Telegram Web Link
رمضان هو الزمن الذي نختبر فيه وهم الامتلاك إذ يكشف لنا الصيام أنّ الحاجات التي نظنّها جوهريّة ليست إلّا ظلالًا لرغبات تعوّدنا عليها، وأنّ الحريّة الحقيقيّة تبدأ حين يتحرّر الإنسان من سلطـة ما يشتهي..!
كلّ طفل قالت له أمّه ما أرى فيك إلّا قائدًا للأمّة.. ستكون ذا شأن.. كلّ عظيم كان يومًا طفلًا رأى في عينيّ أمّه مجدًا، فغرست فيه الحلم فسار به حتّى صار قدرًا.
فالأطفال مرايا القلوب، ينعكس فيهم ما نزرع، ويُثمرون ما تحلم لهم به قلوب الأمهات.
إلى متى ستبقى الأقنعة صامدة قبل أن يرهقها زيف المشاعر..!
قال تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ

جعلوا عبادتهم لله وفق أهوائهم، يوالونه ما دامت الدنيا مواتية لهم، فإذا عصفت بهم رياح البلاء انقلبوا على أعقابهم. لكنّ الله أراد قلوبًا صافية، وأعمالًا خالصة لا تتغيّر بتقلّب الأحوال، ولا تهتز أمام فتنة النفع والضرّ.

ذلكم الله
وتريد منهم أيّها الإنسيّ أن يكونوا أنقياء معك..!
نحن لا نحيا، بل نذوب بصمت في تفاصيل لا يراها أحد، كأنّ الوجود مهزلة كبرى نؤدي فيها أدوارًا لم نخترها، وننزف فيها أعمارنا على خشبة وهمٍ اسمه الحياة وربّما النعش..!
صوتك وفمك وأصابع يديك العشرة.. أجمعوا على أن يلقوني في عينيك... لست يوسف ولا نبيًّا
فيا ربّ لا ترسل لي القافلة ولا الوارد
فإنّي أحبّ أن أموت غرقًا.
أنت لست امرأة تمرّ كالعابرين
أنت نبوءة جمال تنبّأت بها القصائد، ولم يصدقها أحد حتى ظهرت
كأنك خُلِقتِ من فتنة الوقت ومن سُهاد الشعراء
وحين تنظرين ترتّب الفوضى فيّ وكأنك آية تعيد خلق القلب من جديد..!
شَمَائِلٌ
حلم أخّاذ يعجزه قدر عَسِر..!
نحن نمضي في الحياة كمن يرقص فوق ركام أحلامه.

نضحك كي لا نصرخ..!
القانون لم يُشرَّع ليدين الجاهل، بل وضع ليهدي الغافل ويقوّم المعوج..!

أمّا القانون لا يحمي المغفّلين فمكانها القمامة.
وأنا المهاجر المصلوب على جغرافيا البعد..!
ونهرب من جحيم الواقع إلى جنّة الأوهام..!
الشام ليست رقعة على وجه الأرض بل هي نقطة ارتكاز في هندسة القدر، فلا تقسها بمقاييس الجغرافيا بل بزمن النبوءة..!
من ظنّ أنّ ملاحم الشام انتهت.. هي لم تبدأ
أصعب ما في الحياة أنّها لا تتوقف لتمنحك فرصة لالتقاط أنفاسك..تمتحنك أولًا ثمّ تعلّمك بعد فوات الأوان.
الحياة عبء ألقي على كاهلنا دون استئذان وغاية معظمنا أن ننجو منها بأقلّ قدر من الإنكسار.
نولد باكين ونموت صامتين.. وما بينهما محاولة يائسة لفهم ما لا يفهم..!
كلّما تعمّق وعي الإنسان ازداد اغترابه عن هذا العالم؛ لا يعود ينبهر بما يدهش الآخرين، ولا يطمئن لما يرضيهم، كأنّ الحقيقة حين تلامسك تترك في روحك شرخاً لا يرمّم..!
في زحام المدن وخلف أبراجها الزجاجيّة، يتوه الإنسان عن ذاته شيئًا فشيئًا، يركض لاهثًا خلف رفاهيةٍ مُصمّمة، تقاس بالأرقام وتباع بالأقساط، بينما يفقد في كلّ خطوة إحساسه البدائيّ بالمعنى.

العقل مكدّس بالمعلومات، والقلب مفرغ من الدفء، والروح محاصرة بشاشات تحدّق فيه أكثر ممّا يحدّق في نفسه.

لقد أصبحت الحضارة سيركًا ضخمًا، يؤدّي فيه الإنسان دوره بإتقان، ويصفّق لنفسه كلّ مساء، لكنه لا يعلم أنّه فقد حريّته حين ظنّ أن الحرية تعني الخيارات المتعددة، لا الصدق مع الذات.

كوخ طينيّ في أطراف الصحراء أصدق من ناطحة سحاب تعجّ بالضجيج والفراغ..!
لا تَحسبوا غلوَّنا خلقة فينا، فما التطرّف إلا صدى لجرأتكم، وظلّ لما غرسته أياديكم..!
2025/10/28 06:50:02
Back to Top
HTML Embed Code: