Telegram Web Link
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
الضربات الفاصلة الموجعة التي تحققها إسرائيل في إيران، ومن قبلها في حزب الله.. تزيد من الإعجاب والتعظيم للحركة الخضراء!!

مع أن إمكانيات الحركة لا تقارن بإمكانيات الحزب وإيران، ومع أن إسرائيل تسيطر تماما على غزة تقنيا وجغرافيا واقتصاديا وتحاصرها عسكريا.. إلا أن الحركة أحسنت حماية قادتها وكتمان خططها وتضليل الوحش!

فلم تستطع إسرائيل توقع الطوفان، وتفاجأت دائما بحجم الأنفاق، وعجزت عن إنقاذ أسراها، وقضت وقتا طويلا في تتبع قادة الحركة.. وتلك أمورٌ تكتب بالذهب في صفحات تاريخ الحركة ومعجزاتها!

يا لبؤس ويا لتعس ويا ويل أنظمة لديها حركة كهذه، يمكن أن تحتمي بها أو حتى تناور بها ثم هي تتآمر عليها؟!!
قناة: رامي بن محمد الدالي
كنت كثيرا ما أفكر في حديث: "أَوَّلُ هَذَا الْأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ يَكُونُ خِلَافَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ إِمَارَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَتَكادَمُونَ عَلَيْهِ تَكادُمَ الْحُمُرِ؛ فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ،…
هذا الاختراق الفظيع والضربات القوية المفاجئة في النظام الإيراني الرافضي الضال وحزبه اللبناني، وفي المقابل الصمود والتماسك الأسطوري في غزة الضعيفة جدا ماديا على مدار ما يقارب السنتين دون تحقيق العدو لأي هدف من أهدافه لا معنى له إلا شيء واحد فقط، هي معية الله تعالى للمجاهدين في غزة والتي تعني أنهم على الحق، وأنهم -كما ذكرت مرارا وتكرارا- لن ينكسروا يقينا إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا.
"مرحلة الإساءة لا يشترط فيها الإيمان بشكل أساسي، وإنما يشترط فيه فقط مجرد العداء لليهود ممن يسكن هذه الأرض كما بينتُ سابقا عند تحديد هوية العباد أولي البأس الشديد في وعد الآخرة.

فهذا هو الأصل الذي لا صارف له هنا، وهو ما أشار إليه النص القرآني وذلك في قوله تعالى: {عِبَادًا لَنَا}، فلم يضف العباد إلى نفسه إضافة التشريف، فدل على أنهم من سائر العباد ولا ميزة لهم تجعلهم مختصين بالله تعالى على جهة الكمال –فكل الناس عباد لله عز وجل– سوى أنهم أداة لتنفيذ قدر الله تعالى في اليهود.

فكان هذا التعبير مقصودا للإشارة إلى هذا المعنى كما بينت سابقا، وكما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليؤيّد هذا الدين بالرجل الفاجر" [متفق عليه: صحيح البخاري (3062)، وصحيح مسلم (111)].
ويؤكد ذلك الحقيقة التاريخية من شِرك بختنصر وجنده.

والأصل في عباد وعد الآخرة أن يكونوا كأصلهم وأقرب إلى حقيقتهم كما مر معنا –أعني من حيث إنه لا يشترط فيهم الإيمان والعقيدة السليمة القوية فقد يكونون من المؤمنين الصالحين ومن غيرهم–.

وهذا ما يفسر حصول إساءة وجوه اليهود من قبل أهل البدع والضلال من المسلمين كالروافض في لبنان مثلا على أني أستبعد أن تحصل إساءة حقيقية مستمرة من قبل إيران أو اليمن -سوى بعض الضربات الاستثنائية المحدودة- لأنهم ليسوا من أهل الأرض الموعودة وما جاورها التي هي مسكن عباد الأولى والآخرة -كما مر-، بل يغلب على ظني أن هذه الحرب ستضعف الفريقين معا أي: اليهود والروافض وذلك تمهيدا للخلافة الراشدة التي هي قدر الله الغالب بإذن الله.
والله تعالى أعلم.


وأما المرحلة الثانية وهي دخول المسجد الأقصى وفتحه فيشترط فيها الإيمان والعقيدة السليمة القوية؛ لقرائن أخرى سوى أصل السياق، وهي إشارات ثلاثة أشار إليها النص القرآني ثنتان في الإسراء وأخرى خارجها:

الإشارة الأولى: قوله تعالى في وعد الآخرة: {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ}، ولم يذكر ذلك في الأولى مع أنهم دخلوه في الأولى أيضا، فقد قال تعالى: {كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ}، فدل ذلك على أن دخول المسجد أول مرة لم يكن مقصودا لذاته لأنه حصل من قوم مشركين ....
أما في وعد الآخرة: فدخول المسجد الأقصى مقصود لذاته من الله تعالى، ولذلك ذكره معلَّلًا باللام، وهذا يعني أن من يدخله ويفتحه هم أحق به من اليهود أولًا، وهم المسلمون الذين ورثوا إمامة الدين من بني إسرائيل كما تدل عليه حادثة الإسراء نفسها.
وثانيا: أنهم ينبغي أن تتحقق فيهم الأوصاف التي ذكرها الله تعالى فيمن يستحق عمارة المساجد وفي قلبها الأقصى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.

الإشارة الثانية: وهي ما ذكره الله تعالى في أول السورة وتمثل محورها الأساسي، وهي قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ..}.
وفيها إشارة إلى انتقال الخلافة وإمامة الدين من بني إسرائيل إلى المسلمين، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم في الأقصى إماما بجميع الأنبياء والمرسلين تأكيدا لهذا المعنى وصار الأقصى من أعظم مساجد المسلمين ومقدساتهم، فما استحققناه إلا بوراثة الخلافة الدينية وبالإمامة في الدين.

الإشارة الثالثة: قوله تعالى في سورة النور: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا..}، وقوله في سورة محمد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}"

مقتطفات من رسالة: بعد عام من الطوفان
القسم الاول: التأملات
النظرة السادسة: تأملات في سورة الإسراء
الرابط/ https://www.tg-me.com/ramydaly/6015
حكم العصابات الإجرامية المتعاونة مع الاحتلال الصهيوني

السؤال:

بعض عتاة المجرمين يمارسون الإفساد في غزة، حيث يقومون بالدلالة على أماكن المجاهدين ‏لاستهدافهم من قبل العدو، ويمارسون دور العيون والجواسيس للعدو الصهيوني، ويمشطون ‏الأماكن قبل وصول قوات الاحتلال، كما أنهم يسرقون أقوات الناس والمساعدات التي ‏تأتيهم؛ ويسعون إلى إحداث فوضى عارمة على الأرض من أجل دفع الناس دفعاً لهجر ‏الديار؛ فما حكم هؤلاء؟ وهل يسوغ قتلهم؟
الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ‏أما بعد. ‏

فواقع الأمر في غزة – كما أفاد المختصون – أن تلك العصابات الإجرامية تنشط في سرقة ‏المساعدات التي تقدم لأهلنا المنكوبين هنالك، وتعمل على إحداث فوضى عارمة تدفع ‏الناس إلى ترك ديارهم أو حصول اليأس في نفوسهم، وأن هذه العصابات تعمل بتنسيق تام ‏وتحريض كامل من دولة الكيان الصهيوني، وقد دلت على ذلك تصريحات قادة الصهاينة؛ ‏حيث نشرت الصحف أن رئيس حكومة الكيان اعترف بأن بلاده تدعم مجموعة مسلحة في ‏غزة مناهضة لحركة حماس. جاء ذلك في أعقاب تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأسبق ‏أفيغدور ليبرمان تفيد بأن الدولة العبرية زوّدت هذه الجماعة بأسلحة. فيما قالت حماس إن ‌‏”هدف إسرائيل هو إحداث حالة فوضى أمنية ومجتمعية، وتسويق مشاريع الاحتلال لهندسة ‏التجويع والسرقة المنظمة للمساعدات الإنسانية‎”‌‏ الشرق الأوسط بتاريخ 7/6/2025‏

وقال وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان‎ ‎لهيئة البث الإسرائيلية “كان” إن الحكومة تزود ‌‏”مجموعة من المجرمين في قطاع غزة أسلحة” وعلّق نتانياهو في فيديو نُشر على مواقع التواصل ‏الاجتماعي الخميس قائلا “ماذا سرّب ليبرمان؟ أن مصادر أمنية نشطت مجموعة في غزة ‏تعارض حماس؟ ما السيّئ في ذلك؟‎”‎

فهذه المجموعات – بتلك الأوصاف – مجموعات إجراميةٌ ساعيةٌ بالفساد في الأرض، متعاونةٌ ‏مع الصهاينة المحتلين لأرضنا، ملحقةٌ الضرر بالمسلمين في غزة؛ فهم بتلك الأوصاف خائنون ‏لله ورسوله، محاربون لله ورسوله، مؤذون للمؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا؛ جاهدون في ‏تمكين العدو من أرضنا وديارنا وأموالنا، وصفاتهم تلك هي صفات المنافقين التي ذكرها ربنا ‏سبحانه في كتابه؛ حيث بيَّن سبحانه الأعمال التي يقوم بها أولئك المنافقون حال نشوب ‏الحرب بينهم وبين أعدائهم، ومن ذلك:‏

أولاً: سعيهم الحثيث لإلحاق الهزائم بالمسلمين وحصول النكال لهم؛ فقال {لا تتخذوا بطانة ‏من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم ‏أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون}‏

ثانياً: تعاملهم بوجهين وظهورهم بحالين {الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ‏ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين}‏

ثالثاً: فرحهم بكل مصيبة تحل بالمؤمنين وضيق صدورهم بالخير الذي يصيبهم؛ فقال سبحانه ‌‏{إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم ‏كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط} {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا ‏قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ}‏

وهؤلاء لم يكتفوا بهذا النفاق المستتر بل تعدوا إلى إجراءات عملية تمثلت فيما ذكر سابقاً من ‏التجسس للعدو والدلالة على عورات المجاهدين، والقيام بتمشيط الأماكن تأميناً لهم، وهم ‏بهذه الأوصاف مستحقون للقتل جديرون بإنزال النكال بهم ومعاملتهم معاملة العدو ‏الصهيوني لأنهم يمثلون ردء له وعوناً على ارتكاب جرائمه، بل إن ضررهم أشد لكونهم من ‏بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا؛ وهم – في واقع الأمر – موالون للعدو، والله تعالى يقول ‌‏{ومن يتولهم منكم فإنه منهم} قال الإمام ابنُ جرير: (يَعني تعالى ذِكرُه بقولِه: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ ‏مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} ومَن يتولَّ اليهودَ والنصارى دون المؤمنين فإنَّه منهم؛ يقول: فإنَّ مَن ‏تولَّاهم ونصَرَهم على المؤمنين، فهو من أهلِ دِينهم ومِلَّتهم؛ فإنَّه لا يتولى متولٍّ أحدًا إلا وهو ‏به وبدِينه وما هو عليه راضٍ، وإذا رَضِيَه ورضِيَ دِينَه فقد عادَى ما خالفَه وسَخِطه، وصار ‏حُكمُه حُكمَه) ((تفسير ابن جرير)) (8/508)، وقال الإمام الجويني: “إذا انحاز قوم من ‏المسلمين إلى دار الحرب، وصاروا يقاتلون المسلمين مع الكفار، فهؤلاء مرتدون يجب قتالهم، ‏ومالهم فيء، ولا يُغسلون ولا يُصلّى عليهم”، وقال الإمام ابنُ حزم: (وصحَّ أنَّ قولَ الله ‏تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} إنَّما هو على ظاهرِه بأنه كافرٌ من جملة الكفَّار فقط- ‏وهذا حقٌّ لا يَختلِفُ فيه اثنانِ من المسلمين) ((المحلى)) (1/386)،
وقال الإمام ابنُ القيِّم: ‌‏(… أنَّه سبحانه قد حَكَم- ولا أحسنَ مِن حُكمِه- أنَّه مَن تولَّى اليهودَ والنصارى فهو ‏مِنهم: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، فإذا كان أولياؤُهم منهم بنصِّ القرآنِ، كان لهم ‏حُكمُهم) ((أحكام أهل الذمة)) (1/195‌‎ (‎، وقال العلامة الشنقيطي: (ويُفهم من ظواهرِ ‏هذه الآيات أنَّ مَن تولَّى الكفَّارَ عمدًا اختيارًا؛ رغبةً فيهم: أنَّه كافرٌ مثلُهم) ((أضواء البيان)) ‌‏(1/412- 413). وحكم الشيخ عبد العزيز بن باز بكفرهم ونقل الإجماع على ذلك ‏مستدلاً بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء ‏بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} ((مجموع فتاوى ابن باز)) (1/269).‏

وعليه فإن قتل هؤلاء واجب شرعاً، والمجاهدون الذين قتلوهم إنما نفذوا حكم الله فيهم، ‏وحالوا بينهم وبين الفساد في الأرض، وهم في ذلك مأجورون مشكورون، والعلم عند الله ‏تعالى.‏

لجنة الفتوى في هيئة علماء فلسطين

‏16/ ذو الحجة/ 1446‏

‏12/ 6/ 2025‏
https://palscholars.org/?p=25256
نظرة_حول_الحرب_الإيرانية_الإسرائيلية_.pdf
1.1 MB
نظرة حول الحرب الإيرانية الإسرائيلية

للشيخ الدكتور رامـي بن محـمد الـدالـي
23 ذو الحجة 1446هـ
الموافق 19/ 6/ 2025م
نظرة حول الحرب الإيرانية الإسرائيلية/

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد.

فإن الناس منقسمون حول الحرب بين إيران وإسرائيل:
– فمنهم من يرى انتصار الأولى ويتمناه.
– ومنهم من يرى ويتمنى العكس.
– ومنهم من لا يرى انتصار أي منهما.
وكل يستند إلى تحليلات ووقائع يراها الأصوب.

والأصل في الحكم على الواقع واستشراف المستقبل هو النظر الإيماني كما قررت كثيرا، وقد بينت أن وعد الآخرة بالنسبة لليهود قد بدأ، ونحن في مرحلة إساءة وجوههم وبدء انهيارهم بعد العلو والفساد الكبيرين، ومن ثم صعود الأمة إلى ما وُعدت به من الخلافة الراشدة الذي يقتضي التخلص من العدوين الخارجي المتمثل في إسرائيل والداخلي المتمثل في الروافض والمنافقين من الحكام الخونة وغيرهم.

وعليه فإن كل ما يحدث وسيحدث يجب أن نوقن أنه خير لأمتنا لأنه يصب في هذا الاتجاه، فقدر الله تعالى غالب سواء انتصرت إيران أو إسرائيل أو لم تنتصر أي منهما. وعليه فإن ما نحبه ونتمناه هو عين ما يقضيه الله تعالى ويقدره.

ولكن ما أراه وأتوقعه كتحليل وليس أمنية: أن إسرائيل ستتمكن من إسقاط النظام الإيراني، ولكن ذلك سيضعفها أيضا وهي ستظن أنها حققت مكسبا كبيرا ولكن ذلك سيكون وبالا عليها واستدراجا لها ليقرب ذلك كله من دمارها وانتهاء عمرها بإذن الله، وذلك لما يلي:

1ـ النظر الواقعي يرجح كفة اليهود بما لديهم من قوة جوية ودعم غربي، ويرجح أيضا إضعافهم بما تملكه إيران من قوة صاروخية لا يستهان بها كذلك، وإن مجرد كسر حاجز ضرب إسرائيل في العمق ووصول الصواريخ إلى قلبها بهذه القوة غير المسبوقة هو إضعاف لهيبتها ولإرادتها وهي الجبانة التي ضربت عليها المسكنة والذلة لولا حبل الناس.

2ـ الانقسام الفكري العقدي والعدو الداخلي الخفي المتموه أخطر بكثير من العدو الخارجي الواضح، فالتخلص منه أنفع للإسلام وأهله وأنقى لصفهم وأقوى لشوكتهم، قال تعالى في المنافقين: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ﴾ [المنافقون: 4]، ويدل عليه ما في صحيح مسلم أن الله تعالى أعطى نبيه صلى الله عليه وسلم ألا يسلط على الأمة عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم جميعا حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويكون بأسهم بينهم.
فخطر الرافضة على أمة الإسلام لهذا السبب أكبر من أعدائها الخارجيين في كثير من الأحيان، بل في الغالب يكون لهم يد طولى في معاونة هؤلاء الأعداء وتغلبهم كما ثبت تاريخيا وقرره كثير من العلماء.

ومن أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية فيهم:
– "ودع ما يُسمع ويُنقل عمن خلا، فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قِبَلِ الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتنا وشرا، وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن والشر وإيقاع الفساد بين الأمة" [منهاج السنة النبوية لابن تيمية (6/ 372)].
– "والرافضة ليس لهم سعي إلا في هدم الإسلام ونقض عراه وإفساد قواعده" [منهاج السنة (7/ 415)].
– "والرافضة من أجهل الناس بدين الإسلام، وليس للإنسان منهم شيء يختص به إلا ما يسرُّ عدو الإسلام، ويسوء وليه، فأيامهم في الإسلام كلها سود" [منهاج السنة (7/ 415)].
– "ويعادون اولياء الله الذين هم خيارُ أهل الدين وساداتُ المتقين وهم الذين أقاموه وبلّغوه ونصروه، ولهذا كان الرافضة من أعظم الأسباب في دخول الترك الكفار إلى بلاد الإسلام، وأمّا قصة الوزير ابن العلقمي وغيره، كالنصير الطوسيِّ مع الكفار وممالأتهم على المسلمين فقط عرفها الخاصةُ والعامةُ، وكذلك مَن كان منهم بالشام: ظاهروا المشركين على المسلمين، وعاونهم معاونةً عرفها الناس، وكذلك لمّا انكسر عسكرُ المسلمين لمّا قَدِم غازانُ ظاهروا الكفارَ النصارى وغيرهم من أعداء المسلمين، وباعوهم أولادَ المسلمين - بيع العبيد - واموالَهم، وحاربوا المسلمين محاربة ظاهرة، وحَمل بعضهم راية الصليب، وهم كانوا من أعظم الأسباب في استيفاء النصارى قديما على بيت المقدس حتى استنفذه المسلمون منهم" [منهاج السنة (7/ 414)].
– "وأن أصل كل فتنة وبلية هم الشيعة ومن انضوى إليهم، وكثير من السيوف التي سُلت في الإسلام إنما كانت من جهتهم، وعُلم أن أللهم ومادتهم منافقون اخْتَلَقُوا أكاذيب وابتدعوا آراءً فاسدة ليُفسدوا بها دين الإسلام" [منهاج السنة (6/ 370)].
– وقال أيضا: "وأما الرافضة فإن من دينهم السعي في إفساد جماعة المسلمين وولاة أمورهم، ومعاونة الكفار عليهم؛ لأنهم ‌يرون ‌أهل ‌الجماعة ‌كفارا مرتدين، والكافر المرتد أسوأ حالا من الكافر الأصلي، ولأنهم يرجون في دولة الكفار ظهورَ كلمتهم وقيام دعوتهم ما لا يرجونه في دولة المسلمين، فهم أبدًا يختارون ظهور كلمة الكفار على كلمة أهل السنة والجماعة، وهذه سواحل المسلمين كانت مع المسلمين أكثر من ثلاثمائة سنة، وإنما تسلَّمها النصارى والفرنج من الرافضة، وصارت بقايا الرافضة فيها مع النصارى" [جامع المسائل لابن تيمية (7/ 213)].

(١/ ٤) يتبع
ولا يقال: (إن اليهود والنصارى كفار أصليون والروافض مختلف في تكفيرهم على الأقل فلا يساوون بهم، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن رجل يفضل اليهود والنصارى على الرافضة؟ فأجاب: "كل من كان مؤمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو خير من كل من كفر به، وإن كان في المؤمن بذلك نوع من البدعة سواء كانت بدعة الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية أو غيرهم، فإن اليهود والنصارى كفار كفرا معلوما بالاضطرار من دين الإسلام، والمبتدع إذا كان يحسب أنه موافق للرسول صلى الله عليه وسلم لا مخالف له لم يكن كافرا به، ولو قدر أنه يكفر فليس كفره مثل كفر من كذب الرسول صلى الله عليه وسلم" [مجموع الفتاوى لابن تيمية (35/ 201)]).

لأن الكلام ليس في مطلق الشيعة وإنما في الروافض تحديدا، وهم أخص، فهم من غلاة الشيعة كما يعلمه كل من عرف كلام شيخ الإسلام وغيره.

كما أن الكلام ليس في التفضيل وإنما في بيان الخطر الفعلي على الإسلام والمسلمين، فالمسلم أفضل من الكافر بشكل عام من حيث إن مآله إلى الجنة مهما كان بخلاف الكافر، ولكن هذا لا يعني أنه قد يكون شرا منه في الدنيا من حيث إنه أشد ضررا على الإسلام وأهله من الكافر، فقد يؤيد الله تعالى الإسلام بالرجل الفاجر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وبالمقابل قد يضر المسلم الجاهل أو الفاسق - الذي يبيع دنياه بدينه - بالدين وأهله أكثر من الكفار كما هو معلوم من التاريخ والواقع بالضرورة، وكما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: "‌شَرُّ ‌قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ" [سنن الترمذي (3000) وحسنه، وكذلك الألباني]، مع كونهم مسلمين عند جمهور العلماء، وقد رأينا مثال ذلك في سوريا مع داعش.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه عن الخوارج: "وما روي من أنهم (شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتيل من قتلوه) في الحديث الذي رواه أبو أمامة رواه الترمذي وغيره. أي أنهم شر على المسلمين من غيرهم، فإنهم لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم لا اليهود ولا النصارى، فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم مستحلّين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم" [منهاج السنة النبوية (5/ 248)].
والروافض شر من الخوارج كما قرر رحمه الله في كثير من كتبه.

كما أن كفر النظام الرافضي فيه وجاهة وقوة، وإذا قلنا بكفرهم فهم مرتدون والمرتد أسوأ من الكافر الأصلي كما قرر العلماء، وقد قال شيخ الإسلام نفسه: "والكافر المرتد أسوأ حالا من الكافر الأصلي" [جامع المسائل لابن تيمية (7/ 213)].
وقال: "وَالرِّدَّةُ قَدْ تَكُونُ عَنْ أَصْلِ الْإِسْلَامِ، كَالْغَالِيَةِ مِنَ النَّصِيرِيَّةِ وَالْإِسْمَاعِيلِيَّةِ، فَهَؤُلَاءِ مُرْتَدُّونَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَقَدْ تَكُونُ الرِّدَّةُ عَنْ بَعْضِ الدِّينِ، كَحَالِ أَهْلِ الْبِدَعِ الرَّافِضَةِ وَغَيْرِهِمْ. وَاللَّهُ تَعَالَى يُقِيمُ قَوْمًا يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ، وَيُجَاهِدُونَ مَنِ ارْتَدَّ عَنِ الدِّينِ أَوْ عَنْ بَعْضِهِ، كَمَا يُقِيمُ مَنْ يُجَاهِدُ الرَّافِضَةَ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الدِّينِ أَوْ عَنْ بَعْضِهِ، فِي كُلِّ زَمَانٍ" [منهاج السنة النبوية (7/ 221)].
وهذا فيه تفصيل ومقال آخر بإذن الله.
لكن أذكر أن الكلام كله عن النظام الإيراني لا عموم الشعب.

وإن النظام الإيراني إذا لم ينكسر في هذه الحرب فإنه سينتشي ويطغى طغيانا كبيرا ويستفحل خطره بعد أن خمد قليلا، وسيسبب فتنة عظيمة على عوام أهل السنة الأغرار بل على كثير من كبرائهم وعلمائهم ومجاهديهم، وإذا كانت إيران بوضعها الحالي الضعيف تسبب غبشا في راية بعض الحركات الإسلامية المجاهدة وضعفا في جانب الولاء والبراء وما يترتب على ذلك من انقسامات في الساحة السنية المجاهدة فكيف الحال لو أنها صمدت وانتصرت في وجه إسرائيل وأمريكا!؟ وقد رأيت طرفا من هذه الفتنة شخصيا بعد صمود حزب إيران اللبناني في حرب 2006م إلى درجة أن بعض عوام السنة صار يفضل جنس الفرس على العرب وجادلني بعضهم في ذلك.

ولا يعني ذلك التقليل من الخطر الصهيوني بالطبع فهم أشد الناس عداوة للمؤمنين، ولكنه نظر في الأولويات فقط حسب الفهم الشرعي وتنزيله على الواقع الحالي.

(٢/ ٤) يتبع
وهذا الخطر الرافضي قد انتبهت إليه أمريكا حديثا واستغلته جيدا، قال الأستاذ المؤرخ محـمد إلهامي في مقال له على قناته في التلجرام بتاريخ 4/ 8/ 2024م:
"إذا كنتُ أمريكيا ونظرتُ إلى المسلمين الذين هم عندي العدو الأول، على الأقل منذ سقوط السوفييت، فاكتشفت أن لدى هؤلاء المسلمين انقسام كبير: سني شيعي، فإني أكون غبيا لو لم أعمل على رعاية هذا الانشقاق وتكبيره وتضخيمه.. إنه فرصة لا تقدر بثمن! فكيف أفرط فيه؟ أيهما خير: أن أنزل بثقلي لإزالة دولة إيران الشيعية فأضعف بقوتي الأمريكية وبأموالي وبجنودي هذا الانقسام، أم أنظر كيف يمكن أن أستفيد من هذا الانقسام بترك هذه الدولة تنمو وتتمكن؟! ذهب الأمريكان إلى الخيار الثاني؛ إن طبيعة الدولة الإيرانية العقدية التي ستنشر فكرتها كلما تمكنت سيزيد من الانقسام السني الشيعي، وهو هدف ممتاز للأمريكان.. فلو أن إيران استطاعت أن تزرع في كل بلد إسلامي بذرة شيعية تنمو وتؤسس لانقسام جديد، فذلك غاية المنى، ستفعل هي ذلك بأموالها وملاليها ورجالها وربما بجنودها أيضا، والثمرة في النهاية مفيدة للأمريكان. وهذا النمو الإيراني له مكاسبه وخسائره أيضا.. فمكاسبه كالتي قلناها، وخسائره أن يزداد نمو هذا المارد حتى يهدد المصالح الأمريكية أو يهدد ابنتنا: إسرائيل. ولكن الحسبة تقول بأن المكاسب قريبة ومحققه، والخسائر بعيدة ومحتملة، فلا تزال قوة إيران ضعيفة للغاية بالنسبة إلى الأمريكان والإسرائيليين.. وما زال بالإمكان العمل على تحجيم هذه القدرات وتعويقها، بل تشذيبها وتهذيبها وقصقصتها كلما طالت إلى مدى غير مسموح. وبهذا صارت إيران (التي تتحرك وفق عقيدتها الخاصة، وفي سياق مصالحها الذاتية، وضمن رؤيتها المستقلة) لاعبا مفيدا بالنسبة للأمريكي.. وبها جرى تخويف الخليج ليزداد التصاقا بالأمريكان، وجرى العبث في باكتسان وأفغانستان والعراق وسوريا ولبنان.. وبأنحاء متعددة في إفريقيا وآسيا بل ولدى الأقليات المسلمة في أوروبا. والتقت المصالح أحيانا: كما في احتلال أفغانستان والعراق ثم سوريا واليمن، وتبادل الطرفان الخدمات التي تحقق لكليهما مصالحهما.. وكانت الجثة هي جثة أهل السنة. وهذا يفسر لك لماذا سلَّم الأمريكان العراق لإيران، ولماذا سمحوا لهم بإدخال ميليشياتهم ثم جيشهم إلى سوريا، ثم سمحوا لذراعهم اليمني بالاستيلاء على البلد.. وهي أمور لا يمكن أن يسمح بها الأمريكان لبلد سني بل لقوة سنية!".
ثم يكمل قائلا: "من قراءتي لبعض مذكرات الساسة الأمريكان أستطيع أن أقرر بأن إيران هي نقطة جوهرية خلافية بين الأمريكان والإسرائيليين؛ الأولون يرونها عدوا يمكن تهذيبه وتحجيمه والاستفادة منه، والآخرون يرون أنه لا يمكن التعايش معه بل تجب المسارعة في إنهائه. والأمريكان هم اليد العليا بلا شك".

3ـ الاستعجال والتهور الصهيوني في ضرب إيران بسبب تداعيات حرب غزة المفاجئة وتماديهم في غطرستهم وعلوهم وعدم استسلام إيران لهم سيستدرجهم لتغيير النظام الإيراني دون تخطيط دقيق للبديل عن النظام وانجرار أمريكا وراء إسرائيل وجنونها وتخليها عن حكمتها التي ذكرتها في النقطة السابقة قد يخلق فوضى لا تتحقق فيها رغبة إسرائيل، بل قد يتحقق عكس رغبتها تماما لأن الشعب إذا ثار دون مسار محدد له مسبقا فإنه يصعب لجمه وضبطه كما حدث في سوريا عندما أضعفت إسرائيل حزب إيران اللبناني، وذلك من الاستدراج الذي تحدثت عنه سابقا، وهو استدراج يشمل إسرائيل والروافض معا.
وكل ذلك الاستدراج بدأ بحرب الطوفان:
》حيث استدرج الله تعالى نتنياهو فورطه في حرب غزة ولبنان.
》ثم استدرج حزب إيران اللبناني ليشارك في الحرب بعد تأخر وفوات الأوان وفي التوقيت الخاطئ ليُضرب ويُضعف.
》وهو استدراج أيضا لنتنياهو وإيران لأن هذا الإضعاف تسبب عنه تحرر سوريا وانتصار مجاهديها من أهل السنة وهم ألد أعداء الطرفين وأسوأ بديل بالنسبة لهما عن بشار الصديق المجرم وقد أرغم ذلك أنف الطرفين.
》ثم استدرج إيران لضربها وإنهاء شرها.
》وهو استدراج أيضا لإسرائيل التي سيتمادى بها الاستدراج حتى تسقط نظام إيران وسيكون ذلك سببا لإضعافها وإرهاقها كمرحلة من مراحل انحدارها وهلاكها الموعود القريب بإذن الله.

4ـ الروافض أهل ذلة وسوء مآل في الدنيا قبل الآخرة كما قرر العلماء واستقوا ذلك من قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ﴾ [الأعراف: 152]، فقالوا: إن الروافض من أشد الناس افتراء على الله تعالى وعلى خير رسله وزوجاته وصحابته وخيار أتباعه، فهم أولى الناس بهذا الوعيد والخذلان. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والرافضة أمة مخذولة، ليس لها عقل صحيح، ولا نقل صريح، ولا دين مقبول، ولا دنيا منصورة" [اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 353)].

(٣/ ٤) يتبع
5ـ إن الأمة لا تنتصر على أعدائها إلا إذا تطهرت داخليا كما حصل مع صلاح الدين لما طهر الأمة من الشيعة الفاطميين تمهيدا لفتح القدس وتحريرها من الصليبيين، وقد قال الحافظ ابن حجر: "قال ابن هبيرة: قتال الخوارج أولى من قتال المشركين، والحكمة فيه أن قتالهم حفظ رأس مال الاسلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح، وحفظ رأس المال أولى" [فتح الباري (12/ 301)].
وقال الحافظ ابن كثير مؤيداً ابتداء علي رضي الله عنه بقتال الخوارج: "وأشاروا على علي بأن يبدأ بهم، ثم إذا فرغ منهم ساروا معه إلى الشام، والناس آمنون من شرهم، فاجتمع الرأي على هذا، وفيه خيرة عظيمة لهم ولأهل الشام أيضا؛ إذ لو قووا هؤلاء لأفسدوا الأرض كلها عراقا وشاما، ولم يتركوا طفلا ولا طفلة ولا رجلاً ولا امرأة" [البداية والنهاية (10/ 584 – 585)]، والرافضة شر من الخوارج كما سبق.

6. كما أن الرافضة الآن هم العدو الأسهل والأضعف والقضاء عليه أمر ناجز في متناول اليد الآن، وما يترتب عليه من مفاسد هو أمر غيبي غير مؤكد وتعارضها مصالح كثيرة قد تكافئها أو تزيد عليها ذكرت بعضها، والفرصة المتاحة للقضاء عليه قد لا تتكرر فهي في ذاتها مصلحة متجردة عن معارضة قوية حقيقية، فالمصلحة تقتضي تقديم تحققها لا إهدارها وتقديم الناجز على الآجل والمحقق على المشكوك فيه.

وليس من الحكمة تقديم إنعاش النظام الرافضي حتى يقوى ثم يصعب جدا اقتلاعه من الأمة بعد، لا سيما إذا غلب على ظننا أنه لن يسقط إلا بعد أن يضعف العدو الأقوى وينهكه أيضا استنادا على النظرة الإيمانية والاستشفاف القرآني الذي فصلته في مبحث "بعد عام من الطوفان" والقاضي بقرب زوال إسرائيل وأننا الآن في أولى مراحل وعد الآخرة وهي إساءة وجهها.

وأنوه هنا إلى أن هذا مجرد تحليل للمصالح المتوقعة، ولا يعني بحال أن يفهم منه القول بجواز مساندة إسرائيل ضد إيران شرعا، بل الذي أجزم به هو الحرمة وعدم الجواز لأن هذا الفعل سيكون في ذاته إعلاء من شأن إسرائيل وتقوية لشوكتها وهو أمر متيقن التحريم في ذاته وما قد يترتب عليه من مصالح فهي مظنونة لا تقاوم ذلك اليقين.

كل ما سبق فيه رد على من يرون انتصار إسرائيل كارثيا للأمة حيث يأتي بحكومة إيرانية عميلة لليهود والأمريكان ويضر بسوريا وباكستان وبالتوازن الإسلامي الصهيوني ويزيد من تغول الصهيونية والتطبيع العربي والإسلامي معها ونحو ذلك من المفاسد، وهي صحيحة ولكنها مقابلة بالمصالح التي ذكرتها، بالإضافة إلى أن التوقع المحتمل هو أن تتسبب الحرب في إضعاف إسرائيل كما ذكرت.

ويقلل من المخاوف المذكورة النظر الإيماني الذي أشرت إليه من قرب انهيار إسرائيل، مما يجعلنا مطمئنين من هذا الناحية وأن سقوط نظام الرافضة يقابله صمود غزة الملهمة، وقد بينت في مقال سابق كيف أن صمود غزة الملهم سيكون بداية المخرج من حقبة الحكم الجبري كما يشير إليه حديث: "وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطِكُمْ عَسْقَلانُ" [المعجم الكبير للطبراني (11138)، وصححه الألباني].

والذي أراه في المحصلة: أن الله تعالى سيقتلع النظام الرافضي المجرم، وسيأتي نظام شعبي بديل قد يكون غير إسلامي لكنه لن يكون عميلا لإسرائيل ولن يعادي أهل السنة ولن يقمعهم في إيران مما يزيل خطر الروافض من الشرق الأوسط كله وغيره من مناطق العالم ويهيئ متنفسا وصعودا لأهل السنة في إيران، وقد مهد الله تعالى لهذا من خلال الانتفاضة الشعبية العارمة التي خرجت في أنحاء إيران قبل حرب الطوفان بقليل.
ولن يكون سقوط النظام الإيراني سببا في زيادة قوة إسرائيل بل ستضعف إسرائيل أيضا كما ذكرت ويكون كل ذلك تمهيدا لسقوطها وانهيارها بإذن الله تعالى.

وعلى كل حال مهما حصل فهو خير لنا بإذن الله، والأهم هو التمسك بحبل الله تعالى والفوز بمرضاته واللحوق بقافلة خاصته المجاهدين المرابطين.

والله أعلم وأحكم.

الشيخ الدكتور رامي بن محمد الدالي

الخميس 23 ذو الحجة 1446 هـ
الموافق 19/ 6/ 2025 م

(٤/ ٤) انتهى
"بل يغلب على ظني أن هذه الحرب ستضعف الفريقين معا أي: اليهود والروافض وذلك تمهيدا للخلافة الراشدة التي هي قدر الله الغالب بإذن الله. والله تعالى أعلم".

بعد عام من الطوفان/ https://www.tg-me.com/ramydaly/6015
"وقد توقعت أن يطمس الله على بصيرة المجرم نتنياهو فيُضعف .. إيران، وقد يؤدي ذلك إلى إنهاء النظام الشيعي الرافضي بانتفاضات عارمة مهد الله تعالى لها عندما أذن بإشعال شرارتها قبل عامين.
وكل ذلك سيؤدي إلى نهضة إسلامية سنية ويمهد للخلافة الراشدة في نهاية المطاف بإذن الله تعالى".

بعد عام من الطوفان/ https://www.tg-me.com/ramydaly/6015
أسأل الله تعالى أن تكون ضربة المفاعلات النووية الإيرانية والنصر الموهوم لنتنياهو سببا لتعجيل صفقة تبادل أسرى محترمة تؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة وعزة أهلها ومجاهديها لأنها الفرصة المناسبة للمجرم الحقير المتغطرس نتنياهو لينزل عن الشجرة ويخرج من وحل غزة الذي أعياه وأعجزه.
قناة: رامي بن محمد الدالي
أولا: دحض مزاعم اليهود أعداء الله المفترين
ثانيا: تحريف اليهود لدينهم وافتراؤهم على الله تعالى وأنبيائه بهتانا عظيما/

مر معنا أن أساس طغيان اليهود وانحرافهم العميق هو الكبر والغطرسة {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87]، وأن الاستكبار جلب لهم المسكنة. والتعالي على الناس جلب لهم الذل {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [البقرة: 61].

ولم يكن هذا الغرور الجاهلي بدعا تفرد به بنو إسرائيل بين الأمم، بل ادعاه غيرهم كثيرون مثل الرومان، واليونان، والفرس وغيرهم، وكذلك الألمان النازيون في العصر الحديث، إلا أن بني إسرائيل تفردوا بين الأمم بآفتهم المتكررة وخطيئتهم المدمرة، حين جعلوا ذلك عقيدة ودينا ونسبوه إلى الوحي الأعلى، وسجلوه في صلب كتبهم الدينية على أنه حقائق إلهية ومقررات نبوية، ثم قامت أفاعي الأحبار تنفخ على هذا الضلال حتى صار سعاراً مقدساً وسعيرا متأججا طافحا بالاستعلاء والاجتراء على الله تعالى وأنبيائه وبالحقد والبغضاء لكل الأغيار.

ولقد كان هذا الاستعلاء الجاهلي المظلم من أفدح الجنايات التي أوقعها اليهود بوحي السماء، فعطلوا بذلك مسيرته، وخانوا أمانته، ودمغوه بالانحراف والعنصرية والشعوبية، مع أنه هدى ورحمة للعالمين.

واليهود يؤمنون بالتوراة وأنها منزلة على نبي الله موسى عليه السلام وقد حرفوها بقدر المستطاع لتتلاءم مع طبيعتهم الملتوية العنصرية المتغطرسة الحسودة، ولكن ذلك لم يشبع طغيانهم وغرورهم أيضا برغم كثرته، فادعى بعض حاخاماتهم بعد مئات السنين من وفاة موسى عليه السلام أن الله كان قد أوحى إليه شريعتين: شريعة مكتوبة وهي التوراة، وشريعة شفوية سموها: "المشنا" ومعناها: "الشريعة المكررة".

وادعوا أن هذه الشريعة الشفوية هي بمثابة شريعة سرية، وكانوا يحرمون كتابتها لأن موسى عليه السلام لم يكتبها وأن أجيال الحاخامات والأنبياء تناقلتها شفويا، ولم تُجمع وتقيد إلا بعد قرنين تقريبا من ميلاد عيسى عليه السلام على يد الحاخام يهوذا هاناسي أي بعد 1500 سنة تقريبا بعد موسى عليه السلام (فلك أن تتخيل مدى التحريفات والأكاذيب التي حصلت)، وهي عبارة عن أحكام ومبادئ تنظم حياة اليهود من خلال توجيه أحكام ومعاني التوراة بالإضافة إلى وضع أحكام ومعان كثيرة زائدة عليها؛ لأن التوراة لم تنزل لتدوم وتشمل الزمان والمكان كالقرآن ولم تشبع طغيانهم كما مر فلجأوا إلى التحريف والزيادة وفق أهوائهم دون مستند من الوحي بل كلما جاءهم الوحي بما لا تهوى أنفسهم رفضوه وقتلوا من جاء به.

فالمشنا عندهم أهم من التوراة نفسها، وهي من وضع الحاخامات أنفسهم لأنه لم يرد عن نبي الله موسى عليه السلام أي تصريح أو إشارة واضحة في التوراة عن هذه الشريعة الشفوية أو عن وجود أي شريعة أخرى غير التوراة، بل جاء في التوراة التصريح بأن موسى عليه السلام لم ينزل عليه أي تشريع آخر غير ما في التوراة، ولم يستطع هؤلاء المحرفون أن يزيدوا في التوراة ما يشير إشارة واضحة إلى المشنا لأنها لم تكن محل اتفاق بين الأحبار، فكثير منهم رفض الاعتراف بأنها وحي من الله تعالى ولا حتى مروية عن موسى عليه السلام أصلا، وهو الحق، ولكن الرأي الأول المنحرف هو الذي طغى بعد ذلك وهو السائد المعتمد اليوم عند اليهود وهم يلوون أعناق النصوص التوراتية ويحرفون معانيها الواضحة للاستدلال على باطلهم ويضللون كل من يخالفهم بل ويجعلونه مستحقا للموت والهلاك.

والذي زاد الطين بلة والأمر عجبا أن كل ذلك الانحراف لم يشبع طغيانهم أيضا، فذهب أحبارهم في القدس وفي بابل إلى شرح المشنا، وسموا الشرح "الجمارا" ومعناها: (الإكمال أو الدرس)، وذلك بعد خمسة قرون من الميلاد أي بعد ألفي عام تقريبا من وفاة موسى عليه السلام، فنفثوا فيه ما تبقى من سمومهم وادعوا دون أي دليل أن كل ما كتبوه إنما هو وحي وإلهام من الله تعالى واجب التصديق والاتباع.

ومن أقوالهم التي أسسها طواغيتهم:
– "من احتقر أقوال الحاخامات استحق الموت، دون من احتقر أقوال التوراة، ولا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط؛ لأن أقوال علماء التلمود أفضل مما جاء في شريعة موسى".
– "التفت يا بني إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى".
– "اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء، وزيادة على ذلك يلزمك اعتبار أقوال الحاخامات مثل الشريعة لأن أقوالهم هي قول الله الحي".
– "إن الله تعالى يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلها في السماء".

يتبع
– وجاء في التلمود (ص 74): "إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغييرها ولو بأمر الله! وقد وقع يوماً الاختلاف بين الباري تعالى وبين علماء اليهود في مسألة، فبعد أن طال الجدال تقرر إحالة فصل الخلاف إلى أحد الحاخامات الرابيين، واضطر الله أن يعترف بغلطه"، أي بعد حكم الحاخام المذكور.
– وهذه العصمة لا تختص فقط بالحاخامات، بل لكل ما يتعلق بهم أيضاً، فقالوا: "إن حمار الحاخام لا يمكن أن يأكل شيئاً محرماً".
– ويقولون في أقوال الحاخامات المتناقضة فيما بينها: "إنها كلام الله مهما وجد فيها من التناقض! فمن لم يعتبرها أو قال إنها ليست أقوال الله فقد أخطأ".
فيهون عليهم أن ينسبوا التناقض إلى الله دون حاخاماتهم. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

ومجموع المشنا والجمارا هو ما يسمونه "التلمود"، ومعناه: "كتاب تعليم ديانة وآداب اليهود"، الذي جاءوا فيه بالعجب العجاب من الخرافات والضلالات والعنصرية والانحرافات العقدية والأخلاقية التي يمجها كل طبع سليم.

وبناء على ما سبق فإن سلطة التلمود - كمستودع للقانون الشفهي الذي ادعاه الحاخامات - تعتبر سماوية إلهية، وهو أفضل من التوراة عندهم، وحتى يتمكَّن الحاخامات من ترسيخ سلطتهم وضعوا قانونًا يقضي بأن المرء مذنب بمجرد النية، ويصبح الرجل نجسًا -شرعًا- بمجرد نيته إتيان عمل نهى عنه الحاخامات، وما أصدق ما قاله الدكتور جوزيف باركلي عن التلمود في بعض كتبه: "بعض أقوال التلمود مغال، وبعضها كريه، وبعضها الآخر كفر، ولكنها تشكِّل في صورتها المخلوطة أثرًا غير عادي للجهد الإنساني، وللعقل الإنساني، وللحماقة الإنسانية".

[انظر: التلمود - تاريخه وتعاليمه: ظفر الإسلام خان.
إسرائيل والتلمود - دراسة تحليلية: إبراهيم خليل أحمد.
عقائد اليهود حسب التلمود: د.روهلنج، وهو ضمن كتاب الكنز المرصود في قواعد التلمود، ترجمة الدكتور يوسف نصر الله].

وقد بلغ من عتوهم واستكبارهم وانحرافهم أنهم افتروا على الله وأنبيائه الكذب والبهتان ووصموهم بأسوأ الأوصاف، وذلك ناشئ أولا عن الطبيعة المنحرفة المجرمة التي تعودوها وجبلوا عليها، ولأنهم ثانيا أرادوا أن يبرروا انحرافاتهم والتواء فطرهم وسوء طويتهم فنسبوا هذا السوء لله سبحانه وتعالى ولأنبيائه - حاشاهم - حتى لا تستهجن تصرفات حاخاماتهم النجسة وأفكارهم الشيطانية العنصرية المتغطرسة البغيضة.

وعلى كل حال فإن كتبهم التي يدّعون أنها من الله تعالى دون تحريف عجزت عن تنزيه الله تعالى وتهذيب الأنبياء الموحى إليهم، فنسبوا إليهم أنهم قتلوا وزنوا وسكروا وبنوا معابد للأصنام كما سيأتي من افتراءاتهم، فهي بالتالي أعجز عن تهذيب غير الأنبياء ومنحهم الهداية والرشاد، وهذا الظلام والضلال إنما الأولى به الشيطان الرجيم لا الرحمن الرحيم.

ولن أفصل كثيرا في نقل الافتراءات إجلالا لله تعالى ولأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، وكلها منقولة عن التوراة أو التلمود، فمن ذلك:
يتبع بإذن الله...
قناة: رامي بن محمد الدالي
ولن أفصل كثيرا في نقل الافتراءات إجلالا لله تعالى ولأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، وكلها منقولة عن التوراة أو التلمود، فمن ذلك
أولا: من افتراءاتهم على الله تعالى في التوراة والتلمود:

☆ اليهود مجسمة مشبهة يشبهون إلاههم بنقائص البشر - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا - فله أنف يخرج منه دخان وفم تخرج من نار، يركب على الملائكة وعلى أجنحة الريح ويطير، ينزل ويتمشى على شوامخ الجبال، وقد أكل مع إبراهيم عليه السلام، وصارع يعقوب طوال الليل حتى الفجر ولم يستطع أن يغلبه ولم يتركه يعقوب عليه السلام حتى باركه (يعني بركة بالغصب)، وأنه كان يقف بباب الخيمة ويكلم موسى عليه السلام وجها لوجه كما يكلم الرجل الرجل، وأنه دخل الهيكل في القدس من باب وأغلقه وراءه.

☆ كما ينسبون إليه عجز البشر وضعفهم، ومن ذلك:
– عجزه عن التغلب على يعقوب عليه السلام كما مر.
– وأنه نصر مرة بني إسرائيل في حربهم ولكنه لم يستطع أن يطرد سكان الوادي لأنه كان معهم مركبات من حديد (فكيف الحال مع أسلحة هذا القرن؟).
– وأنه يحتاج للراحة ويسكن في مساكن متعددة.
– كما ينسبون له الجهل والقصور والخوف من الإنسان والحزن والندم (خاصة فيما يفعله مع بني إسرائيل من شر حسب زعمهم).
– وأنه يمشي عريانا وحافيا ينوح ويولول ويبكي ويدعو على نفسه بالويل.

☆ كما تذكر التوراة أن إلاههم أمر أوامر غريبة يظهر لمن تدبرها مقدار العبث فيها والذي ينزه عنها الله جل وعلا؛ ومن ذلك:
– أنه أراد أن يصور حال بني إسرائيل معه وإدبارهم عن عبادته إلى عبادة الأصنام، فأمر نبيه باتخاذ "جومر" الزانية زوجة تنجب له من غيره أبناء زنا "أول ما كلم الرب هوشع قال له: اذهب خذ لنفسك امرأة زنا وأولاد زنا، لأن الأرض قد زنت زنىً تاركة الرب" (سفر: هوشع، 1/2).
فهل يأمر الرب بمثل هذا ليصور لبني إسرائيل حالهم مع الله، هل يأمر الله بفعل الفاحشة ليعلمنا درساً في الأمانة، إن نسبة الأمر بهذه الفاحشة إلى الشيطان أليق وأولى من الرب العظيم.

– ومثل هذه القصة ما تنسبه التوراة إلى الله تعالى من أمره لنبيه إشعياء بالتعري، ولماذا؟ لكي يري بني إسرائيل ما ينتظرهم من الهوان والذل والعري على يد ملك آشور: "تكلم الرب عن يد إشعياء بن آموص قائلاً: اذهب وحل المسح عن حقويك، واخلع حذاءك عن رجليك، ففعل هكذا، ومشى معرى وحافياً. فقال الرب: كما مشى عبدي إشعياء معرىً وحافياً ثلاث سنين آية وأعجوبة على مصر وعلى كوش، هكذا يسوق ملك أشور سبي مصر وجلاء كوش، الفتيان والشيوخ، عراة وحفاة، ومكشوفي الأستاه خزياً لمصر" (سفر: إشعياء، 20/ 2 - 4).
وهكذا فإن رؤية بني إسرائيل لنبيهم عرياناً ثلاث سنين درس كبير وعظة بالغة!
– ويذكر سفر حزقيال أن إلاههم أمر نبيه حزقيال بأوامر كثيرة، منها أنه أمره وبني إسرائيل أن يأكلوا كعك الشعير مخبوزاً مع فضلات الإنسان، ولما صعب الأمر على حزقيال خصّه وسمح له أن يخبز كعكة الشعير مع فضلات البقر بدلاً من فضلات الإنسان، والنص بتمامه: "وتأكل كعكاً من الشعير، على الخرء الذي يخرج من الإنسان، تخبزه أمام عيونهم. وقال الرب: هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النجس بين الأمم الذين أطردهم إليهم. فقلت: آه يا سيد، الرب، ها نفسي لم تتنجس، ومن صباي إلى الآن لم أكل ميتة أو فريسة، ولا دخل فمي لحم نجس، فقال لي: انظر، قد جعلت لك خثي البقر بدل خرء الإنسان، فتصنع خبزك عليه" (سفر: حزقيال، 4/ 12 - 15).
– وتتحدث الأسفار عن الرب وهو يأمر بالإغواء والكذب، ويبحث عمن يرشده إلى طريقة لإغواء الملك آخاب.

☆ وجاء في أسفار العهد القديم (التوراة) أن إلاههم يشبه نفسه تشبيهات غريبة ممجوجة، فيشبه نفسه بالحيوان تارة بل بالدود والسوس أحيانا، وبالمخمور تارة، ومن ذلك: "موآب مرْحضتي، وعلى أدوم ألْقي حذائي" (سفر: المزامير، 60/6 - 8)، فجعل - على سبيل الاستعارة والتشبيه - المؤابيين مكاناً لتنظفه من الأقذار. تعالى الله عما يقول المجرمون.

[انظر: عقائد اليهود حسب التلمود: د.روهلنج، وهو ضمن كتاب الكنز المرصود في قواعد التلمود ،ترجمة الدكتور يوسف نصر الله].
2025/10/21 09:05:33
Back to Top
HTML Embed Code: