"If it is worth mentioning, my lips are entirely yours, I kiss no one else, neither parents, nor sisters, and implacable aunts find a spot only on a reluctant cheek"
أناشدكِ: اختفي، اختفي عن الجميع لتصبحي غير مرئية إلا لي وحدي، مغطاة من رأسكِ حتى قدميكِ، بحجاب معتم، شفاف مزخرف بتنهيدات فضية من أقمار الربيع.
مسامكِ تبعث على حروف علة، حروف ساكنة متلهفة، مفردات غامضة لفظت، انفجارات وردية من الوصال.
حجابكِ يعلو، يلمع فوق المدينة التي أدركها الليل بحاناتها الخافتة الأنوار وزوايا البحارة المألوفة، أضواء خضراء تنير ليل الصيدليات، كرة زجاج تدور مسرعة تكشف عن صورة الأرض، السكير يترنح في عاصفة هبت من شهيق جسدكِ،
لا ترحلي.. لا ترحلي، واضحة جداً ومراوغة
اختبئي عميقاً أكثر في يدي.
زغب البطانية الحمراء التي تغطينا ينمو حتى يغدو دبة حبلى. تحتها نمارس الحب دون توقف، أبعد من الزمن، أبعد من الموت، في وئام كلي، متوحد.
كم أنتِ جميلة، جمالكِ يرعبني،
أشتهيكِ.. بي ظمأ إليك، أناشدكِ:
احتجبي.
مسامكِ تبعث على حروف علة، حروف ساكنة متلهفة، مفردات غامضة لفظت، انفجارات وردية من الوصال.
حجابكِ يعلو، يلمع فوق المدينة التي أدركها الليل بحاناتها الخافتة الأنوار وزوايا البحارة المألوفة، أضواء خضراء تنير ليل الصيدليات، كرة زجاج تدور مسرعة تكشف عن صورة الأرض، السكير يترنح في عاصفة هبت من شهيق جسدكِ،
لا ترحلي.. لا ترحلي، واضحة جداً ومراوغة
اختبئي عميقاً أكثر في يدي.
زغب البطانية الحمراء التي تغطينا ينمو حتى يغدو دبة حبلى. تحتها نمارس الحب دون توقف، أبعد من الزمن، أبعد من الموت، في وئام كلي، متوحد.
كم أنتِ جميلة، جمالكِ يرعبني،
أشتهيكِ.. بي ظمأ إليك، أناشدكِ:
احتجبي.
ليس هناك دروسٌ في كيفية التعامل مع الخسارة
لا وجود للافتات التحذير فوق مقابر الذاكرة
يقولون إن الحب هو ما يدفع العالم إلى الاستمرار
لكن، لم يترك لنا أحد ملاحظة في الرحم
ولا دليل تعليمات حول الطريقة السليمة للسقوط
أو آخر عن كيفية مقايضة بعض منك
دون أن تضيع إلى الأبد في روح أخرى
أخشى أن هذا هو سبب ضلالي دائمًا
كنت عاشقة
وكنت معشوقة
غير أني لم أتعلم أبدًا
كيف - بخفة - أحتمل الثمن.
نيكيتا جيل
لا وجود للافتات التحذير فوق مقابر الذاكرة
يقولون إن الحب هو ما يدفع العالم إلى الاستمرار
لكن، لم يترك لنا أحد ملاحظة في الرحم
ولا دليل تعليمات حول الطريقة السليمة للسقوط
أو آخر عن كيفية مقايضة بعض منك
دون أن تضيع إلى الأبد في روح أخرى
أخشى أن هذا هو سبب ضلالي دائمًا
كنت عاشقة
وكنت معشوقة
غير أني لم أتعلم أبدًا
كيف - بخفة - أحتمل الثمن.
نيكيتا جيل
الليلة أستطيع نظم أشد الكلمات حزنًا
|| بابلو نيرودا
الليلة أستطيع نظم أشد الكلمات حزنًا،
مثلًا:
الليلة كثيرة النجوم،
نجوم زرقاء تومض من بعيد،
وريح المساء تدور في السماء وتغني.
الليلة أستطيع نظم أشد الكلمات حزنًا.
أحببتها... ولبعض الوقت أحبتني
في ليالٍ مثل الليلة، كانت بين أحضاني،
قبلتها مرارًا تحت السماء الرحيبة،
أحبتني... ولبعض الوقت أحببتها؛
كيف لا أحب عينيها الواسعتين الوديعتين؟
الليلة أستطيع نظم أشد الكلمات حزنًا.
أن أفكر في أنها لسواي، أن أختبر فقدانها،
أن أنصت لليل المديد، الطويل جدًا منذ تركتني،
وللشِّعر الذي يهبط على روحي كما يسقط الندى فوق العشب.
لكن، بمَ أهتمّ! بعد أن عجز حبي عن الاحتفاظ بها.
الليلة كثيرة النجوم، لكنها ليست معي،
هذا كل شيء.
على البعد، أحدهم يغني... بعيدًا جدًا يغني،
وأنا هنا، ضائع الروح من بعدها.
عيناي تبحثان عنها، كما لو أنهما ستأتيان بها،
قلبي يبحث عنها، لكنها ليست هنا.
هي الليلة نفسها، التي غطت الأشجار ذاتها، بالثلوج،
ونحن، اللذين كنا... ولم نعد.
لم أعد أحبها، بكل تأكيد. لكني أحببتها بشدة،
صوتي يتحسس الريح علّه يلامس أذنها،
وهي لآخر، ستكون لآخر، كما كانت لقبلاتي من قبل،
صوتها، جسدها الرشيق، عيناها المستحيلتان.
لم أعد أحبها، بكل تأكيد، لكن، ربما... أحبها.
أوقات الحب قصيرة جدَا... وزمان النسيان طويلٌ جدًا.
ولأنها في ليالٍ مثل الليلة كانت بين أحضاني،
ضاعت من بعدها روحي.
لكن، ربما هذه نهاية آلامي معها،
ربما هذه آخر كلماتي لها.
|| بابلو نيرودا
الليلة أستطيع نظم أشد الكلمات حزنًا،
مثلًا:
الليلة كثيرة النجوم،
نجوم زرقاء تومض من بعيد،
وريح المساء تدور في السماء وتغني.
الليلة أستطيع نظم أشد الكلمات حزنًا.
أحببتها... ولبعض الوقت أحبتني
في ليالٍ مثل الليلة، كانت بين أحضاني،
قبلتها مرارًا تحت السماء الرحيبة،
أحبتني... ولبعض الوقت أحببتها؛
كيف لا أحب عينيها الواسعتين الوديعتين؟
الليلة أستطيع نظم أشد الكلمات حزنًا.
أن أفكر في أنها لسواي، أن أختبر فقدانها،
أن أنصت لليل المديد، الطويل جدًا منذ تركتني،
وللشِّعر الذي يهبط على روحي كما يسقط الندى فوق العشب.
لكن، بمَ أهتمّ! بعد أن عجز حبي عن الاحتفاظ بها.
الليلة كثيرة النجوم، لكنها ليست معي،
هذا كل شيء.
على البعد، أحدهم يغني... بعيدًا جدًا يغني،
وأنا هنا، ضائع الروح من بعدها.
عيناي تبحثان عنها، كما لو أنهما ستأتيان بها،
قلبي يبحث عنها، لكنها ليست هنا.
هي الليلة نفسها، التي غطت الأشجار ذاتها، بالثلوج،
ونحن، اللذين كنا... ولم نعد.
لم أعد أحبها، بكل تأكيد. لكني أحببتها بشدة،
صوتي يتحسس الريح علّه يلامس أذنها،
وهي لآخر، ستكون لآخر، كما كانت لقبلاتي من قبل،
صوتها، جسدها الرشيق، عيناها المستحيلتان.
لم أعد أحبها، بكل تأكيد، لكن، ربما... أحبها.
أوقات الحب قصيرة جدَا... وزمان النسيان طويلٌ جدًا.
ولأنها في ليالٍ مثل الليلة كانت بين أحضاني،
ضاعت من بعدها روحي.
لكن، ربما هذه نهاية آلامي معها،
ربما هذه آخر كلماتي لها.
ليصعد صوتُ البحار إلى ركبتيّ
وَنَمْ يا حبيبي
لأهبط فيك وأُنقذَ حُلْمَكَ من شوكةٍ حاسدهْ
وَنَمْ يا حبيبي
عليكَ ضفائر شعري، عليك السلام.
وَنَمْ يا حبيبي
لأهبط فيك وأُنقذَ حُلْمَكَ من شوكةٍ حاسدهْ
وَنَمْ يا حبيبي
عليكَ ضفائر شعري، عليك السلام.
ليس للموتِ معنًى.
الموتُ لا يُعوَّل عليه.
كلّ ما هنالك أنَّنِي انزلقتُ الى الغرفةِ المجاورة.
لم يحدثْ شيئًا على الإطلاقِ.
كلُّ شيءٍ يبقى تمامًا كما كانَ.
أنا كما أنا وأنتَ كذلك
وتلكَ الحياةُ التي عشناها معًا بِلَوْعةٍ
لا شيءَ يمسُّها، لا شيءَ يُغيِّرُها.
وما كُنّا نعنيه يومًا لبعضِنا، يظلُّ كذلك.
نادِني بذاتِ الاسمِ الذي اعتدتُ عليه.
تحدّثْ عنِّي بالبساطةِ التي عهدناها.
بنبرةِ الصَّوتِ التي أعرفُها، بلا تغييرٍ.
ولا ترتدي طقسَ الوقارِ أوِ الأسَى
عندما يمرُّ طيفي من أمامِكَ.
اضحكْ كما اعتدنا أن نضحكَ،
على النّكاتِ الصغيرةِ.
امرحْ، ابتسمْ، تذكّرني و ادعُ من أجلي.
ليكُنْ اسمي الكلمةَ الحميمةَ التي لطالَما كانت.
الكلمةَ المنطوقةَ بلا جهدٍ، ولا شبحٍ يحاصرُها.
تظلُّ الحياةُ تعني ما كانتْ تعنيه من قبلُ.
تظلُّ كما كانت في أيِّ وقتٍ مضَى.
بأبديَّتِها التي لا تتوقفُ.
ما الموتُ سوى حادثٍ لا يُذكرُ.
ليس عليكَ أن تكونَ شاردَ الذِّهنِ
لمجردِ أنَّكَ لم تعدْ ترانِي؟
أنَا في انتظارِكَ، و سأظلُّ كذلك،
في مكانٍ ما قريبًا منكَ
على ناصيةِ الطَّريقِ.
كلُّ شيءٍ على ما يُرام.
لم يلحقْ أذىً بشيءٍ، ولم يَضِعْ شيءٌ.
هي لحظةٌ وجيزةٌ وسيعودُ كلُّ شيءٍ كما كان.
وسنضحكُ على عناءِ فراقِنا هذا
عندما نلتقي مرةً أخرَى!
الموتُ لا يُعوَّل عليه.
كلّ ما هنالك أنَّنِي انزلقتُ الى الغرفةِ المجاورة.
لم يحدثْ شيئًا على الإطلاقِ.
كلُّ شيءٍ يبقى تمامًا كما كانَ.
أنا كما أنا وأنتَ كذلك
وتلكَ الحياةُ التي عشناها معًا بِلَوْعةٍ
لا شيءَ يمسُّها، لا شيءَ يُغيِّرُها.
وما كُنّا نعنيه يومًا لبعضِنا، يظلُّ كذلك.
نادِني بذاتِ الاسمِ الذي اعتدتُ عليه.
تحدّثْ عنِّي بالبساطةِ التي عهدناها.
بنبرةِ الصَّوتِ التي أعرفُها، بلا تغييرٍ.
ولا ترتدي طقسَ الوقارِ أوِ الأسَى
عندما يمرُّ طيفي من أمامِكَ.
اضحكْ كما اعتدنا أن نضحكَ،
على النّكاتِ الصغيرةِ.
امرحْ، ابتسمْ، تذكّرني و ادعُ من أجلي.
ليكُنْ اسمي الكلمةَ الحميمةَ التي لطالَما كانت.
الكلمةَ المنطوقةَ بلا جهدٍ، ولا شبحٍ يحاصرُها.
تظلُّ الحياةُ تعني ما كانتْ تعنيه من قبلُ.
تظلُّ كما كانت في أيِّ وقتٍ مضَى.
بأبديَّتِها التي لا تتوقفُ.
ما الموتُ سوى حادثٍ لا يُذكرُ.
ليس عليكَ أن تكونَ شاردَ الذِّهنِ
لمجردِ أنَّكَ لم تعدْ ترانِي؟
أنَا في انتظارِكَ، و سأظلُّ كذلك،
في مكانٍ ما قريبًا منكَ
على ناصيةِ الطَّريقِ.
كلُّ شيءٍ على ما يُرام.
لم يلحقْ أذىً بشيءٍ، ولم يَضِعْ شيءٌ.
هي لحظةٌ وجيزةٌ وسيعودُ كلُّ شيءٍ كما كان.
وسنضحكُ على عناءِ فراقِنا هذا
عندما نلتقي مرةً أخرَى!
الثامن من نوڤمبر ||
كنتَ لي كما الزهرة.
وأعلم أنك قد تكون مليئًا بالسموم أو عديم الرائحة،
لكنك كنتَ لي كما الزهرة.
لستُ فتاة بسيطة،
لكن اقتناء بعض الزهور يبهجني كثيرًا، كما يُبهج أي أنثى.
حياة الزهرة قصيرة.
أنا متأكدة أن أحدًا لم يخبرك بهذا.
الورود جميلة، وتعيش حياة قصيرة.
لا أعرف كيف هي حياتها أصلًا.
تقول ماري أوليفر إنها شديدة البهجة.
ونظرًا لحياتك القصيرة،
كنتَ وردة.
لم أستطع حتى محاولة شمّك للمرة الأخيرة،
فقد فات الأوان.
الورود تموت من كثرة الماء،
تتعفّن وتفقد رائحتها.
قطفوك مبكرًا،
وزيّنوك بالتراب.
لا أعرف حتى أين...
لكنك لا زلت مدفونًا في قلبي.
أحبك.
أليس من المحزن إذًا
أنهم قطفوك مبكرًا وزيّنوك بالتراب؟
كنتَ لي كما الزهرة.
وأعلم أنك قد تكون مليئًا بالسموم أو عديم الرائحة،
لكنك كنتَ لي كما الزهرة.
لستُ فتاة بسيطة،
لكن اقتناء بعض الزهور يبهجني كثيرًا، كما يُبهج أي أنثى.
حياة الزهرة قصيرة.
أنا متأكدة أن أحدًا لم يخبرك بهذا.
الورود جميلة، وتعيش حياة قصيرة.
لا أعرف كيف هي حياتها أصلًا.
تقول ماري أوليفر إنها شديدة البهجة.
ونظرًا لحياتك القصيرة،
كنتَ وردة.
لم أستطع حتى محاولة شمّك للمرة الأخيرة،
فقد فات الأوان.
الورود تموت من كثرة الماء،
تتعفّن وتفقد رائحتها.
قطفوك مبكرًا،
وزيّنوك بالتراب.
لا أعرف حتى أين...
لكنك لا زلت مدفونًا في قلبي.
أحبك.
أليس من المحزن إذًا
أنهم قطفوك مبكرًا وزيّنوك بالتراب؟
"إن الأزهار جميلة، وتعيشُ حياةً
قصيرةً وشديدة البهجة.
وتقدّمُ متعةً كبيرة.
ما من شيءٍ في العالم
يمكن أن يُقال ضدها."
قصيرةً وشديدة البهجة.
وتقدّمُ متعةً كبيرة.
ما من شيءٍ في العالم
يمكن أن يُقال ضدها."
غازي القصيبي || أقاهرتي!
أهذي أنتِ؟.. أم هذا خيالي
جلاكِ... وبيننا بحرُ الليالي؟
أقاهرتي! تُرى أذكرتِ وجهي
فتاكِ أنا المعذّب بالجمالِ؟
سلي عني المليحاتِ اللواتي
نظمتُ لهنّ ديوان اللآلي
سلي عني أباكِ النيلَ يشهدْ
بصدقي في الصدود.. وفي الوصال
سلي الأهرامَ عن حُبّ عصوفٍ
خبأت دموعه بين الرمالِ
سلي عني من السنوات خمساً
فِداها العُمر! عاطرة الخصالِ
أعود إليكِ.. والأيام صرعى
تمزّقها السنين.. ولا تبالي
فوا أسفاه! عاد فتاكِ شيخاً
يفرُّ من الوجومِ إلى الملالِ
أنوء إذا وقفت بحمل ثوبي
وأعثر حين أمشي بالظلالِ
أأعجب حينما تنسين وجهي؟
نسيتُ أنا ملامحه الخوالي!
مررتُ على الديار.. فضعتُ فيها
غريباً حائراً بين الرجال
فلا الشبّاكُ تومضُ فيه سلوى
ولا هند تطلُّ من الأعالي
ولا المقهى يهشّ إذا رآني
ولا من فيه يسأل كيف حالي
وأين الصحب.. هل آبوا جميعاً
كما آب الشبابُ.. إلى المآل؟
هنا.. كان الصبا يملي القوافي
فأكتبُها.. لأجفان الغزالِ
وكان الشعر يغري بي الصبايا
كما تُغوى الهدايةُ بالضلالِ
هنا.. واليوم أسأل عن حياتي
فأُفجعُ بالجوابِ... وبالسؤالِ
أقاهرتي! افترقنا ثلثَ قرنٍ
فهل لي أن أبثكِ ما بدا لي؟
ذرعتُ مناكب الصحراء.. حتى
شكتْ من طول رحلتها رحالي
وجبتُ البحر.. يدفعني شراعي
إلى المجهولِ.. في جُزرِ المُحالِ
وعانقتُ السعادة في ذراها
وقلبني الشقاء على النصالِ
كرعتُ هزيمةً.. ورشفتُ نصراً
فمات الشهد في سم الصلال
ضحلتُ.. وضجةُ الأصحاب حولي
ونحتُ.. وللنوى وخزُ النبالِ
وعدتُ من المعارك.. لستُ أدري
علامَ أضعتُ عُمري في النزالِ
وماذا عنكِ؟ هل جربت بعدي
من الأهوالِ قاصمة الجبالِ؟
وهل عانيتِ ما عانيتُ.. جُرحاً
تجهّمه الطبيبُ! بلا اندمال؟
على عينيكِ ألمح برق دمعٍ
أحالكِ يا حبيبةُ مثل حالي؟
أهذي أنتِ؟.. أم هذا خيالي
جلاكِ... وبيننا بحرُ الليالي؟
أقاهرتي! تُرى أذكرتِ وجهي
فتاكِ أنا المعذّب بالجمالِ؟
سلي عني المليحاتِ اللواتي
نظمتُ لهنّ ديوان اللآلي
سلي عني أباكِ النيلَ يشهدْ
بصدقي في الصدود.. وفي الوصال
سلي الأهرامَ عن حُبّ عصوفٍ
خبأت دموعه بين الرمالِ
سلي عني من السنوات خمساً
فِداها العُمر! عاطرة الخصالِ
أعود إليكِ.. والأيام صرعى
تمزّقها السنين.. ولا تبالي
فوا أسفاه! عاد فتاكِ شيخاً
يفرُّ من الوجومِ إلى الملالِ
أنوء إذا وقفت بحمل ثوبي
وأعثر حين أمشي بالظلالِ
أأعجب حينما تنسين وجهي؟
نسيتُ أنا ملامحه الخوالي!
مررتُ على الديار.. فضعتُ فيها
غريباً حائراً بين الرجال
فلا الشبّاكُ تومضُ فيه سلوى
ولا هند تطلُّ من الأعالي
ولا المقهى يهشّ إذا رآني
ولا من فيه يسأل كيف حالي
وأين الصحب.. هل آبوا جميعاً
كما آب الشبابُ.. إلى المآل؟
هنا.. كان الصبا يملي القوافي
فأكتبُها.. لأجفان الغزالِ
وكان الشعر يغري بي الصبايا
كما تُغوى الهدايةُ بالضلالِ
هنا.. واليوم أسأل عن حياتي
فأُفجعُ بالجوابِ... وبالسؤالِ
أقاهرتي! افترقنا ثلثَ قرنٍ
فهل لي أن أبثكِ ما بدا لي؟
ذرعتُ مناكب الصحراء.. حتى
شكتْ من طول رحلتها رحالي
وجبتُ البحر.. يدفعني شراعي
إلى المجهولِ.. في جُزرِ المُحالِ
وعانقتُ السعادة في ذراها
وقلبني الشقاء على النصالِ
كرعتُ هزيمةً.. ورشفتُ نصراً
فمات الشهد في سم الصلال
ضحلتُ.. وضجةُ الأصحاب حولي
ونحتُ.. وللنوى وخزُ النبالِ
وعدتُ من المعارك.. لستُ أدري
علامَ أضعتُ عُمري في النزالِ
وماذا عنكِ؟ هل جربت بعدي
من الأهوالِ قاصمة الجبالِ؟
وهل عانيتِ ما عانيتُ.. جُرحاً
تجهّمه الطبيبُ! بلا اندمال؟
على عينيكِ ألمح برق دمعٍ
أحالكِ يا حبيبةُ مثل حالي؟