تناسب سورتي البلد والشمس ..

سورة الشمس ظاهرة الاتصال بسورة البلد ..
فإنه سبحانه لما ختم سورة البلد بذكر أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة أراد الفريقين فى سورة الشمس ..
فقوله تعالى فى سورة الشمس:
"قد أفلح من زكاها" (9)
هم أصحاب الميمنة فى سورةالبلد ..

وقوله:
"وقد خاب من دساها" (10) فى سورة الشمس
هم أصحاب المشأمة فى سورة البلد ..

فكانت هذه السورة تفصيل لتلك ..

أيضا جاءت العلاقة واضحة بين سورتي الشمس والليل ..
فالمقصود من سورة الشمس الترغيب فى الطاعات والتحذير من المعاصي ..
وتأتى سورة الليل بتفصيل ما أجملته سورة الشمس ..
فقوله تعالى:
"فأما من أعطى واتقى" الليل (5) وما بعدها تفصيل قد أفلح من زكاها فى سورة الشمس ..

وقوله فى الليل:
"وأما من بخل واستغنى" الليل: (9)
تفصيل لقوله فى الشمس:
"وقد خاب من دساها" الشمس: (10)

ونزيد ..
فى سورة الضحى التى جاءت بعد سورة الليل أنها متصلة بسورة الليل من وجهين ..
ففى سورة الليل:
"وإن لنا للآخرة والأولى" الليل(13) ..
وفى الضحى:
"وللآخرة خير لك من الأولى" الضحى(4)
وفى الليل:
"ولسوف يرضى"
الليل (21) ..
وفى الضحى:
"ولسوف يعطيك ربك فترضى" (5) ..

ولما كانت سورة الضحى نازلة فى شأنه صلى الله عليه وآله وسلم افتتحت بالضحى .. الذي هو نور ..
ولما كانت سورة الليل نازلة فى بخيل فى قصة طويلة افتتحت بالليل الذي هو ظلمة ..
..
والعلم عند الله عز وجل

https://www.tg-me.com/soundquran77

‏نار لم تحرق إبراهيم ، سكين لم تقتل إسماعيل ، بحر لم يغرق موسى وحوت لم يأكل يونس !

قل : لن يصِيبنا إلا ما كتب الله لنا.

https://www.tg-me.com/soundquran77

يتأتى بالـعلم ما لا يتأتى بالـقوة ..

‏﴿ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا

‏آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ ﴾

‏فكان أسرع من الـعفريت

https://www.tg-me.com/soundquran77

{وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }

‏حتى إبليس إرتدى ثياب النصح عندما

‏أراد غواية النبي آدم "عليه السلام"

‏فكن حذراً حتى مع الناصحين

‏ولاتعط ثقتك لأيٍّ كان :

‏فليست كل القلوب تنبض طهر ..!


https://www.tg-me.com/soundquran77

«إنّ مع العسر يُسرا».

‏إنّ: تفيد التوكيد.
‏تقديم الخبر على المبتدأ: يفيد التوكيد والحصر، فأصل النظم: (إن يُسرًا مع العُسر).

‏الجملة الاسميّة تدلّ على الثبوت والدوام.

‏فيصبح المعنى: اليُسر ملازِمٌ للعُسر، حيثما وجدت عُسرًا فاليُسر ملازمه.


https://www.tg-me.com/soundquran77

لو عُرِضت حياتك بكلّ تفاصيلها كـ"فيلم"
هل تستطيع مشاهدته مع أهلك وأمام الناس؟
إذا كان جوابك سلبيًّا فأحسن إنتاج الفيلم لأنّه سيُعرض يوم القيامة..
قال تعالى :
{يومئذٍ تُعرضون لا تخفى منكم خافية}
{يوم تبلى السرائر}
فهلّا نستيقظ من غفلتنا أم أنّنا بتنا أهل غفلةٍ بحق..

https://www.tg-me.com/soundquran77

أن ذكر الله والدعاء أهم علاجين أرشدنا الله إليهما لعلاج النفس والنسيان..

فهما ليسا للتبرك فقط بل بهما يتحرر المرء من سطوة نفسه سواء من الاغترار بها أو من تحقيرها، فهو يوكل بهما أمره كله لله، منتهيا عن التفكير بما يمكنه ومالا يمكنه وهذا تمام التسليم ومن أكثر ما يفيد الأنفس المنهكة من كثرة التفكير والقلق.

قال تعالى:
"واذكر ربك اذا نسيت وقل عسى أن يهدينِ ربي لأقرب من هذا رشداً"

https://www.tg-me.com/soundquran77

ليس الخوفُ أن يَحرِمَك اللّٰـه وأنتَ تُطيعُه..؛
فَهذا إختبارُ المُقرَّبين..؛ ‏

إنَّما الخَوفُ أن يُعطيك وأنتَ تَعصِيه..؛
فَهذا إستِدراجُ الهالِكين..!!

"سَنستَدرِجُهم مِن حيثُ لا يعلمُون"..

https://www.tg-me.com/soundquran77

﴿ولا تخافي ولا تحزني﴾

‏كلمتان مسحتا على قلب أم موسى
‏فكانتا وعدًا بالطمأنينة، ومفتاحًا للنجاة.

‏الثقة بالله لا تعني غياب المخاوف
‏بل تعني أن العاقبة خيرٌ دائمًا.

‏ د. عبدالرحمن الشهري.

https://www.tg-me.com/soundquran77

لو أني أسمعتُكَ قول الله تعالى:
«يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ
لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ»،
وقلتُ لك: ما الحكم الشرعي
الذي تتضمَّنه الآية؟
ستقول:
تضمنت بيانًا لمقدار ما يرثه الأخُ
من ميراث أبيه،
وأنه يأخذ ضِعْفَ ما تَرِثُ أختُه،
ثم تسكت.

هذا الحكم يؤخذ من مادة الكلام،

لكنَّ في نظم الكلام حكمًا آخر
هو شَرِيجُ الحكم الأول:
الحكمُ الأول يُبيِّن مقدار الميراث لكُلٍّ،

ولكنَّ نَظْمَ الآية جاء بحكم آخر
ليس مقدار الميراث،
وإنما جاء بكيفية إيصال هذا الميراث إلى أصحابه،

انظر كيف يقول الله:
«لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ»،
النَّظْم هنا تشبيهٌ،
والمشبه به «حَظُّ الأنثى»
إلا
وأنت تعلم
أن المشبه به هو الأمكن والأقوى والأعظم في الصفة،
معنى هذا
أن الأحق باستيفاء الميراث
أولاً هو المرأة،
وهذا يعني أن الرجل النبيل
إنما يجمع المال الحلال لبناته لا لذكوره؛
لأن الرجال لا يُجمَعُ لهم،
الرجال يَجْمَعون لغيرهم،
إنما نحن نجمع مالاً حلالاً لبناتنا لنسائنا..
حين يُفهَم هذا
تدرك ما عليه واقع الحياة،
وتُدرِك خطأ تأخير تسليم البنت أو الأخت
ميراثَها.

الدكتور محمود توفيق سعد رحمه الله تعالى

https://www.tg-me.com/soundquran77

(وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات): ☚اختبار

(فأتمهن): ☚ نجاح

(قال إني جاعلك للناس إماما): ☚ مكافأة



والدرس:

لا حلاوة بلا نار، ولا إمامة بغير ابتلاء.

د/خالد أبو شادي

https://www.tg-me.com/soundquran77

سورة النساء
عن المستضعفين في الأرض
(١)
ورغم أن اسمها سورة النساء، إلا أنها ليست فقط عن النساء، إلا أنها عن كل المستضعفين في الأرض؛ النساء واليتامى والمساكين، كل من يمكن أن يكون عرضة للاستغلال.
لكن هذه السورة ليست لذرف الدموع على هؤلاء ولا حتى للحث على التعاطف معهم، فهؤلاء يحصلون أصلا على الكثير من التعاطف الذي لا
من ولا يغني من جوع، بل هي ببساطة لتغيير أوضاعهم، وتغيير هذه الأوضاع لا يحدث بالمواعظ ولا بالنوايا الحسنة فقط، بل بالقوانين، بتغيير الأوضاع التي قادت إلى استغلال ضعفهم، ولأن الاستغلال الأكبر كان يأتي عن طريق جعل هؤلاء في حالة حاجة «مادية» فإن أول خطوة كانت في كسر هذا الوضع وتغييره.
تخليصهم من «التموز المادي» وجعلهم «مستقلين» مالا هو أول خطوة في هذا.
﴿للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا﴾ [النساء: 7]

﴿يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما﴾[النساء: 11]

﴿وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا﴾[النساء: 2]
بعد أن كانت المرأة عند أغلب قبائل العرب تورث كما يورث المتاع عندما يتوفى عنها زوجها، أصبحت شريكا في الإرث كما الآخرين، وسيتغير بذلك حساب إرث الجميع، أول دروس إزالة الاستضعاف تأتي هنا تحديدا، توفير الاستقلال الاقتصادي، الكفاية الاقتصادية على الأقل، وسيتجاوز ذلك الأمر الزوجة إلى البنت والأخت أيضا، وحتى صغار الذكور الذين كانوا لا يرثون سابقا، لأنهم لا يعتبرون عند القبيلة قوة مهمة ما داموا غير قادرين على حمل السيف حسب أعراف العرب، الأن الأمر اختلف، لقد أعيد رسم كل شيء، وضمن ما ترسم كانت تلك الحدود التي تفصل بين الضعف والاستضعاف، حدود الله، لم يعد من السهل استغلال وضع المرأة أو اليتيم ما دام قد أصبح شريكا، سماها القرآن حدود الله، ﴿تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم﴾[النساء:14]
لماذا الحديث عن المرأة يكاد يهيمن على سورة تتحدث عن المستضعفين في الأرض؟ لأنها ببساطة مظلومة المظلومين، هناك طبقات أو فئات كثيرة تتعرض للظلم، رجالا ونساء، لكن النساء في هذه الطبقات تتعرض لظلم مركب، ظلم يعم فئتها ككل، وظلم يخصها يضاف إلى الظلم الأول.
﴿يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا(❍) ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما﴾
[النساء28: 29]
السورة تقول لنا : إن الإنسان خلق ضعيفاً ، لكنها تفرق بين هذا وبين استغلال هذا الضعف بين الاستعضاف ، والأمر لايخص النساء فقط ، ولا اليتامى والمساكين فقط، كل منا مرشح لأن يكون مستضعفا في مرحلة ما، في منعطف ما من حياته، قد يتعرض لظلم، لمن يأخذ حقه، لظلم من شخص أشد قوة يستغل قوته، دوما الاستضعاف مرتبط بظلم ظالم يستغل ضعا ما.

https://www.tg-me.com/soundquran77

سورة النساء
عن المستضعفين في الأرض
(٢)

﴿ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا﴾[النساء: 51]

وبعض هذا الظلم يكون من قبل مؤمنين أيضا لكنهم مؤمنون بنصيب من الكتاب، بأمور فيه توافق هواهم، ويؤمنون معه بالطاغوت الذي قد يكون «الأنا» في أعماقهم، وهذا ما يجعلهم يظلمون، بل وقد يكون ظلمهم باسم الدين؟
﴿وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا﴾
[النساء: 75]

ستقول لنا السورة: إن تغيير وضع هؤلاء يستحق أن يكون في مصاف القتال في سبيل الله، ﴿وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان ﴾، إنها سورة كل المستضعفين وليس النساء فقط.
﴿ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا﴾[النساء: 124]

نعم، ربما هناك اختلافات بين الذكر والأنثى، لكن ليس عند رب العالمين، ليس في فعلهم للخير، السورة تساوي بين الذكر والأنثى في عمل الخير وتؤكد أن الجميع سواسية عند الحكم العدل.
﴿يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾[النساء: 135]

وتقول لنا السورة: إن العدل والقيام بالعدل وحده هو الذي يمكن أن يزيل الاستضعاف في الأرض، وهذا لا يمكن أن يحدث بالشعارات ولا بالدعو

ة
لذلك ولا حتى بتغيير مفاهيم الناس فحسب.
بل يجب أيضا أن يقرن بالقانون.

ولذلك عندما تنتهي السورة فهي تنتهي بحكم آخر من أحكام الميراث، في آية الكلالة، كما لو أنها تقول: إن كل الحديث عن القسط والعدل يجب أن يقيد بقانون، يجب أن يقنن، يجب أن يجد ما يحميه ويحققه.
*
فلنتذكر هنا أن منح الحقوق للمرأة أو لأي مستضعف في الأرض، ليس منحة ولا منة من أحد، بل هو واجب، بالضبط هو إرجاع الحق لصاحبه، الذي قد لا يعرف أصلا أنه حقه!
﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا﴾[النساء: 58]
*
في منتصف السورة نجد هذا الحوار الذي لا يمكن إلا أن يجعلنا نفكر بكل شيء حتى النهاية.
﴿إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا﴾[النساء: 97]
إذن المظلوم قد يكون ظالما أيضا.
معك حوارا بين الملائكة وبين فئة «ظالمي أنفسهم»، هؤلاء لم يظلموا سواهم، بل ظلموا أنفسهم، تقول لهم الملائكة: فيم كنتم؟! ظلم الآخرين مفهوم؛ لأنه غالبا ينبع من الطمع والجشع، لكن أن تظلم نفسك حقا، فيم كنتم؟!

فيرد عليهم هؤلاء بالقول: إنهم كانوا مستضعفين في الأرض، كانوا
مظلومين.
فيأتي رد الملائكة المنطقي صادما: ألم تكن أرض الله واسعة؟!
يصدمنا الرد، نعم، أرض الله كانت واسعة، لكن عقولنا في أحيان كثيرة تكون أضيق من أن تستوعب هذا، فتتمسك بما يجعل الأرض ضيقة، ويجعل خياراتك قليلة، لقد كنت ظالما لنفسك عندما استسلمت لظلمهم الك، الظلم أنواع، والبقاء في مكان تكون فيه مظلوما ظلم.
الأمر صادم، مظلوميتك التي ربما كانت «عذرا» تبرر به أمورا كثيرة قد تكون دليلا ضدك.
ثم تأتي أية بعدها تخفف الأمر قليلا، فهناك من لم يستطع فعلا الخروج إلى أرض الله الواسعة، فهذا أيضا يتطلب قدرا من القوة.
***
سورة النساء ليست عن النساء فقط، بل عن الإنسان ككل، لا يمكن فصل قضية المرأة المظلومة عن قضية الرجل المظلوم.
سورة النساء عن الإنسان... الإنسان المظلوم والإنسان الظالم،... والإنسان الظالم باستسلامه للظلم.

القرآن نسخة شخصية
د/ أحمد خيري العمري


https://www.tg-me.com/soundquran77

الفرق بين العام والسنة فى القرآن الكريم .. (1)

يقول تعالى فى سورة الكهف:
(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) الكهف 25
جاء التعبير بوحدة القياس للفترة الزمنية التى لبث فيها الفتية فى الكهف بالسنين ..
بينما قال تعالى فى سورة البقرة عن العزير:
(... فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ....) البقرة 259
جاء التعبير هنا بالعام وليس بالسنين ..
فما الفرق بين التعبيرين ؟

هناك مفهوم خاطئ ساد بين الكثيرين أن السنة تعبر عن القحط والجوع والحزن والفقر .. وأن العام يشير إلى الخير والنماء والرغد والفرح

وهذا المفهوم غير دقيق إطلاقًا ..
فالله تعالى يأتى بلفظ السنين فى سياق العَدِّ والحساب فقط ..
فمثلا نجد فى قوله تعالى فى سورة يونس:
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) يونس 5
قال تعالى (لتعلموا عدد السنين والحساب) .. فلا علاقة هنا بين السنين وبين القحط والفقر والمرض ..

فى سورة الإسراء قال تعالى:
(..... لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ....) الإسراء 12
لاحظوا أيضا جاء بكلمة (العدد والحساب) ..
وجاء ذلك لمناسبة ذكر الليل والنهار فى بداية الآية ..

وفى سورة الكهف قال تعالى:
(فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا) الكهف 11
هنا أيضا السنين مرتبطة بالعدد والحساب ..

فى سورة المؤمنون قال تعالى:
(قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ) المؤمنون 112
أيضا ارتبطت السنين بالعدد والحساب ..

وفى سورة الحج يقول تعالى:
(وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ) الحج 47
أيضا قال تعدون فارتبطت السنين بالعدد ..

من الآيات السابقة يتضح لنا أن السنين مرتبطة بالعدد والحساب ..

أما العام فإنه قد يكون فيه إشارة إلى النماء والوفرة والفرح وقد لا يكون .. وذلك بحسب السياق ..
فالعام فيه إشارة إلى حدث معين حصل فى هذه السنة ..
فالسنة التى تحدث فيها أحداث كبيرة وهامة ولا تتكرر دائما أو لا تتكرر بسهولة أو فيها ذكرى مميزة تميزها عن باقى السنين فهنا يسمى هذه السنة عامًا ..

وعندما يريد الله تعالى أن يلفت انتباهنا إلى الحدث نفسه هنا سيأتى بلفظ العام ..
وحينما يريد أن يلفت انتباهنا إلى العدد والحساب أو طول الفترة الزمنية فيأتى بلفظ السنين ..
فنقول مثلا عام الفيل الذى وُلِد فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..
وعام الحديبية الذى حدث فيه صلح الحديبية ..
وعام الحزن الذى ماتت فيه زوجة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم السيدة خديجة وعمه أبو طالب ..
وعام الرمادة الذى حدث فيه المجاعة والمرض والقحط للمسلمين ومات فيه العديد من الصحابة ..

فنلاحظ أنه حدث فيه من القحط والفقر والمرض والجوع ومع ذلك سُمِّيَ بعام الرمادة وليس بسنة الرمادة ..
فهذه كلها أحداث مميزة ..
لذلك يشار إليها بالعام للأحداث الهامة التى وقعت فيه والتي لا تتكرر دائما وتبقى ذكراها المميزة محفورة فى الذاكرة وكأن الله يريد أن يشد انتباهنا إلى الحدث نفسه وليس إلى طول الفترة الزمنية أو مجرد العدد والحساب ..

ونأتى الآن لآية فى سورة يوسف سببت إشكال عند البعض واستخرجوا منها ما قالوه عن أن السنة فيها الإشارة إلى القحط والشدة والفقر وأن العام فيه إشارة إلى الرغد والخير والنماء وهي قوله تعالى:
(ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) يوسف49
هذا عام مميز .. صار فيه المطر والخير ولم يُشبه السنين العجاف التى سبقته .. فلم يسمٍّه تعالى ب (عام) لأنه حدث فيه الخير والمطر .. وإنما سماه عامًا لأنه حدث فيه شيئ مميز ولم يشبه ما سبقه من سنين متشابهة فى القحط والجوع ..
إذن فقد سماه عام لتَميّزه .. ولو كان العكس لسماه أيضا عام .. أي لو كانت السنين فى الخير والوفرة وتأتى سنة تدخل فى وسط هذه السنين ويكون فيها الجوع والقحط والمرض لسمَّى الله تعالى هذه السنة أيضا عام لتميزها عن ماسبقها من السنين وكما قلنا فى (عام الرمادة) ..

وفى سورة التوبة يقول تعالى:
(أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ) التوبة 126
والكلام هنا عن الفتنة (الجوع والمرض والقحط والغزو) تحدث فى العام مرة أو مرتين .. فما علاقة ذلك بالخير والمطر والنماء ؟!
الله تعالى يريد أن يشد انتباهنا إلى الحدث نفسه وليس إلى العدد والحساب لذلك سماه عام ..

أيضا فى آية فصال الطفل فى سورة لقمان يقول تعالى:
(وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) لقمان 14
قال عامين ولم يقل سنتين لأن حدث الفصال للطفل حدث مميز تتذكره الأم وتتذكر متى تم ذلك وما الذى حصل لابنها ..
وأصلا السياق هو حول هذا الأمر ..
فهو يحدثنا عن الحدث ..

أي الفصال نفسه لكي يرقق قلب الولد على والديه أو أمه بشكل أكبر لكي يبرهما ..

وانظروا إلى قوله تعالى فى سورة البقرة:
{ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ .... } البقرة 233
الحديث فى الآية فعلا عن الرضاعة للطفل والفترة الزمنية فاصلا لم يقل لا عامين ولا سنتين بل قال (حَوۡلَیۡنِ كَامِلَیۡنِۖ) ..

إذن حينما كان السياق يركز على معاناة الأم وصبرها على طفلها ويريد الله أن يشد انتباهنا إلى معاناتها لكي نبرّها فالكلام هنا موجه للأولاد أنفسهم وليس للأم ..
لذلك قال وفصاله فى (عامين) لكي يشد انتباهنا إلى الحدث نفسه ..
أما حينما كان السايق عن الرضاعة والكلام موجه للأم نفسها هنا قال (حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) ..
وهذا من الدقة العجيبة فى القرآن ..

د. أنس كمال.

https://www.tg-me.com/soundquran77

قال تعالى فى سورة الأنبياء:
{وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأخسرين}
وفى سورة الصَّافَّات: {اوَأَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ}
ما الفرق بين التعبيرين ؟

فى سورة الأنبياء كادهم إبراهيم عليه السلام لقوله:
{وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ}

وهم كادوا إبراهيم لقوله:
{وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا}
فجرت بينهم مكايدة .. فغلبهم إبراهيم لأَنَّه كسَّر أَصنامهم ..
وهم لم يغلبوه لأَنَّهم لم يبلغوا مرادهم من إِحراقه فكانوا هم الأخسرين .

أما فى الصَّافَّات فقوله تعالى:
{قَالُواْ ابْنُواْ لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ}
فإنهم أَجّجوا نارًا عظيمة ..
وبنوا بنيانًا عاليًا ..
ورفعوه إليه ..
ورمَوه منه إِلى أَسفل ..
فرفعه الله وجعلهم فى الدّنيا سافلين ..
ورَدَّهم فى العقبى أَسفل سافلين .

وفى قول آخر للدكتور فاضل السامرائي

فى سورة الأنبياء خُتمت الآية باﻷخسرين ليتناسب مع سياق القصة ..
فقد ذكرت أن قوم إبراهيم قالوا :
(قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ)68
هم ظنوا بحرقه سينتصرون لآلهتهم فقالوا (وانصروا) ..
فرد الله عليهم بأن جعلهم (الأخسرين) ..
فالخسارة تتناسب مع من يدعي الإنتصار ...

أما سورة الصافات فيقول تعالى:
( فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ )98
ختمت الآية باﻷسفلين لتتاسب مع سياق القصة أيضا ..
فهم قالوا:
(.. ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ )97 الصافات
فلفظ اﻷسفلين يتناسب مع كلمة "بنيانا" التى توحى بالعلو ..
فقوم إبراهيم عليه السلام أرادوا الإستعلاء عليه ..
وظنوا أنهم بهذا البنيان سيعاقبون إبراهيم على كسره أصنامهم ..
فرد الله كيدهم بأن جعلهم الأسفلين ..
ف(الأسفلين) تتناسب مع (البنيان العالى) ..

والله أعلم .⚘️
د. فاضل السامرائي

https://www.tg-me.com/soundquran77

‏﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾

‏فأوجَد الله له العمل.
‏ثم يسّر له الزواج.
‏ثم أكرمه بالنبوة.

‏الإفتقار لله، غِنى!

https://www.tg-me.com/soundquran77