Telegram Web Link
"شخصيتي حسّاسة"

أول شيء ينبغي أن يعرفه صاحب الشخصية الحساسة أن شخصيته نوع من أنواع الشخصيات الطبيعية، ففكرة أنه غير طبيعي فكرة غير صحيحة. أهم من تحدث عن الشخصية الحساسة Elaine Aron التي ذكرت أن 15-20% من سكان العالم هم شخصيات حساسة في كتابها The Highly Sensitive Person ، إن الشخصيات الحسّاسة عادة ما يراعون مشاعر الآخرين في الوقت أن الآخرين لا يراعون مشاعرهم، صاحب الشخصية الحساسة أن يدفع نحو توسعة دائرة حدوده قليلاً ويتجاوزها بأن يكون جريئاً، لأن الأولى بالمراعاة هي مشاعره فلا يؤذها بالصمت عن إنصاف نفسه، إن أصحاب الشخصية الحسّاسة لا بد أن يعلموا أن انتقاد الآخر لهم لا يحدد بدقة من هم ولا يعكس كامل حقيقتهم.
إن صاحب الشخصية الحسّاسة يحتاج أن يعبّر عن مشاعر غضبه وضيقه بدلاً من إخفائها خشية أن يلاحظوا، التعبير لا يعني الصراخ ولا الشجار، هو تعبير هادئ وحازم، مشكلة أصحاب الشخصية الحسّاسة هي الوقوع في فخ سرعة الاستثارة، والمبالغة في ردة الفعل، بسبب ضعف الخبرة في قراءة ردود الأفعال الاجتماعية.
إن مكمن الخطر ليست في المعايير العالية في مراعاة أحاسيس الآخرين، بل في عدم الخوف من عدم قبول الآخر له، إذ لديه هاجس متواصل لفكرة "سيتركني يوما" مما يؤثر على سلوكه مع رفيقه، فيخفي رغباته الحقيقية. هؤلاء ينمو لديهم اعتقاد أن إخفاء هويتهم الحقيقية وما يريدونه فعلا يحميهم من الرفض فيبدأون بالمجاملة، وينمو لديهم التربص لأي إشارة تدل أنه لا يريدني، فيقع في مشكلات بسبب تصرفاته الحساسة.
إن من لديه حساسية اجتماعية تجاه عدم القبول يكون باستمرار لديه عدم رضا عن مستوى العلاقة وينظر لها بتشكك مما يؤثر على ردود أفعاله وتصرفاته مع رفقاءه. وتكثر لديه اسئلة مبالغ فيها مثل "هل يريدني/هل سيتركني/ هل انشغل بشخص آخر. بالمقابل وكرد فعل معاكس فمن لديه خوف عال من الرفض يقوم بسلوك فيه تحرّز بحيث يقوم هو برفض الطرف الآخر، وافتعال عدم قبوله، فيخلق حواجز تزيد ابتعاده عن الآخر، وهذا يعكس خلل في إحساسه بنفسه ونظرة مشوّهة لها.
استراتيجيته الغريبة أنه يريد أن يحمي نفسه من أن يُرفض فيقوم بالرفض أولا، لكن هذه العملية تؤذيه أكثر مما تؤذي الآخرين، فيدور في سلوك خالٍ من المعنى، هو يحمي نفسه من أن يؤذى عاطفياً عن طريق الابتعاد عن الآخرين إلا أنه يؤذي نفسه عاطفياً. وإمن أشكال هذا السلوك الغريب ممن لديه حساسية وخوف من عدم القبول، قيامه بالتلفظ بألفاظ مؤذية وقيامه بسلوكيات حادة تجاه الطرف الآخر رغبة في الحفاظ على العلاقة مما يؤدي لنتائج عكسية. هي سلوكيات دافعها الخوف بأن يتركني.
تلك السلوكيات هي تشنجات ناتجة عن الشعور بعدم الأمان، وهي محاولة لدفع المقابل للاقتراب بينما في الحقيقية هو شعور زائف يقود للانفصال. إن نمو الشعور بعدم القبول له علاقة بنظرة الإنسان إلى نفسه، تقديره لذاته، اكتفاءه بنفسه أو حاجته للآخر، احساسه بضعف نفسه، خوفه من الوحدة، خوفه من أن يُترك.
إن الحساسية لعدم القبول دلالة لعدم اكتمال نضج الشخصية، إما بقلة التجارب، أو صغر السن، أو ضعف تقدير الإنسان لذاته. لذلك تجد أن مثل هذه التذبذبات تكثر لدى العلاقات بين المراهقين. في النهاية لا ينبغي لصاحب الشخصية الحسّاسة أن يخجل من طبيعة شخصيته، كيف يخجل ولديه إحساس رائع في مراعاة مشاعر الآخرين والإحساس بوجدان الآخر، المهم أن يتقبل نفسه كما هي، وأن يراعي نفسه قبل أن يراعي مشاعر الآخرين.
أسامة الجامع
العيادة النفسية الأولية - الدمام
‏ما الذي يجعل هذا الفيل برغم قوته وضخامته أسيراً لهذا الحبل الواهن الضعيف؟!
‏ما الذي يجعل هذا الفيل مرهونا بهذا الحبل؟! فلا يستطيع أن يغادر هذا المكان أو يتجاوز نطاق هذا الحبل؟!
‏هذا ما تفسره نظرية ⁧ #العجز_المتعلم⁩ ! والتي صاغها رائد ⁧ #علم_النفس_الإيجابي⁩ ⁧ #مارتن_سيلجمان⁩ .
‏وتنص ⁧ #نظرية_العجز_المتعلم⁩ على أن العجز يحدث إذا اعتقد العاجز أنه لا يستطيع التحكم في الأحداث والظروف ، وأنه لا جدوى من المحاولات التي يبدلها.
‏وأجريت التجارب الأولية لهذه النظرية في أواخر عام 1960
‏حيث أجريت تجارب هذه النظرية إبتداءً على الكلاب ؛ حيث قسمت الكلاب إلى ثلاث مجموعات:
‏1- المجموعة الأولى: لم تعرض لصدمات كهربائية.
‏2- المجموعة الثانية: عُرضت لصدمات لكنها كانت تستطيع تجنب هذه الصدمات.
‏3- المجموعة الثالثة: عُرضت لصدمات لم تكن تستطيع تجنبها.

‏المدهش في الأمر أنه عندما وضعت هذه الكلاب في نفس التجربة ولكن مع إمكانية تجنب الصدمات والهرب منها وجدوا أن كلاب المجموعة الثالثة استسلمت وخضعت وهي تتعرض لهذه الصدمات برغم أنه كان يمكنها تجنب هذه الصدمات والهرب منها !
‏بحيث أن هذه الكلاب اكتسبت وتعلمت هذا العجز !
‏وهذا ما يحصل للفيل عندما يبدأ المدرب عملية التدريب معه وهو صغير حيث يربط قدمه بحبل
‏عندها سيحاول الفيل التخلص من هذا الحبل لساعات وأيام ولكن دون جدوى، إلى أن يهدأ ويستكين.

‏المدهش أن الفيل عندما يكبر سيكون بمقدوره وبكل بساطة التخلص من هذا الحبل! ولكنه لن يفعل! لماذا؟
‏لأنه اكتسب العجز !
٥٠٪ من الاضطرابات النفسية تبدأ قبل سن ١٤!!
‏والأسوء أنهم لا يتلقون الرعاية النفسية/التدخل المبكر المطلوب!!
لماذا يصبح الأطفال متشائمين وأسرع إحباطاً؟

أظهرت أبحاث 2002م Martin Seligman المنشورة في كتابه "التفاؤل المكتسب" أن الطفل ينظر للعالم حوله من خلال طريقة الأم في تفسير العالم حولها أكثر من الأب، لأن الطفل ينصت لمن يعتني به أكثر، لذا فالطفل الذي ينتمي لأم متشائمة فإنها تنقل إليه التفكير التشاؤمي تجاه الحياة عندما يكبر.
ويردف الدكتور Martin Seligman أن هناك ثلاث افتراضات تجعل من أطفالنا أكثر تشاؤماً:
1. النمط التفسيري للأم بحيث تقوم وبدون قصد بتعليم أطفالها كيف يحبطون بسهولة من خلال حديثها المتشائم وتفسيراتها النكدية، يستمع طفلها إليها ويتعلم كيف يرى العالم.
2. نقد البالغين للأطفال: الأطفال لا يستمعون للمحتوى فحسب بل لطريقة الإلقاء وللنغمة، وبسبب صغر سنهم فإنهم يصدقون ما يقال له من انتقادات حتى لو كانت مجرد تفريغ غضب ويتأثرون بالنغمة "استهزاء، حدة"، فالأطفال يشكّلون نظرتهم تجاه أنفسهم من تلك اللحظة.
3. أزمات الأطفال في الحياة: عندما يدرك الطفل حقيقة الأحداث المؤلمة مثل الفقد المبكر، يزداد الأمر سوءاً عندما يتربى أن الأحداث السيئة لا تحدث.
الحلول/
أولا: الانتباه كيف نتحدث أمام أطفالنا، وتربيتهم على مبدأ الحلول للمشكلة لا التذمر من المشكلة، وأن نربيهم على مبدأ ذكر النعم وليس الشكوى مما لا نملكه. ثانيا: الانتقال من نقد الهوية لنقد السلوك دون إهانات والتشجيع أكثر من النقد. ثالثا: أن الأحداث المؤلمة تحدث وعلينا تقبلها. إن إحساس الطفل أنه مهم في الأسرة هو مفتاح عظيم من مفاتيح نجاح شخصيته مستقبلاً ومن ذلك:
1. الإنصات إليه إذا تحدث، لا تنشغل بشيء وهو يتحدث
2. . استشارته، الهدف أن تجعله يشعر أن لرأيه قيمة
3. إبلاغه بالأحداث التي تمر بها الأسرة، "انتقال، سفر، مرض، حوادث، نجاح، زواج...الخ.
البيئة السلبية هي البيئة التي تلوم ابنتهم/ابنهم المخطئ ولا تركز على التعلم من الخطأ، هي البيئة التي تعلّق على هفواته، وتصمت وقت ابداعاته، هي البيئة التي تتحدث عن المشكلة أكثر مما تتحدث عن الحلول. بعض التشاؤم في نمط الحياة هو تعلم مكتسب. إن الطفل يتعلم من والديه: التفاؤل والتشاؤم، حل المشكلات بأكثر من طريقة أو الإحباط والانسحاب السريع، حب الحياة أو النفور منها، سرعة الغضب أو القدرة على الحلم. الطفل يحاكي مشاعر الوالدين وطريقتهم في التأقلم مع الحياة أو التصلب تجاهها. إن من أهم الصفات التي يمكننا زراعتها في أطفالنا هو تشجيعهم على الحديث مع الكبار مما يعطيه ثقة عالية بنفسه، في الحقيقة مجتمعنا يتجه أكثر لتربية الأبناء على الصمت في مجالس الكبار، والحديث فقط مع الصغار. إن مما يزيد تحسن الحالة النفسية لطفلك أثناء حديثك معه هو أن توجهه إلى ما الذي ينبغي عليه فعله، بدلا مما لا ينبغي عليه فعله. "حافظ على جهازك" بدلا من "لا تكسر الجهاز". "امسك الكأس بيديك" بدلا من "لا تسقط الكأس". نحن نحذر أطفالنا لكنهم لا يعلمون ما الذي ينبغي عليهم فعله بعد التحذير وكيف. نحن بارعون جدا في نقد أبنائنا لكل فعل سلبي يقدمون عليه، لكننا نصمت لو أجادوا العمل وأتقنوه، وكأننا نحن الذين لا نخطئ أبدا.
أسامة الجامع – الرعاية النفسية الأولية بالدمام
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
‏شعور الذنب وهوية الضحيةتوجد في كل انسان على درجات
وهي تراكمات من إحباطات الطفوله وتظهر على شكل طاقات سلبية ...
الإمام الغزالي عالم دين و كما أنه كاتب في المجال النفسي و صاحب نظرية إعلاء الدوافع و تعديل السلوك، الإمام الغزالي بناءًا على نظريته ربط أهداف السلوك بالجزاء بالآخرة و على تأكيد أثر الإيمان في تعديل السلوك، الغزالي أيضًا ألّف العديد من الكتب المتعلقة بعلم النفس والتربية من أهمها: ١-(كيمياء السعادة) حيث فرّق بين السعادة بمعناها الظاهري والسعادة بمفهومها الروحاني . ٢- (أيها الولد) يقدم فيه الإمام النصائح و المواعظ و العبر مما ينفع في الآخرة من قول و عمل بطريقة الإرشاد. ٣- (معارج القدس): يتحدث عن أحوال النفس ويشرح أيضًا النظرية الكاملة بين النفس و العقل. أيضًا كان للغزالي عدة من المقولات ومن أهمها: - حياتك من صُنع أفكارك، سعادة الإنسان أو شقاءه أو قلقه أو سكينته تنبع من نفسه وحدها. - المتاعب و الآلام هي التربية التي تنبت فيها بذور الرجولة، وما تفتق مواهب العظماء إلاّ وسط ركام المشقات و الجهود. - أن العقول معدن والفكر معول. - قيمة الصلاة أو الصيام لايُعلّمان الإنسان نظافة الضمير و الجوارح.
2025/07/13 21:00:52
Back to Top
HTML Embed Code: