Telegram Web Link
‏”نم آمنًا مادُمت في معيَّة الله ورعايته، قد يحزنك ضيق نظرك لما أنت فيه فقط، دون أن تُفكّر فيمَ بعده، وكيف الله يُمكن أن يقلب الموازين ليُصبح كل خير في طريقك، وأن حزنك مُجرّد بوابة عبور لخير واسع لك، لا يكن نظرك ضيّق فأنت ترجو من رحمته واسعة، وخيره عظيم، ونعيمه لا ينفد“
"حتّى تطمئن لا تقارن ما لك، بما ليس لك، ولا تَمُدّنّ عينك، فيَميل قلبك بعد استقامة ويتّسع الفراغ في نفسك، فيُباعد بينك والرّضا، وتزداد وتيرة العجز مع ازدياد المفاضلة، وتخسر معركةً واهمة، رسمتها بمُخَيّلتك عنك، أنّك المظلوم وألف قطٍّ شرسٍ أكَل وجبتك ومدّ مخلبه الصّغير لجَيبك"
‏"كان كلانا مازال مكوناً من شظايا، وبدأنا الإحساس بوجود الحقيقة غير المتوقعة التي سنبلغها والتي ستغمر كياننا وتجعلنا كلاً متكاملاً. وقفنا أمام باب لم نره من قبل. وحدنا تحت ضوء يومض خافتاً؛ يدانا متشابكتان بقوة لعشر ثوان عابرة في الزمن"
"‏ ‏صرختُ أينكِ ؟ ردَّ الصمتُ لي: أيني!
‏أكنتُ أبحثُ عن عينيَّ، في عَيْنِي!
‏لم أنتبه لحصونِ الذات إذ فُتِحَتْ
‏حتى وجدتُكِ تختالين ما بَيني
‏يافتنةً كلما مَرَّتْ بقافيةٍ
‏في الروح، تصلِبُني ما بَين شطرَينِ
‏فقبل عَيْنَيْكِ لا بابٌ يؤَرِّخُني
‏والآن، أفتَحُ للتّاريخ بابَينِ
"عجبتُ لمسراها وأنّى تخلَّصتْ
إليَّ وبابُ السّجنِ بالقُفلِ مُغلَقُ
عجبتُ لمسراها وسربٌ أتتْ بهِ
بُعيدَ الكَرى كادتْ لهُ الأرضُ تُشرِقُ
ألمَّتْ فحيَّتْ ثُمَّ قامتْ فودَّعتْ
فلمّا تولَّتْ كادتِ النَّفسُ تزهَقُ
فلا تحسَبي أَنّي تخشَّعتُ بعدَكُم
لشيءٍ ولا أَنّي من المَوتِ أفرَقُ
وكيفَ وفي كَفّي حُسامٌ مُذلَّقٌ
يَعضُّ بِهاماتِ الرّجالِ ويعلَقُ
ولا أنَّ قلبي يزدهيهِ وَعيدُهُم
ولا أنّني بالمشيِ في القيدِ أخرَقُ
ولكِن عرَتني من هواكِ صَبابَةٌ
كما كُنتُ ألقى منكِ إذ أنا مُطلَقُ
فأمّا الهوى والودُّ منّي فطامِحٌ
إليكِ وجُثماني بمكَّةَ موثَقُ.."
‏إنما تلك الودَاعة .. في فمي، ووجهي، وماء عيوني، لم تكن إلا امتداد لقلقٍ قديم ودّعناه سابقاً، والآن أود أن أكتب عنها مِلء فمي، وأن أحفل بها مثلما قالت العرب "يبالغ في فرحته .. انتقامًا من الأيام التي كانت جاثية على صدره"
"إيّاك نعبد وإيّاك نستعين، وحدك تعلم أن لبعض الجراح مبلغًا لا تصله المواساة، ولا يطفئ جمرته التفاتات الأحباب وحنوّهم، يا نور السّماوات والأرض نورًا من نورك نقطع به هذه الوحشة.. إليك."
‏‌‏كان حريصًا على أن يعيش الحياة التي يريدها، لديه شجاعة نادرة، لم يفرط بآماله، وأحلامه، وهو شرس، وحاد، عندما يتعلق الأمر باختياراته، ورغم أنه وحيد، لكنه عاش مُرتاح البال، مُطمئنًا.‏‌‏
‏"محبتك العذبة تجعلني أخطُ كتاباتٍ أقل يأسًا وأكثر ابتهاجًا".
‏"وتكونين متعبة، معلقة ربما بين الحياة والموت تتطلعين في وهنٍ ِفينساب من عينيك الدمع، لا حزناً ولا فرحاً بل... بل ماذا؟ هذا ما يفوق قدرتي على الوصف بالكلام. ربما نبعٌ من مكان غامضٍ في باطن الجسم أو الروح أو الأرض."
‏"ليس هناك أكثر ثُقلاً وخيبة من حُسن ظنّ لم يكن بمحلّه، ومن خطوات لم تُقَدَّر، ومن نظرة مُشعّة لا تشبه الواقع المُنطفئ، ومن زرع بلا ثمر، ومن تعب بلا حصاد، ومن شغف يُسلَب بريقه، ومن عطاء لا يُجازَى صاحبه بالإحسان، ومن أن تتحوّل الحقول الخضراء المُزهرة إلى أراضٍ مجدبة."
‏"كيف تنقضي لهفة المرء تجاه الأشياء التي ركض ملء روحه من أجلها ؟"
‏يارب دروبًا طيّبة محشومةً عن كل ما يؤذينا بها، رَحبة، لا نلمس في مفترق طرقاتها إلا ما يُبهجّنا منها، فسيحة، تحتفيّ بنا ونحتفيّ بها، تألفنا ونألفها، تسكُننا ونسكُنها، مليئةً بالنورِ، لا نتوه بها ولا نحتار، استثنائية ومُشرِقة، في كل منعطف لها نبني اتجاهًا آخر يستحق الذكرى السعيدة.
‏"لمرَّةٍ واحدة، يريد هذا القلب أن يفرُدَ قدمَيْه، على مكانٍ يؤمن بأنه له، بصَرحه الكامل، دون خشية الغفوة على كل شيء، واليقظة الخائبة على اللا شيء."
صباح الخير أمّا بعد .. فالله لا يخذل، إنما يؤجل حلول رحمته لوقت يعلمه، ولا تعلمه.
"ليتني أترك ورائي هذه الأمنيات المستحيلة والكُتيّبات خفيفةِ الوزن على الطاولة قُرب السرير والأحلامَ التي تعلّمتُ أخيرا كيف أحتال عليها وأدخل من بابها الخلفي فلا تتهيّؤ لي مجاملةً ولا أرتطمُ بسخريتها الفجّة والعيونَ التي ستظلّ غريبة عنّي وعليّ، ليتني أضعُ هذا الصباح خلفي وأتبع نصيحةَ ابن منير:”أفلا فليتَ بهنّ ناصيةَ الفلا!”حادياً همومي ووساوسي وعلَلي الخفيّة، ذاهبا إلى أبعد ما يكون. ليتني أغذّ السيرَ فلا أقترب من المجهول ولا أبتعد عن مكاني خطوة. أتعلّم كيف أعلّق نظرتي على نقطة لا يراها غيري وكيف أصغي بخشوع إلى النداء الحقيقيّ. مدفوعا برغبةٍ ضليعة تتودّد إليّ كل صباح أخرج من هذا الباب إلى أبواب كثيرة ومن هذه الكلمات إلى صمتٍ خالص ومن الفضول تجاه الأشياء والأسماء إلى فضول لرؤية آخر الدرب التي راحت تتقلّبُ تحت قدميّ. ليتني أجدُ الشجرةَ النائية اليتيمة حيث نمتُ تحتها مرّة في حُلم، ولمّا انتبهتُ حرّكت أصابع قدمي فلم أشعر بشيء، وقرصتُ بيدي يدي ولا شيء، ولم أكن أنا أنا، ولم أعرف أين ذهبت."
‏"كان مستحيلاً، حتى مسّه حنانك.. فصار ممكناً، وكم من جدارٍ جامدٍ تهاوى أمام دفءٍ صادق ؟ "
‏يبدأ الإنسان حياته بكمّ هائل من الأحلام والأماني بعدها يصبح حلمه الوحيد أن يكون مُطمئنًا، مطمئنًا لا أكثر.
"قد تشعر بأن سعيك لا محطة وصول له، وأن أيامك الغارقة بالفوضى لا نهاية لها، وأن الرؤية الضبابيّة مؤشّر خطر، بينما في الحقيقة الوصول يسبقه الضياع، والترتيب تسبقه الفوضى، والضباب إشارة الفرج الأخيرة. فلا بأس!"
2025/07/10 10:43:31
Back to Top
HTML Embed Code: