الاستدلالية)؛ فهذا محال ولن ينتظم له مثال صحيح إلا بتكلف شديد.
أما الاختيارات الفقهية؛ فالمخالفة للأربعة تعدُّ عدًّا.. مع أنه ليس ذلك قدحا بمرة، إلا ما خالف الإجماع أو خالف جمهور الأمة بحيث كان القول المنفرد أشبه بالشاذ من جهة ضعفه.. وهذا لا يوجد فيهم بحمد الله.

وكتبت مرة في مناسبة قريبة من هذه:

"إذا قسّمت نظر السلفيين في المسائل الفقهية الخلافية؛ وجدته على أنواع:

- فنوعٌ منه -وهو المعظم- أنهم يلتزمون بقول الجماهير غالبا، ولا يخرجون عن الإجماع. وذلك في مثل مسألة المعازف. فمن ينكر عليهم هنا؛ فهو جاهل أو باغ.

- ونوع منه-وهو قليل- خرجوا فيه عن قول الجمهور لكن من غير أن ينسبوا المخالف إلى الخطأ، بل يسوغون الخلاف. مثل قول بعضهم بعدم وقوع طلاق الثلاث ثلاثا بل واحدة؛ متابعة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
فهذا مع أن كثيرا من كبار السلفيين لا يرونه ولا يقولون به؛ فإن من رآه منهم لم ينفِ قوة قول الجمهور، فضلا عن أن يعدَّه غير سائغ.

- ونوع منه -وهو الأقل- أخذوا فيه بقول وأنكروا على المخالف ما يعدُّه هذا المخالف سائغا. وقد يكون هذا القول المخالف هو مشهور المذاهب.
فهذا -على تسليم وجوده- إنما يقع في مسائل عزيزة جدا لا يخلو منها أحد، فلا يخلو مجتهد من المتقدمين والمتأخرين من أن يقع له أن يختار قولا ويجعل ما سواه ليس بسائغ، ويكون سائغا في حقيقة الأمر، لكن هذا بحسب مبلغ علمه ونظره. والخلاف في تقدير السواغ وعدمه واقع بين المجتهدين.
ثم هو يقع على ندور، فلا يؤخذ منه نهجٌ عامّ على السلفية بأن هذا هو دأبهم في مسائل الاجتهاد. هذا ما لا يفوه به منصف.

ولو قال قائل: إنّ أكثر الناس في عصرنا لزوما لقول الجمهور هم السلفيون؛ لما أخطأ، وأن مفاريدهم إذا قيست إلى مفاريد غيرهم كانت كالشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض، وكفى بهذا منقبة.

وأنت خبيرٌ -إن شاء الله- أنّ هذا الرجل ما حرّكه إلى هذا السبيل الوبيء إلا الخلاف العقدي، فأرسل حبل الخصومة إلى المباحث الفقهية والأصولية!
يا أخي!
لو كنت خالفتنا في المعتقد -وأنت عاقل- لقصرتَ وكدك في مناقشة المعتقد والمناضلة عنه، وأما أن تسرف في الخصومة؛ فتخرجك إلى بُنيّات الطريق، فتتعدى إلى أبوابٍ لا تتصل بخصومتك؛ فهذا لا يعود عليك إلا بأن يجعلك ضُحكة بين طلبة العلم وعوامّ الناس!

وسأرسل الخيال القريب قليلا في تركيب نظرية هذه الرسالة في استخراج مخالفات السلفية في الأصول، وأقترح على القريحة أنّ طريقته في البحث مضت على هذا الوجه:

أنه يستقصي الفروع التي تفردوا بها ثم ينحلُها أصولا لا يقول بها أحد؛ فهو يبحث عن مفرداتهم الفقهية ويزعم لها أصولا مخترعة!

مع أنَّ التفرُّد الفقهيَّ لا يلزم منه التَّفرُّد الأصوليُّ بالاتفاق، ولهذا تجد عامة مفاريد أحمد رحمه الله في الفقه مثلا راجعة إلى قواعدَ يتَّفق فيها غيره معه. لكن يكون للفرع خصوصية:
- إما بسبب اختلاف في تحقيق مناطه.
- أو بسبب وجود دليل خاص كحديث معين بلغه ولم يبلغهم أو رأوه منسوخا ولم يره، وهذا له أثر ظاهر في مفرداته رحمه الله.
- أو بسبب قول صحابي أو أثر، أحاط به ولم يحيطوا به، وهو أوسع منهم باعا في معرفة الآثار السلفية بالاتفاق.
وهذه كلها حجج مرضية عند غيره، لم يتفرد بأصلها.
- أو بسبب ترجيح دليل على دليل.
وهذا باب واسع يختلف فيه النظار، ويكون كلا الفريقين محتجا بجنس الدليلين المتعارضين؛ لكن يختلفان في ترجيح أحدهما على الآخر عند التعارض؛ لانتحال كل واحد منهما معنى من معاني الترجيح لا يراه غيره.
وذلك مثل تعارض القياس وقول الصحابي، فأحمد يقدم قول الصحابي، وكذلك أبو حنيفة على شرطٍ عنده، والشافعي يقدم القياس على تقدير احتجاجه بقول الصحابي.
فلا يلزم من التَّفرُّد الفقهيِّ التَّفرُّد الأصوليُّ، ولهذا تجد في المذهب الواحد في المسألة الواحدة أكثر من قول للأصحاب، مع اتحاد الأصول، وإنما يكون التجاذب بسبب ما ذكر، من وجود أدلة خاصة في المحل، أو تعارض بين الأدلة، أو اختلاف في تحقيق مناطات الأدلة، ونحو ذلك.

الشيخ زياد بن أسامة خياط
https://www.tg-me.com/mihad_osol/3157
جديد إصدارات آفاق المعرفة لهذا العام في معرض الرياض الدولي للكتاب

https://x.com/afaqbuhooth/status/1836087935202189405?t=dEgekDefb3RE05u-q3Abfw&s=19
متشوّق جدًّا لقراءته ومطالعته، وهو من جديد إصدارات مركز دلائل بارك الله في جهودهم.
بناءُ الإنسان لحصونه مقدَّمٌ على دكِّ حصون الآخرين، فالتسلّح بالمعرفة يكون قبل ثقافة الردود.

(ميراث الصمت والملكوت، عبد الله بن عبد العزيز الهدلق، دار أدب للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة ١٤٤٥هـ - ٢٠٢٣م، ص١٩)
من القضايا المهمة التي ينبغي على الدعاة والخطباء وطلبة العلم تعزيزها في نفوس الناس وبيان عظيم منزلتها ومركزيتها في حياتهم؛ الإيمان باليوم الآخر.
فتعزيزها يهدف إلى عدد من القضايا، من أهمها: قطع الطريق على لصوص الآخرة؛ أولئك أعوان الشيطان الذين يسرقون دين الناس وأخلاقهم وآخرتهم.

غياب أو ضعف الإيمان باليوم الآخر سبب لعدد من الانحرافات والضلالات؛ تأمل قول الله تعالى: ﴿وَإِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذينَ لا يَرجونَ لِقاءَنَا ائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هذا أَو بَدِّلهُ قُل ما يَكونُ لي أَن أُبَدِّلَهُ مِن تِلقاءِ نَفسي إِن أَتَّبِعُ إِلّا ما يوحى إِلَيَّ إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ
فالله الله في الحرص على الدعوة إلى هذه العقيدة العظيمة، وبثها في نفوس الناس وتنميتها بمختلف الوسائل والطرق المشروعة، ولنكن حرسًا لحدود هذا الدين، وأمناء على دين الناس من اللصوص وقانا الله شرهم ومكرهم وكيدهم.
لا تطلب العلم عند شرس الأخلاق طويل اللسان، بل ولا تظهر الاستفادة منه، فليست الاستفادة مقصورة عليه، ولن تجد عنده من الفائدة ما لا تجده عند غيره. ولو كان عنده علم نافع لانتفع به في نفسه قبل أن ينفع غيره. وليته يكون كالأرض الأجادب التي تنفع غيرها ولا تنتفع في نفسها، لهان الخطب، بل إنه يعكّر ما معه من ماء بشراسته وسوء خلقه، وعن قريبٍ تتأثر بهذا ولا تشعر، أو على الأقل تستسيغه وتراه مقبولًا، فتصير مسخًا مثله.
وعامة هؤلاء المتشيطنين المتلبسين بلباس العلم مدَّعون، يتحصنون بهذه البذاءة ليمنعوا الناس من محاققتهم في دعاويهم العريضة، أي أنهم يسوقون الهبل على الشيطنة. وكثير منهم مبتلى بالخمول أصلًا، ولو تُركوا من إثارة الجدل لزاد خمولهم ودُفنوا.

عمرو بسيوني
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
قناة عمر الشاعر
Video
الركوع المعنوي | بدر الثوعي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

مما أحمد عاقبته أني نشأت في طفولتي وفي بداياتي العلمية بعيدًا عن ألفاظ التطامن والخضوع؛ لا لقريب ولا لأستاذ.

الأدب محمود؛ لكن مبالغات الألقاب والتركع لا يرتضيها سوي، غاية ما كنا نقوله لمن عرف بالعلم "الشيخ فلان"، أما مسرد المدائح "العلامة الإمام سيدي مولاي فدته نفسي" فهو خلاف أصل إكرام النفس، وكمال العزة، وللاستثناءات المخصوصة النادرة أحكام.

وفي هذا الباب أذكر ما قاله الأدفوي في ترجمته لعلي بن إسماعيل القونوي، فقد وصفه بمحامد كثيرة، ثم تحدث عن تتلمذه المباشر على ابن دقيق العيد وأنه "لازمه زمنًا"، لكن ذلك لم يدفع ابن دقيق العيد لرمي الثناءات العراض والألقاب المضخمة على تلميذه المقرب، يقول الأدفوي عن القونوي:

"فوجدته [أي ابن دقيق العيد] يطلق عليه اسم (الفاضل) استحقاقًا، وناهيك به من عالم متضلع، ومحتاط فيما يكتبه ويقوله متورع" [1]

هكذا مدحه بكلمة واحدة؛ "فاضل"، دون توسع ولا مبالغات.

هذه اللفظة الهينة لم تكن كذلك في ميزان من يعرف قدر الكلمة واستحقاقاتها؛ فقد قال السبكي بعد نقله لها:

"لا شك أن هذه من ابن دقيق العيد منقبة للقونوي عظيمة" [2]

وقد دلت التجارب أن من عرف بإزجاء الألقاب دون حساب لم يعد لثنائه وزن؛ ذلك أن ما كثر قلت قيمته، وما توافر هانت درجته، وبذا صارت النتيجة عكسية.

ومن محاسن التوحيد أنه يحفظ للرب حقه في كمال التعظيم، ويحفظ للعبد عزه في صيانة كرامته؛ هذا المزاج التحفظي يستحسنه من عرف الوحي، وخبر سمتَ العرب قبل مخالطة من شأنهم تعظيم الكبراء ورفع شأن المخلوقين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

[1] البدر السافر، ج2، الترجمة رقم (171)، ت: د. محمد فتحي محمد فوزي

[2] طبقات الشافعية الكبرى (10/134) ت: الحلو والطناحي
فرغت قبل قليل من مشاهدة هذا اللقاء "فقه الاختيار"
موضوع اللقاء في غاية الأهمية يمس كل واحد منا في حياته ويتعرض له بكثرة.


https://youtu.be/Aj4iHkyjbz4?si=hyI-hayrAOhCFtZF
قناة عمر الشاعر
التقديم للكتب ليس بالضرورة دالًا على متانة محتواها وقيمتها وجودتها من عدمه، وقد تكون مشاركة المُقدِّم فيها رؤية مخالفة لما ذهب إليه المؤلف؛ لذلك لا يجوز التشنيع على الكتاب من خلال ما سطره المُقدِّم فقط، والعدل والإنصاف يستوجب خلافه، فتقييم الكتب ينبغي أن يتحلى…
قال الشيخ [بكر أبو زيد]: أكثرتُ في الآونة الأخيرة من كتابة المُقدِّمات لطلبة العلم، أكثرتُ وليس للعالم أنْ يبتذل قلمه هكذا، لا بُدَّ للعالم من أنْ يصون قلمه، لا بُدَّ للعالم من أنْ يصون قلمه.

فقلتُ له: إنَّ العقاد قلّما قدَّم كتابًا؛ لكنه إنْ قَدَّم كتابًا فإنَّه لا يذكر صاحب الكتاب بكلمةٍ في الغالب، وإنما يتكلم على موضوع الكتاب ويطيل ويستدرك، لذا ربما كانت مقدمته أعلى قيمة من الكتاب فأضرّت بمؤلفه، فابتسم الشيخ وقال: والله جيد.

(ميراث الصمت والملكوت، عبد الله بن عبد العزيز الهدلق، دار أدب للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة ١٤٤٥هـ - ٢٠٢٣م، ٤٢)
في هذه الأطروحة المهمة فصلٌ قيّم عقده المؤلف لبيان مفهوم الإخلال بالنقل وأسبابه وطرق كشفه، قد لا تجده مجموعًا في كتاب غيره، وهو جدير بالمطالعة للباحثين في التخصصات الشرعية.

الشيخ د. عيسى بن محسن النُّعمي
[فكرة بحثية]

(فقد كذب والله وافترى من نقل عن الشيخ محيي الدين (=ابن عربي) أنه كان يقول: إن أهل النار يتلذذون بدخولهم النار، وأنهم لو أخرجوا منها تعذبوا بذلك الخروج، وإن وجد نحو ذلك في شيء من كتبه=فهو مدسوس عليه)

عبدالوهاب الشعراني

(فما في "الإنسان الكامل" للعارف الجيلي رضي الله عنه مما هو صريح في أن النار تفنى وتخرب بعد الألوف من الأعوام التي ذكرها(...) وحاصل ما يجاب به عن هذا العارف: أن هذا الكتاب المسمى ب"الإنسان الكامل" لم يثبت له تحقيقًا، فكم من مؤلَّف يُؤلِّفه بعض القاصرين ويُنسب إلى الكاملين.
وعلى فرض ثبوت أنه له بالسند الصحيح=فما ذُكر من أمر النار فيه مدسوس على هذا العارف بالله تعالى..

وعلى فرض أنه من كلامه، فيحمل على أنه من شطحات السالكين، فإن السالك ما لم يكمل بالتمكُّن في مقام البقاء بالله تعالى قد يخطئ كشفه، ويقع في الشطح كثيرًا)

أبو البركات أحمد بن محمد العدوي المعروف ب"الدردير"

تعليق:

دعوى "الدس والنَّحل" للمقالات والمصنفات حاضرة في التراث، لكنها ظاهرة في التراث الصوفي على وجه الخصوص، وهي ظاهرة تستحق الدراسة، لبيان بواعثها، ولسبر مدى صدقها..
فكثيرا ما يلجأ إليها المتصوفة في تبرئة ساحتهم من المقالات الشنيعة التي توجد في مصنفاتهم أو تنسب إليهم.

الشيخ د. عيسى بن محسن النُّعمي
بعض الناس مُغرَمٌ بالمخالفة في كل شيء؛ حيلة ساذجة لإثبات الذات وسترِ مَلَكة العقل، يعترض قبل أن يفهم وآراؤه كلها نقض وهدم ولا بناء.

(ظلال الأشياء.. ليالي عبد الله الهدلق، انتقاه وحرره: صالح بن عبد الله الخليفة، دار أدب للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى ١٤٤٥هـ - ٢٠٢٣م، ص١٢٧)
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
‏"سبحان الله وبحمده".. هل تعدّ من أذكار الصبح والمساء ويُشرع قولها 100 مرة؟ | الشيخ أ.د. سعد الخثلان
Audio
تسجيل لتلاوة بصوت الصديق الشيخ عبادة الكيلاني من صلاة العشاء بجامع الإخلاص بالشرائع - مكة المكرمة يوم الأحد ٢٦ ربيع الأول (٠٣) ١٤٤٦هـ - ٢٩ سبتمر (٠٩) ٢٠٢٤م.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
إبليس ومعركة المصطلحات | د. ممدوح الشيخ
2025/07/06 12:36:32
Back to Top
HTML Embed Code: