Telegram Web Link
#معاهدات_السلام_والحدود_الوطنية


بعد الحرب فرض مؤتمر باريس للسلام 1919 سلسلة من معاهدات السلام مع دول المركز لإنهاء الحرب رسميًّا. عندما وافقت ألمانيا على الهدنة في 11 نوفمبر 1918 كان على أساس مبادئ ويلسون الأربعة عشر واعتقدت ألمانيا حينئذٍ أن قرارات مؤتمر السلام ستكون على أساس هذه المبادئ ولكن ذلك لم يحصل مطلقًا. كان أول اجتماعٍ لعصبة الأمم في 28 يونيو 1919. أُرغمت ألمانيا بالرغم من احتجاجاتها الشديدة على الاعتراف بالذنب لبدئها الحرب عام 1914 وعليه فهي مسؤولة عن التعويضات الضخمة التي توجب أن تدفعها لدول الحلفاء المتضررة والمواطنين بسبب العدوان الألماني. عُرف هذا الشرط لاحقًا بشرط ذنب الحرب. شعر الأغلبية العظمى من الألمان بالمهانة والاستياء من هذه النقطة، وبعد ذلك أضحت هذه النقطة قضية النازيين في حملتهم الكبرى في العشرينات. شعر الألمان أنهم ظلموا فيما سموه «إملاء فرساي». يقول الكاتب الألماني المنتمي للحزب النازي فيليبالاد شولز «إن المعاهدة وضعت ألمانيا في ظل العقوبات القانونية محرومة من القوة العسكرية ودمِّرت اقتصاديًا وأُذلَّت سياسيًا»

#قصص_وأمجاد_تاريخية
1
لاجئون يونانيون من سميرنا (إزمير) هاربون من مذابح اليونانيين البونتيك في اليونان، 1922.

#قصص_وأمجاد_تاريخية
1
رضا توفيق (في أقصى اليسار) مع ثلاثة من الموقعين على معاهدة سيفر: الصدر الأعظم العثماني داماد فريد باشا (مرتديًا الطربوش)، وزير التعليم العثماني بغدتلي محمد هادي باشا، والسفير رشاد هاليس على ظهر إحدى السفن الحربية لقوات التحالف التي كانت تقودهم إلى مؤتمر باريس للسلام 1919م

#قصص_وأمجاد_تاريخية
1
ولإرغام ألمانيا على دفع التعويضات تقرر احتلال أراضي الراين لحين تسديدها. إضافةً لألمانيا ضُمّنت بنود مماثلة في المعاهدات التي وقعتها بقية قوى دول المركز مثل معاهدة سان جرمان (1919) مع النمسا ومعاهدة تريانون (1920) مع المجر، التي وقعت كإحدى دول الإمبراطورية النمساوية المجرية). ومعاهدة نويي مع بلغاريا ومعاهدة سيفر مع تركيا والتي حلت محلها معاهدة لوزان. ومع أن ألمانيا غابت عن المؤتمر إلا أن معاهدة فرساي فُرضت على الجمهورية الألمانية الجديدة ما أعطى للقيادات الألمانية اللاحقة الفرصة للتنصل من معاهدة لم يكن لألمانيا رأي في إعدادها.

ولمنع ألمانيا من معاودة الانتقام وإبقاء قواتها العسكرية ضعيفة فُرض عليها تحديد عدد جيشها بمئة ألف مقاتل يجمعون بالتطوع، منع التجنيد الإجباري، واستخدام الدبابات والطائرات الحربية، إضافةً ألا يزيد أسطولها الحربي في المستقبل عن ست قطع لاتزيد حمولتها عن عشرة آلاف طن وعدد محدود من القطع الصغيرة الحربية، وأخيرًا تدمير القاعدة البحرية الألمانية في هليجولاند حتى لاتستعيد قوتها. كانت مشكلة التعويض من أعقد ما جادلت فيه فرنسا وبريطانيا وبلغ التهور في المطالبة حدًّا وضع فيه خبراء المال تقريرًا يطالبون ألمانيا بدفع 24 مليون جنيه إسترليني مؤكدين قدرتها على ذلك وقد ردَّ الاقتصادي البريطاني الكبير جون مينارد كينز بأن قدرات ألمانيا لاتتعدى ألفي مليون فقط. في الوقت نفسه كانت الدول المتحررة من الحكم الألماني تنظر للمعاهدة بأنها اعتراف بالأخطاء المرتكبة ضد الدول الصغيرة.

#قصص_وأمجاد_تاريخية
1
عنت الدعوة إلى استقلال القوميات تفكك الإمبراطورية النمساوية-المجرية، فكان أول الانقسامات انفصال النمسا عن المجر ومن ثم ظهور مملكة يوغوسلافيا (1918-1941) وتشيكوسلوفاكيا (1918–1992). واتسعت مملكة رومانيا على حساب جاراتها المجر وروسيا والنمسا، فتحولت ترانسيلفانيا من حكم المجر إلى رومانيا الكبرى أما روسيا فأخذت منها بيسارابيا في أبريل 1918، ومن النمسا أخذت بوكوفينا. وتنازلت النمسا لمملكة إيطاليا عن تريستا، إيستريا، التيرول وممر برنر الإستراتيجي.

هكذا فقدت النمسا مناطق شاسعة من إمبراطوريتها في معاهدة سان جرمان، وخسرت روسيا بعد انسحابها من الحرب عام 1917 بسبب الثورة البلشفية الكثير من الأراضي على الحدود الغربية للدول المستقلة حديثًا مثل إستونيا، وفنلندا، ولاتفيا، وليتوانيا وبولندا.

تفككت الدولة العثمانية وأضحت قاصرة على تركيا بعدما احتلت الجيوش البريطانية العراق حتى الموصل وبلاد الشام حتى حلب. وسيطرت قوات الحلفاء على المضايق وأعادت إغلاقها في وجه السفن الحربية على نسق ما طبق منذ 1841، وفرضت على تركيا معاهدة سيفر في أغسطس 1920 وفيها تنازلت الدولة العثمانية لليونان عن كل ما لديها في أوروبا عدا القسطنطينية ومنطقة صغيرة على طول المضايق وبحر مرمرة. كذلك استقلت أرمينيا من حكم الدولة العثمانية، وتولت اليونان التي حصلت من تركيا على بحر إيجة الإشراف على منطقة إزمير وما حولها ووضعت منطقة أضالية تحت إشراف إيطاليا كما وضع الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، والعراق وفلسطين تحت الانتداب الإنجليزي.

أوكلت قوات الحلفاء مهمة القضاء على الدولة العثمانية للقوات اليونانية، فقامت الأخيرة بشن هجوم عام في 22 حزيران 1920 واحتلت مناطق مهمة في الأناضول وتراقيا، أعطى هذا الاحتلال الذريعة لفرض معاهدة سيفر على السلطان العثماني.

وقع على معاهدة سيفر السلطان العثماني محمد السادس، بينما رفضتها الحركة الوطنية التركية بزعامة مصطفى كمال رافضة التنازل عن الأراضي التركية. وأعادت تشكيل الجيش التركي واستعادت إزمير في 9 يوليو 1922 وطردت اليونان من ساحل الأناضول، كما استعادت تراقيا في 11 أكتوبر. وظل وراء الفرنسيين والطليان حتى تخلوا عما بيدهم من الأراضي التركية، تم التوصل إلى معاهدة لوزان في 24 يوليو 1923 التي أنهت الحرب مع تركيا ورسمت الحدود مع بلغاريا واليونان، ودعت لتحديد الحدود التركية-العراقية، والتركية-السورية، كما أعلنت تركيا تنازلها عن سيادتها على البلاد العربية. وبالمقابل وافق الحلفاء على إلغاء الامتيازات الأجنبية. في نفس اليوم وقع ميثاق المضايق الذي يضمن حرية المرور فيها زمن السلم والحرب.

#قصص_وأمجاد_تاريخية
2
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تقسيم المشرق العربي بين المحتلين حسب اتفاقية سايكس بيكو.

#قصص_وأمجاد_تاريخية
#اتفاقية_سايكس_بيكو
طالع أيضًا: اتفاقية سايكس بيكو


حينما تحالف العرب مع الحلفاء كانوا قد اعتقدوا أنهم سوف يحصلون على استقلال بلادهم كما وعدتهم بريطانيا وحُلفائها، ولكنهم فوجئوا بأن اتفاقًا سريًا قد تم ضدهم وهو اتفاق سايكس - بيكو. وقعت هذه الإتفاقية بين حكومتا فرنسا وبريطانيا.

لم تحاول الدولة العثمانية خلال تاريخها الطويل صبغ الشعوب المختلفة التي دخلت في تبعيتها بالصبغة العثمانية وصهرها في بوتقة واحدة لعدة عوامل وهي سطحية الحكم العثماني الذي أهمل توثيق الروابط مع الولايات المفتوحة ما حال بين الحكم العثماني وتغلغله في حياة الشعوب التي تألفت منها الدولة. العامل الثاني هو الاستعلاء الذي كان من الصفات البارزة للعثمانيين على مختلف طبقاتهم، وقد بلغ استعلاؤهم حدًا إلى ترفعهم عن مخاطبة أباطرة أوروبا وملوكها بألقابهم، وقد ظلَّ العثمانيون لمدة طويلة يرفضون تعيين سفراء لهم في الدول الأوربية، وبقي الأمر على ذلك حتى عهد السلطان محمود الثاني. كذلك نتج عن استعلائهم عدم تزاوجهم مع سكان البلاد المفتوحة. دفعت هذه السلبية العثمانية شعوب البلاد العربية للمحافظة على لغتها ولم تستخدم اللغة التركية إلا في الدوائر الحكومية. أما العامل الثالث فهو الجمود، فبعد الفتوحات التي حققها العثمانيون خلال تاريخهم الطويل لم يتماشَى العثمانيون مع التطور الحديث الذي طرأ في أوروبا وعدُّوا هذا من عمل الأعداء، وزين لهم التعصب والجهل أن التشبه بالأوروبيين كفر. كل ذلك تسبب في انعدام الوحدة الحضارية.

رغم سياسته الإسلامية فقد حظي السلطان عبد الحميد بكراهية بعض سكان الدولة العثمانية الذين اتبعوا الفكر الغربي، ومع أنه قد أعلن الدستور في 31 أغسطس 1876 واجتمع أول برلمان عثماني في عهده في مارس 1877 إلا أنه سرعان ما ألغاه في فبراير 1878 ونكل بالأحرار الذين أوصلوه إلى السلطة وعلى رأسهم مدحت باشا الذي نُفي في عام 1881 إلى الطائف. لذا بدأت حركة فكرية نتج عنها حركة قومية تدعو لاستقلال العرب وانفضاضهم على الخلافة، وبدأت الجمعيات السرية المناهضة لسياسة السلطان عبد الحميد نشاطها وبخاصة في لبنان التي تأسس فيها جمعية بيروت السرية 1875 بأعضاء مسيحين ولكن سرعان ما انضم إليها بعض المسلمين.

حينما دخلت بريطانيا في اتفاقيتها مع العرب وتعاقدت معهم خلال مراسلات حسين - مكماهون كان شرط حسين بن علي في مراسلاته السرية استقلال الدول العربية عن الدولة العثمانية في حال انضمامهم للحرب، وقد وعدتهم بريطانيا بذلك، ولكن كان هناك اتفاق سري بين فرنسا وبريطانيا قاما به فرانسوا جورج بيكو مع المندوب البريطاني مارك سايكس بخصوص اقتسام الهلال الخصيب وأراضٍ أخرى تابعة للدولة العثمانية إذا ما انتهت الحرب لصالح الحلفاء. واشترك في تلك الاتفاقية روسيا حينما طلب قنصل روسيا منهما السفر إلى بطرسبيرغ لعرض المشروع على الحكومة الروسية ومن هناك ابتدأت المفاوضات في منتصف شهر مارس 1916، وقد وافقت الحكومتان البريطانية والفرنسية على مطلب روسيا الخاص في اتفاقية الآستانة (1915) وهو أن تكون إسطنبول والمضايق من نصيبها بعد انتهاء الحرب

#قصص_وأمجاد_تاريخية
صورة لآرثر جيمس بلفور مع تصريحه
ظلت هذه الاتفاقية سرِّية إلى أن نشرها البلاشفة الروس في جريدتا إوفيستيا وبرافدا في 23 نوفمبر 1917 عند اندلاع الثورة البلشفية بعد العثور على نصوص الاتفاقيات في سجلات وزارة الخارجية الروسية. بعد نشرها بعث جمال باشا في 12 ديسمبر 1917 برسالتين إحداهما للأمير فيصل والثانية إلى جعفر العسكري عارضًا فيها عقد صلح عثماني - عربي. نجحت الحكومة البريطانية في إقناع الشريف حسين بن علي بأن العثمانيين يحاولون نشر الخلاف بين العرب والحلفاء، فصدق الشريف حسين هذا ووضع ثقته في وعود الحكومة البريطانية
وحلفائها

#قصص_وأمجاد_تاريخية
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تصريح بلفور وقد نُشر في جريدة The Times، في 9 نوفمبر 1917

#قصص_وأمجاد_تاريخية
#وعد_بلفور


اتجهت الصهيونية قبل الحرب العالمية الأولى إلى تركيز جهودها نحو بريطانيا بسبب شعور زُعماء الصهيونية بتراخي فرنسا في تأييد حركتهم. وكانت الصهيونية تتخذ من برلين قبل الحرب مركزًا لنشاط اللجان التنفيذية التي قررت المؤتمرات الصهيونية تشكيلها، وازداد نشاطها بعد بدء الحرب العالمية الأولى، فقد أدركوا أن هذه فرصتهم الثمينة التي لا تعوض لاستغلالها في تحقيق هدفهم في إنشاء الوطن القوي لليهود في فلسطين. رغم أن المؤتمر الصهيوني الحادي عشر عام 1913 قد قرَّر وقوف الصهيونية على حياد بين المعسكرين المتنازعين في أوروبا فقد كثَّفت جهودها في بداية الحرب وبدأت تعمل في كل اتجاه، محاولة كسب أحد الأطراف لتبني مخططاتها، مقابل تقديم المساعدة الممكنة لهذا الطرف المستجيب، وأخذت تراقب سير الأحداث عن طريق مراكزها، لاختيار أفضل الطرفين للتحالف معه، ومن أجل ذلك وزَّع زُعماء الصهيونية أنفسهم على دول المعسكرين المتحاربين إلى جانب الولايات المتحدة التي لم تدخل الحرب بعد.

كانت بريطانيا في ذلك الوقت على وعيٍ بحركة اليقظة العربية في بلاد الشام ضد الحكم العثماني، فعملت على الاستفادة منها بقطعها الوعود الزائفة لزعماء الحركة العربية، وكان اتجاه بريطانيا نحو الحركة العربية عاملًا قويًا في تركيز الجهود الصهيونية نحو بريطانيا. لأن فلسطين امتداد طبيعي لمصر التي كانت خاضعة للنفوذ البريطاني آنذاك، وبسبب التقاء الأهداف الصهيونية مع الإستراتيجية البريطانية في المنطقة العربية، أدرك حاييم وايزمان ذلك وبدأ نشاطه وراء الشخصيات البريطانية ذات النفوذ بمساعدة صديقه سكوت رئيس تحرير جريدة المانشستر جارديان، فقد تعرف عن طريقه على هربرت صمويل الذي كان آنذاك أحد أعضاء الحكومة البريطانية، ولويد جورج الذي استعان بوايزمان في إنتاج مادة الأسيتون أثناء توليه رئاسة لجنة التموين. كانت هذه المادة تُستعمل كمذيب للبارود، فلا يطلق دخانًا وكانت بريطانيا تُعاني من عجز في إنتاج هذه المادة وبدون توفرها فسيكون من الضروري إحداث تغييرات واسعة في بنادق البحرية، وقد زاد نجاح وايزمان في إنتاج هذه المادة من قدرة لدى المسئولين البريطانيين، وقد كان لإتصالات وايزمان أثر كبير على هؤلاء المسئولين، يتجلى في تصريحاتهم التي أخذت تُؤكد وتُحبذ فكرة إنشاء دولة يهودية حاجزة Jewish Buffer State في فلسطين.


#قصص_وأمجاد_تاريخية
في 2 نوفمبر 1917 أُرسل خطاب من أرثر يلفور وزير الخارجية البريطاني ومنه يُعزى اسم وعد بلفور إلى رئيس المنظمة الصهيونية اللورد روتشيلد ينص على:

الحرب العالمية الأولى عزيزي اللورد روتشيلد:
«يسرني جدًا أن أُبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود الصهيونية وقد عُرِضَ على الوزارة وأقرَّته:

إنَّ حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهم جليًا أنه لن يُؤتى بعمل من شأنه الإخلال بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف الغير يهودية المقيمة في فلسطين، ولا بالحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلاد الأخرى».

«وسأكون شاكرًا لو تكرمتم بإحاطة الاتحاد الصهيوني علمًا بهذا التصريح».

المخلص

أرثر جيمس بلفور

الحرب العالمية الأولى
بعد أسبوع من التصريح نُشر في الصحافة في 9 نوفمبر سارعت أجهزة الدعاية الألمانية والدولة العثمانية، وهما الجانبان المُعاديان للحُلفاء في كشف التواطئ البريطاني - الصهيوني، إلى جانب أن جريدة المقطم التي كانت تُصدر في القاهرة، سارعت بنشر التصريح مرتين في يومي (10 و12 نوفمبر عام 1917)، كما أقام اليهود في بعض المدن المصرية احتفالات بمناسبة إعلان التصريح، وبذلك استطاعت أنباء التصريح أن تنتشر بين الأوساط العربية، وبين عرب فلسطين.

أعرب العرب عن استنكارهم لتصريح بلفور في شهر نوفمبر أثناء موكب بمناسبة ذكرى احتلال بريطانيا لمدينة يافا. احتجت جمعية المسيحين- المسلمين على إنشاء دولة صهيونية «وحملت لافتات بيضاء وزرقاء تحتوي كلاهما على مثلثات في الوسط»، وقد لفتوا بذلك انتباه السلطات بشأن العواقب الوخيمة من أي تداعيات سياسية ناتجة عن هذا التصريح. أرسلت مرة أُخرى جمعية المسيحين- المسلمين مذكرة التماس طويلة إلى الحاكم العسكري احتجاجًا في تشكيل دولة صهيونية.

#قصص_وأمجاد_تاريخية
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#الوطن_العربي_تحت_الانتداب


قام العرب -وخاصة أقطابهم المقيمون في القاهرة- على إثر اتفاقية سايكس بيكو وتصريح بلفور بمطالبة بريطانيا بتحديد سياستها، وكان رد الحكومة البريطانية مُطمئنًا ومؤكدًا بالاعتراف للعرب بالسيادة والاستقلال. وعادت بريطانيا وفرنسا في 7 نوفمبر 1918 (وقعت الهدنة مع ألمانيا في 11 منه) تؤكدان في تصريح مشترك أنَّ هدفهما تحرير الشعوب الخاضعة للدولة العثمانية تحريرًا تامًا وإقامة حكومات حرَّة مستقلة يختارها المواطنون بملء إرادتهم.

كلَّف الشريف حسين ابنه فيصل بتمثيل العرب في مؤتمر الصلح، وسافر على الطرَّاد البريطاني دوق غلوسستر إلى مرسيليا فوصلها في 26 نوفمبر 1918، فاستقبلته الحكومة الفرنسية كزائر كبير دون صفة ممثل سياسي أو مندوب رسمي لحكومة معينة، وعنى هذا أن الحكومة الفرنسية لم تشأ افتراض حقوقٍ للعرب في المؤتمر، وبعدما اعتُرف به ممثلًا لحكومة الحجاز، فُوجئ أن المؤتمر قد رفض حق تقرير المصير للشعوب العربية.

#قصص_وأمجاد_تاريخية
الأمير فيصل خلال مؤتمر باريس للسلام 1919، من اليسار لليمين؛ رستم حيدر، نوري السعيد، الأمير فيصل في الأمام، القائد الفرنسي روزاريو بيساني (خلفه)، لورنس العرب، مساعد الأمير فيصل (غير معروف الاسم) والقائد العسكري تحسين قادري.

#قصص_وأمجاد_تاريخية
حضر فيصل حفل افتتاح المؤتمر في 18 يناير 1919، وفي 29 يناير قدم للمؤتمر مذكرة بالقضية العربية، وفي 6 فبراير 1919 عُرضت القضية وتكلم فيصل مدافعًا عن حق العرب في الاستقلال واقترح إيفاد لجنة تحقيق لاستفتاء الشعوب العربية في تقرير مصيرها. لقي الاقتراح تأييدًا من الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون فعين ممثلين لحكومته هنري كينغ وتشارلس كرين، كذلك عين ديفيد لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا هنري ماكماهون و"هارت" الخبير في شؤون الشرق الأدنى، ثم عاد وأعلن امتناع بريطانيا عن الاشتراك في اللجنة، أما فرنسا فرفضت الاشتراك في اللجنة إلا إذا شملت العراق وفلسطين، أما إيطاليا فأعلنت عدم اشتراكها لأنه لا توجد لها مصلحة في الشرق، وبذلك تكونت لجنة كينغ - كرين الأمريكية. وصلت اللجنة إلى بلاد الشام وكان تقريرها صورة صادقة عن مشاعر الأهالي في سورية. ولكن تقرير اللجنة لم يُتح له أن يكون موضع نظر الحلفاء واهتمامهم، وطغت عليه الأطماع البريطانية، والفرنسية، والصهيونية.

اجتمع المؤتمر السوري العام في 7 مارس 1920 وأصدر عدة قرارات:

الاعتراف باستقلال سورية بحدودها الطبيعية دولة ذات سيادة وتنصيب الأمير فيصل ملكًا عليها، والاعتراف باستقلال العراق.
رفض اتفاقية سايكس بيكو، وتصريح بلفور، وكل مشروع يرمي لتقسيم سورية، وإنشاء دولة يهودية في فلسطين.
رفض الوصاية السياسية التي ينطوي عليها نظام الانتداب المُقترح وقبول المعونة الأجنبية لمدة محدودة، بشرط ألَّا تتعارض مع الاستقلال والوحدة، وتُفضل معونة الولايات المتحدة على سواها، فإن لم تكن فمعونة بريطانية.
رفض معونة فرنسا مهما كان شكلها.
قُوبلت هذه القرارات في الأوساط العربية بموجة من الحماسة، وفي 8 مارس 1920 تُوِّج فيصل ملكًا على سوريا، فأغضبت هذه القرارات الحلفاء، خاصة أن الجيش الفرنسي كان يحتل السواحل السورية والقوات البريطانية موجودة في فلسطين والعراق. اجتمع المجلس الأعلى للحلفاء في مؤتمر سان ريمو في 25 أبريل وأعلن وضع العراق وفلسطين تحت الانتداب البريطاني مع تنفيذ تصريح بلفور، وأخيرًا وضع سوريا ولبنان دولتين مُنفصلتين تحت الانتداب الفرنسي. كانت قرارات الحُلفاء مُخيّبةً لآمال العرب، وبداية مرحلة الصراع المستمر بين الحلفاء والعرب في كل قطر من أقطار الأمة العربية المنفصلة عن الدولة العثمانية بعد الحرب.

#قصص_وأمجاد_تاريخية
الهوية الوطنية
رسم للفيلق الأسترالي النيوزيلندي بعد قتاله في معركة غاليبولي

#قصص_وأمجاد_تاريخية
2025/10/03 18:19:35
Back to Top
HTML Embed Code: