أفعال متفقة لفظًا .. مختلفةً زمانًا !!

جاء فى القرآن قوله تعالى:
{.... مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ} آل عمران152
(أَرَاكُم) .. فعل ماض ..
{وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} هود 29
أَرَاكُم .. فعل مضارع ..

{وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ} يوسف 31
(وَقُلْنَ) .. فعل ماض ..
{وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} الأحزاب32
(وَقُلْنَ) .. فعل أمر ..

{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} المائدة
(تَعَاوَنُوا) .. فعل أمر ..
{وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} المائدة
(تَعَاوَنُوا) .. فعل مضارع ..

https://www.tg-me.com/soundquran77

((١))

متى يكون الرزق من السماء .. ومتى يكون من السموات ؟

تحدثنا في لقاء سابق عن الفرق بين السماء والسموات ..
وقلنا أن السماء تأتى فى سياق العموم والشمول والسعة والعظمة ..
فكل ما علاك وأظلك فهو سماء ..

أما السموات فتأتى فى سياق التحديد والتخصيص ..

فنجد أن الله تعالى إذا ذكر بأنه خالق وبأنه رزاق ويكون السياق فى التعداد والتفصيل والسعة وبيان عظمته تعالى .. فهنا المولى عز وجل يربط الرزق بالسماء لأن سعة الرزق تناسب سعة السماء ..

إذن عندما يكون السياق فى بيان أن الله رزاق وزيادة فإنه تعالى يربط الرزق بالسماء والتى هي سماوات وزيادة ..

أما إذا ذكر بأن الله هو الرزاق وجاء الحديث فى سياق التحديد والتخصيص وعدم السعة والتفصيل فى بيان عظمته وتعداد أشياء أخرى له سبحانه غير الرزق فهنا سيكون السياق أضيق .. لذا يربط الرزق بالسموات وليس بالسماء ..
ذلك لأن السموات تأتى فى سياق التحديد والتخصيص وعدم السعة والعموم والشمول
فلاحظوا الدقة العجيبة في القرآن الكريم
وسنبين ذلك بالأمثلة ..

قوله تعالى فى سورة فاطر:
(هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) فاطر 3
لاحظوا ربط الرزق بالسماء ..
فالله تعالى ذكر هنا بأنه رزاق وخالق ..
أي رزاق وزيادة ..
لذلك ربط الرزق بالسماء والتى هي سموات وزيادة ..
حتى قبل هذه الآية قال تعالى:
(يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فاطر 1
فهنا فى سياق الزيادة والعموم والسعة والشمول
لذلك ربط الرزق بالسماء التي تفيد السعة والعموم والشمول ..

وفى سورة يونس يقول تعالى:
(قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) يونس 31
هنا ربط الرزق بالسماء لأنه
سيعدد أشياء أخرى بقوله تعالى فى نفس الآية:
(أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ)
لاحظوا .. الحديث فى سياق تعداد أشياء كثيرة لله سبحانه وتعالى وبيان عظمته ..
فهنا فى سياق السعة والعموم والشمول وبيان عظمة الله ..
لذلك فالأنسب أنه يربط الرزق بالسماء وليس بالسماوات ..

وفى سورة النمل يقول تعالى:
(أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) النمل 64
هنا أيضا ذكر بأنه هو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده
لذلك ربط الرزق بالسماء وليس بالسموات ..
فما دام ذكر تعالى بأنه خالق ورزاق فإنه يربط الرزق بالسماء وليس بالسماوات ..
فهنا الله هو رزاق وخالق أي إنه رزاق وزيادة ..
لذا ربط الرزق بالسماء والتى هي سماوات وزيادة ..

فى سورة الجاثية يقول تعالى:
(وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ) الجاثية 5
تحدث تعالى عن رزق السماء وهو الماء ..
ولاحظوا أنه فى الآية التى قبلها قال تعالى:
(وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) الجاثية 4
وبعدها قال:
(وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ) الجاثية 5
فذكر أشياء كثيرة فى سياق التعداد والسعة والعظمة من كونه خالق وأنه يحيي الأرض بعد موتها والليل والنهار والرياح ..
إذن لم يقتصر الأمر على كونه رزاق فقط ..
لذلك ربط الرزق بالسماء وليس بالسماوات ..
فهنا الله هو رزاق وزيادة ولذلك ربط الرزق بالسماء والتى هي سماوات وزيادة لبيان عظمته وسعة رزقه .


https://www.tg-me.com/soundquran77

(٢)
خفى سورة الذاريات يقول
تعالى:
(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) الذاريات 22
هنا أيضا ربط الله تعالى الرزق بالسماء وليس بالسموات ..
ولكن هنا لم يكتفِ فقط بالرزق فقال (وَمَا تُوعَدُونَ) أي كل ما وعد به الله تعالى من الحساب والحشر
وكتابة الأعمال والجزاء
والمآب إلى الله سبحانه وتعالى والجنة والنار ..
يعنى كل شيء قد وعدنا به ..
فلذلك هنا تطلب الأمر توسيع المساحة لكي تسع الرزق وما نُوعَد من أشياء كثيرة ..
حتى بعدها قال تعالى:
(فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) الذاريات23
فأقسم بذاته العلية بأنه رب السماء والأرض ..
فبالتأكيد لن يُقسِم بنفسه بأنه رب السموات والأرض
ولكن يقسِم بأنه رب السماء لأن السماء أعظم وأوسع وأشمل وأكبر من السموات ..
فهو حينما يقسم بنفسه يقول (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) .. ولا يضيق الأمر ويقول فَوَرَبِّ السماوات والأرض ..
ففى سياق القسم يقسم بذاته العلية بأنه
رب شئ عظيم كبير واسع ..
فلاحظوا الدقة العجيبة فى القرآن العظيم ..

والان نلاحظ فى سورة سبأ يقول تعالى:
(قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)سبأ 24
هنا ربط الرزق بالسماوات وليس بالسماء ..

لأنه لم يذكر إلا أنه رزاق فقط ..
ولاحظوا لم يذكر أنه خالق ولم يذكر فى السياق أشياء كثيرة لله تعالى ولم يعدد أو يفصِّل ويسهب فى الحديث عن نفسه سبحانه ..
فحين يكون الأمر فى سياق التحديد والتخصيص والاختصار يكون من الأنسب أن يربط الرزق بالسماوات التى تأتى فى سياق التحديد والتخصيص وفى السياقات الضيقة والأقل سعة ..

ولو قارنا هذه الآية بالآية التى فى سورة يونس
نجد أن البداية متشابهة فى السورتين ..
ففى سورة يونس قال:
(قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ .....) يونس
وفى سبأ قال:
(قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) سبأ
البداية متشابهة ولكن مرة قال سماوات ومرة قال سماء ..
وذلك لأنه فى سورة يونس ذكر أشياء كثيرة فقال:
(أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ) ...
(وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) ....
(وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ)
(وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) ...
أشياء كثيرة فى سياق التفصيل لبيان عظمة الله سبحانه وتعالى
وجاء الحديث فى سياق السعة والشمول والعموم
فلذلك ربط الرزق بالسماء ..
أما فى سورة سبأ فقد ربط الرزق بالسماوات لأنه فى نطاق ضيق .. وذكر الرزق فقط ولم يسهب فى تعداد أشياء أخرى لبيان عظمته وقدرته ..

وفى سورة النحل جاء قوله تعالى:
(وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ) النحل73
هنا ربط تعالى الرزق بالسموات ..
لماذا ؟
لأنه يتحدث عن المشركين وكيف يعبدون الأصنام التى لا تنفع ولا تضر ..
فالمولى عز وجل يبين لهم بأنها لا تملك لهم رزقا من السموات .. فهي لا تملك لهم الرزق من المكان الضيق الصغير المحدد فما بالك بالمكان الأعظم والأوسع والأعم والأشمل ..؟
فبلا شك هي لاتملك شيئا
ولا تملك رزق السموات .. فهل ستملك رزق السماء؟
وجاء ذلك فى سياق الاستهانة والتحقير لما يعبدون من دون الله ..

فلاحظوا هذه الدقة العجيبة فى القرآن الكريم

د. أنس كمال.

https://www.tg-me.com/soundquran77

التأمّلات حول مفهوم ومعنى "البركة" في القرآن الكريم، والأمور التي باركها الله تعالى، وخصوصيّة الأشخاص والأشياء والأماكن والأزمنة المباركة...

🔶 في معنى البركة: البركة هي تحقق الخير الكثير في الشيء ليكون به مباركاً، فتعمّ البركة لتشمل نفسَه وغيره.

🔶 في الأمور المباركة في القرآن الكريم:

🔸 أشخاص: الأنبياء (ع) وأهل بيتهم كما ورد في النبي عيسى (ع): {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ...} (مريم: 31)، وورد في آل إبراهيم {...رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ...} (هود: 73)

🔸 الكتب الإلهيّة: كالقرآن وغيره {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ...} (الأنعام: 92 و155)، {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ...} (الأنبياء: 50) ...


🔸 أماكن: خصوصيّة عجيبة لأرض الشام وفلسطين في هذا المجال {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا...} (الأنبياء: 71 و81)

والبُقعة المباركة من شاطئ الواد الأيمن من طور سيناء {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ...} (القصص: 30) وفيها تمّ الميقات الموسوي.

والكعبة الشريفة التي هي أوّل بيت وضع للناس {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96)} (آل عمران)

🔸 أزمنة وأوقات: كليلة القدر {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ...} (الدخان: 3)


إضافة إلى الشجرة المباركة في آية النور، والتحية المباركة والماء المبارك النازل من السماء...


🔶 فهم معنى البركة في تلك الأمور:

🔸 فالشخص إن كان مُباركاً كان محلّاً للخير الكثير المُفاض عليه بالأصل وعلى غيره بواسطته...

🔸 والكتاب المُبارك هو الكتاب الجامع للخيرات والمنافع والهدايات والسعادات...

🔸 والزمان والوقت المُبارك هو الأمثل لحلول تلك الخيرات والمنافع والبركات والفيوضات والتجلّيات

🔸 والمكان والبُقعة المُباركة هي الأنسب والأمثل لحصول ما ذكرناه من خيرات وبركات وفيوضات وتجليات...

وهكذا

🔶 في اشتراط "الطهارة" و "القداسة" لتحقق "البركة":

فإذا بحثتَ عن الأماكن المقدّسة في القرآن تنبّهتَ أنّها نفس الأماكن المباركة، فهي أرض الشام وفلسطين المقدّسة {...ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ...} (المائدة: 21)

ووادي طوى المقدّس {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16)} (النازعات)، وهو الوادي الذي أمر فيه الله تعالى موسى بخلع نعليه احتراماً لقداسته {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)} (طه)

فالبركة متوقفة في حصولها على كون المحلّ الذي ستحلّ فيه طاهراً ومنزّهاً ومقدّساً عن كلّ الأرجاس والأنجاس والقذارات وغيرها

🔶 خلاصة ووصية:

إنْ أردتَ الخير الكثير من أرزاق وفيوضات وبركات وتجلّيات...:

1️⃣ فابدأ أوّلاً بتخلية وتطهير وتقديس وتزكية نفسِك التي هي المحلّ الباطني لها (بعد تطهير بدنك طبعاً)

2️⃣ ووجّه قلبك قبال وسائط ووسائل تحصيل تلك البركات (من أرزاق وفيوضات وتجلّيات...) وهم الأنبياء والأئمة والأولياء عليهم السلام من جهة، والقرآن الكريم من جهة أخرى.

3️⃣ وتخيّر لنفسّك الزمان والوقت الأمثل، والمكان والبقعة الأشرف والأنسب.


فإذا فعلتَ ذلك زاد استعدادك، وتوسعت قابليتك، لظهور تلك الآثار فيك، وإشراق تلك الأنوار عليك، فصرت محلّ النّعم والبركات والأرزاق والفيوضات والتجلّيات...

اللهمّ ارزقنا.

https://www.tg-me.com/soundquran77

سئل احدهم أيوجد في القرآن معنى قولهم "لأجل عَين ألف عين تُكرم"  

قال نعم "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم"

https://www.tg-me.com/soundquran77

لطائف الرسم العثماني فى سورة يوسف

يقول تعالى:
(وَجَآءُوٓ أَبَاهُمْ عِشَآءًۭ يَبْكُونَ ﴿١٦﴾)

وقال تعالى فى نفس السورة:
(وَجَآءُو عَلَىٰ قَمِيصِهِۦ بِدَمٍۢ كَذِبٍۢ)

وفى سورة النمل:
(حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبْتُم بِـَٔايَـٰتِى وَلَمْ تُحِيطُوا۟ بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿84﴾)

جاءت كلمة (جاءو) فى المواضع الثلاثة بدون ألف الجماعة فلم تُكتَب (جاءوا) ..
لماذا ؟؟
لأنه مجىءٌ ينقصه الصدق ..
فانتقصت الألف !!.⚘️

د. أحمد نوفل.

https://www.tg-me.com/soundquran77

عسى فى حق الله واجبة ..
هذه قاعدة فى القرآن الكريم
والمقصود بأنها واجبة أي "واجبة التحقيق" وأن ما علقته "عسى" فى حق الله فهو واقع لا محالة ..

فإذا قال الله "عسى" فكأنه قال "سيفعل" ..
وهذا يدل على كمال قدرة الله تعالى وصدق وعده ..

ولكن هناك لهذه القاعدة استثناءان هما:
قوله تعالى:
{عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ }الإسراء
استثني هذا الموضع لأن الله لم يرحم بني النضير .. بل سلط عليهم رسوله وعاقبهم ..

والموضع الثانى قوله تعالى:
{عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ } التحريم
استثنى تعالى هذا الموضع لأنه لم يبدل نساء النبي صلى الله عليه وسلم .. بل هن باقيات معه ..

أهمية هذا التعبير أنه يدل على أن "عسى" فى حق الله ليست كـ "عسى" فى كلام البشر .. بل إنها تحمل معنى الإيجاب والتحقيق ..
ويبين أن الله تعالى لا يطمع عباده في شيء ثم يخلفهم .. بل إن وعده حق وقوله صدق ..
ويؤكد أيضا على أهمية التأمل فى معانى القرآن وفهم مراد الله تعالى ..

https://www.tg-me.com/soundquran77

البقاء ليس للأقوى، ولا للأغنى، ولا لِمَن يملك النفوذ الأكبر!
✦ في سورة القصص، يحكي لنا الله تعالى عن فرعون وقارون...
اثنان من أعظم الطغاة الذين ساروا على وجه الأرض:
فرعون: كان يملك الملك والجيش.
قارون: كان يملك المال والثروات.
لكن لم ينفع أحدَهما ما كان لديه!
فرعون غرقه الله وهو في قمة جبروته وسط جنوده.
وقارون خسف الله به الأرض وهو محاط بكنوزه وقصوره.
انتهت حياتهما في لحظة... وخسرا الآخرة أيضًا.
فلا تُبهَر ببريق النفوذ، ولا تظن أن المظاهر تعكس الحقيقة.

النجاة الحقيقية ليست بالقوة ولا بالثروة... بل في التقوى.
وختام القصة في آية تختصر كل شيء:
"تلك الدارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يريدونَ علوًّا في الأرضِ ولا فسادًا، والعاقبةُ للمتقين."
(سورة القصص: 83

https://www.tg-me.com/soundquran77

لا الشمس ينبغي لها أن تُدرك القمر، ولا الليل سابق النهار، وكل في فلك يسبحون"

وقفت طويلا عند هذه الآية، أتأمل قدرة الله المطلقة، وتوقيته الدقيق لكل شيء في هذا الكون العظيم. وسألت نفسي: لماذا نسبق الأحداث؟ لماذا نحمل هم المستقبل وتتعب قلوبنا بالتفكير فيما لم يأتِ بعد ؟ لماذا نقارن أنفسنا بغيرنا ؟ ولماذا نحسدهم على ما قسم لهم؟

كم ترهق أرواحنا بالقلق والتفكير، وكأننا نملك زمام الأمور، بينما الحقيقة أن كل شيء بيد الله . فمن كان قادرا على إدارة هذا الكون العظيم بلا تقديم ولا تأخير ، هو وحده الأحق بأن نترك له تدبير حياتنا.

لا شيء يُفلت من علمه، ولا أمر يقع خارج مشيئته، فما كتب لك لن يأخذه غيرك، وما قُدّر لك سيأتيك في وقته، لا يُقدّمه أحد ولا يُؤخِّره أحد اطمئن.... فلن يُغيّر ما كتب لك إلا الدعاء،

وهو باب الأمل المفتوح دوما

https://www.tg-me.com/soundquran77

{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل : 20]

يا ليتك تدرك دوما أنك إنما تُقَدِّم لنفسك لا لربك أو للفقير!!!
فَقَدِّم لنفسك ما تحب أن تراه في صحيفتك.
الله يعدك بأن ما ستقدمه ستجده عنده سبحانه، وربك حفيظ حسيب شكور.
ويؤكد لك أنك لن تجده كما هو بل ستجده خيرا وأعظم مما قَدَّمْت ومما تَوَقَّعْت.
والسؤال: ماذا قَدَّمت لنفسك حتى الآن من صلوات وصدقات ودعوات وغيرها؟

د. شريف طه

https://www.tg-me.com/soundquran77

‏﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾

لم يقل المولى (عفا) فقط بل قال (وأصلح)

لا يكفي أن تعفو والقلوب كسيرة جريحة.. فالعفو حينها كتضميد الجرح دون تطهيره، ما يلبث أن يتعفن ويتقيح ويلتهب.

لابد للعفو التام من معالجة وجبر الكسور والجروح وحل المشكلات وحل العقد والملفات العالقة، وقضاء الحقوق ليكتمل الشفاء.

https://www.tg-me.com/soundquran77

﴿ وَحَنانًا مِن لَدُنّا ﴾

أي: "رحمَة ورأفة، تَيسّرت بها أموره، وصَلُحت بها أحواله، واستَقامت بها أفعاله"

اللهُمَّ حنانًا من لدُنك يؤنسُ أرواحنا،
ولُطفًا من عندك تدرأ به عنّا النوائب..

https://www.tg-me.com/soundquran77

قال تعالى:
{قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِى وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ}.

"أُوْلَاءِ ": بمعنى هؤلاء

لماذا لم يقل "هؤلاء" وقال "أولاء" ؟

• فى هذا لفتة لطيفة جداً انتبه لها الوزير ابن هبيرة ولم أجدها عند غيره ..
قال: إن موسى وغيره من الأنبياء يستحيون أن يخاطبوا الله بـ (الهاء) التى هي للتنبيه ..
فالله لا يُنَبَه ..
والتنبيه إنما يكون للبشر .. ولا يوجد أحد من الأنبياء خاطب ربه بـ(الهاء)
إنما يخاطِب بها الكفار ربهم لعدم تأدبهم معه ..
(.... رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ....)38 الأعراف.

د. محمد الخضيري.

https://www.tg-me.com/soundquran77

تدبر آية ..

فى قصة سيدنا إبراهيم مع الطير فى سورة البقرة قال تعالى:
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة 260

هنا أربعة أسئلة ..
السؤال الأول:
لماذا أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام أن يأخذ من الطير وليس من الحيوانات مثلا كالغنم أو البقر أو الإبل ؟ ..
والجواب هو لأن الطير يتميز بشيئين ..
أولهما سهولة الذبح .. فذبح الطير أيسر بكثير عن ذبح البقر والغنم والإبل ..
وثانيهما سهولة الحمل .. لأن الله تعالى قال لإبراهيم عليه السلام ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ ....) فأمسك إبراهيم بأربعة طيور وذبحهم وصعد بهم أربعة جبال ووضع على كل جبل منهن جزءًا .. ولو كان تعالى أمره بذبح أربعة حيوانات لكان الأمر شبه مستحيل ..
والله سبحانه عندما يشرع أو يكلف بشئ يجعله سهلا يسيرا ولا يعسره على الإنسان ..

والسؤال الثانى:
لماذا جاء التعبير بقوله أربعة من الطير ولم يقل أربعة طيور؟
والجواب أنه لو قال له خذ اربعة طيور لكان المعنى هو أن يأخذ أي أربعة طيور من نوع واحد .. فيأخذ مثلا أربعة حمامات أو أربعة غربان أو ديوك ..
وفى هذه الحالة لن يتحقق له ما طلب من مشاهدة إحياء الموتى فى أنواع مختلفة من الطير ..
إذن فقوله تعالى له (فخذ أربعة من الطير ) يعني أربعة أنواع مختلفة من الطيور لكي يشاهد على الطبيعة عملية إحياء الموتى فى أنواع مختلفة من الطيور ..

والسؤال الثالث:
لماذا قال تعالى يأتينك سعيا؟ ..
هل الطيور تسعى أم تطير ؟
وفى غير القرآن كان من الممكن أن نقول يأتينك طيرًا أو طيرانًا ؟
والجواب:
قوله تعالى (ثم ادعهن يأتينك سعيا) سعيا هنا أي مشيًا وليس طيرانًا .. وذلك لكي يتأكد إبراهيم عليه السلام أن هذه هي الطيور
التى ذبحها بالفعل وقد أحياها الله مرة أخرى ..
فتتأكد له الرؤية له بأن هذه الطيور هي التى قام بذبحها ..
أما لو جاءته طيرانًا فلن يتمكن من التحقق بأنها هي الطيور التى قام بذبحها .. وبذلك فلن يطمئن قلبه ..
وإبراهيم عليه السلام مؤمن بها أصلا .. ولكن الشاهد أنه يريد أن يطمئن قلبه ..

والسؤال الرابع:
هذه القصة من الفرائد فى القرآن الكريم .. أي أنها ذُكِرت مرة واحدة وانفردت بها سورة البقرة
والسؤال لماذا ذكرت هذه القصة فى سورة البقرة بالذات ولم ترد فى بقية سور القرآن الكريم ؟
والجواب:
البقرة فى السورة هي بقرة قوم موسى والتى جعلها الله سببا فى إحياء الرجل المقتول منهم ..
فهذه البقرة أحيا الله بها ميتا ..
ومن يتابع السورة الكريمة يجد أن الغالب عليها هو إحياء الموتى ..
فلذلك تناسب أن ترد هذه القصة فى سورة البقرة ..

فانظروا إلى روعة وبلاغة الآيات القرآنية ..

د. هارون جاد.

https://www.tg-me.com/soundquran77

دقة اختيار اللفظ القرآني ..

قوله تعالى فى سورة النساء:
(وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) النساء35

ما دلالة استخدام قوله (فَابْعَثُوا) بدلًا من فأرسلوا مثلا أو استخدام أي كلمة أخرى تؤدى المعنى ؟؟

عندما تقرأ قوله (فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا ...) ..
قال فابعثوا بالفاء ..
والفاء لها دلالة بلاغية .. فهي تدل على سرعة البعث
وكأن القضية هنا لا تحتمل التأخير .. ولا ينبغي للأهل أن يتمهلوا أو يتأخروا فى الإصلاح ..
وكأن القرآن يدعونا إلى سرعة الإصلاح ..

ومن عجيب أن أي شيء تريد أن تصلحه ثم تتأخر عن زمن الإصلاح يزداد الفساد ويزداد المرض .. كأن العلاج هنا يحتاج الى مبادرة ..
فهنا دلالة على السرعة ..
لماذا ؟
الله تعالى يريد أن لا يبقى البيت المسلم فى حالة
شقاق .. ويريد أن يقلل زمن الخلاف ..
هذا قرآن ربي سبحانه وتعالى ..

وأهل اللغة يقولون البعث
بمعنى الإرسال ..
وهذا وارد فى القرآن الكريم ..
لكن عند البحث والتدقيق تجد البعث هنا له دلالة .. والإرسال له دلالة أخرى !!
فالبعث هو إثارة الشيء .. يقول تعالى:
(فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ) المائدة31 .. أما الإرسال ففيه معنى التأنى والهدوء ..
والمقام هنا ليس كذلك .. لأن من معانى البعث معناه إحياء الموات ..
والأسرة هذه التى حدث فيها شقاق ونزاع وغابت عنها المودة والرحمة فى حكم المَيِّتة ..
أسرة مات منها الود وماتت فيها الرحمة ونريد أن نحييها مرة ثانية ..
فكما أن البعث إحياء للموتى فإن بعث الحكمين إحياء للزوجين ..

وأنا أسأل ..
أي لفظٍ يؤدى هذا المعنى غير قوله (فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا ....) !! ..

وانظروا إلى استخدامات القرآن للألفاظ فى قصة ملكة بلقيس ..
لم يستخدم لفظ البعث بل استخدم لفظ الإرسال !!
قال تعالى:
(وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) النمل 35
لم يقل باعثة لهم !!
لأن الأمر فيه تراخى وليس فيه عجلة ..

أرأيتم دقة فى اختيار اللفظ فى غير كتاب ربى سبحانه ؟!

د. سامى هلال.

https://www.tg-me.com/soundquran77

اعجاز الحرف في القرآن ....

في قوله تعالي ..
(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ((وَفِي)) الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
[سورة التوبة 60]

لماذا قال (ل)لفقراء والمسكين و العاملين عليها والمؤلفة قلوبهم(كل هذه الاصناف معطوفة وعائدة بحرف اللام ، أي للفقراء، وللمساكين، وللعاملين.. وللمؤلفة..) كلها بحرف اللام
ولكن في الاصناف الاخري جعلها بحرف(في) ((وفي) الرقاب، الغارمين، أي (وفي الغارمين))؟
وفي الرقاب اي الرقيق، وهم كما تعلمون في ذل الفقر والعبودية والاذلال
(والغارمين) اي الذين عليهم ديون، وربما كانوا اغنياء وأصحاب مشاريع، ولكن حدثت لهم كارثة جعلتهم يستدينون -ليس في معصية او اسراف-، وهم موضوع حديثنا،

ونسأل:لماذا قال (للفقراء) باللام-التي تفيد العلة او المصلحة، اما (الغارمين ) فجعلها بحرف (في) الذي يفيد الظرفية(كقولنا الجواب في الظرف) أو (القلم في الدرج) اي يحيط به الدرج ويحفظه في داخله...
ولو فهمنا هذا المعني سنفهم وقفات علمائنا لمعرفة السبب

اولا: (للفقراء) لأن الفقير والمسكين يأخذ هذه الصدقة وينتفع بها في اكله وشربه، فهي(له) فجاء بحرف اللام(للفقراء)

لكن(الغارم) سيأخذها ولاينتفع بها شخصه أو ذاته ، بل سيسد بها الدين، اذن لاينفع معها حرف اللام

ثانيا: اراد الله ان يقول ان افضل مكان توضع فيه الصدقة وتحفظ، كما يحفظ القلم في الدرج، هو ((في الغارمين)) لانه قد اجتمع عليهم ذل الفقر، وذل الدين، الذي هو هم بالليل ومذلة بالنهار، فهم احسن مكان توضع فيه الصدقة..

الرأي الثالث: ان المدين والغارم ربما يكون عليه مبلغ كبير، وليكن الف جنيه، وصدقتك مائة جنيه، اذن لم تسد الدين كله ولم تطلق أسره، هنا يطلب منك الشرع ان لاتتركه حتي يسد دينه كاملا، وتجعله شغلك الشاعل، بأن تحرض الغير للتصدق عليه (وتهرب من وعيد الله في قوله تعالي ولاتحاضون علي طعام المسكين)
فانت تحض الغير ولاتتركه وتكتفي بصدقتك فقط، حتي يقضي دينه
وهذا الذي ذكرناه هو معني(في) (الغارمين) ...
فأنت (في)(:الغارمين) فهم يحيطون بك من كل جانب لاتستطيع الخروج حتي يتركوك ويجعلوا لك فرجة بان تسد دينه، واضرب لك مثالا
تقول لفلان:انا اسعي لحاجتك، فانها تعني انك تسعي لحاجته ولحاجة غيره ...
اما حينما تقول له:انا اسعي(في) حاجتك، فمعناها ان حاجتك تحيط بي من كل جانب، ولاتتركني ان انشغل بغيرها
وهكذا فعل حرف الظرفية (في) والذي لايمكن استبداله بحرف (لام) المصلحة والعلة ...

د.سامح القليني .

https://www.tg-me.com/soundquran77

(( إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))

من سنن الوجود أن إحسانك لغيرك يأتيك فيما بعد فهو مثل الدين مع هذا فإنه أمر محبب يدل على طيب أصل الانسان.

https://www.tg-me.com/soundquran77

من لطائف القرآن
لفظ الجلالة "الله" أربع مرات في الآية ..

قال تعالى :
" قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " المجادلة1
هذه الآية الأولى من سورة المجادلة تتحدث عن حادثة ظِهار أوس بن الصامت من امرأته خولة بنت ثعلبة ..
وتشير إلى مجيئها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعرض المشكلة عليه وتجادله وتحاوره وتشتكى إلى الله ..

وعندما تنظر في الآية الكريمة فسنجد فيها اللطائف التالية:
1ـ الآية مكونة من أربع جمل .. وكل جملة فيها لفظ الجلالة "الله" وهذه لطيفة رائعة ..

2ـ جاء لفظ الجلالة فى كل جملة فى موقع إعرابي جديد .. وبدون تكرار !! ..
- ففى الجملة الأولى فاعل ..
- وفى الجملة الثانية مجرور ..
- وفى الجملة الثالثة مبتدأ ..
- وفى الجملة الرابعة اسم "إن" ..
وهذا تنويع إعرابي رائع ..

3ـ مادة سمع مذكورة فى الآية ثلاث مرات (سمع .. يسمع .. سميع) ..
وهذه لطيفة رائعة أيضا ..

4ـ جاءت كلمات مادة "سمع" مرتبة ترتيبا اشتقاقيا مقصوداً :

أـ بدأ بالفعل الماضى فى الجملة الأولى :
" قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا" ..
ب ـ ثم انتقل للفعل المضارع فى الجملة الثانية :
"وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ"
جـ ـ ثم ختم بالصفة المشبهة فى الجملة الثالثة :
"إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" ..
وهذا الترتيب الاشتقاقي جميل: سمع .. يسمع .. سميع ..
وهذا ترتيب تفسيري موضوعي أيضا ..
سمع الله القول الفائت ..
وهو يسمع الآن التحاور بينكما ..
وهذا لأنه سبحانه سميع بصير ..


https://www.tg-me.com/soundquran77

﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾

الوفاء قيمة لا تذبل، ومنزلة في الدين عظيمة.
العهد ليس فقط عقدًا مكتوبًا، بل كلمة، ووعد، وثقة…
ومن يستهين بها، يُسأل عنها عند الله، مهما صغرت.
هي رسالة لكل قلب أمين: لا تخن، لا تغدر، لا تبرر نقض العهد، فإن الله سائلك.

الوفاء يُظهر صدق الإيمان.

الوفاء يُرمم العلاقات، ويمنح الناس طمأنينة التعامل.

الوفاء خُلق الأنبياء، وعنوان الصادقين.

https://www.tg-me.com/soundquran77

من لطائف سورة الكوثر ..

أنها جاءت مكونة من عشر كلمات ..
ونشير هنا إلى أن القرآن قد أعجز المشركين أن يأتوا بمثله ..
فلما عجزوا طالبهم أن يأتوا بعشر سور منه أو من مثله .. وأن يستعينوا بالإنس والجن فلم يستطيعوا ..
ثم أرخى لهم حبل التحدى على غاربه حتى طالبهم أن يأتوا بسورة مثله وأن يدعوا من استطاعوا من شركائهم من دون الله فعجزوا ..

ثم تأتى هذه السورة منظومة من عشر كلمات ..
وكأن الله قد أبدل هذه المعاجزة بسورة مكونة من عشر كلمات ..
يعنى كل سورة من السور العشر استبدلها - فى التحدى - بكلمة واحدة من كلمات هذه السورة .. مما يشير إلى أن السورة قد جاءت مكتملة العناصر والأركان ومكتملة بعناصر التحدى والإعجاز ..

ولننظر فى دلالة الرقم عشرة فى السورة مع نفس الرقم فى باقى القرآن ..
إذا استعرضنا رقم عشرة فى القرآن فنجده يعبر عن الكمال أو التمام أو التزكية
وهو لاحظوا مذكور فى تسعة مواضع جميعها تشير إلى المعانى التى ذكرناها من الكمال والتمام والتزكية!!
وهذا تفصيلها :

1- الموضع الأول فى سورة البقرة:
قال تعالى:
(وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ) البقرة 196

2- الموضع الثانى فى سورة البقرة أيضا:
قال تعالى :
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ) البقرة 234
فبالأيام العشر اكتملت عدة من مات عنها زوجها !!

3- الموضع الثالث فى سورة المائدة ..
قال تعالى :
(لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ ) المائدة 89
فلا تتم كفارة اليمين إلا بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم !!

4- الموضع الرابع فى سورة الأنعام :
قال تعالى :
(مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا )الأنعام 160
وهذا تمام الثواب من الله سبحانه ..

5- الموضع الخامس فى سورة الأعراف:
قال تعالى :
(وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) الأعراف142
فلم يتم الميقات إلا بالليالى العشر ..

6- الموضع السادس فى سورة هود:
قال تعالى :
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) هود 13

7- الموضع السابع فى سورة القصص
قال تعالى :
(قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ) القصص27

8- الموضع الثامن فى سورة طه
قال تعالى :
(يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا * يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا ) طه 102-103
وهذا أقصى ما وسعهم أن يدركوه لفترة مكثهم فى الحياة الدنيا .. عشرة على الأكثر !! ..

9- الموضع التاسع فى سورة الفجر
قال تعالى :
(وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) الفجر 1- 2
فهذه المواضع جميعها تشير إلى التمام أو الكمال أو التزكية والأفضلية عند ذكر الرقم عشرة ..

ولاحظ أيضا الآتى ..
10- الموضع العاشر فى سورة سبأ .. وفى هذا الموضع نجد مقلوب الرقم عشرة (المعشار) وقد جاء وفيه دلالة على الذم ..
قال تعالى :
(وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ ) سبأ 45

https://www.tg-me.com/soundquran77