السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد أخوتاه اليوم نتكلم عن الآثار الإيمانية لتوحيد الربوبية
(١)حب الله : قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) فمن توحيد الربوبية أن أعرف أن الله هو الرزاق فعلمى بذلك يجعلنى أحبه فهو الرازق الرزاق والرزق ليس مال فقط ولكن مال وصحة وأولاد وهداية وتوفيق فكل هذا بيد الله فهذا يدفعنى لحب الله سبحانه وتعالى
(٢)تعظيم الله :عند علمى بأن الله هوالخالق المالك ليس له شريك فهذا ينبت فى قلبى التعظيم لله قال تعالى (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) أى عظمه تعظيماً
(٣)التوكل على الله: عند علمى أن الله مدبر الكون وكل شيء بيده فعلى من أتوكل إلا عليه قال تعالى (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)ومن صفات المؤمنين التوكل على الله لأنهم يعلمون أن كل شيء بيده سبحانه قال تعالى (وَعَلىٰ رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ)
(٤)الفزع إلى الله : أفزع أليه فى الكروبات وأستغيث به فى الشدائد قال تعالى ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) وكان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم (ياحى يا قيوم برحمتك أستغيث ) هو الخالق المدبر المغيث سبحانه وتعالى
(٥)الإنابة إلى الله : والأنكسار بين يديه فهو الغفور الغفار الذى يملك لى المغفرة لا غيره قال تعالى (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) هو التواب على من تاب من عباده وهو الرؤف الرحيم بهم سبحانه
(٦)الأستسلام لله : لإنه الخالق المالك المدبر فلمن أستسلم إلا له وأنقاد له قال تعالى(إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) سبحانه وتعالى
(٧)الخوف : عند علمى وإيمانى بإن الله هو القادر المقتدر فهذا يدفعنى إلى الخوف منه ومراقبته لأنه قادر على أن يعذبنى إن أنا عصيته قال تعالى (أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) لأنه هو رب العالمين فالخوف يكون منه هو سبحانه
(٨)الاخلاص : عندما أؤمن بإن الله هو ربى الخالق المالك المدبر فلمن يكون عملى وأخلاصى؟ لرب الكون سبحانه قال تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) وقال تعالى (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
(٩) الرضا : عند علمى وإيمانى أن كل ما يجرى فى الكون بتدبيره هو سبحانه وهو العليم الحكيم فأرضى بما قسمه لى وأعلم أنه بتقدير من حكيم عليم فلم التضجر من قضاء الله .
(١٠) التفكر: عند إيمانى بإن الله خالق الكون كله فهذا يدعونا للتفكر فى عظيم خلق الله وابداعه ومخلوقاته قال تعالى (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) ؛ وغير هذا كثير من الآثار الإيمانية التى لا تعد فإيمانى بالله أنه الخالق المالك المدبر الرزاق القادر المحيى المميت يكون له آثار كبيرة وكثيرة فى حياة المسلم .انتهى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد.
درسنا اليوم عن توحيد الألوهية وأخذنا قبل ذلك معنى كلمة توحيد لغةً واصطلاحاً أما توحيد الألوهية فمعناه( لا معبود بحق إلا الله )أى لا أحد يستحق العبادة إلا الله وحده سبحانه وتعالى وهذا يستوجب النفي والإثبات وهما ركني التوحيد أى نفي أى معبود للكون وإثبات أن الله هو المعبود بحق أو (إفراد الله وحده بالعبادة )وسيأتي معنا فى الدروس القادمة معنى العبادة أو (إفراد الله بإفعال العباد )أي كل أفعال العباد تكون لله وحده لا شريك له وهذا كله يلخص فى كلمة التوحيد وهى (لا آله إلا الله )ولا تجوز إلا بركنيها النفي والإثبات فلا يجوز أن أنفي المعبود كليةً فهذا إعتقاد الملحدين أنه لا يوجد آله ولا يجوز الإثبات فقط بإن الله معبود فهذا معناه أنه يوجد معبودات آخرى وهذا إعتقاد المشركين ولكن نفي وإثبات .
ومن أدلة توحيد الألوهية :
(١)قال تعالى:(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ ....الأية.)فمعنى الآية تحمل كلمة التوحيد وهو أن مبعث الرسل لترسيخ التوحيد عند العباد إجتنبوا الطاغوت أي لا آله (نفى).واعبدوا الله أي إلا الله(إثبات) فهنا معنى (لا آله إلا الله ) ومعنى الطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله وهو راض .
(٢)قال تعالى:(لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ولو نظرنا فى هذه الآية أيضاً فهى تحمل كلمة التوحيد ما لكم من آله غيره أى لا آله(نفى) .أعبدوا الله أى إلا الله(إثبات)
(٣)قال تعالى:(إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ) وهنا أيضاً تحمل النفى والإثبات؛ لا آله (نفى) إلا أنا (إثبات)
(٤)قال تعالى:(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ....الأية) وهنا أعبدوا الله (إثبات) ولا تشركوا به شيئاً (نفي)
(٥)قال تعالى: عن لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) وهنا شهد سيدنا إبراهيم بكلمة التوحيد إنني براء مما تعبدون لا آله (نفى) إلا الذى فطرني إلا الله (إثبات)
وفى حديث سيدنا عمر رضى الله عنه عندما جاء سيدنا جبريل عليه السلام وسئل النبي صلى الله عليه وسلم (ما الأسلام قال أن تشهد أن لا آله إلا الله ) أي نفي ما سوى الله وإثبات العبودية لله وحده
وقال النبى صلى الله عليه وسلم (خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا آله إلا الله )،أي إثبات العبودية لله وحده ونفي ما سواه وهذا معنى توحيد الألوهية والأدلة عليه .انتهى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد .
درسنا اليوم عن شروط كلمة التوحيد
يسأل أحدنا هى كلمة التوحيد لها شروط نقول له نعم شروطها هى :
(١)الأخلاص: أن تقال بأخلاص ليس خوف من أحد ليس رياء لأحد ليس لها مقصد آخر كمنصب أو رياسة وغيره
قال تعالى :( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
(٢)العلم بمعناها: أى ما تتضمنه الكلمة من نفى وإثبات لأن كثير من الناس يجهل معناها فإذا سألت أحدهم ما معنى لا أله إلا الله يقول لك أى أن الله خلقنا وخلق الكون ولا خالق إلا الله وهذا ليس معناها ولكن لا معبود بحق إلا الله وسيأتى معناها فى الدروس القادمة بإذن الله قال تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) أى تعلم معنى كلمة التوحيد حتى تطبق ما تتضمنه ولا تقع فى شرك دون علم وبجهالة
(٣)اليقين : أى لا يقع شك فى قلب قائلها وهل يوجد أحد يشهد أن لا أله إلا الله ويشك فيها ؟نعم هناك من يقولها وبقلبه ريبة وشك فيها ولذلك من شرطها اليقين الجازم بها قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أشهد أن لا أله إلا الله وأنى رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة )
(٤)القبول : أى أن يقبل العبد ما تتضنه هذه الكلمة دون استكبار قال تعالى:(إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ) إذا قيل لهم اعبدوا الله وحده يستكبروا لا تدعوا مع الله أحدا يستكبروا لا تصرفوا العبادة لغير الله يستكبروا
(٥)الأنقياد : أى الأنقياض لكل ما تضمنه الكلمة والأستسلام التام من أوامر ونواهى أى اكون عاملاً لما دلت عليه الكلمة والعمل بكل ما امر الله به وانتهى عن كل ما نهانى الله عنه فإذا قالها العبد دون العمل بها فلا فائدة منها لأن من شروطها العمل بها والأنقياد لها قال تعالى:(وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ )
(٦)الصدق : أن يقولها صادق من قلبه وهل من الناس من يقولها دون صدق؟ نعم مثل المنافقون الذين قالوها أيام النبى صلى الله عليه وسلم خوفاً من القتل ومن أمثلة اليوم أن يقولها طمعاً فى منصب لا يناله إلا بالأسلام أو مال أو يخدع من قالها لهم قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ)فهذا يفسدها ويبطلها أن يقولها باللسان ويكذب بالقلب
(٧) المحبة : أى حب كلمة التوحيد حبى لأن لا يوجد معبود إلا الله لأن هذا سيضرنى أنا شخصياً قال تعالى ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)أى فى السموات والأرض لو يوجد معبودات آخرى لفسدت فهذا يجعلنى أحب أن الله واحد لا شريك له فى عبادته ومن حبى لكلمة التوحيد حبى لأهلها اى أحب كل من قالها اى المسلمين لا أنقص منهم ولا أحب أحد من ملة آخرى عنهم فحبى لكلمة توحيد يجعلنى أحب أهلها قال تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) فالواجب علينا حب الله عن أى شيء والمحبة من العبادة أيضاً وستأتى معنا بالتفصيل فى الدروس القادمة بإذن الله ؛ ها قد عرفنا شروط كلمة التوحيد كى نعرضها على انفسنا هل جأنا بشروطها حتى نكون عاملين بها ونكون من أهل التوحيد حقاً .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مرحباً بكم عباد الله وبعد :
اليوم سنتعرف على معنى العبادة لغة أى فى المعجم العربى واصطلاحاً أى ما اصطلح عليه العلماء
(أولاً) لغة : أى الطاعة مع الخضوع و التذلل ومنها (طريق معبد أى مذلل)
(ثانياً)اصطلاحاً : كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة والباطنة أو الخضوع والتذلل مع التعظيم والأجلال
أما أنواعها فمنها عبادة بدنية وعبادة قلبية وعبادة مالية وعبادة بدنية مالية
أولاً ( عبادة بدنية ) وسميت بذلك لإنها تقوم على أعمال البدن وأولها وأعظمها طبعاً الصلاة فهى من عظمها فرضت فى السماء وليس فى الأرض ومن أهميتها وعظمها لم تسقط عن أحد قط ما دام ينبض فيه الروح إلا على الحائض والنفساء فقط وهذا ما شرعه الله قال تعالى :(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
ومنها أيضاً الصوم قال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فالصوم كان أيضاً فى الأمم السابقة ولكنه بطريقة مختلفة وهو أيضاً من الأعمال البدنية لأنه يقوم على الجوع والعطش
ومنها أيضاً الدعاء فالدعاء عبادة ولا ينبغى إلا لله سبحانه وتعالى قال تعالى ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) أى أن الدعاء عبادة بنص القرآن الكريم ولا يجوز صرفه إلا لله ولا يجوز للموتى فى القبور ولا فى الأضرحة وغيرها فكل هذا من الشركيات والدعاء نوعان (دعاء ثناء )على الله بأسمائه وصفاته و(دعاء مسألة) أى أسأل الله بما أريد وأحتاج
ثانياً (عبادة قلبية) وهى التى محلها القلب مثل الرجاء فيجب علينا ألا نرجو إلا الله فيما لا يقدر عليه إلا الله والرغبة فيما عند الله والرهبة أى الخوف والخضوع لله والخشوع أى التذلل وتعظيم الله والخوف منه سبحانه وتعالى قال تعالى: ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) .
وأيضاً الاخلاص فهو محله القلب وينبغى ان تكون كل أعمالنا لله وحده قال تعالى :(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
ثالثاً (عبادة مالية ) مثل الزكاة فهى عبادة مالية وهى من أركان الأسلام الخمسة فهى عبادة سواء الفريضة وهى الزكاة أو النافلة وهى الصدقة قال تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)والأيات كثيرة التى تتحدث عن الزكاة واكثرها طبعاً ما سميت بالصدقة فالصدقة فى القرآن يقصد بها صدقة الفريضة وهى الزكاة قال تعالى:( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) والصدقات المقصود بها هنا هى الزكوات المفروضة .
ومن أمثلة العبادة المالية أيضاً الذبح لأنه يكون بالمال فالذبح عبادة ولا تجوز إلا لله فلا يجوز الذبح لمقبور أى ميت مهما كانت مكانته والله أعلم بأتقاكم ولا لضريح ولا لشيخ فلان ولا الولى علان فكل هذا من الشركيات التى تحبط العمل قال تعالى :( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ونسكى هنا أى ذبحى لله وحده لا شريك له ومنها النذر (أولاً) يجب علينا معرفة أن النذر مكروه وأنما يستخرج منها من البخيل (ثانياً )أنها عبادة لا تنبغى إلا لله لا تجوز لشيخ ولا ولى ولا قبر ولا غيره فتكون شركاً قال تعالى:( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا)
رابعاً( عبادة بدنية مالية ) وهى الحج لأنها تقوم على أعمال البدن وفى نفس الوقت فى أنفاق المال قال تعالى :( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) وهكذا عباد الله تعرفنا على معنى العبادة وأنواعها وأمثلتها ويجب علينا بعد معرفتنا ألا نصرف العبادة إلا لله فبالمعرفة اقيمت علينا الحجة إلا نصرف العبادة الا له سبحانه وتعالى .انتهى