Telegram Web Link
🏛️ *مجموعات زهر الفردوس للعلم الشرعي*

🎁 *فوائد من تدبر الآية : 283*
*من سورة البقرة*
*للشيخ ابن عثيمين رحمه الله*


🔮 قال الله تعالى:
*📖{ ﻭَﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺳَﻔَﺮٍ ﻭَﻟَﻢْ ﺗَﺠِﺪُﻭﺍ ﻛَﺎﺗِﺒﺎً ﻓَﺮِﻫَﺎﻥٌ ﻣَﻘْﺒُﻮﺿَﺔٌ ﻓَﺈِﻥْ ﺃَﻣِﻦَ ﺑَﻌْﻀُﻜُﻢْ ﺑَﻌْﻀﺎً ﻓَﻠْﻴُﺆَﺩِّ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺍﺅْﺗُﻤِﻦَ ﺃَﻣَﺎﻧَﺘَﻪُ ﻭَﻟْﻴَﺘَّﻖِ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺭَﺑَّﻪُ ﻭَﻻ‌ ﺗَﻜْﺘُﻤُﻮﺍ ﺍﻟﺸَّﻬَﺎﺩَﺓَ ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﻜْﺘُﻤْﻬَﺎ ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﺁﺛِﻢٌ ﻗَﻠْﺒُﻪُ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻤَﺎ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ﻋَﻠِﻴﻢٌ }*

1⃣ - من فوائد الآية: أنه إذا لم يجد كاتباً في السفر فإنه يوثق الحق بالرهن المقبوض ؛ وهذه من عناية الله عز وجل بحفظ أموال عباده وخوفاً من النزاع ، والشقاق في المستقبل.

2⃣ - ومنها: جواز الرهن في السفر ؛ لقوله تعالى: { فرهان } ؛ سواء كان قصيرا ً، أو طويلا ؛ وبألا نجد كاتباً ؛ وجواز الرهن في الحضر أيضا حتى مع وجود الكاتب.

3⃣ - ومنها : أنه إذا حصل الائتمان من بعضنا لبعض لم يجب رهن ، ولا إشهاد ، ولا كتابة ؛ لقوله تعالى : {ٌ ﻓَﺈِﻥْ ﺃَﻣِﻦَ ﺑَﻌْﻀُﻜُﻢْ ﺑَﻌْﻀﺎً ﻓَﻠْﻴُﺆَﺩِّ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺍﺅْﺗُﻤِﻦَ ﺃَﻣَﺎﻧَﺘَﻪُ } .

4⃣ - ومنها: وجوب أداء الأمانة على من اؤتمن؛ لقوله تعالى : { ﻓَﻠْﻴُﺆَﺩِّ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺍﺅْﺗُﻤِﻦَ ﺃَﻣَﺎﻧَﺘَﻪُ} ؛ فإذا وجب أداء الأمانة حرمت الخيانة.

5⃣ - ومنها: أنه لو تلفت العين ( الشئ المؤتمن عليه) بيد الأمين فإنه لا ضمان عليه ما لم يتعد ، أو يفرط ؛ لقوله تعالى : { ﻓَﻠْﻴُﺆَﺩِّ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺍﺅْﺗُﻤِﻦَ ﺃَﻣَﺎﻧَﺘَﻪُ} ؛ فسماها الله سبحانه وتعالى أمانة ؛ والأمين يده غير متعدية ؛ فلا يضمن إلا إذا حصل تعد ٍّ، أو تفريط ؛ ومن التعدي إذا أعطي الإنسانُ أمانة للحفظ تصرف فيها - كما يفعل بعض الناس - ببيع ، أو شراء ، أو نحو ذلك ؛ وهذا حرام لا يجوز ؛ وإذا أردت أن تفعل فاستأذِن من صاحبها ؛ فإن أذن لك صارت عندك قرضاً.

6⃣ - ومن فوائد الآية: أنه يجب على هذا الذي اؤتمن ألا يغتر بثقة الناس به ، فيفرط فيما يجب عليه من أداء الأمانة ؛ لقوله تعالى : { وليتق الله ربه } ؛ فأمره الله سبحانه وتعالى بأن يتقي الله : قال تعالى : { ﻭَﻟْﻴَﺘَّﻖِ ﺍﻟﻠَّﻪَ} ، وأردفها بقوله تعالى : { ربه } .

7⃣ - ومن فوائد الآية تحريم كتمان الشهادة ؛ يعني إخفاءها سواء كان كتمان أصلها ، أو وصفها ؛ وسواء كان الحامل لها القرابة ، والغنى ؛ أو البعد ، والفقر ؛ لقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}
[النساء: 135]

8⃣ - ومنها: أن كتْم الشهادة من الكبائر ؛ لوجود العقوبة الخاصة بها - وهي قوله تعالى : { ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﺁﺛِﻢٌ ﻗَﻠْﺒُﻪُ}.

9⃣ - ومنها: عظم كتم الشهادة ؛ لأنه أضاف الإثم فيها إلى القلب ؛ وإذا أثم القلب أثم الجوارح؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ>>


====================

🌎 رابط قناة تدبر سورة البقرة من دورة الأترجة

https://www.tg-me.com/otrogaelbakra

نسعد بأنضمامكم معنا 💐
🏛️ *مجموعات زهر الفردوس للعلم الشرعي*

📢📢📝 *تدبر الآية : 284*
*من سورة البقرة*
*من دورة الأترجة*


🔮 قال سبحانه :
📖 *{ ﻟِﻠَّﻪِ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﺇِﻥْ ﺗُﺒْﺪُﻭﺍ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻜُﻢْ ﺃَﻭ ﺗُﺨْﻔُﻮﻩُ ﻳُﺤَﺎﺳِﺒْﻜُﻢْ ﺑِﻪِ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﻴَﻐْﻔِﺮُ ﻟِﻤَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﻭَﻳُﻌَﺬِّﺏُ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻗَﺪِﻳﺮٌ }*

📖 *{ ﻟِﻠَّﻪِ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ}*

💦 يعني : ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻓﻬﻮ ﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﺎً ، ﻭﻣﻠﻜﺎ ً، ﻭﺗﺪﺑﻴﺮﺍ ً؛ ﻭﻟﻴﺲ ﻷ‌ﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻴﻪ ﻣﻠﻚ .

📖 *{ ﻳُﺤَﺎﺳِﺒْﻜُﻢْ ﺑِﻪِ ﺍﻟﻠَّﻪُ }*

💦 ﺃﻱ ﻳُﻄْﻠِﻌﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ؛ ﻭﻻ‌ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ؛
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :

📖 *(ُ ﻓَﻴَﻐْﻔِﺮُ ﻟِﻤَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﻭَﻳُﻌَﺬِّﺏُ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ )*

📝 ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ هذه الآية
إﺷﺘﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻓﺄﺗﻮﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﺛﻢ ﺑﺮﻛﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻛﺐ ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :
ﺃﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻛﻠﻔﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻋﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﻄﻴﻖ : ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ ، ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ، ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻵ‌ﻳﺔ ﻭﻻ‌ ﻧﻄﻴﻘﻬﺎ .
💎 ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : « ﺃﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ : ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﻋﺼﻴﻨﺎ ! ﺑﻞ ﻗﻮﻟﻮﺍ :
📖 *{ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا }* ..

💦 ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﺃﻃﻌﻨﺎ ﻏﻔﺮﺍﻧﻚ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ .

💦 ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺇﺛﺮﻫﺎ :
📖 *{آمنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}*

💦 ﻓﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻧﺴﺨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ :
📖 ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)
💦 ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : « ﻧﻌﻢ » ..

📖 {ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا }

💦ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : « ﻧﻌﻢ » ..

📖 { ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ }

💦ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : « ﻧﻌﻢ » ..

📖 { وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }

💦 ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : « ﻧﻌﻢ »



====================

🌎 رابط قناة تدبر سورة البقرة من دورة الأترجة

https://www.tg-me.com/otrogaelbakra

نسعد بأنضمامكم معنا 💐
🏛️ *مجموعات زهر الفردوس للعلم الشرعي*

🎁 *فوائد من تدبر الآية : 284*
*من سورة البقرة*
*للشيخ ابن عثيمين رحمه الله*

🔮 قال الله تعالى:
*📖{ ﻟِﻠَّﻪِ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﺇِﻥْ ﺗُﺒْﺪُﻭﺍ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻜُﻢْ ﺃَﻭ ﺗُﺨْﻔُﻮﻩُ ﻳُﺤَﺎﺳِﺒْﻜُﻢْ ﺑِﻪِ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﻴَﻐْﻔِﺮُ ﻟِﻤَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﻭَﻳُﻌَﺬِّﺏُ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻗَﺪِﻳﺮٌ }*

1⃣ - من فوائد الآية : عموم ملك الله سبحانه وتعالى ؛ لقوله تعالى : { ﻟِﻠَّﻪِ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽٌِ } ؛ وأن الله عز وجل هو القائم على هذه السموات والأرض يدبرها كما يشاء ؛ لأنها ملكه ؛ و أنها ليست سماء واحدة .

2⃣ - ومنها: وجوب إفراد الله سبحانه وتعالى بالألوهية ؛ لأن الإقرار بالربوبية يستلزم الإقرار بالألوهية - ولابد ؛ ولهذا قال الله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم} [البقرة: 21] ؛ فجعل الربوبية موجباً لعبادته .

3⃣ - ومنها: إثبات صفات الكمال لله عز وجل ؛ لأننا إذا تأملنا في هذا الملك الواسع العظيم ، وأنه يدبَّر بانتظام لا مثيل له علمنا بأن الذي يدبره كامل الصفات؛ فيؤخذ منه كل صفة كمال لله ، كالعلم ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ، والعزة ، والحكمة ، وغير ذلك من صفاته عز وجل؛ لأنه لا يمكن أن يقوم بملك هذه الأشياء العظيمة إلا من هو متصف بصفات الكمال.

4⃣ - ومنها : عموم علم الله وسعته ؛ لقوله تعالى : { ﻭَﺇِﻥْ ﺗُﺒْﺪُﻭﺍ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻜُﻢْ ﺃَﻭ ﺗُﺨْﻔُﻮﻩُ ﻳُﺤَﺎﺳِﺒْﻜُﻢْ ﺑِﻪِ ﺍﻟﻠَّﻪٌُ } ؛ ولا محاسبة إلا من بعد علم.

5⃣ - ومنها: تحذير العبد من أن يخفي في قلبه ما لا يرضاه الله عز وجل ؛ لأن الإنسان إذا علم بأن الله عالم بما يبدي وبما يخفي فسوف يراقب الله سبحانه وتعالى خوفاً من أن يحاسَب على ما أخفاه كما يحاسَب على ما أبداه .

6⃣ - ومنها: إثبات أن العبد يحاسب على ما في نفسه ؛ وظاهره العموم ؛ لقوله تعالى : { ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻜُﻢْ ﺃَﻭ ﺗُﺨْﻔُﻮﻩُ ﻳُﺤَﺎﺳِﺒْﻜُﻢْ ﺑِﻪِ الله ٌ} ؛ ولكن جاءت النصوص الأخرى بالتفصيل في ذلك على النحو التالي :

الأول : أن يكون ما يطرأ على النفس وساوس لا قرار لها ، ولا ركون إليها ؛ فهذه لا تضر ؛ بل هي دليل على كمال الإيمان ؛ لأن الشيطان إذا رأى من قلب الإنسان إيماناً ويقيناً حاول أن يفسد ذلك عليه ؛ ولهذا لما شكا الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجدونه في أنفسهم من هذا قال صلى الله عليه وسلم : « وقد وجدتموه ؟ قالوا : نعم ؛ قال : ذاك صريح الإيمان »

الثاني : أن يهمّ بالشيء المحرم ، أو يعزم عليه ، ثم يتركه ؛ وهذا أنواع:

النوع الأول : أن يتركه لله ؛ فيثاب على ذلك ، كما جاءت به السنة فيمن همّ بسيئة فلم يعملها أنها تكتب حسنةً كاملة ؛ قال الله تعالى : « لأنه تركها من جرّائي » ، أي من أجلي.

النوع الثاني : أن يهمّ بها ، ثم يتركها عزوفاً عنها ؛ فهذا لا له ، ولا عليه ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إنما الأعمال بالنيات ؛ وإنما لكل امرئ ما نوى » .

النوع الثالث: أن يتمناها ، ويحرص عليها ؛ ولكن لا يعمل الأسباب التي يحصِّلها بها ؛ فهذا يعاقب على نيته دون العقاب الكامل ، كما جاء في الحديث في فقير تمنى أن يكون له مثل مال غني كان ينفقه في غير مرضاة الله ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « فهو بنيته ؛ فهما في الوزر سواء » .

النوع الرابع: أن يعزم على فعل المعصية ، ويعمل الأسباب التي توصل إليها ؛ ولكن يعجز عنها ؛ فعليه إثم فاعلها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قالوا: يا رسول الله هذا القاتل؛ فما بال المقتول؟ قال : إنه كان حريصاً على قتل صاحبه ».

7⃣ - ومنها: إثبات محاسبة العبد ؛ لقوله تعالى: { ﻳُﺤَﺎﺳِﺒْﻜُﻢْ ﺑِﻪِ ﺍﻟﻠَّﻪُ} ؛ ولهذا يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا » .

8⃣ - ومنها : أن الله سبحانه وتعالى لم يصرح بالمعاقبة ؛ ولا يلزم من المحاسبة المؤاخذة ؛ لقوله تعالى : { فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } ؛ ويؤيده ما ثبت في الصحيح أن الله عز وجل يخلو بعبده المؤمن ، فيقرره بذنوبه، ويقول : « عملت كذا في يوم كذا » حتى يقر ؛ فإذا رأى أنه قد هلك يقول الله عز وجل : « قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ».

9⃣ - ومنها: إثبات المشيئة لله عز وجل ؛ لقوله تعالى: {ُ ﻓَﻴَﻐْﻔِﺮُ ﻟِﻤَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﻭَﻳُﻌَﺬِّﺏُ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ } ؛ ومشيئته تعالى مقرونة بالحكمة ؛ فكل شيء أضافه الله إلى مشيئته فاعلم أنه مقرون بحكمة ؛ لا يشاء شيئاً إلا لحكمة - أياً كان هذا الشيء.

15 - ومنها: إثبات القدرة لله ، وعمومها في كل شيء ؛ لقوله تعالى : {ُ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻗَﺪِﻳﺮٌ } ؛ فلا أحد يقدر على كل شيء إلا الله عز وجل؛ وأما المخلوق فقدرته محدودة.
فإن قيل : لماذا ختم الآية بالقدرة من بعد قوله تعالى : { ﻓَﻴَﻐْﻔِﺮُ ﻟِﻤَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﻭَﻳُﻌَﺬِّﺏُ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ} ؛ ولم يختمها بالرحمة، ولا بالعقوبة؟

فالجواب : أن

المحاس

بة تكون بعد البعث ؛ والبعث يدل على القدرة .

وجه آخر: لو ختمت الآية بما يقتضي الرحمة وفيها التعذيب لم يكن هناك تناسب ؛ ولو ختمت بما يقتضي التعذيب وفيها مغفرة لم يكن هناك تناسب ؛ والقدرة تناسب المغفرة ، وتناسب التعذيب ؛ لأن المغفرة ، والتعذيب كلٌّ لا يكون إلا بقدرة الله عز وجل .


 =====================

🌎 رابط قناة تدبر سورة البقرة من دورة الأترجة

https://www.tg-me.com/otrogaelbakra

نسعد بأنضمامكم معنا 💐
🏛️ *مجموعات زهر الفردوس للعلم الشرعي*

📢📢📝 *تدبر الآية : 285 من سورة البقرة من دورة الأترجة*


🔮 قال سبحانه :
📖 *{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }*

📖 *{ آمَنَ }*
💦 الإيمان هو الإقرار بوجود الله المستلزم لقبول جميع ما أخبر الله به في كتابه ، والإذعان للحكم ، أو لما يقتضيه ؛ أما مجرد التصديق ، والإقرار فلا ينفع .

📖 ( الرَّسُولُ )

💦 «أل» هنا للعهد ؛ والمراد به محمد صلى الله عليه وسلم ؛ { الرسول }

*📖 { بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ }*

💦 أي بالذي أنزل إليه من ربه ؛ والذي أنزل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بيَّنه الله سبحانه وتعالى في قوله :
{ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة } فهو القرآن ، والسنة.
والرسول صلى الله عليه وسلم كيف آمن بهما ؟

الرسول آمن بأن القرآن من عند الله أنزله إليه ليبلغه إلى الناس ، وآمن بأن ما أوحي إليه من السنة هو من الله عز وجل ؛ أوحي به ليبلغه إلى الناس .

💦 ثم هو أيضاً آمن بما يقتضيه هذا المنزل من قبول ، وإذعان ؛ ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشد الناس تصديقاً بما أنزل إليه ، وأقواهم إيماناً بلا شك .

📖 *{ِ مِن رَّبِّه }*

💦 يراد بها الربوبية أخص الخاصة ؛ لأن ربوبية الله عز وجل عامة ؛ وخاصة ؛ وأخص الخاصة ؛ فالعامة الشاملة لكل الخلق ، مثل : { رب العالمين }

💦 و الخاصة للمؤمنين ؛ و خاصة الخاصة للرسل - عليهم الصلاة والسلام -؛ فالذين يقولون : { رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا}
هذه ربوبية خاصة لكل المؤمنين .

💦ولا شك أن الربوبية الخاصة تقتضي تربية خاصة لا يماثلها تربية أحد من العالمين.


====================

🌎 رابط قناة تدبر سورة البقرة من دورة الأترجة

https://www.tg-me.com/otrogaelbakra

نسعد بأنضمامكم معنا 💐
🏛️ *مجموعات زهر الفردوس للعلم الشرعي*

🎁 *فوائد من تدبر الآية : 285*
*من سورة البقرة*
*للشيخ ابن عثيمين رحمه الله*


🔮 قال الله تعالى:
*📖( آمنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )*

1⃣ - من فوائد الآية: أن محمداً صلى الله عليه وسلم مكلف بالإيمان بما أنزل إليه ؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : 《أشهد أني رسول الله 》.

2⃣ - ومنها: إثبات علوّ الله عز وجل؛ لأن النزول لا يكون إلا من أعلى؛ لقوله تعالى: {ُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ }.

3⃣ - ومنها: إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: { الرَّسُولُ}، وقوله تعالى : { بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ }.

4⃣ - ومنها : أن المؤمنين تبع للرسول صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: {آمنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} .

5⃣ - ومنها: أنه كلما كان الإنسان أقوى إيماناً بالرسول صلى الله عليه وسلم كان أشد اتباعاً له؛ وجهه أنه تعالى قال: {ُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ } يعني: والمؤمنون آمنوا بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من ربه .

6⃣ - ومنها: أن إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين شامل لكل أصول الدين ؛ لقوله تعالى : { كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ } ؛ ويبقى عندنا إشكال ؛ وهو أنه ليس في الآية ذكر الإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر ؟ والجواب من أحد وجهين:

أحدهما : أن يقال : إن هذا داخل في عموم قوله تعالى : { بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ }.

والوجه الثاني : أن يقال : إن الإيمان بالكتب ، والرسل متضمن للإيمان باليوم الآخر ، والقدر.

7⃣ - ومنها: إثبات الملائكة.

8⃣ - ومنها: أن الإيمان بالرسل ليس فيه تفريق ؛ لا تقول مثلاً : نؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولا نؤمن بعيسى لأن عيسى من بني إسرائيل ؛ نحن لا نفرق بين الرسل ؛ وقد سبق لنا معنى قوله تعالى: { لَا نُفَرِّقُ }.

9⃣ - ومن فوائد الآية: أن من صفات المؤمنين السمع، والطاعة؛ لقوله تعالى : {ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا }

🔟 - ومنها: أن كل أحد محتاج إلى مغفرة الله؛ لقوله تعالى : { غُفْرَانَكَ } ؛ فكل إنسان محتاج إلى مغفرة - حتى النبي صلى الله عليه وسلم محتاج إلى مغفرة ؛ ولهذا لما قال صلى الله عليه وسلم : « لن يُدخل الجنة أحداً عملُه قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة »

1⃣1⃣ - ومنها : تواضع المؤمنين، حيث قالوا : { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } ، ثم سألوا المغفرة خشية التقصير .

2⃣1⃣ - ومنها: إثبات أن المصير إلى الله عز وجل في كل شيء ؛ لقوله تعالى : ( وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) ؛ و المراد بذلك المصير إلى الله في الآخرة ، والمصير إلى الله في الدنيا أيضا ً؛ فهو الذي يحكم بين الناس في الدنيا والآخرة - كما قال تعالى : { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
[الشورى: 10]



====================

🌎 رابط قناة تدبر سورة البقرة من دورة الأترجة

https://www.tg-me.com/otrogaelbakra

نسعد بأنضمامكم معنا 💐
2024/05/16 22:05:24
Back to Top
HTML Embed Code: