هذا مني وأنا منه
درّست طالبة في سنة من السنوات ولفتني ضعفها الشديد في قراءة القرآن برغم تقدم المرحلة الدراسية..
كانت محدودة الصديقات، ولا تصادق إلا من هم مثلها في الانطوائية والوهن.
عندما سألتُ عنها علمتُ أن علاقتها سيئة جدًا بوالدتها بسبب ضعفها الدراسي، فالأم دائمة التوبيخ والتحقير لها مما أدى إلى إهمال الفتاة كليًا حتى في مظهرها..
حاولت جاهدة الأخذ بيدها..
كنت أناديها في الفسحة لأدربها على قراءة الآيات، حتى إذا أتى وقت الحصة تقرأ بانطلاق فلا تشعر بالدونية عن البقية، وطلبت منها مرة أن تُصحح لزميلتها بعد أن تدربنا وكررنا الآيات مرارًا..
لا أنسى بريق عينيها فرحًا بالإنجاز.. ولا أنسى تكرار حضورها لمكتبي خلال الدوام..
ولستُ أذكر الموقف على سبيل للتمدح..
بل لأذكّر نفسي وإياكم بالالتفات لمثل هذه الأرواح المنهكة، ونستعين بالله لانتشالها من قعر التهميش والشعور بالإهمال.
وهذا هدي النبي ﷺ..
جليبيب رضي الله عنه كان فقيرًا دميمًا لا يهتم أحد بشأنه، قال عنه ابن حجر: " غير منسوب" (١) أي: لا يُعرف نسبه.
قال له النبي ﷺ يا جليبيب ألا تتزوج؟
فاستنكر السؤال، وقال: إذًا تجدني كاسدًا يا رسول الله، فقال النبي ﷺ: غير أنك عند الله لست بكاسد (٢)، وسعى النبي ﷺ في تزويجه، وتم الزواج..
ولم يلبث جليبيب أن استشهد، فلم يفقده أحد إلا رسول الله ﷺ ؛ فقال لأَصْحَابِهِ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: نَعَمْ, فُلانًا وَفُلانًا, وَفُلانًا. ثُمَّ قَالَ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: نَعَمْ فُلانًا وَفُلانًا, وَفُلانًا. ثُمَّ قَالَ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: لا. قَالَ: "لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ".
فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى فَوَجَدُوهُ إلى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ؛ فَأَتَى النَّبِيُّ ﷺ فَوَقَفَ عَلَيْهِ, فَقَالَ: "قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ".
قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ إِلا سَاعِدَا النَّبِيِّ ﷺ . قَالَ: فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ".(٣)
•الدعم النفسي والترويح (غير أنك عند الله لست بكاسد)
•سعيه ﷺ في زواجه..
•الشعور بفقده، وتكرار السؤال عنه..
•تعزيز مواطن القوة فيه (قتل سبعًا ثم قتلوه)
•التأكيد على موافقته للطاعة (هذا مني وأنا منه)
•المبالغة في إكرامه بتوسيده ساعديه لينال بركة ملامسة النبي ﷺ، كلها تدل على عنايته ﷺ واهتمامه بأحوال أصحابه.
قصة جليبيب تدخل القلب وتربي النفس♥️
اللهم اجمعنا به وبنبيك ﷺ في الفردوس ومن نحب..
[١] الإصابة في معرفة الصحابة
[٢]مسند أبي يعلى
[٣] رواه مسلم
#تربية #سيرة
_
درّست طالبة في سنة من السنوات ولفتني ضعفها الشديد في قراءة القرآن برغم تقدم المرحلة الدراسية..
كانت محدودة الصديقات، ولا تصادق إلا من هم مثلها في الانطوائية والوهن.
عندما سألتُ عنها علمتُ أن علاقتها سيئة جدًا بوالدتها بسبب ضعفها الدراسي، فالأم دائمة التوبيخ والتحقير لها مما أدى إلى إهمال الفتاة كليًا حتى في مظهرها..
حاولت جاهدة الأخذ بيدها..
كنت أناديها في الفسحة لأدربها على قراءة الآيات، حتى إذا أتى وقت الحصة تقرأ بانطلاق فلا تشعر بالدونية عن البقية، وطلبت منها مرة أن تُصحح لزميلتها بعد أن تدربنا وكررنا الآيات مرارًا..
لا أنسى بريق عينيها فرحًا بالإنجاز.. ولا أنسى تكرار حضورها لمكتبي خلال الدوام..
ولستُ أذكر الموقف على سبيل للتمدح..
بل لأذكّر نفسي وإياكم بالالتفات لمثل هذه الأرواح المنهكة، ونستعين بالله لانتشالها من قعر التهميش والشعور بالإهمال.
وهذا هدي النبي ﷺ..
جليبيب رضي الله عنه كان فقيرًا دميمًا لا يهتم أحد بشأنه، قال عنه ابن حجر: " غير منسوب" (١) أي: لا يُعرف نسبه.
قال له النبي ﷺ يا جليبيب ألا تتزوج؟
فاستنكر السؤال، وقال: إذًا تجدني كاسدًا يا رسول الله، فقال النبي ﷺ: غير أنك عند الله لست بكاسد (٢)، وسعى النبي ﷺ في تزويجه، وتم الزواج..
ولم يلبث جليبيب أن استشهد، فلم يفقده أحد إلا رسول الله ﷺ ؛ فقال لأَصْحَابِهِ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: نَعَمْ, فُلانًا وَفُلانًا, وَفُلانًا. ثُمَّ قَالَ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: نَعَمْ فُلانًا وَفُلانًا, وَفُلانًا. ثُمَّ قَالَ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: لا. قَالَ: "لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ".
فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى فَوَجَدُوهُ إلى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ؛ فَأَتَى النَّبِيُّ ﷺ فَوَقَفَ عَلَيْهِ, فَقَالَ: "قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ".
قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ إِلا سَاعِدَا النَّبِيِّ ﷺ . قَالَ: فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ".(٣)
•الدعم النفسي والترويح (غير أنك عند الله لست بكاسد)
•سعيه ﷺ في زواجه..
•الشعور بفقده، وتكرار السؤال عنه..
•تعزيز مواطن القوة فيه (قتل سبعًا ثم قتلوه)
•التأكيد على موافقته للطاعة (هذا مني وأنا منه)
•المبالغة في إكرامه بتوسيده ساعديه لينال بركة ملامسة النبي ﷺ، كلها تدل على عنايته ﷺ واهتمامه بأحوال أصحابه.
قصة جليبيب تدخل القلب وتربي النفس♥️
اللهم اجمعنا به وبنبيك ﷺ في الفردوس ومن نحب..
[١] الإصابة في معرفة الصحابة
[٢]مسند أبي يعلى
[٣] رواه مسلم
#تربية #سيرة
_
❤3
ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺣﻔﻆُ ﺣﺮﻑٍ ﺃﻭ ﺿﺒﻂ ﻛﻠﻤﺔ ! ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺭﻭﺡ تسري ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﻳﻨﺒﺾ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ
" الليلُ جَنَّ فأشعلوهُ وأوتروا
وترقَّبوا.. إنَّ السمَاء ستُمطرُ
لا تيأسوا كم عبرة في سجدةٍ
عبرت بصاحبِها مدى لا يُعبرُ "
الوتر أحبتي🌹
وترقَّبوا.. إنَّ السمَاء ستُمطرُ
لا تيأسوا كم عبرة في سجدةٍ
عبرت بصاحبِها مدى لا يُعبرُ "
الوتر أحبتي🌹
من صور هجر القرآن
ترك تلاوته والأستماع اليه
وهجر العمل به وتدبره والاستشفاء والتداوي به
ترك تلاوته والأستماع اليه
وهجر العمل به وتدبره والاستشفاء والتداوي به
❤1