لازلنا في عرض بعض النقاط التي تعين على التدبّر.

اتممنا بعون الله النقطة الأولى والثانية.
ووصلنا الى النقطة الثالثة حول (موقع الكلمة)

وللتذكير نعيد النقاط بإختصار:

ما يعين على تدبر القرآن هو طرح مختلف التساؤلات حول الآية.

فكل آية من القرآن الكريم مجال خصب لطرح تساؤلات عديدة، وعلى الفرد الذي يحاول التدبر أن يثير عقله في هذا التساؤلات، ومن ثم يحاول الإجابة عليها.

فعلى المتدبر ان يقف عند كل آية ويطرح اسئلة تتناول ما يلي:

1⃣ معنى الكلمة (لغوياً).

2⃣ اختيار الكلمة.
(لماذا هذه الكلمة وليست سواها؟)

3⃣ موقع الكلمة
(لما هذه الكلمة في هذا الموقع؟)

4⃣ الشكل الخارجي.
(مفرد/جمع،معلوم/مجهول،التقديم والتأخير..).

5⃣ التسلسل والإرتباط.
(نوع العلاقة بين الآيات).

⭕بعد فهم معاني الكلمات والتأمل في اختيار الكلمة يأتي:

3⃣ موقع الكلمة :

لِمَ هذه الكلمة في هذا الموقع؟

☀️في القرآن نجد أنّ كلّ جملة وكلّ كلمة وكلّ حرف جاء من أجل هدف معين، ولا نجد في القرآن الكريم حتى حرفا واحداً يمكن الاستغناء عنه.

وحتى لو بدا للنظرة العابرة وجود شيء زائد فإن البحث الدقيق يكشف عن ضرورة معينة تتطلب وجود ذلك الشيء.

⚠️من هنا كان على من يحاول التدبر في القرآن الكريم أن يحاول اكتشاف "موقع الكلمة"، أي الهدف التي جاءت من أجله هذه الكلمة في هذا الموقع.

☀️مثال (1)

يقول القرآن الكريم وهو يتحدث عن قصة زكريا (ع) بعد أن بشرته الملائكة بيحيى (ع):

*(قَالَ رَبّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَال كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء)*

ما هو موقع "كذلك" في هذه الآية الكريمة؟

⚠️ولماذا لم تكن الآية:

"قال الله يفعل ما يشاء"؟
أو "إن الله يفعل ما يشاء"؟

☀️إن وجود كلمة "كذلك" في هذه الآية يضيف إليها بعداً جديداً هو: الدلالة على الدأب والإستمرارية.

فعندما تعجب زكريا (ع) من أن يهب الله له غلاما وقد بلغه الكبر وامرأته عاقر، كان الرد أن هذه الولادة ليست بدعاً من الأمور، وإنما هي أمر مألوف ومكرر بالنسبة إلى مشيئة الله وفعله الذي يتم في أوقات كثيرة على هذا النحو، ولذلك فلا داعي للتعجب من أمر هذه الولادة.

وهكذا دلّت كلمة "كذلك" في هذه الآية الكريمة على سنة قديمة لله سبحانه في هذا الكون لا تدع مجالا للإستغراب من ظواهرها الجديدة.

☀️(مثال ٢):

*(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا)* (الإسراء ٢٣)

تدبّر في هذه الأية جيّداً ولاحظ أين يقع الضمير (عندك) في الجملة: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا).

-فلماذا قدّم الظرف( عندك) على المفعول به( الكبر)؟ ولاحظ تأخير الفاعل (أحدهما) وتقديم (عندك).

لمَ ذلك؟

لأن الظرفية (عندك) هي المقصودة،فلذلك قدّمها الله لبيان اهميتها ومقصوديتها!

⚠️ أيها الناس… أيها الأقوياء إذا بلغ الآباء سن الكبر وبلغتهم الشيخوخة واحدودب الظهر وشاب الشعر ووهن الجلد ووهن العظم في هذه المرحلة لا ترموا بآبائكم، بل (عندك) تحافظ على والديك.

https://www.tg-me.com/soundquran77

*وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ*

ورد في القرآن الكريم ذكر لأمثال كثيرة..

فإلى ماذا تهدف الأمثال؟

1⃣التذكير والوعظ.
2⃣ الحث والزجر.
3⃣الاعتبار والتذكير.
4⃣تقريب المراد للعقل وتصويره بصورة المحسوس لتثبت في الأذهان.
5⃣فيه لون من ألوان الهداية لتغري النفوس بالخير والبر وتمنعها عن الشر والإثم.
{… ولا يعقلها الاّ العالِمون }

◀️مثال:

*🌸أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَة طَيِّبَة أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَاءِ*تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينِ بِإِذْنِ رَبِّهَ..🌸*

"الطيّب" كلّ طاهر ونظيف،فيشمل كلّ سنّة ودستور وبرنامج وطريقة، وكلّ عمل، وكلّ إنسان...

كلّ موجود طاهر ونظيف وذي بركة، وجميعها كشجرة طيّبة فيها الخصائص التالية:

1⃣كائن يمتلك الحركة والنمو، وليس جامداً ولا خاملا، بل ثابت وفاعل ومبدع للآخرين ولنفسه (التعبير بـ"الشجرة" بيان لهذه الحقيقة).

2⃣هذه الشجرة طيّبة، ولكن من أيّة جهة؟ بما أنّه لم يذكر لها قسم خاص بها، فإنّها طيّبة من كلّ جهة... منظرها، ثمارها، أزهارها، ظلالها، ونسيمها جميعها طيب وطاهر.

3⃣لهذه الشجرة نظام دقيق، لها جذور وأغصان، وكلّ واحد له وظيفته الخاصّة، فوجود الأصل والفرع فيها دليل على سيادة النظام الدقيق عليها.

4⃣اصلها ثابت محكم بشكل لا يمكن أن يقلعها الطوفان ولا العواصف.

وبإستطاعتها أن تحفظ أغصانها العالية في الفضاء وتحت نور الشمس، لأنّ الغصن كلّما كان عالياً يحتاج إلى جذور قوّية (أصلها ثابت).

5⃣إنّ أغصان هذه الشجرة الطيّبة ليست في محيط ضيّق ولا رديء، بل مقرّها في عنان السّماء، وهذه الأغصان والفروع تشقّ الهواء وتصعد فيه عالياً (وفرعها في السّماء).

6⃣هذه الشجرة كثيرة الثمر لا كالأشجار الذابلة العديمة الثمر، ولذلك فهي كثيرة العطاء (تؤتي اُكلها).

7⃣وثمارها ليست فصلية، بل في كلّ فصل وزمان، فإذا أردنا أن نمدّ يدنا إلى أغصانها في أي وقت لم نرجع خائبين (كلّ حين).

8⃣إنّ إنتاجها من الثمار يكون وفق قوانين الخلقة والسنن الإلهيّة وليس بدون حساب (بإذن ربّها).

(الأمثل)
•••••••••••••••••
❗تأمل كيف انّ الوقوف على كلّ كلمة والتدبر فيها امر مهم..
•••••••••••••••••
والآن يجب أن نفتّش، أين نجد هذه الخصائص والبركات كتلك الشجرة؟

نجدها بالتأكيد في كلمة التوحيد ومحتواها، وفي الإنسان الموحّد ذي المعرفة، وفي البرامج الحيّة النظيفة، وجميعها نامية ومتحرّكة ولها اُصول ثابتة ومحكمة وفروع كثيرة وعالية بعيدة عن التلوّث بالأدران الجسديّة والدنيوية، وكلّها مثمرة وفيّاضة.

فسلوك الموحدين وبرامجهم ليست تابعة للهوى والهوس، بل طبقاً للأوامر الإلهيّة وبإذن ربّهم، وهذا هو مصدر الحركة والنمو في حركتهم.

الرجال العظام من المؤمنين هم ايضا كلمة الله الطيّبة، وحياتهم أصل البركة، دعوتهم توجب الحركة، آثارهم وكلماتهم وأقواله..

https://www.tg-me.com/soundquran77

*مِمّا يعين على التدبّر:*

بعد فهم معاني الكلمات والتأمل في اختيار الكلمة يأتي:

3⃣ موقع الكلمة :
لِمَ هذه الكلمة في هذا الموقع؟

☀️(مثال ۳):

*✨إيّاك نعبد وإيّاك نستعين✨*

لمَ تقديم العبادة على الاستعانة؟

- العبادة هي علّة خلق الإنس والجن (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون)، والاستعانة هي وسيلة للعبادة فالعبادة أولى بالتقديم.

-العبادة هي حق الله والاستعانة هي مطلب من مطالبه،وهي طلب العبد وحق الله مقدّم على طلب العبد.

-إياك نعبد تتصل بكلمة الله وإياك نستعين تتصل بكلمة ربّ،فالأولى فيها توحيد الألوهية، والثانية فيها توحيد الربوبية. إياك نعبد تعني نعبدك ولا نعبد أحداً سواك.

مثال ٤:

نبيّ الله عيسى (ع) يتكلم في المهد:

*(وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)*

أي : وأمرني ببر والدتي ..

⚠️تأملّ اين أتت عبارة (وبراً بوالدتي):

وَجَعَلَنِى مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ والزَّكَاةِ مَادُمْتُ حَيّاً* وَبَرَّاً بِوالِدَتِى..

ذُكرت بعد طاعة الله ربه!
لأن الله تعالى كثيراً ما يقرن بين الأمر بعبادته وطاعة الوالدين ..

(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا).

4⃣ الشكل الخارجي

الشكل الخارجي للآيات القرآنية لم يأت عبثاً، وإنما وضع لحكمة معينة وللدلالة على فكرة خاصة.

من هنا كان علينا - حين نتدبر في القرآن الكريم - أن نكتشف "الفلسفة الشكليّة الخارجية" للآيات القرآنية.

والتدبر هذا ينبغي أن يشمل المجالات التالية:

•التقديم والتأخير.
•الإفراد والتثنية والجمع.
•المعلوم والمجهول.
•وسائر الأشكال الأخرى.

☀️مثال (١):

*(وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّن إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُم)*

بينما يقول تعالى في آية أخرى:

(وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم)

⚠️ما هو الإختلاف في هاتين الآيتين،رغم ان الذي يبدو لنا انهما تدلّان على نفس المعنى؟

جواب السؤال :

☀️في الآية الأولى يقول تعالى:

(وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّن إمْلاَقٍ)

فهذه العبارة ((مِّن إمْلاَقٍ)) توحي بأن الفقر موجود بالفعل. وما دام الفقر موجود بالفعل فاهتمام الإنسان يكون برزق نفسه قبل أن يهتم برزق ولده، فهو يخاف أن يبقى جائعاً لو أراد أن يطعم أولاده.

وهنا يطمئنه الله تعالى على نفسه أولاً ورزق أولاده ثانياً.

فيقول تعالى: (نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ) يا أصحاب الإملاق (وَإِيَّاهُم).

☀️بينما في الآية الثانية يقول الله:

(وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ)

أي خوفاً من فقر يقع مستقبلاً، فكان الفقر غير موجود، ولكن الأب يخاف إن جاءه أولاد أن يأتي الفقر معهم.

فيقول له الله تعالى: لا.. أنا سأتكفل لهم برزقهم: (نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم).

✨من إملاق >>> نحن نرزقكم واياهم.
✨خشية إملاق >> نحن نرزقهم وإياكم.

☀️إذاً فالمعنى ليس واحداً في الآيتين، وإن كان يبدوا في ظاهره واحداً. لأن في قضية قتل الأولاد خوفاً من الفقر يكون المخاطب في كل آية مختلفاً عن الآخر.

-فمرة يكون فقيراً بالفعل، وهنا يشغل برزقه قبل أن يشغل باله في رزق ولده ، فقتل الأولاد يكون نتيجة لوجود الفقر، وهنا تحمل العبارة ضمانا لرزقه أولا، ثم رزق ولده ثانيا.

- ومرة لا يكون فقيراً ولكنه يخاف أن يأتي الفقر إذا جاء الولد، فيكون باله مشغولاً برزق ولده، فيقتله تحسباً من الفقر المتوقع بمجيء الولد، وهنا تعطيه الآية بشارة برزق الولد مع مجيئه :
(نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم)

https://www.tg-me.com/soundquran77

مِمّا يعين على التدبّر:

4⃣ الشكل الخارجي

الشكل الخارجي للآيات القرآنية لم يأت عبثاً، وإنما وضع لحكمة معينة وللدلالة على فكرة خاصة.

من هنا كان علينا - حين نتدبر في القرآن الكريم - أن نكتشف "الفلسفة الشكليّة الخارجية" للآيات القرآنية.

والتدبر هذا ينبغي أن يشمل المجالات التالية:

•التقديم والتأخير.
•الإفراد والتثنية والجمع.
•المعلوم والمجهول.
•وسائر الأشكال الأخرى.

*مثال (٢)*

*(يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَه سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم)*

(المقصود بكلمة به: القرآن)

في هذه الآية نجد أن القرآن الكريم يأتي بصيغة الجمع في كلمتي (سُبُلَ السَّلاَمِ) و (وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ)،بينما يأتي بصيغة الإفراد في قوله:(وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم) فلماذا؟

إنّ الصراط المستقيم هو صراط واحد، ذلك لأن الحق واحد، من هنا، فإن الطريق إلى الحق هو واحد أيضاً، ولذلك يقول القرآن الكريم في آية أخرى:

*(وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُل فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ).*

وعلى العكس من ذلك "الظلمات" والطرق المعوجة فهي كثيرة ومتعددة. أما بالنسبة "لسبل السلام": فإن الحياة حقل ألغام، والمشاكل كثيرة: نفسيّة وجسديّة واجتماعية واقتصادية.. و ..، والسلام هو التخلص من مجموعة هذه المشاكل، كما أن الصحة هي التخلص من مجموعة الأمراض.

ولأن التخلص من كل واحد من هذه المشاكل يحتاج إلى طريقة وأسلوب لذلك جاء التعبير القرآني بـ ((سُبُلَ السَّلاَمِ)) وليس بـ"سبيل السلام".

*مثال (٣)*

*(وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون)*

هنا نجد أن القرآن الكريم يبني فعل "يُوقَ" للمجهول، فلماذا؟

إن الشح ملتصق بالنفس الإنسانية، فالإنسان بطبيعته يحب أن يستأثر بمال، ويكره أن يعطي للآخرين منه شيئا.

وهذا الالتصاق الطبيعي يمكن أن نستفيده من إضافة "الشح" لـ"النفس" في الآية الكريمة.

من هنا فإن من العسير على الإنسان أن يقاوم شحه بذاته، لأنه يصعب عليه أن يقاوم طبيعته، لذلك فهو يحتاج إلى إمداد غيبي ووقاية خارجية، كما تعبر الآية بقولها: ((وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ)).

وبالطبع، فإن هذه الوقاية الإلهية، لا تهبط من السماء بدون مقدمات على قلب الإنسان، وإنما يوفرها الإيمان الحقيقي بالله.

*مثال (٤)*

يقول القرآن الكريم بعد أن يتحدث عن الصبر على المصيبة:

*( إِنَّ ذَلِك مِنْ عَزْمِ الْأُمُور)*

⚠️ولكن القرآن يضيف حرف "اللام" للتوكيد حينما يتكلم عن الصبر على أذى الآخرين، فيقول:

*(وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور)*

✨فلماذا أضيف حرف "اللام" (لَمِنْ) في الآية الثاني؟

إن الصبر على أذى الغريم الذي يستطيع الإنسان أن يرد عليه بأذى مثله يحتاج من الإنسان إلى عزم أكبر، فالصبر هنا ليس كالصبر على المصيبة لا حيلة للإنسان فيها، ومن هنا لم تجيء لام التوكيد في الآية الأولى، وجاءت في الآية الثانية.

https://www.tg-me.com/soundquran77

*هدف سورة الفاتحة*

أم الكتاب، لأنها اشتملت على كل معاني القرآن...

نصّ القرآن كلّه على:

•العقيدة
•العبادة
•منهج الحياة.

فالقرآن يدعو للاعتقاد بالله ثم عبادته ثم حدد المنهج في الحياة وهذه نفسها هي محاور سورة الفاتحة.

*محاور سورة الفاتحة:*

•العقيدة:الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين.
•العبادة:إياك نعبد وإياك نستعين.
•مناهج الحياة: إهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضآلين.

اذاً.. فهدف سورة الفاتحة هو الإشتمال على كل معاني واهداف القرآن.

وكل ما يأتي في كل سور وآيات القرآن هو شرح لهذه المحاور الثلاث.

*تعلّمنا سورة الفاتحة كيف نتعامل مع الله…*

فأولها ثناء على الله تعالى (الحمد لله رب العالمين).

وآخرها دعاء لله بطلب الهداية (إهدنا الصراط المستقيم).

ولو قسمنا حروف سورة الفاتحة لوجدنا أن :

- نصف عدد حروفها ثناء
(63 حرف من الحمد لله الى اياك نستعين)،

-ونصف عدد حروفها دعاء
(63 حرف من اهدنا الصراط الى ولا الضآلين)..

https://www.tg-me.com/soundquran77

(تفاعلي مع الآيات)

من أجمل لحظات التدبر؛ مع إنصاتي التام لهمس الآيات وهي تخاطب نبضاتي، فترتفع وتنخفض نبضاتي مع تدفق الآيات بين رجاءٍ وأملٍ تارة وخوفٍ ورهبةٍ تارة أخرى...

وكأن الآيات تأتي في وقتها المناسب تماما:
• فإن غفلتُ استوقفتي آيات النذير والوعيد..
• وإن يئست استوقفتني آيات الرحمة والتبشير..
• وإن ترددتُ استوقفتني آيات التوكل والإقدام..
• وإن ضقتُ استوقفتني آيات المواساة والتسبيح..

وهكذا...
لا أخرج من خلوتي مع القرآن إلا وقد تغير حالي وهدأت نفسي المضطربة.



https://www.tg-me.com/soundquran77

الجناس فى القرآن الكريم
....تعريف الجِناس
تشابه لفظين، مع اختلافهما في المعنى.
1 ـ الجناس التام : وهو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة : نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها مع اختلاف المعنى، كقوله تعالى: "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة" ، فالمراد بالساعة الاولى : يوم القيامة ، وبالساعة الثانية: جزء من الزمان .
وقوله تعالى " ولقد أرسلنا فيهم منذِرين * فانظر كيف كان عاقبة المنذَرين " فالاولى اسم فاعل والثانية اسم مفعول.

2ـ الجناس غير التام : وهو ما اختلف اللفظان في أحد الأمور الأربعة المذكورة (النوع والعدد والهيئة والترتيب) كقوله تعالى: "ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ"
وقوله تعالى " والتفّت الساق بالساق إلى ربّك يومئذ المساق "
وقوله تعالى " وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحبّ الخير لشديد "
وقوله تعالى " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة "
وقوله تعالى " وهم ينهون عنه وينأون عنه "

* التشابه في الخط لا في اللفظ :

كقوله تعالى " وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا "
وقوله تعالى " والذي هو يطعمني ويسقين واذا مرضت فهو يشفين"

https://www.tg-me.com/soundquran77

صورة التكامل في سورة العصر

إذا أردت منهاجاً متكاملاً يحرِّكُ كلَّ
وجودِك وذاتِك عروجاً إلى الملأ الأعلى، فاقرأ، وتدبر، واعمل بإخلاص بمضامين سورة العصر.

فهي تحكي السفر بالذات
والسفر بالخلق إلى الحق.

سورة العصر تعطي المؤمن تكاملاً ذا بُعدين.

1⃣البُعد الأول هو البُعد الذاتي:
(المتمثل في جناحين):

الجناح الأول: الإيمان الذي يمثل العلم والجهة النظرية.

الجناح الثاني: العمل الصالح الذي يمثل الجهة العملية.

ولكن البُعد الذاتي لا يوصل الإنسان إلى الكمال، لا رهبانية ولا أنانية في التكامل في منظور القرآن، بل لا بد من البُعد الثاني:

2⃣البُعد الثاني هو البُعد الاجتماعي:
(وهو ذو جناحين أيضاً):

الجناح الأول: التواصي بالحق، الذي يمثل الأمر بالمعروف، والتآمر بالصالحات والخيرات.

الجناح الثاني: التواصي بالصبر الذي من مصاديقه النهي عن المنكر والتناهي عن الشرور، والصبر عن المعاصي بتهذيب النفس.

سورة العصر، ترسم صورة متكاملة لِما ينبغي أن يكون عليه المؤمنون من الكمال، كي لا يكونوا في زمرة الخاسرين.


https://www.tg-me.com/soundquran77

معنى تدبّر القرآن الكريم

التدبّر في اللغة مأخوذ من المادّة "د ب ر" الدالّة على آخر الشيء وخلفه، فتدبّر الشيء هو التفهّم في دبره؛ أي ما يخفى منه، دون الاكتفاء بظاهره ودلالته البسيطة المباشرة.
والتدبّر على وزن "تفعّل" مثل التكرّر والتكثّر؛ ففيه دلالة على بذل الجهد لاكتشاف المعاني الواقعة خلف الألفاظ.

ومن هنا فتدبّر القرآن هو *التفكّر في دلالة آياته لمعرفة ما خفي منها* ؛ من خلال التأمّل في الألفاظ وما تحمله من المعاني، وبالاستفادة من السياق أو من آياتٍ وأدلّةٍ أخرى.

يقول العلّامة الطباطبائيّ في معنى التدبّر: «هو أخذ الشيء بعد الشيء، وهو في مورد الآية التأمّل في الآية عقيب الآية، أو التأمّل بعد التأمّل في الآية...» (الميزان، ج5، ص19).

بين التدبّر والتفسير:

التفسير مصدر "فسّر"، والفسر هو الكشف، ولذا فالتفسير هو الكشف عن معاني اللفظ القرآنيّ، في حين أنّ التدبّر غايته الكشف عن ما وراء اللفظ، فالتفسير مقدّمة للتدبّر، والتدبّر مرحلة متقدّمة أعمق من التفسير، وهو الغاية المطلوبة لفهم مضامين القرآن الكريم.

ولكن هل يصحّ أن نفسّر القرآن وقد ورد في الحديث عن المعصومين (ع) أنّه من فسّر القرآن برأيه فقد كفر، وفي بعضها: «فليتبوّأ مقعده من النار»!؟
وفي المقابل ماذا نفعل مع الحثّ الأكيد على تدبّر القرآن {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ}، وكذا «ألا لا خَيرَ في قِراءةٍ ليسَ فيها تَدَبُّرٌ»؟

بعد البحث والتحقيق نصل إلى نتيجة أنّنا مأمورون بتدبّر القرآن؛ لأنّ التدبّر مقدّمة للفهم، والفهم مقدّمة للعمل. *والأمر بالتدبّر موجّه إلى جميع المكلّفين.*

والتفسير مقدّمة لازمة للتدبّر، فيكون لازماً أيضاً.

وأمّا المذموم والمرفوض من التفسير فهو التفسير بالرأي الذي يكون خارجاً عن القواعد اللازمة وعن الرجوع إلى أهل العلم والاختصاص.

ولهذا لم تذمّ الروايات مطلق التفسير، بل ذمّت "التفسير بالرأي"؛ أي أن يأخذ المرء آيات القرآن إلى معاني بعيدة عنها لا يريدها الله تعالى، بل تريدها أهواء الشخص المفسّر برأيه.

وأمّا التفسير الحقّ المطلوب مقدّمةً للتدبّر فهو أن يكتشف المرء من آيات القرآن مراد الله تعالى، فتكون الآيات هي التي تأخذه إلى حيث يريد الله لا أنّه يأخذها هو إلى حيث تريد أهواؤه...

وهذا يفرض علينا مسؤوليّة أن نتعلّم القواعد اللازمة في تدبّر الآيات القرآنيّة وتفهّم معانيها، مع الرجوع إلى أهل العلم والاختصاص: *{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}* .


https://www.tg-me.com/soundquran77

*لنسأل أنفسنا هذا السؤال:*

أيُّهما أحبّ إلى الله: أن نقرأ القرآن كثيرًا، بألسنتنا فقط دون تفهم لخطابه، ولا تجاوب معه، أم القراءة الهادئة المرتلة التي يفهم من خلالها القارئ مراد الله من خطابه ويتأثر به؟

أليس الأحب إلى الله هي الصورة الثانية، ومن ثُمَّ يكون الأجر والثواب مصاحبًا لها أكثر وأكثر من الصورة الأولى؟!

*إنّ القراءة الهادئة المرتّلة بفهم وتأثرّ تزيد الإيمان،وتولد الطاقة والقوة الدافعة للقيام بالأعمال الصالحة،وهذا لا يحدث مع القراءة السريعة... قراءة الحنجرة فقط.*

سماحة الشيخ جعفر أحمد

https://www.tg-me.com/soundquran77

أنّ القرآن الكريم ليس للتلاوة وحسب، بل إنّ الأهداف الأساسية منه هي:

1⃣الذكر
2⃣الإنذار
3⃣التدبّر في عواقب الأُمور
4⃣إخراج البشر من الظلمات
5⃣الشفاء والرحمة والهداية

*كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبّروا آياته*

https://www.tg-me.com/soundquran77

4⃣ طهارة القلب

بعد أن جاء التأكيد على تدبّر القرآن بصفته تكليفًا موجّهًا إلى عموم المؤمنين، وبعد أن ثبت أنّ للقرآن بطونًا ومضامين في منتهى الرقيّ تقف وراء ظاهر الألفاظ...
يفيدنا القرآن أنّ الطهارة (القلبيّة) شرطٌ لإدراك حقائقه: *{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}*
وهذا "المسّ" عامٌّ يشمل اللمس الظاهريّ (حيث تُشترط الطهارة الظاهريّة في لمس كتابة القرآن) كما يشمل الإدراك القلبيّ لحقائقه (ولهذا قالت الآية: "كتاب مكنون").

ومن المعلوم أنّ المُطهَّرين الأكمل هم الذين قال عنهم عزّ وجلّ: *{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}* ، غير أنّ الطهارة تتحقّق في غيرهم أيضًا بدرجاتٍ أدنى، وكلّما كانت الطهارة في المرء أكثر كان مهيّأً للاطّلاع على مزيدٍ من الحقائق القرآنيّة.

ولأنّ الطهارة شرطٌ لازم في تدبّر القرآن، ذكر تعالى ميزةً لهذا الكتاب العزيز، فهو كتاب هداية، ولكنّ هدايته خاصّةٌ بالمؤمنين المتّقين: *{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}*.

وفي المقابل فهو لا يزيد الكافرين إلّا عمًى: *{...قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى...}* ، كما إنّهم محرومون من فهم الحقائق القرآنيّة وإدراكها: *{ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ...}*.

ولهذا كان تطهير القلب ضروريًّا لرفع هذه "الأكنّة" مقدّمةً لفهم القرآن، كما إنّ هذا الفهم يفتح الآفاق لتطهير القلب أكثر: *{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ...}* ، وهكذا يكون القرآن هاديًا، ومن تمسّكَ به أخرجه من الظلمات إلى النور...



https://www.tg-me.com/soundquran77

( أفلا يتدبرون القرآن *أم على قلوب أقفالها)

في الآية المباركة استفهامان :
الاول : أفلا يتدبرون القران
الثاني: أم على قلوب أقفالها
ماسبب تقدم الاستفهام الاول على الثاني ؟
كيف تجتمع الدعوة إلى التدبر مع وجود الاقفال على القلوب ؟
لماذا ذكر الاقفال بصيغة الجمع دون المفرد؟
ماهي انواع الاقفال المانعة من التدبر في القران ؟
لماذا قال (قلوب) ولم يقل النفس أو الروح؟

● إن تعبير القرآن الكريم (أقفالها) يدل على ان الاقفال التي تقفل القلب وتكون مانعه لتدبر وفهم آياته ليست واحدة بل هي متعددة وقد تكون هذه الاقفال ظاهرية وواضحه عند الفرد نفسة أمثال الجهل والبعد عن اللغة العربية أوالاعتقاد بإنه لاسبيل إلى فهم القران وتدبره والاكتفاء بجعل القران للبركة وتلاوته على القبور ونقشه على الجدران ، وهناك أقفال باطنية كالذنوب والمعاصي يقول الامام علية السلام (وماقست القلوب الا لكثرة الذنوب)

● ان السياق الظاهري للايتين يشير إلى ان السبب في عدم تدبر القران هو وجود الاقفال على القلوب لكن هذا يتنافى مع الدعوة إلى تدبر آيات القران (ليدبروا آيته) فإن لم تكن الاقفال ظاهرية فستكون باطنية لذلك لاسبيل إلى تدبر القرآن!!!
وهذا تناقض >>> لذلك نستنتج أن الحث على التدبر في القرآن مع وجود الاقفال يدل على أن التدبر ومحاولة فهم واستنطاق آيات القرآن هو المفتاح لكل أقفال القلوب فكما أن وجود القفل مانع من التدبر فإن البدء بالتدبر يفتح كل أقفال القلوب تدريجيا حتى تتخلص الروح من كل الادران فلاتحتجب عن الحق وترى بعين البصيرة قبل البصر
لذلك نستطيع القول >>> أن سبب تقدم الاستفهام في الاية الاولى على الاستفهام في الآية الثانية :

• إن التدبر هو السبيل إلى فتح أقفال القلوب وهو السبيل إلى الرقي بالنفس الانسانية والسير بها نحو تكاملها وتلبية كل احتياجاتها الفطرية من أصولها.

• البعد عن القران وترك التدبر في آياته هو السبب في بقاء الاقفال النفسية على الانسان واستحكام رينها على القلوب والعقول .

وخلاصة :
القفل مانع من التدبر، التدبر فاتح لكل قفل

سمعت علي ابن الحسين عليه السلام يقول "آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزينة ينبغي لك أن تنظر مافيها"

التدبر مفتاح حياة القلب
https://www.tg-me.com/soundquran77

﴿...فَإِذَا خِفتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ...﴾

تخيل أنَّ أم سيدنا موسى، كانت خائفة على ابنها رب العالمين ماذا قال لها؟
"ألقـيهِ في اليم" هذه النصيحة،
من المستحيل أن يتوقعها أحد في العالم،

وبنفس الطريقة من يخاف على رزقه، اللهﷻ يقول له؟ ﴿ومن قدر عليه رزقه فلينفق... ﴾
هل ترى النصيحة إنها شيءٌ خارج عن نطاق التفكير البشري، إذا كنت تخاف على رزقك فأنفق أكثر تأتِك الزيادة من الله، عندما نفكر بهذا المفهوم القرءاني، نشعر أنَّ ربنا ﷻ يوجهنا لأمـرٍ واحـد، هو أنَّ أي شيء تتعلق فيه كثيراً وتخـاف عليه كثيرا اتركه لله و سيعوّضك بهذا التسليم مالم تتوقع، لأنَّ هذا الخـوف علىٰ مـا في أيدينا هو عدم ثقـة باللهﷻ

https://www.tg-me.com/soundquran77

في سورة الصمد
قدّم - سبحانه - لم يلد. على قوله - سبحانه - (لم يُولد)

وترتيب الزمن أن يقدّم لم يُولد.
الأصل أن يقدّم لم يولد لأنّ الإنسان يولد أولا ثم يلد.

ولكن الله قدّم نفى ما ضلّ به ملايين الخلق وهو نسبة الولد لله.

ولا نعرف أحدًا قال لله (والد) فقدم ما يصحح به اعتقاد الملايين وهو أنه لم يلد، وأخّر ما دونه وهو أنّه لم يولد، من باب تقديم الأهم.

لطائف قرآنية للشيخ محمود غريب

https://www.tg-me.com/soundquran77

مما يعين على التدبر

معرفة اللغة العربيّة

التدبّر انتقالٌ من اللفظ إلى المعنى، فما لم يكن عند المُتدبِّر معرفةٌ بالألفاظ استحالت معرفة المعنى عنده.

والقرآن أنزله الله بألفاظٍ عربيّة *{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}* ، وهذا يحتّم معرفة اللغة العربيّة لمن أراد تدبّر القرآن الكريم.

ومن هنا يأتي التأكيد على فكرة أنّ ترجمة القرآن (إلى أيّ لغةٍ كانت) لا يمكن أبدًا أن تكون بديلًا عن القرآن العربيّ؛ لأنّ الترجمة مهما بلغت من الدقّة لا يمكنها أن تعكس المعنى الكامل الكامن وراء الألفاظ. هذا في الكلام العاديّ، فكيف مع كلام اللّه عزّ وجلّ؟!

نعم؛ الترجمة تفتح الباب أمام غير الناطقين بالعربيّة ليتعرّفوا على شيءٍ قليلٍ من معارف القرآن. ولكن *من أراد تدبّر القرآن فلا بديل له من أن يسلك طريق اللغة العربيّة.*

وواهمٌ من يتصوّر أنّ نطقه بالعربيّة المحكيّة هذه الأيّام تجعله عالمًا باللغة العربيّة بما يكفي لتدبّر القرآن؛ كيف؟ والقرآن نزل *{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}* ولكنّنا نحن البعيدون عن العربيّة الفصيحة الأصيلة، وهذا واضح عند المقارنة بين العربيّة في زماننا والعربيّة في زمان نزول القرآن.

ومن هنا كان على المتدبِّر أن يتعلّم علوم اللغة العربيّة مهما أمكن، وهي وإن كانت واسعة، ولكنّها سهلة لمن طلبها وأقبَل عليها، وكلّما كان المرء عالمًا بالعربيّة أتيح له أن يستخرج من آيات القرآن نتائج تدبّريّة أكثر...

https://www.tg-me.com/soundquran77

الطباق في القرآن الكريم..

الطباق هو أن يُجمع بين متضادين في الدلالة مع مراعاة التقابل .
و قد ورد في كتاب الله الطباق و المقابلة كمحسّنات معنوية تدلّ على اهتمام البيان القرآني بالعبارة، وحرصه الشديد على توظيف العبارات التناغمية التي تتعادل وحداتها الصوتية، وتتوافق من حيث الأوزان في انسجام تام مع السياق والمقام ، مع أداء المعنى أحسن أداء، وإخراجه في أبهى حلة.
والطِّباق قسمان:
1- طباق إيجابي ، و هو أن يُذكر اللفظ و ما يُقابله في المعنى شريطة أن يكون اللفظان من نوع واحد :
أ - إما اسمين كقوله عز و جلّ : ( و ما يستوي الأعمى و البصير و لا الظلمات و لا النور و لا الظّل و لا الحرور و ما يستوي الأحياء و لا الأموات. حيث عقد القرآن في هذه الآيات مقارنة بين أضدادٍ لتوضيح الفرق الشاسع بينها، وهي: الأعمى وهو الكافر والبصير أي المؤمن ، والظلمات وهي الكفر والنور أي الإيمان والظل وهو الجنّة والحرور أي النار .
ب - أو فعلين مثل قوله تعالى : ( تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تُعزّ من تشاء و تُذل من تشاء )
ت - أو حرفين كقوله : ( لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت )

2- طباق سلبي ، وهو أن يؤتى بمعنى ثم بما يقابله باستخدام أدوات النفي ، كقوله تعالى : (قُل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ) و كقوله : (فلا تخشوا الناس و اخشون )

و قد يتحول الطباق إلى مقابلة إذا تجاوز الطباق ضدين و ذُكر معنيان أو أكثر ثم ما يقابلهما في الدلالة على الترتيب :
أ- فمن مقابلة اثنين باثنين قوله جل و علا : ( فلا صدّق و لا صلى و لكن كذّب و تولى )
ب - ومن مقابلة ثلاثة بثلاثة قوله سبحانه: ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)
ت - ومن مقابلة الأربعة بالأربعة قوله عز و جل : ( فأما من أعطى و اتقى و صدق بالحسنى فسنيسّره لليسرى وأما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى فسنيسّره للعسرى )

https://www.tg-me.com/soundquran77

مظاهر التكرار فى سورة الإنسان ..

جاءت ظاهرة التكرار اللفظي فى الأفعال والأسماء بوضوح فى السورة الكريمة ..

مثال ذلك فى قوله تعالى:
(هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ) ..
(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ) ..

(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ ) ..
(إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ ....) ..

(لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً) ..
(كَانَ لَكُمْ جَزَاءً) ..

(سَعْيُكُم مَّشْكُورًا) ..
(جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) ..

(وَإِمَّا كَفُورًا) ..
(أَوْ كَفُورًا) ..

(وَمِنَ اللَّيْلِ) ..
(لَيْلًا طَوِيلًا) ..

(وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا) ..
(وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ) ..

(يَوْمًا عَبُوسًا) ..
(يَوْمًا ثَقِيلًا) ..

(كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا) ..
(كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا) ..

(عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ) ..
(عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا) ..

(وَيَخَافُونَ يَوْمًا) ..
(إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا) ..

(كَانَتْ قَوَارِيرَا ) ..
(قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ) ..

(بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ) ..
(أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ) ..

(وَيُطَافُ عَلَيْهِم) ..
(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ) ..

(وَإِذَا رَأَيْتَ) ..
(ثَمَّ رَأَيْتَ) ..

أيضا هناك ظاهرة أخرى فريدة من نوعها فى السورة وهي المفعول المطلق على صيغة تفعيل ..
من ذلك:
(يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا) ..
(وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا) ..
(قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا) ..
(نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا) ..
(بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا) ..

من الفرائد التى لم تتكرر فى سورة أخرى مثال ذلك:
كافورا ..
أمشاج ..
مستطيرا ..
قمطريرا ..
سلسبيلا ..
شددنا أسرهم ..

وفى السورة ألفاظ معربة مثل:
كافور ..
زنجبيل ..
سندس ..
سلسبيل ..
إستبرق ..

أ

د. محمد صافى المستغانمي.

https://www.tg-me.com/soundquran77

" إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴿١٢﴾"

انظروا إلى الطاء مع تفخيمها وقلقلتها،
والشين وتفشيها،
والباء حرف انفجاري وحرف مجهور من حروف القوة أيضاً ،
" إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴿١٢﴾" والتوكيد لشديد، والدال المكررة والشين،

هذه القوة الهائلة جداً لابد أن تنتقل إلى نفوس المؤمنين، فيكون عزيزاً أبياً قوياً في الحق.

لا تقرأها أبداً إلا بهذه القوة، وأنت ترى مصارع الظالمين من خلال بطش الله تعالى بهم، أن الله هو الواحد القهار سبحانه وتعالى، سوف يبطش الله عز في علاه بكل ظالم على وجه الأرض، يأبى عدل الله عز وجل إلا أن يذل الظالمين.

سورة_البروج

د/ احمد بركات

https://www.tg-me.com/soundquran77