اكسني جلباباً ؟!

كل إنجاز مباح يُتحقق للمرأة خارج أسورة بيتها؛ يطفَّفُ واجباتها المسؤولة عنها، ويهدر سكينتها ويكون سببًا في دوام التنابذ والشحناء ويحولها من مستودع للسكينة إلى طارد لها.

لم أُدرك أهمية القرار ومعنى المكوث في البيت إلا بعد الزواج، فواجبات البيت ولوازمه المتفرعة توجب شغلاً دائمًا للمرأة، شغلٌ عقلي وآخر بدني.
فما أن يحل نهاية اليوم إلا والبدن خائر من كل ذلك.
النساء التقليديات الطبيعيات قبل ما فرض علينا من خروج، كنّ هكذا، نهارهن حوص في الدار ورعاية للعيال وقدور على النيران، يستقبلن رجالهم بالابتسامات والاشتياق.
لديهن فسحة للجلوس والاستعداد لكل جزء ومهمة من مهمات اليوم، لا يركضن لتحقيق كل ذلك، ما لم ينجز اليوم؛ غداً يصير.

وهن لسن فارغات والله! ما الفارغات إلا أنفس ذيك الجالسات خلف المكاتب واللاتي لا سيرة لهن إلا فلان وعلان وهذه وتيك.
الممتلئات بالفضائل والهمم العالية سيكون البيت أفضل مكان لهن للإزهار.

لا أحب أن أتخيل، لكنك ترى ما حولك، نساء يخرجن نهارهن كله، في هذه الظروف المتقلبة بين لهيب الحر وشديد البرد، في المواصلات يزاحمن الكسبة والمهرة حفظًا للمرتب من امتصاص التكاسي.

أولادهن في الحضانات، أزواجهن ملزمون بالمساعدة، أموالهن غير معروفة أين تذهب، لا الكماليات تشفع ولا المسؤوليات تقيم.

بعيدًا عن الآخر الذي سيكون سببا في سؤالهن الأخروي عنه، أتسائل عن تيك الأرواح، لحظات هنائها الوحيدة الجمعة والسبت! ويا له من هناء، في التنظيف العميق ذاهب.

كلما زاد إنجاز المرأة الوظيفي، خسرت شيئًا عظيمًا من الحياة الطبيعية الهنيئة المليئة بالسكينة والعطاء والحب.


منقول

سلسلة الإختلاط في الطواف (١)


لم يكن الطواف بالبيت مختلطاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
والأصل في طواف النسآء ' أن يكون من وراء الرجال،

والدليل: أن ابن جريج قال لعطاء: كيف يُخالِطن الرجال ؟
قال: لم يكُن يُخالطنَ ، كانت عائشة رضي الله عنها، تطوف "حَجْرةً-أي: معتزلة-" من الرجال ، لا تُخالطُهم ...) الحديث. (١)




يُتبع بإذن الله
…..

___________
(١) البخاري في صحيحه: (١٥٣٩)

سلسلة الإختلاط في الطواف (٢)


روى الفاكهي (١٠٤) والبيهقي (٩٥٣٥) :
أن مـولاةً لعائشـة -رضي الله عنها- دخلـت عليهـا ، فقالت لها :
يا أم المؤمنيـن ، طِفـتُ بالبيـتِ سبعـاً، واستلمـتُ الركـن مرتيـن أو ثلاثـاً ،
فقالـت لهـا عائشـة -رضي الله عنها-:
(لا آجـركِ الله ، لا آجـركِ الله ، تُدافعـين الرجـال ؟!،
ألا كبـرتِ ومَـرَرتِ؟!)

٣-وروى الفاكهـي (٤٥٧) :
عن إبراهيـم النخعـي قال:
(نهـى عمـر -رضي الله عنه- أن يطـوف الرجـال مـع النسـاء ،
قال:
فـرأى رجُـلاً معَهُـن فضربـهُ بالـدرَّة )

... يُتبع بإذن الله…

سلسلة الإختلاط في الطواف (٣)



وعن أمِ سلمة -رضي الله عنها- زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :
شكوتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي،
فقال : « طوفي من وراءِ الناسِ وأنتِ راكبة »... الحديث. (١)


قال الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي:
« أمرها أن تطوف من وراءِ الناس ليكون أستر لها ، ولا تقطع صفوفهم أيضاً ، ولا يتأذون بدابتها » (٢)


( القياس على الصلاة ) :
فكما أن المرأة تكون في الصلاة خلف الرجال فكذلك في الطواف ،
قال أبو الوليد الباجي المالكي :
« وأما المرأة فإن من « سنتها » أن تطوف ورآء الرجال ، لأنها عبادة لها تعلُق بالبيت ،
فكآن من سُنة النساء أن يكُن ورآء الرجال " كالصلاة » (٣)


يُتبع بإذنِ الله...



___________
(١) روى البخاري (٤٥٢) ومسلم (١٢٧٦)
(٢) فتح الباري: (٣/٤٨١)
(٣) المنتقى شرح الموطأ : (٢/٢٩٥)

سلسلة الإختلاط في الطواف (٤)


وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
« فإن النساء كُن يطُفن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الرجال متسترات ، لا يُداخلنهم ، ولا يختلطن بهم » (١)

واستمر اعتزال النساء في الطواف حتى في القرن الثامن ،

وقد ذكر ابن بطوطة في رحلته قال:
« وموضع الطواف مفروشٌ بالحجارة السُود محكمة الإلصاق ... إلى أن قال : … وطوافُ النساء في آخر الحجارة المفروشة » (٢)

يُتبع بإذن الله...


___________
(١) وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء رقم (٦٧٥٨)
(١) رحلة ابن بطوطة: (٣٧٥/١)

سلسلة الإختلاط في الطواف (٥)


وفي رحلة ابن جبير قال :
« وربما جعل الولاة بعضَ يومٍ للنساء خاصة، تيسيرًا للطواف عليهن، وتمكينًا لهن من أن يصلن البيت دون مخالفة للشريعة، ونحو هذا مذكورٌ في بعض كتب أخبار مكة والمناسك » (١)



قال عطاء:
« وكنَّ يخرُجن متنكرات بالليل، فيَّطُفن مع الرجال؛ ولكنهنَّ كُنَّ إذا دخلن البيت قُمنَ حتى يدخُلن وأُخرِجَّ الرجال »

هذه الرواية تدل على إخراج الرجال ليلاً،
والرواية في 📚مصنف عبدالرزاق قال: « ولكنهن إذا دخلن البيت سترن حين يدخلن، ثم أخرج عنه الرجال » (٢)


قوله: ( حين يدخُلن ) المعنى: إذا أردن دخول البيت وقفن حتى يدخلن حال كون الرجال مخرجين منه.


يُتبع بإذن الله...


___________
(١) رحلة ابن جبير: (١١٥)
(٢) المصنف: ٥/٦٧ ( ٩٠١٨)

سلسلة الإختلاط في الطواف (٦)


ختاماً 🍃

مما سبق نخلُص إلى أن الشارع حفَّ الحج والعمرة بأحكام تكفُل منع الخُلطة المحرَّمة،
ومن ذلك ( اشتراط المحرم )
ومع ذلك ندب المرأة إلى ترك مزاحمة الرجال،
واستحبَّ لها الفقهاء لأجل ذلك ما لم يستحبوه للرجال،
حتى وضع بعض الحكام ضوابط تكفل ذلك،
وهذا مع بُعْد الفتنة عند مَهْوَى أفئدة المسلمين،
(( وقد كان خيرُ جيل ))
بمن فيهم أمهات المؤمنين ونساء الصالحين يراعين ذلك فيمتــزن عن الرجال،

نسأل الله أن يصلح حال أخواتنا وأمهاتنا ونسائنا ونساء المسلمين…


والسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ .

الحياة المدنية والكماليات لاتقوم إلا على المشاركة والمساعدة.

•

لتجدن غُبها ولو بعد حين .

سلسلة أولياء الله (٨)


أصحابُ اليمين وهم (الأبرار) و (المقتصدون)

صفات زوجات أصحاب اليمين

يقول الله تعالى : ﴿ إنا أنشأناهن إنشاء ۝ فجعلناهن أبكارا ۝ عربا أترابا ۝ لأصحاب اليمين ﴾ (١)

{عُرُباً} قيل في معناها :
-العروب: هي المرأة المتحببة إلى بعلها بحسن لفظها، وحسن هيئتها ودلالها وجمالها [ومحبتها]، فهي التي إن تكلمت سبت العقول، وود السامع أن كلامها لا ينقضي، خصوصا عند غنائهن بتلك الأصوات الرخيمة والنغمات المطربة، وإن نظر إلى أدبها وسمتها ودلها ملأت قلب بعلها فرحا وسرورا، وإن برزت من محل إلى آخر، امتلأ ذلك الموضع منها ريحا طيبا ونورا .
وقيل : « عواشق متحببات إلى أزواجهن »
وقيل : « الملقة لزوجها »
-وقيل : « غنجة »
-وقيل : « حسنات الكلام »

{ أتراباً } قيل :
أتراباً : « على سن واحدة، ثلاث وثلاثين سنة »
-وقيل : « الأتراب: المستويات الأسنان ، يأتلفن جميعا ، ويلعبن جميعا » (٢)


___________
(١) الواقعة: (٣٥-٣٨)
(٢) مجموعة تفاسير .

نصيحة للرجال وخاصة من ينتسبون لنشر العلم


طريق الحلال والعفة هو الذي أمرك الله به
أن تطرق البيوت وتأتيها من أبوابها ،
كانت في شمال الأرض أو في جنوبها
كان عربية أو عجمية،


لكن أن تلعب في أعراض الناس باسم الدين
تارة طويلبة لك
وتارة تريد خطبتها ،
وتارة تضاحك هذه وأكثر من واحدة
وتجمعهن في قروب ….


ومجرد اجتماع النساء حولك باسم منفعتهن بالدين واستخدامهن لمصالحك مع ميولك لهن ….
والإبتسامات والتلطفات ،

هذا لعب بأعراض الناس
فاتقِ الله….

واحمد الله على العفاف إن رزقك الله به .
وإن لم يكن فاسلكه واترك بنات الناس
يعلمهن أباءهن …

واعلم أن القصاص منك ومن عرضك وإن طال الزمان …

فاحذر واتعض من دروسك الماضية .

العفة وغض البصر


قال التابعي حميد بن هلال :
كان منا رجل يقال له [ الأسود بن كلثوم ] وكان إذا مشى لا يجاوز بصره قدميه ..!
فكان يمر بالنسوة وفي الجُدُر يومئذ قِصر ولعل إحداهن أن تكون واضعة ثوبها أو خمارها ،
فإذا رأينه راعهن ( يخافن )
ثم يقلن : كلا ... إنه الأسود بن كلثوم !( يعني أنه لا ينظر أبداً ) (١)

وأما اليوم فغض البصر أكد وأعظم ...‏




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الزهد للإمام أحمد [ 1162 ]