Telegram Web Link
مما يعين على تدبّر القرآن الكريم

بعد أن اتّضحت ضرورة معرفة العربيّة لتدبّر القرآن، وبما أنّ للّغة العربيّة جملةً من العلوم التي تتنوّع تبعًا للجانب الذي تتناوله من اللغة؛ نقف عند أبرزها مع بيان أهمّيّتها في تدبّر القرآن الكريم:

1- *علم النحو:* وهو علمٌ يبحث في *أحوال أواخر الكلمات.* وأهمّيّته تأتي من كشفه عن دور الكلمة في تركيب الجملة بما يصوّب المعنى (كالتمييز بين الفاعل والمفعول به في قوله تعالى: *{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ...}* ، أو: *{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ...}* وغيرهما).

2- *علم الصرف:* يبحث في *تحويل الكلمات* من أصولها إلى اشتقاقاتها. وهو لازمٌ لإرجاع الكلمات إلى أصولها (جذورها) من جهة، وللتمييز بين الصيغ ودلالاتها في المعنى (كالتمييز بين اسم الفاعل واسم المفعول، وبين المصدر واسم المكان، وكالبحث في دلالات أوزان الأفعال المزيدة، وغير ذلك...).

3- *علوم البلاغة* (علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع): ولكلٍّ منها مجاله الخاصّ، غير أنّ الجامع بينها هو البحث عن *الأبعاد الجماليّة* في التعابير، ومن الواضح أهمّيّة هذه العلوم في اكتشاف جوانب الإعجاز البيانيّ في القرآن الكريم، فضلًا عن دورها في فهم العبارات القرآنيّة بشكلٍ أدقّ وتحليل الدلالات المعنائيّة الموجودة في الصور البلاغيّة القرآنيّة.

4- *علم المعاجم:* يبيّن *المعنى الأصيل للجذور اللغويّة* التي اشتقّت منها الكلمات، فاللغة العربيّة لغة اشتقاقيّة في الغالب، والأعمّ الأغلب من كلماتها ترجع إلى جذورٍ إذا أتقن الباحث التدقيق في معانيها الأصيلة استطاع أن يفهم معاني الكلمات ودلالاتها بشكلٍ أفضل وأدقّ، وهذا ضروريّ لاستكشاف الدلالات والدروس الكامنة وراء العبارات القرآنيّة.

وهذه العلوم تحوي تفاصيل قد لا يتيسّر لأيٍّ كان أن يُحيط بها كلّها، ولكن لا أقلّ من أن يُلمّ المتدبّر بأساسيّاتها، مع حرصه على الاستزادة منها، فكلّما أحاط بمحتوياتها أتيح له أن يستخرج من آيات القرآن نتائج تدبّريّة أكثر وأفضل...


https://www.tg-me.com/soundquran77
👍3🤗1
نوعي التدبر

النوع الأول: التدبر القلبي:

وهو ملامسة الآيات بالقلب والتفاعل معها، الوقوف على أوامر القرآن ونواهيه، على الجنة والنار، على الطلب والاستعاذة...
فإذا مر القارئ على جنة سأل الجنة، وإذا مر على النار استعاذ منها وهكذا...

النوع الثاني: التدبر عقلي:

من خلال إعمال العقل والتدقيق في استخدام الألفاظ لإيجاد الاختلافات وغيرها من أمور التحليل المنطقي.


https://www.tg-me.com/soundquran77
16🤝1
معنى خولناه { فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ۚ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} الزمر 49

 
Anonymous Quiz
4%
منعناه
4%
ابعدناه
92%
أعطيناه
12👍4👏1
( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا )
سورة البقرة 83

اجبُرُوا الخَواطِر ، ورَاعُوا المشَاعِر، وانتقُوا كلماتِكم، وتلطَّفُوا بأفعالكم، وتذكّرُوا العِشْرة، وعِيشُوا أنقياءَ أصفياءَ، فهذا منهجُ الأنبياء وأخلاقُ النُّبلاء.



https://www.tg-me.com/soundquran77
👏98
مما يعين على التدبر

الرجوع إلى العرف اللغويّ في زمن النزول :

معرفة معنى الآيات متوقّفةٌ على معرفة معاني مفردات الآيات. وهنا ينبغي للمتدبّر أن لا يعتمد فقط على ما ينسبق إلى ذهنه من معنىً، بل يتحقّق من العرف اللغويّ زمان نزول القرآن الكريم؛ فكثيرٌ من المفردات اللغويّة تغيّرت على مرّ العصور، وحملُ المعنى المعاصر على المفردات القرآنيّة قد يوقع المتدبّر في الخطأ.

وللتوضيح نذكر أمثلة:

1)*{..فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ...}.* "التفقّه" في زماننا يختصّ "بالعلم بالأحكام الشرعيّة عن أدلّتها التفصيليّة"، ولكن في العرف اللغويّ زمن النزول التفقّه مأخوذٌ من الفقه بمعنى الفهم.
وإذا لم يلتفت المتدبّر إلى هذا فقد يتوهّم أنّ *{ليَتَفَقَّهُواْ}* تعني فقط التخصّص في الأحكام الشرعيّة، بينما *{ليَتَفَقَّهُواْ}* تعني أنّ المطلوب هو فهم الدين عموماً لا الأحكام الشرعيّة على وجه الخصوص.

2)*{وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ}:* اشتُهر استعمال كلمة "وزر" في الذنب، لكنّها لا تختصّ بالذنب؛ بل تعني في أصل الوضع اللغويّ "الحِمل الثقيل" (ولذلك يُسمّى مساعد الملك "وزير" لأنّه يتحمّل أعباء الملك). ثمّ شُبّه الذنب بالوزر (لأنّ له ثقلًا معنويًّا بالحساب الثقيل)، ونتيجة كثرة الاستعمال صار العرف اللغويّ يرى أنّ "وزر" تعني الذنب.
وهنا إذا لم يلتفت المتدبّر فقد يتوهّم أنّ للنبيّ (ص) ذنبًا (والعياذ بالله)، في حين أنّ "وزرك" في الآية يُراد منها الأعباء الثقيلة، أو الهموم، أو المطالبات والتضييقات التي كان أعداء النبيّ يفرضونها.

3)*{أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَائِطِ}*. القرآن الكريم منزّه عن ذكر الألفاظ القبيحة، وهنا ينبغي الالتفات إلى أنّ كلمة "الغائط" في عرفنا اللغويّ اليوم تختلف عنها في زمان النزول. فـ"غائط" اسم فاعل من "غاط" أي انخفض، و"الغائط" في اللغة العربيّة تعني المكان المنخفض من الأرض، حيث كان العرب قديمًا إذا أرادوا قضاء الحاجة قصدوا المكان المنخفض المستور الذي لا تراه الأعين.
ولهذا جاء التعبير القرآني: *{أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَائِطِ}*؛ أي جاء أحدكم إلى المكان المنخفض، وفي هذا كناية عن قضاء الحاجة لا تصريحٌ مباشر بها. فهذا التعبير يشبه ما يقال في أيّامنا مثلًا: "فلانٌ ذهب إلى دورة المياه" للتعبير بلطفٍ ولباقة عن قضاء الحاجة.

ولكن نتيجة كثرة الاستعمال صار الناس يُطلقون كلمة الغائط (التي كانت ترمز إلى مكان قضاء الحاجة) على البراز نفسه، فيستقبحون ذكر الكلمة مباشرة مع أنّها في الاستعمال القرآنيّ لا تخلو من الأدب وحُسن التعبير...

وممّا تقدّم نعلم أنّ المتدبّر لا بدّ له أن يدقّق في المفردات، وأن يرجع إلى المعاجم والاستعمال اللغويّ القديم، ولا يخفى أنّ القرآن نفسه يُعدّ أهمّ مصدرٍ للتحقّق من العرف اللغويّ في زمن النزول، من خلال ملاحظة الاستعمالات القرآنيّة والسياقات والقرائن المختلفة...

https://www.tg-me.com/soundquran77
9👍7
بعض المعاجم اللغويّة التي تعين على تدبر القرآن الكريم

ذكرنا أنّ فهم الآيات يتوقّف على معرفة معاني المفردات، لا بدّ من التأكيد على أنّ اللغة العربيّة لغة "اشتقاقيّة" في الأعمّ الأغلب من ألفاظها. ونعني بذلك أنّ كلماتها ترجع إلى جذورٍ وأصول اشتُقّت منها.

ولذا فلكي يعرف المتدبّر معنى كلمةٍ ما، عليه أوّلاً أن يُرجِع الكلمة إلى جذرها (الذي يكون ثلاثيّاً في أكثر الأحيان).
وهذا لا يستغني عن الذوق اللغويّ عند المتدبّر، وهو يأتي من كثرة الممارسة اللغويّة.
ومن ذلك مثلاً أن يعلم أنّ "التقوى" أصلها من الجذر "وقى"، وأنّ "جاهد" من "جهد"، و"مسلم" من "سلم"، وهكذا...

وبعد ذلك يرجع إلى المعاجم اللغويّة ليعرف أصل معنى "وقى" و"جهد" و"سلم" مثلًا، وفي ضوء ذلك يصل إلى المعاني حسب وقوعها في صيغها (تقوى، جاهد، مسلم)، وسنأتي على تفاصيل بعض الصيغ ودلالاتها...

وكلّما كان المعجم اللغويّ أقرب زمانياً إلى زمن نزول القرآن فهو أفيد للباحث لقربه من اللغة الأصيلة.

وفي هذا المجال نذكر ثلاثة معاجم نافعة في البحث عن معاني أبرز الجذور اللغويّة (وبخاصّة القرآنيّة):

1) *معجم مقاييس اللغة،* لأحمد بن فارس بن زكريّا. وميزته أنّه يُرجِع جذور الكلمات إلى أصولها بما يفيد كثيرًا في الربط بين معاني الكلمات، وهو من أقدم المعاجم.

2) *مفردات ألفاظ القرآن* للراغب الأصفهانيّ: متأخّرٌ عن مقاييس اللغة، ولكنّه يركّز على المفردات القرآنيّة على وجه الخصوص، ويعرض أمثلة عن المفردات واستعمالاتها في القرآن الكريم.

3) *التحقيق في كلمات القرآن* للعلّامة المصطفوي: وهو كتابٌ معاصر يعرض آراء أبرز اللغويّين السابقين ويقارن بينها وبين الاستعمالات القرآنيّة ليصل إلى النتائج في تحديد معاني المفردات القرآنيّة. والكتاب موسّع يقع في 14 مجلّداً، لخّصه السيّد عباس نور الدين في كتاب "الدليل إلى معاني كلمات القرآن الكريم".

مضافاً إلى معاجم ومصادر لغويّة أخرى تنفع المتخصّصين والباحثين...

https://www.tg-me.com/soundquran77
👍5
التمييز بين الآيات

قبل رحلتي في التدبر كنت أتعجب ممن يستمتعون وهم يقرؤون القرآن!

كنت أرى الآيات متشابهة.. فلا تؤثر فيَّ.. وكنت أتساءل كيف يستطيعون التفريق بين الآيات؟
حتى سمعت أحدهم يوما يقول:

"تجد أنّ من لديه توأم يستطيع التفريق بينهما بكلِّ سهولة، أمّا بقية النّاس فَيُفرّقون بينهما بصعوبة بالغة، وسبب ذلك أن الأب يراهم أكثر مما يراهم غيره، فمن خلال كثرة رؤيته لهما استطاع التّفريق بينهما بسهولة.
وهذا حال صاحب القرآن مع الآيات، كثرة القراءة والبحث في المعاني تميزه عن غيره ممّن تكاسلوا عن قراءة القرآن فضلا عن تدبره"

فهمت حينها أن الفهم العميق والتمييز بين الآيات لا يأتي من تلقاء نفسه، بل هو نتيجة لكثرة القراءة والبحث.. ومن يرى الله جهاده لفهم كتابه يلهمه فتوحا من لدنه فيصبح كل شيء بالنسبة له أيسر.


https://www.tg-me.com/soundquran77
👍64
معنى كلمة أمة في القرآن الكريم:

لهذه الكلمة اربعة معاني جاءت مختلفة في السياق القرآني للآيات:

1- يقول الحق تبارك وتعالى:( إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ).
أمتكم أمة واحدة: أي ان هذا دينكم دين واحد وليس المقصود في هذه الاية الجماعة او المله.
وقد جاء في السياق القرآني في قوله عزوجل:(بلْ قَالُوٓاْ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٍۢ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهْتَدُونَ).
أي وجدنا آبائنا على دين.

2- وتأتي بمعنى آخر: وهو الامام الجامع لكل أعمال للخير:
كما في قوله عزوجل:(إِنَّ إِبْرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ).

3- وتاتي بمعنى الزمن:
كما في قوله عزوجل:( وَقَالَ ٱلَّذِى نَجَا مِنْهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا۠ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِۦ فَأَرْسِلُونِ).
أي تذكر بعد مدة من الزمن.

4- وتأتي بمعنى الجماعة:
كما في قوله عزوجل:( وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ).

المصادر: كتب التفاسير والمعاجم.

https://www.tg-me.com/soundquran77
👍64🥰4🤔1
ضع نفسك داخل الآية

كلما وجدت نفسك عاجزا عن تدبر وتأمل أية ما، ضع نفسك في منتصف هذه الآية، وابحث عن الرسائل في الآية سواء الرسائل المباشرة أو الغير مباشرة. ابحث عن الرسائل المرسلة لقلبك وعقلك واسأل نفسك:

-ماموقعي من الآية؟
-ماذا تريد الآية أن تقول لي؟
-كيف يجب أن أتعامل مع الآية؟

كرر قراءة الآية وأنت تفكر بهذه الأسئلة..
حتى تجد إجاباتٍ لها.

https://www.tg-me.com/soundquran77
8👍5
مما يعين على تدبر تدبّر القرآن الكريم

ملاحظة الاستعمال القرآنيّ في المعاني

لمعرفة معاني المفردات ينبغي الرجوع إلى المعاجم كما سبق وذكرنا. وهنا نضيف أنّ الرجوع إلى المعاجم اللغويّة لا يكفي؛ بل لا بدّ من ملاحظة الاستعمال القرآنيّ أيضاً.

وتوضيح ذلك: أنّ القرآن الكريم قد يعتمد مصطلحات خاصّة مأخوذة من اللغة (فهي لا تخالف المعنى اللغويّ) ولكنّ لها أبعادًا في المعنى خاصّة بها، ومنها ما يعبّر عنه بـ"الحقيقة الشرعيّة".

ومن أمثلة ذلك:

- "الصلاة"، فقد ذكروا أنّها في أصل اللغة تعني الدعاء، بينما في الاستعمال القرآنيّ (على الأقلّ في أغلب الاستعمالات) جاءت بمعنى العبادة الخاصّة ذات الركوع والسجود.

- "الزكاة"، إذا رجعنا إلى اللغة فهي تعني "النماء" أو "الطهارة"، ولكنّ الاستعمال القرآنيّ يقصد العبادة الخاصّة بإنفاق المال وفق ضوابط محدّدة في الشريعة. ولا تنافي بين المعنيين اللغويّ والشرعيّ، فالزكاة سُمّيت كذلك لأنّها تتسبّب في نماء مال المتزكّي وكذلك في تطهير قلبه...

- "الحجّ": هو في اللغة بمعنى القصد، فَحَجَّ فلانٌ إلى المكان كذا أي قصده. ولكنّه صار مصطلحًا لخصوص قصد البيت الحرام وأداء مناسك خاصّة...

- "الصيام:" هو في اللغة الإمساك، وقد ينطبق على الإمساك عن الكلام: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا}. وبحسب الاصطلاح فهو "الإمساك عن الطعام" وفق ضوابط وتفاصيل محدّدة...

والأمثلة كثيرة..
والمهمّ هنا أن يلتفت المتدبّر إلى الاستعمال القرآنيّ (مع رجوعه إلى المعاجم اللغويّة) حتّى يقترب أكثر من معاني المفردات القرآنيّة. وقد راعى هذا المنهج العلّامةُ المصطفويّ في كتاب "التحقيق في كلمات القرآن"، حيث عرض، بعد أقوال اللغويّين، الاستعمال القرآنيّ؛ ليصل إلى تحديد المعنى الدقيق للمفردات.


https://www.tg-me.com/soundquran77
5👍3
في الأزمات

لحظة تُذهلك وتذهب بك
‏"وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ"

‏ولحظة تحييك و تعيدك إليك ..
‏"فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ
وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا"

‏وبينهما عمر طويل..ويقين راسخ..
‏"إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"

https://www.tg-me.com/soundquran77
11👍4
كل عام وأنتم بخير
وعيــدكم مبــارك🤍

https://www.tg-me.com/soundquran77
16🤔1
مما يعين على التدبر


ملاحظة السياق في تشخيص معاني المفردات

ومن الأمور الهامّة في تحديد معاني المفردات (إلى جانب المعاجم والاستعمال القرآنيّ العامّ):

ملاحظة السياق الذي جاءت فيه المفردة.

وهذه من المسائل التي تدخل في كلّ لغة وفي كلّ كلامٍ من متكلّم عاقل، فالعقلاء يميّزون (بشكلٍ طبيعيّ) بين الكلمات التي تصدر من المتكلمّين حسب السياق، وقد يختلف المراد من الكلمة الواحدة باختلاف السياق الذي جاءت فيه.

وكذلك الحال في القرآن الكريم.
ولتوضيح المسألة نذكر ثلاثة نماذج، والأمثلة كثيرة:
 
كلمة "دِين"
تأتي في قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} بمعنى المعتقد.
وتأتي في قوله تعالى:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}بمعنى الجزاء، فيوم القيامة هو يوم الجزاء والحساب.
وتأتي في قوله تعالى: {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ} بمعنى السُنّة الجارية أو "القانون".

وسبب الاختلاف بين هذه المعاني الثلاثة هو اختلاف السياق كما هو واضح. ومع أنّ جذر الكلمة واحد، ولا مانع من رجوع المعاني الثلاثة إلى معنى واحد أصيل، ولكن يبقى ثمّة تفاصيل جزئيّة وخصوصيّات تختلف بحسب السياق فكان لا بدّ من ملاحظتها لتحديد المعنى.

كلمة "حَصُورًا"
في قوله تعالى: {أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا}.
في معنى "حصورًا" ذكروا أنّها من الحصر بمعنى حبس النفس، والمقصود هنا حبسها عن النساء؛ أي من صفات يحيى (ع) أنّه لا يأتي النساء.
ولكن وقع الكلام في أنّ عدم إتيانه النساء هل كان لعاهةٍ أو حالةٍ "صحّيّة" عنده، أم إنّ ذلك بطوع إرادته؟

وهنا إذا لاحظنا السياق، نجده سياق مدحٍ، والمدح لا يتناسب مع كون ذلك ناشئًا عنده من علّة وعاهة؛ بل لا بدّ من أنّه إنّما ترك النساء اختيارًا، ولكي يتفرّغ لعبادة ربّه والدعوة إليه. 

في قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}
لو قرأنا الآية وحدها فقد نتصوّر أنّها في مقام تكريم أحدٍ ما، ولكن إذا لاحظنا السياق، وأنّها جاءت ضمن الخطاب الموجّه إلى "الأثيم" حيث يقول تعالى قبل آيات: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ}
نعلم أنّ كلمتي "العزيز" و"الكريم" لا يراد منهما المعنى الحقيقيّ؛ بل جاءا في مقام "التهكّم" وما فيه من مزيد إهانةٍ للشخص الأثيم الذي يستحقّ ما يناله من سوء العذاب.

وبهذا نلاحظ أنّ للسياق دورًا كبيرًا في فهم معاني المفردات القرآنيّة، فينبغي للمتدبّر أن لا يغفل عنه في تحليله وفهمه للكلمات والآيات...

https://www.tg-me.com/soundquran77
👍76
كلمة "لباس" في القرآن الكريم:

تُعتبر كلمة "لباس" من الكلمات الشائعة في القرآن الكريم، وتحمل معاني متعددة تتجاوز المعنى الحرفي للثياب.

إليك بعض المعاني والدلالات التي تحملها هذه الكلمة في سياق الآيات القرآنية:

* الستر والحياء: هذا هو المعنى الأكثر شيوعًا، حيث يشير إلى ستر العورة والحياء من الناس.
* مثال: "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ" (الأعراف: 26).

* الحماية: يُقصد بها الحماية من المؤثرات الخارجية سواء كانت مادية أو معنوية.
* مثال: "وجعلنا الليل لباسا" (الزمر: 41).

* التجميل والزينة: يشير إلى الزينة والجمال التي يضيفها اللباس إلى الشخص.
* مثال: وصف لباس أهل الجنة بالجمال والزينة.

* العمل الصالح: في بعض الآيات، يُستخدم "اللباس" كناية عن الأعمال الصالحة التي تغطي على السيئات.
* مثال: "ولباس التقوى ذلك خير" (الأعراف: 26).


https://www.tg-me.com/soundquran77
14
تأملت في سياق الآيات القرآنية التي ختمت:

1.«بالخبير العليم» وبمايشتق منهما من معاني ودلالات..

2 «الحكيم العليم» وبمايشتق منهما من معاني ودلالات..

3 «بالخسر والخاسرين»، وبما يشتق منه من معاني ودلالات..

4 «الفسق والفاسقين» وبما يشتق منه من معاني ودلالات..

فوجدت جل أيات
القسم الأول: متعلقة بالأحوال القلبية وبالأعمال الفردية وبمايكن في الصدور...

وجل آيات القسم الثاني: متعلقة بالعمليات العقلية وبالحقائق العلمية وبالايات الكونية...

وجل آيات القسم الثالث: متعلقة بعمليات استبدال قيم ومبادئ الخير والهدى بقيم ومبادئ الشر والضلال....

وجل آيات القسم الرابع: في متعلقة بعمليات تسخير نعم الله فيما يغضبه واستعمال القدرات الإنسانية والامكانات المادية في معادته وللكفر به....
والفساد، والهلاك، والبوار، والدمار. مقترنا بكل من لا ينظر بعدسة التقوى وبعين بصره وبصيرته وبحواس الشعور بالمسؤوليه. لذاته، ولدوره في العمليات الاربع...

https://www.tg-me.com/soundquran77
👍52
السؤال مفتاح التدبّر

إذا دقّقنا في الجنبة العمليّة التطبيقيّة للتدبّر، نجد أنّه لا يتمّ دون أن يطرح المتدبّر الأسئلة مقدّمةً لاستخراج إجاباتها من القرآن الكريم.

وقد قيل في العلم عمومًا: "مفتاح العلم السؤال".
وسُئل ابن عبّاس: "كيف أصبت هذا العلم؟"، فقال: "بلسانٍ سؤول وقلبٍ عقول".

وبخصوص تدبّر القرآن الكريم يكون هذا الأمر آكد.
عن أمير المؤمنين (ع): *«ذلك القرآن فاستنطقوه».*
و"الاستنطاق" يعني طلب النطق،
فكأنّ المتدبّر يسأل القرآن ويطلب منه أن يجيب، فتنفتح أمامه بعض الحقائق الكامنة وراء ظاهر الألفاظ ومستواها السطحيّ، وهذا هو حقيقة التدبّر.

والأسئلة التي يطرحها المتدبّر تشمل التساؤل عن كلّ حرفٍ وموقعه، وعن كلّ كلمة ومعناها، وعن كلّ تركيبٍ ودلالته، وعن الدروس والعبر وغير ذلك...
فيسأل مثلًا:
"لماذا عُطف بالفاء لا بالواو؟"
و"لماذا جاء الفعل كذا بالماضي لا بالمضارع أو العكس؟"
و"لماذا ورد الضمير كذا؟"
و"لماذا الاسم الفلانيّ معرفة وليس نكرة أو العكس؟"
و"ما معنى كلمة كذا؟"
و"ما فرقها عن الكلمة الكذائيّة؟"
و"ما دلالة هذا التعبير؟

ثمّ ينتقل للتساؤل عن الرسالة التي تحملها التعابير القرآنيّة، والتعاليم التي نتعلّمها من الآيات...
إلى غير ذلك من الأسئلة التي قد لا تنتهي، فكلّ سؤال قد يفتح الباب أمام أسئلة أخرى من مختلف الجوانب...

ثمّ إنّ طرح السؤال فنّ، كلّما أتقنه المتدبّر انفتحت أمامه آفاق أوسع،

وفي الحديث عن الرسول الأكرم (ص): *«حُسْنُ السؤالِ نِصفُ العِلمِ».*
وعن أمير المؤمنين (ع):
*«مَنْ أَحْسَنَ السؤالَ عَلِمَ».*

وهذا الفنّ يكتسبه المتدبّر بالتوفيق الإلهيّ، وبالتمرّس على طرح الأسئلة، فتتطوّر هذه المهارة عنده شيئًا فشيئًا، وصولًا إلى أن تصبح ملكةً عنده يطبّقها تلقائيًّا دون تكلّف، بل قد يصل الأمر إلى أن ينتقل بسرعةٍ إلى الجواب غائصًا في بحر المعارف القرآنيّة التي لا تنتهي...


https://www.tg-me.com/soundquran77
👍54
السياق له دلالته!
فكل حرف واسم في مكانه..

قال الحق: ألم يرو إلى الطير مسخرات في جو السماء مايمسكهن إلا الله).

وقال: مايمسكهن إلا الرحمن).
الأولى في سورة النحل الآية 79، والثانية في سورة الملك الآية 19.
ذكر في الأولى اسم " الله "
وفي الثانية " الرحمن " لنفس المعنى.

إن سياق الايتين مختلف ضمن سياق السورة العام، ففي سورة الملك كان أغلب الكلام عن الرزق والمشي في المناكب، وقبله الحديث عن التعذيب، وعلم السر والرزق، فناسب اسم "الرحمن" الدال على الرحمة الخاصة.
فضلًا عن تكرر الاسم في السورة كثيرًا.

أما في "النحل" فالسياق الذي أتت خلفه هو جعلهم لله شركاء في العبادة!
فهو ينكر عليهم ذلك ابتداءً من عشر آيات أو أكثر قبلها، وكذا بعدها.
فكان الأنسب إذْ ذكر الشركاء والأنداد أن يذكر في المقام المعبود الحق، فناسب لفظ الجلالة "الله" الاسم الذي يدل في مبناه على الألوهية، وفي معناه كذلك حسب بعض التفسيرات، كما أنه الاسم الصريح والعلَم الأشهر على المعبود الحق سبحانه .

ويمكن قراءة سياق الآيات قبل الآيتين في الموضعين لتبين ذلك بجلاء .

د/أحمد البتيت.

https://www.tg-me.com/soundquran77
10👍4
التكرار مقدّمةً للتدبّر

لمّا كان التدبّر يعتمد على التساؤل حول الكلمات والتعابير القرآنيّة ودلالاتها، كان من المناسب أن يُهيّئ المتدبّر الأرضيّة المناسبة لطرح الأسئلة مقدّمةً لاستخراج إجاباتها.

ومن الأمور المساعدة جدًّا في استثارة العقل لطرح الأسئلة:

تكرار المرور على العبارات القرآنيّة،

والمكث عليها

والتريّث في تحليلها،

فهناك فرقٌ كبير بين أنحاء قراءة القرآن الكريم التالية:

سماع التلاوة دون التركيز فيها وحتّى دون تمييز ألفاظها (وإنّما يسمع تلاوة القرآن كخلفيّة صوتيّة لا أكثر، في وقتٍ يركّز فيه السامع في أشياء أخرى تمامًا). وهذا النحو قد لا ينفع في التدبّر البتّة (مع أنّ له درجة متدنّيّة من الأجر).

القراءة السريعة التي يكون همّ القارئ فيها أن يجتاز الصفحات كيفما كان، وهذه القراءة السريعة لا تنفع التدبّر أيضًا (مع أنّ لها أجرًا بسيطًا).

القراءة التي يركّز فيها القارئ على الألفاظ لضبط صحّة القراءة، وقد يزيد على ذلك بالتركيز على مخارج الحروف وصفاتها ومراعاة أحكام التجويد.
وهذه القراءة أفضل من سابقتيها، وهي تسهم في الالتفات إلى الألفاظ مقدّمةً لفهم معانيها (ولو بشكلٍ بسيط)، ولكنّ مساهمتها في التدبّر تبقى محدودةً (لأنّ تركيز القارئ على أصوات الألفاظ أكثر من تركيزه على معانيها).

القراءة التي تكون مع تركيز القارئ على فهم المضمون، حيث يبحث عن معنى المفردة التي لا يعرفها، ويتساءل عن التفسير الإجماليّ للعبارات، فلا يتجاوز القراءة حتى يفهم مدار الآيات ومحتواها العامّ. ولعلّ هذا المستوى هو المستوى الأوّل في التدبّر.

فإذا عوّد نفسه على هذا النمط في القراءة، صار لا يرضى أن يقرأ دون تفهّم. وهنا إذا كرّر العبارة فُتحت أمامه كلّ مرّة آفاق لأسئلة جديدة تفتح الباب بدورها لنتائج أعمق وأدقّ...

ولهذا كان للتكرار أهميّته، سواء أكان تكرارًا للتلاوة أم تكرارًا للاستماع (مع التركيز مع القارئ) في المقاطع المكرّرة وفي تلاوات التحقيق (القراءة الدقيقة المتأنّية).

وأمّا إذا كان التكرار مع حفظٍ للآيات فذاك أهمّ وأفيد بدرجات؛ لأنّ

حفظ القرآن الكريم يفتح أبوابًا واسعة لفهم الآيات والتدبّر فيها

بشكل أعمق، فهنيئاً لحفّاظ القرآن الكريم..

وفّقنا الله جميعًا للتدبّر في آياته والعمل بها


https://www.tg-me.com/soundquran77
6👍4
كل السور القرآنية كرامات له صلى الله عليه وآله وسلم!!

سورة كاملة في القرآن الكريم الا وهي سورة الفتح تدور في محور حديثها عن خاتم النبيين صلوات الله عليه مع أن كل السور كرامات له حيث أن كل السورة تتحدث عن كرامات خصها الله برسول الله وهذه إشارات سريعة لذلك:

١-(إنا فتحنا لك فتحا مبينا)
٢-(ليغفر لك الله)
٣-(ويتم نعمته عليك)
٤-(ويهديك صراطا مستقيما)
٥-(وينصرك الله نصرا عزيزا)
٦-(إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا)
٧-(إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله)
٨-(هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق)وهكذا
يحتفل القرآن الكريم:بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا علينا أن نحتفل بالرحمة المهداة وما أكثر السور القرآنية التي تدور في هذا السياق؟!

نعم !إن من أهم المحاور القرآن الكريم: الحديث عن حبيبنا رسول ا
لله(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)
ولا ننسى سورة في القرآن اسميت باسمه صلى الله عليه وسلم ألا وهي سورة محمد وفيها أيضا من الإشارات والكرامات الخاصة به صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله ..

أ/ محمد فرحان بني ارشيد

https://www.tg-me.com/soundquran77
13👍3
علم المناسبات في كتاب الله تعالى فرع من علوم التفسير الموضوعي للقرآن الكريم؛ سواء على صعيد تتالي السور القرآنية أم على المناسبات بين الموضوعات الداخلية للسورة الواحدة ...

لابد من مناسَبةٍ مُناسِبةٍ لانتقال السياق القرآني من موضوع لآخر داخل السورة؛ انتقال يستدعيه الموضوع العام للسورة ...
ففي سورة الطلاق - مثلاً - يتحدث السياق عن الطلاق: ميقاته، وأحكامه، وآثاره ..

ثم فجأةً

ينتقل السياق من الطلاق إلى الحديث عن قريةٍ ما، عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبها الله حساباً شديداً ودمرها وعذب أهلها وتوعدها بعذاب لاحق !!!

لا بد لقارئ السورة أن يدرك المناسبة بين موضوع الطلاق وبين إهلاك الله تعالى للقرى العاتية المذنبة؛ وإلا سيفقد القرآن سحره من نفسه، سيقرأه بدون تدبر ...

لكن عندما يدرك أن الطلاق غير المبرر يهدم الأسرة؛ ويزداد الأمر سوءاً إذا تفشى هذا المرض؛ الأمر الذي يؤدي إلى انتشار المفاسد بين الشباب؛ لأن الأسرة هي التي تحمي الفرد من الوقوع في الأخطاء،الأب ينصح، والأم ترشد، والأخ يعين، والعم يدعم، و .. الخ
فإذا تهدمت الأسرة بتفشي الطلاق انهدم المجتمع وفسد، وهكذا يرتبط الطلاق بخراب البيئة التي يكثر فيها، وهذا مؤذنٌ بخرابها وغضب الله تعالى عليها وعذابها في الدارين..

إذا حاولنا مراقبة السياق القراني وانتقالاته من موضوع لأخر وتلمّسنا الحكمة من تتالي الموضوعات في السورة سيكون ارتباطنا بالقرآن الكريم مختلفاً؛ وستكون تلاوتنا أكثر فعالية لأنها أكثر عمقاً ...


https://www.tg-me.com/soundquran77
10
2025/10/26 04:12:04
Back to Top
HTML Embed Code: