بسم الله؛

ولا يزال الإنسان بخير ما عرف أنه مذنب وأنه يجب عليه التوبة
وأن الله عز وجل يقبل التوبة عن عباده.

عن أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:

«كان رسول الله ﷺ؛ إذا استيقظ قال: اللهم لا إلهَ إلّا أنت سبحانك!

اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علمًا ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتَني، وهَبْ لي من لدنك رحمةً؛ إنك أنت الوهّاب»

- ليكن الدعاء خُلقًا لك وليس لحظةً عابرةً
سرعان ما ترتحل عنها بانقضاء حاجتك.

إذا المَرْءُ أضنَاهُ التّوَجُّدُ والأسَى
فَفِي ذِكْرِ رَبِّ العَالمِينَ شِفَاءُ!

على أملٍ لا أعرفه!

ولكني أعرف باعثه؛ هو الله الوهابّ.

كُلّ ليلة، ذات الدُّعاء، بذات اليقين.

«صلاةُ الليلِ برءٌ للحنايا..
وتطبيبٌ، وتخفيفٌ، وأُنسُ»

‏وجدت الله في كل شيء..

في الليالي التي استحال عليّ عيشها، فكنت أظنها لن تمر وبفضله مرت، وجدته في استكانةِ روحي وفي قلبي المملوء بالخير دائمًا..

وجدته هو فقط لا سواه في تخطي كل ما هو صعب!

بِسـمِ اللَّـه؛

الليالي والأيام الفاضلة لا ينبغي أن يغفل عنهنّ

لأنه إذا غفل التاجر عن موسم الربح فمتى يربح؟!

• ابن الجوزي.

يوم عرفة يوم دعاء وصدق مع الله.
من الصدق أن تأتيه عبدًا ضعيفًا، مستشعرًا عظمته وكرمه، مجردًا قلبك من الدنيا كما يُجرد الميت، لا لساعات بل بيقين أن الدنيا لا شيء أمام الآخرة.

تصدق قبل عرفة ولو بعنبة، وادعُ بيقين لا يشوبه شك أن الله يستجيب.
اهتم بقلبك، أصلحه، واطلب من الله أن يرفعه لمراتب القبول، لا تشغل قلبك بزينة الدنيا، عِش فيها وقلبك معلق بالآخرة.

اطلب حاجاتك كلها، واجعلها مطايا للخير، وكن صادقًا في ألمك من تقصيرك وسابق ذنوبك، وتأدب في حضرة من ستر وأعطى ورفع.

نعوذ بالله من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع.

بالدعاء تتجلّى رحمة الله، وتأمّلوا في قصة زكريا ومريم -عليهما السلام-:

مريم قالت: ﴿يَا لَيْتَنِي مِتُّ﴾، تمنّت النسيان، فجعلها الله آيةً خالدة: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾.
وزكريا لما رأى رزق الله عندها، دعا بيقين وضعف: ﴿إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي﴾، فاستُجيب له: ﴿إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ﴾.
رغم عقم زوجته، ورغم أن العذراء لا تلد، قال الله: «كُن» فكان.

الدروس؟ لا تتعلّقوا بالأسباب، بل بثقتكم بربّ الأسباب، وادعوا بضعفكم، لا بقوتكم، فإن عطاؤه أعظم مما نرجو.

اللهم إني لست أبا ذر...
لا أستطيع العيش وحدي، ولا الموت وحدي، ولا خوض معاركي وحدي.

لَا تَنسَوْنِي مِنْ صَالِحِ دُعَائِكُمْ.

يارب ارزقنا كما رزقتهم
يارب مُنّ علينا بغير حولٍ منّا ولا قوة
يا رب يا واسع.

كان الصَّحابةُ، إذا التقَوا يومَ العيد،
يقول بعضُهم لبعضٍ: تقبَّلَ اللهُ منَّا ومنكم.

فتقبَّلَ اللهُ منَّا ومنكُم صالحَ الأعمالِ،
وأعادَه علينا وعليكم بالرَّحمةِ والخيرِ والبركاتِ.

إنَّه عِيدُنا؛ وإننا لمَسرورون،
طِبتُم وطَابَت أعيادُكم برِفقةِ مَن تُحبّون.

العيدُ لَفظٌ، ورُؤية الأحِبة المَعنىٰ.

‏الحمدُ للهِ كلُّ الحمد يبلُغُه
‏أشهدْتَنا العيدَ فِي خَيرٍ وفِي نِعَمِ🤍.

‏كل عام وكل شتيتين قد اجتمعا، وكل التائهين الحيارى وَصَلوا،

وكل الخائفين اطمئنوا وسكَنوا، وكل ذي مطلبٍ قد ناله أو أدرك الحكمة من مَنعه،

وكل حبيب مُطمئن وفرحته مُضاعفة بوجه وصوت حبيبه،

كلٌ عَام وأنتُم إلَى اللّه أقرَب وعلَى طاعَته أدومْ ، تقبَل اللّه منّا ومنْكم صَالح الأعمَالْ.

الـحـمـد للـه؛

لقد عاهدنا الله بقدوم العشر الاجتهاد فيها كاملة وسألناه التوفيق والقبول، ضعوا في بالكم أن العشر ما انقضت بعد، فقط قضينا تسع أيام منها وبقى العاشر
قال ﷺ،(أعظم الأيام عند الله يوم النحر)

إن كان يوم عرفة عظيم فالنحر أعظم،
والإجتهاد في خواتيم الأعمال من دلالات الصدق، احرصوا الالتزام فيه بكامل أوراد العبادات التى كانت في الأيام التي قبله ماعدا الصيام

واحسنوا توديع الضيوف العشر الكِرام مع تعظيم شعائر الله والفرح بقدوم العيـد 🌼.

غدًا هو يوم القَرّ، ويوم القَرّ هو أول ثلاثة أيام لا يُرَدُّ فيها الدعاء.

فمن فاته يوم عرفة فلا يفوته فضل يوم القَرّ!

وهذا اليوم هو من أعظم الأيام عند الله، والدعاء فيه لا يُرَد، فقد ثبت عن النبيِّ ﷺ أنه قال: أعظم الأيام عند الله يوم النَّحر، ثم يوم القَرّ.