في ذكرى الطوفان (هجوم السابع من أكتوبر)
مقتطفات من كتابات شيخنا حفظه الله 👇
مقتطفات من كتابات شيخنا حفظه الله 👇
"{ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ لِیَسُـࣳۤـُٔوا۟ وُجُوهَكُمۡ وَلِیَدۡخُلُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَلِیُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوۡا۟ تَتۡبِیرًا }
أما مرحلة إساءة وجوههم: فأظنها بدأت بطوفان غزة، وذلك لثلاثة أسباب:
الأول: أن الإساءة حصلت حقيقةً بوطء رؤوسهم ووجوههم بأرجل المجاهدين.
الثاني: أنها حصلت معنى، إذ كانت هذه الحادثة هي أعظم حادثة يُمنى فيها اليهود بخسائر فادحة منذ قيام كيانهم المسخ، فهي أعظم مصيبة أصابتهم وأساءت وجوههم على الإطلاق.
الثالث: أنها كذلك الحادثة الأولى التي ترتب عليها إساءة وجوه اليهود في المحافل الدولية وفضحت إجرامهم وأبانت سوءتهم أمام العالم.
فكان كل ذلك إشارة إلهية واضحة ببدء مرحلة الإساءة والله أعلم"
أما مرحلة إساءة وجوههم: فأظنها بدأت بطوفان غزة، وذلك لثلاثة أسباب:
الأول: أن الإساءة حصلت حقيقةً بوطء رؤوسهم ووجوههم بأرجل المجاهدين.
الثاني: أنها حصلت معنى، إذ كانت هذه الحادثة هي أعظم حادثة يُمنى فيها اليهود بخسائر فادحة منذ قيام كيانهم المسخ، فهي أعظم مصيبة أصابتهم وأساءت وجوههم على الإطلاق.
الثالث: أنها كذلك الحادثة الأولى التي ترتب عليها إساءة وجوه اليهود في المحافل الدولية وفضحت إجرامهم وأبانت سوءتهم أمام العالم.
فكان كل ذلك إشارة إلهية واضحة ببدء مرحلة الإساءة والله أعلم"
"... الناس في غزة وإن كانت فيهم المعاصي إلا أنهم لا يحادُّون الله ورسوله ولا يحاربون دينه، والخير فيهم أغلب وأظهر، بل فيهم من يجاهد في الله حق جهاده وقد ضربوا أروع الأمثلة في ذلك قادةً وجنداً وهم يرفعون لواء الله ويبذلون من أجله دماءهم وأرواحهم وأغلى ما يملكون، ومعركة الطوفان المجيدة وما سبقها وما تبعها من معارك أكبر شاهد على ذلك"
" فقدّر سبحانه وتعالى أن تنشب هذه الحرب بطوفان قوي مبارك أدهش العالم كله في كمّ القوة والشجاعة والإقدام والإحكام الذي اشتمل عليه، حتى أن النجاحات التي حصلت أبهرت المجاهدين أنفسهم الذين لا أحسبهم توقعوها، مما استفز العدو أعظم استفزاز"
" والتفسير الواقعي المنطقي الوحيد المقبول لعودتهم إلى فلسطين بعد كل هذه السنين هو ما نص عليه القرآن كإعجاز غيبي عظيم يفسر هذه العودة ويبين أنها طارئة عابرة وأنها استكمال لعقابهم وتدميرهم لأنهم ما ازدادوا إلا كفرا وطغيانا، حيث قال سبحانه: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ [الإسراء: 4-7].
ولم يجتمع لهم علو مع إفساد كبير في هذه الأرض إلا مرتين فقط بالإجماع، الأولى مضت في عهد نبوخذ نصر، والثانية هي هذه المرة.
فنحن بانتظار وعد الآخرة فيهم حتما بإذن الله تعالى، وقد بدأت أولى مراحله وهي إساءة الوجه في طوفان أكتوبر، ونسأل الله تعالى أن يتم بنا وعده الحق بدخولنا المسجد الأقصى فاتحين متبرين ما علوا تتبيرا وما ذلك على الله بعزيز.
﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾"
ولم يجتمع لهم علو مع إفساد كبير في هذه الأرض إلا مرتين فقط بالإجماع، الأولى مضت في عهد نبوخذ نصر، والثانية هي هذه المرة.
فنحن بانتظار وعد الآخرة فيهم حتما بإذن الله تعالى، وقد بدأت أولى مراحله وهي إساءة الوجه في طوفان أكتوبر، ونسأل الله تعالى أن يتم بنا وعده الحق بدخولنا المسجد الأقصى فاتحين متبرين ما علوا تتبيرا وما ذلك على الله بعزيز.
﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾"
" ... المصالح التي ترتبت على معركة طوفان الأقصى، وهي كثيرة وعظيمة والتي منها:
– إحياء فريضة الجهاد ضد هذا الاحتلال الغاصب لمسرى النبي صلى الله عليه وسلم
– وإعادة القضية الفلسطينية للصدارة بعد أن أريد لها التصفية
– وإيقاف أو إبطاء مسار التطبيع
– وكسر هيبة العدو وتحطيم صورة الجيش الذي لا يقهر
– والنكاية بالعدو
– وتهجير المستوطنين من الجنوب والشمال.
– والهجرة العكسية خارج الكيان
– وضرب اقتصاده
– وبعث الأمل في الأمة بتحرير فلسطين
– وتشجيع الشعوب المسلمة على الانخراط في معركة التحرير.
ولا ننكر ما وقع من مفاسد عظيمة من استشهاد عدد كبير الناس، وفي مقدمتهم قيادات كبيرة في المقاومة، وجرح وإصابة أعداد كبيرة أيضاً، وما حصل من تدمير للبيوت والمستشفيات والمدارس وغيرها من المفاسد.
ولا يصح النظر إلى جانب المفاسد دون موازنته بما تحقق ويتحقق من مصالح.
ونحن لا نقلل أبداً من حجم المعاناة، والتضحيات التي يعيشها القطاع وأهله الكرام، ولكن ينبغي ألا ننسى أن ذلك كله منهم جهاد عظيم في سبيل الله تعالى، وأنهم في أعظم المقامات عند الله تعالى بالمرابطة والمصابرة والاحتساب رجاء ما عند الله، والله لن يضيع ذلك لهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (قاعدة في المحبة): "وَهَذَا يتَبَيَّن بأصلين؛ أَحدهمَا: أَن حُصُول النَّصْر وَغَيره من أَنْوَاع النَّعيم لطائفة أَو شخص لَا يُنَافِي مَا يَقع فِي خلال ذَلِك من قتل بَعضهم وجرحه وَمن أَنْوَاع الْأَذَى وَذَلِكَ أَن الْخلق كلهم يموتون فَلَيْسَ فِي قتل الشُّهَدَاء مُصِيبَة زَائِدَة على مَا هُوَ مُعْتَاد لبنى آدم فَمن عدّ الْقَتْل فِي سَبِيل الله مُصِيبَة مُخْتَصَّة بِالْجِهَادِ كَانَ من أَجْهَل النَّاس …."
– إحياء فريضة الجهاد ضد هذا الاحتلال الغاصب لمسرى النبي صلى الله عليه وسلم
– وإعادة القضية الفلسطينية للصدارة بعد أن أريد لها التصفية
– وإيقاف أو إبطاء مسار التطبيع
– وكسر هيبة العدو وتحطيم صورة الجيش الذي لا يقهر
– والنكاية بالعدو
– وتهجير المستوطنين من الجنوب والشمال.
– والهجرة العكسية خارج الكيان
– وضرب اقتصاده
– وبعث الأمل في الأمة بتحرير فلسطين
– وتشجيع الشعوب المسلمة على الانخراط في معركة التحرير.
ولا ننكر ما وقع من مفاسد عظيمة من استشهاد عدد كبير الناس، وفي مقدمتهم قيادات كبيرة في المقاومة، وجرح وإصابة أعداد كبيرة أيضاً، وما حصل من تدمير للبيوت والمستشفيات والمدارس وغيرها من المفاسد.
ولا يصح النظر إلى جانب المفاسد دون موازنته بما تحقق ويتحقق من مصالح.
ونحن لا نقلل أبداً من حجم المعاناة، والتضحيات التي يعيشها القطاع وأهله الكرام، ولكن ينبغي ألا ننسى أن ذلك كله منهم جهاد عظيم في سبيل الله تعالى، وأنهم في أعظم المقامات عند الله تعالى بالمرابطة والمصابرة والاحتساب رجاء ما عند الله، والله لن يضيع ذلك لهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (قاعدة في المحبة): "وَهَذَا يتَبَيَّن بأصلين؛ أَحدهمَا: أَن حُصُول النَّصْر وَغَيره من أَنْوَاع النَّعيم لطائفة أَو شخص لَا يُنَافِي مَا يَقع فِي خلال ذَلِك من قتل بَعضهم وجرحه وَمن أَنْوَاع الْأَذَى وَذَلِكَ أَن الْخلق كلهم يموتون فَلَيْسَ فِي قتل الشُّهَدَاء مُصِيبَة زَائِدَة على مَا هُوَ مُعْتَاد لبنى آدم فَمن عدّ الْقَتْل فِي سَبِيل الله مُصِيبَة مُخْتَصَّة بِالْجِهَادِ كَانَ من أَجْهَل النَّاس …."
".. سنة إساءة الوجه التي وعد الله عز وجل بها اليهود المفسدين، حيث إن نهضة الحركة الإسلامية والتمكين للخلافة من أعظم ما يسيء وجه اليهود ويغيظهم، فإساءة وجوههم بدأت فيما أُرَجِّحُ في 7 أكتوبر، وهي مستمرة وصورها متعددة حتى دخول الأقصى فاتحين بإذن الله".
Forwarded from قناة: رامي بن محمد الدالي
أتوقع أن تكون مرحلة دخول الأقصى وفتحه القريب بإذن الله تعالى عن طريق طوفان ثان يشبه الأول:
- لأن الله تعالى جرأ المجاهدين عليه وأظهر به نقاط ضعف اليهود ومن أين يمكن أن يُؤتَوا ويُهزموا بأقل الإمكانيات فجعله مَثَلا وتوطئة.
- ولقوله تعالى: {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وقد بيّن سبحانه كيف دخلوه فقال: {فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ} والجَوْس هو طلب الشيء باستقصاء واهتمام.
فالمعنى أن الدخول الثاني يكون كذلك بالتفتيش الحثيث عن الأحياء بين المساكن والديار لأجل القتل والأسر وهو شبيه بما حصل في معركة الطوفان.
ولكن لا يشترط أن يكون انطلاقه من نفس المكان أي من غزة، بل قد يكون منها أو من غيرها من دول الشام المحيطة بالكيان أو من عدّة أماكن معاً.
ولكن الطوفان الثاني سيختلف عن الأول في حُسن اختيار التوقيت فإن مشكلة الطوفان الأول كانت في التوقيت أساسا، والتوقيت الخاطئ هو الذي أدَّى إلى مردود كارثي غير متوقع، والسبب الأساسي في الخطأ في تقدير الوقت المناسب هو تغليب النظر المادي على الشرعي وربما بما أصاب بعض المجاهدين والقادة قُبيله من عُجب.
فتوقيت الطوفان الثاني القادم بإذن الله تعالى لا ينبغي أن يعتمد على الاغترار بالكثرة، ولا على القوة والإعداد المادي فقط -مع كونه سبباً لا بد من الأخذ به-، ولا على مَدَد الرّافضة المخذولين، ولا حتى على بعض الآراء الشرعية الظّنِّية كالتحديد التقريبي الذي ذكرته آنفا -مع إمكان الاستئناس بها-.
وإنما ينبغي أن يكون مرتكزا أساسا إلى النظرة الشرعية والواقعية الواعية على ضوء كل ما ذكرناه من السنن المحكمة المستخلصة من نور الوحي، فلا يَنْقضّ إلا في اللحظة المناسبة والتوقيت الصحيح شرعاً حتى لا يرتدّ علينا مرة ثانية لا قدّر الله.
وهذه اللحظة تحين -بعد الإعداد المادي والعسكري بقدر المستطاع-:
عندما تبدأ الأمة بالنُّهوض والتخلص من طُغاتها لا سيّما دول الطوق التي يُمثّل أهل السنة الصادقون المجاهدون فيها الظّهير والمَدَد والحليف والمخزون الاستراتيجي والمحور الفَعّال الحقيقي لنا لأن الأقصى ترمومتر الأمة كما سبق.
وعندما يستقيم أيضا جند الطوفان على أمر الله تعالى وشرعه فيُقيمونه ويُحَكّمونه ويُحقِّقون في أنفسهم عوامل النصر والتّمكين والإمامة على أكمل وجه ممكن ليستحقوا النصر الكامل من الله تعالى كما مرّ.
وعندما تتطهر رايتهم فتكون إسلامية خالصة نقية ليس لها غاية إلا إعلاء كلمة الله تعالى سالمة من أي شائبة تشوبها كلَوثَةِ عَلمانية من تنحية شرع وتغليب سياسة أو ركون إلى الدنيا وترفها أو إلى الظلمة وأهل الأهواء والبدع والضلال كالروافض.
وغير ذلك من أسباب النصر الشرعية؛ فإنما الصراع صراع رايات وكلمات، فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، ومن كان في سبيل الله فإنّ الله تعالى معه وناصره، ومن ينصره الله فلا غالب له.
وعندها فقط يحق لهؤلاء المجاهدين الذين أخذوا بكل هذه الأسباب أن يقال في حقهم: {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وهو أمر قريب بإذن الله تعالى كما بيّنت، وما ذلك على الله بعزيز.
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
لقراءة المقال كاملا/ https://www.tg-me.com/ramydaly/6015
- لأن الله تعالى جرأ المجاهدين عليه وأظهر به نقاط ضعف اليهود ومن أين يمكن أن يُؤتَوا ويُهزموا بأقل الإمكانيات فجعله مَثَلا وتوطئة.
- ولقوله تعالى: {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وقد بيّن سبحانه كيف دخلوه فقال: {فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ} والجَوْس هو طلب الشيء باستقصاء واهتمام.
فالمعنى أن الدخول الثاني يكون كذلك بالتفتيش الحثيث عن الأحياء بين المساكن والديار لأجل القتل والأسر وهو شبيه بما حصل في معركة الطوفان.
ولكن لا يشترط أن يكون انطلاقه من نفس المكان أي من غزة، بل قد يكون منها أو من غيرها من دول الشام المحيطة بالكيان أو من عدّة أماكن معاً.
ولكن الطوفان الثاني سيختلف عن الأول في حُسن اختيار التوقيت فإن مشكلة الطوفان الأول كانت في التوقيت أساسا، والتوقيت الخاطئ هو الذي أدَّى إلى مردود كارثي غير متوقع، والسبب الأساسي في الخطأ في تقدير الوقت المناسب هو تغليب النظر المادي على الشرعي وربما بما أصاب بعض المجاهدين والقادة قُبيله من عُجب.
فتوقيت الطوفان الثاني القادم بإذن الله تعالى لا ينبغي أن يعتمد على الاغترار بالكثرة، ولا على القوة والإعداد المادي فقط -مع كونه سبباً لا بد من الأخذ به-، ولا على مَدَد الرّافضة المخذولين، ولا حتى على بعض الآراء الشرعية الظّنِّية كالتحديد التقريبي الذي ذكرته آنفا -مع إمكان الاستئناس بها-.
وإنما ينبغي أن يكون مرتكزا أساسا إلى النظرة الشرعية والواقعية الواعية على ضوء كل ما ذكرناه من السنن المحكمة المستخلصة من نور الوحي، فلا يَنْقضّ إلا في اللحظة المناسبة والتوقيت الصحيح شرعاً حتى لا يرتدّ علينا مرة ثانية لا قدّر الله.
وهذه اللحظة تحين -بعد الإعداد المادي والعسكري بقدر المستطاع-:
عندما تبدأ الأمة بالنُّهوض والتخلص من طُغاتها لا سيّما دول الطوق التي يُمثّل أهل السنة الصادقون المجاهدون فيها الظّهير والمَدَد والحليف والمخزون الاستراتيجي والمحور الفَعّال الحقيقي لنا لأن الأقصى ترمومتر الأمة كما سبق.
وعندما يستقيم أيضا جند الطوفان على أمر الله تعالى وشرعه فيُقيمونه ويُحَكّمونه ويُحقِّقون في أنفسهم عوامل النصر والتّمكين والإمامة على أكمل وجه ممكن ليستحقوا النصر الكامل من الله تعالى كما مرّ.
وعندما تتطهر رايتهم فتكون إسلامية خالصة نقية ليس لها غاية إلا إعلاء كلمة الله تعالى سالمة من أي شائبة تشوبها كلَوثَةِ عَلمانية من تنحية شرع وتغليب سياسة أو ركون إلى الدنيا وترفها أو إلى الظلمة وأهل الأهواء والبدع والضلال كالروافض.
وغير ذلك من أسباب النصر الشرعية؛ فإنما الصراع صراع رايات وكلمات، فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، ومن كان في سبيل الله فإنّ الله تعالى معه وناصره، ومن ينصره الله فلا غالب له.
وعندها فقط يحق لهؤلاء المجاهدين الذين أخذوا بكل هذه الأسباب أن يقال في حقهم: {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وهو أمر قريب بإذن الله تعالى كما بيّنت، وما ذلك على الله بعزيز.
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
لقراءة المقال كاملا/ https://www.tg-me.com/ramydaly/6015
" ... قلت من بدايات الحرب وما زلت أقولها: والله الذي لا إله إلا هو لن ننكسر في غزة في هذه الحرب مهما أصابنا من ألم وأذى ولأواء وأقول إن شاء الله تحقيقاً وتبركاً لا تعليقاً وشكاً كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ثقة بالله ويقيناً بوعده ونصره ولأسباب كثيرة فصلتها، وألخصها هنا بما يلي: ....
ج. قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج: 60]، وقد عاقبْنا في طوفان الأقصى بمثل ما عوقبنا وحوربنا به من قِبَل اليهود المجرمين عبر السنين ثم بغَوا علينا في هذه الحرب؛ فلَيَنصُرَنّا الله عز وجل بالثبات وعدم الانكسار وكسر إرادة المعتدين الباغين.
هـ. ذكرت في التأملات في سورة الإسراء أن صدر السورة يشتمل على بشارتين عظيمتين:
الأولى: أن إساءة وجه اليهود بدأت ولن تنتهي حتى دخول المسجد الأقصى، وهذا يعني أننا لن ننكسر في غزة ولن يفرح اليهود بانكسارنا أبداً بإذن الله تعالى.
الثانية: أن إساءة وجههم ستكون بصورٍ شتى: بالصمود والعمليات البطولية في غزة أثناء الحرب، وأنها عند انتهاء الحرب وانطفائها كما وعد الله تعالى ستكون الإساءة بصعود الحركات الإسلامية ونصرها لاسيما في الشام؛ فلما انتصر المجاهدون في سوريا أيقنت أن الحرب قد آن انتهاؤها وستطفأ قريباً بإذن الله تعالى.
فالآلام وإن عظمت وجلّت وتفاقمت فالآمال أعظم وأكبر، وما نصر سوريا المفاجئ والمعجز عنا ببعيد، ونظرنا نحو الخلافة الراشدة الموعودة لا ينثني، ويقيننا بتحقق الوعد الإلهي لا ينحني.
ط. التأييد الإلهي المبهر من أول لحظة في معركة الطوفان، ثم في الثبات الأسطوري الذي هو من الله تعالى الذي يربط على قلوب الناس والمجاهدين برغم كل الأهوال التي يلقونها بشكل معجز، والتأييد الرباني للمجاهدين في إقدامهم وتقوية قلوبهم وتهيئة الأسباب لهم من لا شيء؛ مما نتج عنه عمليات نوعية وصور من البطولات التي أدهشت العالم كله على مدار أكثر من سنة كاملة ولا زال يقوى ولا يضعف مما أدخل كثيرا من الناس في الغرب في الإسلام وكانوا يقولون عن سبب إسلامهم أنهم رأوا الله تعالى مع أهل غزة، والله تعالى لا يضيع أجر المحسنين ولا عملهم، ومن صور هذا التأييد ما حصل مع السنوار رحمه الله وكيف هيأ الله تعالى له سبيل العزة ورفع ذكره وذبّ عنه بعد أن نالت منه ألسنة كثير من الناس ولمسنا في ذلك حقيقة التأييد الإلهي والذبّ عن المقاومة والجهاد الذي يمثله السنوار"
ج. قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج: 60]، وقد عاقبْنا في طوفان الأقصى بمثل ما عوقبنا وحوربنا به من قِبَل اليهود المجرمين عبر السنين ثم بغَوا علينا في هذه الحرب؛ فلَيَنصُرَنّا الله عز وجل بالثبات وعدم الانكسار وكسر إرادة المعتدين الباغين.
هـ. ذكرت في التأملات في سورة الإسراء أن صدر السورة يشتمل على بشارتين عظيمتين:
الأولى: أن إساءة وجه اليهود بدأت ولن تنتهي حتى دخول المسجد الأقصى، وهذا يعني أننا لن ننكسر في غزة ولن يفرح اليهود بانكسارنا أبداً بإذن الله تعالى.
الثانية: أن إساءة وجههم ستكون بصورٍ شتى: بالصمود والعمليات البطولية في غزة أثناء الحرب، وأنها عند انتهاء الحرب وانطفائها كما وعد الله تعالى ستكون الإساءة بصعود الحركات الإسلامية ونصرها لاسيما في الشام؛ فلما انتصر المجاهدون في سوريا أيقنت أن الحرب قد آن انتهاؤها وستطفأ قريباً بإذن الله تعالى.
فالآلام وإن عظمت وجلّت وتفاقمت فالآمال أعظم وأكبر، وما نصر سوريا المفاجئ والمعجز عنا ببعيد، ونظرنا نحو الخلافة الراشدة الموعودة لا ينثني، ويقيننا بتحقق الوعد الإلهي لا ينحني.
ط. التأييد الإلهي المبهر من أول لحظة في معركة الطوفان، ثم في الثبات الأسطوري الذي هو من الله تعالى الذي يربط على قلوب الناس والمجاهدين برغم كل الأهوال التي يلقونها بشكل معجز، والتأييد الرباني للمجاهدين في إقدامهم وتقوية قلوبهم وتهيئة الأسباب لهم من لا شيء؛ مما نتج عنه عمليات نوعية وصور من البطولات التي أدهشت العالم كله على مدار أكثر من سنة كاملة ولا زال يقوى ولا يضعف مما أدخل كثيرا من الناس في الغرب في الإسلام وكانوا يقولون عن سبب إسلامهم أنهم رأوا الله تعالى مع أهل غزة، والله تعالى لا يضيع أجر المحسنين ولا عملهم، ومن صور هذا التأييد ما حصل مع السنوار رحمه الله وكيف هيأ الله تعالى له سبيل العزة ورفع ذكره وذبّ عنه بعد أن نالت منه ألسنة كثير من الناس ولمسنا في ذلك حقيقة التأييد الإلهي والذبّ عن المقاومة والجهاد الذي يمثله السنوار"
"... ولا ننسى غزة العزة الملهمة كذلك ولعلها الملهمة الأولى بثباتها وصمودها ثم بحسمها ثم ببطولاتها وانتصاراتها على أعتى القوى ثم بطوفانها ثم بصمودها المذهل، وقد علمتنا كل من غزة وسوريا أن النصر ممكن بل هو أقرب وأسرع مما يمكن أن نتخيل لو أحْسنّا الإعداد الديني والمادي واقتناص الفرص معتمدين على نور العلم والوحي وعلى فهم الواقع من خلاله؛ لأن النصر من عند من يقول للشيء كن فيكون، وما حصل من خلل في غزة بعدم اكتمال الطوفان جبرته سوريا التي اكتمل طوفانها لئلا ييأس الناس والمجاهدون بسبب عدم اكتمال طوفان غزة وتداعياته الصعبة"
".. أي أن النهضة الكبرى قريبة بإذن الله تعالى، وكذلك بينت أن وعد الآخرة بدأ بالتحقق وأن أولى مراحله وهي مرحلة إساءة الوجه بدأت بالطوفان وستبقى هذه الإساءة ولن تفلح وجوههم أبدا إلى دخول الأقصى وتحريره بإذن الله، وأننا على أعتاب الخلافة الراشدة التي وعد بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد زمن الحكم الجبري أي الدكتاتوري وهو الذي نعيش فيه"
.
رحم الله الشيخ المجاهد الشهيد -بإذن الله- محمد بن زكي حمد
ونفع الله بشيخنا الدكتور رامي الدالي ورزقه علما نافعا وفهما واسعا
إدارة القناة
رحم الله الشيخ المجاهد الشهيد -بإذن الله- محمد بن زكي حمد
ونفع الله بشيخنا الدكتور رامي الدالي ورزقه علما نافعا وفهما واسعا
إدارة القناة
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى لا سيما نعمة الإيمان والثبات والأمن والأمان، الحمد لله الذي نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام على من أقامه ربه أسوة للورى وجعل نطقه وحيا يوحى، أما بعد:
فهنيئا ابتداء لكل من جاهد ورابط وضحى وثبت نسأل الله لهم الدرجات العلى في الجنة ثم إن ما حصل ويحصل في غزة من صبر وثبات عظيم وتأييد وتدبير إلهي عجيب وكشف للكرب وكبت وردّ للعدو دون حول منا ولا قوة لآية كبرى تستحق منا الشكر العظيم والتدبر العميق.
وإن أعظم ما يستفاد من هذه الحرب الضروس هو:
– فضل العلم الذي أنار لنا الطريق وكان السبب في كل خير وثبات.
– وتجرد التوحيد بعد انقطاع الأسباب وتعلق القلب بالله وحده بكل ما تعنيه الكلمة حتى لم نعد نرى سواه ولا نركن ونطمئن لسواه سبحانه.
– ورسوخ اليقين حتى اقتربنا من عين اليقين بعد أن رأينا الآيات عيانا وكل ذلك بفضل الله تعالى وحده.
وأنا هنا أنصح إخواني جميعا بالاستمساك الشديد بالعلم فقد وجدته سببا لكل خير فهو الباعث إلى اليقين وهما معا الباعثان إلى الصبر وبذلك تتحقق الإمامة في الدين قال تعالى: { وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةࣰ یَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُوا۟ۖ وَكَانُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا یُوقِنُونَ } [السجدة: ٢٤]، وقال عن الأنبياء: { أُو۟لِی ٱلۡأَیۡدِی وَٱلۡأَبۡصَـٰرِ } [سورة صٓ: ٤٥].
وفي هذه المعركة تجلى ذلك بوضوح، فقد ذكرت في بداية المعركة في مبحث "بعد عام من الطوفان" وغيره أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قد جعلها الله تعالى نبراسا للمؤمنين على مدى الزمان والمكان فقد كان قادرا سبحانه أن ينصره بكلمة "كن".
وإذا تأملنا غزوات النبي صلى الله عليه وسلم سنجد فيها تسلسلا متدرجا رائعا لإقامة الدين والتمكين:
ف "بدر" كانت لبدء المواجهة مع الباطل والفرقان بينه وبين الحق.
ثم "أُحُد" كانت لتنقية الصف وترسيخ المبادئ الإيمانية في القلوب ولذلك رجع ثلث الجيش تقريبا من المنافقين والمتأثرين بهم قبل المعركة ثم تمايز المؤمنون في المعركة فمنهم من ثبت ومنهم من تردد ومنهم من فرّ وقد عفى الله عنهم، وترسخت في قلوبهم مبادئ إيمانية عظيمة لا يستغنى عنها في المعركة بين الحق والباطل كأهمية الطاعة وأثرها في النصر وشؤم المعصية وترتب العقاب عليها، وكأثر ثبات القيادة والثلة المؤمنة - ولو كانت قليلة - في عدم الانكسار، وغير ذلك.
ثم جاءت "الخندق" لترقية الصف وتأهيله لاستحقاق النصر والتمكين من خلال البلاء والزلزال الشديد الذي محّص قلوبهم فارتقت إلى أعلى المراتب من الاقتداء التام بالنبي صلى الله عليه وسلم: { لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡـَٔاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا } [الأحزاب: ٢١]، ومن زيادة الإيمان والتسليم: { وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُوا۟ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّاۤ إِیمَـٰنࣰا وَتَسۡلِیمࣰا } [الأحزاب: ٢٢]، والوصول إلى أعلى درجات الصدق والتضحية: { مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا } [الأحزاب: ٢٣].
ثم توّج ذلك الارتقاء في الخندق بترسيخ اليقين وتجرد التوحيد بالتوكل على الله تعالى والتعلق به وحده عن طريق كفاية الله تعالى للمؤمنين ورد عدوهم عنهم بدون قتال: {وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِغَیۡظِهِمۡ لَمۡ یَنَالُوا۟ خَیۡرࣰاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِیًّا عَزِیزࣰا} [الأحزاب: ٢٥]. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد الخندق وبعد أن فهم عن ربه تعالى هذا التدرج والتأهيل للتمكين: "الْآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَا" (صحيح البخاري)، فكان "فتح مكة" بعد ذلك بثلاث سنين، وكان ذلك كله تمهيدا للخلافة الراشدة الأولى التي خفقت راياتها في ربوع العالمين. وعدد السنين لا اعتبار له في الاتعاظ وإنما المقصود المعنى والعبرة أما الزمن فيخضع للظروف ويتغير بتغيرها.
وقد بينت أن غزة التي هي من أكناف بيت المقدس هي اليوم الملهمة للأمة والتي تنوب عنها في خوض معارك المخاض أي الفترة الانتقالية من مرحلة الحكم الجبري إلى مرحلة الخلافة الراشدة الثانية التي ستكون عاصمتها القدس ولذلك كان الرباط فيها خير الرباط كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
والخلافة الراشدة الثانية لا بد أن يسبقها وجود وانتشار منهاج النبوة كتمهيد لها كما حصل مع الخلافة الأولى ويدل عليه النص النبوي فإنه سمى الخلافتين: "خلافة على منهاج النبوة" فلا بد أن تمر غزة بمراحل التمهيد السابقة في السيرة للوصول إلى الخلافة الثانية.
فهنيئا ابتداء لكل من جاهد ورابط وضحى وثبت نسأل الله لهم الدرجات العلى في الجنة ثم إن ما حصل ويحصل في غزة من صبر وثبات عظيم وتأييد وتدبير إلهي عجيب وكشف للكرب وكبت وردّ للعدو دون حول منا ولا قوة لآية كبرى تستحق منا الشكر العظيم والتدبر العميق.
وإن أعظم ما يستفاد من هذه الحرب الضروس هو:
– فضل العلم الذي أنار لنا الطريق وكان السبب في كل خير وثبات.
– وتجرد التوحيد بعد انقطاع الأسباب وتعلق القلب بالله وحده بكل ما تعنيه الكلمة حتى لم نعد نرى سواه ولا نركن ونطمئن لسواه سبحانه.
– ورسوخ اليقين حتى اقتربنا من عين اليقين بعد أن رأينا الآيات عيانا وكل ذلك بفضل الله تعالى وحده.
وأنا هنا أنصح إخواني جميعا بالاستمساك الشديد بالعلم فقد وجدته سببا لكل خير فهو الباعث إلى اليقين وهما معا الباعثان إلى الصبر وبذلك تتحقق الإمامة في الدين قال تعالى: { وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةࣰ یَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُوا۟ۖ وَكَانُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا یُوقِنُونَ } [السجدة: ٢٤]، وقال عن الأنبياء: { أُو۟لِی ٱلۡأَیۡدِی وَٱلۡأَبۡصَـٰرِ } [سورة صٓ: ٤٥].
وفي هذه المعركة تجلى ذلك بوضوح، فقد ذكرت في بداية المعركة في مبحث "بعد عام من الطوفان" وغيره أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قد جعلها الله تعالى نبراسا للمؤمنين على مدى الزمان والمكان فقد كان قادرا سبحانه أن ينصره بكلمة "كن".
وإذا تأملنا غزوات النبي صلى الله عليه وسلم سنجد فيها تسلسلا متدرجا رائعا لإقامة الدين والتمكين:
ف "بدر" كانت لبدء المواجهة مع الباطل والفرقان بينه وبين الحق.
ثم "أُحُد" كانت لتنقية الصف وترسيخ المبادئ الإيمانية في القلوب ولذلك رجع ثلث الجيش تقريبا من المنافقين والمتأثرين بهم قبل المعركة ثم تمايز المؤمنون في المعركة فمنهم من ثبت ومنهم من تردد ومنهم من فرّ وقد عفى الله عنهم، وترسخت في قلوبهم مبادئ إيمانية عظيمة لا يستغنى عنها في المعركة بين الحق والباطل كأهمية الطاعة وأثرها في النصر وشؤم المعصية وترتب العقاب عليها، وكأثر ثبات القيادة والثلة المؤمنة - ولو كانت قليلة - في عدم الانكسار، وغير ذلك.
ثم جاءت "الخندق" لترقية الصف وتأهيله لاستحقاق النصر والتمكين من خلال البلاء والزلزال الشديد الذي محّص قلوبهم فارتقت إلى أعلى المراتب من الاقتداء التام بالنبي صلى الله عليه وسلم: { لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡـَٔاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا } [الأحزاب: ٢١]، ومن زيادة الإيمان والتسليم: { وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُوا۟ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّاۤ إِیمَـٰنࣰا وَتَسۡلِیمࣰا } [الأحزاب: ٢٢]، والوصول إلى أعلى درجات الصدق والتضحية: { مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا } [الأحزاب: ٢٣].
ثم توّج ذلك الارتقاء في الخندق بترسيخ اليقين وتجرد التوحيد بالتوكل على الله تعالى والتعلق به وحده عن طريق كفاية الله تعالى للمؤمنين ورد عدوهم عنهم بدون قتال: {وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِغَیۡظِهِمۡ لَمۡ یَنَالُوا۟ خَیۡرࣰاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِیًّا عَزِیزࣰا} [الأحزاب: ٢٥]. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد الخندق وبعد أن فهم عن ربه تعالى هذا التدرج والتأهيل للتمكين: "الْآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَا" (صحيح البخاري)، فكان "فتح مكة" بعد ذلك بثلاث سنين، وكان ذلك كله تمهيدا للخلافة الراشدة الأولى التي خفقت راياتها في ربوع العالمين. وعدد السنين لا اعتبار له في الاتعاظ وإنما المقصود المعنى والعبرة أما الزمن فيخضع للظروف ويتغير بتغيرها.
وقد بينت أن غزة التي هي من أكناف بيت المقدس هي اليوم الملهمة للأمة والتي تنوب عنها في خوض معارك المخاض أي الفترة الانتقالية من مرحلة الحكم الجبري إلى مرحلة الخلافة الراشدة الثانية التي ستكون عاصمتها القدس ولذلك كان الرباط فيها خير الرباط كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
والخلافة الراشدة الثانية لا بد أن يسبقها وجود وانتشار منهاج النبوة كتمهيد لها كما حصل مع الخلافة الأولى ويدل عليه النص النبوي فإنه سمى الخلافتين: "خلافة على منهاج النبوة" فلا بد أن تمر غزة بمراحل التمهيد السابقة في السيرة للوصول إلى الخلافة الثانية.
وبنظرة معمقة نجد ذلك محققا بدرجة عجيبة مبهرة ترسخ فينا اليقين بقرب الخلافة وتحقق ما يسبقها من تمهيد؛ فإن حروب غزة الأولى وأولها حرب الفرقان كانت تمثل الفرقان بين الباطل الذي على رأسه الصهاينة والحق الذي تمثله أمة الإسلام وتنوب عنها غزة في رفع لوائه على أبواب بيت المقدس.
ثم كانت هذه الحرب التاريخية المبهرة وكانت المعركة الأولى فيها قبل الهدنة تمثل غزوة أُحُد بما تشتمل عليه من عقاب التطهير ومن ثبات عظيم لثلة مباركة من المجاهدين والقادة وتحقق فيها تنقية للصف المجاهد وترسيخ لمبادئ مهمة، وقد فصلت في ذلك في مبحث "بعد عام من الطوفان" وغيره وذكرت بناء عليه أننا لن ننكسر وبينت أن مما يرسخ عدم الانكسار أن ما حدث في الطوفان هو بداية مرحلة إساءة وجه اليهود التي هي أولى مراحل تدميرهم وتحقق وعد الآخرة فيهم وهذه الإساءة لن تزول حتى دخول المسجد الأقصى والتمكين التام للمؤمنين كما يقتضيه كلام ربنا سبحانه.
ثم كانت المعركة الثانية بعد الهدنة الطويلة وذكرت وقتها في عدد من المقالات أن هذه المعركة تشبه معركة الأحزاب وستؤول إلى مآلاتها بإذن الله تعالى، وكان مما قلته: "إن هذه المرحلة الثانية من الحرب بعد الهدنة الطويلة نسبيّاً أشبه ما تكون بمعركة الأحزاب من حيث وجود الحصار وعدم الاشتباك المباشر في العمق فإن استمر الأمر كذلك -وهذا هو رجائي وظني بالله تعالى- ففيه بشارتان: الأولى: أن الله تعالى سيرد اليهود بغيظهم خائبين لن ينالوا خيرا كما رد الأحزاب وسينهي حربهم وينصر جنده ويهزم الأحزاب وحده بأمر من عنده ... الثانية: أن انصرافهم عنا سيكون آخر مسمار في نعش دولتهم إيذاناً بزوالها وتحقق وعد الآخرة بإذن الله تعالى بعد أن استنفذوا كل طاقتهم وقوتهم ... التجرّد في أُحد بمثابة التَّخْلِية لقلوب المؤمنين المجاهدين، ثم جاءت الأحزاب فكانت بمثابة التَّحْلِية لقلوبهم، وذلك أن أهم الصفات التي أراد الله تعالى غرسها في المؤمنين في الأحزاب هي الصدق فلما كَمَل الإعداد الإيماني في قلوبهم تُوِّج ذلك بالنصر المبين والتمكين التام بفتح مكة بعد ذلك ببضع سنين ... والمرحلة الأولى من هذه الحرب أشبهت غزوة أحد وكان فيها التخْلية والتجرّد وأما الثانية فهي أشبه بالأحزاب كما ذكرت ويُراد فيها التكميل والتحْلية للتهيّؤ للفتح المبين بعد ذلك بدخول المسجد الأقصى وتحقّق وعْد الآخرة الذي بدأت أُولى مراحله وهي مرحلة إساءة وجوه اليهود في معركة الطوفان وستستمر إلى دخول المسجد". (انظر المقالات التالية: "إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه"، "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون"، "ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره" "لماذا طال أمد الحرب 1، 2").
فكان الأمر كما ذكرت { إِذۡ جَاۤءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ } [الأحزاب: ١٠] { وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِغَیۡظِهِمۡ لَمۡ یَنَالُوا۟ خَیۡرࣰاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِیًّا عَزِیزࣰا } [الأحزاب: ٢٥]، وهذا يؤكد مسار الفتح والتمكين القادم على درب فتح مكة والتمهيد للخلافة بإذن الله تعالى.
واليوم أقول: إن فتح مكة سبقه فتح القلوب، فإن فتح القلوب لا بد أن يسبق فتح البلاد لأن البلاد تحتاج في فتحها إلى كثرة الربانيين وإصلاح العباد، وكان ذلك بصلح الحديبية فإنه وإن كان فيه بعض الإجحاف بالمسلمين والشروط الصعبة التي لم ترضهم حتى كاد بعضهم يقتل بعضا عند حلق شعورهم من شدة الغم إلا أن هذا الصلح كان فتحا عظيما لأنه هيأ الأسباب لانتشار الدعوة والنور بعد الهدوء الذي حصل مع قريش فدخل في الإسلام في سنة واحدة أكثر مما دخله طوال السنوات السابقة ولذا سماه الله تعالى فتحا كما في تفسير قوله تعالى: { إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحࣰا مُّبِینࣰا } [الفتح: ١] على الأكثر الراجح من أقوال العلماء، وفي صحيح البخاري التصريح بذلك فقد قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر رضي الله عنه إلى آخرها مرجعهم من الحديبية "فقال عمر يا رسول الله أو فتح هو؟ (أي الصلح) قال: "نعم". وقال الزهري: "لقد كان الحديبية أعظم الفتوح، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليها في ألف وأربعمائة، فلما وقع الصلح مشى الناس بعضهم في بعض وعلموا وسمعوا عن الله، فما أراد أحد الإسلام إلا تمكن منه، فما مضت تلك السنتان إلا والمسلمون قد جاؤوا إلى مكة في عشرة آلاف". (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي)، وقال ابن القيم في كتابه القيم "زاد المعاد" كلاما قيما في ذلك ومنه: "كانت مقدمة بين يدي الفتح الأعظم الذي أعز الله به رسوله وجنده ودخل الناس به في دين الله أفواجا فكانت هذه الهدنة بابا له ومفتاحا ومؤذنا بين يديه، وهذه عادة الله سبحانه في الأمور العظام التي يقضيها قدرا وشرعا أن يوطئ لها بين يديها مقدمات وتوطئات تؤذن بها وتدل عليها.
ثم كانت هذه الحرب التاريخية المبهرة وكانت المعركة الأولى فيها قبل الهدنة تمثل غزوة أُحُد بما تشتمل عليه من عقاب التطهير ومن ثبات عظيم لثلة مباركة من المجاهدين والقادة وتحقق فيها تنقية للصف المجاهد وترسيخ لمبادئ مهمة، وقد فصلت في ذلك في مبحث "بعد عام من الطوفان" وغيره وذكرت بناء عليه أننا لن ننكسر وبينت أن مما يرسخ عدم الانكسار أن ما حدث في الطوفان هو بداية مرحلة إساءة وجه اليهود التي هي أولى مراحل تدميرهم وتحقق وعد الآخرة فيهم وهذه الإساءة لن تزول حتى دخول المسجد الأقصى والتمكين التام للمؤمنين كما يقتضيه كلام ربنا سبحانه.
ثم كانت المعركة الثانية بعد الهدنة الطويلة وذكرت وقتها في عدد من المقالات أن هذه المعركة تشبه معركة الأحزاب وستؤول إلى مآلاتها بإذن الله تعالى، وكان مما قلته: "إن هذه المرحلة الثانية من الحرب بعد الهدنة الطويلة نسبيّاً أشبه ما تكون بمعركة الأحزاب من حيث وجود الحصار وعدم الاشتباك المباشر في العمق فإن استمر الأمر كذلك -وهذا هو رجائي وظني بالله تعالى- ففيه بشارتان: الأولى: أن الله تعالى سيرد اليهود بغيظهم خائبين لن ينالوا خيرا كما رد الأحزاب وسينهي حربهم وينصر جنده ويهزم الأحزاب وحده بأمر من عنده ... الثانية: أن انصرافهم عنا سيكون آخر مسمار في نعش دولتهم إيذاناً بزوالها وتحقق وعد الآخرة بإذن الله تعالى بعد أن استنفذوا كل طاقتهم وقوتهم ... التجرّد في أُحد بمثابة التَّخْلِية لقلوب المؤمنين المجاهدين، ثم جاءت الأحزاب فكانت بمثابة التَّحْلِية لقلوبهم، وذلك أن أهم الصفات التي أراد الله تعالى غرسها في المؤمنين في الأحزاب هي الصدق فلما كَمَل الإعداد الإيماني في قلوبهم تُوِّج ذلك بالنصر المبين والتمكين التام بفتح مكة بعد ذلك ببضع سنين ... والمرحلة الأولى من هذه الحرب أشبهت غزوة أحد وكان فيها التخْلية والتجرّد وأما الثانية فهي أشبه بالأحزاب كما ذكرت ويُراد فيها التكميل والتحْلية للتهيّؤ للفتح المبين بعد ذلك بدخول المسجد الأقصى وتحقّق وعْد الآخرة الذي بدأت أُولى مراحله وهي مرحلة إساءة وجوه اليهود في معركة الطوفان وستستمر إلى دخول المسجد". (انظر المقالات التالية: "إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه"، "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون"، "ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره" "لماذا طال أمد الحرب 1، 2").
فكان الأمر كما ذكرت { إِذۡ جَاۤءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ } [الأحزاب: ١٠] { وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِغَیۡظِهِمۡ لَمۡ یَنَالُوا۟ خَیۡرࣰاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِیًّا عَزِیزࣰا } [الأحزاب: ٢٥]، وهذا يؤكد مسار الفتح والتمكين القادم على درب فتح مكة والتمهيد للخلافة بإذن الله تعالى.
واليوم أقول: إن فتح مكة سبقه فتح القلوب، فإن فتح القلوب لا بد أن يسبق فتح البلاد لأن البلاد تحتاج في فتحها إلى كثرة الربانيين وإصلاح العباد، وكان ذلك بصلح الحديبية فإنه وإن كان فيه بعض الإجحاف بالمسلمين والشروط الصعبة التي لم ترضهم حتى كاد بعضهم يقتل بعضا عند حلق شعورهم من شدة الغم إلا أن هذا الصلح كان فتحا عظيما لأنه هيأ الأسباب لانتشار الدعوة والنور بعد الهدوء الذي حصل مع قريش فدخل في الإسلام في سنة واحدة أكثر مما دخله طوال السنوات السابقة ولذا سماه الله تعالى فتحا كما في تفسير قوله تعالى: { إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحࣰا مُّبِینࣰا } [الفتح: ١] على الأكثر الراجح من أقوال العلماء، وفي صحيح البخاري التصريح بذلك فقد قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر رضي الله عنه إلى آخرها مرجعهم من الحديبية "فقال عمر يا رسول الله أو فتح هو؟ (أي الصلح) قال: "نعم". وقال الزهري: "لقد كان الحديبية أعظم الفتوح، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليها في ألف وأربعمائة، فلما وقع الصلح مشى الناس بعضهم في بعض وعلموا وسمعوا عن الله، فما أراد أحد الإسلام إلا تمكن منه، فما مضت تلك السنتان إلا والمسلمون قد جاؤوا إلى مكة في عشرة آلاف". (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي)، وقال ابن القيم في كتابه القيم "زاد المعاد" كلاما قيما في ذلك ومنه: "كانت مقدمة بين يدي الفتح الأعظم الذي أعز الله به رسوله وجنده ودخل الناس به في دين الله أفواجا فكانت هذه الهدنة بابا له ومفتاحا ومؤذنا بين يديه، وهذه عادة الله سبحانه في الأمور العظام التي يقضيها قدرا وشرعا أن يوطئ لها بين يديها مقدمات وتوطئات تؤذن بها وتدل عليها.
ومنها: أن هذه الهدنة كانت من أعظم الفتوح فإن الناس أمن بعضهم بعضا واختلط المسلمون بالكفار وبادؤوهم بالدعوة وأسمعوهم القرآن وناظروهم على الإسلام جهرة آمنين وظهر من كان مختفيا بالإسلام ودخل فيه في مدة الهدنة من شاء الله أن يدخل ولهذا سماه الله فتحا مبينا ... وكان في الصورة الظاهرة ضيما وهضما للمسلمين وفي الباطن عزا وفتحا ونصرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى ما وراءه من الفتح العظيم والعز والنصر من وراء ستر رقيق وكان يُعطي المشركين كلَّ ما سألوه مِن الشروط، التى لم يحتملها أكثر أصحابه ورؤوسهم، وهو صلى الله عليه وسلم يعلم ما في ضمن هذا المكروه من محبوب فكان يدخل على تلك الشروط دخول واثق بنصر الله له وتأييده وأن العاقبة له وأن تلك الشروط واحتمالها هو عين النصرة وهو من أكبر الجند الذي أقامه المشترطون ونصبوه لحربهم وهم لا يشعرون، فذلوا من حيث طلبوا العز وقهروا من حيث أظهروا القدرة والفخر والغلبة، وعز رسول الله صلى الله عليه وسلم وعساكر الإسلام من حيث انكسروا لله واحتملوا الضيم له وفيه، فدار الدور وانعكس الأمر وانقلب العز بالباطل ذلا بحق وانقلبت الكسرة لله عزا بالله وظهرت حكمة الله وآياته وتصديق وعده ونصرة رسوله على أتم الوجوه وأكملها التي لا اقتراح للعقول وراءها".
ولذلك أرى أن هذه الصفقة وإن كان فيها إجحاف علينا إلا أنها ستكون ممهدة بإذن الله تعالى إلى فتح القلوب الذي سيمهد لفتح الأقصى وللخلافة الراشدة الثانية على طريق فتح مكة والخلافة الأولى بإذن الله، وسيهيئ الله تعالى أسباب ذلك وإن بدا الأمر في ظاهره خلاف ذلك ولكنا على يقين بأنا في صعود وعدونا في أفول وهبوط وإساءة وجهه لن تزول حتى فتح بيت المقدس بإذن الله تعالى وما ذلك على الله بعزيز.
وهذا يستدعي منا إذ توقعنا طبيعة المرحلة القادمة أن نستفرغ الجهد ونركز بكل قوة في الدعوة إلى الله تعالى ونشر العلم وفتح القلوب في هذه المرحلة القادمة مع الإعداد الخفي بما يستطيعه المجاهدون من قوة وإعادة البناء حتى تحين الفرصة لقطف النصر الموعود بإذن ربنا الكريم.
والحمد لله رب العالمين.
20 ربيع ثاني 1447 هـ
الموافق 12 - 7 - 2025 م
ولذلك أرى أن هذه الصفقة وإن كان فيها إجحاف علينا إلا أنها ستكون ممهدة بإذن الله تعالى إلى فتح القلوب الذي سيمهد لفتح الأقصى وللخلافة الراشدة الثانية على طريق فتح مكة والخلافة الأولى بإذن الله، وسيهيئ الله تعالى أسباب ذلك وإن بدا الأمر في ظاهره خلاف ذلك ولكنا على يقين بأنا في صعود وعدونا في أفول وهبوط وإساءة وجهه لن تزول حتى فتح بيت المقدس بإذن الله تعالى وما ذلك على الله بعزيز.
وهذا يستدعي منا إذ توقعنا طبيعة المرحلة القادمة أن نستفرغ الجهد ونركز بكل قوة في الدعوة إلى الله تعالى ونشر العلم وفتح القلوب في هذه المرحلة القادمة مع الإعداد الخفي بما يستطيعه المجاهدون من قوة وإعادة البناء حتى تحين الفرصة لقطف النصر الموعود بإذن ربنا الكريم.
والحمد لله رب العالمين.
20 ربيع ثاني 1447 هـ
الموافق 12 - 7 - 2025 م
قناة: رامي بن محمد الدالي
وإذا تأملنا غزوات النبي صلى الله عليه وسلم سنجد فيها تسلسلا متدرجا رائعا لإقامة الدين والتمكين:
مقال مهم لفهم الواقع واستشراف المستقبل
ننصح الجميع بقراءته
إدارة القناة
ننصح الجميع بقراءته
إدارة القناة
قناة: رامي بن محمد الدالي
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى لا سيما نعمة الإيمان والثبات والأمن والأمان، الحمد لله الذي نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام على من أقامه ربه أسوة للورى وجعل نطقه وحيا يوحى، أما بعد: فهنيئا ابتداء لكل من جاهد ورابط وضحى وثبت نسأل الله…
جاء في صحيح مسلم عن صلح الحديبيبة:
(فاشترطوا على النبي صلى الله عليه و سلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا. فقالوا: يا رسول الله أنكتب هذا؟ قال: "نَعَمْ، إِنَّهُ مَنْ ذَهَبَ مِنَّا إِلَيْهِمْ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، وَمَنْ جَاءَنَا مِنْهُمْ سَيَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا").
ونحن على يقين بأن الله سيجعل لنا فرجا ومخرجا بإذنه تعالى وأنا في صعود وعدونا في أفول وهبوط وإساءة وجهه التي هي أولى مراحل وعد الآخرة التي بدأت ولن تزول حتى فتح بيت المقدس بإذن الله تعالى وما ذلك على الله بعزيز.
وهذا يستدعي منا إذ توقعنا طبيعة المرحلة القادمة عدة أمور:
1. أن نستفرغ الجهد ونركز بكل قوة في الدعوة إلى الله تعالى ونشر العلم وفتح القلوب؛ لأن فتح القلوب بسبب الهدوء والتفرغ لنشر الدعوة الذي هيأه صلح الحديبية كان السبب في فتح مكة بعد ذلك، وكذلك فتح الأقصى إن شاء الله ففتح القلوب يجب أن يسبق فتح البلاد.
2. المحافظة على الإعداد الخفي بما يستطيعه المجاهدون من قوة وإعادة البناء حتى تحين الفرصة لقطف النصر الموعود بإذن الله، ولا بأس من الاستفادة من تجربة أبي بصير رضي الله عنه كما جاء في السيرة فإن الله تعالى لن يعدم الصادقين الوسيلة المناسبة للدعوة والإعداد الجهادي ولو في كيانات جديدة في مسمياتها فإن الأصل هو الارتباط بالمبدأ لا بالمسميات وتجربة أردوغان في تركيا قريبة من ذلك.
3. قمع الفساد والنفاق وسائر المنكرات، فإن شدة البلاء وطوله كما في الخندق أبرزت بلهيبها الصادقين ورفعتهم وأفرزت المنافقين لتنفي خبثهم ولذا أطال الله تعالى ذكرهم في سورة الأحزاب، وهذا النفي مقصود لذاته لسببين:
الأول: أنه لا بد عند الارتقاء من تساقط الحثالة ولا يمكن أن يرتقي الصف المؤمن المجاهد حتى ينقَّى المجتمع الذي هو ظهيره وحاضنته من معاول النفاق والمنافقين والمفسدين الهدامة المخرّبة ويكون لسان حاله ما قاله المقداد بن الأسود رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ﴾. وَلَكِنْ امْضِ وَنَحْنُ مَعَكَ. فَكَأَنَّهُ سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" (صحيح البخاري).
الثاني: أن نور الله تعالى لا يتم إلا بإحقاق الحق وإبطال الباطل معا، وصدق الصادقين لا يكتمل إلا بإنكار المنكر ومحق الفساد جنبا إلى جنب مع الأمر بالمعروف والقيام به وهو من تمام الولاء والبراء اللذين هما من أوثق عرى الإيمان، ولذلك كان إنكار المنكر من أركان التمكين الأربعة {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41].
وهذا الأمر يتأكد عندنا في غزة لسببين آخرين:
الأول: أن عدم تطبيق الشريعة ومنها إنكار المنكرات والقضاء على النفاق والفساد كان من أهم أسباب الإصابة بمصيبة هذه الحرب البشعة الضروس كما فصّلت في مبحث "بعد عام من الطوفان"، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقال: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25]، ولذا كان من أهم أسباب الخروج التام من هذه الحرب وتحقق الأمن والأمان الحقيقي هو علاج العلة بالنهي عن المنكر والقضاء على النفاق والفساد بكل صوره وأشكاله.
الثاني: أن النهي عن المنكر والقضاء على الفساد من أهم أسباب تحقق الأمن والأمان في المجتمع قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82]، وهذا ما لمسناه من فرحة الناس جميعا بحسم المفسدين الذي حصل في الآونة الأخيرة وهذا له دور كبير ومهم في إعادة الحاضنة الشعبية للمشروع الإسلامي، والأهم هو إعادة ثقتها به بعد أن تباعدت عنه بسبب ما ذاقته من ويلات الحرب ومحاولة كثير من المرجفين أن يعزوا سبب ذلك للمشروع الإسلامي نفسه لا لأخطاء شخصية قد تكون وقعت من بعض أفراده وانطلى ذلك على كثير من الناس مما أدى إلى تباعد بعضهم عن الإسلام نفسه، فالقضاء على الفساد والمفسدين بشتى صورهم يعيد الأمور إلى نصابها ويعيد ثقة الناس واعتزازهم بهذا المشروع وبهذا الدين العظيم
ولذلك كله ذكر الله تعالى مقصد محق المنافقين مقارنا لمقصد ارتقاء الصادقين في الأحزاب فقال: {لِّیَجۡزِیَ ٱللَّهُ ٱلصَّـٰدِقِینَ بِصِدۡقِهِمۡ وَیُعَذِّبَ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ} [الأحزاب: ٢٤]، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة: 73]
(فاشترطوا على النبي صلى الله عليه و سلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا. فقالوا: يا رسول الله أنكتب هذا؟ قال: "نَعَمْ، إِنَّهُ مَنْ ذَهَبَ مِنَّا إِلَيْهِمْ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، وَمَنْ جَاءَنَا مِنْهُمْ سَيَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا").
ونحن على يقين بأن الله سيجعل لنا فرجا ومخرجا بإذنه تعالى وأنا في صعود وعدونا في أفول وهبوط وإساءة وجهه التي هي أولى مراحل وعد الآخرة التي بدأت ولن تزول حتى فتح بيت المقدس بإذن الله تعالى وما ذلك على الله بعزيز.
وهذا يستدعي منا إذ توقعنا طبيعة المرحلة القادمة عدة أمور:
1. أن نستفرغ الجهد ونركز بكل قوة في الدعوة إلى الله تعالى ونشر العلم وفتح القلوب؛ لأن فتح القلوب بسبب الهدوء والتفرغ لنشر الدعوة الذي هيأه صلح الحديبية كان السبب في فتح مكة بعد ذلك، وكذلك فتح الأقصى إن شاء الله ففتح القلوب يجب أن يسبق فتح البلاد.
2. المحافظة على الإعداد الخفي بما يستطيعه المجاهدون من قوة وإعادة البناء حتى تحين الفرصة لقطف النصر الموعود بإذن الله، ولا بأس من الاستفادة من تجربة أبي بصير رضي الله عنه كما جاء في السيرة فإن الله تعالى لن يعدم الصادقين الوسيلة المناسبة للدعوة والإعداد الجهادي ولو في كيانات جديدة في مسمياتها فإن الأصل هو الارتباط بالمبدأ لا بالمسميات وتجربة أردوغان في تركيا قريبة من ذلك.
3. قمع الفساد والنفاق وسائر المنكرات، فإن شدة البلاء وطوله كما في الخندق أبرزت بلهيبها الصادقين ورفعتهم وأفرزت المنافقين لتنفي خبثهم ولذا أطال الله تعالى ذكرهم في سورة الأحزاب، وهذا النفي مقصود لذاته لسببين:
الأول: أنه لا بد عند الارتقاء من تساقط الحثالة ولا يمكن أن يرتقي الصف المؤمن المجاهد حتى ينقَّى المجتمع الذي هو ظهيره وحاضنته من معاول النفاق والمنافقين والمفسدين الهدامة المخرّبة ويكون لسان حاله ما قاله المقداد بن الأسود رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ﴾. وَلَكِنْ امْضِ وَنَحْنُ مَعَكَ. فَكَأَنَّهُ سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" (صحيح البخاري).
الثاني: أن نور الله تعالى لا يتم إلا بإحقاق الحق وإبطال الباطل معا، وصدق الصادقين لا يكتمل إلا بإنكار المنكر ومحق الفساد جنبا إلى جنب مع الأمر بالمعروف والقيام به وهو من تمام الولاء والبراء اللذين هما من أوثق عرى الإيمان، ولذلك كان إنكار المنكر من أركان التمكين الأربعة {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41].
وهذا الأمر يتأكد عندنا في غزة لسببين آخرين:
الأول: أن عدم تطبيق الشريعة ومنها إنكار المنكرات والقضاء على النفاق والفساد كان من أهم أسباب الإصابة بمصيبة هذه الحرب البشعة الضروس كما فصّلت في مبحث "بعد عام من الطوفان"، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقال: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25]، ولذا كان من أهم أسباب الخروج التام من هذه الحرب وتحقق الأمن والأمان الحقيقي هو علاج العلة بالنهي عن المنكر والقضاء على النفاق والفساد بكل صوره وأشكاله.
الثاني: أن النهي عن المنكر والقضاء على الفساد من أهم أسباب تحقق الأمن والأمان في المجتمع قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82]، وهذا ما لمسناه من فرحة الناس جميعا بحسم المفسدين الذي حصل في الآونة الأخيرة وهذا له دور كبير ومهم في إعادة الحاضنة الشعبية للمشروع الإسلامي، والأهم هو إعادة ثقتها به بعد أن تباعدت عنه بسبب ما ذاقته من ويلات الحرب ومحاولة كثير من المرجفين أن يعزوا سبب ذلك للمشروع الإسلامي نفسه لا لأخطاء شخصية قد تكون وقعت من بعض أفراده وانطلى ذلك على كثير من الناس مما أدى إلى تباعد بعضهم عن الإسلام نفسه، فالقضاء على الفساد والمفسدين بشتى صورهم يعيد الأمور إلى نصابها ويعيد ثقة الناس واعتزازهم بهذا المشروع وبهذا الدين العظيم
ولذلك كله ذكر الله تعالى مقصد محق المنافقين مقارنا لمقصد ارتقاء الصادقين في الأحزاب فقال: {لِّیَجۡزِیَ ٱللَّهُ ٱلصَّـٰدِقِینَ بِصِدۡقِهِمۡ وَیُعَذِّبَ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ} [الأحزاب: ٢٤]، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة: 73]
قناة: رامي بن محمد الدالي
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى لا سيما نعمة الإيمان والثبات والأمن والأمان، الحمد لله الذي نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام على من أقامه ربه أسوة للورى وجعل نطقه وحيا يوحى، أما بعد: فهنيئا ابتداء لكل من جاهد ورابط وضحى وثبت نسأل الله…
ولذلك أيضا كان أول عمل عمله النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأحزاب أن قضى على أذناب الخيانة ومنابع الفساد المتمثلة في يهود بني قريظة، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَعَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَوَضَعَ السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ الْغُبَارُ، فَقَالَ: وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟ فَوَاللَّهِ مَا وَضَعْتُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَأَيْنَ؟". قَالَ: هَاهُنَا. وَأَوْمَأَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ. قَالَتْ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (صحيح البخاري).
وهو ما يجب أن يفعله المجاهدون اليوم بأذناب الخيانة وبسائر المنكرات ومظاهر الفساد في غزة الطهر والبطولة والإباء ومن أبرزها العملاء والمفسدون بالسلاح والإرهاب المحاربون لله ورسوله وسب الذات الإلهية وما شابهها من ألفاظ وأفعال كفرية فإن أعظم الفساد هو ذلك الذي يمس العقيدة والتوحيد ثم الذي يمس السلم المجتمعي ثم سائر المعاصي والمنكرات.
وهو ما يجب أن يفعله المجاهدون اليوم بأذناب الخيانة وبسائر المنكرات ومظاهر الفساد في غزة الطهر والبطولة والإباء ومن أبرزها العملاء والمفسدون بالسلاح والإرهاب المحاربون لله ورسوله وسب الذات الإلهية وما شابهها من ألفاظ وأفعال كفرية فإن أعظم الفساد هو ذلك الذي يمس العقيدة والتوحيد ثم الذي يمس السلم المجتمعي ثم سائر المعاصي والمنكرات.