Telegram Web Link
حسبُك من منازل الرِّضا ودرجات الطمأنينة يقينك التام أنَّ كل ما يمُر بك من صعوباتٍ وآلام وتعثُّرٍ وحِرمان؛ أنَّ الذي كتبه لك وقدَّره عليك هو أرحم الراحمين، العليم بحالك، الخبير بذات صدرك؛ فلا يَصدر إلا عن رأفةٍ وحكمةٍ بالغة!

‏وخفَّف عني ما أُلاقي من العنا
‏بأنك أنتَ المُبتلي والمُقدِّرُ!
وكان النبي ﷺ خافض الطرف، من رآه بديهةً هابَه، ومن خالطَهُ معرفةً أحَبّه، لا يطوي عن أحد من الناس بِشْرَه، قد وسِع الناس بسطُه وخُلُقُه؛ فصار لهم أبًا، لا يثبّتُ بصرَه في وجه أحد، له نورٌ يعلوه، كأنّ الشمس تجري في وجهه

‏- الرافعي
يا ربّ.. ترجوك القلوب
وأنت أهلٌ للرجا
مما ستدركه وتندم عليه عند انتقالك إلى حياتك
الحقيقية - ما بعد القبر - أنَّ هذه اللحظات كان
أولى أن تُقضى بين يدي الله، وأنَّ الوتر خير من
أي اجتماع مع البشر وأن ما كان لله دام واتصل
وما كان لغيره انقطع وانفصل
‏في صحيح الحاكم عن أنس مرفوعًا: ‹ لا تعجزوا
عن الدعاء، فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد ›
للهِ قلبٌ يشتكي بلواهُ
ويقول نبضًا حائرًا.. أوّاهُ

للهِ قلبٌ عاش يكتمُ همّهُ
ويرى العناء يطول فيه مداهُ

لا يشتكي جزعًا ولكن غُصّةٌ
فتَكت بهِ حتى اعتلاهُ أساهُ

قلبٌ من الدنيا أتتهُ زوابعٌ
حتى يكاد يضيعُ منهُ سناهُ

قلبٌ بكى في لحظةٍ ورمت بهِ
أمواجُ حزنٍ لا تريدُ رضاهُ!

عصفت بهِ الآلامُ ساعةَ غفلةٍ
والهمّ بالثوب الحزين كساهُ

هو قانعٌ أن الذي أزرى بهِ
وبنبضهِ، ما قدمتهُ يداهُ

هو قانعٌ أنَّ المآسي رفعةٌ
عند الإلهِ إذا يحينُ لقاهُ
لما أخبر النبي ﷺ أصحابَهُ أنهم ربع أهل الجنة، ثمَّ ثلث أهل الجنة، ثم شطرُ أهل الجنة، كانوا يكبرون في كلِّ مرة

‏قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرح سنن
أبي داود: هذا يدل على أنه يُشرع التكبير عندما
يأتي ما يسرُّ المسلم
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
يا لاهيًا عن صلاتك؛ كيف تأملُ أن تعيش في
حُللِ المسرَّة رافلا، ولم تزل في ليلك ونهارك
عن الصلاة غافلًا.. لأيِّ يومٍ أخَّرت توبتك؟
يا غافلًا ماذا تنتظر؟ يا لاهيًا متى تعتبر وتنزجر؟

مقتطف من خطبة الجمعة
د.#صلاح_البدير
“فبينا⁩ ⁦ همُ⁩ ⁦ في⁩ ⁦ عيشهم⁩ ⁦ وسرورهم⁩
‏وأرزاقهم تجري عليهم وتقسمُ
‏إذا ⁦ هم⁩ بنور ساطعٍ أشرقت له
‏بأقطارها الجناتُ لا يُتوَهَّمُ
‏تجلَّى لهم رب السماوات جهرةً
‏فيضحكُ فوق العرش ثم يُكَلِّمُ
سلامٌ عليكم يسمعون جميعهم
‏ بآذانهم تسليمه إذ يسلمُ
‏يقول سلوني ما اشتهيتم فكل ما
‏ تريدون عندي أنني أنا أرحمُ
فقالوا جميعًا نحن نسألك الرضا
‏فأنت الذي تولي الجميلَ وترحم
‏فيعطيهم هذا ويشهد جمعهم
‏عليه تعالى الله فالله أكرمُ
‏فيا بائعًا هذا ببخس معجل
‏كأنك لا تدري ، بلى سوف تعلم
فإن كنتَ لا تدري فتلكَ مصيبةٌ
‏وإن كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ..”
بين جناحَيّ الخوف والرجاء تجد المؤمن يصارع
شهوات الحياة ومزالق الأهواء، يجمع لنفسه
عملًا يبني له حياة هناك.. في جنة الخلد، وتراه
يراقب حفنة الأعمال بتهيُّب.. يراقب قلبه
بخوف.. أقتَربَ من الرحمن أم ابتعد؟ أوجدَ
الأُنس أم فقد؟ يتألم لأثر الذنوب الذي يراه جليًا
على قلبه، وتحزنه سقطاته التي يشعر معها
بمنزلته عند الله تهبط.
قد لمس بأنامل قلبه نعومة الوصل.. وذاق
الطمأنينة التي تلقَّاها حين استقام، فباتت تُرعبه
المزالق
وباتَ في قلبه صوت الورع، يُحذِّره كلما
قارب ما يهدد سعادته القلبية.. ينظر إلى من
يخبط في الحياة لا يأبه في أي ذنب يخوض،
فيتألم له ويود لو يأخذ بيده إلى هذه الواحة..
كيف يشرح له أنه لا عقاب أكبر من حرمان هذا
الشعور؟ كيف يعبّر عن ذاك الألم الرقيق الذي لا
تغسله سوى دموع التوبة والإنابة؟

سبحان من أنْبَت في قلوب عباده بساتين الأُنس
به وجعلها سبب سعادتهم.. إذ لا زالوا في تقرُّبٍ
منه يخشون ذبولها.. ولا زالوا سائرين على طريق
جنة الآخرة يتنعمون بجنة الدنيا
"في خاطر كلُّ أحدٍ من أمّتك أن يجلس معك طويلًا يحادثك، كلُّ فردٍ في أمتك عالقٌ بين منتصف الشوق إليك.. والحياءِ منك" ﷺ
ثمَّ يجيءُ الليل بكلِّ ما حوى من ذكريات ليعيد
لك إحسانه عليك، وكرمه الضافي والخافي..
أنتَ ذاك الذي عصيتَه وظلَّ يعطيك، وغفلتَ
عنه وظلَّ يداويك، وما نقصَ من ملكه شيءٌ
ونقصت دومًا أنتَ دونه، ويظلُّ هو رغمًا عن
كلِّ شيء الواحد الأحد الذي يبقى حين يرحلون،
ويسمعك حين ينامون، ويعطيك حين يبخلون،
ويسخِّر لك أرضه وسماءه حين يقنطون


‹ فمن يأويكَ إن لم يأويك؟
ومن يملأُك إن لـم يملأك
وما طعم الحيـاة أخبرني!
إن لم تكن يومًـــــا إليه ›
وأنتَ تمر بفصلٍ شاق من عمرك، تَشعرُ فيه بأنك فقدت الحياة لروحك، وتقسمتَ لأحاجي مُبعثرة لا يَسعُك حلّها، تتأمل حالك بغرابة، مِن فقد إلف نفسه وطِباعها؛ فيُسيطر عليك الحنين بعدها لك، ولنُسختك الأحب، لنبض الحياة يَسري فيك، حتى يمدك الله تعالى بالنور والسعة، يصبح في قلبك اليقين بأنَّ أقداره سبحانه هي الخير!

ما كانت تلك الصِّعاب لتتجلّى إلا أجود صورةً منك،
تتبصر في عبور الأيام على روحك، وكيف صِرتَ أكثر
تَؤدة ووقار، عبور لا يُخفى أثرُه، تتأمّلُه وكلّ ما فيكَ
يشهد:
«إن المَصاعِبَ طَوْعًا أو كَراهيةً
أعَدْنَ نَحتي، كما أبدَعْنَ تلويني»
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: أنَّ النبي
ﷺ كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرةٍ أو نخلة،
فقالت امرأة من الأنصار -أو رجل- يا رسول الله:
ألا نجعلُ لك منبرا؟، قال: إن شئتم فجعلوا له
منبرا فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر،
فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي ﷺ
فضمَّه إليه يئنُّ أنين الصبيّ الذي يسكن
، قال:
"كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر
عندها"
[رواه البخاري]

كان الحسن البصري رحمه الله إذا حدث بحديث
الجذع الذي حنَّ للنبي ﷺ بكى وقال: هذه خشبة
تحنُّ إلى رسول الله ﷺ؛ فإن كانت الخشبة تحنُّ
إلى رسول الله فكيف بفؤادي؟
ثمَّ ينظر الله إليك
‏من فوق سبع سماوات
‏نظرة رضا،
‏فتطيب بها أوجاعك
وكأنَّها لم تكُن
ٰ قال ابن باديس - رحمه الله -:
« فوالله الذي لا إله إلّا هو، ما رأيتُ - و أنا ذو
النفس الملأى بالذنوب و العيوب - أعظم إلَانةً
للقلب، واستدرارًا للدمع، و إحضارًا للخشية،
وأبعث على التوبة؛ من تلاوة وسماع القرآن »
2025/10/27 08:41:27
Back to Top
HTML Embed Code: