Telegram Web Link
سُرُج
Audio
".. فماذا يصنع المشهود عليه ؟"
مقالة : ( ثُمَّ حُبِّب إليه الخلاء ! )

https://dawa.center/file/5925

"يا صِحاب: أقلبٌ مُعتكِفٌ اخْتَلى برِبِّه خيرٌ أم قلوبٌ منشغلة أمضت جُلَّ وقتها في فضولِ النَّظر والخبر؟"
‏« قد جاءكم رمضان شهرٌ مُبارك، افترض
الله عليكم صيامه، تُفتح فيه أبوابُ الجنة
ويُغلق فيه أبواب النار، وتُغلُّ فيهِ الشياطين،
فيه ليلة.. خيرٌ من ألفِ شهر، من حرم خيرها
فقد حُرِم
»

مُباركٌ عليكم الشهر، جعلنا الله وإياكم من
قوامه وصوامه، وأعاده علينا أعوامًا عديدة 🤎
اغتنموا فُسحة أعماركم وقوَّة أبدانكم في
الإقبال على الخيرات في رمضان، فإنَّ لكل
شيء سوقًا، وإنَّ سوق الآخرة رمضان، وإن
من هُيِّئ له أن يدخل السوق ليربح ثم انصرف
عنه فهو من أعظم الخاسرين، وإن الخسارة
التي لا ربحَ بعدها خسارةُ العبدِ مغفرةَ الله
ورحمتَه


_ صالح العصيمي
هَا قد أتى يوم الجمعة، وقد اجتمعَ لك في هذا
اليوم فضلان، فضل الجمعة وفضل رمضان؛
يومُ عبادةٍ هو ميزان الأسبوع في شهرِ رمضان
الذي هو ميزانُ العام

فالمُوفَّق من اغتنمَ ساعات يومه هذا بكثرةِ
الصلاة على نبيه ﷺ، وأقبلَ على ربِّه مُتضرعًا
بالدعاء في ذُلٍ وانكسارٍ أن يوفقه الله فيما هو
آتٍ من شهره، ويفتح له ويأتي بقلبه إليه
سبحانه، وأن يتقبل منه ويعتقه من النار
من أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من
النَّوافل: كثرة تلاوة القرآن، وسماعه بتفكرٍ وتدبرٍ
وتفهُّم

‏قال خباب بن الأرت لرجل: «تقرَّب إلى الله ما
استطعتَ، واعلم أنكَّ لن تتقرب إليه بشيءٍ هو
أحبُّ إليه من كلامه»
‏ذهب ثلث رمضان، وبقي لنا ثلثاه، والعبرة بالخواتيم،
فلا تجعل ما مضى من تقصيرك؛ حاجزًا يمنعك من
الاجتهاد فيما بقي
، فإنما الأعمال بخواتيمها.
"إذا وجدتَ فتورًا في رمضان فحرِّك همتك بتذكير
نفسك أنَّه أيَّامٌ معدوداتٌ، وأن في صيامه وقيامه
أجورًا وافراتٍ، وأنَّ العمل فيه يذهب بذهابه، فإن
لم يُغتنم فلا سبيل للحاقه،
فاصبر وأدرك ما بقي
منه قبل فواته"
الشيخ صالح العصيمي

َ
وفي رواية أحمد: قال النبي ﷺ لطَلحةَ: «وما
أنكرتَ مِن ذلك؟ ليس أحدٌ أفضل عند الله مِن
مُؤمنٍ يُعمَّر في الإسلام؛ لتسبيحه وتكبيره
وتَهليلِه»
‏كل حرمان تجرَّعتهُ في عمرك لا يساوي أن تمرَّ
هذه الأيام ثم تغادر وأنت كما أنت، أن تمرَّك
مواسم التجارة ثم تعرض عنها، أن تسير مواكبُ
الصادقين وأنت في مكانك، أن يتسابق المؤمنون
في معارج الطاعة والقرب، وأنت لاهٍ في هذه
الفانية


فالوقت قصير، والزاد قليل، ومآلنا الرحيل
خطب عدي بن أرطاة بعد انقضاء رمضان
فقال: «كأنَّ كبدًا لم تظمأ، وكأنَّ عينًا لم تسهر،
فقد ذهب الظمأ وأبقي الأجر، فيا ليت شعري
من المقبول منَّا فنُهنئه، ومن المردود منَّا
فنُعزيه؟ فأما أنت أيها المقبول فهنيئًا هنيئًا،
وأما أنت أيها المردود فجبرَ الله مصيبتك»،
ثم يبكي ويبكي..

فهلّا شمَّرتَ قبل فواتِ الفرصة؟
في مثل هذا اليوم من الأسبوع القادم لن يكون
رمضان! فلنجتهد فيما تبقى، ونغتنم هذه الليالي
فيما يقربنا إلى الله تعالى
اجتهدوا مُتَّبعين هديَ نبيِّكم ﷺ
أعيذك أن تتكل على دمعاتك التي أرقتَها على
سجادتك ليلةَ أمس ودعوات
ِك التي بثثتها لله
قبل صلاة الفجر= فتفترَ عن عبادة الله بقيةَ
شهرك..


وما أدراك الساعة التي يأذن الله فيها بنفحات
رحمته؟ والليلة التي يشاء ربك أن يجعلها ليلة
القدر؟
لم يبق سوى ليلة أو ليلتين..
والعبد -كل العبد- من لا يزال متوسِّدًا باب
مولاه، ومنطرحًا بين يدي سيده.. حتى يكون
من العتقاء!

هذا رمضان، وهذه محطة التقوى،
فـ( تزوَّدوا )؛
فإن الفتن في الناس كثيرة، والدنيا تغر ولا تسر،
والناس من حولنا يتخطفون، ﴿وينجي الله الذين
اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم
يحزنون﴾
"أرِ الله من نفسك خيرًا،
فإنَّ الأعمال بالخواتيم!"
سماع القرآن أصلح الأغذية وأطيبها وأنفعها
للعارفين، وهو غذاء قلوبهم الذي لا يُشبع منه
ابن القيم - رحمه الله -
2025/10/25 17:15:46
Back to Top
HTML Embed Code: